السجن للاجئ عراقي ودنماركية (تدعوشت) وذبحت والدتها

   العربية ـ لندن – كمال قبيسي
ثبت القضاء في كوبنهاغن اليوم حكماً على لاجئ عراقي بالسجن 13 سنة، كما وبالسجن 9 أعوام على صديقته المراهقة، وهي دنماركية "تدعوشت" تأثراً بالتنظيم المتطرف، وقامت بتكاتفها معه في أكتوبر الماضي بذبح والدتها وتسديد 20 طعنة في جسدها بقرية Kvissel الريفية في أقصى الشمال الدنماركي.

وكانت الأم تضغط على ابنتها المراهقة ليزا بورش، وعمرها الآن 16 سنة، لتقطع علاقتها باللاجئ محمد بختيار عبدالله، وعمره 28 عاماً، فطفح كيل العاشقين الولهانين، وتكاتفا على الشر معاً، وتخلصا من الأم التي تضرجت بدمها وهي نائمة على السرير، في جريمة كتبت عنها "العربية.نت" بسبتمبر الماضي، واتضح من التحقيق أنها تمت بعد أن أمضى الصديقان ساعات يشاهدان شرائط فيديو للتنظيم "الداعشي" فيها ذبح وجز للرقاب، حتى اكتسبا الشجاعة على قتل الأم و"تكويمها" على السرير كدجاجة مذبوحة.
بعد السجن سيطردونه إلى حيث جاء من العراق

وسيتم طرد محمد بختيار عبدالله إلى حيث جاء لاجئاً من العراق بعد قضائه ما أدانوه به اليوم. أما صديقته ليزا فستدخل كتب الأرقام القياسية كأول مراهقة تدينها الدنمارك في تاريخها الحديث بعقوبة في السجن تصل إلى 9 أعوام، لسفكها دم والدتها "إرنستين رومر هولتيغارد" القتيلة بعمر 40 سنة.

في التفاصيل، أن الابنة راحت بعد قتل والدتها تصرخ وتولول، طالبة النجدة من الشرطة، وحين كانت دورية الطوارئ في الطريق إليها، زعمت لمن كان يقوم بتسجيل صوتها من المخفر، أنها رأت رجلاً "أبيض الوجه" يعبر حديقة المنزل جارياً، بعد أن سمعت ضجة في طابقه العلوي، على حد ما طالعته "العربية.نت" في صحيفة دنماركية، ذكرت أن عناصر الدورية وجدوها جالسة عند سلم داخلي في البيت، ولم تجب حين سألوها عن والدتها، سوى بإشارة من يدها إلى أنها في الطابق الثاني، وفيه بغرفة النوم وجدوا الأم مسفوكة الدم بطعن سكيني متكرر.
وحرموها أيضاً من حقها بميراث البيت

سريعاً حامت الشكوك حول الابنة بعد أن زعمت بأنها كانت بمفردها في البيت، فيما كشف فحص غرفة نوم والدتها عن وجود بصمات، ليست لها أو لابنتها، واتضح أنها للصديق العراقي، فتداركوه واعتقلوه، وبفحص سريع وجدوا شعيرات من رأس القتيلة على قميصه، طبقاً لما قرأت "العربية.نت" مترجماً وقتها مما نشرته صحيفة Extra Bladet المحلية.

ورد في الصحيفة عن التحقيق أيضاً أن الابنة طلبت سيارة تاكسي بعد الجريمة، نقلت صديقها من البيت بعد أن ساعدها على القتل، قبل اتصالها بالشرطة للإبلاغ عن وقوعها، ثم اكتشفوا بعد تشريح جثة الأم وجود نسبة عالية من دواء منوّم في دمها، جعلوه دليلاً بأن الابنة وضعت حبة منه في كوب للماء شربته الأم قبل نومها، وهي التي لم تستخدم أي دواء منوّم قبل مقتلها، بشهادة طبيب في القرية وصيدلية فيها.

وأهم ما اكتشفوه في "لابتوب" الشريك العراقي هو مشاهدته مراراً، وطوال أيام سبقت الجريمة، لفيديوات ذبح "داعشي" وقطع للرؤوس، بعضها في "يوتيوب" وفي مواقع للتواصل، وعثروا في "اللابتوب" أيضاً على بحث متكرر قامت به الابنة في مواقع التصفح، حول ما "يحدث بعد وفاة الأبوين" في سعي منها لمعرفة حقوق الأبناء بعد رحيل الآباء. إلا أن تثبيت الحكم على طاعنة أمها تضمن أيضاً تثبيت حرمانها اليوم الجمعة من حقها بميراث البيت.

إدانة شابة بالانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في سابقة بحق امرأة في بريطانيا

أدانت هيئة المحلفين بالإجماع في محكمة في برمنغهام الجمعة، الشابة البريطانية تارينا شاكيل (26 عاما) بتهمة الالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية" مع طفلها، وستصدر المحكمة العقوبة بحقها الاثنين.

دانت محكمة في برمنغهام (شمال غرب إنكلترا) الجمعة شابة بريطانية بتهمة الالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية" مع طفلها، في أول حكم من نوعه يصدر بحق امرأة في بريطانيا، كما أفادت وسائل إعلام.

وكانت تارينا شاكيل (26 عاما) دفعت ببراءتها مؤكدة أنها ذهبت إلى سوريا بقصد العيش تحت حكم الشريعة الإسلامية ليس إلا، لكن المحكمة قضت بإدانتها بتهمة الحض على ارتكاب أعمال إرهابية.

ودانت هيئة المحلفين بالإجماع الشابة بأنها "كانت بين 23 تشرين الأول/اكتوبر و9 كانون الثاني/يناير عضوا في تنظيم محظور"، وذلك بعد أن اطلع المحلفون على تغريدات ورسائل وصور للمتهمة تبين بوضوح صلتها بالتنظيم الجهادي.

ومن هذه المراسلات واحدة أجرتها مع والدها عبر خدمة واتساب في كانون الأول/ديسمبر 2014 حين كانت في سوريا وتقول له فيها أنها تريد "الموت هنا شهيدة".

كما أنها كتبت على صفحتها على فيس بوك التي تحمل في أعلاها علم التنظيم الجهادي "إذا كان ما يجري في سوريا حاليا لا يعجبكم، فلتكن يدكم على السلاح وليس على لوحة مفاتيح الكومبيوتر".

وخلال محاكمتها قالت إن ذهابها إلى سوريا كان نتيجة "غلطة ارتكبتها"، مؤكدة أنها فرت من سطوة التنظيم الجهادي في مطلع العام الماضي.

وقالت إنها استقلت مع طفلها حافلة أوصلتهما إلى مقربة من الحدود التركية، واضطرت لأن تركض مسافة كيلومتر لعدم الوقوع في قبضة دورية للتنظيم الجهادي، قبل أن تنجح في عبور الحدود وتسليم نفسها للجيش التركي.

وفي شباط/فبراير عادت إلى بريطانيا عن طريق مطار هيثرو حيث كانت الشرطة في انتظارها.

وستصدر المحكمة العقوبة بحقها الاثنين.

يذكر أن ثلاث فتيات بريطانيات سافرن إلى سوريا في شهر شباط/فبراير من العام المنصرم،  وذكرت الشرطة البريطانية حينها أن المراهقات البريطانيات الثلاث اللواتي هربن من لندن للتوجه حسب الترجيحات المطروحة إلى سوريا، مولن رحلتهن بييع مجوهرات تابعة لعائلاتهن.

وغادرت الفتيات اللواتي تربطهن علاقة صداقة، خديجة سلطانة (17 عاما) وشميمة بيغوم (15 عاما) وأميرة عباسي (15 عاما)، منازلهن في شرق لندن وتوجهن جوا إلى إسطنبول في 17 شباط/فبراير. ويشتبه في أنهن التحقن بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

فرانس 24 / أ ف ب

ناشطة من (فيمن) تمثل دور سيدة مشنوقة احتجاجًا على زيارة روحاني لفرنسا

باريس، فرنسا (CNN)— 
نظمت ناشطات في حركة "فيمن" المعروفة بالاحتجاج عبر التعري في الفضاءات العامة، احتجاجًا رمزيًا على زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لفرنسا. إذ أقدمت إحدى الناشطات على شنق نفسها بشكل رمزي، قرب برج إفيل بالعاصمة باريس، وقد صبغت المناطق الحميمية في جسدها بألوان العلم الإيراني.

هذا الاحتجاج الرمزي الذي نظمته هذه الحركة المدافعة عن حقوق النساء اليوم الخميس، شهد كذلك تعليق لافتة كتبت عليها الناشطات: "مرحبا بك روحاني، يا جلاد الحرية". وقد دام المشهد لحوالي ثلث ساعة، قبل أن تتدخل الشرطة لمنعه، بما أن التعرّي يخالف قوانين الحياة العامة في فرنسا.

الهدف من هذا الاحتجاج حسب ما نقله الحساب الرسمي للحركة على فيسبوك، هو إبداء معارضة الحركة لأحكام الإعدام في إيران، إذ تحدثت عن إعدام 800 شخص كل سنة، بينهم نساء، ومثليو الجنس، وشعراء، وقصر ومعارضين للنظام التيوقراطي. وجاء في نص الحركة: "نريد فقط أن يحسّ روحاني كما لو أنه في بلاده".

وقد سبقت احتجاج اليوم حملة واسعة على الشبكات الاجتماعية تسخر من قيام السلطات الإيطالية بتغطية التماثيل العارية في أحد المتاحف التي زارها روحاني قبل اتجاهه إلى فرنسا، كما عبّرت ناشطات من فيمن عن أن المبادرة لن تتوّقف عند احتجاج اليوم، وأنهن سيفكرن في أشكال أخرى للتنديد بالإعدامات في إيران.

ويوجد روحاني حاليًا في فرنسا في زيارة رسمية، التقى من خلالها برئيس الحكومة مانويل فالس، إذ أعرب عن أمله بفتح صفحة جديدة بين البلدين، وهو ما بدأت تباشيره بإعلان عودة شركة "بيجو-ستروين" الفرنسية للسيارات إلى الاستثمار في إيران.

حُكم عليها بالسجن لازدرائها الاسلام... فاطمة ناعوت: دلالات مخيفة بعد ثورتين

المصدر: "النهار" ديانا سكيني

تعتقد الكاتبة المصرية فاطمة الناعوت أنها لو أبدت ما تعتقده في مشهد ذبح المواشي صبيحة عيد الأضحى في مكان غير صفحتها في موقع "فايسبوك" لكان الأمر تبدّل ولم يصل إلى حدّ رفع محام تصفه بالباحث عن الشهرة، دعوى ضدها أمام القضاء المصري مستفيداً من استمرار مفاهيم قوانين الحسبة التي تتيح ملاحقة كل فكر جرى تفسيره أو تأويله على أنه مخالف للدين الاسلامي أو مزدرٍ له، وتالياً "مضر بالمجتمع والمصلحة العامة".
وتستند هذه المفاهيم الى مبادىء الشريعة مصدراً رئيسياً للتشريعات في الدستور.

تجديد الخطاب؟
خاضت ناعوت تجربة الترشح عن مقعد نيابي في الانتخابات الأخيرة رافعة شعار "مقارعة تجار المال السياسي والدين" من دون ان توفق، وهي من المثقفين الذين أيّدوا بشدة الانتقال السياسي الذي أوصل المشير عبد الفتاح السيسي الى رئاسة الجمهورية. ولا يبدو ان مكان نشر البوست في "فايسبوك" هو الذي أتاح نقل القضية الى القضاء وصولاً الى صدور حكم بسجن الكاتبة ثلاث سنوات وتغريمها مالياً.

تكفي نظرة على أحكام حبس طالت في الأمس القريب الاعلامي اسلام البحيري والمنتجة الشابة رانيا السبكي وغيرهما بسبب تأويل ما قيل في برنامج تلفزيوني تارة أو اعتبار ألفاظ تضمنها مشهد تمثيلي خادشة للحياء تارة اخرى، ليُستنتج ان مفاهيم الحسبة "القضائية" التي طبقت على حال الكاتب نصر حامد ابو زيد صاحب "النقد الديني" والكاتبة نوال السعداوي بسبب آرائها لا تزال مستمرة في الجمهورية التي يسأل مراقبون فيها عن مآل معركة تجديد الخطاب الديني التي أعلنها #السيسي.
من الذين طرحوا السؤال السالف بالحاح، الاعلامي ابرهيم عيسى الذي كان ضحية قضية "حسبة" حين ادعيَ عليه بتهمة انكار عذاب القبر في برنامجه التلفزيوني العام الفائت.

وفي تعليقه على الحكم الصادر في حق ناعوت، رأى عيسى "تناقضاً بين مقولة اصلاح الخطاب الديني واستمرار اتاحة القضاء رفع قضايا ازدراء اديان في عهد السيسي بوتيرة اكبر مما كان عليه الامر في عهد (الرئيس المخلوع) محمد مرسي"، متسائلاً "أين أصبحت أهداف ثورة 30 يونيو، ألم يكن ابرزها اسقاط حكم المرشد وليس شخصه فقط، كيف يمكن ان يتاح لأي شخص في الشارع رفع قضايا ضد الناس وتكفيرهم في توقيت تحتفي فيه القاهرة باحتضانها ابرز معارض الكتب في المنطقة...".

صبيحة العيد
تعود قضية ناعوت الكاتبة الصحافية وصاحبة عدد من الكتب الشعرية، الى أواخر العام 2014 حين وصفت ما يجري صبيحة عيد الأضحى بالـ"مذبحة"، وكتبت في صفحتها الفايسبوكية: "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البرية لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها وهو يبتسم، مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس أحد الصالحين في شأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتزهق دماؤها دون جريرة ولاذنب ثمنا لهذا الكابوس القدسي ".

وصدر الحكم يوم الثلثاء عن محكمة جنح الخليفة، بمجمع محاكم زينهم، وقضت برئاسة المستشار محمد الملط بمعاقبة ناعوت بالسجن ثلاث سنوات وتغريمها عشرين ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الدين الإسلامي. علماً ان القضية شهدت تنحي القاضي الأول بداعي الحرج فيما حكم القاضي الثاني في القضية خلال الجلسة الأولى التي تلت توليه القضية.

وأكدت ناعوت (1964) في حديث لـ"النهار" استئنافها الحكم، وعدم ندمها على ما كتبته "لأن المقصود منه مختلف عما فسره الجهلة، والخطأ الوحيد الذي ارتكبته ربما اني كتبت عبارات تحمل مجازاً أدبياً في فايسبوك، وهو المكان الذي يبدو ان كتابات مماثلة تفهم فيه على غير المقصود منها".
واذ شددت على احترامها الاسلام، قالت ان "ما انتقدته هو طرق ذبح الأضاحي السائدة في #مصر والتي لا تتصف بالرحمة بحيث ان دولة كاوستراليا باتت تحظر تصدير الحيوانات التي تذبح الى مصر، كما ان ثلاثة من علماء الازهر رفضوا علناً تكفيري"، متسائلة "أين الخطأ في انتقادي الذبح العلني والذي يغرق الشوارع بالدماء صبيحة العيد وتعذيب الحيوان قبل ذبحه...".

في تحقيق نشرته صحيفة الأهرام، يقول محمود كبيش عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة سابقاً ان "قانون الحسبة ألغيَ منذ سنوات، ولكن ثمة اصطلاحاً على ان القضايا التى يقيمها اي شخص حسبةً لله وليس لتحقيق مصلحة أو لدرء خطر خاص به، وانما يقيمها لمصلحة أو لمنع ضرر قد يقع على المجتمع تسمّى قضايا الحسبة..."، مضيفاً ان "النص الذى يجعل مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وبالتالي فأي عمل أدبي او فني يخالف مبادئ الشريعة الاسلامية يمكن أن ترفع ضده دعوى قضائية والمحكمة هي التى ستحكم...".
لا تحمل ناعوت على القضاء المصري ككل "أحترم القضاء ولا أحمّل وزر ما ارتكبه قاضٍ للمؤسسة التي يحترمها الشعب المصري"، راصدة "دلالات مخيفة للحكم بعد ثورتين، فالثورة التي لا تؤدي الى حكم مدني ليست بثورة، علماً ان هناك من يستند الى أحكام مماثلة للتشكيك في ثورة يونيو ومقاصدها".

على رغم بيانات التضامن التي يبديها كتاب ومثقفون مع ضحايا قضايا الحسبة، الا ان الأغلبية ترى تقصيراً في الوحدة وصب الجهود لاقفال الثغرات القانونية التي تتيح رفع قضايا مماثلة بشكل عشوائي. وتتوجه ناعوت برسالة الى المثقفين قائلة " أيها المستنيرون، لأننا أخفقنا أن نكوّن جبهة صلبة واحدة في وجه الظلام، انتظروا أدواركم، فمهووسو الشهرة يستمدون قوتهم من شتاتكم".

ولا يبدو ان جهود المثقفين مهما تكثفت ستتمكن من انتزاع دعم علني ورسمي من جامع الأزهر لاقفال الثغرات القانونية تماماً، والتي تتيح لأي محام ملاحقة الآراء التي تحتمل التأويل ووضعها في الخانة المزدرية الأديان، لا يبدو الأمر متاحاً اليوم ويبقى التعويل على اجتهادات القضاة الممكنة الى حين إجراء تعديل تشريعي بيِّن يجب ان يحظى بموافقة الأزهر في المعادلة الراهنة.
Diana.skaini@annahar.com.lb

لاجيء مراهق سدد للبنانية من السويد طعنات حتى الموت

    العربية ـ لندن - كمال قبيسي

لبنانية عمرها 22 ومقيمة مع عائلتها في السويد، حيث تعمل في مركز لايواء اللاجئين القاصرين، سقطت أمس الاثنين قتيلة بسكين لاجيء تحفظت الشرطة التي اعتقلته عن ذكر اسمه أو نشر صورته، لأنه في بداية المراهقة، فعمره بالكاد 15 سنة.

