سلسلةُ عروضٍ موسيقيّةٍ في معهدِ الموسيقا العَبليني الجليليّ!/ آمال عوّاد رضوان


الموسيقا لغةُ الوجود ظهرت قديمًا منذ الأزل، وامتدّتْ مِن همساتِ الطّبيعةِ وهديرِ البحرِ وصمتِ الحجر، مِن حفيف الشّجرِ وزقزقةِ الطّيور، ومِن خريرِ الماءِ وأصواتِ وظلالِ الأحياء، فتعلّقَ بها الإنسانُ لحاجتِهِ لها، ولِما لها مِن مدلولاتٍ وآثارٍ وانعكاساتٍ إيجابيّةٍ على الكيان البشريّ، ومعَ التّطوّرِ تبدّلت وتغيّرت زمكنيّة الموسيقا مِن الأبسط إلى الأعقد، ومع تطوّرِ صناعةِ الآلاتِ الموسيقيّةِ والطّرُقِ الحديثةِ بتلقينِ الموسيقا، تجاوزت الموسيقا المكانَ الجغرافيّ بتميّزِها، واخترقت الزّمانَ التّاريخيّ بخصوصيّتِها، وامتلكت الحواسّ والإحساسَ دونَ منازع!

اليومَ، وبعدَ أن ازدادَ وعيُ المجتمع للموسيقا وكبُرتْ حاجتُهُ لها، اتّسعتْ دائرةُ الاهتمامِ والأُطُرِ التي تُساهمُ في تنميةِ المواهبِ الموسيقيّة، وتعتمدُ على رفع الذائقةِ السّماعيّة وتعزيز الانضباط، بذل المجهود والتعمّق والمثابرة والمتابعة، والتّوافق الصّوتيّ الهارمونيّ بينَ الآلاتِ، لخلقِ جيلٍ مِن الشّباب والشّاباتِ يدرسون هذا الفنّ الموسيقيّ بأساليبِهِ الممنهجة، ويلتقطون مدلولاتِهِ بدرايةٍ وذائقةٍ رفيعة.

أحدُ هذهِ الأطر الموسيقيّةِ المَحلّيّةِ في بلادِنا هو المعهدُ الموسيقيّ في عبلين، وقد كان الأثرُ السّامي في بلورةِ هذهِ النّواة وتشكيلِها في حيّز الوجودِ، للاستاذ الموسيقيّ المِقدام نبيه عواد عام 1993، لحبِّهِ وعشقهِ الغامضٍ للموسيقا، إذ عملَ كمُدرّسٍ للموسيقا في الجليل بينَ السّنواتِ 1985- 2003، في النّاصرةِ وشفاعمرو وعبلّين وكوكب، ولمسَ وجودَ مواهبَ فنّيّةٍ كثيرة، تستحقُّ الاهتمامَ والرّعايةَ والتّبنّي والصّقل في إطارٍ رسميّ!

وعادةً ما ترتبطُ الانطلاقةُ بظروفٍ ومؤثّراتٍ، لكن حُبّ الأستاذ نبيه عوّاد للموسيقا وانتماءَهُ لبلدِهِ وللموسيقا الأصيلةِ، وطموحَهُ وتعطّشَهُ اللاّ محدودِ في المساهمةِ في رفْعِ شأنِ بلادِنا فنّيًّا وثقافيًّا، وبسببِ النّقصِ الفنّيِّ والفراغِ الموسيقيِّ الّذي يحتلُّ جزءًا كبيرًا في بلادِنا، كلُّ هذه الظروف كانتْ دوافعَ ومُحفّزاتٍ تحتاجُ بلورتُها إلى مبادرةٍ وعزْمٍ وتصميمٍ ومثابرةٍ، لتطويرِ ورعايةِ الفنِّ الموسيقيِّ، كإرثٍ مُهمٍّ يعكسُ ثقافتَنا المحلّيّة.

فانطلقَ بمغامرةٍ جريئةٍ واثقةٍ ومميّزةٍ، لم تقتصرْ على مُدرّسينَ عرب للموسيقا الشرقية فقط، بل ومُدرّسينَ أجانب للموسيقا الغربيّة أيضًا، بدعمٍ مِنَ المجلسِ المَحلّيّ، ليكونَ المعهدُ الدّفيئةَ الحاضنةَ موسيقيًّا لعبلين ومنطقةِ الجليل القريبةِ، ولرعايةِ وترعرعِ المواهبِ موسيقيًّا مِن جيلٍ صغيرٍ جدًّا، فلاقى المشروعُ استحسانًا وتجاوبًا والتفافًا.

