طفل يجمع 600 ألف دولار لعلاج صديقه

تمكن طفل أميركي من جمع ما لا يقل عن 600 ألف دولار لدعم أبحاث لإيجاد علاج لمرض نادر يعاني منه أعز أصدقائه.
دايلان سيغل، الذي لا يتعدى عمره الـ7 سنوات، دفعه حبه الشديد لصديقه "جونا"، إلى تأليف كتاب اشتراه الآلاف فجمع اكثر من 600 ألف دولار.
ويعاني "جونا" من مرض نادر في الكبد يتسبب بانخفاض معدل السكر في جسمه ما يضطره للأكل كل عدة ساعات من خلال أنبوب موصول بمعدته،
سيغل يصف علاقته بصديقه بأنها أشبه بـ"قطعة شوكولا"، ومن هنا استوحى اسم كتابه "The Chocolate Bar Book" الذي تهافت الناس في الولايات المتحدة الـ50 وفي 42 بلداً لشرائه.
ويعود ريع الكتاب لدعم الأبحاث التي يجريها مختبر في فلوريدا يكاد يتوصل إلى علاج لهذا المرض النادر، الذي يعاني منه 500 طفل عبر العالم.
وسئل سيغل عما يتوقعه له ولصديقه بعد 10 أو 15 سنة فأجاب "أن نكون في المدرسة الثانوية، وأن يتم علاج جونا على الأرجح".
وكان جواب "جونا" على السؤال عينه "أن نكون صديقين".
بهذه البادرة، يجسد الطفل سيغل أسمى معاني الصداقة.

مهرجان الميداليات الروسي انتهى في سوتشي

لندن ـ مراد مراد
اختتم امس مهرجان الاولمبياد الشتوي في سوتشي 2014، بحفنة ميداليات استقر معظمها في جعبة الدب الروسي وسط علامات استفهام ملايين عشاق الالعاب الشتوية حول العالم. فقد اطل الروس برؤوسهم في قمة جدول الميداليات (للمرة الاولى منذ اولمبياد ليلهامر 1994 ) بعدما حصدوا ذهبيات مسابقات لم يبرعوا فيها يوما تاركين المركزين الثاني والثالث للنروج وكندا على التوالي، فيما اكتفت الولايات المتحدة الاميركية بالمركز الرابع، ووجدت المانيا نفسها للمرة الاولى في تاريخ الالعاب خارج المراتب الخمس الاولى بحلولها في المركز السادس خلف هولندا الخامسة، 

أما الطليان ففشلوا للمرة الاولى في تاريخهم في نيل اي ميدالية ذهبية. ويعتبر مراقبون ان قفز روسيا من المركز الـ11 الذي احتلته في اولمبياد فانكوفر 2010 الى المركز الاول في سوتشي 2014 غير منطقي.

وكيف لا تنقلب الموازين في سوتشي 2014 رأسا على عقب اذا ما قمنا بتفنيد الميداليات الذهبية الـ13 التي وضعت روسيا في الصدارة بعد عمليات احتيال وغش وصلت حتى شراء المتسابقين ومنحهم الجنسية الروسية مقابل مبالغ مالية طائلة. ثلاث ميداليات ذهبية في رياضة «التزلج السريع على المضمار القصير» حصدها لصالح الروس المدعو فيكتور آن وهو ابرز بطل كوري جنوبي في هذه الرياضة واسمه الحقيقي آن هيو سو وكان حصد ذهبيات المسابقة في اولمبياد تورينو 2006 لصالح كوريا الجنوبية. لكن ادارة فلاديمير بوتين قامت باصطياده بالمال العام الماضي ومنحته الجنسية الروسية ليحصد الميداليات لروسيا بدلا من بلده كوريا الجنوبية.

الامر نفسه ينطبق على البطل الاميركي في لعبة «مزلاج الثلوج» (سنوبوردينغ) فيك وايلد الذي بدوره منحت له الجنسية الروسية في 2012 مقابل اموال وحسناء روسية تشارك في الرياضة نفسها. النتيجة ان فيك حصد ذهبيتان لروسيا في هذه الرياضة كان يجب ان ترقدا في جعبة الاميركيين.

وفي التزحلق الفني على الجليد لفردي السيدات التي تهيمن عليها دون منازع منذ سنوات الكورية الجنوبية يونا كيم، فوجئت كيم والمتبارية الايطالية المميزة الاداء كارولينا كوستنر بالنتائج الاخيرة للمسابقة التي وهبت المغمورة الروسية اديلينا سوتنيكوفا الميدالية الذهبية رغم اداء عادي قدمته حتى انها سقطت ارضا خلال احدى قفزات البرنامج. وقد اثارت النتيجة الفضائحية حفيظة الملايين من عشاق اللعبة حول العالم وطالبوا بسحب الذهبية غير المستحقة فورا من المتبارية الروسية خاصة بعدما تم اكتشاف وجود حكام روس واوروبيين شرقيين لهم سوابق في التلاعب في النتائج في لجنة التحكيم التي اشرفت على البرنامج الاخير الذي قدمته المتباريات الثلاث.

ثم يأتِ الدور على رياضة «الزلاجة الجماعية» (بشخصين واربعة اشخاص) حيث اثارت الفرق المشاركة مشكلة ان الزلاجات التي استخدمها المتبارون الروس ليست ملتزمة بالمقاييس المتعارف عليها دوليا في هذه الرياضة ما منحهم سرعة غير مسبوقة اطاحت بمنافيسهم بفارق شاسع. وهكذا اضافت روسيا ميداليتين ذهبيتين الى رصيدها. وبتعداد الميداليات المذكورة تكون روسيا احتالت للحصول على 8 ذهبيات من اصل 13 حصلت عليها، هذا اذا اردنا اهمال الطلب الذي تقدم به الاتحاد النروجي بفحص منشطات للرياضيين الروس الذين انتزعوا ذهبيتي البياتلون للفرق (رجال) وماراتون تزلج المسافات الطويلة وهما سباقان تسيطر عليهما النرويج عالميا. لكن طلب النرويج لم يجب وتم تجاهله.

هذه النتائج غير المقنعة لروسيا جعلت محبي الالعاب الشتوية يتنفسون الصعداء لانتهاء سوتشي 2014 بسبب الضرر المعنوي التي الحقته بالروح الرياضية والفرص المشروعة التي فوتتها على رياضيين موهوبين من دول اخرى غير روسيا لم يتمكنوا من الحصول على ذهبيات يستحقونها بسبب سياسة ارضاء بوتين والعجرفة الروسية باي اسلوب كان. أما عنوان «سوتشي 2014»، فكان بالتحديد «غاية ارضاء تكبر بوتين بررت وسائل النصب على انواعها». يذكر ان روسيا احتلت المركز 11 في جدول ميداليات اولمبياد فانكوفر 2010 والرابع في تورينو 2006، والخامس في سالت لايك سيتي 2002، والثالث في ناغانو 1998.

