قطة الموديل بوسي برونزي فتنة وسحر وجاذبية

كتبت : سماح السيد 

االموديل وعارضة الازياء الشهيرة  بوسي برونزي اصبحت  اول موديل سمراء تدخل النقابه العامة لمصففي الشعر باشادة واسعه وتجربة مميزة لتضفيف الشعر خاضتها الموهوبة والجميلة حياه اوغليس رئيسة اتحاد الموضة والجمال بالجزائر  التي ابرزت موهبتها في عمل تسريحات رائعة وشو رائع من الفن والجمال وتميزت باسلوب رائع في الميك اب للبشرة السمراء حيث ابهر الشو  جميع الحاضرين من مصففي الشعر وابدو  اعجابهم بالتسريحه والميك اب علي الموديل المميزة  والموهوبة والجميلة بوسي برونزي

خبيرة التجميل نورا المحمدي لشباب 20: عزيزتى حواء تخلصي من عيوب وجهك بالماكياج



الغربة ـ القاهرة ـ سماح السيد 
 تقول خبيرة التجيمل نورا المحمدي  انه يمكن القضاء على عيوب الوجه  واخفائها باستخدام المكياج  فى البدايه يمكننا استخدام معجون الأسنان كغسول للوجه قبل وضع الماكياج لأنه بيساعد على تفتيح المسام 
1 - الرقبه الممتلئة ( اللغد ) 
ضعى القليل من كريم الأساس بلون اغمق من اللون المعتاد على خط الذقن السفلى وانزلى به بشكل أخف إلى الداخل عند منطقة الرقبه 
أما بالنسبة للبنات المحجبات لا تربطى الايشارب إلى الخلف بقوة لأنه يظهر هذا العيب أقوى واختارى قماش ناعم واربطيه حول وجهك بالكامل(أقرب إلى الذقن )
2- الأنف العريض 
تخلصى اولا من لمعان الوجه بالغسول لأن اللمعان يظهر  الأنف أكبر من حجمه الطبيعى
ثم ضعى كريم الأساس باللون الاغمق يمين ويسار الأنف على الخط الذى يصل بين الأنف والخدود   ووزعيه جيدا وابتعدى عن احمر الشفاه الغامق واختارى اللون الروز أو الخوخى
3- الجبهه العريضة 
قومى بتوزيع كريم الأساس الاغمق أسفل خط الشعر فى منطقة الجبهه ووزعيه جيدا واختارى رسمة حواجب مرتفعه قليلا وابتعدى عن الرسمه المستديرة وضعى الايلاينر بطريقه مسحوبه إلى أعلى cateye

دعاء حمدي مصممة ليالي الحنة: عشقي للحنة لا ينتهي



كتبت مراسلة المجلة بالقاهرة : سماح السيد

تقول دعاء حمدي مصممة ليالي الحنة الشهيرة  عشقي للحنه. لا ينتهي وهدفي الوحيد ادخال الفرحه والبهجه لكل عروسه في ليله حنتها دون الماديات فلقد تطورت ليله الحنه الان  فقديما كانت تقتصر علي رسم الحنه للعروسه والاحتفال البسيط اما الان اختلفت تماما حيث الديكورات المناسبه لليله الحنه وصينيه الحنه باجمل الطراز الخليجي وصينيه البخت التي اقتبستها من عادات وتقاليد العراق التي تجلب الحظ للعروسين بالاضافة للاطقم  الفلكلوريه المختلفه التي تلبسها العروسه واصدقائها واطقم العريس حيث يتواجد معها في حفله ليله الحنه ويشاركها الفرحه مثل الهندي والصعيدي والاسكندراني والافريقي واطقم الشخصيات المشهوره التي تحلم العروسه ان تكون مثلها ولقد تنوعت رسومات الحنه وتعددت اشكالها حيث الرسومات الدقيقه ذات الشكل المزخرف وايضا رسومات الموضه العصريه مقل الريشه والطيور والهلب والكريز والخواتم المزخرفه التي تعطي اليد اكثر جمالا ولقد  تعددت الوان الحنه منها الاسود والحنه البيضاء والذهبي والحنه الملونه بالالوان المبهجه
وتضيف دعاء حمدي مصممة ليالي الحنة ولاحياء ليلة الحنة هناك تقاليع جديدة لاضفاء جمالاً وتألقاً للعروس بازياء نوبى وهندى وملابس شرقية ورسوم متنوعه اخرها اقنعه ترتديها صديقات العروس عليها وجه العريس والمعروف ان العروس اصبحت تهتم اهتماما كبيرا بالتجهيز والترتيب ليله حنتها عن ذى قبل ، والتى تبدأ من الساعات الاولى ليوم الحنة حث يتم عمل تجهيزات العروس الشاملة  ، ومن ثم عمل رسومات الحنة على الجسم على حسب رغبه العروس .
ومع ظهور تقاليع جديدة يوميًا باتت تستخدم فى ليالى الحنة ادخلنا تجديد كبير فى الملابس حيث بدئنا استخدام ملابس ذات طراز مختلف 
كما ان صينية الحنة التى يتم وضع بها حنة العروس تقليد لا يمكن الاستغناء عنه مهما حاولت العروس البعد عن كل ما هو تقليدى الا اننا نحاول دائما اضفاء شكلا ممزا لها حتى تبدو مختلفة عن ذى قبل ويوجد اكثر من تصميم تختار العروس ما يناسبها منه ومنها على هيئة تورته ويتم وضع الشمع على الصينة وتخرج معها العروس بصحبه صديقتها مع الغناء والرقص .وبعدها يقوم صديقات العروس بحملها والدعاء لها بالخير مع قيام الفتيات بتبخيرها والدعاء لها ثم نقوم باعطائها كوب حليب تشرب منه ثلاث مرات حتى تكون حياتها القادمة بيضاء ، وقوم بعدها صديقاتها واقاربها الغير متزوجات بالشرب بعدها من نفس كأس الحليب حتى يتزوجن وهو من باب البركة بالعروس الجديد واطعامها خس حتى تكون حياتها نقية وخضراء.

ألق في فضاء الشِعر

تقرير ثقافي بقلم: زياد جيوسي ومنى عساف
عدسة: زياد جيوسي

   في فضاءات عمَّان التي بدأت تستقبل الربيع، وفي مساء عمَّانيٌ جميل، وفي قاعة نقابة الصحفيين الأردنيين، وبدعوة من لجنتها الثقافية وفي وسط حضور جيد من المهتمين والأدباء والشعراء، تألق ثلاثة من الشعراء وحلقوا في فضاء الشعر والجمال، الفنان التشكيلي والكاتب والشاعر الألق محمد خضير والروائية والشاعرة لينا جرار التي تميزت وهي تشق طريقها في فضاء الشعر في الأردن والشاعرة رند الرفاعي.
  بعد أن جرى تقديم الشعراء من قِبل السيد محمود الداود رئيس اللجنة الثقافية بعد تأخير نصف ساعة عن الموعد، مما ادى لخروج بعض الحضور انزعاجا من ذلك، بدأت الأمسية بتحليق الشاعر محمد خضير، وهو شاعر متمكن وله حضور قوي بالساحة الشعرية في الاردن الجميل، فبدأ بالقاء قصيدته المتميزة (لا تسأليني) والتي يخاطب فيها ألم العروبة من بغداد لدمشق وصولا للقدس فيقول في مقاطع منها:
(يا سائليْ... نصرٌ أضلَّ طريقنا
تاهت بنادقُنا، فأينَ البوصَلهْ؟
القدسُ شأنُ المترفينَ تنازلاً
والعلجُ يبني في سَلامٍ هيكلَهْ
"دمُنا الحرامُ تحلّلتهُ سُيوفنا"
أمْ أنَّ سيفَ الخائفينَ تحلَّـلَهْ)
لينتقل بعدها بألق الى قصيدة "النكران"... ليحلق بها ويحلق معه جمهور الحاضرين بالتصفيق الشديد، ومن بعض ما باحت روحه فيها:
 (أقمتُ العُمْرَ في حِلٍ ثقيلٍ
وكم عَبَروا خِفافاً تحتَ جِسريْ
أنا البحرُ المسافرُ في مكاني
وصحنُ الأرضِ متراسٌ لقبريْ
جَمعْتُ المسْكَ ما اطّيبْتُ تيهاً
وألبسْتُ العذارى حُلوَ درّي)
ليحلق بعدها في فضاء قصيدته "بلا ظل"...
(وما أدري، أتقْتلُني ظُنونيْ؟
وما أدري، إلامَ القلبُ يَصْبو؟
إلى عُمْرٍ بِغِمْدِ البُؤْسِ ماضٍ
وقدْ صَدَقوا بأنَّ السّيفَ يَنْبو!)
   والشاعر محمد خضير فنان تشكيلي تمكن أن يجعل الشعر لوحات فنية مرسومة بالكلمات، وله بصمات واضحة ومتميزة بتنظيم مهرجانات شعرية عديدة في الأردن حيث كان المنسق العام للعديد من المهرجانات الشعرية التي شارك بها العديد من كبار الشعراء العرب من أقطار عدة، وأصدر مجموعة من الكتب ودواوين الشعر اضافة لمشاركاته في الفن التشكيلي، وقد مثّل الأردن في تظاهرة قسنطينة/ الجزائر عاصمة للثقافة العربية شتاء 2015.
  لتعتلي المنصة بعده الشاعرة الألقة لينا جرار وسط استقبال وحفاوة من الجمهور، والشاعرة لينا أنموذج جميل للمرأة العصامية التي شقت طريقها بنفسها وجهودها، فأصدرت رواية حظيت على اهتمام القراء والنقاد وتألقت بديوانين من الشعر، وشاركت في عدد كبير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية، فبدأت بقصيدتها "ولادة" ومنها هذه المقاطع:
(ثَمِلٌ يراعي و الحروف سواقي
و البوح أهرق مدمع الاوراقِ
يثبُ الفؤاد مُبَعثَرًا في لجّة..
إذ تعتريه عواصف الأشواقِ..)
لتحلق بعدها في قصيدة متميزة حملت اسم "تماثيل" نختار منها هذا المقطع المعبر عن فضاءات من جمال:
 (أخبِروا التاريخ؛ 
إن تبعثر عطري، في الميادين الكفيفة:
أنني؛
لم أستعر يوماً خصر راقصةٍ 
و لا صلّيت على بساط دَنِس..)
لتحلق بعدها في قصيدتها "كواليس المجاز":
(ثائرا كان هوانا.....
و انطوى....
 حين اغوانا الطريق اللولبي....
فاختبأنا في شقوق الظن؛
جملةً منقوصة المبنى......
في جيبها اخفت تعاريج المجاز!!)
   لتكمل وقتها المحدد بقصائدها " اكتمال" و"ذاكرة مستديرة" و"فستقية" وعدة قصائد أخرى بين تصفيق الجمهور والمطالبة بالمزيد والاعادة لبعض مما حلقت به من جمال الشِعر، وقد تميزت قصائدها بالصور الجميلة وتكثيف اللغة وعدم الاطالة، لتختم الوقت المحدد لها بقصيدتها (تهجد) التي انهتها وسط دهشة الحضور وتصفيقهم بمقطع يقول:
 (يا مبحرًا بين القوافي سحرها
و عبير فجري و اتّساع سمائي
كن في عيوني سر بوح صامت
و املأ وريدي بعد طول خواء)
   لتختم الأمسية الشاعرة رند الرفاعي ببعض من شعر تراوح بين الشعر العمودي والنثري، والتي لم تزودنا ببعض مما القته في الأمسية رغم اشعارها بذلك، ليتم افساح المجال للجمهور للحوار والمناقشة، فتميز شيخ الشعراء والناقد محمد سمحان بملاحظاته القوية إيجابا وسلبا وخاصة أنه بدأ الحديث بالقول: (في نقد الشعر لا إمكانية للمجاملة)، وهو من النقاد الذين يحظون على الاحترام اضافة أنه شاعر متميز، وشارك العديد من الحضور بابداء الملاحظات وإن غلبت المجاملة على الملاحظات، لتختتم الأمسية ويخرج الجمهور  مستدفئا من الق الشِعر لتداعب وجوههم نسمات عمًّان المسائية الباردة. 

قريباً.. منازل على سطح القمر للأثرياء بـ10 مليارات دولار

لندن - العربية نت
يتوقع أن يبدأ أثرياء الكرة الأرضية بالانتقال إلى القمر للعيش هناك والتنزه وقضاء العطلات خلال السنوات القليلة المقبلة، على أن تكلفة "القاعدة المعيشية" أو ما يشبه الفيلا السكنية سيصل إلى 10 مليارات دولار كقيمة إجمالية.
وقال علماء من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، إضافة إلى مجموعة من مليارديرات وادي السيليكون في الولايات المتحدة، إنه "تم تحديد المناطق المرغوب بها والصالحة للسكن على سطح القمر، وهي مناطق تتعرض للحد الأعلى من ضوء الشمس، وتعتبر الأصلح والأفضل للحياة"، بحسب ما نقلت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية.
وبحسب ما يقول العلماء فإنه سيتم توليد الطاقة من أشعة الشمس لاستخدامها في الأغراض المعيشية للأشخاص الذين سينتقلون للعيش على القمر.
ويقول العلماء إن "القاعدة المعيشية" أو الفيلا التي سيتم تشييدها على سطح القمر يمكن أن تستوعب حتى عشرة أشخاص للعيش فيها، كما أن عمليات توليد الطاقة الكهربائية ستتم باستخدام خلايا شمسية كتلك المستخدمة على كوكب الأرض، فيما سيتم استخدام الطاقة أيضاً في التعامل مع المياه وتوفيرها بشكل نقي للسكان.
وتقول جريدة "صنداي تايمز" إن خطة تشييد "الفلل الفضائية" أو القواعد على سطح القمر تعود إلى المستثمر الأميركي الشهير في مجال الفضاء ستيف جورفيستون، إضافة الى إلون موسك الذي يمتلك شركة أقمار صناعية في الولايات المتحدة.
وبحسب الخطة الموضوعة لهذا الغرض، من المقرر أن يتم تشييد المنازل السكنية على سطح القمر ونقل السكان إليها بحلول العام 2026، أي بعد عشر سنوات فقط من الآن.
وكانت وكالة "تاس" الروسية نشرت أواخر العام الماضي تقريراً يتحدث عن خطة روسية لإقامة قواعد سكنية لإقامة البشر على سطح القمر، حيث أشارت إلى أنه "بينما تنشغل ناسا في إرسال أول مهمة بشرية إلى كوكب المريخ، فإن موسكو تعمل على الاستفادة من مكان أقرب وهو القمر، لكنها لن تكتفي بإرسال بشر إلى هناك، وإنما ستعمل على تسكينهم وتيسير إقامتهم هناك".
يشار إلى أن البشر وصلوا إلى القمر أول مرة في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، لكن فكرة البقاء على سطح القمر والسكن هناك بصورة دائمة لا تزال مجرد حلم خيالي يراود عقل الإنسان، ولم يتم تنفيذه حتى الآن.