ألكسندرا مزهر، وهي من عائلة معظمها من قرية "القليعة" البعيدة في قضاء مرجعيون بالجنوب اللبناني 100 كيلومتر عن بيروت، كانت تقيم وتعمل في مركز لتجمع اللاجئين القاصرين من دول عدة، وطعنها المراهق "لأسباب نحقق لمعرفتها" على حد ما قرأت "العربية.نت" مما قاله هانز ليبنز، المتحدث باسم الشرطة في مدينة Mölndal عند الساحل الغربي للسويد، وهي صغيرة سكانها 40 ألفا، وبعيدا عنها 10 كيلومترات، يقع مركز الايواء الذي كانت تقيم فيه ألكسندرا مع 8 لاجئين، جميعهم ذكور.

والذي حدث في الثامنة صباحا "لم يكن عملا إرهابيا. لكنه نتج عن شجار كما يبدو" طبقا لما قال ليبنز الذي وعد بالافراج الثلاثاء عن مزيد من المعلومات، "لأن اللاجئين في المركز لا يعرفون اللغة السويدية، ولأنهم من دول مختلفة، لذلك فنحن في حاجة الى عدد من المترجمين ليزودونا بأقوال الشهود" في اشارة توحي بأنهم ممن وصلوا حديثا الى السويد.

وذكرت وسائل إعلام سويدية عدة، منها صحيفة Expressen المحلية، أن موظفين في المركز اعتقلوا المراهق بعد طعنه لألكسندرا التي توفيت في مستشفى قريب نقلوها اليه، من دون أن يؤكد أي منهم في ما لو كان السبب يعود الى تحرش جنسي.

ورد في "إكسبرسن" أيضا، أن ألكسندرا بدأت منذ أشهر قليلة بالعمل في المركز القريب من مدينة "مولندال" حيث تقيم مع عائلتها، وحيث لها أقرباء فيها، وأن أعمار اللاجئين في المركز "هي بين 14 و17 سنة على الأكثر" وفقا لما قرأت "العربية.نت" مترجما من خبرها، فيما ورد بموقع صحيفة Svenska Dagbladet أن رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، أسرع بزيارة مركز اللاجئين حين علمه بالجريمة، وطلب اجراء تحقيق سريع.

وهناك موقع إخباري سويدي، نشر معلومات مختلفة بعض الشيء، هو bohuslaningen الذي أورد أن موظفة عربية أخرى تعمل في مأوى اللاجئين، اسمها أمل حسن ولم تكن فيه ساعة استهدف المراهق ألكسندرا مزهر بطعنات سكينه، وقد اتصلت "العربية.نت" بالمركز لتتحدث إليها، إلا أن الساعة كانت متأخرة ليل الاثنين، فلم يرد أحد من الجانب الآخر للخط على رنين الهاتف.

الكاتب الفلسطيني سعيد الشيخ يصدر رواية تغريبة حارس المخيم

ستوكهولم:-
صدرت حديثا رواية "تغريبة حارس المخيم" للكاتب والشاعر الفلسطيني سعيد الشيخ، وذلك عن "منشورات الوان عربية" بالسويد. تقع الرواية في 268 صفحة من القطع المتوسط. وهذه الرواية هي الاولى للكاتب، والكتاب الحادي عشر من اصدارته التي توزعت بين الشعر والقصة القصيرة.
هي "غربة اخرى" كما يقول الشاعر محمود درويش في إحدى قصائده، يستحضرها سعيد الشيخ في كتابة هي مزيج من الواقع والخيال ضمتها اربعة فصول متلازمة بين السردي والتاريخي وإن بدأ هذا التاريخ من عند مجزرة "صبرا وشاتيلا" فهو لن ينتهي الا عند النهايات العميقة. عند يوم القيامة الذي يشهده يوسف سعد الدين بطل الرواية وزوجته أمينة وهما في زيارة لربوع الوطن المغتصب. حيث يشهدا بأم أعينهما كيف دولة الاحتلال تتفسخ بتدخل من السماء. ولكن وحتى ذلك التاريخ الذي يبقيه الكاتب غامضا ومتأرجحا بحدوثة أو بإحتمالية حدوثه، فإن الرواية تحفل بالشقاء الفلسطيني وتحديات الوجود. وذلك تبعاً لقاعدة لا يشذ عنها الا القلائل من كتّاب الرواية، وهي ان المنجز الروائي لكي يظل حارا ومؤثرا وجذابا يجب أن يكون توأم الملحمة لا ينفك عن الهم الانساني وبالخصوص الفجائعي؛ لأنه أكثر رسوخا في الذاكرة الجمعية.
تطرح الرواية الكثير من الاسئلة التي يرددها الشتات الفلسطيني عن الهوية والمصير.
ومن الغلاف الأخير نقرأ:
 "ما يحدث لا يصدق، ولكنه يحدث؛ أراه بأُمّ عيني، وزوجتي أمينه تراه. لكن الأمر الذي لست متيقنا منه؛ هو في أي عام حصلت هذه الأحداث، وما إذا كنّا أنا وزوجتي بين الأطياف من الأحياء أو من الأموات!
أحد من شعب الشتات عاش هذه الأحداث أو ما شابهها وترآت له نهايتها في حلم .. وكان قد عاش مكافحا من أجل الحرية على أمل الوعد بالخلاص، ها هو الحلم يتحقق، ها هو الخلاص كيفما تكون القيامة!"

رواية ترزقون من أهم الإصدارات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2015


تمكنت الكاتبة يسرية سلامة عبر روايتها "ترزقون" العبور إلى جانب من واقع المرأة المصرية، لا سيما في بعض التفاصيل الإنسانية التي جسدتها في العديد من الشخصيات التي تضمنتها الرواية. اجتهدت لأن تقدم الفكرة بطابع أدبي روائي، لتأخذ القارئ مباشرة إلى الحدث والفكرة، وتصل به في نهاية المطاف إلى الإحساس بالقضية بكافة تفاصيلها الإنسانية . قدمت الكاتبة الوقائع والأحداث دون اصطناع أو ابتذال بالاشتباك مع العديد من الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تحيط بواقع المرأة المصرية.
(ترزقون) تعكس تجربة حسية إنسانية الطابع لتكتسب رونقًا جديدًا، يراكم الكلمات والعبارات، ومعها تكتسي السطور معاني جديدة، والأهم من ذلك أنها تعكس معاناة تخترق عقول البشر وتستوطن مشاعرهم، تحرك كل ما فيهم للتفكر والتأمل استمتع بقراءة رواية ترزقون بإسلوب بسيط وكلمات تنفذ إلى القلب مباشرة.

المخرجة المبدعة الدّكتورة خيريّة المنصور تطلق موقع الصَّدى على الشّبكة العنكبوتيّة

صبري يوسف ــ ستوكهولم
بعد جهودٍ مكثّفة، وبعد أن وجدَتْ أنَّ السَّاحة الإبداعيّة الشّرقيّة بكلِّ أطيافها، تحتاج للمزيد من المنابر الحرّة لتعميق التّواصل الخلَّاق بين المبدعين والمبدعات للتعبير عن رؤاهم وطموحاتهم وآمالهم التَّنويريّة، أطلقت المخرجة العراقيّة الدّكتورة خيريّة المنصور مديرة ومؤسّسة موقع الصّدى  (الأدبي، الثّقافي، السِّياسي والفنّي) من أميريكا، بصيغته التّجريبيّة، وهو موقع شامل وحافل بكلِّ صنوف الأجناس الأدبيّة والثَّقافية والفنِّيّة، حيث اشتغلت د. خيرية المنصور ساعات طويلة على مدى الأيام الماضية مع فريق العمل إلى أن وصلت إلى تثبيت الموقع على الشَّبكة العنكبوتيّة بحلّته الرّاقية!
يسرُّ إدارة مجلّة السَّلام الدَّوليّة أن تتقدَّم بخالص التَّهاني القلبيّة لإدارة موقع الصَّدى وعلى رأسهم مديرة الموقع المخرجة السِّينمائيّة المبدعة د. خيرية المنصور على تأسيس هكذا منبر رائد، والَّذي ترك صدى طيّباً على السّاحة الإبداعيّة منذ اللّحظات الأولى من إطلاقه، لما يتضمّن من خصوصيّة راقية لإحتضان الأقلام والآفاق الرَّائدة لمبدعات ومبدعي الشَّرق في تقديم الكلمة، اللّون، الثّقافة، الفكر النيّر والحرّ، والإبداع الخلّاق، بروح تنويريّة رائدة!                                                               
دمتِ مخرجة متألِّقة ومحتضنة للرؤية الحرّة على كافّة الأصعدة الإبداعيّة والفكريّة والثَّقافيّة والفنِّيّة بكلِّ تفرعُّاتها، لتقديم ما يليق بمبدعات ومبدعي الشَّرق، بكلِّ أطيافهم وعطاءاتهم الرّاقية، المتناثرين كحبّات الحنطة في الكثير من بقاع الدُّنيا!                                                                    
وبهذه المناسبة يسرّني جدَّاً أن أدعو الأحبّة الكتّاب والشُّعراء والأدباء والمفكِّرين والفنَّانين والفنَّانات للكتابة والمساهمة في موقع "الصَّدى" المستقل في توجّهاته ورؤاه وتطلُّعاته الفسيحة، والمتألِّق في محتوياته وتنوّع مشاركاته الأدبيّة والثّقافيّة والفنِّيّة والسِّياسيّة الطَّليعيّة، حيث يكتب في الموقع منذ إنطلاقته مئات المبدعات والمبدعين من شتّى التّخصُّصات من العديد من دول العالم!
يذكر أنَّ إدارة الموقع خصَّصت زاوية ثابتة لنشر نصّي الشّعري الملحمي المفتوح: أنشودة الحياة، بأجزائها الأربعة عشرة جزءاً، (1400 صفحة من القطع المتوسّط) تباعاً في الموقع!
لزيارة  الموقع والإطلاع على محتوياته الغنيّة بمواضيعها، والتَّواصل مع إدارة التَّحرير، الضَّغط على الرَّابط التَّالي:

http://elsada.net/

مشارف مقدسية: تواصل الفاعلية الثقافية للقدس وتكمل دورتها الأولى

تقرير: فراس حج محمد

صدر مؤخراً عن "اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، العدد الرابع من مجلة "مشارف مقدسية" فصلية ثقافية عربية، لتواصل المجلة عبر موادها وانتظام صدورها ترسيخ القدس في الذاكرة الوطنية والثقافية العربية في فلسطين المحتلة، وتعزز الدور الثقافي للمدينة المقدسة في ظل ما تتعرض له من تشويه وتهويد. وبهذا العدد يكتمل عامها الأول بأربعة أعداد متواصلة صدرت في موعدها المحدد. متحدية ظروفاً سياسية واقتصادية غاية في الصعوبة.
يُفْتتح العدد بكلمة المشرف العام على المجلة أ. عثمان أبو غربية (رئيس اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية) مشيراً إلى وضع القدس الراهن، فيؤكد أن "القدس في أصعب مراحلها، ولعل الأمر بدون وقفة عربية إسلامية وعالمية يتضاعف صعوبة، ويطّرد آلاماً للصامدين المرابطين الأبطال، لهذه الثلة من الأمة التي ترفض ما يجري في القدس بأبهظ الأثمان".
وأما الشاعر محمد حلمي الريشة رئيس التحرير، ومدير عام بيت الشعر في فلسطين، فيشير إلى أهمية الفعل الثقافي الحقيقي الذي يعطي للمدينة ألقها وحضورها، فيرى أن "جراح الوطن العربي الكبير لا تبلسم بالكلمات إلا إِذا كانت بجسارة الحرية في مناقشتها مواضيعها، وتشريحها على طاولة الرأي أدبيا، وتاريخياً، وسوسيولوجيًّا، واجتماعيًّا، وتراثيًّا".
وزخر العدد بالمواد الثقافية المتنوعة والتي تناولت إشكاليات الثقافة والإبداع والشعر والقصة والنقد والمسرح والرواية والدراسات الأدبية والنقدية والنصوص الإبداعية لثلة من الكتاب الفلسطينيين والعرب، ففي باب "مقدسيات" كتب كل من محمود شاهين "القدس تاريخياً بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة"، وأسامة العيسة "حتى أنت يا حُمص"، وأما الكاتب عزيز العصا فيتحدث عن بعض معالم القدس الثقافية في "المقدسيون يحتضنون التاريخ؛ "المكتبة البديرية" أنموذجاً".
وأما الدراسات النقدية فيضم العدد أربع دراسات نقدية متنوعة بين النقد الثقافي/ السياسي والنقد الأدبي، فيبحث  د. رامي أبو شهاب في "سردية الشتات الفلسطيني في ضوء الخطاب ما بعد الكولونيالي"، ويناقش د. خضر محجز "التقنية، الشخصية، النشوة، التلقي" في العمل الأدبي، وتحضر الإليادة لنقرأ تجليات حضورها في الشعر العربي في دراسة عزيز العرباوي، وتتوقف عزيزة الطائي عند "الأشكال السردية والفنية في القصة القصيرة جدا".
ويستذكر عبد الله أبو راشد حياة وفن بهاء البخاري في باب "وجوه"، وفي حوار العدد تلتقي المجلة مع الباحثة والناقدة الأردنية د. رزان إبراهيم في حوار أجراه نضال القاسم، ويقدم محمد محمد السنباطي ترجمة لكتاب إيزابيل رامبو "أخي آرتور"، ويستعرض الدكتور محمد محمد خطابي قصة المخطوطات العربية في دير الإسكوريال، وفي باب "تراثيات" يناقش عبد الغني سلامة "لغة الجسد في الفلكلور الفلسطيني وفي رقصات الشعوب".
واشتمل العدد على مجموعة من القراءات النقدية التي تناولت إصدارات شعرية وروائية أو قضايا أدبية لكل من: سعيد بكّور، شوقي بدر يوسف، محمد مدحت أسعد، رائد الحواري، فراس حج محمد، محمد علوش.
واحتوى العدد نصوصاً شعرية لكل من: زليخة أبو ريشة، كامل فرحان صالح، إدريس علوش، عائشة المؤدب، خلود شرف، راضية الشهايبي، عماد الدين موسى، بهاء رحال، نجد القصير. ونصوصاً قصصية لكل من: حياة الرايس، دنيا الأمل إسماعيل، رشا السرميطي. كذلك صفحات من رواية جديدة لبشرى أبو شرار، والجزء الأول من مسرحية لدينا سليم. ليُختتم العدد بجدل الكاتبة بديعة زيدان حيث تناقش مع مجموعة من الروائيين تلك القضية الجدلية "لمن يكتب الكاتب".