يعملُ المعهدُ الموسيقيّ على تنميةِ المهاراتِ الموسيقيّةِ المعرفيّةِ والتقنيّةِ والذّوقيّة، بمنهاجٍ دراسيٍّ يتناسبُ بفصولِ الدّراسةِ ومستوياتِ الطّلاّب وأجيالِهم نظريًّا وعمليًّا، والإقبالُ على تدريسِ الموسيقا في ازدياد، والمعهدُ الموسيقيُّ في عبلين مستمرّ في نموّهِ المُطّرد خلالَ الأعوامِ التّاليةِ في الكمّ والكيف، وفي وضعِ حجرِ الأساس لأهمّ وأرقى مراحل مستقبل الأجيال الناشئة، وقد تخطّى كلَّ الصّعوباتِ والمشقّاتِ بوعيِ وتطلّعاتِ الأهالي المثقّفين، فكانَ حصادُ النّجاحِ متزامنًا في المعهدِ الموسيقيّ وجوقةِ الكروان، بشكلٍ لا نظيرَ لهُ وما زال.

لقد أخرجَ المعهدُ الموسيقيُّ في عبلين كوادرَ فنيّةً واعدة إلى الوجود، وعلى صعيدِ الإنجازاتِ العامّة، فإنّ مايسترو الكروان الفنّان نبيه عوّاد؛ مؤسّسُ المعهدِ الموسيقيِّ للعزف وجوقةِ الكروان للغناءِ في بلدة عبلين الجليليّة، يُشرفُ على الكثير مِن المهرجاناتِ الموسيقيّةِ المَحلّيّة، ويعملُ كلّ ما بوُسعِهِ للمساهمةِ بنهوضِ الحركةِ الموسيقيّةِ والغنائيّةِ لأسمى الدّرجات في بلادِ الحنين.

وها المعهدُ الموسيقيُّ قد بدأ في جمْعِ الغلّةِ على البيدرِ الموسيقيّ، فاختارَ ستّة مِن خرّيجي المعهدِ التّفرّغَ كلّيَّا للموسيقا، ومتابعة الدّراسةِ العليا في الجامعات، وإثباتِ جدارةٍ وكفاءةٍ في العزفِ، بدلالاتٍ ومعانٍ كبيرة في الاعتماد على الذات، رغمَ كلّ الظّروفِ الصّعبةِ والتّمويلِ المؤسّساتيّ الشّحيح.
كما يعملُ المعهدُ الموسيقيُّ حاليًّا على تأسيسِ فرقةِ أوركسترا مِن الطّلاّب الرّواد في الموسيقى الكلاسيكيّة الغربيّةِ والكلاسيكيّةِ الشّرقيّة، ترافق تدريبات ونشاطات جوقة الكروان أيضًا.



منذ مطلع عام 2011 انتقلَ المعهدُ الموسيقيّ في عبلين إلى مقرِّهِ الجديدِ المستقلّ الرّائعِ الهادئ، ليُتابعَ نشاطاتِهِ الموسيقيّة وارفةَ الظّلال، وعلى مدار أيام شهر حزيران 2011 وبرعاية المجلس المحلّي في عبلين، دُشّنَت قاعةُ المعهدِ الجديدة بسلسلةٍ ناجحةٍ مِن عروضِ العزفِ للطلاب في نهاية العام الدراسي 2011 مِن ذكورٍ وإناث، وحظيت هذه العروضُ بحضورٍ واسعٍ مِنَ الأهل والأصدقاء.

عروض في مجموعاتٍ للوتريّاتِ والنّحاسيّاتِ وآلاتِ النّفخ والإيقاع، وبصمتِ الحضورِ الاستثنائيّ انسابت الموسيقا بدبيبِ حركتِها إلى الآذان والوجدان، تعزفها أناملُ طفوليّة، وتحلّق ألحانًا في سمواتِ حضورِها الوارفِ عذبةً شيّقةً انفعاليّة، تُلامسُ الجسدَ وتثيرُ الرّوح بإبداعِها ورغبتِها الصّادقة، وبمستوياتٍ معرفيّةٍ وفنيّةٍ وذوقيّةٍ مختلفةِ الأجيال، والحضورُ بقلوبٍ خاشعةٍ وعيون صافيةٍ يُصغون لنقاوةِ هذهِ اللّحظاتِ الموسيقيّةِ الخالدةِ مِن أعمارِ أبنائِهم.