شوقي دلال يُهدي فيه جريدة السفير لوحته التي رسمها خصيصاً لمناشدة القيميين عدم إقفال هذا الصرح العريق

أهدى رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال لوحته المخصصة لجريدة السفير الى ناشر ورئيس التحرير الاستاذ طلال سلمان واسرة التحرير مُناشداً العودة عن قرار توقيف الصحيفة عن الصدور لما لجريدة السفير من خصوصية مُتجذرة في نفوس عارفيها ومُتابعيها ومُحبيها وتاريخها العريق في صوت الذين لا صوت لهم ووقوفها الى جانب القضايا الوطنية والعربية ودفاعها عن الحريات أينما وجدت بموضوعية وعقلانية 
لهذا ومن خلال لوحتي هذه اناشد الدولة اللبنانية ونقابة الصحافة وجميع رجالات الفكر والمجتمع المدني التدخل لمساعدة السفير على إستمرارها في الصدور وإلا نكون قد خسرنا قامة في الصحافة اللبنانية والعربية لا تُعَوّض.
شوقي دلال

خبيرة الديكور رانيا مصطفى تاجرة البهجة والمرح في ايفينت ام وافتخر


القاهرة : كتبت سماح السيد
مهندسة وخبيرة الديكور  رانيا مصطفى  تؤكد انه  أضيف جو من البهجة و المرح للام و الطفل في ايفينت أم و افتخر  مع الديكورات التي  نفذتها  وتعبر عن الشكر و التقدير لمجهود الأم الذي لا ينفذ و تعطي جو من الاحتفال الذي يليق بها ولقد  قدمت هديه مميزه للجميله وملكة جمال مصر والاعلامية وخبيرة التجميل  امينه شلبايه كشكر مجهودها المستمر مع كل سيده و أم في الاهتمام بنفسها كما قدمت هدايا رمزية  لضيوف الايفينت  وعلى راسهم الدكتوره هاله حماد ،و المذيعة إيمان رياض وتحت عنوان 
الامومة  ..مش بس مسؤلية ..الامومة متعة متتوصفش وفخر لكل ست ..الامومة حكاية انتي اللي بتنسجي تفاصيلها كل يوم ...احتفلي السنة دي بعيد الام بشكل مختلف .. واحجزي مكانك “مجانا" في افنت "ام وافتخر" برعاية الدكتورة مي سعد استشاري الاطفال .. اقيمت الاحتفالية في فندق نوفوتيل 6 اكتوبر بحضور عدد من الاطباء في التخصصات المختلفة ..وقدموا معلومات مهمة عن الرضاعة وعن النمو الصحي لطفل ..وكيف نعد له  اكل صحي .. وتنمية ذكائه ومهاراته الخاصة ..ومن ابرز ضيوف الايفينت المميزه د شريفه ابو الفتوح وتالتى تحدثت بمعلومات قيمة عن عن التغذيه السليمه للاولاد  كما تضمن عرض كبير لازياء الاطفال  واقيمت  مسابقة الام المثالية .. التي تم من خلالها  تكريم 5 امهات مثاليات تقيرا لمجهوداتهن وقدرتهن على التضحية والبذل والعطاء 

قتله لأنه عايد المسيحيين بعيد الفصح المجيد

بي بي سي
تجمع مئات من الاسكتلنديين ليلة السبت في مدينة غلاسكو لتأبين صاحب محل مسلم قتل في ما وصفته الشرطة بأنه "هجوم ناجم عن تعصب ديني".
وتقول الشرطة إنها اعتقلت رجلا في الـ 32 من العمر على صلة بالهجوم الذي وقع الخميس، وإنه كان مسلما أيضا.
وقد عثر على أسد شاه ، 40 عاما، مصابا بجروح بليغة في شارع مينراد بشاولاند، في حدود الساعة 21.05 بتوقيت غرينيتش الخميس، وقد توفي في المستشفى متأثرا بجراحه.

وقد وقع الحادث بعد ساعات من قيام الضحية بكتابة تحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتمنى فيها عيد فصح سعيد لزبائنه.
وجاء في التعليق الذي كتبه على صفحته الخميس "جمعة عظيمة وعيد قيامة سعيد، وبشكل خاص لأمتي المسيحية المحبوبة x".
وقد نقل شاه إلى مستشفى جامعة الملكة اليزابيث حين أعلنت وفاته لحظة وصوله إليه.
وقد حضر التأبين وزراء الحكومة الاسكتلندية ورئيس المجلس البلدي لمدينة غلاسكو.
وقال سكان لبي بي سي إنهم صدموا وحزنوا كثيرا لموت شاه الذي وصفوه بـالـ "جنتلمان".
وقال الأخوان قيصر وعمر خان انهما يعرفان شاه جيدا وقد أصلحا عطلا في سيارته في الماضي، واصفين إياه بأنه "شخص طيب ومتواضع".

وقال روبرت ميتلاند "لقد كان ودودا جدا، كل صباح يحيني ويهز يدي متمنيا لي يوما سعيدا. لقد كان فتى لطيفا ومحبوبا".
وفي وقت سابق وضع ضباط التحريات خيمة بيضاء أمام مخزنه وأخرى على بعد بضعة أمتار في الشارع.
وقد وضع السكان قرب موقع الحادث باقات ورود وبطاقات كتب على إحداها "شكرا لكونك ألطف شخص في هذا الكوكب".
وكتب على بطاقة أخرى "رجل طيب ومحبوب جدا وأحد دعامات المجتمع. سنفتقدك بمرارة".

رحلة مدرسة مار مارون لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في طرابلس بمناسبة عيد الأم



الغربة ـ طرابلس
بمناسبة عيد الأم وللسنة الثانية نظّمت ادارة مدرسة مار مارون لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في طرابلس رحلة لسبعين أمّاً لتلامذتها الى منطقة جعيتا وجونية بهدف التعارف وتعميق الروابط العائلية مع المدرسة وادخال الفرح في هذا العيد الى قلوب الأمهات . 
وقطع  الأمهات بعد الغداء قالب العيد برفقة الأخت ماري ايلي ديب ونالت كل امّ هدية في المناسبة، 
الأخت ديب هنّأت الأمهات في عيدهنّ وتمّنت لهنّ التوفيق والقوة لما تبذل الام من تضحية في سبيل عائلتها" ورأت " انّ هذا النشاط يندرج ضمن روحية رسالة العائلة المقدسة"

هذا وفي حرم المدرسة، أقامت الادارة في قاعة المسرح  احتفالاً مخصصاً لطلاب قسم الروضة والحضانة بحضور مديرة المدرسة الأخت سميرة مفوّض وأهالي الطلاب،
وتخلل الاحتفال تقديم فقرات فنية متنوعة  من تحضير الطلاب وأساتذتهم، تمّ استعراضها في اجواء من الفرح والسعادة  .

مشارف مقدسية تقيّم أعدادها وتعقد ندوتها الأولى

 كتب فراس حج محمد
على مشارف القدس، في مدينة رام الله، عقدت مجلة "مشارف مقدسية" يوم الأحد 20-3-2016 ندوتها الأولى، لتقييم المجلة في أعدادها الأربعة الأولى، التي أكملت فيها المجلة دورتها الأولى، وذلك بحضور المدير العام للمجلة موسى أبو غربية، ورئيس التحرير الشاعر محمد حلمي الريشة، مدير عام بيت الشعر في فلسطين، ود. سناء عز الدين عطاري، وهويدا جفال، وجاكلين الخطيب، ومحمد الفقيه مدير مكتب محافظة القدس في وزارة الثقافة، وناصر الرفاعي مدير الأرشيف الوطني الفلسطيني في وزارة الثقافة، إضافة إلى مجموعة من الكتاب الذين قدموا أوراقهم في الندوة، أو مداخلاتهم خلال الجلسة الحوارية لتقييم المجلة، وآفاق تطوير عملها في عامها القادم.

افتتحت الندوة بكلمة موسى أبو غربية المدير العام للمجلة، متحدثاً عن القدس وتجلياتها الفكرية، وما يتصل بها من أفكار التسامح والإنسانية، مؤكداً الرابط الذي يربط القدس مع كل المغرب العربي والمشرق العربي، فهي القدس التي تحكم هذا التجمع الثقافي العربي من المحيط إلى الخليج. وموجهاً الشكر في نهاية الحديث لكل من سطر حرفاً في أعداد المجلة، لتظل المجلة نقطة تحول في الثقافة العربية وتنهض وتتطور ولتحافظ على خطها البياني المتصاعد، لتكون في قمة الإبداع العربي.

وتحدث الشاعر محمد حلمي الريشة رئيس التحرير عن ذلك العبء الملقى على أكتاف رئيس تحرير مجلة، أريد لها أن تكون حاملة لقضية القدس وقضية الثقافة الفلسطينية، وخصوصية إصدار العدد الأول، والظروف التي صاحبت ذلك، والجهود المبذولة للتواصل مع الكتاب العرب والفلسطينيين، واختيار المواد الأدبية والثقافية ومراجعتها، وتبويبها. كما أكد الريشة أن هذه هي الندوة الأولى للمجلة، وسيكون هناك ندوات متتابعة، تعقد كل ثلاثة أشهر، لتظل المجلة محافظة على حيويتها واتصالها مع الكتاب عن قرب، ومناقشة الأوضاع الثقافية المستجدة.

وقدمت في الندوة ثلاث مداخلات رئيسية؛ تحدثت في أولاها الكاتبة والباحثة شادية حامد عن المجلة في أعدادها الأربعة، ودلالات الغلاف في كل عدد، محللة أبعاد الصورة وعناصرها وارتباطها بالقدس، ومعالمها الحضارية والتاريخية، لتخلص في قراءتها إلى أن "مشارف مقدسية" قد ولدت من رحم التناقضات، جامعة ما يلوح من أضداد لإعلاء ناصية القيم الثقافية المستقلة، مرسية طابعاً حضارياً، بعيدة عن المحسوبيات والمجاملات والتحيزات العاطفية.

وفي المداخلة الثانية التي قدمها الشاعر والناقد فراس حج محمد، فقد تطرق إلى الفلسفة والرؤيا التي تقوم عليها مجلة "مشارف مقدسية"، وربطها بسياق الوضع الثقافي العام في فلسطين، إذ إن المجلة قد جاءت على فترة من المجلات الثقافية الفلسطينية بعد توقف عدد من المجلات العريقة عن الصدور، وقدم حج محمد كذلك مسحاً إحصائيا لأبواب المجلة وكتابها، حيث التنوع والثراء، ودلالة ذلك وأثره على الحياة الثقافية الفلسطينية، وعلى مجلة "مشارف مقدسية" بشكل خاص.

وتطرق الكاتب أمين دراوشة في مداخلته الثالثة إلى مجموعة من القضايا البارزة في المجلة، ومحافظتها على خط الثقافة المقاومة وبعدها عن التطبيع ومظاهره، وفي ذلك تتبنى إستراتيجيتها الوطنية في الدفاع عن القدس وقضيتها، مؤكداً خلال الحديث أهمية الحرص على حصن الثقافة العصيّ على الانكسار، وأشار دراوشة إلى أن المجلة ساهمت في التعريف بإبداعات كتاب لم يكونوا معرفين لنا نحن الكتاب والمثقفين، ولم يكن يعني هيئة التحرير سوى جودة النص بغض النظر عن كاتبه أكان من الأسماء الكبيرة أم الواعدة الشابة.

وخلال الجلسة الحوارية تحدث الكاتب والباحث عزيز العصا عن تجربته الخاصة في الكتابة للمجلة، وتخصصه حول المكتبات والمخطوطات المقدسية، فالمشهد الثقافي المقدسي بحاجة ماسة إلى توثيق دائم وحمل الهم الثقافي المقدسي. كما أشاد الباحث ناصر الرفاعي بالأقلام التي كتبت على صفحات المجلة في أعدادها الأربعة، هؤلاء الباقة من الكتاب والمفكرين الذين تزينت بهم مشارف وشرفت بينابيع أقلامهم وعصارة أفكارهم. ويرى أ. د. حسن السلوادي أن العمل الثقافي ليس سهلاً، وبخاصة في هذه الظروف، مشيراً إلى أن وضع الثقافة كان أفضل حالاً في السابق، وبخاصة القدس، إذ كانت قبلة الكتاب الفلسطينيين يأتون إليها لينشروا إبداعاتهم في مجلاتها ذات القيمة الثقافية العالية. ولفت السلوادي النظر إلى أهمية مخاطبة الآخر بلغته، فدعا إلى ترجمة ما كتب عن القدس إلى اللغات الأخرى وبخاصة الإنجليزية والفرنسية، وضرورة تسجيل المجلة في قاعدة البيانات الدولية والعالمية.

كما قدم كل من د. سناء عز الدين عطاري، ومحمد الفقيه، وهويدا جفّال، وجاكلين الخطيب، تجاربهم في العمل خلال عام كامل في مجلة "مشارف مقدسية"، مؤكدة د. سناء العطاري حضور الكتاب المقدسيين على صفحات المجلة والتواصل معهم بصورة مستمرة، ويرى محمد الفقيه أن المجلة حققت التوازن بين كل الأطياف الفكرية والبيئات الجغرافية في فلسطين وخارجها. وأما هويدا جفال، فقد تحدثت عن رهبتها الأولى من العمل كسكرتيرة تحرير في مجلة ثقافية كمجلة يراد لها أن تكون مجلة الثقافة الفلسطينية الأولى. وكذلك تحدثت جاكلين الخطيب التي انضمت إلى فريق عمل المجلة منذ العدد الرابع، عن طبيعة العمل في المجلة والتدريب على أعمال التحرير والمراجعة اللغوية.

جمعية محترف راشيا لبنان توجه التهاني لدولة الإمارات لإختيارها الأولى عربياً في مؤشر السعادة

    لمناسبة يوم السعادة العالمي وإحتلال دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً وال ٢٨ عالمياً في مؤشر السعادة وجه رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا وأمين عام "تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" شوقي دلال التهاني لدولة الإمارات على هذا الإختيار وجاء في البيان:
    مرة جديدة تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة تميزها على المستوى العربي والدولي ويأتي هذا التَمَيّز اليوم من خلال إعلان مؤشر السعادة في اليوم العالمي للسعادة من الأمم المتحدة وإحتلال دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً وال ٢٨ عالمياً وللجهود التي تقوم به دولة الإمارات الشقيقة تجاه شعبها من مساواة وتحقيق العدالة الإجتماعية وتأكيد مقولة المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مؤسس دولة الإمارات // إن أهم إنجازات الاتحاد في نظري هو إسعاد المجتمع //  وقد أكمل هذه الرسالة خَلَفَ الشيخ زايد في الحكم وقادة الإمارات الذين حذو حذوه في العمل لبلوغ هذا الهدف وبأن السعادة والرفاهية للجميع تعتبر ركيزة للطريقة التي تحدد بها دولة الإمارات نجاحاتها كبلد وهي مترسخة في ثقافتها ونهج قيادتها .
    إننا في "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا و "تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" اذ نوجه التهاني القلبية لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وقيادة الإمارات وشعبها الشقيق على هذا الإنجاز العربي الذي يُفرح قلوبنا بوجود دولة عربية شقيقة أوصلت مفهوم السعادة على المستويات العالمية"...