حيفا تحتفي بديوان (أُدَمْوِزُكِ وَتَتَعَشْتَرين)! للشاعرة آمال عوّاد رضوان




أمسية أدبية أقامها نادي حيفا الثقافي والمجلس الملي الارثوذكسي الوطني/ حيفا، واتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين ومنتدى الحوار الثقافي/ البادية عسفيا وذلك احتفاء بتوقيع ديوان (أُدَمْوِزُكِ وَتَتَعَشْتَرين) للشاعرة آمال عوّاد رضوان، وسط حضور من الأدباء وذواقي الكلمة، وذلك في قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسية في حيفا بتاريخ 14-1-2016، وقد تولت عرافة الأمسية الشاعرة الأنيقة ليليان بشارة منصور وتحدث كل من الأدباء: د. محمد خليل، وفاطمة دياب، وفهيم أبو ركن، ونبيهة جبارين، ورشدي الماضي، وحنا أبو حنا، وجريس خوري، والمحامي حسن عبادي، وقد تخللت القراءات ترانيم بصوت الواعدة ماريا سليم، وفي نهاية الأمسية شكرت آمال عواد رضوان الحضور والمنظمين ومن ثم تم التقاط الصور التذكارية أثناء توقيع الديوان
كلمة الأديب حنّا أبو حنّا: عرفتُ شِعر آمال عوّاد رضوان منذ بداياتِه، والحصادِ الأوّلِ (بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّجُ)، وتعرفونَ أنّنا نقرأ الكثيرَ، وفي بعض الأحيان نقول: هنا شاعرٌ وهنا شاعرة. آمال عوّاد رضوان ومنذ دواوينِها الأولى تكتبُ الشّعرَ، ليسَ بمعنى أن يكونَ لهُ وزنٌ وإيقاعٌ ونثرٌ مَنظوم، لا، آمال تكتبُ شعرًا يَحتاجُ منك أن تقفَ عندَهُ، عندَ الصور والأبعادِ المختلفة، والذي يُفاجئُنا بصُورٍ صادمةٍ لم نكن نتوقّعُها، وهذا هو الشعر!
نحن في هذا البلدِ ومنذ البداية، لم يكنْ عندَنا عددٌ مِن الشّعراءِ، بَعدَ أن رحلَ شعراؤُنا أبو سلمى وغيرُهم، وكانَ علينا أن نرعى الشّعراءَ منذ البداية، ولكن في ذلك الحين، كانَ على شِعرنا أن يكونَ مُباشرًا، لأنّنا كنّا نذهبُ إلى المهرجاناتِ الشّعريّةِ في القرى والمُدن، وكانَ الجمهورُ في ظروفِ الحُكم العسكريّ يأتي بالكراسي الصغيرة، أو يقفُ على السطوح، ويستمعُ إلى ساعتيْن وثلاث ساعاتٍ للشعراء. في مثل ذلك الحين، لم يكنْ بوسعِنا أن نكتبَ شِعرًا فيهِ الكثيرُ مِنَ الحاجةِ إلى التأمّلِ والاستمتاع، لذلكَ كانَ شِعرُنا مُباشرًا، يعني أنّهُ على الجمهورِ أنْ يَفهمَ، لأنّنا كنّا نتحدّثُ عن آمالنا وعن آلامِنا، ودائمًا أذكرُ صوتَ عزيزنا حين قال: اليومَ جئتُ وكلنا سُجَناءُ/ فمتى أجيءُ وكلُّنا طُلقاءُ؟ المَعاني واضحةٌ، ومقصودٌ أن تكونَ واضحةً. ولكنّنا اليومَ في مرحلةٍ أخرى، تحتاجُ إلى آفاقٍ فنّيّةٍ وإلى تأمّلاتٍ وإلى قارئٍ ذكيٍّ، لذلكَ علينا أن نحتفلَ بهذا الذكاءِ، والّذي ننتظرُ لهُ آمال في آفاقٍ جديدة، وآمال عوّاد رضوان باحثةٌ أيضًا، وأذكرُ أنّها قامتْ بدراسةٍ لديواني "تجرّعتُ سُمَّكَ حتّى المَناعة" دراسةً دقيقةً، وتصِلُ إلى الأغوار. هنيئًا لنا أوّلًا، ثمّ لكِ آمال.
كلمة جريس خوري؛ "أمينُ صندوق المجلس المِليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا": أحبّائي، ليلتُنا آمال وأماني ورضى مِن الرضوان وعيدُ أعيادٍ عوّاد! ليلتُنا مع الصديقةِ المُبدعة آمال عوّاد رضوان الشاعرة والأديبة دائمة النشاط، وذلك بمناسبةِ حفل توقيع ديوانها (أُدَمْوِزُكِ وتَتَعَشْتَرين)، وهو العملُ الرابعُ شِعريًّا والتّاسع لها أدبيًّا. الشاعرةُ آمال عوّاد رضوان تطيرُ وتُحلّقُ، وتَمُرُّ على أزهارِ الحدائقِ تجني الرّحيق، فتحلو كلماتُها، وتُطرّزُ أجملَ الصّورِ الشّعريّةِ مِن وُريْقاتِ وتيجانِ الورود، تلكَ الصّور منها الظاهر للعيان، ومنها المُتواري بين رموزِها الإبداعية.
آمال ترى في كلّ مَعارفِها إخوةً، والكلّ يَراها أختًا دائمةَ البسمة إيجابيّة، ولم أرَها يومًا مُنزعجةً أو غاضبة، وتتواجدُ في معظم الأمسياتِ وتُوثّقُها وتَنشرُها، وها هي بصدَدِ جمْع التّقاريرِ الثقافيّةِ وطباعتِها في ستّة مُجلّداتٍ لتوثيق المَشهدِ الثقافيّ المَحلّيّ، ونحن نَشدُّ على يديْها وندعمُها. أيّها الحضورُ الكريم، أُرحّبُ بكم أجملَ ترحيب، فأنتم صرتم أهلَ البيت، أعني قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسيّة في حيفا، والتي غدَتْ منارةً للأدب والثقافة لكلّ مجتمعِنا الفلسطينيّ، على مختلف أطيافِهِ وأينما وُجد. 
مداخلة د. محمد خليل: آمال عوّاد رضوان عطاءٌ إبداعيٌّ مُتميّز و "أُدَمْوِزُكِ وتتَعَشْترين" نموذجًا: المحتفى بها العزيزة آمال، المبدعاتُ والمبدعون، الحضورُ الكريم مع حفظ الأسماء والألقاب، أهلًا  بكم تحتَ مِظلّةِ الشّعر والإبداع!
أنوه بدايةً، إلى أنّه من الصعوبةِ بمكانٍ في هذهِ العجالةِ، الإحاطةَ بالديوان من كافةِ جوانبه، ثمّ أبادرُ إلى القوْل: مِن جديدٍ تُطِلُّ علينا الشاعرة آمال عوّاد رضوان عبرَ مجموعتِها الشّعريّةِ الجديدة "أُدَمـْـــوِزُكِ.. وَتـَـتـَـعَــشْــتـَـرِيــن"، التي جاءتْ بعدَ ثلاثةِ إصداراتٍ شِعريّةٍ سابقةٍ لها هي: "بسمةٌ لوزيّةٌ تتوهّج" صدر العام 2005. و "سلامي لكَ مطرًا" صدر العام 2007. والإصدار الشّعريّ الثالث "رحلةٌ إلى عنوانٍ مفقودٍ" صدر العام 2010، وأخرى في القراءاتِ النقديّةِ واالتوثيق والبحث والمقالاتِ والتقارير الأدبيّةِ، ولها إصداراتٌ مشتركةٌ مع آخرين! ولوْ تتبّعنا مسيرةَ عطائِها مِن خِلالِ محطّاتها الإبداعيّةِ تلك، لتأكَّدَ لنا بأنَّ دالَّةَ نتاجِها الشّعريّ شكْلًا ومَضمونًا، تسيرُ مِن حَسَنٍ إلى أحسنَ وفي تَصاعُدٍ مُستمِرّ! وفي الحقّ يُمكنُ القولُ: إنّ هذا الكتابَ يُعَدُّ إضافةً نوعيّةً في مشهدِ حركتِنا الإبداعيّةِ المَحلّيّةِ والشّعريّةِ منها تحديدًا، وفي الوقتِ ذاتِهِ، هوَ رفدٌ وإثراءٌ يَصُبُّ في نهرِ حَركتِنا الأدبيّةِ المَحلّيّةِ المُتنامي! في السّياقِ ذاتِهِ قد يَكونُ مِنَ الإنصافِ أنْ نَذكُرَ أنّهُ إذا ما ألقيْنا نظرةً ثاقبةً على السّاحةِ المَحلّيّةِ لرأيْنا، أنّها تَشهدُ لاسيّما في الآونة الأخيرة، حَراكًا أدبيًّا وثقافيًّا مَلحوظَيْن، عِلمًا أنَّهُ ليسَ كلُّ ما يُنشرُ لدينا يَرقى إلى المستوى الإبداعيِّ والفنّيّ الحقيقيّيْنِ، الأمرُ الّذي يَدعونا إلى مُضاعفةِ الجهدِ أكثرَ فأكثر، وذلك بالمزيدِ مِن القراءةِ والثقافةِ والتّجربةِ والوعيِ، لتُصبحَ المخزونَ الذي نمْتحُ منهُ إبداعاتِنا، وتُشكِّلَ في الوقتِ نفسِهِ، رافعةً قويّةً لوجودِنا ولثقافتِنا في بلادِنا! 
وبعد، لا يُساورُني أدنى شكٍّ بأنّنا في حضرةِ شاعرةٍ مُختلفةٍ، لغةً وجرأةً وفنّيًّا، لذلكَ تَستحقُّ الاحتفاءَ والتكريم! ومعروفٌ أنَّ الاحتفاءَ بالمبدعاتِ والمبدعينَ هو احتفاءٌ بالإبداع في أبهى صُوَرِهِ، كما يُعدُّ مِن أهَمِّ عواملِ النّجاحِ والإبداعِ والتّميُّزِ، فلأجلِ ذلكَ جئنا والتَقيْنا هنا، ولأجل عطائِها الإبداعيِّ المُتميّزِ في مَجالِ الشّعرِ، جنبًا إلى جنبِ سائرِ نشاطاتِها الأدبيّةِ والثّقافيّةِ والاجتماعيّةِ المُستمرّة، وقد لا أراني مُبالِغًا إذا قلت: إنّ أسلوبَ آمال في تعامُلِها مع شِعرِها أشبهُ ما يكونُ بأسلوبِ النّحلةِ الّتي تنتقلُ مِن زهرةٍ إلى زهرة، لتَجنيَ منها رحيقًا تُحيلُهُ إلى شهدٍ خالِص، خاصّةً في تَخيُّرِها للألفاظِ والمعاني، وهي حينَ تَصنعُ شِعرًا، نَراها تَبذُلُ قُصارَى جُهدِها، مُراعاةً والتزامًا بالمَعاييرِ الأدبيّةِ والفنّيّةِ والإنسانيّةِ في آنٍ، مع ما فيهِ مِن مُحاكاةٍ لذاتِها، أو لِما تبوحُ بهِ مِن بعضِ ملامحِ شخصيَّتِها كإنسانةٍ، بكلِّ ما تحملُهُ الكلمةُ مِن مَعانٍ إنسانيّةٍ ساميةٍ قبلَ كلِّ شيءٍ، وكشاعرةٍ مُرهفَةِ الإحساسِ والوجدان!
الشّعرُ في بعضِ جَوانبِهِ، لم يَزلْ منذُ الأزل، يَحكي ويُحاكي شخصَ الشّاعرِ نفسِهِ في الحياةِ، ممّا يُؤكّدُ المَقولةَ: بأنَّ الفنّانَ لا يَبتدعُ أسلوبَ حياتِهِ، بل يَعيشُ بالأسلوبِ الذي يُبدعُ فيهِ. كذلك، فإنّها حينَ تستحضرُ بناتِ أفكارِها، وتُحرِّكُ خَلَجاتِ نفسِها، عبْرَ رؤيتِها للواقعِ والتأمُّلِ في الحياةِ مِن حوْلِها، ثُمَّ تُترجمُها إلى صُوَرٍ فنّيّةٍ آسِرةٍ، إنّما تُلامسُ ذاتَها وتَبثُّ أفكارَها، تمامًا مثلما تُلامسُ أفكارَنا وتداعبُ مشاعرَنا نحن القرّاءَ أيضًا، وذلكَ مِن خلالِ تَجلّياتِها الصّوفيّةِ المُحِبَّةِ والعاشقةِ الّتي تَعيشُها، وُصولًا إلى حالتَيْ الحُلولِ والاتّحادِ (طبعًا معَ الشّعر)، فالكتابةُ هي الكاتبُ، والشّعرُ هو الشّاعرُ، وكلُّ أثرٍ يَدُلُّ على صاحبِهِ! وفي مِثلِ ذلك يقولُ النّاقدُ السّوريُّ نبيل سليمان: في النّصّ "مِن تكوينِ المُبدِعِ النّفسيِّ وحياتِهِ الشّخصيّةِ ما فيه. في النّصّ مِن ذاتِ مُنتجِهِ، مِن شعورِهِ ولا شعورِهِ، مِن سيرتِهِ ما فيهِ. لكن في النّصِّ أيضًا مِن فِكريّةِ مُنتِجِهِ، ومِن وعيِهِ، ومِن رؤيتِهِ ما فيه. أخيرًا، في النّصّ أيضًا مِن اللّاوعي الجَمْعيِّ والوعيِ الجمْعيِّ ما فيه". (نبيل سليمان، في الإبداع والنقد، ص28، اللّاذقية: دار الحوار للنشر والتوزيع، 1989)! 
أمّا جاك دريدا صاحبُ نظريّة "التفكيكيّة"، أو بالأحرى القراءةِ "التّفكيكيّة" فيقول: لا شيءَ خارجَ النَّصّ! كما سوف نلحظ ذلك، مِن خلالِ مقاربتِنا لِـ "أُدَمْوِزُكِ وتتعشترين"! مِن آلهةِ الأساطيرِ القديمة، فـ "دموزي" لدى السّومريّينَ أو تموز كما يُسمّيهِ الأكّاديّونَ هو إلهُ الذّكورةِ والخُضرةِ والإخصابِ والحياةِ. وقصّةُ خيانةِ زوجتِهِ "عشتار" له وتسليمِهِ إلى شياطينِ العالم السّفليّ ليَقتلوهُ معروفةٌ، أمّا "عشتار" فهي ربَّةُ الخصبِ والأنوثةِ والحبِّ والجنسِ لدى البابليّينَ، سكّانِ وادي الرافديْن القدماء، وهي أعظمُ الآلهةِ وأسْماهُنَّ مَنزلةً!
إنَّ أوّلَ ما يَستوقفُنا مِن الديوانِ هو العنوانُ الموسومُ بـ "أُدَمْوِزُكِ وتتعشترين"! وبمَعزلٍ عن مدى تذوُّقِ المُتلقّي وتقبُّلِهِ لهذا العنوان، فهو عتبةُ النّصِّ الأولى الّتي تُشكِّلُ حمولةً دلاليّةً مُغريةً وجريئةً، إذ نرى هنا في ما اختارتْهُ الشّاعرةُ عنوانًا للدّيوان، أنّها تشتقُّ كلمةً مِن أخرى بتغييرٍ ما، مع التّناسُبِ في ما رَمتْ إليهِ مِن معنى، ففي الجزءِ الأوّلِ مِنَ العنوانِ نقرأ: أُدَمْوِزُكِ من دُموزي (الرّمز الذّكري)، وفي الثّاني: تتعشترين من عشتار (الرمز الأنثويّ)! وليسَ هذا مِن النّحتِ كما ذهبَ بعضُهم، لأنّ النّحتَ في الاصطلاحِ عندَ الخليلِ بنِ أحمدَ الفراهيدي: "أخْذُ كلمةٍ مِن كلمتيْنِ مُتعاقبَتيْن، واشتقاقُ فعلٍ منها"! وقالَ آخرون: بل اشتقاقُ كلمةٍ، أي بإطلاق مِن دونِ تقييدٍ أو تحديدٍ! أمّا لجهةِ المعنى الّذي تَعنيهِ الشّاعرةُ أو تُلمّحُ إليهِ كما يَبدو، فيَظنُّ المرءُ أنّها حينَ جمَعتْ بين "دُموزي" و"عشتار" في تَكامُلٍ رومانسيٍّ واتّحادٍ جنسيٍّ، لقوْلِها "أُدَمْوِزُكِ وتتعشترين"، كنايةً عن رغبتِها أنْ تقولَ: أُخصّبُكِ فتَحمِلين، ومتى حدثَ الإخصابُ وتمَّ الحمْلُ، لم يَتبَقَّ لنا نحنُ القرّاءُ إلّا أنْ ننتظرَ الموْلودَ، والأصحّ المولودةَ وهي القصيدة! وعليهِ، فإنَّ عنوانَ الدّيوانِ مِن حيثُ الدّلالةِ والمَدلولِ، يَشي بأنَّ الشاعرةَ  مِن خلالِ توظيفِها للأسطورةِ والخيالِ، إنّما تتوسَّلُ الهربَ مِن عالمٍ واقعيٍّ سوْداويٍّ، مِلؤُهُ الضَّجرُ والغربةُ والرعبُ والفراغُ، والتشظِّي إلى عالمٍ افتراضيٍّ أجملَ، ملؤُهُ الحبُّ والعشقُ والانعتاقُ والخلاصُ! إنّها مُحاولةٌ مُتخيَّلةٌ للتغييرِ إلى الأفضلِ والأجملِ، مُحاولةٌ تحملُ في طيّاتِها أفكارًا لها أجنحةٌ، قد تُحلِّقُ إلى آفاقٍ بعيدةٍ، والفكرةُ أساسُ كلِّ عملٍ!
يقولُ ابنُ سينا (370-427ه) رافضًا أن يَعُدَّ الشّعرَ شِعرًا، إذا كان خُلوًّا مِنَ التّخييل: "إنّ كلَّ كلامٍ غيرَ مخيَّلٍ ليسَ شِعرًا، وإنْ كانَ موْزونًا مُقفَّى، وإنَّ الشّعرَ يُرادُ فيهِ التّخييلُ لا إفادةَ الآراء"! وقد وافقَهُ الرأيَ على ذلك مِن بعدِهِ، غيرُ ناقدٍ أو كاتب. أمّا أينشتاين فيُنسبُ إليهِ القوْلُ: "إنَّ الخيالَ أهمُّ مِن المعرفة"، لأنّهُ أساسُ كلِّ إبداع! لذا، فالتّخييلُ عمليَّةٌ يَقومُ بها الشّاعرُ، ويَقعُ تأثيرُها على المُتلقّي!
لكن في المقابل، أرى أنّهُ لكي يكونَ توظيفُ الأسطورةِ ناجحًا، يَجبُ عدمُ الاكتفاءِ بمُجرّدِ المُفرداتِ والتّعابيرِ الأسطوريّة، إنّما يجبُ توظيفُها كقيمةٍ فنيَّةٍ في سياقٍ مُتناسقٍ ومُنسجمٍ، بحيثُ يَتمُّ تحويلُها إلى طقوسٍ أسطوريّة تتعالقُ مع واقعِنا وحياتِنا مِن خلالِ النَّصّ، فالأسطورةُ كما يُفترَضُ، وسيلةٌ فنّيّةٌ يَتوسَّلُ الفنّانُ مِن خِلالِها الكشفَ عن تَناقضاتِ الحياةِ وسوْداويّةِ الواقع، أو كأنْ يُعيدَ إلى الإنسانِ بعضَ ما يفتقدُهُ مِنَ الانسجامِ والتّوازنِ والقِيمِ كالحُبِّ والسّموّ، على سبيلِ المثالِ لا الحصر، في واقعِهِ المُعاصِرِ الّذي يَبدو مُنغمِسًا بالمادّيّةِ، وأبعدَ ما يكونُ عن الرّوحانيّة، وعليهِ، فإنَّ توظيفَ الأسطورةِ يَحتاجُ إلى جُهدٍ مُضاعَفٍ!
في نفسِ السّياقِ، نحن لا نُنكِرُ على الدّيوانِ احتفاءَهُ اللّافتَ بالصّورةِ الفنّيّةِ، التي يُترجمُها خيالٌ مُحلِّقٌ في فضاءاتِ اللّغةِ والدّلالاتِ، هذا صحيح ! لكنْ ما يَلحظُهُ القارئ، أنَّ الديوانَ يُقيمُ بناءَهُ الشّعريَّ على اللّغةِ فقط، وهذا وحدَهُ لا يَكفي! أضِفْ إلى ذلك، لا يمكنُ أنْ يَكونَ هناكَ  أيُّ نصٍّ أدبيٍّ خُلوًّا مِنَ الفِعلِ الدّراميّ، بما يَتضمّنُهُ مِن فِعلٍ وحَرَكة! كذلك، مِن الضّروريِّ أيضًا أنْ يُفضيَ الشّعرُ إلى حالةٍ من التّفكيرِ أو التّساؤلِ في أقلِّ تقدير! فالإبداع الشّعريُّ تَجربةٌ روحيّةٌ عميقةٌ، لا يُمكنُ أن يَترسّخَ، إلّا مِن خلالِ ما يَطرحُهُ مِنَ الأسئلةِ والرّؤى والأفكار، وعليْه، فإنَّ أهمّيّةَ الشّعرِ وكلِّ فنٍّ آخرَ إنّما تكمُنُ، بما يتركُهُ في نفسِ المُتلقّي مِن قوّةٍ في الأثرِ والتّأثيرِ والتّفكيرِ والتّفاعلِ والانفعال!