الأعلامي أحمد الزاويتي يحصل على درجة الماجستيرمن جامعة لاهاي


حصل الاعلامي الكردي احمد الزاويتي مدير مكتب الجزيرة في كردستان العراق على شهادة الماجستير في الاعلام من جامعة لاهاي في هولندا بعد مناقشة رسالته الموسومة (التقرير الخبري التلفزيوني الميداني - الجزيرة نموذجا) في مدينة لاهاي بهولندا، وقد طالت المناقشة بين لجنة المناقشة المكونة من البروفيسور د.ثامر الفلاحي اختصاص اعلام كرئيس للجنة والبروفيسور الدكتور شفيق السامرائي اختصاص قانون وسياسة والبروفيسور الدكتور طاهر علوان اختصاص سينما، حول المسائل الفنية والشكلية والمضمون، وقد قررت اللجنة بعد ذلك منح الزاويتي شهادة الماجستير ومنح رسالته درجة جيد جدا، وقد حضر عدد من الاكاديميين العراقيين والمثقفين الكرد في المهجر المناقشة وباركوا للزاويتي حصوله على الماجستير متمنين له التوفيق،

وقد سجل الزاويتي للدكتورا في الاعلام في الجامعة نفسها واتفق مع مشرفه الدكتور ثامر الفلاحي ان يكون موضوع اطروحته للدكتورا (الكتابة للصورة) يذكر ان الزاويتي يحمل البكالوريوس في الجيولوجي من جامعة الموصل في العراق وكذلك البكالوريوس في الشريعة من جامعة دهوك في كردستان العراق، وبدأ الدراسلة في الاعلام مع جامعة لاهاي منذ عام 2008 حيث بدأ سنة دراسية لتعديل الشهادة الى الاعلام ثم خاض بعد ذلك مرحلة الماجستير في الا علام، ويعمل الزاويتي في حقل الاعلام والفن والادب منذ عام 1991 حيث اسس فرقة كردستان الفنية وعمل فيها ككاتب ومخرج وممثل مسرحي، والف كتبا باللغة الكردية منها قصة الرحلة المليونية للكرد الى الحدود التركية، وكذلك كتابا ادبيا بعنوان من وحي الاشتياق، وكتب رواية طبعت في بيروت باللغة العربية تحت عنوان (الهروب إلى الحياة) وطبعت له مسحرية في لبنان ايضا بعنوان (مؤمن آل فرعون) وعمل في حقول الاعلام المرئي والسمعي والمقروء في كردستان ثم دخل الاعلام العربي فعمل مراسلا لاذاعة صوت المانيا باللغة العربية وشبكة اسلام اون لاين وكاتبا في مجلة المجتمع الكويتية ثم مراسلا للجزيرة في كردستان، ومن ابرز اعماله للجزيرة فلمين وثائقيين احدهما من مواقع حزب العمال الكردستاني بعنوان (دولة الجبل) وثانيهما (ملا مصطفى البارزاني قصة ثورة وعلاقة) وتميز بتغطيته لمواجهات الجيش التركي مع حزب العمال الكردستاني بتقاريره من داخل مواقع حزب العمال في الشريط الحدودي بين تركيا والعراق، وايضا بتقاريره عن الشان الكردي في العراق، وشارك في تغطية الجزيرة لجنوب السودان اثناء الاستفتاء الذي قرر فيه جنوب السودان عن مصيره باختيار الانفصال من السودان

آمال عوّاد رضوان تحاور الفنّانة جهينة حبيبي

من هي جهينة حبيبي؟

الفنانة التشكيليّة جهينة حبيبي ولدت في 1-9-1947، ترعرعت في حيفا والناصرة، وعام 1981 التحقت بكليّة أورانيم لدراسة الفنّ في قرية طبعون الجليل، ومنذ عام 1985 تُدرّس تاريخ الفنّ والرّسم والنّحت، تنحتُ بالطين، وترسم بألوان الزيتِ وبتقنيّاتٍ وأساليبَ متنوّعة، رسمت كتبَ في أدب الأطفال، ولها مجموعة من ثماني قصص.