    شوقي دلال
    رئيس الجمعية
    أمين عام التجمع
    لبنان 

الشاعر القومي فؤاد شريدي يحاضر عن فلسطين ومعركة المصير القومي



الغربة ـ كتب : أكرم برجس المغوَش
 دعت منفذية سيدني العامة التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي في استراليا للاستماع والمشاركة بمحاضرة بعنوان : (فلسطين ومعركة المصير القومي) في مركز الحزب في مدينة فيرفيلد بحضور المنفذ العام المهندس احمد وجيه الايوبي والمندوب المركزي الامين عادل موسى وناظر الإذاعة والإعلام الاكاديمي شادي محمود الساحلي ومسؤولين واعضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي ورؤساء احزاب وحركات وتيارات وجمعيات وطنية واجتماعية ومسؤول العلاقات العامة بمؤسسة الغربة الاعلامية (لفزيون / مجلات متنوعة / إذاعات) المحرر أكرم برجس المغوَش .
بداية وقف الحضور للنشيدين الاسترالي والقومي ومن ثم دقيقة صمت احتراما ً وتقديرا ً للشهداء الابطال .
تحدث معرفا ً ومقدما ً عضو الحزب القومي الاستاذ شحاذي الغاوي ورئيس النادي الفلسطيني جميل بطشون ومن ثم المحاضر عضو الحزب القومي الشاعر الفلسطيني فؤاد الشريدي الذي تحدث عن تاريخ فلسطين ما قبل الاحتلال الصهيوني مرورا ً بمأساته الشخصية وبالمجازر والمأساة التي اقدم عليها العدو وما زال يقوم بالمجازر بذبح الشعب الفلسطي والنساء والرجال والأطفال ورغم ذلك بقي الشعب الفلسطيني يقاوم عبر منظماته الفدائية لاسترجاع الحق المغتصب مع احرار وابطال الأمة وخاصة الحزب السوري القومي الاجتماعي بإستشراف زعيم الحزب الشهيد انطوان سعادة الذي امتشق سيف الحق وارتقى شهيدا ًمن اجل فلسطين ووحدة سورية الطبيعية
( لم أأتكم بالخوارق والمعجزات
إنما بالحقيقة التي هي أنتم )
ومع انتهاء المحاضر عن فلسطين توجه الحضور بالأسئلة للمحاضر حيث أجاب عليها وفي البال فلسطين والجولان ولواء اسكندرون والأحواز وسائر الاراضي العربية المحتلة ولسان حالنا وشعبنا البطل المقاوم يردد ويهتف ويقول مع شاعر المقاومة الفلسطينيةوالعربية البطل الخالد سميح القاسم :
(أقدم يا إعصار الزحف القادم
أقدم
لست بخائف
قد تحني قامتها شجرة
لكن لم تحنِ قامتها كل الأشجار
أقدم يا إعصار
واشهد رايتك المنكسرة
تحت إرادة هذا السد
كتفا ً تسند كتفا ً
ويد راسخة في يد)

سهرة شعر وكاس نبيذ في نادي الشبيبة بيادر رشعين ـ زغرتا




زغرتا ـ الغربة
احيا نادي شبيبة بيادر رشعين الثقافي الاجتماعي، سهرته السنوية التقليدية "شعر وكاس نبيذ"، في قاعة مطعم جسر رشعين، بحضور جمهور كبير من المثقفين ورجال الفكر والادب والشعر. وقد استضاف النادي باقة من الشعراء عطرت باريجها الشعري منطقتنا ولبنان.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة رئيس النادي السيد سايد فنيانوس، الذي رحب بالجميع متمنيا لهم سهرة ممتعة، واعدا بالعديد من النشاطات والقاءات الثقافية التي تروي ظمأ الجميع.
بعد ذلك قدمت للاحتفال وللشعراء السيدة ساسيليا عويس التي نوهت باعمال الشعراء الضيوف، معددة لاعمالهم ولمشاركاتهم الادبية.
استهل الكلام الشعري مع الشاعر انطوان عكاري الذي القى العديد من القصائد الملونة، بعده كان للشاعر كرم سلوم محطة توزعت قصائدها من الوجدانيات الى الاجتماعيات فالغزل.
ثم توالى على القاء القصائد كل من الشاعر الياس زغيب الذي حمل كلمات البيلسان والزيزفون من بلدته حراجل ليزرعها على حفافي نهر رشعين. كذلك الشاعر نعمان الترس الذي اضفى على السهرة روعة ومتعة لما حملت قصائده من صور بديعة بالوان متنوعة. وختام الشعر كان مع عميد الشعراء الشاعر انطوان مالك طوق الذي ضجت له القاعة بالتصفيق امام كل قصيدة يلقيها لما حملت من الرقي والابداع والجمال.
اشارة الى ان انوار الفن كانت مشعة في السهرة حيث رسم الفنان الرسام جوزيف بو هارون وباللحظات الحية المباشرة امام الجميع لوحة زيتية حملت معاني المرأة الام في عيدها وقدمها هدية الى النادي.

نشاط في زمن الصوم لشبيبة مار يوحنا حارة الجديدة في مجدليا ـ زغرتا


زغرتا ـ الغربة
تحت عنوان "فقراؤنا اسيادنا" نظمت شبيبة مار يوحنا المعمدان حارة الجديدة في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، يوما طويلا امام مداخل سوبر ماركت "سبينس" في مدينة طرابلس، خصص لجمع مواد غذائية على انواعها، يتبرع فيها زبائن السوبرماركت الذين يدخلون اليها في هذا النهار، كي يتم توزع لاحقا على الفقراء، في نهاية زمن الصوم الكبير، بعد اعادة توضيبها من قبل الشبيبة، ويقول الخوري يوحنا مارون حنا خادم الرعية:" ان هذا النشاط جاء لمناسبة سنة الرحمة الالهية التي اعلنها قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس، وقد تطوع الشبيبة للقيام بهذا العمل الخيري، في زمن الصوم، نامل ان يعود عليهم الصحة ودوام النشاط، وان يمنح الرب الاله الصحة والخير لكل من ساهم واعطى في اجل مساعدة محتاج او فقير. 

مقتل 62 شخصا في تحطم طائرة ركاب لشركة فلاي دبي جنوبي روسيا

بي بي سي
قال مسؤولون روس السبت إن كل الركاب الـ 62 الذين كانوا على متن طائرة مدنية عائدة لشركة فلاي دبي من طراز بوينغ 737 قتلوا عندما تحطمت لدى محاولتها الثانية للهبوط صبيحة السبت في مطار مدينة روستوف على نهر الدون جنوبي روسيا.
وقالت وزارة الطوارئ الروسية إن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737-800 تحطمت في الساعة الثالثة و50 دقيقة فجر السبت بالتقيت المحلي (00:30 غرينتش) في مطار روستوف على الدون.
وقالت لجنة التحقيق الروسية الخاصة إن "الطائرة ارتطمت بالارض وتشظت مما ادى الى مقتل ركابها الـ 62."
وقالت مارينا كوستيوكوفا الناطقة باسم وزارة الطوارئ المحلية إن "الطائرة التي تقل 55 مسافرا وطاقما من 7 اشخاص والقادمة من دبي تحطمت لدى محاولتها الهبوط في مطار روستوف على الدون."
وقالت إن النيران اندلعت في الطائرة بعد تحطمها في الساعة الواحدة الا عشر دقائق بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش، وان فرق الاطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت نفسه.
وقال حاكم روستوف على الدون إن معظم الركاب كانوا من الروس.
واعلنت وزارة الطوارئ في روستوف على الدون انه من المحتمل ان يكون 3 اجانب من غير الروس على متن الطائرة المنكوبة.
وقالت تقارير اخرى إن مدى الرؤية كان سيئا والرياح كانت قوية ساعة وقوع الحادث.
وقالت قناة لايفتشانل الروسية الاخبارية إن الطائرة ارتطمت بالارض على مسافة بضعة مئات من الامتار من مدرج المطار عندما كانت تحاول الهبوط للمرة الثانية في ظروف جوية سيئة.
وقالت وكالة تاس الروسية للانباء إن المطر كان ينهمر بشدة وقت وقوع الحادث، وإن وزارة الطوارئ كانت قد اصدرت تحذيرا بهبوب رياح قوية.
وقالت زانا تيريخوفا مستشارة وزير النقل الروسي للتلفزيون الرسمي إن خطأ ارتكبه قائد الطائرة والظروف الجوية السيئة من بين الاسباب التي ادت الى وقوع الحادث.
وقالت الشركة المالكة للطائرة ومقرها دبي السبت في موقعها في فيسبوك "تؤكد شركة فلاي دبي آسفة بأن رحلتها المرقمة FZ981 تحطمت لدى هبوطها، وانه تأكد وقوع وفيات نتيجة هذا الحادث المأساوي. غادرت الطائرة مطار دبي الدولي في الساعة 18:20 غرينتش قاصدة مطار روستوف على الدون. ووقع الحادث في روستوف على الدون في الساعة 00:50 غرينتش."
ومضت الشركة المملوكة لحكومة دبي للقول "نعمل كل ما بوسعنا لجمع المعلومات بالسرعة الممكنة. وفي هذه اللحظة تتوجه كل افكارنا وصلواتنا الى مسافرينا وطاقمنا الذين كانوا على متن الطائرة. وسنعمل كل ما نستطيع لمساعدة اولئك الذين تأثروا بهذا الحادث."
وقالت "بدأنا العمل باجراءات الطوارئ الخاصة بنا، وسنتعاون مع بشكل وثيق مع كل السلطات المعنية، وسننشر المعلومات حال حصولنا عليها."
كما نشرت الشركة ارقام هواتف خاصة لاتصال اقارب المسافرين واصدقائهم.
وشركة فلاي دبي شركة تتخصص بالرحلات زهيدة الثمن تأسست عام 2009 وتسير رحلات الى 90 وجهة.

فلسفة التعليم: مواطن الفشل، ومداخل الاستدراك

أعد الدكتور زهير الخويلدي كتابا في غاية الثراء، ليرسم معالم مشروع متكامل لإعادة بناء أنظمة التعليم في العالم العربي.

ولو جاز لهذا المشروع أن يجد صدى لدى مؤسسات التعليم العربية، أو لدى إدارات التعليم على مختلف مستوياتها، أو حتى لدى أفراد من جيوش المعلمين، فلن يكون من الصعب تخيل نهضة عربية شاملة تعود لتأخذ بنا الى مسار التقدم الذي تخلفنا طويلا عن السير فيه.

التعليم هو مفتاح كل تقدم. وفي المقابل، فانه ما من أمة تخلفت إلا لأنها أهملت التعليم لتدفع بأجيالها نحو الهباء.

وها نحن هنا، في بيئة التطرف التي تحولت الى وباء شرس للإرهاب، نكاد نقدم الدليل على أن الجهل، وتفشي الأمية، والتراجع الحاد في مستويات التعليم، قد وفر بيئة شاملة من سطحية المدارك وانحطاط الفهم، الأمر الذي تحول الى مستنقع تجوز فيه كل كارثة.

وعدا عن الفساد والاستبداد (وهما ظاهرتان متلازمتان)، فان مسالك العنف الأخرى كانت على الدوام تعبيرا عن فشل اجتماعي وسياسي وثقافي وتربوي أعم وأشمل.

لقد وضع الخويلدي في هذا الكتاب يده على جرح نازف. ويستطيع المرء أن يراهن على أن كل طالب اختبر السلم التعليمي من أدناه الى أعلاه، ويتسم بمقدار معقول من الكفاية المعرفية، يدرك تماما مواطن ذلك الفشل، بل أنه يستطيع أن يراه، رؤيا العين، في كل مدرسة ومعهد وجامعة.

والخويلدي مفكر عربي جعل من الفلسفة معتركا حيويا من أجل رؤية ناضجة لتحليل وفهم المشكلات الحضارية التي ظلت الأمة العربية تدفع ثمنها الباهظ كل يوم.

وهو بسعة الأفق الذي ينطلق منه، وبقدرته الفذة على تقديم الفلسفة بلغة سلسة وقريبة الثمار، فانه من بين القلائل من المفكرين العرب الذين فتحوا مجالات للتفكير وحولوها الى مسارات عمل يمكن الأخذ بها للنهوض من الكبوة التاريخية التي ندفع ثمنها منذ سقوط بغداد في العام 1258 حتى الآن. ولئن سقطت بغداد بعد أخرى عدة مرات في عالمنا العربي، فان ثورة في أنظمة التعليم، ورؤية جديدة لمستلزماتها، ونهضة تبدأ من المدارس والمعاهد والجامعات، هي التي تشكل الأفق الوحيد المتاح للخروج من مآسي تاريخ لم يظلمنا بقدر ما ظلمنا أنفسنا فيه.

وهذا كتاب ونبراس!

إنه دعوة، صادقة وعميقة، للاستدراك، من المكان الأكثر فاعلية لبدء الاستدراك.

عن دار أكتب ، 2016   

نور تتألق في خيمة عمون


همسات وعدسة: زياد جيوسي
   صدفة مجردة في ظل الانشغال الشديد انتبهت لدعوة اتتني من مسرح عمون لحضور حلقة حوارية، وعادة تصلني دعوات عمون الثقافية فاسعد بها، رغم معرفتهم أني مقيم في رام الله العشق والجمال وآتي زيارات بين الحين والآخر لعمَّان الهوى، وكلما صادف أني في عمَّان لا اتوانى عن الحضور ان سمحت ظروفي، فغادرت شرفتي العمَّانية لحضور الحلقة الحوارية دون أن اعرف برنامجها، فوجدتها مساحة حرة لمن يرغب بالقاء شعر أو قراءة أدبية، ثم يتم اخضاعها للمناقشات والحوارات، فتمتعت بسماع بعض الأشعار لعدد من المشاركين، وسعدت بأن التقيت مع سيدة وزوجها وابنتها بالصدفة وهي من قرائي وان لم اعرفها وأسرتها سابقا، فجلسنا معا وفوجئت بطفلتها الصغيرة نور الباز ذات العشرة سنوات من عمرها وهي تصعد للمنبر لتلقي شعرا لنزار قباني، بجرأة تفوق عمرها، وقوة بالقراءة بدون تلعثم وأخطاء، مما يبشر بمستقبل شعري جميل لها، فلم أتمالك الا أن أخرج عدستي وأوثق جمالية اللحظة..
   حوارية جميلة مع قراءات لكل من حسين الفاعوري المتميز بشعره والقاءه، ومحمود الزعبي وجمال روحه، ومحمد سمحان شيخ الشعراء، ومحمد خضير حكاية الوطن، وعبير الخضراء بألقها وأمل الشعلان وهي تهمس لأول مرة ببوح روحها الجميل، وجمال بالحوار أداره الجميل محمد ختاتنة والالقاء الجميل للطفلة الألقة نور الباز.
وعذرا ممن لم اوثق صورهم بالالقاء قبل صعود نور للمنبر، فلم أكن مجهزا نفسي للتصوير، وكنت مستمعا جيدا لما القوه من جميل الشعر..

مبادرة عمل موجّهة الى أربعمئة طالبة ثانوية تحت عنوان اكتشاف اهمية الهندسة المعلوماتية في بناء مستقبلهن



الغربة - فريد بو فرنسيس

شاركت (Mrs Globe) السيدة سيلفيا يمّين في مبادرة عمل  موجّهة الى  أربعمئة طالبة ثانوية تحت عنوان " اكتشاف اهمية الهندسة المعلوماتية في بناء مستقبلهن " Girls Got it  من تنطيم خمس جمعيات نسائية لبنانية وعربية  في قصر المؤتمرات في الضيبة  .

استمرت هذه المبادرة لمدة يوم كامل شاركت فيها حوالى أربعمئة طالبة من الصفين العاشر و الحادي عشر من ثانويات عامة و خاصة في قضاء جبل لبنان  من اجل تطوير قدرتهن و اكتساب خبرة عملية في مواضيع الهندسة و تقنيات التكنلوجيا و المعلومات و الاتصال و غيرها.