وبالنّظر إلى نُصوصِ الدّيوانِ الخمسين نجدُها أقربَ ما تكونُ إلى النثرِ الشّعريّ، أمّا مضمونُها ففي غالبيّتِهِ العظمى مُتشابهٌ إلى حدٍّ كبيرٍ شكلاً ومضمونًا، والكلامُ فيها آخذٌ بعضُهُ برقابِ بعض، مع ما فيها مِن تَرابطٍ شعوريٍّ وثيقِ الصّلة! هي بوحٌ ذاتيٌّ أو قُلْ هي رسائلُ عشقٍ، أو كما أسمَتْها "عشقيّاتٍ" حمَّالةَ مستوياتٍ دلاليّةٍ مُتعدّدةٍ  تُرسلُها شاعرتُنا المسكونةُ بهاجسِ الحبِّ، بسمُوّ روحٍ وعُلوِّ نفسٍ لافتيْن إلى جمهور القرّاء، بُغيةَ أنسنةِ الإنسانِ وتحقيقًا لسعادتِهِ، ومشارَكةً لهُ في همومِهِ في رحلةِ هذهِ الحياةِ قصيرةً كانتْ أم طويلة! وفي أجواءٍ احتفاليّةٍ عارمةٍ تصلُ حدَّ الشّبقيّةِ أحيانًا، تبلغُ تلكَ التّجليّاتُ ذُروتَها، حينَ تكتبُ بالحُبِّ سِفرَ خلاصِنا الموعود، بُغيةَ تغييرِ الواقعِ المُنتشرِ بينَ ظهرانينا، ولا تترُكُنا حتّى نفتحَ نوافذَنا في وجهِ تلكَ الرّسائلِ، فالحبُّ وحدَهُ مِفتاحُ كلِّ الأقفالِ، مِفتاحٌ واحدٌ ليسَ أكثر، ليُصبحَ شرطًا وجوديًّا في بحرِ الحياةِ، وقد ترامتْ أطرافُهُ واتّسعتْ شطآنُهُ لكلِّ البرايا والمَخلوقات.
 يثبتُ واقعُ الحالِ بأنّنا حقًا نفتقدُ الحبَّ قولًا وفعلًا، وفي مختلف مجالاتِ حياتِنا الفرديّةِ والجمْعيّةِ على حدٍّ سواء، وأحسبُ أنّ الشاعرةَ، وفي رؤيةٍ مُتبصّرةٍ، قد نجحتْ في نقلِ صورةٍ حقيقيّةٍ، نابعةٍ من واقع الحياةِ والظروفِ الموضوعيّةِ المُحيطة بالمجتمعِ مِن حولِنا جميعًا! المقياسُ الحقيقيُّ للشعرِ الجديدِ هو مدى الإحساسِ بالوجودِ الإنسانيِّ ارتيادًا وكشفًا على المستوى الفردي ّوالكونيّ في آن.
ومن جميلِ ما قرأتُ مبنىً ومعنىً وصورةً فنّيّةً، مِن قصيدةٍ عنوانُها "غِمارُ أُنوثتكِ الـْ أَشْتَهِي" ص32: "غماري.. في تمامِ نُضْجِها/ مُثقلةٌ.. بلذائذِ فاكهتِكِ المشتهاةِ/ تَشقّقتْ.. مُولَعةً بِنُضْجِكِ/ وإنّي لأبْدُوَ للناظرينَ.. كبساتينِ نخلٍ/ أنْهَكَها ثِقَلُ تُمُورِها.. أما حانَ القِطافُ"؟
الصورةُ الفنّيّةُ جميلةٌ، وهي تشكيلٌ إبداعيٌّ أشبهُ ما يكونُ بالرّسمِ التّشكيليِّ مع فارقِ الأدّواتِ، لكنَّ دخولَ الكافِ على البساتينِ، أفقدَها كما يَبدو بعضَ روْنقِها، وأرى أنَّ دخولَها جاءَ مُقحَمًا، إذ جعلتِ التّشبيهَ عاديًّا، ولو جعلَتْهُ بليغًا لكانَ أفضلَ وأجملَ، ذلك لأنَّ لغةَ الأدبِ أو البلاغةِ والمبالغةِ كما يُفترضُ، هي لغةُ النّصّ الشّعريّ تحديدًا، مثلما هي لغةُ الإشارةِ والتلميح، لا لغةُ الإيضاحِ والتّصريح!
ثمّةَ إشارةٌ أخرى يُمكنُ أن تستوقِفَنا، ألا وهي قوْلُها ص70: "أَفْسِحِي لِرِئَتَيَّ.. يَنابيعَ إيمانِكِ/ لتنْمُوَ آفاقِي.. وَلِيَشيبَ ثلجي"! تُرى هل الشّائبُ يَشيبُ!؟ كما نجدُ لديْها دخولَ ألـ التعريفِ على الفِعل المُضارع ، وهو غيرُ مُحبَّذٍ، مثالُ ذلك ص31: "غمارُ أنوثتِكِ ألـْ أشتهي"، وص106 "أيا منفايَ ألـ يَتوارى"، وص108 "طيْفُكِ ألـْ يَتلوَّنُ" ، وعلى شِبه الجملة ص66 "ألْـ لها"، كما نجدُ لديْها اهتمامًا بتقطيعِ الكلماتِ إلى حروفِها، ربّما تأكيدًا لدلالةٍ مُعيّنةٍ أو لإيقاعٍ مُعيّنٍ، وتلكَ مِن المُميّزاتِ الحداثيّةِ في الشّعرِ العربيّ المُعاصرِ، الأمر الذي يَتطلّبُ قارئًا جديدًا مُتمكّنًا، وبقدْرِ تمَكُّنِهِ تكونُ قدرتُهُ على كشفِ أبعادِ النّصّ ودلالاتِهِ. أيضًا نجدُها تتحدّثُ بلغةِ المُذكّرِ، وتلكَ مِن الأنماطِ التّقليديّةِ في الشّعرِ العربيّ، وحبّذا لو تمرّدَتْ عليها! ولا يَسعُني أخيرًا، إلّا أنْ أقولَ للزميلةِ والصديقة آمال عوّاد رضوان: لا جفَّ مدادُ يراعِكِ، ولا نضبَ مَعينُ إبداعِكِ، ودمتِ متألقةً كما أنتِ دائمًا!
مداخلة نبيهة راشد جبارين/ "أُدَمْوِزُكِ وَتتَعَشْتَرين": عندما التقيت دموزي وعشتار من على صفحات كتابك يا آمال، لم أستطع الدفاع عن نفسي، إذ سرعان ما أسَرَني جَمالُ اللّغةِ، ثمّ ما انفكَّ أن أطلقَ سراحي تطويعُها. كلمتان "أُدَمْوِزُكِ وَتتَعَشْتَرين"، أستطيع أن أكتب عنهما دراسةً، أو كتاباً، كلمتان انسابَتا وسلكتا في أبعادٍ ثلاثة: * بُعّدُ مصبِّ الطّربِ الوجدانيّ. *وبُعْدُ مصبِّ العاطفة الرّقراقة. *وبُعْدُ مصبِّ الجمال الآسِر، جمال اللغة والتعبير والتركيب. وكلّها تخاطب الرّوح والوجدان خطاباً عشقياً صوفياً راقياً ورائقاً.
تقمّصتِ يا "آمال" دور الحمام الزاجل بين دموزي وعشتار، فاعترفا أنك قد رونقت الرسائل بينهما، وتمكنت من حل شيفرة  الرسالة البرقية بينهما: "أُدَمْوِزُكِ وَتتَعَشْتَرين"، هما قصّةٌ قصيرةٌ جدًّا جدًّا، "ومضة"، بل يمكن أن تطيلي النجوى، لتصبحَ قصّةً أو روايةً طويلةً جدًّا ممعنةً في القِدَم، وكأنّكِ تُأَوْدِمينَها (آدم) فتتحوّى (حواء)، ثم تُقَيْوِسينَها (قيس)  فَتَتَليْلى (ليلى)!
يا للروعة! والله لو لم أقرأ الكتاب، لكفتني هذه "الدموزة والعشترة"، ومِن المفارقة، أنّ دموزي وهو "الرجل بالايحاء"، يحاول مُستعينًا بعقار الحبّ والعشق أن يُذيبَ عشتارَ فيهِ كالعادة، فتصبحَ مِن مُكوّناتِهِ، إلّا أنّها تتمنّعُ وتستعْصِمُ وتسْتعصي، وتبقى في عِشْترتِها حُرّةً طليقةً، تبثُّ له حبًّا وإعجابًا، ولعلّي أستطيعُ أن أقرأ في هاتيْن الكلمتيْن عِتابًا، أو اعتراضًا أو لائحةَ اتّهامٍ، وكُلٌ يُغَنّي على ليْلاه، وكأنّها الجدليّةُ الأزليّةُ بين المرأةِ والرّجل، إذ إنّ صدى الصّوت هنا يَشي بأنَّ الرّجلَ يحلَمُ بأنْ يُدَمْوِزَ المرأة، ممّا يَزيدُها عنادًا وعشترةً وتمسّكًا بأنوثتها، وهنا أستقرئ من هذا العنوان إشكاليّةَ المجتمع الذكوريّ كلّه، فلماذا "أُدَمْوِزُكِ وَتتَعَشْتَرين"، وليسَ أُعَشْتِرُكَ فَتَتَدَمْوَز؟ إنّها إشكاليّةُ الرّجلِ والمرأة الّتي لا تنفكُّ تَقُضُّ المَضاجعَ، لأنّ كِلَيْهما لا يَقتنعُ بأنّ الآخرَ هو نِصفُهُ المُكمِّلُ، فيبقى دموزي هو دموزي وعشتار هي عشتار، وفي هذا سرٌّ لاستمرارِ العِشْقِ والجَمال. وأخيرًا، لا أستطيعُ إلّا أن أزدادَ عشترةً لهذهِ اللّغةِ الفاتنة، وهي تُلقي غلالةَ السّحرِ والجَمالِ والجَلالِ والدّلالِ على صفحاتِ ديوانِك يا آمال، فقد استهواني غنجُ هذهِ اللّغةِ ودلالُها عليكِ، في مَواطنَ كثيرةٍ على صفحاتِ الديوان في بَعضِ أجناسِ البلاغة وهو كثيرٌ ووثيرٌ، مثلاً:
الجناس: "معنىً – مغنىً" ص18. "تعرِفُني- تعزِفُني" ص35. "تَسْجِنينَني- تَنسِجينَني" ص12
الطّباق: مُبتداي- مُنتهاي ص61. باكيةٍ-  ضاحكةٍ ص128
وهناك الاشتقاق المبتكر، وهو ما شاقني وراقني: أُدَمْوِزُكِ. تَتَعَشْتَرِينَ. ثَرْثِرِينِي. أَبْجِدِينِي. تَتَمَاوَجُنِي. لأَشُدَّنِي. تَتَفَاقَسُنَا. تَتَحَالَقُ. أَتَثَاءبُنِي. أَنْبَثِقُنِي ..الخ. (هذه والله عجيبة! فكيف جعلتِ الفِعلَ اللازمَ يتجاوز فاعلهُ ويَتعدّى ويأخذ مفعولا، وَيتخلّى عن لزوميّاتِه؟).
رصّعَت الدّيوانَ بعضُ كلماتٍ تُراثيّةٍ بعيدة المَهوى: أَكْمِشُ. مَسَاكِبُ. الْبَيَادِر. الْحَصَاد. الطَّوَاحِين. غِلَال. مَوَاسِم. الخ..
هناك كلماتٌ وعباراتٌ مُستوْحاةٌ مِن النّصوصِ الدّينيّة الإسلاميّة: أُسَبِّحُ. أتَوَضّأ. مِشْكَاةٌ. تُيَمِّمُنِي. تَتَبَرَّجُ. تَمُورِينَ. (أَحُرَّاسُكِ شُدُدُ؟) تشبهُ الآية الكريمة: (مُلِئَتْ حَرَسًا شَديدًا وَشُهُبًا). أَنَا رَاعِيهَا. أَهُشُّ عَلَيْهَا بِعُكَّازِي. مُستوحاة مِن الآيةِ الكريمةِ: "هيَ عَصايَ أتَوَكّأُ عَلَيْها وَأهُشُّ بِها على غَنَمي".  
وأخيرًا، لا يَسَعُني إلّا أنْ أباركَ لك عزيزتي آمال عوّاد رضوان هذا الإبداعَ القزحيَّ الجميلَ المُميّزَ، والمُتميّزَ في حُلّتِهِ ولغتِهِ وموْضوعِه. أمنياتي لكِ بمزيدٍ مِن التميّزِ والعطاء.
مداخلة فاطمة ذياب/ آمال عوّاد رضوان شاعرةُ الغموضِ والــ ما وراء! مرّةً تلوَ المرّةِ أقفُ سابرةً أغوارَ قصائدِ شاعرةٍ مميّزةٍ في زمن مميّز، آمال عوّاد رضوان شاعرة الغموض والما وراء، تُحفّزنا كما في كلّ مَرّةٍ على تَحَدّيها ونَفعل، وليسَ السّؤالُ إنْ كُنّا ننجحُ أو لا، فلكُلٍّ منّا قراءتُهُ؟
العنوان (أُدَمْوِزُكِ وَتَتعَـشْتَرِين)؟ عندَ هذه الصّرخةِ الحانيةِ تستوقفُني المَعاني، وأحاولُ أنْ أتهجّأ عنوانَ القصيدةِ الّتي تحمِلُ شرفَ عنوانِ الدّيوان، فأراني يا آمال المُتعششتِرةُ ببلاغتِكِ ونصوصِكِ، أحاولُ بدَوْري، أنْ أُدَمْوِزُك مليكةً على عرشِ الحروفِ واللّغاتِ! ولمّا كان عنوانُ الكتابِ مفتاحُهُ، خِلتُهُ مفتاحًا مِن بيوتِنا العتيقةِ، وقد أضاعَ أبوابَهُ؟ وأتحَدّاني، وأُبحِرُ في نصٍّ مُتداخِلٍ يَضمخُ بالذّكورةِ الذاهلةِ والأنوثةِ المُشتهاة!            تستوقفُنا صورةُ الغلافِ، ومجموعةٌ مِن التساؤلات: لماذا تتقدّمُ المرأةُ على الرّجُل؟ أمِنْ بابِ التّمنّي، أم هي تريدُها كذلك؟ وبكلّ الأحوال، الدّيوانُ يَدعونا إليه، لنُبحرَ في لجّةٍ ما بين الأرض والسّماء، وثمّة عوالم ترسُمُها آمال بفرشاةِ الحُروف!
آمال يا دُرّةَ الطيور، ما فتئتِ تُحلّقينَ في سَماواتِكِ اليابسة إلّا مِنْ نورِكِ ومِن نارِكِ، كعصفورةِ نارٍ ونورٍ تُضيئينَ الرّوابي! يا مَنْ تعتلينَ صهوةَ الجيادِ العَصِيّة! فارسةً ما زلتِ، تنتقينَ المَيادينَ الخاصّة المُميّزة، ونقفُ أمامَ جُموحِكِ الطّاغي، نرقبُكِ في دهشةٍ، وننظرُ إلى ثغرِكِ الأخرسِ، إلّا مِن سيْلٍ عرمرم يَتحرّشُ بنا، يأخذنا إلى (مُهْـرَةِ البَوْحِ الفتِيّ.. صَوْبَ ذَاكِرَةٍ عَذْرَاءَ)، تحاولين ونحاولُ مثلَكِ أنْ (نَتَطَهَّرَ بِنَارِ الُحُبِّ.. وَنورِ الْحَيَاة!). عزيزتي آمال، صعبٌ أنْ تَظلّي تتلظّينَ ما بينَ اشتعالِ الشوق والحنين، وتتضوّرينَ شهوة: أَأَظَلُّ.. أَتَضَوَّرُ شَهْوَةً؟/ أَحْلَامِي مُعَلَّقَةٌ..  بَــ ~~ يــْـ ~~نَ.. وُعُودِكِ الْمُؤَجَّلَةِ/ وَأَقْدَامِي تَتَعَثَّرُ.. بَــ ~~ يــْـ ~~نَ.. جُدْرَانِكِ الْــ تَتَهَاوَى!/ عَلَى خَدِّ شُعَاعٍ.. مُضَمَّخٍ/ بِــــالْـــــ~~دَّ~هْـــ~شَــ~ةِ/ ثَ رْ ثِ رِ ي نِ ي .. صَدًى/ لِأَرْسُمَ.. بَعْثَــكِ الْمُشْتَهَى!
وها نحنُ ما زلنا كما نحنُ، نُحاكي دهشةَ حروفِكِ تحتَ قبّةِ سماواتِكِ اليابسة: (أَمَامَ اشْتِعَالِ اشْتِيَاقِي/ ثَ رْ ثِ رِ ي نِ ي.. صَدًى/ لِأَرْسُمَ بَعْثَــكِ الْمُشْتَهَى!) ص4. وها نحنُ نُحاولُ أنْ نرسمَ بعثَكِ المُشتَهى، المُمَوَّجَ على ضِفافٍ تتيقّظُ عندَهُ لغةٌ مُماحِكةٌ، تَسحَبُنا إليها وإلى عوالِمِكِ. (مَبْسُوطَةً.. تَمْتَدُّ رَاحَةُ فَجْرِكِ/ مُخَضَّبَةً.. بِحَنَانِ أَنَامِلِكِ الظَّمْأَى/ حِينَ أَلْثُمُهَا.. يَتَّقِدُ عَبَثِي/ وَعَلَى شَفَتَيْكِ.. أَعْزِفُ ابْتِسَامَتِي/ فَأَغْدُو وَارِفَ الْمَدَى/ أَلَا يَـــتَّـــــسِــــــــعُ.. لِأَوْتَارِكِ الْبَحْرِيَّة؟) ص5.
أخبِريني كيف يَبسُطُ الفجرُ يَداهُ وسَماواتُكِ يابسةٌ، وصهيلُ الحروفِ يَجعلُنا نقفُ ونقفُ، ونُتابعُ ونَغوصُ، ونُبحِرُ في دهشةِ الحُروفِ العصيّةِ والمعاني المُنتقاةِ بذكاءٍ مُتمَرّسٍ. جامحةٌ أنتِ، وكالحياةِ تنتقلينَ مِن حالٍ إلى حالٍ، تَرسُمينَ لنا لوحاتِكِ بصَبرٍ وأناةٍ، و(بحنان أناملِكِ الظمأى) تنثرينَ على ثغرِ الصّفحاتِ هذه الابتسامة العازفة، والمَدى يا العزيزة آمال لا يتّسعُ لأوتارِكِ البحريّة، ونَفيقُ مِن غفوةِ المشاعر، لنرى أنّ كلّ هذا لم يكنْ إلّا وهمًا، لم يَتجسّدْ إلّا بلغةٍ ماطرةٍ، تُحاولُ أن تُلامسَ الأرضَ والواقعَ بيُبْسِ سماواتِهِ، ونظلُّ نَتقبّلُهُ على عِلّاتِهِ، وعندَ أناكِ نقِفُ لحظةً، قبلَ أن نُبحِرَ في طلاسمِ المَجهول، فنتحَدّاهُ ويَتحَدّانا، وتَكثرُ مِن حوْلِنا وتتشابَكُ الخيوطُ والعُقَدُ العصِيّةُ على مداركنا، إلى حُدودِ دَهشتِك يا أنا؟ كم أحتاجُ هذا الإبحارَ في ضجيج صمتِكِ وعنفوانِكِ؛ هي لغةٌ أخرى غيرُ لغتِنا، لا بل هوَ الخيالُ المُتمكّنُ مِن أدواتِهِ ونُصوصِهِ.      أَنَا/ مَا كُنْتُ.. مِنْ رُعَاةِ الْغَيْمِ وَالسَّمَاوَاتِ/ فَــفِي أَثِيرِكِ الْحَرِيرِيِّ/ أَتِيحِي لِيَ التَّحْلِيقَ/ بِأَجْنِحَتِكِ الْعَاجِيَّةِ! سَمَاوَاتِي الْمُضِيئَةُ.. انْطَفَأَتْ/ مُنْذُ.. أَلْفَ عامٍ.. وَغَيْمَةٍ/ وَمَا انْفَكَّتْ سُحُبِي.. تَتَحَجَّبُ/ خِشْيَةَ الصَّوَاعِقِ وَالنّكَسِاتِ! ص7
راعيةٌ في حقولِ غيْمِك؟ نعم، اِمنحيني فرصةً، لأُحَلّقَ بأجنحةِ الحروف، كي أُلامِسَ سماواتِكِ الأخرى، فما انفكّتْ سماواتُنا تشتهي الضّوءَ، وبِسكّينِ حرْفكِ تَغرزينَ جسدَ الوَجع. نعم، منذُ ألف عام ونيف لم نزَلْ عندَ حافّةِ حُلمٍ نقِفُ، وتُفجّرُنا الصّواعِقُ والنّكساتُ. بدِقّةٍ مُتناهيةٍ ترسمينَ حاضرَنا العَصِيَّ عن الفهم، الذي يُعربدُ بينَ نبضِ أملٍ ورجاءٍ. يااااااااااااااه، كم هو مُؤلمٌ وموجعٌ أنانا الغارقُ في ظلمتِهِ! يسألُ وتسألينَ ونسألُ!: إِلَامَ أَبْقَى عَائِمًا/ عَلَى وَجْهِ وَجَعِي/ تُلَوِّحُنِي الرَّغْبَةُ/ بِيَدَيْنِ مَبْتُورَتَيْنِ؟ ص8.
لا أنتِ تعرفين، ولا نحنُ نعرف، هل صارَ الحُلمُ يَتضوّرُ في جُحرِهِ جوعًا وبرْدًا؟ نحن يا العزيزة آمال نحاولُ أن نتفيّأ بالحروفِ في هَجيرٍ يَلسَعُنا ببرْدِه، نرقبُ ونترقّبُ، فمَن يُلوّنُ لنا الحكايا في  غاباتنا وغاباتِكِ؟ غَــابَـاتِــي تَــعـُـجُّ بِــالنُّــمُــورِ/ أَيَا لَهْفَةَ رُوحِي/ وَيَا عِطْرَ جَسَدِي/ دَعِينِي أَتَسَلَّلُ إِلَيْكِ/ كَحَالِمٍ.. بِثِيَابِ زَاهِدٍ/ لِأَظَلَّ ظَامِئًا أَبَدِيًّا/ تَــ~ا~ئِــ~هًـــ~ا/ بَيْنَ أَحْضَانِكِ!/ فَلَا أَغْدُو فَرِيسَةً لِمَجْهُولٍ/ يَصْطَادُنِي فِي غَفْلَةٍ؟ ص16. سَأَنْتَظِرُكِ/ كَمِثْلِ أَمِيرَةٍ سَاحِرَةٍ/ لتُلَوِّنِي حِكَايَاتِي بِالتَّرَقُّبِ!/ وَكَمِثْلِ قَصِيدَةٍ تَتْلُونِي/ وَمْضَةُ لِقَاءِ حَضْرَتِكِ! ص18.