ما هي المعارض التي شاركت بها على الصعيدين المحلي والدولي؟

شاركت بعدّة معارض مشتركة:

1987- القدس - مؤتمر القدس للفولكلور الفلسطيني،1990- الناصرة-: معرض في المركز الثقافي الفرنسي،1991 – القاهرة - معرض لفنانين فلسطينيين، 1994 – القدس - المركز "الواسطي " للفن،

1995- حيفا - بيت الكرمة،1996 – تل أبيب - بيت الفنان، معرض لفنانات عربيات،

1997 – إنجلترا - معرض لفنانات فلسطينيات و يهوديات، 2000 – القدس - المسرح البلدي "أمنيمتا" نساء رسامات ونحاتات، 2001 – حيفا - بيت المعلمين العرب، 2003 – الناصرة - المركز الثقافي البلدي، 2003 – قطر - معرض جماعي، 2005- معرض متنقل – ستة مدن في البلاد – "الشبكة الديموقراطية الشرقية"، 2006 – رام الله – تشاكيل – "كل فلسطين"، 2007 – تل أبيب – برعاية القنصلية الأسترالية وجيفعات حبيبة، 2009 – بيت الكرمة – حيفا معرض جماعي "قصة من وراء الإبداع"،

2009 – 2008 – اشتراك بمعارض جماعيّة مختارة من قبل "إبداع" في مركز إبداع كفرياسيف،

2010 – معرض "كفى" في جاليري إبداع – كفرياسيف.

ما هي المعارض التي شاركت بها على الصعيدين المحلي والدولي؟

معارض شخصيّة :

1989 الناصرة: المركز الثقافيّ البلديّ، 1998 الناصرة في المركز الثقافي البلدي، 2009 حيفا: "فتوش".


رسمت جهينة حبيبي قندلفت لوحة أبناء إبراهيم، هل لاقت دعوتك للسّلام عبْر الفنّ صداها بين الجمهور؟

أنا أحاول في لوحاتي أن أعملَ مواجهةً بينَ الماضي البعيدِ والواقع الموديرني المملوءِ بالتعقيدات، وبرنامجي في أعمالي للمستقبل سيكون في هذا الاتّجاه.

عندما أستمع للأخبار باللغة العبريّة، تظهر أمامي الكلماتُ العبريّة، وبعقلي اللاّواعي أجد لها كلماتٍ مرادفةً بالعربيّة، من ذات الأصل وذاتِ الشّرش والجذر.

أمثلة: (عولام): عالم، (إيرتس): أرض، (ملحماه): ملحمة، (زِعقاه): زعقة، (حاي): حيّ، (ميت): ميت، (أهاف): أحبّ، ومئات الكلمات المترادفة التي تدلّ وتُثبتُ أنّه عندما تكوّنت اللغةُ في الزّمن القديم ما قبلَ تدوين التاريخ، كنّا نعيشُ سويّةً العربُ والعبريّين مع بعض وعلى نفس الأرض وما زلنا على نفس الأرض، وأسأل دائمًا، لماذا كلّ هذا العراك وهذه العداوة وكلنا إخوة، وشعوب العالم إخوة في هذا العالم، الذي أصبح في العصر الحديث كأنّه قرية واحدة؟

كنّا في هذه المنطقه الصّغيره من العالم منذ فجرِ التاريخ، ومنذ بدايةِ تعبير الإنسان عن احتياجاتِهِ ومشاعرِهِ ومخاوفِه، كنّا مع بعض، فحتى متى هذا التناحر والعداوة ودائرة الدم؟

هذه اللّوحة عُرضت في عدّةِ أماكن، منها في معرضٍ مشتركٍ في تل- أبيب، وقد لاقت تقديرًا واهتمامًا بالغيْن.

معرضك الاخير ضم لوحات مستوحاة من اشعار محمود درويش وقصائده ماذا ارادت جهينة أن تقول ،او ما هي الرسالة التي تضمنتها هذه اللوحات؟

في بعض لوحاتي: لقد استعملت بعض الجمل من أشعار درويش في ثلاث من لوحاتي، ومحمود درويش حالة شعرية خاصة، ومستحيل أن تتكرر، كمثل "المتنبي".

"سأصيرُ يومًا ما أريد/ سأصيرُ يومًا فكرةً لا سيف، يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب.

كبرنا أنا وجميل بثينة كل على حدة/ في زمانيْن مختلفيْن/ هو الوقت يفعل ما تفعل الشمسُ والرّيح/ يصقلنا ثم يقتلنا. وتستحمّ الغزالة في نبعها المتدفق من ذاتها".

ومِن هذه الجُملِ استلهمتُ لوحاتي الثلاث.

ما تأثيرُ البيتِ على فنّ جهينة حبيبي سابقًا ولاحقًا؟

بالطبع كان للبيت الذي تربيت فيه أكبر تأثير على نفسي وعلى أعمالي، فالوالد إميل حبيبي كان أبًا وإنسانًا بكل معنى الكلمة، إنسانًا حسّاسًا، أبًا مُحبًّا رقيقًا، علّمَنا كيف نتواضعُ وكيف نتسامح، وعلمَنا أن نُحبّ لغيرِنا كما نحبُّ لأنفسِنا.