في مداخلتها، شجّعت  المهندسة يمّين  الطالبات اختيار  الاختصاص الذي يناسب رغبتهن وطموحهنّ، إذ أنّه لا يوجد أي اختصاص يناقض انوثتهن .
ودفعتهن الى اعتناق تخصصات متعلقة بالعلوم و الهندسة و الرياضيات مستندة الى تجربتها في قدرة المرأة التوفيق بين النجاح في عملها  والمحافظة على انوثتها وجمالها.كما دعتهنّ" للتوازن بين المظهر والجوهر والاقدام وعدم الخوف من الغوص فيما هو صعب وبهذه الصفات يتركن الأثر الطيّب في مجمعهنّ وينلنَ جمالاً مختلفاً ومؤثراً ".

عصابة من 3 سوريين قتلت ثالث كويتي في لبنان بأسبوع

العربية ـ لندن - كمال قبيسي

شيء ما يستهدف الكويتيين بشكل خاص في لبنان، ففي أسبوع واحد قام سوريون، تكاتفوا على الشر في عصابة شكلوها، بقتل 3 كويتيين هناك "بهدف السرقة" وآخرهم اسمه صلاح أبو البنات، أعلن عن مقتله سفير الكويت في بيروت، عبدالعال القناعي، قائلاً السبت في ما قرأته "العربية.نت" بوكالة الأنباء الكويتية، إنه تلقى من السلطات الأمنية اللبنانية نبأ مقتله، والسفارة تنسق معها لمتابعة التحقيقات، مجدداً تحذيرات كويتية رسمية سابقة بعدم سفر الكويتيين إلى لبنان مؤقتاً، ومغادرة من هم فيه فوراً "لأنه يعيش ظروفاً أمنية واستثنائية صعبة" كما قال.

صلاح عبدالحميد محمد حسن حسين أبو البنات، البالغ عمره 52 سنة، هو ثالث كويتي يقضي ضحية السرقة بعد حسين النصار ونبيل الغريب، اللذين وجدوا جثتيهما الخميس الماضي في مبنى مطعم مهجور ببلدة "عاريا" القريبة شرقاً 13 كيلومتراً من بيروت، واعترف بقتلهما سوريان، أحدهما ناطور (حارس) المطعم، وهو ما نشرته "العربية.نت" في تقرير موسع السبت عن الناطور الذي كان يقيم في مبنى يملكه الكويتيان بمصيف "عاليه" القريب من حيث يقع المطعم المهجور، فيما قاتل أبو البنات يقيم في "عاليه" أيضاً، وربما كان على معرفة بقاتلي النصار والغريب.
"واللي كاتبه رب العالمين يبي يصير"

واتضح مقتل أبو البنات، بعد أن ألقى جهاز أمن الدولة اللبناني القبض ليل يوم الجمعة الماضي على 3 سوريين وهم في سيارة، تبين بعد التحقيق معهم بأنها مسروقة، واعترف واحد منهم بأنه قتل كويتياً وسورياً اسمه مروان حمّادي، ورمى جثتيهما على الطريق البحرية وراء غاليري "فانيليان" في منطقة "برج حمود" وهي ضاحية ضمن بيروت الكبرى، وفق ما بثته "الوكالة الوطنية للأنباء" في لبنان، مضيفة في خبرها أن دورية من الشرطة توجهت على الفور إلى المكان، وفيه عثرت على الجثتين اللتين تم نقلهما إلى أحد المستشفيات.

وضربت قوى الأمن طوقاً أمنياً حول المكان وبدأت تحقيقاتها مع قاتلي أبو البنات، وهم عصابة كان يرصدها الأمن اللبناني منذ مدة، مشتبهاً بنشاطها المخدراتي وبسرقات عدة قامت بها، بحسب ما طالعت "العربية.نت" في مواقع إخبارية كويتية ولبنانية عن الجريمة، كما وعن التحقيق مع أفراد العصابة التي اتضح أن واحداً منهم، لم يأت التحقيق على اسمه بعد، قتل أبو البنات عصر يوم الجمعة الماضي طعناً بالسكين داخل بيته، ثم قام مع رفيقيه بسلب ما كان مع القتيل من مال وأوراق ثبوتية، إضافة إلى سرقة سيارتيه "هوندا" وثانية طراز "بي أم دبليو" وفي إحداهما كان الجميع حين اعتقالهم.

من المعلومات عن القتيل، ما ورد في موقع صحيفة "الرأي" الكويتية، نقلاً عن شقيقه واسمه شاكر، بأنه غير متزوج ويقيم في لبنان منذ عامين بعد تقاعده كمهندس من بلدية الكويت، وأن شقيقه الأصغر، واسمه فلاح "اتصل بالراحل قبل يومين وطلب منه الرجوع للكويت لأن الوضع غير مطمئن" فقال له: "أنا بخير ولا يوجد ما يدعو لعودتي، واللي كاتبه رب العالمين يبي يصير" أي سيحدث.

كتاب يوميات كاتب يدعى (إكس) في ندوة اليوم السابع


ناقشت ندوة اليوم السابع المقدسية في المسرح الوطني الفلسطيني في اللقاء الأسبوعي الذي تم مساء يوم الخميس 10/3/2016 كتاب "يوميات كاتب يدعى X" للكاتب والشاعر "فراس حج محمد". ويقع الكتاب الذي صدر عن دار الرقميّة للنشر والتوزيع عام 2016 في (134) صفحة من الحجم المتوسّط. وقدّم له الكاتب محمود شقير.
وشارك في مناقشة الكتاب كل من إبراهيم جوهر وجميل السلحوت وهدى خوجة وطارق السيد ورنا قنبر ومهند الصبّاح، وأشادت قراءات الكتّاب المقدمة في الندوة بأسلوب الكاتب وخروجه عن النمط التقليدي في الكتابة، مبرزين أهم ملامح هذا الأسلوب المعتمد على النصوص القصيرة واليوميات والسخرية والحديث عن ذات الكاتب والجرأة في مناقشة المواضيع الخاصة، لاسيما ما يتعلق بالكتابة في العالم الافتراضي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
يذكر أن ندوة اليوم السابع الثقافية التي تحتفل بيوبيلها الفضي هذا الشهر سبق أن ناقشت للكاتب "حج محمد" ديوان "أميرة الوجد"، كما أن الندوة تتابع ما يصدر من كتب جديدة، ملقية الضوء على هذه الإصدارات دعما للكاتب والكتاب، وتنشيطا للحركة الثقافية في القدس.

إصدار مختارات من أربع مجاميع قصصيّة للأديب التَّشكيلي صبري يوسف عن دار نشره في ستوكهولم

صبري يوسف ــ ستوكهولم
صدر للأديب والتَّشكيلي السُّوري صبري يوسف عن دار نشره في ستوكهولم، "مختارات من أربع مجاميع قصصيّة"، (إحتراق حافَّات الرّوح، ترتيلة الرّحيل، عناق روحي جامح، والعلّوكة الطّبكات).
تضمّنت هذه المختارات 25 قصّة قصيرة، حملت العناوين التَّالية:
"احتراق حافّات الرّوح، امطري علينا شيئاً يا سماء،  رنين جرس المدرسة، حالات انفلاقيّة قُبيل الإمتحان، اللّص والقطّة، مشاهد من الطُّفولة، وللزهور طقوسُهاً أيضاً، استمراريّة القهقهات الصَّاخبة، ترتيلة الرَّحيل، الذِّكرى السَّنويّة، الكرافيتة والقنّب، أنا والرَّاعي ومهارتي بِبَيعِ العدس، عذوبةُ القهقهات، اللُّحية واللّحاف، عمّتي تشتري عظامها من الله،  حنين إلى تلاوين الأمكنة والأصدقاء، فراخُ العصافير، غيمةٌ وارفة في مذاقِ العناقِ، حيصة وسلال العنب، الذَّبذبات المتوغِّلة عبر الجِّدار، الطُّفل والأفعى، العلّوكة والطبّكات، السَّالسا ابتهالات بهجة الجَّسد، إيقاعات الفلامنكو وتجلِّيات بهجة الرّوح، وعناق روحي جامح!".
تضمَّنت القصص مواضيع وأفكار عديدة كاقتناص لحظات وداع الأهل والأحبّة الأصدقاء والصَّديقات قبل عبوره البحار، بطريقة مؤثرة طافحة بالحنين والشَّوق، حتّى يكاد أن يرى القارئ الدُّموع المنسابة على وجنتيه وعلى خدود الأحبّة الأهل والَّذين ودَّعوه الوداع الأخير، وتالياً تصويره غربة وارفة من محطّات عبور البحار، كما رصد الكثير من الحالات والصِّراعات المريرة المتفاقمة هناك في دنيا الوطن، مركّزاً على نقد ما يترصرص من آهات وضغوطات ومشاكل وهموم حياتيّة على رقاب شرائح عديدة من المجتمع الَّذي ترعرع فيه، مسلّطاً قلمه على بعض العادات والتَّقاليد الّتي أشبه ما تكون خرافيّة، بطريقة طريفة تحمل من الفكاهة والسُّخريّة الشَّيء الكثير، متوقّفاً عند مشاهد من فضاءات عوالم الطُّفولة وبراءة هذه العوالم الرّحبة، مجنِّحاً نحو حفاوة الفرح والقهقهات العذبة النّابعة من مروجِ القلب، ومجسِّداً وهجاً سرديَّاً حول حبور الحبِّ والفرح والعلاقات الحميميّة المكتنزة بالدّفء العميق بين الأحبّة، موغلاً برهافةٍ شفيفة نحو تجلّيات بهجة الرّقص والجّمال، بلغةٍ شاعريّة طافحة بالعناق الإنساني، رغم ما يحيق بالإنسان في هذا الزّمان من ضجرٍ وتهميشٍ وتصدُّعاتٍ مخيفة ومؤلمة في الكثير من منعرجات الحياة! وقد جاء على ظهر الغلاف ما يلي:
"مقطع من قصّة فراخ العصافير
... .... ركضتُ بفرحٍ، آهٍ .. ولكن أين طاستي؟ قلتُ لأختي اركضي، نسيتُ طاستي هناك عند دمعتي، ركضَتْ أختي مثل البرقِ، ثمّ جاءَت تحملُ رغبتي. أمسكتُ الطَّاسة ثمَّ وضعتُ اصبعي في الماءِ وبدأتُ أنقِّطُ قطرات الماء في حلقِ الفراخِ وهي تفتحُ مناقيرها الغضّة. نظرَ والدي إليَّ بتمعُّنٍ ثمَّ همسَ متمتماً مع أمّي، كنتُ غائصاً في عوالمِ الفراخِ، أُغدِقُ على حلوقهم العطشى مطري، سمعتُ والدي يقول لأمّي هذا الولد (مو عادي)، فقالت أمّي (خلّي) يفرح مع فراخِ العصافير، فقال لها (خلّي) يفرح لكنّه شديد الحساسية إلى درجةٍ لا يتصوّرها عقلي، وأخافُ عليه من الجُّنون، جنونُ الحبِّ والعشقِ، جنونُ التَّواصل معَ اِخضرارِ الكونِ!" ..
مختارات قصصيّة تناجي القلوب العطشى لبهجة السَّرد ورحاب الفكاهة والمرحِ والسُّخرية في بعض الأحيان، محبوكة بحفاوة الحبِّ والفرح ودندنات براءة الطُّفولة، بلغة طافحة بالشِّعرِ عبر خيالٍ جامح نحو أشهى شهقاتِ السَّردِ، مستمدَّاً تدفُّقاته السَّرديّة من خصوبة ابتهالات الرُّوح، كأنَّ القاص يريد أنْ يقدّم عبر قصصه آفاق رؤاه الرَّحبة للقرّاء والقارئات أينما كانوا، لما يعتمر في نفسه من ترجمة لغة إنسانيّة فسيحة، تصبُّ في عوالم إنسانيّة الإنسان، ترسيخاً لقيمِ المحبَّةِ والسَّلامِ والوئامِ بين البشر على إمتدادِ المعمورة!