كشافة لبنان فوج حرف ارده زغرتا تودع احد خيرة شبابها

الغربة من فريد بو فرنسيس
ودعت كشافة لبنان فوج حرف ارده في قضاء زغرتا، في احتفال كشفي وشعبي، الشاب شربل شديد، احد خيرة عناصر الفوج، عن عمر 35 عاما بعد صراع  مع المرض. تقدمت مسيرة التشييع العناصر الكشفية وحملة الاكاليل، وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة للفوج الحان الفرح في وداع عريس الفوج، فيما ارتفع النعش على اكف رفاق الدرب من الحركة الكشفية، وصولا الى كنيسة مار شربل في البلدة حيث تراس صلاة الجنازة لراحة نفسه النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور الى جانب لفيف من كهنة الابرشية. والقى جبور كلمة رثاء قال فيها:" كان شربل ينظر الى الحياة نظرة رضى وابتسامة، ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر والحظ من سوء طالع ومصير، وهكذا رقد شربل رقدته الاخيرة وهو في فجر الحياة ينتظر الرجاء السعيد الى السكنى في ديار الرب وتجلى الله في مجده ليدين الاحياء والاموات ويعطي لكل امرىء ما يستحق وما حققه في حياته". اضاف جبور :" لقد كان شربل شابا مؤمنا ملتزما في الحركة الكشفية فعاش حياة المحبة والتسامح والوفاء الى كل اصدقائه، وهم اليوم يبادلونه الوفاء عينيه في لحظات وداعه الاخيرة". 
ثم تحدث الاستاذ شربل فرنسيس باسم شبيبة حرف ارده فقال :" كم تقسو لحظات الفراق على الأحبة، فتسقط الكلمات في فخ الصمتِ المعبّر، وتنحني هامات الجبالِ إجلالاً ورهبةً لخسارةِ أمثالِكَ من البشر. أيُعقل أنّك الآن سجين صندوقٍ خشبيٍّ يسيّر بكَ إلى مجاهل الظلامِ ، وأنت من كانتِ الدّنيا لتضيقَ بابتسامتِك العابقة حياةً، والكونُ ما كان قادرًا ليستوعب أحلامَكَ؟ 
اضاف :"لا نبالغ، بل نُقصر إن قلنا فقط، أنت زينة الشباب، في بلدتِنا. زيّنتها بأفعالِك الطّيّبة، وصيتِك الناصع نصاعةَ قلبِك النقي الذي ظلّ ينبضُ حبًّا للحياة كما عهدناك حتّى الرّمق الأخير. فمن لم يساعدْه شربل أو يقفَ جنبه عند محنة، أو يركض أمامه ليسهّل له مشكلةً؟  غدوتَ أخًا لكلّ أبناء البلدةِ ، دمُكَ يجري في عروقهم، وهم الذين ما بخلوا عليك بدمائهم، رحلتَ عنهم فجفّت الدماءُ في عروق الحياةِ قبل عروقهِم. رحلتَ فأبكيت برحيلِك الحجر قبل البشر، ومن لم يذرف الدّموعَ ليس ببشر. 
وكانت الحركة الكشفية في البلدة قد اصدرت نعيا بالراحل تضمن الاتي:" أخا الحركة الكشفية ، ورفيقها الدائم .... يعز علينا أن نخاطبك بطريقة ما عهدناها فيك، وكم نجد أنفسنا اليوم عاجزين عن التعبير عن هول المصاب ، ونحن نخسر شابا من خيرة شبابنا، شابا في ريعان ربيعه من العمر، حمل المبادئ الكشفية في قلبه وفكره، وترجمها أفعالاً في أعماله اليومية ، فغدا مثالاً يحتذى به بين البشر.
شربل... 
خسارتك، لا تُعوّض ، فالفوج بأركانه، قادةً وعناصر، اهتز حزنا، واعتصر ألما لغياب حبيب ما تركه يوما. قبل الطلب ينفذ ، وبعد الطلب يهنّئ رفاقه الكشفيين لإنجاز له فيه الكثير.همّنا كان همّك، وفرحنا فرحك، وحزننا كنا نتشاركه سويا . فلِمَ تركتنا اليوم نحزن لوحدنا؟  ولأنّ أهل الوفاء لا يموتون ، ستبقى في قلب كلّ شبل أحبّك ، وعقل كشّاف رافقك، وعزم جوّال من فضائلك يستنير. وسنبقى أوفياء لذكراك، وعلى العهد باقون كما عاهدنا أنفسنا، فإلى دنيا الخلود، يا رفيق الفوج الدائم، وتشفع لنا من عليائك الطاهر 

أنسي الحاج... لكَ ألف وداع

"النهار"

رحل الشاعر والكاتب الكبير انسي الحاج بعد صراع مرير قاس مع المرض كان اقعده قبل نحو شهرين. الشاعر الكبير الذي كان من اعمدة "النهار" وصاحب باع طويل في النهضة الشعرية والثقافية اللبنانية والعربية ترى "النهار" نفسها مفجوعة بفقده اسوة بكبارها الذين فقدتهم وتتقدم من عائلته ومن سائر محبيه ومدمني ادبه وشعره و"كلماته" ومن الزميلة "الاخبار" ومن جميع اللبنانيين بالتعازي الحارة بفقد هذا المعلم الشعري والصحافي الكبير. 