كنتُ ألاقي تشجيعًا وتقديرًا كبيرَيْن من الوالد، وكان يُؤمنُ بقدرتي على الإبداع والفن. في بداياتي عندما ابتدأت بالدّراسةِ في كليّةِ الفنون في "أورانيم"، كانت هذه الكليّة تبعدُ عن الناصرة 30 دقيقة سفر، وكنت متزوّجة ولديّ أربعة أطفال أكبرُهم عمرُه 12 سنة، وأصغرُهم عمرُهُ سنتين، وكان يجب عليّ أن أغيّرَ وأبدّلَ حافلتين (باصيْن) حتى أصلَ إلى الكليّة، فكان أبي يأتي يوميًّا في الصّباح إلى بيتي في منطقةٍ تبعد عشر دقائق عن بيتِ والديّ، لكي يأخذني معه في السّيارة ويوصلني إلى الكليّة في طريقِهِ إلى عملِهِ في جريدةِ الإتحاد في حيفا. وقد استمرّ هذا لمدّة سنتيْن، إلى حين أن أصبحَ هنالك باصٌ مباشرٌ يأخذ الطلاّبَ إلى الكلّيّة.. تعلّمتُ منه المثابرة، الإيمان بالذات، القوّة، الثقة بالنفسِ والإبداع.

كونك ابنة الكاتب القائد إيميل حبيبي.. هل أثّرَ هذا على استقلاليّةِ إبداعِكِ، أم أنّ هناك شيئًا ما يجعلك راضية عمّا وصلتِ إليه؟

ظلّ والدي حيًّا في قلبي وفي روحي بعدَ وفاتِه، أستمدُّ منهُ نفسَ الطاقةِ ونفسَ الوهج، أُكلّمُهُ في داخلي وأطلبُ بركتَهُ بعدَ بركة الله عزّ وجلّ.

أقول بصراحة؛ أنا لا أحبّ الحديثَ الكثيرَ عن نفسي ولا عن أعمالي، وقد جرَرتِني لشيءٍ لا أرتاحُ له. أنا أتركُ ريشتي أن تتكلّمَ عنّي، وأتركُ المتلقّي أن يتأثّرَ بأعمالي حسبَ شعورِهِ هو وأحاسيسِهِ هو، فأنا لا أحبّ أن أُملي أفكاري وآرائي على أحد.



كعضوةٍ في مؤسّسةِ إبداع، كيف تُقيّمينَ تجربة المرأة في الفنون بشكلٍ عامّ، وبالفنّ التشكيليّ بشكلٍ خاصّ؟

في الوقتِ الحاضر أرى أنّ النّساءَ المبدعاتِ في الفنّ التشكيليّ أصبحَ لهنّ دورٌ كبير في هذا المجال، وظهرَ عددٌ كبيرٌ مِن الفنّاناتِ في مجتمعِنا، وأرى التقديرَ والإعجابَ بأعمالِهنّ التي لا تختلفُ عن أعمالِ الرّجال، وإن كانت هنالك معالجاتٌ واهتماماتٌ لمشاكلَ نسائيّةٍ في هذه الأعمال، التي لا تظهرُ في أعمالِ الفنّانينَ الرّجال، وأرى أنّ عددَ الفنّاناتِ المبدعاتِ في تزايدٍ مستمرٍّ، حيث أصبحَ يُوازي عددَ الرّجال وربّما أكثر.

هل اقتصرت موهبة جهينة على الرسم أم ان لك محطات اخرى؟

علّمتُ الفنّ التشكيليّ في عدّةِ مدارس في الناصرة لمدة 27 سنة، وأُصادفُ العشراتِ مِن تلاميذي الذين يتذكّرونني في هذا المجال.

وبعد هذا المشوار الحافل ما هي خططك المستقبلية؟

الآن أنوي أن أتفرغ للفن وبإذن الله سأقيم جاليري لعرض لوحاتي في المستقبل القريب وشكرا.

بول دومينيك بعيني يطفىء شمعته الأولى


وسط زغردات الأهل وغنائهم "هابي باريزداي تو يو" أطفأ الطفل بول بعيني شمعته الأولى، وحوله والده دومينيك ووالدته لورين، .وأجداده آميل وأميليا مرعب وجوزاف وفرونيكا بعيني وعمومته وأخواله وعيالهم، وقد ظهر الطفل "بولي" طوال الوقت كملك متوج على عرشه، لا تفارقه الابتسامة، وكأنه يرحب بكافة الحاضرين. فألف مبروك وعقبى للمئة سنة بإذن الله.