قراء تحليلية للمجموعة القصصية حكايات من زجاج لسحر حمزة

خاص
حين تقرأ المجموعة القصصية التي صدرت من رحم أفكار الشاعرة والقاصة سحر حمزة والتي أطلقت عليها عنوان حكايات من زجاج لما تتميز به  القاصة سحر حمزة من شاعرية وإحساس مرهف ينعكس في كتاباتها والتي صدرت  من عمان/الأردن  تجد أنها تمكنت الكاتبة من استخدام أدواتها ومرادفتها اللغوية في السرد القصصي الرائع   بالاستعانة بما تملكه من تنوع في رسم الخطوط النثرية والشعرية من خلال مؤلفاتها السابقة، لتخرج على قرائها بمجموعتها القصصية الجديدة حكايات من زجاج التي وقعتها خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2014 الذي أقيم  بمركز إكسبو الشارقة ، لتلاحظ انها  تعكس وجدان المرأة في كتابة النثر بكل شفافية وخصوصية تشير فيها للمرأة في كافة مراحل عمرها من خلال تحديات عدة تواجهها بحياتها، وتعبر عن مكنون النساء وما تشكله البيئة المحيطة بهن، فجاءت المجوعة القصصية وكأنها سيرة ذاتية للكاتبة، فمن خلال عناوين المجموعة القصصية يكتشف القارئ مدى تأثرها بالبيئة وعرضها الصور والمتناقضات في آن واحد، وبحرفية وإتقان تمكنت من اللعب على أوتار السلم الموسيقي بألفاظها السهلة وتنقلها بين العنوان والآخر بخفة وكأنها تسرد قصة كاملة تنم عن خبرة حياتية تضعها أمام قارئها ليفتش في أعماق روحها، وتكشف عن ملامحها الأنثوية بجراءة وبأسلوب شيق وممتع.
تقع مجموعة حكايات من زجاج  في تسعة وأربعون صفحة من القطع المتوسط وتضم ثلاثة عشر قصة وقصيدة بدأت بها بعد الإهداء الذي قدمته لروح أبيها وهي تحمل له بين طيات مجموعتها عشق الفتاة لأبيها، حيث تقول والدي الذي قدر معنى الانثى واعتبر أنها قيمة مضافة لكل رجل، وان المرأة ارق من النسيم، وعرف دورها بحياة الرجل والمجتمع فتعامل معها برقة وتقدير واحترام.
واعتبر أن الكاتبة كانت موفقة في اختيارها لعناوين قصص مجموعتها القصيرة، حيث أنها تتحدث عن الأنثى ومشاعرها التى شبهتها بالنسيم وشفافيته التى تميل إلى الزجاج في كافة خصائصة ، فالأنثى يتحطم قلبها بالكلمة التي تؤذيها ، وتئن من اللفظ السيء الموجه لها، وتسعد وتفرح لإطراء من حولها لعمل قامت به وان كان بسيط، وتطرقت الكاتبة إلى قلب المرأة الذي لو كسر فمن الصعب مداواته أو تصليحه كالزجاج تماما، فضلا عن أول قصة في المجموعة بعنوان رجل شفاف كزجاج وكانت تقصد ب هابيها، وإذا جردنا القصة والمجموعة كلها من الذاتية لوجدنا الكاتبة تميل إلى عشق بيئتها وتدافع عنها وترسم خطوط آلامها من التخطيط للفتاة والخوف عليها من المجتمع المحيط بها.
انتقلت الكاتبة سحر حمزة في مجموعتها من غصن إلى أخر بحرفية وكان المجموعة رواية منفصلة متصلة للترويج لمفهوم المرأة وكيانها وان الأنثى بمكوناتها الخلقية المختلفة عن الرجل تستطيع أن تحول مجرى حياتها بإرادتها وبثقافتها حتى ولو كانت نشأتها في بيئة لا تعترف بالإبداع ولا بالفكر المتحرر بانضباط أخلاقي، فربما شكل البيت في وجدان الفتاة حب الاطلاع والتنوير من خلال قراءة الأدب العربي والعالمي ومدها بالصحف والمجلات التى تشكل فكرها، وبعد كل هذا يطلب المجتمع أن تنسى كل ما اطلعت عليه بكل بساطة ومحوه من ذاكرتها بحجج واهية تخضع في النهاية لتراث يجب أن يعاد صياغته والتفكير فيه، هذا ما جاء تقريبا في قصة أصداء التى تحدثت عن أهمية الكلمة على الإنسان ودورها في رسم مستقبله.
عبرت سحر حمزة عن عشقها لأوراق الليلك فخصصت في مجموعتها القصصية حكايات من زجاج أكثر من عنوان يحمل اسم الليلك، حيث تقول عن الليلك هى زهرة من أكثر الأزهار روعة، ذات شذى ربيعي دائم، ووصفتها بأنها صديقتها ورفيقتها منذ الصغر، فاستدعاء الكاتبة لنوع معين من الزهور يدل على خصوصية الطرح وايجابية التفكير، لان في هذه الحالة تقرر الكاتبة أن تنفرد بذكر ما يميزها في الكلمة وما يميزها من العشق ووضع صورة ذهنية لدى القارئ يستشف من خلال الكلمات الناعمة أن من سطر هذه الكلمات لديه حس مرهف وعطش للنسيم وأشعة الشمس أثناء إزاحتها ستارة السحب في الصباح الباكر.
عندما تذكر سحر حمزة المواقع الجغرافية وتهتم بأسماء المدن والطرق والحقول تشعر وكأنك أمام حالة تسرد نمط حياتي متجدد، فسبق وان اهتم الروائي المصري نجيب محفوظ بتفاصيل الحارة المصرية وأسماء الشوارع والأزقة والحواري، وكأنه يرسم خريطة واقعية لأحداث تمناها في عقل الكاتب ورؤيته الفكرية، نفس الحالة تبحث الكاتبة عن قفزات بأسماء ومواقع عاشت وتألقت فيها، فالرواية والقصة القصيرة عندما تركز على مكان إنما تؤصل لوجدان الكاتب بذاته وتعكس مدى اختزال الكاتبة لمواقف بين أروقه المكان، وذكر الأماكن في المؤلف يوحي بصدق المشاعر وسيطرت اللاوعي على الكاتبة أثناء تاريخ صورتها من خلال القصة القصيرة أو القصيدة أو حتى المقال.
أنهت الكاتبة سحر حمزة مجموعتها القصصية حكايات من زجاج بقصة عنوانها خيانة إشارة منها بما يسمى الكتابة الدائرية حيث بدأت مجموعتها بقصيدة عيناك كالزجاج وختمتها بالخيانة وكأنها تدق ناقوس الخطر وتعلنها صراحة بان المرأة كائن خاص جدا، بقدر عشقه وتضحيته من اجل من يحب، لا يغفر ولا يسامح من يخونه أو يجرحه أو يتجاهله ، تسطر لمفهوم مكونات المرأة حين تكون وديعة رقيقة مسالمة، يمتلكها من يحن عليها ويعطف عليها باحترام ويقدرها، وتتحول إلى مخلوق مفترس عند أول منعطف يشعرها بالخزي أو بالخيانة وعدم التقدير والإهتمام ، فهى على قدر حبها وعشقها لا ترضى إلا بالتميز والانفراد بمن تحب