وها أنتِ كمِثلِ أميرةٍ ساحرةٍ تتهادَيْنَ مِن بينِ براثنِ الوجع، كي تنقشي وجَعَ الآخر، وتَنثرينا ما بين السطور. قويّةٌ شفّافةٌ مُتفجّرةٌ قصائدُكِ، تَدعونا إليها بغمْزٍ ولمْزٍ وإيحاءٍ. وَمَا لَبِثَتْ.. تُرَمِّمُكِ ذِكْرًى/ وَذِكْرَاكِ مُتْرَعَةٌ بتَضَوُّرِي/ تَتَرَاشَحُكِ.. تَبْسِطُنِي أَمَامَكِ فُصُولَ تَغرِيبَةٍ/ وَأَتَرَقْرَقُ زَخَّ أَرَقٍ/ كَوّرَنِي عَلَى مَسِيلِ دَمْعَةٍ!/ كَمْ تَسَوَّلْتُكِ وَطَنًا/ يَشْرَئِبُّ لِأَطْيَافِكِ الْقَزَحِيَّةِ/ لكِنْ فَجْأَةً/ تَقَصَّفَتْ خُيُولِي.. بِطَعَنَاتِ غُرْبَةٍ! ص97.
ونحنُ المُترَعونَ برَوعتِكِ، يُسحِرُنا هذا الغموضُ وهذا الاستحياءُ، فسلامًا لنورِكِ البهيِّ المُتخَفّي في مَدارجِ روحِكِ وقلبِك. قولي بربّكِ، أيُّ قالبٍ يَسكنُ حرفُكِ، فيأتي على شاكلتِكِ مُعبّقًا بثغرِ النصوص، مُضمَّخًا بكلّ ما وراء المعاني، بدلالٍ يَتهادى قصائدَ شَغفٍ في ظِلّ سَراب! وحقّ حرفِكِ وخفقِهِ المَكتوم بأجَله، لمّا تَزلْ مِن بينِ أصابعِ القصيدة تتسرّبُ المَغازي، وتُمطِرُنا بوابلٍ مِن الدّهشةِ والانبهار في حضرةِ عشتار. هكذا نحن عزيزتي آمال، هي الذات التي جُبلت بالعزّةِ والأنَفةِ والكبرياء، لا يَغرُّنَّها القشور، ولا تلهثُ وراءَ العروشِ الخاوية، حتّى لو كان العرضُ مُغريًا، فعرشُنا بصدقِ انتمائِنا لأدواتِنا وقضايانا، نستمِدُّهُ مِن عيونِ البؤسِ، وقصاصاتِ الحُلم المُلقاةِ على هَوامشِ قصيدة!
عزيزتي آمال، إنّ قصائدَكِ المُمَوّجَةَ تحتملُ القسمةَ على أكثر مِن معنى ومَساق، تمامًا كما الرّجولة والأنوثة، والعلاقة المُتداخلة المُشعّة بالخصوبة والولادة والفرح، تأخذنا القصيدة إلى أكثرَ مِن مَسارٍ، وكلّ مَسارٍ لا يُلغي الآخر. هي العلاقةُ الرّوحيّةُ كما نستلهمُ وتُلهمُكِ القصيدةُ علاقةَ النهرِ بروافدِهِ، فإن كانت المرأة هي الأرض، والذكوريّةُ هي السماء، فالنتيجة البديهيّة تَكامُليّةٌ لا انفصامَ فيها ومعها.
من عناوين قصائدك في ديوان (أدموزك وتتعشترين)، ترسمين لنا قصيدة بل مليون قصيدة: أَيَا قَصِيدَتِي الْخَالِدَةَ/ أَنْـــتِ.. أُنْـــثَـــى فَـــرَحِـــي/ ورِضَــابِــي مُــشَــمَّــعٌ.. بِــزَقْــزَقَــةِ طُــيُــورِكِ/ لَكَمْ يَسْتَهْوِينِي/ غِـــمَـــارُ أُنُـــوثَـــتِـــكِ الْــ أَشْـــتَـــهِـــي/ وَلَمَّا يَزَلْ طَعْمُ نَهْدَيْكِ عَلَى لِسَانِي/ مُذْ كُنْتُ رَضِيعَكِ/ أَنَــا بَــحْــرُكِ الْــغَـــرِيــقُ/ فِي جَــمْــرِ الْــــ نَّـــدَمِ/ في اخْـــتِـــلَاسُ آمَـــالِـــي/ أيا مُـهْـــرَةُ بَـــوْحِـي/ أَنَــا.. قَـامَـــةُ بَـــوْحِـــكِ/ الــ لا تهدأ/ و عَـــلَـــى أَجْـــنِـــحَـــةِ هَـــذَيَـــانِـــي/ تُطِلِّينَ وَضَّاءَةً.. وَأَتَوَضَّأُ/ وسَـمَائِي لما تزل تَـتَـمَـرَّغُ.. فِي رَعْــشَـةِ أَمْــسِـي/ و.. فِي مِصْيَدَةِ الْعَبَثِ!/ أأَعْتَصِمُ بِلِقَاءِ الصُّدَفِ؟/ أَيَا سَطْوَةَ أُسْطُورَتِي/ بَــحْـــرِي بِـــيُــمْـــنَــاكِ مَـــوْشُـــومٌ بِــالْـهَـــذَيَـــانِ/ حَـــقَـــائِـــبُ الْـــهَـــجِـــيــــرِ؟ هَا جَسَدِي الْمَلْدُوغُ/ بِاللَّهَبِ يَكْتَنِزُنِي .. وَبِالْقَصَبِ يَلْكُزُنِي! أيا زئْـــبَــــقُ الْــــمَـــــسَـــافَـــاتِ/ لَــكِ هَــيَّــأْتُ .. قَــبَــائِــلَ ضَــيَــاعِــي/ أَلَعَلَّ قِيثَارَةَ الْبَنَفْسَجِ/ تَتَسَايَلُ شَذًى مَسْحُورًا؟/ أمَا زَالَ الْوَقْتُ مُبَكِّرًا عَلَى النَّوْمِ؟!
هكذا نراكِ، في كلّ مَقطعٍ تُناجينَ القصائدَ بقصيدةٍ، وبذكاءٍ مُحبّبٍ تردّينَ على العناوين؟ دَعِينِي أَحْلُمُ/ وَكَأَنَّنِي/ عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ الْمَطَرِ/ فَهَيِّئِي الْوَلَائِمَ لِنَوَافِيرِ الْحَلِيبِ/ كَيْ لَا تَجِفَّ يَنَابِيعِي! ص112. لكن سلاطين الحُلم لا تُريدُنا أن نحلمَ، طالما هيّأتْ لنا قبائلَ الضّياع، وتصدّعَتْ شيوخُ بوادينا، كعصفورٍ على أسمال طفولتِهِ يَرتجفُ. عزيزتي آمال عوّاد رضوان، يا أبجديّةَ المفاتيح، خبّئيني تحتَ قميصِكِ المُعطّر، فصدى صوْتِكِ المُقدّسِ لمّا يَزلْ في سِكَكِ المَظالِمِ يَتدرّجُ، وإنّي أُصَلّي، ما بينَ غضبٍ وغضبٍ، كما العصفورة مِن فننٍ إلى فننٍ، تُلهبُنا شِعرًا صوفيًّا مُثقَلًا بموْجِ العتب! نراها القدسُ وأُمّةُ العرب، وقبائلُ الزّيفِ وأحكامُ لهَب! هي خلاصةُ الخُلاصة مليكةَ الحرف آمال، نشْتَمُّنا مِن بين عِطرِ القصيدةِ وأنفاسِها. نعم عصيّةٌ على الفهم، لكنّها ليست مُستحيلة، فمَن رامَ العُلا ركبَ الموجَ الأعلى أو غاصَ، ليَنتقي الأجْوَدَ والأحلى. هكذا هي آمال عوّاد رضوان، ما بين إصدارٍ وإصدارٍ تُدهِشُنا بعُمقِها ودلالاتِها.
مُداخلة فهيم أبو ركن: جماليّةُ الإهداءِ في "أُدَمْوِزُكِ وَتَتَعَشْتَرِين": لن أتطرّقَ في مداخلتي هذه إلى دلالاتِ العنوان المميّزِ، لأنّ العنوانَ يستحوذُ على اهتمامِ الدّارسينَ، وهو في الحقيقةِ يَستحقُّ ذلك، لتَميُّزِهِ وحداثةِ ابتكارِهِ وغرابتِه، وسأخصّصُ مُداخلتي وأُمحْورُها حولَ الإهداءِ الذي لا يَقلُّ إبداعًا وروْعة، ويُلفتُ الانتباهَ لأمورٍ عدّةٍ، سنأتي على بعضِها باختصار.
في ملاحظةٍ أولى أقولُ: إنّ معظمَ الشّعراءِ أو الأدباءِ يُخصّصونَ في كتبِهم الإبداعيّةِ صفحةً أولى، يُهدي كلُّ شاعرٍ أو أديبٍ نتاجَهُ الإبداعيَّ لمَن يَشاءُ، بعضُهم يُهديهِ لقضيّةٍ عامّةٍ، وآخرُ لموضوعٍ شخصيٍّ، وكثيرًا ما يتّصلُ الإهداءُ بشكلٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشرٍ بفحوى الكتاب، أو بشخصيّةِ الكاتب. لكن كثيرًا مِنَ الإهداءاتِ تأتي مُنفصلةً عن الكتاب، فتشعرُ أنّها جاءتْ نشازًا شاذّة، أو أنّها قُطفتْ فجّةً جافّة، أو أنّها رُكّبتْ مُصطنَعةً تفتقرُ إلى المصداقيّة، وأحيانًا تكونُ مُغرقةً في أمورٍ شخصيّة، لا تعني القارئَ مِن قريب أو بعيد.         
في ديوان "أُدَمْوِزُكِ وتتعشترين" إهداءٌ مِن نوعٍ آخر، إهداءٌ مُوحٍ لا تستطيعُ فصلَهُ عن مضمونِ الدّيوان، وتشعرُ بأنّهُ جزءٌ لا يتجزأ مِن الديوان، يُمهّدُ له، يتماهى معهُ، ويُكملُهُ ويتمُّ به. إهداءٌ مميّزٌ بجَماليّتِهِ، بأسلوبِهِ وبدلالاتِهِ الخاصة. المفارقةُ الجميلةُ أنّ جميعَ قصائدِ الديوانِ جاءتْ بلغةِ المُذكّرِ الّذي يُخاطبُ حبيبتَهُ، إلّا الإهداء فقد جاءَ بلغةِ الأنثى التي تُخاطبُ حبيبَها، وكأنّها تُقدّمُ له الفرصة، وتُمهّدُ لهُ الطّريقَ، وتضعُ أمامَهُ إمكانيّةَ البوْحِ، ليَكشفَ لها عن مكنوناتِ نفسِهِ، فنسمَعُها تُنادي في البداية قائلة: أيا عَروسَ شِعري الأخرسَ! فمَنْ هو الأخرس؟ شِعرُها أم العروس؟ وهل كانَ يجبُ أن تقولَ: "أيا عروسَ شِعري الخرساء؟ هنا لا مجالَ للخطأ، فالعارفُ لغويًّا يعلمُ أنّ كلمة "عروس" وإنْ كانتْ تُستعملُ للأنثى في العامّيّة، إلّا أنّها في اللغة الفصيحةِ تُستعمَلُ للمذكّر والمؤنث، ولمَن شكّ للحظةٍ في ذلك، سرعانَ ما تُؤكّدُ الشّاعرةُ تُوجّهُها قائلة:      أَيَا عَرُوسَ شِعْرِي الْأَخْرَس!/ إِلَيْكَ/ مُهْرَةَ بَوْحِي فَتِيَّةً!
إنّ التّركيبةَ البُنيويّةَ لهذهِ الجُملةِ الشّاعريّةِ مُوفّقةٌ وجميلة، صورةٌ فيها إيحاءٌ شاملٌ وموسيقا داخليّة، ووقعٌ ودلالاتٌ واسعةُ المساحةِ وكبيرةُ الحجم، فتقدّمُ الإهداءَ لحبيبها "مهرَةَ بوْحِها فَتِيَّةً، بفَوانيسِ صَفائِها"، وتَطلبُ منهُ أنْ يُحلّقَ ببياضِها، والبياضُ كما هو معروفٌ رمزُ الطهارةِ والعِفّةِ، البراءة والنقاء. وما يزيدُ من تأكيدِ دلالةِ الطّهارةِ والنقاءِ أنّها تقولُ مُتابعة: "حَلِّقْ صَوْبَ ذَاكِرَةٍ عَذْرَاءَ"! وهل أطهرُ وأنقى مِن العذراءِ رمزًا دينيًّا ودلالةً جسديّة؟ وتُواصِلُ: "وتَطَهَّرْ بِنَارِ الْحُبِّ وَنُورِ الْحَيَاةِ". إذن؛ الشّاعرةُ تُشبّهُ حبيبَها الّذي تُخاطبُهُ وتُقدّمُ لهُ الإهداءَ بالمعدنِ الثّمينِ، كالذّهبِ الّذي تُطهّرُهُ النّارُ وتزيدُهُ نقاءً ولمعانا.
إهداءٌ جميلٌ مُوفّقٌ ومُحكَمٌ، لأنّهُ مُتكاملٌ لا تستطيعُ أن تستغني عن أيّة كلمةٍ فيهِ، وقد أدّى مهمّتَهُ على أحسنِ وجه. عدا عن الإهداء، أودُّ الإشارةَ إلى أنّ الدّيوان يَغُصُّ بالتعابيرِ الشّاعريّةِ المُبتكرَةِ، والانزياحاتِ المُعبّرةِ الّتي استخدمتْها الشاعرةُ بنجاح، مُستعملةً تقنيّةً عاليةً في الاستفادةِ مِن المُحسّناتِ البديعيّةِ، مِن طباقٍ ومقابلةٍ وجناس، وعلى سبيل المثال لا الحصر أسمعها تقول:
*"أسْرَجَ عَيْنَ فرَسِي هَوًى/ وَهَوَى!".
*"يُغْمِضُ خَطِيئَةَ مَلَاكِي/ عَلَى سَلَامِ إلْهَامِي.. وَمَا أَلْهَانِي!" .
*"وَمَضَى/ مضى بعُمْرِي يَتَلَهَّى/ يَتَلَبَّسُ حُمَّى عِطْرِي.. يَتَلَمَّسُ ظِلَّ هَذَيَانِي!"
*"أَحُرَّاسُكِ شُدُدُ؟/ أَتَحْرُسِينَكِ مِنِّي.. أَمْ تَحْرُسِينَنِي مِنْكِ؟"
 "*رُحْمَاكِ/ بِأَبْجَدِيَّةِ عِشْقِكِ الْحَيِّ/ أَضِيئِي.. أَوْتَارِيَ الْــ يُوَسْوِسُهَا السُّوسُ!"                
*حتى في عناوين القصائدِ نجدُ بعضًا منها، مثل: "مَــا مَــآلِــي إِلَّاكِ آمَــالِــي".
ديوانٌ هامٌّ مثيرٌ وجديرٌ بالدراسةِ مِن عدّةِ نواحٍ، لأنّهُ يَطرحُ قضايا يجبُ بحثها ودراستها مِن ناحيةٍ تعبيريّةٍ، بُنيويّةٍ، نحويّةٍ وصرْفيّة وأخرى، لأنّ الشّاعرة استطاعتْ ترويضَ بعضِ الأفعالِ اللّازمة لتجعلَها مُتعدّيةً، كما أدخلتْ ألـ التّعريفِ على الفعل، وهذه القضيّةُ أثارتْ نقاشًا في حينِهِ، عندما استُعمِلتْ في أواخرِ القرن الماضي. إذن، يمكنُ التّحدّث عن هذا الديوان ساعاتٍ وساعاتٍ. أتمنّى للمحتفى بها آمال عوّاد رضوان؛ عروس هذه الأمسية المَزيدَ من التألّق والإبداع المميّز.
مداخلة حسن عبّادي: حلمُنا في نادي حيفا الثقافيّ، أن تكونَ أمسياتُ الإشهارِ مُرفقةً بمنصّةٍ نقديّةٍ مهنيّةٍ، ونحن فخورون بتحقيقِ هذا الحلم مع آمال في هذه الأمسيةِ المميّزةِ، بحضورِ المُتكلّمين الأفاضل من نقّاد وأدباء وكتاب وشعراء وليس مجرّد "سحّيجة". بمنظارِ القارئِ العاديِ وانطباعاتِه أنا، أُمثّلُ القارئَ الذي أُعجِبَ بالدّيوانِ (أُدَمْوِزُكِ وتتعشترين) مِن أوّل قراءةٍ حالَ إصدارِهِ وبشغفٍ، واتصلتُ بزميلي المحامي فؤاد نقارة، وأخبرتُهُ بأن الديوانَ جديرٌ بأمسيةٍ غير اعتياديّةٍ تليقُ بالديوانِ وبالشّاعرة آمال، وكانت قراءةٌ ثانية شدّتني وشوّقتني لطريقةِ عرضِها وموْضوعِها، حين رأيت الدعوة للأمسية ليلة سفري في رحلة عائليّة، دُهشتُ لهذا الكمّ من مداخلاتِ الأفاضلِ المُشاركين بهذهِ الأمسية، وأنّهُ كانت هناكَ محاولاتٌ لكتّابٍ ونقّاد أُخَر للحديث،  فزادَ فضولي وتساءلت: هل هذه الزحمة بسبب الديوان الشعريّ "أدموزك وتتعشترين"، أم بسبب صاحبته "آمال عوّاد رضوان"؟ لهذا اصطحبت الديوانَ معي لأقرأه مرّة أخرى مع ليالي الأنس في فيينا.
كي تكونَ أديبًا وكاتبًا في يومنا هذا، عليك أن تكون مثقّفًا، ولأن تكون مثقّفًا عليك أن تكون قارئًا ثمّ قارئًا ثمّ قارئًا، وآمال عوّاد رضوان نِعمَ المُثقّفة، أخذتني معها بسلاسةٍ ولباقةٍ ودونَ تكلّف إلى ملحمةٍ شعريّةٍ عشقيّةٍ، إلى عالمِها العِشقيِّ الصّوفيِّ والأسطوريّ، عبرَ جلجامش والسومريّين والبابليّين وزوربا والأسطورة الإغريقيّة.
آمال عوّاد رضوان نصيرةُ المرأة، شاعرةٌ مُتمرّدةٌ على العاداتِ والتقاليدِ، تحدّت التابوهات المُتوارثة/ جريئةٌ تطرّقتْ لإغواءِ الجسدِ ومعرفةِ الإنسان بهِ وبالآخر، لتُدَوّنَ ملحمةً عشقيّةً. روّضَت الأسلوبَ النثريَّ في القصيدةِ والموسيقا الداخليّة، وتقمّصَتْ شخصيّةَ الرّجلِ  في خطابِهِ، لتصِفَ المرأةَ كإنسانةٍ حبيبةٍ معشوقةٍ عاشقةٍ، والرجلُ يُبجّلُ مَحاسنَ عشتار ومفاتنَها، يُعاتبُها ويترجّاها، يتمنّاها ويشتاقها شوقًا عارمًا، وكلُّهُ رغبة في الاتّحاد الرّوحانيّ والجسديّ معًا، مُستعملةً لغةً روحيّةً معنويّةً، مبتعِدةً عن الوصفِ الحسّيِّ وعن الحُبِّ الجسديّ، مُركّزةً على العلاقةِ الرّوحيّةِ لتبنيَ علاقةً متكاملةَ، تصِلُ قدسيّةَ العلاقةِ التشاركيّةِ حدَّ العبادةِ، بلغةٍ متأثرةٍ بالأساطيرِ والأديانِ السماويّةِ وطاغيةٍ، فتحلّقُ بصوفيّتِها عاليًا، لتزيدَها روْنقًا وجَمالًا.
مداخلة رشدي الماضي/ حين يَحمِلُ الأمَلُ الاسمَ آمــــــال: قصيدةٌ مهداةٌ إلى الشاعرة آمال عوّاد رضوان: أَيُّ القَواريرِ مِثلَكِ.. أَيْقُونَةً لِلشِّعْرِ/ تُمْطِرُ/ بَيْنَ حُروفِ اسْمِكِ عَسَلا/ يَسْتَضيءُ بِبَهاءٍ إلهِيٍ كَلِيم!/ ثَمَّةَ رِياحٌ وَانْزِياح/ يُسَافِرُ بِكِ مَجَازًا/ يُوقِظُ/ في مُقلتَيَّ الصَّباح../ دَعِيني/ أرْفَعُ حِجَابَ الكِتابِ وَأَنْهَمِرُ/ على عَطشِ العُمْرِ/ دَفقًا طويلا/ لمْ يَعُدْ لِلوقتِ وَقتٌ/ أَسْتَريحُ فيهِ وَأنْتَظِرُ/ لا عُمْرَ آخَرَ لي لِأَسْنِدَني/ إلى بَسْمَتِكِ البَريئةِ كَالفراشة/ فتأتي نحوَ قلبي شمسًا لهُ/ شمسًا لهُ وَوشاحا/ أأبقى وحيدًا في الظّلام/ أَلُمُّ أَيّامِيَ ذِكرى/ تَحُكُّ تحتَ الجُرحِ مِلحا/ وتَحتَ الجُرْحِ سُنبلة/ ترتجي كلَّ يومٍ/ ترتجي أرْضًا وعُمْرا..!
مُلهِمَتي.. "شيْطانَتي مِنْ عَبْقَر"/ ماذا أرى؟/ لا اسْمَ فوْقَ اسْمِكِ/ يَحمِلُ الأمَلَ- آمَالًا- تَحُطُّ/ على صَهْوَةِ الغيْمِ.. شُعَاعا/ يَهُشُّ بعَصًا لهُ أتْراحَنا/ يُبَشِّرُ بفرَحٍ عَظيم/ يَنْهَرُ "عادًا وثَمود"/ ويَقتلِعُ المَساميرَ خطايا/ تَحجُبُ قُرآنًا وإنْجيلًا عَليم../ غَزالتي/ أيْقونَتي!!/ كلُّ كلامِكِ بئرٌ وَنَهْرُ/ وَمَعابِرُ إلى عُمْقٍ مُضاء/ حَلِّقي فوْقَ حيفا/ كنيسَةً وَمِئذنة/ واسْقِني ذَيّاكَ النِّداء:/ تَعالَ.. تعالَ اصْعَدْ إليَّ/ لِيُصبحَ فرْقٌ ما بينَ الإقامةِ والرحيل/ وتكونَ الدّيارُ هيَ الدّيار/ تَألفُكَ معنًى وقصيدة/ يُشرِقُ فيها الصّليبُ/ قيامةً.. لِعوْدتِكَ الجَديدة..
آمال!!/ بكِ تَستجيرُ البلادُ وَتستضِيء/ تَستردُّ ما فقدَتْهُ فينا وَتستعيد/ حُلمًا.. يَكتبُ على "لهبِ القصيد/ جاءَنا اليوْمَ فتحٌ.. يَحملُ النّصرَ، يَحملُ النّصرَ.. نصرًا أكيدْ.