أنسي الحاج في سطور

من آل الحاج من بلدة قيتولي، قضاء جزين، الجنوب. مولود في بيروت في السابع والعشرين من تموز 1937. تلقى علومه في مدرسة الليسيه الفرنسية ثم في معهد الحكمة في بيروت. بدأ ينشر وهو على مقاعد الدراسة، مقالات وأبحاثاً وقصصاً قصيرة في مختلف المجلاّت الأدبية في منتصف الخمسينات، وكان على اهتمام خاص بالموسيقيين الكلاسيكيين. تزوج في العام 1957 من ليلى ضو، ورزق منها ندى ولويس. احتفط بشعره ولم يبدأ بنشره إلاّ في أواخر الخمسينات. بدأ العمل في الصحافة في العام 1956 في جريدة "الحياة"، ثم في "النهار" مسؤولاً عن القسم الثقافي، ابتداء من 9 آذار 1956، العدد 6209. وتولى كذلك مسؤوليات تحريرية عديدة في "النهار" وأصبح رئيس تحريرها منذ العام 1995 إلى أيلول 2003. في العام 1964 أصدر "الملحق" الأسبوعي لـ"النهار"، الذي ظل يصدر عشر سنين حاملاً مقاله الاسبوعي "كلمات كلمات كلمات". مقالاته، بين "النهار" و"الملحق" ومجلات لبنان الأدبية، لا تحصى، جمع بعضها في ثلاثة مجلدات صدرت عن "دار النهار" في العام 1988. أشرف على اصدار "النهار العربي والدولي" في بيروت. شارك في تأسيس مجلة "شعر" وفي اصدارها، وكان أحد اركانها منذ 1957 حتى توقفها في عهدها الاول، ثم في عهدها الثاني. وفي اعدادها الاولى، ظهرت له كتابات نقدية ولم ينشر قصائد. أول ما نشر قصائد فيها كان العام 1958. وكل قصائده المنشورة هي قصائد نثر. في العام 1960 ظهرت مجموعته الشعرية الأولى، "لن"، "دار مجلة شعر"، مع مقدمة كتبها بنفسه في موضوع قصيدة النثر خاصة والشعر عامة. الحرب الأدبية التي أثارتها "لن"، اشترك فيها الشعراء والكتاب من العالم العربي كله، وكانت حداً فاصلاً في تاريخ الشعر العربي المعاصر. في العام 1963 صدرت مجموعة "الرأس المقطوع" عن "دار مجلة شعر" في العام 1965 صدرت مجموعة "ماضي الأيام الآتية" عن "المكتبة العصرية". وفي العام 1970 صدرت مجموعة "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" عن "دار النهار للنشر". في العام 1975 "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" عن "دار النهار للنشر" وفي العام 1983 أعاد طبع كتابيه الأولين: "لن" و"الرأس المقطوع" عن "الدار الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع". أصدرت له "دار الجديد" دواوينه الخمسة الأولى في العام 1994، وصدر له ديوان "الوليمة" لدى "دار رياض الريس" في العام 1994، وبالفرنسية في باريس لدى "دار أكت سود" في العام 1997 أنطولوجيا "الأبد الطيار" التي أشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي، وأنطولوجيا "الحبّ والذئب الحب وغيري" في الألمانية في العام 1998، ترجمة خالد المعالي وهربرت بيكر. صدرت له "خواتم 1" في العام 1991، و"خواتم 2" في العام 1997 لدى "دار رياض الريس". في نيسان 2007 صدرت أعماله الكاملة في ثلاثة مجلدات لدى "هيئة قصور الثقافة" في القاهرة.
في الستينات ساهم في إطلاق الحركة المسرحية الطليعية في لبنان من طريق الترجمة والاقتباس، وكانت ترجمته لمسرحية "كوميديا الأغلاط" لشكسبير بلغة حية ومتحركة (مسرحية) وفصحى، همزة وصل بين الجمهور والمسرح الجدي، قديمه وحديثه. لكن نجاح هذه اللغة، ظهر، أكثر ما ظهر، مع ترجمة لمسرحية "الملك يموت" لاوجين يونسكو في العام 1965. ترجم ايضاً للفرق المسرحية اللبنانية (بعلبك – منير أبو دبس – برج فازليان – شكيب خوري – روجيه عساف – نضال الاشقر...) مسرحيات "العادلون" لكامو، "القاعدة والاستثناء" لبرشت، "احتفال لزنجي مقتول" لأرابال، "نبع القديسين"، "رومولوس الكبير" لدرونمات، و"الآنسة جوليا" لسترندبرغ.
إلاّ أن أقوى اندفاعاته، على صعيد المشاركة في الحركات الفنية، ربما هي اندفاعته مع الأخوين رحباني، اللذين كان بدء معرفتهما الشخصية به في حزيران 1963، على اثر مقال كتبه عن فيروز، رافضاً مبدأ المقارنة بين صوتها وبين أصوات مطربات أخريات، معتبراً أن في صوت فيروز، فوق الجمال والبراعة، "شيئاً أكثر" كما سمّاه، هو العامل الغامض الذي لا يستطيع أحد له تفسيراً، والذي سيظل يحيّره، كما يظل كل "شيء أكثر" في الخليقة يحيّر العقل والتحليل. الواقع أن هذا المقال لم يكن الأول الذي كتبه أنسي الحاج عن فيروز. ففي العام 1956 كتب في مجلة "المجلة" مقالاً عنها بعنوان "فيروز".
ترجمت له قصائد عديدة الى الفرنسية والانكليزية، واستوحى بعض المسرحيين قصائد له فأخرجوها (منهم يعقوب الشدراوي وريمون جبارة)، كما استوحى بعض الموسيقيين قصائد له في أعمال موسيقية.
وكثيرون من الرسامين اللبنانيين والعرب (بول غيراغوسيان، رفيق شرف، منير نجم، جان خليفة، وضاح فارس إلخ...) اقترنت رسوم لهم بقصائد له.

تحت حطب الغضب

ما عدت أحتمل الارض
فالأكبر من الارض لا يحتملها.
ما عدت أحتمل الأجيال
فالأعرف من الأجيال يضيق بها.
ما عدت أحتمل الجالسين
فالجالسون دُفنوا.
ريشةٌ صغيرة تهبط من عصفور
في اللطيف الربيع
تقطع رأسي.
مُتعبٌ ومليء متعبٌ وجميلٌ متعبٌ تحت حطب الغضب
لأني بلغت المختار
لأن امرأة ربّتني على ترابٍ شفاف
لأني عثرتُ على الحدود
فتحتُ الحدود.
لأني وجدتُها وألغيتُ الحدود.
لم يعد لي صبرٌ على من ورائي
ولا على الأحياء السابقين.
عندما حصلتُ على الأكثر من أحلامي حصلتُ على الأكثر من الصحراء
وبعدما صعدتُ العرش والشجر الخالية منه الدنيا
حواني شجر البَرْد
ولم أتحكم لكني تعبت.
ولن يبكيني أحد
حقاً
ولن يرتعشوا لغيابي
حقاً كما كنت حاضراً
ولن يستوحشوا مثل برج
ولن يموتوا عليّ موتاً يضاهي حياتي.

أخذتُ ما يؤخذ وما لا يؤخذ وتركتُ ما يُترك وما لا يُترك
وإني خرجت
وامرأةٌ باقية بعيدة
تكلّمني تلامسني
وكم أرغبها وكم أيضاً وراء الموت!
والى المهتمين:
أنا أعظم مَن عاش
لأني أعظمكم في الأُنس والمنفى
بل لأني أعظم كائن عاش
كالنسر في البَصَر كالحبر في العمى
عظيماً في الصيد وفي الغفلة
وشاهدتُ نجمتي فأخبرتكم خلاصتها
بسرعة النمر وبياض الحمام
حتى تعبت وغضبت
لأني تجاوزتُ الفنون والعلوم
واختصرتُ ظاهر العقل وباطنه
وملكتُ العَصَب وبدّدته
وكسرتُ الصاروخ والروح
ثم اقترفتُ بكلامي ذنب التواضع
لأني فكرتُ أنه العالم يستحق التواضع
ووقع كلامي في شلاّل
وهو نادم غير نادم
لكنه يعلن لكم
كلامي يعلن أنا الكلام
منذ قليل ومنذ كثير
أنا الكلام وآخر الكلام
وأول ضرب على صدر الحياة
وسوف تفتح لكم الحياة
سوف تفتح الخزائن
سوف تفتح الحياة
ولن أكون بينكم
لأن ريشة صغيرة من عصفور
في اللطيف الربيع
ستكلل رأسي
وشجر البرد سيحويني
وامرأة باقية بعيدة ستبكيني
وبكاؤها كحياتي جميل.



ماذا صنعتَ بالذهب
ماذا فعلتَ بالوردة



قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت.
سوف يكون للجميع وقت، فاصبروا.
اصبروا عليَّ لأجمع نثري.
زيارتكم عاجلة وسَفري طويل
نظركم خاطف وورقي مبَعْثر
محبتكم صيف وحبيَّ الارض.

مَن أُخبر فيلدني ناسياً
الى مَن أصرخ فيعطيني المحيط
صار جسدي كالخزف ونزلتُ أوديتي
صارت لغتي كالشمع وأشعلتُ لغتي
وكنتُ بالحبّ.
لامرأة أنهضتُ الأسوار فيخلو طريقي اليها
جميلة كمعصيةٍ وجميلة
كجميلة عارية في مرآة
وكأميرة شاردة ومخمَّرة في الكرم
ومَن بسببها أُجليتُ وانتظرتها على وجوه المياه
جميلة كمركب وحيد يقدّم نفسه
كسرير أجده فيذكرني سريراً نسيته
جميلة كنبوءة تُرسَل الى الماضي
كقمر الأغنية
جميلة كأزهارٍ تحت ندى العينين
كسهولة كل شيء حين نغمض العينين
كالشمس تدوس العنب
كعنبٍ كالثدي
كعنبٍ ترجع النار عليه
كعروس مختبئة وراء الأسوار وقد ألقت عليَّ الشهوة
جميلة كجوزة في الماء
كعاصفة في عطلة
جميلة أتتني
أتت إليَّ لا أعرف أين والسماء صحو
والبحر غريق
من كفاح الأحلام أقبلتْ
من يناع الأيام
وفاءً للنذور ومكافأةً للورد
ولُمّعتُ منها كالجوهرة.