حيفا تحتفي بالناقد د. نبيه القاسم



كتبت آمال عوّاد رضوان
أقام نادي حيفا الثقافي برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في حيفا ندوة أدبية تكريما للأديب الناقد د. نبيه القاسم، في قاعة كنيسة ماريوحنا المعمدان الأرثوذكسية في حيفا، بتاريخ 3-3-2016، وسط حضور كبير من أقرباء وأصدقاء وأدباء، وقد تولى عرافة الأمسية السيد كميل مويس، وتحدث السيد شوقي ابو لطيف رئيس مجلس الرامة المحلي، والسيد يوسف خوري رئيس  المجلس الملي  الوطني الأرثوذكسيّ، وعضو الكنيست د. باسل غطاس، وكلّ من الأدباء محمّد علي طه، وفتحي فوراني، ود. راوية بربارة، ود. عصام عساقلة، وفي نهاية اللقاء كرّمَ مسؤولو نادي حيفا الثقافيّ المحتفى به نبيه القاسم، بعد أن شكرَ الحضور والمنظمين والمتحدثين والمضيفين، وتمّ التقاط الصور التذكاريّة!  
مداخلة العريف كميل مويس: حضرة الأفاضل شوقي أبو لطيف رئيس مجلس الرامة المحلّيّ، والسيّد يوسف خوري رئيس  المجلس المِليّ  الوطنيّ الأرثوذكسيّ، والذي برعايتِهِ ودعمِهِ ومجلسِهِ المِليِّ الموقر استطاع نادي حيفا الثقافيّ للوصول إلى ما هو عليهِ اليوم. الأخواتُ والإخوة مع حفظ الألقاب، ضيوفنا الكرام، أسعد اللهُ مساءَكم،  نحيّيكم بتحية من القلب يَطيبُ شذاها مِسكًا وريحانا، فنحن في قمّة السعادة بحضور هذهِ الكوكبة المتألقة من أدباء وشعراء وعشاق  الأدب والكلمة. نادي حيفا الثقافيّ وخلالَ أربع سنواتٍ من الإعلان عن تأسيسِهِ أضحى صرحًا  ثقافيّا، استضافَ الكثيرَ من الأدباء والشعراء، وتمّ من خلال أمسياتِهِ إشهارُ إصداراتٍ أدبيّةٍ وشعريّةٍ لأدباء وشعراء، وأصبحَ حضنًا دافئا لكلّ أصحاب الكلمة وعشاق اللغة العربيّة، فنادينا يدأب دومًا لاحتضان المسيرةِ الأدبيّةِ والثقافيّة، ويرى أنّهُ لا بدّ أن نحافظ على جوْدتِها ومستوها الرفيع.       
يُسعدُنا ويُشرّفنا أن نستضيفَ في هذهِ الأمسيةِ التكريميّةِ الأديبَ والناقد د. نبيه القاسم ابنَ قرية الرامة الجليليّة، وإشهارُ إصدارِهِ الادبيِّ الجديد  "في الإبداع المميّز"، فضيفنا يُتابعُ مِن خلال كتابهِ هذا مشروعَهُ النقديَّ، فالكتابُ يَتناولُ بالتحليل والنقد رواياتِ وسِيَرَ ذاتيّة للعديدِ مِن أدباء وشعراء من بلادنا والعالم، وأحتارٌ ماذا يمكنٌ أن يقالً عن هذهِ الشخصيّةِ الأدبيّةِ المميّزة، لذا اخترتُ أن أقتبسَ بعضَ الآراءِ حولَ أدب ضيفِنا، فشاعرُنا الطيّب الذكرُ سميح القاسم كتب: " لقد استوعبَ نبيه القاسم التيّاراتِ النقديّة  المختلفة والبلبلة في هذا المجال، ولم يقع في شِراكِها، ورغمَ ثقافتِهِ الأكاديميّةِ المعروفة ظلَّ وفيًّا لروح النقد الشامل الذي يُعنى  بالشكل، لكن ليس على حساب المضمون، ويهتمّ بالمضمون لكن ليس على حساب الشكل".
الكاتب محمّد  علي طه  قال: "نبيه القاسم هو الناقدُ الوحيدُ المُتابعُ لحركتِنا الأدبيّة، فهو ناقدٌ جادّ ومجتهدٌ لا يكلّ ولا يتعبُ ولا ييأسُ ولا يغضبُ، ولا يُجاملُ ولا يُحابي، بل يكتبُ ما يؤمنُ به ويفكّرُ به، وهو ناقدٌ احتلّ مكانتهُ الأصيلة المرموقة بجرأة". وقال الشاعر عبد الناصر صالح عن ضيفِنا: "إنّ اهتمامَ نبيه القاسم برفع مستوى الحركةِ الأدبيّةِ في البلاد، جعلهُ يتبوّأ مكانة مرموقة بين كُتّاب شعبِنا وهيئاتِهِ ومؤسّساتِهِ الثقافيّةِ المختلفة، وينالُ  إعجابَ كلّ دارس للأدب الفلسطينيِّ المُعاصِر، حيث إنّ مؤلفاتِهِ النقديّةِ تعتبرُ مِن المَراجع الضروريّةِ لدارسي الأدب في المعاهدِ والجامعاتِ الفلسطينيّة.
د. نبيه القاسم حاصلٌ على شهادة الدكتواره مِن جامعة تل أبيب، وأطروحتُهُ  حول "الفنّ الروائيّ عند عبد الرحمن منيف"، وحصلَ على شهادة دكتوراه ثانية من جامعة سانت بتسبورج في روسيا، وأطروحتُهُ حول الحركةِ الشعريّة العربيّة في إسرائيل. يعملُ محاضرًا للأدب العربيّ في الكليّةِ الأكادميّةِ العربيّةِ للتربية في حيفا، ويَشغلُ منصبَ نائب مدير الكليّةِ وعميد الطلبة. عشقَ الكتابَ والقلم، ونشرَ الكثيرَ مِن المقالاتِ السياسيّةِ والأدبيّةِ منذ أواسط سنوات الستينات وحتى يومنا هذا. "ابتسمي يا قدس"، أوّلُ مجموعةٍ قصصيّةٍ أصدرَها عام 1978، تتضمّن 8 قصص. عام 1997 أصدرَ مجموعتَهُ القصصيّة الثانية باسم :"اه يا زمن"  وهي أيضًا من 8 قصص قصيرة. عام 2013 صدر كتابة الدراسي عن الشاعر سميح القاسم بعنوان "سميح القاسم مبدع لا يستأذن أحدا"، وعام 2014 أصدرَ كتاب "إميل حبيبي المثقف الإشكاليّ"، و "ذلك الزمن الجميل".
مداخلة محمّد علي طه: علاقتي بأبي فريد نبيه القاسم طويلة عريضة متينة، تغطّي خمسة عقودٍ من العمر الذي قدّمناهُ قرابينَ خضراء في معبدِ الكلمةِ وحرفِ الضّاد. جمعَتنا "عائشة التي ولدت طفلًا حيّا يقرأ ما تيسّر من سورة البقرة" على صفحات "الجديد"، طيّبة الذكر وأرضعَتْنا وفاءً وصِدقا وفكرًا ونهجًا وطنيّا. هذه علاقة لا أجد في مقلع الكلام كلمة واحدة تغطّيها أو تحويها. عجزت معاجمي عن ذلك. هذه العلاقة هي صداقة فيها وفاء وإخلاص ومحبّة. لم تخترقها نميمة حاسد إذا حسد، ولا نفثات ساحر في العقد. تمتّنت بنسغ سنديان  جبل حيدر وتعطرت بزعتر ميعار. ما عكّرتها غبرة او قشّة في زمن العواصف السّياسيّة والفكريّة ومواقع القال والقيل الالكترونيّة وفي زمن الأزمات القوميّة والسّياسيّة. وهي علاقة النّاقد أيضا بنصّ المبدع،علاقة متحرّرة من قيود الصّداقة وخيطان العش والملح، وعين الرّضا الكليلة عن كل عيب، لا مجاملة فيها ولا مراءاة ولا مداهنة.
نبيه القاسم ناقد قدير جادّ رافق الإبداع القصصيّ والشعريّ والرّوائيّ والمسرحيّ الذّي نسج ثقافتنا في هذا الوطن الصّغير الجميل، وتعامل معه بجدّيّة وبمسؤوليّة وباحترام وبأخلاق سامية. منذ مقالاته النّقديّة الأولى وطيلة مسيرته النّقديّة حمل ترسانة المعرفة، وتقاطع نقده مع النّصّ الأدبيّ مُظهرا متعة النّصّ، لأن النّقد يكسب شرعيته حينما يكشف ما يكمن داخل النّصّ. قلت في إحدى النّدوات مداعبًا الأخوين النّاقدين المحترمين د.نبيه القاسم و د.رياض كامل ما قاله أحد الأدباء، بأنّ النّاقد والحلاق يعيشان من رؤوس الآخرين. قد يكون في هذا الكلام شيء من الحقيقة، ولكنّ النّقد هو عملية إبداع ويشترط ذائقة أدبيّة نقديّة تميّز بين ما هو حقيقيّ وما هو غير حقيقيّ، بين ما هو جميل وبين ما هو قبيح، وهذا هو نقد نبيه القاسم. د. نبيه القاسم لم يرهق القارئ أو المبدع بالنّظريّات النّقديّة، على الرّغم من أنّه درسها وتأثّر بعضها. قال الشاّعر والكاتب ت.س.اليوت: من لا أب له عليه أن يخترعه. ولنبيه القاسم آباء في نقده.
منذ أطلق النّاقد الأمريكيّ المصريّ الأصل إيهاب حسن مصطلح ما بعد الحداثة في العام 1971، ليؤكّد تداخل الحداثة وما بعدها والنّقّاد منشغلون بذلك. يقولون إنّ الحداثة تملك مفاتيح الحقيقة المطلقة وأنّ ما بعد الحداثة تمثل حركة التّحوّل من الحقيقة المطلقة إلى الحقيقة النّسبيّة. وقد فسّر هذا الكلام النّاقد السّوريّ خلدون الشّمعة بعد خمسة وأربعين عاما، بأنّ نزعة ما بعد الحداثة ليست ظاهرة أعقبت الحداثة كما يوحي المصطلح للوهلة الأولى، وإنّما هي متداخلة معها إلى الحدّ الذي يمكن معه القول، إنّ كتّابا حداثيّين مثل كافكا وجان جينيه وصموئيل بيكت وجيمس جويس أعاد بعضُ النّقاد تعريفهم مؤخّرا، وصاروا يوصفون باعتبارهم كتّاب نزعة ما بعد الحداثة.
لم يتعبنا نبيه القاسم بهذه النّظريّات فيما كتبه، ولكنّ نبيه ناقد يتعامل مع النّصّ بجدّيّة وبمسؤوليّة وبإخلاص وباحترام. هي جدّيّة النّاقّد المثقّف العارف القادر على الغربلة، هي جدّيّة الذائقة الأدبيّة التي تتمتّع باللغة وبالأسلوب وبالفنّ الإنسانيّ الرّاقي. يكتب عن النّصّ الذي يثيره وقد يكون هذا النّصّ شعرًا أو سردًا، وقد يكون فلسطينيّا أو عربيّا أو أجنبيّا. هو لا يتقيّد بزمان أو بمكان. وهو ناقد على خلق جميل لا ينتقم من أحد ولا يعادي أحدا. لا يقيّده فكر حزبيّ أو عقائديّ ولا يتقلّب في علاقاته الإنسانيّة. ولا ينشد جاهًا ولا إعلامًا ولا مالا. أكرمني أبو فريد وأكرم نتاجي الأدبيّ القصصيّ والرّوائيّ بكتاب كامل، اختار له اسمًا إبداعيّا "محمّد علي طه كاتب راود الكلمات وراودته"، وكتب عن جميع مجموعاتي القصصيّة وعن مسرحيّاتي وعن مقالاتي. احترمت وقدّرت ما كتبه، على الرّغم من أنّني لا أتّفق معه في كلّ ما كتبه، ولا أذيع سرّا إذا قلتُ بأنّه كان النّاقد القاسي على بعض نتاجي الأدبيّ. وعلى الرّغم من صداقتنا ولقاءاتنا الكثيرة ومهاتفاتنا الأسبوعيّة واليوميّة، لم يطلعني يوما ما على ما كتبه عنّي قبل نشره، بل كنت وما زلت ألتقي بمقالاته في الصّحيفة أو في المجلّة، وما كتبتُ جملة واحدة في صحيفة أردّ فيها على نقده اللهم سوى رسالة واحدة أرسلتها إليه ونشرها في كتابه.
في أواخر السّبعينات وبعد لقاء لي بالشّاعر الفلسطينيّ الحيفاويّ أحمد دحبور في هافانا عاصمة كوبا، كتبت قصّة اسمها "خارطة جديدة لوادي النّسناس" ونشرتها يومئذ في صحيفة "الاتّحاد"، ثمّ في مجموعتي "وردة لعينيّ حفيظة"، فكتب نبيه القاسم مقالا نقديّا سلّ القصّة من الفنّ القصصيّ كما تسلّ الشّعرة من العجين. وبعد سنوات زارني أخي نبيه برفقة الصّديق النّاقد  بروفيسور محمود غنايم، وبعد أن شربنا القهوة وفي خلال حديثنا قال غنايم، إنّ قصّة "خارطة جديدة لوادي النّسناس" من أجمل القصص التي قرأها، وأعجبته وأثنى على أسلوبها وبنائها وعلى الرّؤيّة فيها وغير ذلك. كان غنايم يتحدّث وأنا أبتسم ونبيه يحدّق فيه، فلمّا انتهى من تقريظه للقصّة قلت: أشكرك يا أبا الطّيّب ولكن ما رأيك أن تقنع صاحبك أبا فريد بما قلته؟
رافقت أبا فريد إلى الأردن وإلى مصر وإلى تونس وإلى مدن وبلدات عديدة في بلادنا، وكان نعم الرّفيق المثقّف المحاضر الذي يترك أثرًا طيّبا حيثما حلّ. هذا الصّديق الكاتب النّاقد يحمل اسمًا مطابقا له. اسم على مسمّى. هو ناقد نبيه وصديق فريد وهو القاسم الذي يقول كلمة الحقّ لا يخشى لومة لائم، حتّى أنّه لا يخشى لوم سيّدة البيت الكاتبة اعتدال التّي أخذت تنافسه في الكتابة مؤخرّا. أعان الله أبا فريد على ما ينشر من كتب نثريّة وشعريّة فيها مجازر لغويّة ،ويحسب أصاحبها أنّهم بذّوا السّياب الذي لم يقرؤوه أصلا، وتفوّقوا على إدريس ومحفوظ اللذين لم يقرؤوا لهما، سوى ما ورد في كتاب النّصوص المدرسيّة، ويعاتبوه لأنّه لم يكتب عن نتاجهم. وأخيرًا أتمنّى أن يواصل نبيه مشواره ومسيرته النّقديّة، حاملا قلمه وغرباله وشجاعته متسلّحا بالمعرفة وبالأخلاق العاليّة.      
مداخلة الأديب فتحي فوراني: أبدًا على هذا الطريق! تكونُ البداية في أواسطِ القرن الماضي. كانَ اللقاءُ الأوّلُ في مدينةِ البشارة الناصرة، وفي إحدى المناسباتِ الثقافيّةِ والسياسيّةِ التقيتُ صديقي نبيه القاسم، ومنذ اللقاءِ الأوّلِ عملت الكيمياءُ الفكريّة عملَها، وتَطابَقَ المُثلثانِ تطابقًا كادَ أن يكونَ تامًّا وكاملًا. تعاهدْنا على الولاءِ للسيرِ في طريق واحدٍ؛ أدبًا وفكرًا ونقدًا ونشاطاتٍ سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة. لقد بدأنا فكُنّا وما زلنا رفاقَ دربٍ، وبيننا عيشٌ وملحٌ فكريّ، نحنُ رفاقُ الخندقِ الواحدِ، لنا رؤيا واحدة، ونحملُ رسالة واحدة، وسنظلُّ أبدًا على هذا الطريق، ولن نُبدّلَ تبديلا.
مِن صرح على جبل حيْدر، لستُ أدري مِن أين أبدأ، ومِن أينَ أدخلُ في الصرح النقديِّ مُتعدّدِ الأبراج ودوائر الأرصادِ النقديّة. لقد وقفَ نبيه على أسوارِ صرْحِهِ ليُشرفَ على آفاق واسعة. وقفَ ليرصدَ أحوالَ الطقسِ الأدبيِّ في هذا الوطن الجارح، وراحَ يَحتضنُ الكلماتِ الأدبيّة الوافدة مِن غزّة هاشم وأختها رام الله، وصولًا إلى الأقصى المُباركِ وكنيسةِ المهدِ المُقدّسةِ في زهرةِ المدائن. زهرة المدائن عاصمة العواصم، وعاصمة الإباءِ والكبرياء، والعاصمة التي باركنا حولها. لقد بسَط الرجُلُ نفوذهُ النقديَّ على مساحاتٍ واسعةٍ مِن دنيا النقد والقصةِ والأبحاثِ والدراسات. كتبَ عن الإبداع الأدبيِّ والشعريِّ في هذا الوطن، وتدفقتْ مقالاتُهُ لتصبحَ عابرةً للحدود، وراحتْ تُغطي الرموزَ الثقافيّة في العديدِ من العواصم العربيّة.
مِن "بنات الرياض" إلى "شواطئ الترحال" في إبداعه المميّز، يبدأ رحلتَهُ النقديّة بالدخول إلى أدب المرأة، فتكونُ له لقاءاتٌ أدبيّة مع طبيبة الأسنان رجاء الصانع، تُعرّفُهُ على بناتِها "بنات الرياض"، وتكونُ جلسة أنس لها مذاقٌ مميّز، ثمّ يأخذ الطائرة ويطير إلى بلاد الأرز، فيلتقي صديقتها المبدعة حنان الشيخ، وتأبى حنان إلّا أنْ تنصبَ ديوانًا، فتحكي له "حكاية شرحها يطول"، وتكشفُ له الكثيرَ من الأسرار، والكثير من المفاجآت! مِن الثنائيّ رجاء وحنان يُواصلُ رحلتَهُ النقدية، تهبط الطائرة في دمشق الفيحاء؛ دمشق الإباء والكبرياء، فيحلّ ضيفًا عند طبيبة العيون هيفاء البيطار. يجلسان في مقهى ثقافيّ، يرتاحُ على قمّةِ قاسيون، تاج دمشق، وتميط هيفاء اللثام عن وجهها، فيكتشفُ فيها "امرأة من طابقين"، ويشاركُها أفراحًا صغيرة، بعيدًا بعيدًا عن "الجزيرة. ترافقه هيفاء الدمشقيّة إلى مطار دمشق الدولي، وتكون لحظة الوداع، فتسقط دمعتان، ويتعهّدُ المبدعان على لقاءٍ آخرَ بعدَ رحيل الغيوم "المارقة"! وفي خاتمةِ رحلتِهِ في دنيا المبدعاتِ يُلقي عصا الترحال على "شواطئ الترحال"، ويكونُ لقاؤهُ مع "بنت البلد" المبدعة راوية بربارة، فترفع الصواري وتنصب الأشرعة، فيبحران معًا وتكون سياحة ثقافيّة في جزر المرجان.
دردشات على "شرفة الهذيان" وشرفات أخرى من دولة المبدعات، ينتقلُ نبيه إلى دولة المبدعين، فيجلسُ مع إبراهيم نصر الله على "شرفة الهذيان"، يُدردشُ الرجلان معًا على كأس من عصير البرتقال القادم من بيّارات يافا، ثمّ ينتقلان إلى حنا أبو حنا، ويطيب الحديث مع أبي الأمين يكون نُقله "فستقًا أدبيًّا" تحت "ظل الغيمة"، ويشق طريقه إلى أيام الطفولة البعيدة والزمن الجميل. وفي نهاية المطاف ينصب نبيه خيمته النقديّة في رامة الجليل، ويكون شوقي قسيس ابن الرامة في انتظاره. ويكون الحديث عن حيفا التي تعتز بشموخ كرملها وزرقة بحرها، ويصدر عن اللقاء البيان النهائيّ متوّجًا بالعنوان: حيفا ليست قرطبة. وبعد ساعة من القيلولة تحت زيتونة راموية، ينهض سندباد ويتابع إبحاره النقديّ، فينزل في شواطئ عالمية، في البرازيل وكولومبيا والسعوديّة، ويلتقي الثلاثي عبد الرحمن منيف و"مدن الملح" وباولو كويلو، وصديقته "فرونيكا التي قرّرت أن تموت" وجبرئيل ماركيز و"غانياته الحزينات". ثم ينتقلُ إلى سبنسر جونسون وفئرانه الأربعة، ويخترق الحدودَ إلى "محميّة" سامي ميخائيل في روايته (حَسوت). وهي رواية جميلة تدافع عن بقائها، وتقفُ صامدة أمام الاعتداء العدوانيّ الذي تشنه فئران آخر زمان!
 أتاكَ الربيع الطلق يختالُ ضاحكًا من النثر، ينتقل نبيه إلى دنيا الشعر، ويكون اللقاء مع الشاعر الذي أطلعه تراب البروة محمود درويش، فمحمود يحبّ الوطن الذي سيحبّ ويحبّ النساء اللواتي يحبّ. ولا ينسى سندباد أن يدخل إلى بحيرة الشاعر إبراهيم نصرالله الذي يعرف كيف يعيد للشعر شبابه، فيأتينا ربيع الشعر أميرًا يمتطي حصانه الأخضر الجميل، فيستقبله البحتري منشدًا: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا من الحسن حتى كاد أن يتكلما، فليت ربيعًا حقيقيًا يفاجئنا، فيطيح بليل الجاهليّة الحديثة وتنابل العواصم،ويطلع الفجر الطالع حتمًا!
 هي تشرب من فنجانها، وهو يشرب الشعر من أجفانها، أمّا مسك الختام فيكون اللقاء في لندن في قاعة نادي الكوفة، مع الشاعرة السعودية هيلدا إسماعيل التي سحرته بعباءتها البدويّة ووجهها الحنطي الجميل. كانت تندف شعرًا، وتملأ المكان صخبًا وحيوية وسحرًا، يجلسان إلى طاولة، ويدعوها لشرب فنجان قهوة، هي تشرب من فنجانها، وهو يشرب الشعر من أجفانها، فيصيبه ما أصاب أبا نواس في خمريّته المشهورة: ما زلت أستلّ روح الدنّ في لُطُف/ وأستقي دمه من جوف مجروح/ حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدي/ والدنّ منطرحٌ جسمًا بلا روح.
في حقيبةِ نبيه القاسم الفكريّةِ هُويّة "الناقد الملتزم"، بعدَ هذا المشوارِ البانوراميّ الذي يَزخرُ بالإبداع المميّز، ولا بدّ مِن الإشارةِ إلى أنّه غيضٌ مِن فيضِ البحارِ القاسميّة، التي تُرصّعُها خمسٌ وثلاثون جزيرة إبداعيّة، تحتضنُ حدائقَ أدبيّة ونقديّة واجتماعيّة وثقافيّة، ونظرة شاملة إلى إبداعاتِ نبيه تبيّنُ لنا أنّ حصّة الأسدِ فيها للنقد الأدبيّ، فالنقدُ يَقفُ في طليعةِ الجبهةِ الإبداعيّةِ، وإلى جانبهِ تصطفُّ القصّة القصيرة والدراساتُ والأبحاثُ التاريخيّة والأدبيّة، وفي جميع هذه العناوين نخلص إلى ما يلي:
1* إنّ نبيه القاسم صاحب مشروع نقديّ متكامل، يحمل الهمّ الإبداعيّ لمعظم النصوص الأدبيّة والشعريّة التي تشكّل المشهد الثقافيّ، وتعتبر إبداعاته مراجع لدراسة الحركة الأدبيّة في هذا الوطن وخارج الوطن.   2* لقد نجح نبيه أن يكون ناقدًا موضوعيًّا متزنًا، نأى بنفسه عن المجاملاتِ النقديّة التي اتّسمت بها بعض التيّارات في الحركة النقديّة الشعبويّة، فلم يكيّل بصاعات اللحى الممشّطة، وعرف كيف يقتحمُ ساحات الوغى الإشكاليّة، وكيف يشاكس المثقف الإشكاليّ إميل حبيبي.