جوقة الكروان تحيي حفل التخريج في ثانوية الطيبة عتيد/ آمال عوّاد رضوان

بتاريخ 11-6-2011 ووسط أجواءٍ شبابيّةٍ مِن الفرح والغبطة، أقيم في قاعة قصر الأفراح في الطيبة حفل مهيب، بحضور كبير من أهالي وذوي خرّيجي الثواني عشر، تخلله مراسيم تخريج 250 طالب وطالبة، من طلاب الثواني عشر في ثانوية عتيد - الطيبة.

تمّ الحفلُ بحضور مدير عام بلديّة الطيبة السيد سامي تلاوي؛ مدير قسم المعارف في البلدية، والسيد عبد الجبار عويضة ونائبته السيدة درية ابو عيطة، إضافة الى ممثل عن شبكة المدارس والكليات العلمية والتكنولوجية – عتيد.

وقد تولت عرافة الحفل الطالبتان أثير حاج يحيى وهلا شيخ يوسف، فاستهلت الحفل المعلمة ريم مصاروة مركزة التربية الاجتماعية في المدرسة بكلمة افتتاح جاء فيها:

أهلا وسهلا بضيوفنا الأفاضل، نشكر تلبيتكم دعوتنا ومشاركتنا مراسيم عيدنا السّنويَ بتخريج كوكبةٍ جديدة مِن فرسان هذا المَعلم الحضاريّ الحصين، ومن طلائعيّي الصّرح التربويّ المتين؛ ثانويّة الطيبة الأبيّة، والتي تجيش مشاعري فخرًا واعتزازًا بانتمائي لها.

أرحّب بكم أوّلاً الأهل الكرام وذوي الخرّيجين، أقرباءهم ومعارفهم وأهنئكم بنجاح فلذات أكبادكم، أبنائكم وبناتكم في طيّ صفحةٍ ناصعةٍ مُشرّفةٍ أخرى، إثرَ مكوثِهم ثلاث سنين في ردهات العلم ودروب المعرفة، ومكوثهم لدى أسرتهم الثانية؛ ثانوية عتيد الطيبة، ليجتازوا بذلك المرورَ الأوّل في سلسلة المحطّاتِ الحياتيّةِ والتّحصيليّة، بل العبور الأوّل في جُملةِ المَعابرِ الحياتيّةِ والانتقاليّة، متأهّبينَ بذلك للمضي قدُمًا نحوَ العلياءِ في مسارِ الحداثةِ وتحقيق الذات.

تحيّاتي أوجّهُها أيضًا إلى ضيوفنا من بلديّةِ الطيبة، والحضور مِن قِبل شبكة المدارس العلميّةِ والتكنولوجيّة – عتيد، ولجميع الزملاءِ والزميلاتِ في المدرسة، وإلى مديرنا الأستاذ حسني حاج يحيى، وأحيّي جوقة الكروان الغنائيّة بجميع أعضاء كورالها وبقائدِها المايسترو الأستاذ نبيه عوّاد، وأشكر جميعَ الفنّيّين والتّقنيّين وخصوصًا الفنان زياد حبيب.

وعلى وقع أنغام وألحان "خطة قدمكن هدّارة" التي تقدّمُها جوقة الكروان، أرجو مِن الجميع الوقوف لاستقبال الفرسان المترجّلة لدخول" القصر"، لنستقبل خرّيجينا وخرّيجاتِنا، وأهلاً وسهلاً بالجميع دون استثناء في تخريج فوج 2011 الفوج الثامن والخمسين من الطلبة والخريجين

وبعد دخول الطلاب تابعت تقول بحرارة عارمة تلهبُ الصّدورَ الجيّاشة بالفرح والتصفيقَ المتواصلَ الحادّ:

أهلاً أعزائي بناتي وأبنائي، أقدّم لكم أرقّ التهاني وأصْدَقها بمناسبة إنهائِكم المرحلة الثانويّة، لتُباشروا حقبة أخرى في سجلّ مشواركم، وفي هذا السّياقِ أسألُ الله أن يغمرَكم برضاه، وأن يفتحَ أبوابَ المستقبل الطيب على مصاريعِها في وجوهِكم، وأن تكونَ السّعادة رفيقة دروبِكم، والحظّ الكبير ملازمكم، والخُلقُ القويمُ مُلهمُكم، والعِلم نبراسًا يُنيرُ مسالكَكم.