سوف يكون ما سوف يكون
سوف هناك يكون حبّنا
أصابعه ملتصقة بحجار الأرض
ويداه محفورتان على العالم.
انقلوني الى جميع اللغات لتسمعني حبيبتي
انقلوني الى جميع الأماكن لأحصرَ حبيبتي
لترى أنني قديم وجديد
لتسمع غنائي وتطفئ خوفي
لقد وقعتُها وتِهتها
لقد غِرتُها
أعيروني حياتكم لأنتظر حبيبتي
أعيروني حياتكم لأحبّ حبيبتي
لأُلاقيها الآن والى الأبد
لكم أنتم لتدقَّ الساعات
من سراجكم ليؤخذ نور الصباح
فأنا بريء وحبيبتي جاهلة
آه ليُغدَق علينا
لنوفّر لنجتنب
وليغدَق علينا
فحبّي لا تكفيه أوراقي وأوراقي لا تكفيها أغصاني
وأغصاني لا تكفيها ثماري وثماري هائلة لشجرة

أنا شعوبٌ من العشاق
حنانُ لأجيالٍ يقطر مني
فهل أخنق حبيبتي بالحنان وحبيبتي صغيرة
وهل أجرفها كطوفان وأرميها
آه من يسعفني بالوقت من يؤلف لي الظلال من يوسّع الأماكن
فإني وجدتُ حبيبتي فلِمَ أتركها...

ما صنعتْ بي امرأة ما صنعتِ
رأيتُ شمسكِ في كآبة الروح
وماءكِ في الحمّى
وفمكِ في الإغماء
وكنتِ في ثيابٍ لونها أبيض
لأنها كانت حمراء
وأثلجت
والثلج الذي أثلجت كان أحمر
لأنك كنتِ بيضاء
ورددتِ عليَّ الحب حتى
لا أجد إعصاراً يطردكِ
ولا سيفاً
ولا مدينة تستقبلني من دونكِ.
هذا كلّه
جعلتُه في ندمي
هذا كلّه جعلتُه في أخباري
هذا كلّه جعلتُه في فضاء بارد
هذا كلّه جعلته في المنفى
لأني خسرتكِ
إذ ملأتُ قلبي بالجنون وأفكاري بالخبث
فكتمتِ وانفصلتِ
وكنت أظنكِ ستصرخين وتبكين وتعاودين الرضى
ولكن كتمتِ وانفصلتِ
وكنت أظنّكِ ستعرفين أن نفسي بيضاء برغم الشرّ
وأني لعباً لعبتُ وحماقتي طاهرة
وكنت أظن أنكِ وديعة لتغفري لي
أنكِ وديعة لتقبّلي آثامي
أنكِ وديعة لأفعل بكِ كالعبيد
وكنت أظن أني بفرحٍ أظلمكِ وبفرحٍ تتنفسين ظلمي
وكنت أظنّ أني ألدغكِ فتتّسع طمأنينتي وأنقضكِ كالجدار فتعلقين كالغبار بأطرافي
لكني ختمتُ الكلام وما بدأتُه
وأتفجّع عليكِ لأني لم أعرف أن أكون لكِ حراً
ولا عرفتُ أن أكون كما تكون اليد للزهرة
فكنت مغنياً ولكِ ما غنّيت
وملكاً وأنتِ لم أملك
وأحبّكِ
وما أحببتكِ إلاّ بدمار القلب وضلال المنظر
وأحبّكِ
وطاردتكِ حتى أشاهد حبّكِ وهو نائم
لأعرف ماذا يقول وهو نائم
فحمله الخوف وروّعه الغضب
وهرب الى البرج عالياً
كاتماً قد انفصل
وأنا في جهلي أطوف وفي حكمتي أغرق
على موضعٍ أدور على موضعٍ أهدأ
وحبّكِ يقظان وجريح وراء الأسوار
وحبّي بارّ بعد الأوان
نار البِرّ تأكله بعد الأوان.

أحفظُ مظالمي وأُعطي مبراتي
أحفظُ مظالمي فمن يعطيني مظالمه
ومن يأخذ مبرّاتي ويعطيني الرجاء
لأني لم أعد ألمح نوراً في الغابة
تذهب الريحُ بالثلج وبالثلج تعود
جسدي كالخزف ولغتي كالشمع
اتخذتُ آفاقاً عظيمة وجعلتُها حفراً
اتخذتُ الليل فأطفأتُه والنهار فأسلمته
اتخذتُ الأكاليل فاحتقرتُها
اتخذتُ الحبّ فكسرتُه
اتخذتُ الجمال وكرجلٍ أفقرتُه
اتخذتُ الحبّ
اتخذتُ الحبّ الشبيه ببرّ لا يحدّه ماء
الشبيه بمياهٍ لا تحدّها برية
اتخذتُ الحبّ عوض كلّ شيء مكان كلّ مكان بدل الجوهر ومحلّ الشرّ والخير
أخذته أخذتُ الحبّ وشكوني
الذين صاروا في فاقة
وتعالت جفونهم الذين حسدوني
ونهش ضحكهم الهواء الذين تهكّموني
فماذا صنعتُ بالحبّ
وأخذتُ ذهب النساء وردة الذهب فماذا صنعتُ بالذهب وماذا فعلتُ بالوردة
انقلوني الى جميع اللغات لتسمعني حبيبتي
ثبّتوها على كرسيّ وجِّهوا وجهها إليَّ
أمسكوا رأسها نحوي فتركض إليَّ
لأني طويلاً وبّختُ نفسي ويأسي قد صار مارداً
أطيعي دمعكِ يا حبيبتي فيطرّي الحصى
أطيعي قلبكِ فيزيل السياج
ها هو العالم ينتهي والمدن مفتوحةٌ المدنُ خالية
جائعةٌ أنتِ وندمي وليمة
أنتِ عطشانة وغيومي سودٌ والرياح تلطمني.

العالمُ أبيض
المطر أبيض
الأصوات بيضاء
جسدكِ أبيض وأسنانكِ بيضاء
الحبر أبيض
والأوراق بيضاء
اسمعيني اسمعيني
أناديكِ من الجبال من الأودية
أناديكِ من أعباب الشجر من شفاه السحاب
أناديكِ من الصخر والينابيع
أناديكِ من الربيع الى الربيع
أناديكِ من فوق كل شيء من تحت كل شيء ومن جميع الضواحي
اسمعيني آتياً ومحجوباً وغامضاً
اسمعيني اسمعيني مطروداً وغارباً
قلبي أسود بالوحشة ونفسي حمراء
لكن لوح العالم أبيض
والكلمات بيضاء.