3* إنّ نبيه القاسم وصحبة من النقاد الجادّين في هذا الوطن يُشكّلون كتيبة طليعيّة تحمل رسالة. فقد احتضنت هذه الكتيبة الفيضَ الإبداعيَّ الذي يطغى على المشهد الثقافيّ، وعرفت واجبَها، وأدركتْ أهمّيّة المسؤوليّة الملقاة على عاتقها: أن تأخذ دوْرها في حمل البوصلة، وتوجيه السفينة التي تمخر عباب البحار الهائجة، وتأخذ بيدها ملّاحيها إلى شواطئ الأمان.
4* لن أتورط في ذكر أسماء "المجاهدين" أفراد الكتيبة النقديّة، المُكوّنة من زملائنا الذين نحترمهم ونُقدّر عطاءهم، فأنا أخشى أن أقع في مطبّ السهو والنسيان، وأخشى ما أخشاه إن نسيت أحدًا سهوًا وبدون قصد، أن تكون علقتي سوداء، فيكون مصيري التعليق على صنوبر بيروت.
5* نحن في مواجهة مع الحساسيات والعُقد التي يبرع فيها بعض عباد الله من حملة الأقلام. فتكثر الشكوك ويكثر اللغط، ويكثر الغمز واللمز، وتكثر علامات التعجب والتساؤلات، لماذا لم يذكر اسمي؟ ولماذا وضع اسم "فلان" قبل اسمي؟ أما كان أولى أن يكون اسمي أولا؟ ولماذا اسمه بالفونط الكبير واسمي بالفونط الصغير؟ وتُبنى المواقف، وهات دبّرها يا مستر دلّ!
الكلمة كالرصاصة، إذا انطلقتْ لا ترجعُ، ويجبُ أن تُصيبَ هدفًا. في كتابِهِ "الأدبُ المُلتزمُ" يُشيرُ المُفكّرُ جان بول سارتر إلى الدّوْرِ الخطيرِ للكلمة، فيقولُ "للكلمة دوْرٌ ورسالة، فالكلمة كالرصاصة، إذا انطلقتْ فهي أوّلا لا ترجعُ، وثانيًا إذا انطلقتْ يجبُ أن تُصيبَ هدفًا. وإلّا فلمَن نكتبُ؟ ونبيه يحملُ في حقيبتِهِ الفكريّةِ هُويّة "الناقد المُلتزم"، وهذه شهادة الشرف التي يحملها الكُتّابُ اليساريّونَ، الذين يَحملونَ الرسالة مِن أجل الحياةِ الأشرف والأروع، مِن أجل عالم يَسودُهُ العدلُ والحرّيّة والكرامة، ونبيه في أدبهِ ونقدِهِ ودراساتِهِ واحدٌ مِن هؤلاء. عزيزنا أبا فريد، أعطيت الصحة والعافية والعمر المديد، لتُتحفَنا بخمس وثلاثين جزيرة إبداعيّة أخرى، دمتَ لنا ودامتْ فتوحاتُكَ الإبداعيّة!
مداخلة الأديبة راوية بربارة:  مساؤكم كطعم الشبرق الذي يزهّر الآن على سفوح الكرمل، كعطر النقد الفائح البائح بجرأته، وإزهارِ الدراساتِ المتّكئةِ على المهنيّة والأكاديميّة، ولماذا في آذار نحتفي في "الإبداع المميَّز"؟ لأنّ الإبداعَ كآذار "الهدّار أبو الزلازل والأمطار"؛ مهما هدر لا بدّ أن يحملَ طيَّ أمطارِهِ ربيعًا؛ وما الإبداعُ إنْ لم يكن زلزلةً لمفاهيمَ وثوابتَ خفنا أن نهزّ عرشَها، أو تغاضيْنا عن رؤيتِها، أو صممْنا آذانَنا عن سماعِ بروقِها، حتّى أتى المبدعُ الحقُّ ليفضحَ واقعَنا، ويهدمَ مثاليّاتِنا، ويعرّي مجتمعَنا من ورقةِ التوتِ.. لتبدأَ خطيئةُ الكتابةِ، والكتابةُ عن الكتابةِ، ونقدُ الإبداع، وهذا كلّه آذاريٌّ بامتياز، لأنّه بقدْرِ هدرِهِ يصحبُ بعدَهُ الربيعَ، ربيعَ الكلمةِ الحرّة الّتي تغسل حروفَها بعصا الراعي وبشقائق النقدِ وبنباهةِ "نبيه".
ولماذا في آذار نحتفي في "الإبداع المميَّز"؟ لأنّه شهر الإبداع والخلق، ألا يكفيه إبداعًا أنّه شهر المرأة والأمّ، والأنثى التي أبدعها الخالق تشبه فصولَ السنة كلَّها وتُزهر ربيعًا لمجتمعِها؟ والمحتفى به، د. نبيه القاسم،  ربيعيٌّ بامتياز، فحبرُ المرأةِ المبدعةِ زرعُهُ وقطافُهُ، وقد أينعتِ الإبداعاتُ وأتى أُكُلُها، وها نحن نقطفها نقدًا حرًّا ودراساتٍ أكاديميّة في مجموعة مقالات  جُمعَت في كتابٍ عُنوِنَ "في الإبداع المميَّز- دراساتٌ في الرواية والشّعر".
 ولماذا اختارَ نبيه القاسم الشّعر والرواية دون كلّ الفنون الأخرى؟ لأنّه، وفي رأيي، بعد أن كان الشّعرُ ديوانَ العرب؛ يجمعُ تراثَهم ويحكي لنا عن عاداتِهم وتقاليدِهم، ويؤرّخُ أيّامَهم وحروباتِهم، ويصمّمُ ملابسَهم ومأكلَهم ومشربَهم، ها هي الرواية تحثّ الخطى لتزاحم الشّعرَ النابضَ بالقافية والصورِ الشّعريّةِ والموسيقى، وتجلسَ هي في صدر الديوان، وتصبحَ الروايةُ ديوانَ العرب الجديد الذي يقصّ آلامَهم، وحياتَهم اليوميّة، ومعاناتَهم الاجتماعيّة والسياسيّة، لذلك اختار د. نبيه الديوانيْن: الروايةَ والشّعر معًا، ولكن ليس على حدٍّ سَواء، إذ أخذتِ الروايةُ حصّةَ الأسدِ في مقالاته، لأنّها باتت الناطقَ الرسميَّ باسمِ مجتمعاتِنا، تصوّر لنا واقعنا دون زخرفةٍ ولا مساحيقَ تجميلٍ، وتتوسّع قدرَ ما شاءَت، وتضيق وتكثّف أينما رغبتْ، دون قيدٍ لوزنٍ أو قافيةٍ أو صورةٍ مبتكرةٍ، على ما فيها من حداثةٍ سآتي عليها في حديثي.
  وفي هذه الورقة المتعجّلة، المقدَّمَةِ إليكم في ندوةٍ أدبيّةٍ، سأتحدّث عن ثلاثة محاور تطرّق إليها في الرواية، ومحورَ الشّعرِ، بما يليق بالحضور المميَّز، وبالكاتب الناقد، على أن أوسّعها إلى مقالةٍ أكاديميّةٍ، كما يستحقّ د. نبيه أن تكون.
 قبل البدء بالمحاور، لا بدّ من كلمةِ حقٍّ في حقِّ نبيه الإنسان، الذي كان من أوّل من شجّعني على متابعة مسيرتي الكتابيّة، وقد كنتُ غضّةَ الحبرِ، فأتاني هاتفه على عجلٍ ليقول لي: "راوية تابعي، فأنت قلمٌ واعد وكتاباتك مميّزة"، وهل يسعني إلّا أن أشكرَكَ وأذكرَكَ في كلِّ مرّةٍ على موقفك الداعم، تلك المرّة، وكلّ مرّةٍ أصدرتُ فيها نصًّا، وشهادتُكَ بالنسبة لي مهمّة لأنّك واسعُ الاطّلاعِ، ونتاجُكَ المنشور يشهد لك بذلك، وأظنّك من أكثر النقّاد قراءةً وعطاءً وبذلًا، فمن يقرأ ما كتبتَهُ وهو كثيرٌ يعرف أنّه لا أحدَ يستطيع أن يعيّرَنا بأنّا قليلٌ كثيرُنا، لأنّ الكرامَ قليلُ؛ فحينَ قرأتُ كلّ نتاجِكَ استزدتُ معرفةً، ونهلتُ من بحرِ كتاباتك ودراساتك ونقدِكَ فوجدتُكَ تعطي الكتابَ حقَّهُ وتتناولُهُ بعينِ الناقد الباحثِ عن جديد كلِّ إصدارٍ؛ ففي المحور الأوّلِ، محورِ روايات أدب المرأة عرّفْتَنا به كجانرٍ أدبيّ، ثمّ أوردتَ نماذجَ لكاتباتٍ عديداتٍ عربيّاتٍ مختلفاتِ الجنسيّةِ لتشرّعَ للروايةِ النسويّةِ التي تعيش ككاتبتِها في المجتمع البطريركيّ، أنْ تشرحَ نسويّتَها وما ترضخُ له من انكساراتٍ وانثناءاتٍ وتنازلاتٍ وتمرّدٍ يعطي تلك الرواياتِ نكهتَها الخاصّة، وميزاتِها الخاصّة، ولغتَها الخاصّة، لأنّها كتاباتٌ وُلِدَت من رحمِ المأساة، ونالت هجومًا ذكوريًّا لم يعتد جرأتَها، كما حدث مع ليلى بعلبكي، وأحلام مستغانمي ورجاء الصانع وغيرِهِنّ ممّن أثرن حفيظةَ الرجلِ الذي يشبه أهلَ القريةِ التي كفرتْ بأنعُمِ الله، فأذاقها اللهُ طعمَ الأدبِ النسويّ، الذي نشرَ المرار على الملأ، إلّا مَن مثلُكَ، أستاذي نبيه، لم يزعزعِ المرارُ النسويّ رجولةَ نقدِهِ، بل حافظَ على رباطةِ جأشِهِ، ونظرَ للأمورِ بعينٍ متقبّلةٍ للجديد، تعرفُ كيفَ تَقرأ حركةَ الحداثةِ التي لا تسير على قضبان مرسومةٍ، ولا تسيرُ باتّجاه عقاربِ السّاعةِ. وهكذا كانت قراءتُكَ متأنّيةً لا توزّع الأحكامَ جزافًا، بل تبحث عن الجديد الحداثيّ شكلًا ومضمونًا لتوصلَه إلى المهتمّين، بشكلٍ عرْضيٍّ لا استعراضيّ، ساعدَكَ على إيجاد القاسم المشترك لكلّ بطلات الروايات النسويّة ألا وهو الكبوةُ بعد التمرّدِ بضمنيّة اعترافِكَ بالمثل المشهور "يا مؤمّن الرجال يا مؤّمّن المي بالغربال".
  أمّا المحور الثاني فهو أدب السيرةِ الذاتيّة في "ظلّ الغيمة" و "حيفا التي لن تكون كقرطبة"، وقد نبّهتنا إلى الفروقاتِ في تناول السيرةِ الذاتيّة من حقبٍ عمريّةٍ مختلفةٍ، ما بين الطفولةِ كحنّا أبو حنّا، وما قبل الولادةِ كفدوى طوقان، وفترة الشباب وما تلاها، ويطرح لنا الدراسات التي تناولت هذا الفنّ، عارضًا الآراء المختلفة، فلا نقرأ عن الكتاب موضوعِ البحث والدراسةِ فحسب، إنّما نتوسّع لنعرف النظريّات الأساسيّة التي تساعدنا على فهم وجهات النظر المختلفة في الجانر الأدبيّ الواحد.
  والمحور الثالث هو محور الروايات المترجَمةِ، وقد اتّخذ كويلو وماركيز نماذج لقراءاته المترجمةِ فأبهرَنا بحُسْنِ قراءتِه للسطور ولِما وراء السطور، ونبّهنا لجماليّات هذه النصوص ، ولم ينسَ أن يقرأ لنا نصًّا مترجَمًا من العبريّة لسامي ميخائيل ليسلّطَ الضوءَ على سلبيّة النظرة للعربيّ على امتداد الرواية، تاركًا لنا مجالًا للتفكير في كيفيّة إمكانيّة نقل الصورة الحقيقيّة عن الإنسان العربيّ للقارئ اليهوديّ، وهذه النصوص التي لا تتركك إلّا والأفكار تزاحمكَ هي نصوص أدّت مهمّتها كما يجب، لتتوالدَ منها أضواءٌ وأنوارُ.
 أمّا في محور الشّعر فقد اختار لنا حقًّا ثلاث دراساتٍ مميّزة، أولاها حوار الذات في قصائد محمود درويش، فانتحى بذلك منحى المضمون تاركًا جماليّات الشعر للكثيرين ممّن تناولوا شعر محمود، وهذه إضافةٌ، أشار لها د. نبيه، ليقولَ لكلّ كاتبٍ ولكلِّ ناقدٍ، إذا لم تكن لديك قيمة مضافة تقدّمها لنا فاتركنا وشأنّنا، لأنّنا قرّاءٌ يميّزون بين الغثّ والسمين، ولأنّ النقد الجادَّ كنقدِكَ، يجب أن يبحث عن ضالّتهِ. ثمّ اختيارك لإبراهيم نصر الله ومقارنتك بين لغة القصّ والقصيدة والرواية عنده، وتعريفك الأكاديميّ للقصيدة الومضة، والقصيدة المقطعيّة، إنّما يدلّ هذا على سعة اطّلاعِكَ واعتبارِكَ النقدَ مساقًا آخر من مساقاتك التعليميّة، يتعلّم فيه متابعوكَ عن بُعدٍ، لا المادّة الأدبيّة والنقديّة فحسب، إنّما علاقتك المحترمة بالنصّ الذي اخترتَ أن توصلَه لنا. ولتغلقَ دائرةَ التعاطي النقديّ، عدتَ إلى هيلدا إسماعيل التي تندف شِعرًا أنثويًّا نسْويًّا، لترينا كيف ترجمت المرأة مشاعرها اتّجاه الرجل في مجتمعنا الشرقيّ، بصرخاتٍ شعريّةٍ اعتبرتها الشاعرة أيقوناتٍ. وأبيتَ أن تتركنا دون أن تأخذنا في رحلةٍ مع أدب الأطفال المترجم، في القصّة الشهيرة "من حرّك جِبنتي؟"، أو من سرق الجبنة؟ وأنتَ لا تدري كيف سرقتَنا من واقِعنا اللاهث لتقولَ لنا: الأدبُ منفدٌ سحريٌّ للخلاص. الأدبُ فعلُ تحرّرٍ وتمرّد. الكتابةُ فعلُ انتصارٍ على الذاتِ المقهورةِ.
أنتَ أكّدْتَ لنا أنّ المميّز في الإبداع هو هذا النقد المنوَّعُ الذي يترك فرقًأ بين إنسانٍ قارئ وإنسانٍ غيرِ قارئ، فإذا تساءَل أحدٌ كيف تسنّى لنبيه أن يُنتج هذا الكمّ الهائل من النقد الأكاديميّ، أقول له إنّ نهج الحياةِ الذي انتهجْتَهُ لم يسمحَ لك بالركون والركود فبتَ تجوب العالم وتعيش حيواتٍ ماضية وحاضرة، ومن يقرأْكَ يجُبْ شطآن الأدبِ في يختِ المتعةِ. دمتَ بحرًا زاخرًا تُغرقنا بدراساتكَ وقراءاتكَ وتغني مجتمعَنا، وتذيقنا طعم الزعتر والنعنع والشبرق الربيعيّ.
مداخلة د. عصام عساقلة: د. نبيه القاسم، في الإبداع المميَّز: دراسات في الرّواية والشّعر: بداية، نهنّئ ونبارك أستاذنا وزميلنا النّاقد د. نبيه القاسم على إصدار هذا الكتاب النّقديّ القيّم، ونأمُل أن يكون حلقة في سلسة كتب قيّمة ومفيدة أصدرها، وما زال يُصدرها النّاقد في مجال اللّغة العربيّة وآدابها. الكتاب يحوي دراسة حول ملامح أدب المرأة، وستّ عشرة دراسة حول روايات، سير ذاتيّة، ودواوين شعريّة مختلفة: منها عربيّة ومنها أجنبيّة مترجمة.
قراءة الكتاب بتعمّق وتأنٍّ تكشف عن وجود سمات وخصائص للكتاب والنّاقد، وسوف أشير في هذه المداخلة لثلاث سمات منها، متطرّقًا لطريقة النّاقد في معالجة النّصوص:
1. كثرة الأمثلة لدعم رأي النّاقد: عندما يطرح النّاقد فكرة أو رأيًا أو يتوصّل إلى خلاصة ما يدعم ذلك بعدّة أمثلة. على سبيل المثال، خلال دراسته حول ملامح أدب المرأة يشير النّاقد إلى أنّ "حرّيّة المرأة" هي من المواضيع الّتي تطرّقت لها المرأة العربيّة في كتاباتها.
لدعم رأيه يأتينا بالأمثلة التّالية:
-* تقول بطلة رواية "فوضى الحواس" لأحلام مستغانمي: أريد أن أستفيد من كلّ لحظة حرّيّة،
-* لينا فيّاض بطلة رواية "أنا أحيا" لليلى بعلبكيّ تخرج من بيتها مصرّة على امتلاك حرّيّتها،
-* وبطلة رواية "بيروت 75" لغادة السّمّان، تركت بلدتها في سوريا في طريقها إلى بيروت لتمارس حرّيّتها.
-* ومثلها كانت زهرة بطلة رواية حنان الشّيخ، عرفت كيف تعيش حياتها الخاصّة بعيدًا عن عيون الأهل.
-* والجسد كان وسيلة نازك بطلة رواية "امرأة من طابقين" لهيفاء بيطار، جسدها الّذي تمرّد على كلّ مفاهيم الأهل والنّاس والدّين.
-* ولم تختلف بطلات رواية "بنات الرياض" لرجاء الصّانع في انشغالهنّ بأجسادهنّ.
-* وتتحدّث بطلة رواية "صمت الفراشات" عن جسدها.
-* وكانت بطلة رواية "مرايا الروح" لبهيجة حسين جريئة في كشف مخابئ جسدها.
-* وتعلن بطلة رواية "برهان العسل" لسلوى النعيمي بكلّ جرأة: أنا أستحضر الأجساد.
-* نلاحظ كيف أكثر النّاقد من الأمثلة مع استعمال واو العطف بهدف ربط كلّ الأمثلة معًا خدمة لرأي النّاقد.
-* إيجابيّة الأمثلة: توضّح الصّورة، تدعم الفكرة ورأي النّاقد، وتكشف عن اطّلاع النّاقد على عدّة أعمال.
-* كنت أقترح أن يتطرّق النّاقد لدوافع وأسباب وظروف كلّ بطلة في الرّوايات المعالجة، نظرًا للاختلاف بينها. كلّ بطلة كانت تفتّش عن حرّيّتها انطلاقًا من دوافع وأسباب مختلفة، مع أنّ جميعهنّ يتّفقن في دافع واحد، ألا وهو محاربة المجتمع الشّرقيّ الذّكوريّ.
ب. ثانيًا، من نفس الدّراسة، ملمح آخر يشير إليه النّاقد هو: موقف المرأة النّاقد للرّجل: يقول النّاقد: تتّفق معظم الشّخصيّات الرّئيسيّة في موقفها النّاقد للرّجل.
لدعم رأيه يأتينا بالأمثلة التّالية:
-* نشوة بطلة رواية رجاء بكريّة تتساءل: لم أفهم تمامًا لماذا يستهوي الرّجال الجري خلف الأحذية؟
-* أمّا نازك بطلة هيفاء بيطار فتقول: معظم الرّجال هاجسهم الأوّل حالما يتعرّفون بامرأة متحرّرة، هو مضاجعتها.
-* وتفضح بطلة رواية "فوضى الحواس" لأحلام مستغانمي الرجلَ المعتدّ برجولته.
كثرة الأمثلة والشّواهد تدعم وتؤيّد رأي النّاقد.
2. عرض/ مسح مختصر وموجز للأعمال المعالَجة (إضاءات حول الرّواية):
سمة ثانية للنّاقد، خلال معالجته الأعمال الأدبيّة، هو تقديم مختصر للعمل الأدبيّ قبل البدء بالتّحليل والنّقد. النّاقد يعرض أمام القارئ، باختصار، أهمّ أحداث العمل، أفكاره المركزيّة، الشّخصيّات والرّاوي. 
- مثال أ، رواية "بنات الرّياض" لرجاء الصّانع: يقوم النّاقد بعرض أحداث الرّواية مع التّطرّق لموضوعها الرّئيس ألا وهو القيود الّتي تكبّل الفتاة السّعوديّة وتمنعها من ممارسة حياتها الطّبيعيّة بحرّيّة. كما وتطرّق النّاقد إلى لغة الرّواية وأسلوب كتابتها.
- ما قام به النّاقد هو تعريفنا بالرّواية مع بعض الإضاءات على أحداثها بدون أن يبدي رأيه فيها بشكل موجز إلّا في ثلاثة مواضع: لغة الرّواية، علاقة السّنة بالشّيعة، والتّركيز على القضايا العاطفيّة.
- حسب رأيي كان من المفضّل لو تعمّق النّاقد في تحليله ومعالجته للرّواية، وكان أفضل لو دعم النّاقد آراءه بالرّواية بآراء نقّاد ودارسين آخرين، أو اعتمد على مذاهب ومدارس نقديّة أخرى.
- مثال ب، السيرة الذّاتيّة "حكايتي شرح يطول" لحنان الشّيخ: يقوم النّاقد بعرض أحداث السّيرة الذّاتيّة لكاملة والدة حنان، وهي، عمليًّا، تأريخ للأحداث الّتي عاشها لبنان منذ سنوات العشرينيّات حتّى السّبعينيّات من القرن العشرين.
- يعرض النّاقد أمامنا قصّة كاملة كما روتها لحنان: كاملة تثور في وجه القهر والخضوع والإذلال، تحب رجلًا غير زوجها، تطلب الطلاق، وتحتمل الضرب والإهانة والتّنكيل لتتزوّج بحبيبها، كاملة لا تطيق أعمال المنزل، تعشق السينما والأكل والثّرثرة والزّينة واللّهو والضّحك والتّدخين.
- أعتقد أنّ النّاقد كان موفّقًا في معالجة هذه السّيرة نظرًا لتحليله العميق للسّيرة عن طريق معالجتها من عدّة زوايا، إضافة إلى اعتماده على آراء نقّاد كبار، منهم: جيرار جينيت، فيليب لوجون، جورج ماي ويمنى العيد.
- النّاقد، أيضًا، أظهر نجاح الكاتبة في كتابة سيرة ذاتيّة تحقّق شرطين: وهما: الأوّل: التّطابق بين المؤلّف والسّارد والشّخصيّة، والثّاني: توفّر الأزمنة الأربعة.
- نظرًا لأهمّيّة السّيرة ومكانتها، كنت أفضّل لو توسّع النّاقد أكثر في التّحليل والمعالجة.
3. التّحلّي بسمات وخصائص الباحث العلميّ الجيّد:
نجد النّاقد في دراسات أخرى الشّخصَ الّذي توافرت فيه كلّ مقوّمات وكفاءات النّاقد العلميّ الجيّد، ذي الخبرة والدّراية الكافية، والثّقافة العالية.
مثال أ. دراسته حول رواية هيفاء بيطار "أفراح صغيرة أفراح أخيرة" ودراسته حول السّيرة الذّاتيّة "ظلّ الغيمة" لحنّا أبو حنّا
في هذه الدّراسات نجد النّاقد يتحلّى بالكفاءات التّالية:
أ. التّجرّد من الآراء الّتي لم يقم عليها دليل: يعطي الباحث رأيه في الرّواية ويعطينا دلائل واضحة قاطعة من الرّواية.
مثلًا: خلال دراسته حول رواية هيفاء بيطار "أفراح صغيرة أفراح أخيرة" يرى الناقد أنّ الأدب النّسويّ يعالج عدّة قضايا، منها: ثورة المرأة على عادات وتقاليد المجتمع.
يعطينا النّاقد عدّة دلائل قاطعة من مواضع مختلفة داخل الرّواية، منها:
- وثارت هيام على عادات الناس وتقاليدهم، ص 136.
- وسخرت هيام من كلّ المفاهيم الّتي اتّفق عليها النّاس، ص 188.
- وتشعر بالاختناق والموت وهي تشكو ثقل التّقاليد عليها، ص 189.