جمعية محترف راشيا لبنان توجه التهاني لدولة الكويت لمناسبة إنطلاق فعاليات إعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016.

أصدر أمين عام تجمع البيوتات الثقافية في لبنان ورئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال بيان اليوم وجه فيه التهاني لدولة الكويت لمناسبة إعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية وجاء في البيان:

"من جديد تتألق دولة الكويت الشقيقة على المستويين العربي والدولي خاصة في المجال الثقافي والتي تمثل بإنطلاق فعاليات إعلان الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 وإنطلاق الفعاليات المرافقة طيلة العام والتي تضم نخبة من الأنشطة الثقافية التي عودتنا عليها الكويت والتي ميزتها كدولة راعية للثقافة والفنون والإبداع في العالم العربي وها هو إختيار الكويت لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية يؤكد أن هذا البلد بحِكمة قادته هو مثال للثقافة الجامعة الموَحِّدة للجميع،
إننا في "جمعية محترف راشيا لبنان" وتجمع البيوتات الثقافية في لبنان نوجه التهاني القلبية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وقيادة الكويت وننوه بمعالي وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح لعمله القيادي في تحقيق أرقى النشاطات الثقافية التي سترافق العام الحالي كما ننوه بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأمينه العام المهندس علي اليوحة لتحقيق هذا التَميز الثقافي على مستوى العالم العربي"..

شوقي دلال
رئيس الجمعية
أمين عام التجمع

ذاكرة بجروح مفتوحة: الحزن ثيمة ساطعة في جميع قصص صبحة بغورة وقد أعلنتها بكآبة لا تخلو أبداً من الرقي

ميدل ايست أونلاين
بقلم: رضاب فيصل

عندما يصبح العذاب بلا حدود

في عدده (١٠٨ ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٥) يستحضر كتاب مجلة الرافد الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، مجموعة قصص للكاتبة والشاعرة الجزائرية صبحة بغورة تحت عنوان "وخزات على جراح مفتوحة" تختصر الألم وتقدمه في صيغة سردية تشبه إلى حد بعيد آلام الحاضر وأمال الماضي والمستقبل لأي إنسان عربي يعيش على هذه الأرض.

بدأت بغورة مجموعتها بكلمة وجهتها إلى القارئ العربي، فخاطبته لعلّه يسمع أو يرى، حيث قالت: "عندما يصبح العذاب بلا حدود، يتحدى بألمه الوجود، وما أكثر من ركبوا صهوة الألم، وأوقدوا شموع الدمع، وما أكثرهم الصاعدون إلى شرفات الحزن ينظرون الدروب المجروحة، حيث الأصوات المبحوحة والأماني المكسورة أمام الأبواب الموصودة، فمن ينبش في الذاكرة قبل أن يطعمها التاريخ للنسيان؟ ومن يروي الحكايات حتى ولو كانت وخزات عميقة على جراح مفتوحة، وعلى أخرى لم تندمل بعد، قبل أن تتحول إلى قصص للريح في ذاكرة الحجر؟ ومن يقرأ؟".

٢٠ مجموعة قصصية توزّعت على ١٥٣ صفحة من القطع الصغير. وجاءت عناوينها من وحي الذاكرة القريبة والبعيدة، تتألم مثلها وتنتصر للجراح لكن دون فائدة تُحصد. وربما يعي القارئ أن هزيمة روحية تختبئ بين السطور وتتجلى في كلمات العناوين، ونذكر على سبيل المثال: “اغتيال حلم"، "سجينة الذكريات"، "عندما يبكي الوطن"، "وانتقم القدر" و"آمال من رمال".

الحزن ثيمة ساطعة في جميع القصص المكتوبة وقد أعلنتها بدءاً من العنوان الرئيسي. لكنه حزن راقٍ يبلغه الرفيعون فقط. وما أجمل الحزن في عيون هؤلاء!

وقد استطاعت بغورة أن تنسج حزنها برقي مطلق، عبّرت عن صفائه وجماليته من خلال السرد المشحون بذكريات تنشج عبق الماضي.

ويحضرنا هنا ما كتبته في بداية قصة "سجينة الذاكرة" إذ قالت: "غنّى وبكى، فأبكى عصفورة حطت على سور الذكريات، وعلت السماء مسحة من الحزن والكآبة، فبكت وبكى الحجر، وتوسّدت الرياح صفصافة عليها عصافير تنشد لجرحها أغنية الرحيل، كان الليل كئيبا بارداً، والقمر يطلّ ويغيب عندما لم يعد بقربها، تهاطلت عبراتها كالمدار شقت خطوطا على وجنتيها، فتوسّدت باردة كالعدم، وبكت في صمت، موت الفرح في ربوع مملكتها حقيقة جرفتها إلى عالم الأحزان".