* من ديوان "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"

معرض جديد للأديب التَّشكيلي السُّوري صبري يوسف في ستوكهولم: الفرح الحب السّلام

صبري يوسف ــ ستوكهولم
يفتتح الأديب التَّشكيلي صبري يوسف معرضه الجَّديد في غاليري "ستورستوغان" في ستوكهولم يوم السَّبت 15. 2. 2014، السَّاعة الثَّانية عشرة بمناسبة عيد الحب، حيث أصبح لديه تقليداً سنويَّاً للإحتفال بهذا العيد بمعرضٍ جديد، تأكيداً منه على أهمِّيّة التَّركيز على الفرح والحبِّ والسَّلام، ومَحْق كلّ أسباب الحروب والقتل والدّمار، الَّتي بدأت تستفحل في العالم الشَّرقي وتعشِّش في الكثير من بقاع الدُّنيا، وإن دلَّ هذا النُّزوع من قبل بعض سياسيي هذا الزَّمان، إنَّما يدلُّ على فشل بعض السِّياسات في قيادة البشر إلى بوَّابات الأمان والسَّلام والحبّ والفرح، وفشلت بالتَّالي في تحقيق الوئام بين البشر، وانجرفت تيَّارات من هنا وهناك نحو إراقة المزيد من الدِّماء، وكأنَّ هدف الإنسان من الحياة هو قتل البشر وحرقهم وتدميرهم عن بكرةِ أبيهم. 

يرسم صبري يوسف الوردة بعدّة أشكال، كأنّها مستنبتة من أمواج البحر ومن حنين الكلمة المتعطّشة لشجون القصيدة، يرسم الطَّير منبعثاً من يراع المحبّة، يرسم الغيمة معبّقة بصفاء الماء الزَّلال، يرسم البحر معانقاً عطش اليابسة، يرسم الفرح فوق وجنة السَّماء ووجنة عاشقة، يرسم أحلامه المتطايرة من مآقي الطُّفولة، يستمدُّ موشور لونه من هديل اليمام، من زخَّات المطر، من اشراقة الشَّمس، تتهاطل رموزه في تشكيلاته اللَّونيّة كأنّها قصائد منبعثة من شهوة الحلم العميق، يرسم نصّه التَّشكيلي عبر اللَّون، حيث قاده هذا العناق اللَّوني إلى إصدار ديوان شعر بعنوان: مائة لوحة ومائة قصيدة، عن طريق دار نشره في ستوكهولم عام 2012. 

تولد عنده اللَّوحة من فضاءات روحه الجَّانحة نحو السَّلام، فهو يرى أنَّ لا ضرورة للحياة ما لم تكن مرتكزة على قيم الخير والمحبّة والفضيلة والعدالة والحبِّ والفرح والسَّلام، ويعتبرُ أنَّ كلّ مَن يطرح طرحاً يؤدّي إلى الصِّراع والحرب والعنف والعنف المضاد، مجرَّد إنسان ناقص ومريض وعقيم ويحتاج إلى معالجة أكثر من أيِّ إنسان مريض، لأنَّ أمراض النُّزوع نحو القتل والخراب والدَّمار أكثر خطراً من أيِّ مرضٍ عضال، فهو مرضٌ في مخِّ ومخيخ الإنسان، مرضٌ متفشٍ في دم بعض البشر، لهذا يتوجّب على السِّياسات الحضاريّة الوقوف عند هذا الأمر ووضعه على المحكِّ الكوني ومعالجته معالجة سديدة ودقيقة ومنطقيّة، لا أن ترشرش البنزين على النَّار، ثمَّ تطرح نفسها راعية السَّلام وراعية سياسات هذا الزَّمان وهي أبعد ما تكون عن السَّلام وعن السِّياسة بمفهومها الإنساني الخلاق! 
بدأت السِّياسات الكونيّة تنحدر نحو القاع، نحو الهلاك، نحو شفير الجَّحيم، هكذا تبدو لي على أيّة حال! سياسات لا همّ لها سوى مشاهدة دماء فقراء هذا العالم تزداد هدراً، وكأنّها تحضر حفلات تنكريّة أو تشاهد فيلما طريفاً، فلا يرمش لها جفن وهي تشاهد ملايين البشر يموتون ويتشرَّدون ويذهبون في مليون داهية، وهي تناقش وتحلّل كيفية حلّ الأزمة أو المشكلة "الفلانيّة" وتخطِّط لحلحلة المشكلة "العلانيّة"، وكلّ ما أراه على السَّاحة، ما هو سوى تفريخ سياسات دمويّة من صناعة عالميّة بإمتياز، لأنَّ هذه الصِّناعة تبدأ وتنتهي كما يشاء بعض سياسات هذا الزَّمن الأحمق، سياسات مصابة بتورُّم في الجَّشاعة والشَّراهة، وجلّ تركيزها يتمحور حول ما تجنيها من فوائد وعائدات وأرباح من هذه الحروب، وكأنَّ البشر الَّذين يتمُّ ذبحهم هم في مهبِّ تجاربهم المفخّخة بشراهة مفتوحة لإراقةِ الدِّماء. ولهذا أجدني لا أرى سوى قرفاً على السَّاحة الكونيّة في كيفية حلِّ مشاكل وحروب الكثير من دول العالم، والطَّريف بالأمر أنَّ الجَّميع لهم حصّة في هذا الجُّنون، فإلى متى سيظلُّ المجتمع البشري أسير بعض سياسات وقباحات وتطلُّعات بعض ديناصورات وتجَّار الحروب وتجَّار النَّار والقار؟! لهذا السَّبب ولألف سببٍ وسبب وجدتُ من الأجدى أن يركّز البشر على زرع حبور المحبّة والفرح والسَّلام فوق جبين الطُّفولة والأمومة وفوق وجنة الحياة، كي يعيش الإنسان هذه السُّنوات القليلة من عمره في أمان، بعيداً عن ترّهات وحقارات وسقاطات ما نراه، حيث نجد أنَّ الجّميع ضدَّ الجَّميع، حتَّى أنّني أرى أنَّ الإنسان يخطِّط لقتل ذاته ودمار ذاته بذاته، فإلى متى سنرى بأمِّ عيوننا كلّ هذا الجُّنون ونتفرَّج وكأنَّنا في حفلة سيرك أو في حفلة سمر من أجل رفع الدَّخل القومي لهذه الدَّولة أو تلك القارة، مع أنَّ هناك أقوام يتم سحقهم عن بكرة أبيهم ولا حياة لمن تنادي!

أرسم لوحتي، بكلِّ متعةٍ وفرحٍ وسلامٍ وشوقٍ لمعانقةِ البشر، لتقديم بسمة للمشاهد، للتعبير عن ذاتي الجَّانحة نحو غدٍ مشرق، جنباً إلى جنب مع نصّي الشِّعري ومتواصلاً بكلِّ شغفٍ مع دعاة السَّلام والحبِّ والفرح في أرجاء المعمورة، فقد أسسَّتُ دوريّة سنويّة في بداية 2013 "مجلَّة السَّلام"، وأصدرتها ككتاب عبر الشَّبكة العنكبوتيّة في نهاية كانون الأوَّل (ديسمبر) 2013 ضمن برنامج "بي دي اف"، لرفد مخطَّطي في بناء إنسان مسالم ومحب للخير والعدالة والمساواة، بعيداً عن لغة القتل والجُّنون، فما فائدة عقلنا لو لم نستخدمه في حلِّ مشاكلنا، مهما كانت هذه المشاكل؟! ولو لم يستخدم المرء عقله في حلِّ مشاكله، فأنا أعتبره فاقد العقل وبالتَّالي يحتاج لمَن يعالجه من أمراضه السَّقيمة! 