أعزائي.. آمنوا بأنفسِكم وثقوا بها، لا تدَعوا العقباتِ تُثنيكم عن مساعيكم، تسلّحوا بالصّبرِ والإصرار لتخطّي النّكساتِ والمطبّات، حَكِّموا عقولَكم وضمائرَكم خلالَ تعاملِكم مع الآخرين، واتّخذوا مِنَ الحوارِ الحضاريّ وسيلةً لإدارةِ شؤون حيواتِكم، احترِموا الآخرَ وتقبّلوا المُغايرَ، وذوِّتوا القِيَمَ الإنسانيّة بمضامينِها الحقيقيّة.

وختامًا أقول لكم.. اِتّقوا اللهَ وأطيعوا الوالديْن واكسَبوا رضاهم، واجعلوا منه بدايةَ كلّ خطوةٍ مِن انطلاقاتِكم، وذلك تماشيًا مع قولِهِ تعالى: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، "ولا تقُلْ لهما أفٍّ ولا تنهرْهُما، وقُلْ لهما قولاً كريمًا، واخفِضْ لهما جناحَ الذُلِّ مِن الرّحمة، وقُلْ ربِّ ارْحمْهما كما ربّياني صغيرا"، صدق الله العظيم.

بوركتم أحبّائي وكُلّلتْ بالورودِ دروبُكم إن شاءَ الله.

ثمّ استقبلت ريم مصاروة عريفتي الحفل، بتقديم يليق بفتاتيْن مميّزتيْن جمالاً وخُلقًا وتحصيلاً بقولِها:

"أنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ ساكنٌ/ فهل سألتمُ الصّيّادَ عن صدفاتي"؟

لن أسألَ صيّادًا عن درَرِ بحرِ بلاغةِ اللّسان وفصاحةِ الكلام، إنّما سأُحّلّقُ وإيّاكم مع"الأثيرِ"، كي نرحّبَ معًا بـ "هلا" لنتواصلَ معًا مِن خلال إطلالةٍ أدبيّةٍ شعريّةٍ ونثريّة، بل لوحة فنيّة مَكسُوّة بنقابِ عرافةٍ مميّزة، فهيّا نستقبلُ ونرحّبُ وإيّاكم بعريفتيْ حفلِنا لهذا العام: أثير حاج يحيى وهلا شيخ يوسف.

وأبدعت عريفتا الحفلِ بكلماتِهما الترحيبيّةِ المميزة، وتلاهما فقرة القرآن الكريم للقارئ الطالب فادي جبالي، ثمّ تحدّث كلٌّ مِن المديرِ العامّ في بلديّةِ الطيبة السّيد سامي تلاوي، ثمّ تلتهُ كلمة ممثل شبكة عتيد.

تخلّلّ هذه الكلماتِ وصلاتٌ غنائيّة مُلتزمة قدّمتها جماعيّا جوقة الكروان العبلينيّة في الجليل، بقيادة المايسترو نبيه عوّاد، وأيضًا غناءً منفردًا لكلٍّ مِن الكروانيّين؛ فيفيان برجاس، سليم خليل، ساندرا حاج، ونس ابو شحادة، ماري برجاس.

بعد ذلك تميّز الخرّيجون بفقرتِهم الفنيّةِ والمتنوّعة، حيث شملت المحطّات التالية:

كلماتٌ مُعبّرة ألقاها كلٌ مِن الخريجات: شادن حاج يحيى، لَما حاج يحيى، سجى ربيع، فاتن مصاروة وسهر ناشف.

أمّا الفقرة التالية فكانت فقرة العرْض الشّرائحيّ المُحوْسب، حيث أبدعَ في إخراجها كلٌّ مِن الطالبات: روان حاج يحيى، أسيل مصاروة، ميس ناشف، أمل حاج يحيى، سجى مصاروة، جود جبالي وسجى تلاوي، ومثّلت كلُّ طالبةٍ منهن شُعبتَها الخاصّة بها، بمسيرتِهِ خلال السّنواتِ الثلاث الأخيرة، وقد تخلّلَ العرضَ الشّرائحيّ كلماتٌ أدبيّة ونثريّة تحكي حكاية كلّ صفٍّ من صفوف الثواني عشر في عتيد.

ثمّ كانت المحطة التالية من الأداءِ الإبداعيّ المتميّز لفرقة الدّبكة في المدرسة، التي تمّ تشكيلُها وتدريبُها تحت رعاية معهد "الأحلام" للياقة البدنيّة في الطيبة، وبإشرافٍ مباشرٍ مِن قِبلِ مديرة المعهد المربّية أحلام عوض.