الأحلام المسروقة في قصتها "من سرق أحلامي؟" ليست مجرد فكرة عابرة. وتكاد تكون الأرضية الأساسية والثابتة لجميع ما كتبته: "أحقاً لا نحس بقيمة الأشياء بعد فقدها؟ بقي هذا التساؤل بخاطري طويلاً، تردد في وجداني آلاف المرات. لم تسعفني أبداً حياتي في أن أصرخ في وجه الزمن الذي أطاح بأحلامي".

ومن خلال ما سبق، وغيره مما لم نذكره، تظهر إشكالية في الوطن، مأساة تكللها أزمة حنين. هكذا يمكننا تلخيص بعضاً مما كتبته بغورة في هذا الكتاب. ونقصد بالإشكالية تلك الصراعات التي فُرضت على الإنسان العربي اليوم بحكم أحداث بعينها، وبحكم تراكمات من السنين والأحداث أدّت إلى اغتراب المثقف فيه وحتى غير المثقف.

مهرجان المسرح العربي يختتم فعالياته بتكريم الكويت بجائزة أفضل عرض مسرحي للعام 2016

تقرير / هايل المذابي
اختتمت اليوم السبت 16 يناير فعاليات مهرجان المسرح العربي بتتويج الكويت بجائزة أفضل عرض مسرحي للعام 2016 .
وبحسب تقرير لجنة التحكيم في الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي المكونة من : د. سامي الجمعان - السعودية و بروفيسور سعد يوسف – السودان. و أ . شادية زيتون دوغان – لبنان. وأ . فؤاد عوض – فلسطين. ود. مخلد الزيودي – الأردن.
  فقد استحق العرض المسرحي الكويتي "صدى الصمت" لفرقة المسرح الكويتي. ومن تأليف قاسم مطرود. و إخراج فيصل العميري جائزة أفضل عرض مسرحي للعام 2016.
هذا وقد استمرت فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح و استضافته الكويت في دورته الثامنة 10 – 16 يناير 2016 .كما كل عام في العطاء و بكل إدهاش وإبهاج .
وشهدت الليلة الأولى من المهرجان 10 يناير فعالية " يوم المسرح العربي" التي تم افتتاح المهرجان فيها .
ووسط حفل بهيج حضره 415 فنانا من جميع أنحاء الوطن العربي، و كان من إخراج الكويتي المتألق : خالد أمين، ألقى الفنان المسرحي القدير " زيناتي قدسية " رسالته و كتقليد سنوي يلتزمه المسرحيون العرب في هذا اليوم العظيم " يوم المسرح العربي " من كل عام.
في الثاني من أيام المهرجان 11 يناير استهل المهرجان عروضه المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بمسرحية " مدينة في ثلاث فصول" من سوريا وهي من تأليف مصطفى الحلاج و إخراج عروة العربي، وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب د. علي العنزي إدارة د. محمد الزنكوي.
ثم قدمت تونس عرضا مسرحيا بعنوان " ليس إلا " من تأليف و إخراج إنتصار العيساوي، و تلاها العرض الثالث من تونس " عنف " للكاتبة جليلة بكار وإخراج فاضل الجعايبي.
و على صعيد التنافس على الجائزة عرضت على خشبة مسرح " عبدالحسين عبد الرضا" في اليوم الثالث من أيام المهرجان 12 يناير مسرحية " سيد الوقت" لفرقة مسرح الغد من مصر وهي من تأليف فريد ابو سعدة، إخراج ناصر عبد المنعم تعقيب د. حسين علي.إدارة أ. بسام الجزاف. تلاها العرض التونسي " ك أو " لفرقة "الوطني التونسي"  تأليف جميلة الشيحي إخراج نعمان حمدة. ثم قدمت مسرحية التابعة تياترو من تونس تأليف وإخراج توفيق الجبالي وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب أ. علاء الجابر. إدارة أ. تغريد الداوود.
.
في الليلة الثالثة من ليالي المهرجان قدمت الفرقة الوطنية للتمثيل العراقية عرضا مسرحيا بعنوان مكاشفات وهو من إعداد قاسم محمد وإخراج غانم حميد وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تغقيب د. فهد الهندال إدارة أ . نورا بوغيث، وضمن العروض المتنافسة على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي، وعلى مسرح كيفان قدمت فرقة تانسيفت المغربية عرضا مسرحيا عنوانه " ضيف الغفلة" من تأليف حسن هموش وإخراج مسعود بوحسين، ولمدة 60 دقيقة قدمت فرقة الوطني التونسي عرضا بعنوان برج الوصيف لتنسي وليامز وإخراج الشاذلي العرفاوي.
في الليلة الرابعة من ليالي المهرجان 14/1 ابتدأت العروض المسرحية بعرض "لا تقصص رؤياك" لفرقة المسرح الوطني من الشارقة كتبه إسماعيل عبدالله وأخرجه محمد العامري وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب د. خليفة الهاجري و إدارة إبتسام الحمادي ، ثم عرضت مسرحية عطيل لفرقة النوارس الجزائرية أخرجها أحمد مداح وهي من تأليف شكسبير، ثم قدمت على مسرح الدسمة لمدة 75 دقيقة مسرحية " صدى الصمت لفرقة المسرح الكويتي وأخرجها فيصل العميري وتأليف قاسم مطرود وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب أد. خالد عبد اللطيف رمضان . إدارة أ . بدر علي المهنا..
في الليلة الخامسة والأخيرة من ليالي تقديم العروض المسرحية بمهرجان المسرح العربي 15/1 ابتدأت بالعرض الجزائري "وريد انزيدك" لفرقة المسرح الجهوي بباتنة وقد ألفها وأخرجها فوزي بنبراهيم وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب د أحمد الظفيري إدارة : لميس كاظم الزامل، ثم عرضت مسرحية "العرس لفلول الفليكاوي وإخراج هاني النصار لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت ، واختتمت العروض المسرحية بعرض التلفة لفرقة مسرح أكواريوم المغربية لمؤلفه رشيد أمحجور وإخراج نعيمة زيطان من المغرب وفي الندوة التطبيقية بعد العرض تعقيب : د . سعداء الدعاس، إدارة د. خلود الرشيدي.
و في سياق آخر من فعاليات المهرجان عقدت الندوة الفكرية الأولى 11 يناير بعنوان " السبل لحماية حقوق الفنانين بين المؤسسات الرسمية و الأهلية" أدارها د. محمد مبارك بلال، وتحدث فيها :  فاضل الجعايبي، نبيل نجم، فتوح أحمد، إيهاب زاهدة، سمير عبد الفتاح، وتداخل فيها : جان فسيس ساري الأسعد، د. نبيل فيلكاوي، مسعود بوحسين، مرعي الحليان. كما عقدت في اليوم الثالث 12 يناير الندوة الفكرية " المتغير الفكري و ايديولوجيا الاستبداد" ليديرها عبد العزيز السريع ويتحدث فيها : د. سامح مهران، و د. أحمد الطوالة، و عمر فطموش ، جوان جان.
و عقدت الندوة التي تليها بعنوان " الوسائط و الميديا و المسرح بين التجاور و التحاور"  أدارتها : د. زينب عبد الله، وتحدث فيها : د. جبار جودي، و د. محمد الرفاعي، و ا. خالد جلال.
في اليوم 13 – 1 عقدت مناظرة  (المسرح الجاد و المسرح التجاري) إدارة : د. حسن عطية بين متناظران توفيق الجبالي  و طارق العلي.
وفي 14 يناير عقدت ندوة فكرية بعنوان السينوغرافيا في المسرح العربي ، من أين و إلى أين؟ البنى و العلائق بين السينوغراف و العرض. إدارة : موسى آرتي. حازم شبل ، بيان شبكة السيتوغرافيين  متحدثون: قيس رستم  عزوز بنعمر سهيل البياتي.  ثم : السينوغرافيا بين المرئي و المتخيل إدارة  د. ناصر عبد الرضا،  متحدثون د. محمد سعد عبد الهادي.و عبد الحي السغروشني.
وفي يوم 16 يناير وعلى هامش المؤتمر الفكري عقدت مواجهة بعنوان : لماذا تركت المسرح؟  إدارة  عبد الستار ناجي. متحدثون : سعد الفرج و عبد الحسين عبد الرضا و محمد المنصور  و محمد مفتاح .

على سياق الورش التدريبية انطلقت خمس ورشات فنية في برنامجها الذي يستمر منذ 11 يناير و حتى 16 يناير وهي كالتالي:  ورشة  الدراموتورجيا الركحية، شبكة السينوغرافيين. تأطير عبد المجيد الهواس، ورشة همس الصحراء دراماتورجيا الممثل . تأطير جولي فارلي. ورشة المونولوج الشخصي ، تمثيل و ارتجال . تأطير نورا أمين. ورشة الإيماء . إشراف و تأطير فائق حميصي، عايدة صبرا و نوفل عزارة. ورشة ناشئة الشارقة. إشراف عدنان سلوم، تأطير أمين ناسور، احمد سرور ، سامي الزهراني.

مهرجان جنزور تراث وتاريخ

كتب عبدالواحد محمد

للثقافة العربية الليبية دورهام في مد جسور من تواصل مع عقل يؤمن بدور الإبداع الحر في حفر كثيرا من معاني سامية لا تعرف حواجز بينها وبين الآخر لذا جاء مهرجان جنزور الثقافي في طبعته الاولي برؤية فيها الوطن والتراث والتاريخ حافزا لعقل مبدع تحت مظلة مهرجان جنزو الذي يحمل كل مفردات وطن ؟!

وبمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس نادي اليرموك الرياضي الثقافي الاجتماعي جنزور وتزامنا مع الذكرى الثلاثين لوفاة الشيخ عمر العربي الجنزوري التي توافق يوم 15 يناير 2016، من كل عام تنظم اللجنة الثقافية لنادي اليرموك الرياضي الثقافي الاجتماعي جنزور التظاهرة الثقافية الواسعة (أيام جنزور الثقافية) والتي تستمر أربعة أيام وتشمل الأنشطة التالية: _حفل تكريم عدد من الفقهاء ومعلمي القران الكريم وبعض الشخصيات خلال الفترة (1950  ) م  حتي   -2000   م ) ( _معرض تراثي: يٌعرض فيه نماذج من التراث الثقافي والزراعي والاقتصادي بجنزور، كذلك صور الأعلام ومقتنياتهم الشخصية،ومجسمات لبعض الزوايا والمساجد القديمة،ومخطوطات وعملات قديمة وغيرها من يوم 17 إلي 20 يناير 2016م _ ويتضمن مهرجان جنزو علي  مدار ايامه الاربع  إصدار كتيب بعنوان (وجوه مشرقة في ذاكرة جنزور) _ندوة علمية تحت عنوان(جنزور عبر التاريخ) يومي 18_20يناير 2016.
لتكتب الثقافة الليببة كثيرا من مفردات وطن  يعيش في ثوب التراث والتاريخ ؟
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com