الشَّعب يريد الفرح والحبّ والسَّلام! ومتعطِّش جدّاً لهذه العوالم البهيجة، وقد وصل إلى مرحلة ما بعد القرف من التُّرَّهات والحروب المجنونة الَّتي دمَّرت الأخضر واليابس، ويريد بكلِّ قوَّة أن يمحق الحروب والصِّراعات الدَّائرة على وجه الدُّنيا، كي يرتاح وينام بين أحضان عائلته وحيّه ومدينته ووطنه في وئام وسلام وحب، بعيداً عن خلخلة جماجم البشر بدون أي وازع ضمير! 
لوحتي هي رسالة محبّة لكلِّ دعاة السَّلام في العالم، أقدِّمهاهديّة لأطفال العالم ولكلِّ مَنْ يطرح طرحاً يصبُّ في الهدف الَّذي أسعى إليه، ولكلِّ من يضع السِّلاح جانباً ويرفع لواء الكلمة والحوار الخلاق، الَّذي يقودنا إلى إحقاق الحقِّ للجميع ولصالح الجَّميع وعلى كافّة الأصعدة، لا أن نترك الأمور تسير على عواهنها ونتفرَّج بسلبيّة مميتة، وينحاز واحد من هنا وآخر من هناك نحو ممارسة أساليب وطرق شرّيرة ومدمِّرة للوصول إلى أهداف تافهة وعقيمة وأقل ما يمكن أن نقول عنها، أنّها أهداف باطلة، طالما تخلخل البلاد على رقاب العباد، وتقود الأوطان إلى جحورِ الجَّحيم!

يتضمّن معرضي الجَّديد 20 لوحة تشكيليّة، رسمتُ أغلبها في عام 2014 وقسم منها في العام 2013 وأعوام سابقة، رسمت بعضها بأسلوب تجريدي، وبعضها الآخر بأسلوب ترميزي، مع توشيحات سورياليّة وتجريديّة في الوقت ذاته، لأنَّ اللَّوحة عندي تنبعث من حالات حلميّة، أشبه ما تكون بتدفُّقات شعريّة، تنمو اللَّوحة كما تنمو القصيدة، فأضيف إليها أفكاري وتطلُّعاتي وآمالي وتوقي العميق إلى الحرّيّة والفرح والحبِّ والسَّلام في وطني الأم سوريّة وفي بلاد العالم. 

أرسم بغزارة حالما تتقمَّصني شهيّة الرَّسم، يجذبني اللَّون، فأداعبه كمَن يداعب ببهجة عميقة، عاشقة معبّقة بشذى النَّرجس البرِّي، أجدني مقمّطاً بهمهمات بوح الألوان، تهمسُ لي الألوان، كأنّها على دراية بأنّها ظلَّتْ غافية طويلاً في بحبوحة الحلم، وتريد أن تفرش حفاوتها فوق وجنة اللَّوحات، فأستجيب إليها كأنّها بلسم الحياة، فجأةً أراني متوجِّهاً نحو حاسوبي، أكتب بغزارة وشهيّة مفتوحة، تاركاً نسيم اللَّيل يعانق هفهفات ألواني.  تمنحني الكتابة ويمنحني الرَّسم متعة منعشة إلى أقصى درجات الانتعاش، متعة لا تُضاهى. وعندما أشعر بنوعٍ من الإرتواء من الرَّسم، ألجأ بكلِّ عفويّة إلى الكتابة، أحياناً أراني أترجم ما لم ألتقطه عبر الرَّسم، أدوّنه عبر يراعي، وأحياناً أخرى أجسّد في نصَّي ما توارى عنِّي أثناء الكتابة عبر اللَّون، وهكذا أعبر رحابَ الإبداع وهواجس الحرف واللَّون، دونما أيِّ رقيب أو حسيب، أترجّم ما خزَّنته الذَّاكرة، وما لململه الحلم وما تخمّر في تجاعيد العقل بطريقةٍ طازجة، كأنّي في رحلة حنينيّة بهيجة نحو أزقّتي البعيدة، الَّتي ترعرتُ فيها، لأقدِّم حرفي ولوني لتلك الأزقّة ولكلِّ الأحبّة هناك، وللأصدقاء والصَّديقات والأهل الَّذين تبعثروا على وجه الدُّنيا كحبّات القمح، لعلّي أتعانقُ من خلال حرفي ولوني مع حنين الإنسان إلى أخيه الإنسان في هذا الكون البديع، المخضّب باستمراريّة إخضرارِ مذاقِ الإبداع!

صبري يوسف
أديب وفنّان تشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

صدور العدد الجديد من الإصلاح الثقافية

عرعرة –
عن دار الأماني للطباعة والنشر صدر العدد 11 (المجلد الثاني عشر ، شباط 2014) من المجلة الثقافية الشهرية – الإصلاح . ويضم العدد بين دفتيه مجموعة من المقالات والدراسات والنصوص الشعرية والخواطر الأدبية  ، فضلاً عن الأخبار والتقارير الصحفية عن أبرز الأنشطة الثقافية المحلية . 
يستهل رئيس التحرير الكاتب مفيد صيداوي العدد بكلمة "العروة الوثقى " ، ويتحدث فيها عن القائد الشيوعي الراحل والمثقف الثوري ، ابن قرية الطيرة ، الذي وافته المنية في الرابع من كانون ثاني 2014 اثر أزمة قلبية مباغتة ، مشيراً إلى أن المرحوم منصور كان هو ونسيم أبو خيط وفتحي شبيطه  وإبراهيم 
أبو خيط نماذج للمعلمين من المثلث الذين فصلتهم السلطة من جهاز التعليم على أساس أيديولوجي وفكري أثناء عملهم في التدريس بمدارس النقب ، ومؤكداً على انه " كان محط تقدير رفاقه مهما اختلفوا معه بسبب مصداقيته الشخصية وتعبيره عن جوارحه وذاته بشكل واضح لا يقبل الجدل ".
كما ويكتب د. يوسف عبد الحليم بشارة عن الراحل محمد عبد الكريم منصور ، موضحا أنه "بأسلوبه المتعقل ولسانه الفصيح ونقاشه الموضوعي المعتمد على الوقائع المثبتة تمكن أن يقنع بالدليل والحجة ، وطالما شهد له الكثيرون بصلابته الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني الذي كان يعمل جاهداً في جمع المواد الاغاثية لدعم أهلنا الجوعى تحت الحصار ".
ويشارك في الكتابة للعدد : الكاتب عزت فرح بقراءة وعرض سريع لرواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني ، و.ا.د فاروق مواسي عن السرقات في الأدب ، والكاتب شاكر فريد حسن عن شيخ الليبراليين الجدد الدكتور شاكر النابلسي الذي ترجل عن صهوة الحياة ، والدكتور أحمد ناصر عن الثقافة العربية بين الحداثة وما بعد الحداثة ، وعادل جدعان عن تعدد الزوجات نفسياً واجتماعياً وأكاديمياً على الأطفال ، والباحث سمير الحاج في رحلة مع قصيدة الشاعر العبري ايلان شاينفلد . في حين يكتب وسيم زحالقة عن المشاركة للناشئين في الداخل الفلسطيني ، وعدن عبد السلام عقل في خاطرة "كيف لا أغضب" .
أما في باب الشعر فيشارك جميل بدوية بقصيدة "بيان "...معاوية !!!"، والشيخ غسان الحاج يحيى بقصيدة "ليمونة " ، وسلمى جبران بقصيدة "روحك أقوى" .
وفي زاوية "ضيف العدد" يلتقي رئيس تحرير المجلة مفيد صيداوي الشاعرة بروفيسور حمو طال بار يوسف ويحاورها حول مسيرتها الشعرية .
وفي العدد كذلك تقرير عن المهرجان التكريمي في البقيعة للشاعر نايف سليم ، أعده الكاتب الصحفي مفيد مهنا ، بالإضافة إلى رسالة طبعون واستضافة كلية اورنيم للتربية الشاعر العبري من أصل عراقي روني سوميك والشاعر رافي فايخرت .