واختُتمت المحطة الطّلابيّة بطقس رمزيٍّ مُعبّر؛ تمريرُ "الشّعلة التربويّة"، ومتابعة الدّرب ومسيرة المعرفة والعلم، حيث قامَ بأداءِ مراسيم تمريرِ الشّعلة كلٌّ من: كمال ياسين وأحمد منصور مِن الثاني عشر، وسلّموها لطلاب الحادي عشر رؤى عبد القادر وسلمى مصاروة.

بعد ذلك تقدّمَ مديرُ المدرسة الأستاذ حسني حاج يحيى بإلقاء كلمتِهِ الترحيبيّةِ والختاميّة، حيث أشادَ بمدرسةِ عتيد وإنجازاتِها المميّزة على المستويَيْن التحصيليّ واللاّمنهجيّ، كما أثنى على جميع مَن ساهموا في إخراج الحفل إلى حيّز التنفيذ.

وختامًا.. وعلى وقع أنغامِ النجاح المُعبّرة عن الفرحِ والتأثُّر لجوقة الكروان، تمّ توزيع الشّهاداتِ والهدايا على الخرّيجين والخرّيجات.

وفاة الوالد المجدلاوي موسى أنطونيوس أنيسة

عام 1924 أطلّ موسى إلى الحياة من أبوين تقيين هما المرحومان أنطونيوس ووديعة أنيسه. كان والده يومذاك من أشهر نجاري لبنان، فلقد أتقن مهنة القديس يوسف النجّار ربّ العائلة المقدسة، ليؤسس هو أيضاً في بلدة مجدليا ـ قضاء زغرتا عائلة مقدسة، كان فقيدنا الغالي موسى وحيدها بين ثلاث بنات هنّ ماري وحوّا وتراز.
وكبر موسى، ولمع نجمه، فأتقن عدّة لغات عالمية، ليصبح المترجم لكل من يقصده، فلا يرد طلباً لأحد على الاطلاق، دون أن يتقاضى أجراً على ذلك.
وبسبب اتقانه للغة الانكليزية حصل على وظيفة محترمة في شركة آي بي سي للبترول، فكان الموظف الأمين النشيط إلى أن تقاعد كلياً عن العمل.
وما أن تأسست بلدية مجدليا حتى انتخب بإجماع أهالي قريته عضواً فيها، بعد أن كان عضواً اختيارياً أيضاً.
أحب الطبيعة وأحبته لدرجة لم يفارق حديقته الغنّاء المثمرة إلا عندما زارنا في أستراليا مرتين لتفقّد إبنيْه طوني وكرلوس وعيالهما وباقي الأهل. فأعجب كثيراً، باخضرار هذه البلاد وبنظامها، وأطلق عليها لقب "الجنائن المعلّقة".
موسى أنيسه، إبن مجدليا البار، كان المثل الأعلى لكل من عرفه، فلقد كان رحمه الله والداً حنوناً، وأخاً مخلصاً، وجاراً كريماً، وصديقاً وفياً، تاجر بوزناته فربح أضعاف الأضعاف.
ويوم الأحد الماضي تناول عشاءه وشرب فنجان قهوته وذهب إلى فراشه لينام دون أي عارض صحي، ولكن الله ناداه ليدخل فرح سيّده.. كيف لا، وهو الانسان التقي الورع المحب. رحم الله أخانا موسى أنيسه وأسكنه فسيح جناته.
مجلة "الغربة" تعيد نشر لقاءها بالفقيد الغالي كي تبقى ذكراه خالدة أبد الدهر

المأسوف على شبابه : ساري كمال حدو الشحود في ذمة الله

شيعت مدينة محردة إلى كنيسة القديس جاورجيوس يوم الخميس \ 2 \ حزيران \ الساعة السادسة مساء المأسوف على شبابه :
الشاب ساري ابن الأستاذ كمال حدو الشحود مدرس اللغة العربية
الذي قضى بحادث مؤسف أثناء العمل ، فبكى عليه بدموع القلوب كل عارفيه ومحبيه الذين واكبوا جثمانه بالورود وسط حزن عميق وغصات الأسى ودموع الحسرة واللوعة والأسف على صفاته المحبوبة التي كان يتحلى بها من عنفوان واندفاعية ومحبة وعمل الخير .
رحم الله الشاب ساري كمال الشحود وألهم عائلته وأهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر وبلسم قلوبهم بالعزاء والسلوان .

مفيد نبزو – محردة -