جذور تتألق بريشة الفنان التشكيلي رائد القطناني


كتب زياد جيوسي
كنت في الطريق إلى بيروت للمشاركة بمؤتمر الأيام العربية الخامس متوجهاً من مدينة رام الله، واخترت أن أبقى بعض من الأيام في عمّان للراحة بعد جولات مشيت بها مسافات طويلة سيراً على الأقدام في ربوع الوطن حتى أصبت بالإرهاق، لأوثق بوح الأمكنة في الوطن بالقلم والعدسة، فرأيت في عمان واحة أرتاح فيها قليلاً بعيداً عن التجوال والمناسبات والأمسيات الثقافية والفنية، لكن وفي اليوم الثاني لوصولي كانت دعوة قد وصلتني لحضور معرض للفن التشكيلي للفنان الشاب رائد القطناني يحمل اسم (جذور)، فلم أتمالك  نفسي، ولم تتمكن الرغبة بالراحة من منعي من التوجه للمعرض في جاليري راس العين للفن التشكيلي.
من لحظة دخولي للمعرض الذي امتد على مساحة واسعة وعدد كبير من اللوحات تجاوز ستون لوحة، شعرت أني أقرأ في كتاب، كل صفحة تحمل شيئاً جديداً، ولكن مجمل اللوحات تروي حكاية، حكاية شعب تجسدت من خلال الفن المتألق، فالفنان لجأ لاستخدام الألوان الشمعية (PASTEL)، وهذه المدرسة الفنية أصبحت فناً مستقلاً منذ القرن الثامن عشر، والرسم بالشمع وبخاصة التفاصيل الدقيقة يعتبر من أساليب الفن والرسم الصعبة، ويختلف عن الرسم بالألوان المائية والزيتية حيث لا تدخل أية مادة مذيبة للألوان، لذا كان لهذا الأسلوب الفني طابعه الخاص، ولا يمتلك ناصيته إلا فنان مبدع يمتلك القدرة على مزج الألوان الجافة ورسم التفاصيل الدقيقة والصعبة، فالألوان الشمعية من ثلاثة أصناف: ناعمة وصلبة ومتوسطة، وهي حساسة جداً خلال العمل كونها شمعية، وأية لمسة غير مقصودة يمكن أن تخرب من رسم اللوحة، فكيف حين تكون عملية الرسم لأدق التفاصيل بالجسد البشري.
في معرض الفنان رائد القطناني كانت هناك قدرة كبيرة على تطويع الألوان الشمعية في بناء لوحاته، وكل لوحة له حملت فكرة مرتبطة باللوحات الأخرى، وباستثناء لوحتين اختلفتا عن باقي اللوحات كانت لوحاته تروي الحكاية، فلوحة للملك عبد الله ملك الأردن في بداية المعرض من فن رسم الشخصيات (البورتريه)، والذي ينظر إليه أنه فن صعب ومعقد كونه يعطي ملامح الشخصيات التي يتم رسمها من خلال ملامح الوجوه، ولوحة أخرى في نهاية المعرض كانت تمثل أسلوباً مختلفاً تماماً.
من يجول معرض القطناني متأملاً لوحاته يعيش تجربة جميلة وفريدة، فهو ينقل المتأمل إلى حياة الريف الفلسطيني من حصاد وقطاف زيتون وزراعة الأرض، يعيد المتأمل لحقيقة أن القدس مزروعة في الأذهان ولا تنسى أبداً، وأن الأرض لا بد أن تعود لعشاقها، تجعلنا لوحاته نتنسم عبق القهوة وسماع صوت الجاروشة الحجرية تطحن الحبوب، وتزرع الأمل فينا أن السواعد الشابة ستكمل المسيرة حتى تحقق الحلم بالحرية، وأن حياة الشعب الفلسطيني لا تتوقف فهي تورث القضية من جيل إلى جيل، وأن حلم الحرية والتحرر والسلام يبقى أملاً وحلماً لا يموت.
في جولتي بالمعرض وجدت أن اللوحات يمكن أن تقسم إلى ثلاث مجموعات ترتبط معاً بالفكرة بشكل كبير، المجموعة الأولى اهتمت برسم الأصابع والأكف، والثانية بالتراث، والثالثة مجموعة من اللوحات التشكيلية التعبيرية التي حملت فكرة وأرادت أن توصلها للمشاهد، وسأتناول كل مجموعة على حدة بشكل مجمل، فحقيقة كل لوحة من اللوحات تحتاج لقراءة كاملة.
لوحات الأكف والأصابع: وهي مكونة من عشرين لوحة تعتمد كل لوحة على رسم أصابع اليد البشرية بشكل تشريحي دقيق، علماً أنني أرى أن تبيان أدق التفاصيل باليد البشرية يحتاج إلى مقدرة عالية وهدوء روح وصبر طويل، وفي هذه اللوحات كان الفنان يتحدث عن حكايات كثيرة تلامس الوطن وإن كانت الأصابع تشكل المحور الأساس فيها، ففي لوحتين نجد أصابع رجل كبير في السن تلتف حول العصا التي يتوكأ عليها، في إشارة واضحة للكهل وبخاصة أن أحد العصيّ هي ليست صناعية وإنما من أغصان الشجر، والتي نسميها باللهجة المحلية (الباكورة) بتضخيم الكاف، وهذا ربط مباشر بين فنية رسم الأصابع والفلاح الفلسطيني، بينما نجد ثلاثة لوحات لنساء كبيرات بالسن يرتدين الثوب الفلسطيني المطرز والمتميز بالإشارات الكنعانية التراثية واحتساء القهوة العامل المشترك بينها، وهنا إضافة إلى دقة رسم الأصابع نجد الإشارة للتراث الفلسطيني من خلال الثوب المطرز وعادة احتساء القهوة في جلسات النساء. وأذكر في طفولتي المبكرة حين كانت تجتمع نسوة الحي مع المرحومة والدتي ويحتسين القهوة، بينما في سبعة لوحات أخرى كانت الأصابع والأكف تصور حياة المرأة الفلسطينية، وهي ترتدي زيها التقليدي وتمارس التطريز الفلسطيني والزراعة وصناعة القش وقطاف الزيتون ونسيج الصوف، وهكذا نرى أن الكف والأصابع التي شكلت عموداً فقرياً في لوحات الفنان كانت تحمل فكرة الوطن من خلال الحياة بأشكالها المختلفة، ولم يبتعد الفنان أيضاً عن فكرة الحياة واستمراريتها من خلال رسم الأكف والأصابع في خمس لوحات، منها ثلاث لوحات تصور التقاء كف كبيرة مع كف طفل في إشارة لاستمرارية الحياة جيلاً إثر جيل، بينما لوحة واحدة كانت الأكف الكبيرة تحتضن قدم طفل صغير وأخرى تحمل فرخي طير بين الكفين، فتواصلت فكرة الأكف والأصابع بدقتها التشريحية مع دورها في الحياة اليومية حتى فكرة الحياة وتولدها واستمراريتها، حتى يوصلنا الفنان إلى كف المرأة بزيها التقليدي وهي تحمل المفتاح رمز العودة، لينقلنا بعدها إلى اليد المقاومة الشابة التي تحمل الحجر ويلتف حولها غص الزيتون وكأنه ينبت منها، في رمزية واضحة لربط المقاومة بفلسطين من خلال الزيتون من جهة، وأن المقاومة تهدف إلى الحرية وحياة ينيرها السلام بعدها وليس المقاومة العبثية، ويكمل الفكرة بالكفين الكهلين يحملان المسبحة بصمت وهدوء.
المجموعة الثانية تتحدث في ثمانية لوحات عن بعض من صور التراث في القرى والبلدات الفلسطينية، فنراه يأخذنا مع الطفل الذي يرعى الأغنام وهو مشهد كان من المشاهد المألوفة في الريف الفلسطيني، مروراً بالعجوز التي تشعل الشموع في محراب الكنيسة، فالسيدة المضيافة مع ابتسامة عريضة فرحة مرتدية كما كل اللوحات زيها التقليدي، وهي تقدم قطوف العنب على صينية القش وتحمل أحدها بيدها، وهذه اللوحة مزجت بين فن رسم الشخصيات (البورتريه) والتعبير عن التراث وعادات الضيافة والكرم، إلى المرأة التي تطحن الحبوب على الجاروشة الحجرية، والفلاحة التي تحمل المنجل بيدها وتضع الحصاد في حِجر ثوبها، وصولاً إلى المرأة التي تحمل سلة القش على كتفها عائدة من قطاف الفاكهة والحمضيات، وبدون إغفال المرأة التي تجلس بجوار طفلها وتمارس التطريز اليدوي التقليدي، فيجعلنا الفنان نجول ببعض من أدوار وعادات وتراث مارسته المرأة الفلسطينية بدون أن تبتعد عن زيها التقليدي والانتماء للأرض إلى درجة العشق.
المجموعة الثالثة هي لوحات تعبيرية تشكيلية وتتكون من أكثر من ثلاثين لوحة، وهي تشكل وحدها معرضاً تشكيلياً متكاملاً، وقد مزج الفنان فيها بين المدرستين التعبيرية التي تهتم بالتعبير عن العواطف والحالات الذهنية والعواطف من خلال الألوان وتغيير وتشويه الأشكال، وبين المدرسة الواقعية التي ترسم الواقع كما هو بدون تشويه للشكل، مع تركيز الفنان على أفكار وجوانب يريد أن يوصلها للمشاهد دون نفور أو غرائبية بالأشكال المرسومة، فرائد القطناني أخذ التعابير بدون تشويه للشكل وجعل في كل لوحة رسالة يريد أن يوصلها للمشاهد، فماذا أراد الفنان أن يوصل للجمهور والمشاهد من رسائل وأفكار؟ هذا سنجده حين تأمل اللوحات جميعها، فنجد المجموعة الأولى منها تتكون من ثلاث لوحات تروي حكاية الشعب ومسيرته، فالأولى للمرأة الفلسطينية تحمل جرة على كتفها ومعها طفلتها في أرض جرداء مشققة من العطش وشجرة متيبسة والمرأة يحمل وجهها كل الألم وهي كما الطفلة حافيتيّ الأقدام، واللوحة الثانية تمثل الأيدي المكبلة بالسلاسل وهي تضغط لتحطيمها، بينما الثالثة تمثل الإصرار على الحق في وجه الكهل الفلسطيني وهو يحمل مفاتيح العودة وشهادات إثبات ملكية الأرض في فترة حكومة فلسطين قبل النكبة والتهجير القسري، بينما المجموعة الثانية تتكون من إحدى عشرة لوحة كانت القدس العامل المشترك بينها، وإن كانت الإشارة إلى القدس تختلف من لوحة لأخرى، فمن اللوحات المتميزة مشهد المسنة الفلسطينية وهي تحمل القدس على طبق القش التراثي، وتستند إلى جذع زيتونة يورق من جديد رغم تعرضه للتقطيع، والنور يشرق من محيط المرأة التي تنظر بقوة وتصميم وكأنها تقول: لن تكون القدس إلا فلسطينية التاريخ والغد، ولوحة أخرى تميزت المرأة فيها بارتدائها لباس من منطقة الشمال الفلسطيني، حيث ثوب المرأة يخلو من التطريز الكنعاني ويتميز بالألوان الزاهية، مع شاشة بيضاء تغطي الرأس، وهي ترفع مفاتيح بيتها الذي أجبرت على تركه والقدس خلفها، ولوحة لعجوز يتوكأ على عصاه ويدخل الأقصى، ولوحة مميزة أخرى تظهر فيها يد فتاة شابة تلبس الأساور الفضية المتميزة من تراث فلسطين وخاتم فضي، وهي ترفع حافة ثوبها المطرز فتظهر القدس في إشارة رمزية أن القدس فينا فهي الجسد وهي الروح، وفي لوحتين نجد جذور الشجر تتحول في لوحة إلى يد ترفع إشارة النصر أمام القدس، وفي الثانية تتحول الجذور إالى جواد شامخ ينبعث من قلب القدس وكأنه إشارة إلى الغضب الساطع الآتي، بينما في لوحتين نجد في إحداهما القدس تتمازج مع رجل فلسطيني يرتدي الكوفية واللباس التقليدي وهو يمسك عصاه ويبتسم وكأنه يحلم بالقدس، بينا اللوحة الأخرى لشيخ باللباس التقليدي (القمباز) يتوكأ على عصاه والحلم يتألق في عينيه وهو القدس التي تمثل خلفية اللوحة، بينما في لوحة وقفت الحمامة بهدوء تنظر للقدس في ليل ماطر وعاصف، وكأنها ترى فجر الحرية والسلام آت بعد العاصفة، ولوحة نرى فيها ورود الفرح تلتف حول تراث الأبنية القديمة التي ترمز للقدس، بينما كانت اللوحة الأخيرة هي الأقوى في تعابيرها كما رأيت، فهي تمثل عجوز فلسطينية تغطي وجهها بكفيها المتعرقين بعوامل الزمن والقدس خلفها وكأنها تخفي وجهها ألماً مما تتعرض له القدس وخجلاً من موقف العرب والمسلمين تجاه القدس وزهرة المدائن.
في المجموعة الرابعة من اللوحات التشكيلية نجد أربعة من الأجيال من الصغير حتى الكبير تحلم بالحرية والسلام، فالحمائم العامل المشترك في اللوحات الأربعة باستثناء واحدة كان هناك العصفور يقف على الكف، بينما باقي اللوحات وهي المجموعة الخامسة فحملت في ثناياها ملامح مشتركة من الحلم والفرح والأسطورة والأمل.
   الفنان كان يستخدم أسلوب المدرسة الواقعية متمازجاً بالتعبيرية في غالبية لوحاته، وإن لجأ في بعضها إلى اللوحات الرمزية التي تجعل المشاهد يبحث فيما وراء الألوان عن الفكرة، وفي العديد من اللوحات وبخاصة لوحات الأكف والأصابع لجأ إلى الأسلوب الحلزوني في الرسم، فكانت الأكف مركز اللوحة وبؤرتها لتتوسع باتجاه المحيط على شكل دوامة تجعل المشاهد يتخيل المحيط الغير موجود، ولكن بدون مجاملة تمكن الفنان من إيصال الفكرة للمشاهد بشكل جيد، وتمكن من استخدام الألوان الشمعية بطريقة متميزة ومختلفة عما شاهدت سابقاً من لوحات مرسومة بالألوان نفسها، حتى أني كدت أشك أن ما أراه شيئاً مختلفاً عما عرفت، وتبقى ملاحظة وحيدة همستها للفنان مواجهة رغم أني لم ألتق به سابقاً وهي: لو كان المعرض معرضين لكان أفضل، فهذا العدد الكبير من اللوحات يتعب المشاهد المتأمل، ولا يسمح له أن يستوعب كل الافكار والجماليات في المعرض من زيارة واحدة، فأنا اضطررت لثلاث زيارات تأملية لجماليات اللوحات والاستماع لهمساتها التي همستها بأذني وروحي كي أنقل لكم هذه الهمسات ولا أبقيها حبيسة صدري.
(عمّان 1/1/2016)

مفيد نبزو بالمركز الأول

فاز الشاعر السوري المعروف مفيد نبزو بجائزة محمود درويش العالمية للشعر الحر بالمركز الأول عن قصيدته الرائعة فلسفة الموت والانتصار، وهذا الفوز ليس بغريب على ابن محردة البار، فلقد غنى له مطرب المطربين الدكتور وديع الصافي، ونشر المؤلفات، وأغنى الأدب العربي بأجمل القصائد. ألف مبروك أيها الصديق الكبير مفيد نبزو، والى انتصار آخر بإذن الله. وقد جاءت النتائج كالتالي:
أسماء الفائزين بجائزة (محمود درويش العالمية للشعر الحر من أصل (2000 مشارك في الوطن العربي )
المركز الاول
الاسم اسم القصيدة الدولة
الدكتور عبد الكريم كنوان السلام المغرب
الدكتور عبد القادر مهداوي ناصع كالبندقية الجزائر
الأستاذ مفيد نبزو فلسفة الموت والانتصار سوريا
الاستاذ محمد شهم السلام المغرب
**
المركز الثاني
الاسم اسم القصيدة الدولة
هشام يوسف سهيل زهران مهداة الى السلام الجريح الأردن
رابح فلاح هديل الحمام الجزائر
أحمد عبده الجهني المدى غائم بالسلام اليمن
قيس معروف حمد اقرأ على ملك السلام الفاتحة فلسطين
**
المركز الثالث
الاسم اسم القصيدة الدولة
عمر " محمد بكير" احتضار ملاك الجزائر
وفاء عبد اللاوي نوبل للقتل الرحيم الجزائر
حسام لطيف صوت درويش العراق
أميرة شايف الكولي في غفوة الحرب اليمن

المركز الرابع
الاسم اسم القصيدة الدولة
بغداد سايح حكاية شذية عن سلام لايموت الجزائر
عقبة مزوزي حمام أقل الجزائر
كريمة حلاب " ريما كريمة" نداء فلسطين الجزائر
رضا بو رابعة جواز سمر لمن يريدون السلام الجزائر
                                                        رئيس الجمعية:
                                                       الدكتورة هناء الشلول
**
وإليكم قصيدته الفائزة: فلسفة الموت والإنتصار

 هل برعمَ البرتقال؟
هل أزهرَ البرتقال؟
سلاماً لك في انطفاء الجسد،
واعتزال الخيال.
أما آن للقلب أن يستريح؟
سلاماً لوجهٍ تحدَّى الرياح..
سلاماً لصوتٍ تحدَّى الجراح..
وقاومَ قاومَ حتى استعدَّ،
وآن الأوانُ لتجرعَ كأسَ المسيح.
سلاماً وأجَّجت نارَ القصيدة..
وأشعلتَ كلَّ الدروب..
وأضرمتَ كلَّ الحرائق..
ونمتَ على القشِّ بين البيادر..
وعلّمتَنا كيف نمشي..
وعلّمتَنا كيف نزهو..
وعلّمتَنا كيف نشمخ..
وكيف تحَّلُ جميع المسائل..
ومن يبذرُ الأرضَ قمحاً يغلُّ السنابل..
ومن أدمن القتل لا ينام..
ومن عاقر الإثم لا ينام..
ومن صادر الأمن لا ينام..
وَمِن تحتهِ بَرْكنَ البحرُ موجَهُ بالقنابل.
سلاماً لمحمود كل السلام..
سلاماً وسبعة وستون عام..
ومليون زيتونةٍ ليمونةٍ بيَّارةٍ لو أزهرت بالكلام..
لما شرَّدَ البومُ رفَّ الحمام..
سلاماً لمحمود من ميمه الموت مثوى
ومنفى ومسرى..
ومن حائه الحب حرية حمراء..
ومن ميمه الثانية ماء ومغزى ومغمى..
وواو هي الورد والوعد والوداع..
ودال هي الدرب والدمع والدماء..
لمحمود فاء الفضاء الفراشات فجر الفداء..
ولام الخليل الجليل العصافير والليل
واللهيب..
وسين السنونو سماء سهول سفوح..
وطاء الطيور الطريق الطويل..
وياء اليمام يطير يطير ويخضورة الينابيع..
ونون النواطير ناي النشيج النحيب النداء
ودار من الطين مزرابها للمطر
وسطح من القمح والعصافير تنقر حباته..
وله سَّلمٌ من خشب..
لمحمود حبل الغسيل، وزيتونة في الرصيف..
وفي مدخل البيت عريشة للعنب..
سلاماً لمحمود شدَّ الرحال إلى أمِّهِ..
ونادت له الأرض لبى النداء..
خذيني إليك وبين يديك..
فموتي وعيشي سواء سواء..
سلاماً لمحمود والموت ليس انهزام..
فمن عَّلم الحرَّ أن لا يموت، ولو مات
يبقى بفلسفة الموت انتصار. 
**

طبيب روسي ينقضّ على مريض ويقتله بلكمة واحدة

تحرش بممرضة فغضب منه "طبيب يداوي الناس وهو عليل" وأرداه بدلاً من أن يشفيه

العربية لندن- كمال قبيسي

يتحدثون منذ يومين في بلاد فلاديمير بوتين وخارجها، عن روسي مسكين لجأ إلى عيادة حكومية في مدينة "بيلغورود" القريبة بجنوب الغرب الروسي من الحدود مع أوكرانيا، آملاً أن يفحصه أحد الأطباء ويصف له دواء يشفيه من طارئ صحي داهمه، وبدلاً من الخروج مزوداً بوصفة تريحه، أخرجوه مقتولاً من لكمة طبيب سددها إليه يتيمة في صدغ رأسه، وأرداه جثة على مرأى من الممرضات، ومن كاميرا صوّرت تفاصيل ما عبر خبره الحدود إلى وسائل إعلام عالمية.

كل شيء حدث قبل يومين من ليلة رأس السنة، أي في العاشرة والنصف تقريباً من مساء 29 ديسمبر الماضي، إلا أن سلطات Belgorod الشهيرة بجامعاتها ومعاهدها العليا، أفرجت عن الفيديو الذي تبثه "العربية.نت" الآن، يوم الجمعة الماضي فقط، وسريعاً وجد طريقه كطبق شهي إلى صحافة الغرب، مرفقاً بمعلومات ملخصها أن "الطبيب الملاكم" قتل المريض بدلاً من أن يحييه، لذلك طلبت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا بإجراء تحقيق عاجل وسريع.
لم يتمالك أعصابه حين رآه، فانقضّ عليه

من التحقيق الأولي اتضح أن المريض يفغني بختين، البالغ 56 سنة، مع أنه لا يبدو كذلك، تحرش ملامسة بممرضة، غضبت ومضت إلى الطبيب المناوب تلك الليلة وشكته أمرها، في وقت أكملت زميلتها فحصه بالسماعة الطبية من ظهره، وفق ما نراه ببداية الفيديو المعروض، إلى أن يظهر "الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل" واسمه إليا زيليندينوف، داخلاً إلى غرفة الفحوصات ومعه الممرضة الشاكية، فدلته عليه.

وحاول الطبيب إنقاذه بإعادة تنشيط قلبه، لكنه وجد أن الأوان فات، ويفغني مات

ولم يتمالك زيليندينوف أعصابه حين رآه، فانقضّ عليه وجرّه إلى غرفة مجاورة وهو يصرخ به: "لماذا لمستها.. لماذا"؟ وفق ما قرأت "العربية.نت" من ترجمة للخبر الذي ورد أولا في موقع Газета أو "صحيفة" بالروسية، وسمع الجلبة صديق للمريض كان ينتظره خارج الغرفة، فأقبل للدفاع، لكنه أكل نصيبه من لكمات سريعة من الطبيب الذي سدد في الوقت نفسه لكمة واحدة فقط إلى يفغني، أسقطته مغمياً عليه، ثم تابع يمعن في ضرب الصديق بقبضتيه ويركله بقدميه حتى كاد يجهز عليه، وبعدها تذكر الجميع المرمي أرضاً، فهرعوا ليروا حاله.

تفحصه الطبيب ووجده لا يلفظ نفساً، فحاول إنقاذه بإعادة النبض إلى قلبه، لكن يفغني كان قد فارق الحياة، وبتشريح سريع اتضح أن موته ليس من علة فيه، بل من قوة اللكمة التي سددها إليه زيليندوف المطرود الآن من عمله والمتهم بالإهمال، وعقوبته السجن سنتين فقط في بلاد شهيرة بسلبيات كثيرة تأتي من أطبائها نحو مرضاهم، إلى درجة أن اثنين من الروس قاما العام الماضي، كل على انفراد، بقتل عدد من أطباء أحد مستشفيات موسكو بالرصاص، انتقاماً من ارتكاب خطأ طبي بحق كل منهما، والاثنان قتلا نفسيهما انتحاراً في المستشفى نفسه.