فتح علمي.. عقار مدر للبول قد يقضي على التوحد

(CNN)--
يأمل علماء فرنسيون أن يكونوا قد قطعوا شوطا مهما في القضاء على مرض التوحد، بواسطة عقار مدر للبول يستخدمه الذين يعانون من ضغط الدم.
ووفقا لمجلة Science  فإنّ التجارب بدأت بالفعل على عدد من الأطفال المصابين بالتوحد في أوروبا من أجل التعرف على آليات عمل المرض وهو ما سيكون إنجازا غير مسبوق.
ورغم أن هناك بعض العقاقير التي يستخدمها المصابون، إلا أن جميعها لا يتعامل مع صعوبات التواصل الاجتماعي والتحادث وتكرار السلوكيات، وهي الملامح التي تحدد طبيعة المرض.
ويقول العلماء الذين يقودهم يهيتسكل بن آري إنّ العقار وهو من فئة البوميتادين، يمكن أن يقضي على التوحد في مهده إذا تم حقنه أثناء الولادة أو قبلها بقليل، لأنه يعمل على "تحويل" عملية كيميائية يقوم بها المخّ أثناء نموه.
وأعلن بن آري أن التجارب على الفئران أسفرت عن النجاح، فيما يعد فتحا مهما في صراع الإنسان مع التوحد.

الشاعر حسين علي يونس يحلق من جديد مع ديوانه أمل يمر

   عن دار مخطوطات في هولندا صدر ديوان "أمل يمر" للشاعر العراقي حسين علي يونس، وقد قام بتصميم الغلاف وختم الكتاب الشاعر والفنان العراقي ناصر مؤنس.
   والديوان مكون من 77 صفحة أنيقة الطباعة وجميلة المحتوى، فهي قصائد تراوحت بين شطر واحد وعدة شطرات، لكن الشاعر باح بها بمكنونات روحه من خلال تكثيف اللغة، مبتعدا عن الإطالة حتى لا يقع في فخ السرد، وهذا الفخ الذي وقع فيه العديد من شعراء القصيدة النثرية، وفي عدة حالات كان الاختصار والتكثيف يضع القارئ في إطار الحكمة أو المثل.
   يلاحظ أن الشاعر لم يضع لقصائده عناوين، فهو أكتفي في أعلى كل صفحة باستخدام كلمة من كلمتين: شذرة، قصيدة، ليترك القارئ يخوض في أسلوب مختلف عما اعتاد في قراءاته، فهو يبتعد عن العنوان الذي قد يعطي الدلالة المسبقة للمحتوى، وهذا الأسلوب الكتابي تميز به الشاعر حتى في الرواية، حيث لجأ لكتابة الرواية ضمن روح شعرية وباستخدام التكثيف اللغوي.
    الشاعر عانى في حياته الكثير بسبب مواقفه، فطورد تارة وفصل من عمله تارة أخرى، فكانت قصائده وشذراته تتمحور حول ذلك، وعن الحياة الصعبة البائسة التي مر بها، ولهذا نجده قد أهدى ديوانه إلى الشاعر و"الصعلوك" العراقي الراحل جان دمو، واعتبر الإهداء له حيًا وميتًا، بينما نجد الشاعر قد قدم ديوانه باقتباس للشاعر والناقد الأرجنتيني "بورخس"، واقتباس آخر للكاتب والفيلسوف الهندي "كرشنا مورتي".
   ولحسين علي يونس إصدارات عديدة منها :( حكايات ومرائر ) 2003 عن دار الجمل.
 ( خزائن الليل ) 2011 عن دار الجمل.
 ( يوميات صعلوك ) رواية، عن دار نون- الإمارات.
 ( جان دمو التركة والحياة ) عن دار نون – الإمارات.
 وله تحت الطبع (طرت فوق الزمن) ورواية (كاروك الأبدية) و (تقنيات الحياة والحماقة). 
من أشعار الشاعر وشذراته في الديوان:
- أصحابك...

الذين غدروا بك في الظهيرة الرائعة؛

أشذِّبهم كحجارة حياتي.
- لقد تحررنا
لكن قلبك أيتها الحياة الذي حملته العاصفة
جر زمنا هائلا
من القحط.
- أردت أن اكتب مرثية عن الحياة، لكنني كنت مخطئا،
هكذا أضحت نبرتي حزينة وتسرب
أحزانها الثقيلة.

حصول المخرج والإعلامي موفق ساوا على درجة الدكتوراه بإمتياز


حصل المخرج والإعلامي الباحث (موفق ساوا ميخا) على درجة " الدكتوراه" في الفن المسرحي من جامعة المعرفة العالمية بتقدير ممتاز  عن رسالته الموسومة بـ : "مسار  المسرح السرياني الى سنة 2000م والاسباب الحقيقة في تأخره:"
وقد تكونت لجنة المناقشة من الاساتذة : ( د. حسين نجمي) و ( د. أحمد الهاشمي) و (د. عامر محمد).
فقد اوصى الباحث موفق ساوا ميخا، في رسالته، باعتماد وتثبيت تاريخ المسرح السرياني كجزء اساسي وأولي من تأريخ المسرح العراقي.
ويضيف ساوا في بحثه الذي كان تحت عنوان "مسار  المسرح السرياني الى سنة 2000م واسباب تأخره:" وحصل بموجبه على درجة الدكتوراه في الفن المسرحي بتقدير أمتياز من جامعة المعرفة العالمية، إن اغلب النصوص العرضية السريانية أفتقرت إلى الرؤية الإخراجية والمعالجة الدرامية الناضجة.
ويعزو أسباب ذلك إلى قلة المخرجين المسرحيين الأكاديميين وظهور بعض المتطفلين على عملية فن الاخراج المسرحي بدون ان  يحملوا رؤية فنية جديدة وبعيداً عن أية اشتغالات درامية وجمالية متقدمة وتقديم عروض تلو العروض الهابطة وبأسرع وقت ممكن والتركيزعلى الكم (طلبا للارتزاق). ويجد إن النص الدرامي المتماسك ان وجد يتم اناطته بـ (مخرج هاوي) لا يفقه من اسس الاخراج المسرحي .
ويعد هذا البحث من أهم البحوث التي تناولت المسرح السرياني وعلاقته بالمسرح العراقي، بما تضمنه من دراسة معمقه له مستندة على مصادر معتبرة معززة بصور موثقة ونادرة، وبما ضمه البحث من تحليلات واستنتاجات موفقة.
يلاحظ الباحث إن النقد المسرحي السرياني غائبا، وهو امر ولا شك يمثل جزء من مشكلة المسرح العراقي والعربي، إذ الأشتغال بالنقد علاوة على حاجته لثقافة ودراية واسعة بالمسرح وتاريخه فانه يحتاج للتحرر من العلاقات التي تحبط النقد.
ومما خلص إليه الباحث عدم إصرار العروض السريانية على الفعل المسرحي الجديد الذي يُحدث اللغة والرؤية والذوق والصورة والحركة، ويعني الابتعاد عن التجريب باستثناء بعض النصوص العرضية في فترة العقد التاسع من القرن العشرين.
 ويجد الباحث ساوا  أيضا إن المنتج ليس له حضور مع عدم وجود منهج مدروس للعملية الانتاجية.
ويقدم الباحث سلسلة من التوصيات تتعلق بتشكيل فرقة قومية  خاصة بالفنون المسرحية تضمن كادر اكاديمي والهواة أيضا، والعمل على بناء أو توفير بناية لمسرح سرياني خاص في الأماكن التي يتواجدون فيها وخاصة في بغداد، ألقوش، قره قوش والموصل، ودعم المسرحيات السريانية رسميا وشعبيا من خلال دعم كافة الفرق المسرحية السريانية، وإقامة مهرجان مسرحي سرياني كل سنتين، ومغادرة النصوص العرضية القريبة من التهريج، والارتجال والخطابية والاعتماد على رؤية فنية حديثة للارتقاء بمستوى العروض السريانية والتي تحمل دلالات ومضامين فكرية وجمالية معاصرة، وخلق الوجه الثاني من العملية الإبداعية الفنية ألا وهو (النقد المسرحي) والذي بدونه يبقى الجانب السلبي سلبيا ولا يتم تشخيص بواطن الخلل في أي منتج فني.
 ويجد إن تدريس تأريخ المسرح السرياني في الجامعات (وخاصة في كلية ومعهد الفنون الجميلة) في العراق كمادة أساسية يمثل أحد المداخل للارتقاء بهذا المسرح.
وعلق باحثون على قرار اللجنة التي ناقشت البحث، ومنحت الباحث بموجبه درجة الدكتوراه "إن وجود استقرار بالعراق، في ظل الحكم التقدمي، الذي يوفر العدالة ويحترم حقوق الإنسان التي تشمل حتى الثقافة كفيل بتحقيق التوصيات العديدة التي ذكرها الباحث للنهوض بالمسرح السرياني. غير إن واقع العراق عكس ذلك لاسيما الان وهو تحت حكم احزاب طائفية دينية.".
**
أمام هذا النجاح الباهر للصديق الكبير موفق ساوا لا يسعنا في مؤسسة الغربة الاعلامية الا أن نقدم له أسمى آيات الاعجاب والتهنئة، وأن نقول له بالصوت الملآن: ألف مبروك يا موفقنا.

محاضرة للأديب التشكيلي صبري يوسف عن أدب الأب يوسف سعيد

بعنوان: رحلة فسيحة في رحاب بناء القصيدة عند الأب الشاعر يوسف سعيد
سيتم تقديم محاضرة موسّعة ومكثّفة عن دواوين الشاعر الراحل الأب يوسف سعيد بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيله وذلك برعاية المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم
بتاريخ 8. 2. 2014، الساعة الرابعة والنصف عصراً على العنوان التالي:
Iraqi Cultural Centre In SWEDEN
Katarinavägen 19, (minus 2 tr.) 
11645 Stockholm
T. Slussen
dörrkoden:1981
الأب الشَّاعر الدُّكتور يوسف سعيد
مواليد آزخ/ بيت زبداي 1932، ترعرع في الموصل ـ العراق. 
أتمَّ دراسته الأولى والتحق بالكلِّية اللاهوتية وعُيِّن رئيساً روحيّاً لطائفة السِّريان الأرثوذكس في كركوك، حيث التقى هناك جماعة شعراء كركوك، الَّذين تركوا تأثيرات مهمّة على شعره ، كما ترك هو الآخر تأثيره على أصدقاء الشِّعر، وقد كان لجماعة شعراء كركوك تأثيراً كبيراً على الشّعر العراقي والعربي. 
نشرت أشعاره وكتاباته ابتداءاً من عام 1953 في الصُّحف والمجلات العراقية والعربية وكان لها صدى طيِّب على السَّاحة الأدبيّة والثَّقافيّة.
غادر العراق عام 1964، متوجِّهاً إلى بيروت وهناك التقى مع أبرز الشُّعراء والكتَّاب وعاش في بيروت حتَّى عام 1970. نشر في مجلّة شعر قصائد بعنوان: "بهيموث والبحر" وقد أثنى عليها الكاتب المعروف جبرا ابراهيم جبرا، ونشر في ذلك الوقت قصائد بعنوان: "أضواء آتية من أسواق القمر" في المجلّة الَّتي كان يرأسها آنذاك أدونيس، وقصائد عديدة أخرى. كما ترجم أكثر من خمسين قصيدة لمار أفرام السِّرياني، نشرتها مجلّة شعر.
وجّه أنظاره إلى السُّويد عام 1970، متّخذاً من إحدى ضواحي ستوكهولم، سودرتالية مقرَّاً هادئاً للعيش والكتابة، حيث وجد في صمت السُّويد وجمال ثلوجه وغاباته ما يحرِّضه على الكتابة المتدفِّقة كالينبوع. 
قال عنه الشَّاعر ميخائيل نعيمة" إنّني لم أجد في حياتي كاهناً بهذه الرَّوعة الشِّعرية العميقة في الحياة.
بعد سنوات طويلة من العمل في سلك الكهنوت تفرَّغ كلِّيَّاً للكتابة، يكتب عن تجربته الحياتيّة وعن رؤاه الغزيرة في الحياة.

أصدر المجموعات الشِّعرية التَّالية:

المجزرة الأولى، مسرحية كركوك 58
الموت واللُّغة، قصائد ـ بيروت 68
ويأتي صاحب الزَّمان ـ السويد 86
طبعة ثانية للتاريخ ـ قصائد،  بيروت 87
مملكة القصيدة، دراسة شعريّة ـ بغداد 88 
الشُّموع ذات الاشتعال المتأخّر، قصائد ـ بيروت 88
السَّفر داخل المنافي البعيدة، قصائد ـ دار الجَّمل، كولونيا ـ ألمانيا 93 
سفر الرُّؤيا، قصائد ـ بيروت 94
فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التُّراب، السَّماء، الماء ـ ستوكهولم، دار نشر صبري يوسف 99 
ممسوحة بدماء حروف الرُّوح ، ستوكهولم 2009
أسلحة خاصّة بمتاريس الرُّوح، ستوكهولم، دار نشر صبري يوسف 2012
وغيرها من الدّواوين والقصائد ، كما كتب الكثير من القصائد باللُّغة السِّريانيّة .

نال جائزة آرام وجوائز أخرى في مجال الشِّعر والإبداع.
يعتبر الأب يوسف سعيد أحد كبار شعراء الحداثة في العالم العربي، توفي في سودرتالية، إحدى ضواحي ستوكهولم صبيحة يوم الثّلاثاء 7. 2 . 2012 عن عمر يناهز الثّمانين من العمر، قضاه بأعمال البرّ والتَّقوى والإبداع الخلاق، بعد أن ترك خلفه إرثاً شعريَّاً وأدبيَّاً هامّاً.