ب. الموضوعية: يتّسم الناقد في بحثه بالموضوعيّة ونراه متجردًا من آرائه الخاصة وليس متحيّزًا لآراء سابقة. كان هدف النّاقد من البحث هو التّوصّل إلى الحقيقة كما هي، مؤكّدة بالأدلة والشواهد، بعيدة عن المؤثّرات الشّخصيّة والخارجيّة.
مثلًا، دراسته حول رواية هيفاء بيطار "أفراح صغيرة أفراح أخيرة" يبدي النّاقد رأيه في صورة الطّالب الشّرقّي الّذي سافر لأوروبا طلبًا للعلم كما صوّرته روايات الرّوّاد: يَحيى حقي، توفيق الحكيم، سهيل إدريس والطّيب صالح. النّاقد هنا يسوق رأيه بشكل موضوعيّ بعد دراسة ومعالجة هذا الرّوايات، ويصل لخلاصة مفادها: أوّل ما يَبْهَر الطّالب في أوروبّا هو المرأة المتحرّرة، وسرعان ما يقع في حبّ أوّل فتاة تبتسم له.
ت. التّأنّي والابتعاد عن التّسرّع: لا يتسرع النّاقد في إصدار أحكامه. يعمل ويبحث في تأنٍّ وبطء وبُعد نظر، ومن ثمّ يصدر أحكامه.
مثلًا، بعد تحليل ومعالجة رواية هيفاء بيطار "أفراح صغيرة أفراح أخيرة" يصل النّاقد بالتّدرّج وبتأنٍّ وإعمال الفكر إلى عدّة نتائج، منها: يُؤخذ على الكاتبة تكرار المشاهد، وصف المشهد يتكرّر ويعود على نفسه، ولا يفاجئنا بأيّ حدث جديد، حتّى الكلام يكون نفسَه في بعضٍ منه، والمواضيع الذّاتيّة نفسها، فلا خيال، ولا تجديد، ولا إبهار.
ث. الأمانة والدّقة: يلاحظ النّاقد الظواهر ويصفها بدقّة، يلاحظ ويقيس ويسجّل نتائجه بشكل واضح.
مثلًا: خلال حديثه عن دقّة المصطلح "السّيرة الذّاتية"، يحاول النّاقد الإحاطة بالمصطلح من كلّ جوانبه مبديًا رأيه الموضوعيّ ومعتمدًا على آراء باحثين كبار في هذا المجال أمثال جورج ماي، عبد الله إبراهيم وفيليب لوجون.
ج. التّنظيم: لدى النّاقد القدرة على تنظيم المعلومات التي يريد نقلها إلى القارئ، تنظيمًا منطقيًّا له معناه ومدلولُه، مرتِّبًا أفكارَه ونتائجَه في أسلوب علميّ رصين.
مثلًا، دراسته حول السّيرة الذّاتيّة "ظلّ الغيمة" لحنّا أبو حنّا نجد النّاقد يرتّب دراسته كالتّالي:
-* مدخل أوّليّ. -* تعريف المصطلح معتمدًا على آراء نقّاد ودارسين. -*تأثّر كاتب السّيرة بجبرا إبراهيم جبرا ونجيب نصّار. -*جماليّات المبنى والأسلوب واللّغة في "ظلّ الغيمة". -*مستويات السّرد. -*خلاصة.
ح. الشمولية: ينظر النّاقد إلى موضوعه نظرة شموليّة محيطًا بكلّ جوانبه.
خلاصة القول: لا يمكن وضع النّاقد د. نبيه القاسم ضمن مذهب أو تيّار نقديّ واضح، فهو يأخذ من المذاهب والمدارس الأدبيّة الكبرى، مثل المذهب الشّكلانيّ، البنيويّ، مدرسة النّقد الجديد، السّيميوطيقا، الوجوديّة، المذهب الواقعيّ، السُّرياليّ، الحداثة وغيرها، ومن ثمّ ينتهج نهجًا خاصًّا به. هذا المنهج يعتمد على معالجة النّصّ الأدبيّ كما هو، محاولًا بذلك استخلاص أفكاره ورسالة كاتبه. د. نبيه القاسم يحكم على النّصّ بموضوعيّة، يقدّر النّصّ تقديرًا صحيحًا، ويبيّن قيمته ودرجته الأدبيّة.
أخيرًا، نشكركم جميعًا جزيل الشّكر على حسن الإصغاء، ونشكر النّاقد د. نبيه القاسم على جهوده في إخراج هذا العمل للنّور خدمةً لمحبّي اللّغة العربيّة ودارسيها، ونتمنى له المزيدَ من الأعمال في قادم الأيّام.
مداخلة د. نبيه القاسم: الحضور الكرام مع حفظ الألقاب لكلّ عزيزة وعزيز بينكم، فرحتُ جدا بلقائكم في هذه الأمسية الثقافيّة، وأشكركم على تلبيتكم للدعوة وتخَطّي مَشاقِ المسافات ومخاطر الطرقات. وشكري الكبيرُ للقائمين على هذا الصّرح الثقافي الذي يُداومُ أسبوعيّا على رَفْد حركتنا الثقافية بكلّ جديد وبكلّ مبدع، ويحوّل كلّ أمسية إلى عرس ثقافيّ يحرّكُ الذهنَ ويدغدغُ المعرفة ويشدّ الهمّة لمزيدٍ من البحث والإبداع والتّلاقح الثقافي والمعرفي والإنسانيّ.
أنْ نلتقي الليلةَ لنحتفلَ بصدور كتاب يعني أننا نحتفلُ بأجمل ما وهبه الله للإنسان وهو الكلمة، الكلمة التي بها نقدّسُ الربّ ونحتفل بالحياة، ونستخرجُ كلّ مكنوناتِ الإنسان الرّائعة من أفكار ومشاعر ورغبات وآمال. وأنْ نلتقيَ بهؤلاء الأعزّاء الذين سبقوني وأشكرهم على كلماتِهم: الأخ شوقي أبو لطيف رئيس مجلس محلي الرامة، والصديقين محمد علي طه وفتحي فوراني اللذَين تشهد العقودُ الخمسة التي مرّت على مَتانة الصداقةِ والأُلفة والمحبة التي تجمعُنا معًا، وكذلك تشهدُ طرقُ العملِ الثقافيّ والسياسيّ والفكريّ التي خُضناها معا. والصديقة المبدعة الدكتورة راوية بربارة التي استطاعت خلال سنوات قليلة أن تُثبّت وجودها على ساحات الإبداع، وتستفيد من كلّ جديد وكل ملاحظة، وتعمل على تطوير أدواتها وفكرها وأسلوبها، وتصبح قامة مهمّة بين قامات ثقافتنا وأدبنا. والدكتور الصديق عصام عساقلة الذي يقف لأول مرّة ليتحدّث أمام جمهور مميّز، كما أشكر صديقي وعزيزي عضو الكنيست الدكتور باسل غطاس الذي قَدِم خصّيصا من تل أبيب، وأعادني بكلماته الحميميّة لتلك الأيّام النضاليّة البعيدة في سنوات السبعين من القرن الماضي، عندما كان باسل الطالب المجتهد الواعي الثائر، وأنا الأستاذ الجديد الذي يرى في التعليم رسالة لبناء جيل وطنيّ واع وشجاع. كما وأشكر كلّا من الأخ المحامي فؤاد نقارة على الجهد الكبير الذي بذل لنجاح هذه الأمسية، والعزيز الأستاذ يوسف خوري رئيس النادي المليّ الأرثوذكسيّ على كلمته الدافئة الراعية، ولحضوره المميّر وتقديمه الدّرع الذي أعتزّ به. كما وأشكر الصديق الرائع المحامي كميل مويس الذي سهر وتعب واجتهد لإنجاح هذا الحفل، وعلى كلمته الشاملة التي سكب فيها من عطر معرفته ووعيه وشموليّة نظرته الوطنيّة الرائعة.
أيّها الحضورُ الكرامُ، فرَضَ الواقعُ علينا في هذه البلاد أنْ نكونَ كلّنا في جبهةٍ واحدة، لمُواجهةِ كلّ الممارساتِ التي طبّقت ضدّ شعبنا منذ عام النكبة. وكان حمَلة القلم مِن كتّاب وشعراء وفنّانين الكتيبة المتقدّمة في التصدّي لهذه الممارسات والقوانين الجائرة، وقد كُتبَ على الناقد كما على باقي المبدعين، أن لا يَقبلَ بالبُرج العاجيّ والاكتفاء بتطبيق حرفي لمنهجيّة النظريّات النقديّة المختلفة، وإنما رأى في العمليّة النقديّة جبهة نضال أخرى، تعمل على إيقاظ وعي الناس وتنبيههم، ورعاية الإبداعات المختلفة التي تصدر ويقرؤُها الناس. وأقول عن نفسي إنّني رفضت التقيّد بنظريّةٍ نقديّة محدّدةٍ، حيث وجدت في كلّ نظريّة ما يُستفادُ منه وما يُطبّق على النّصّ، ولهذا اخترت منهجًا  شموليّا يأخذ من كلّ منهج ما يراه، لكنّني بقيت مُخلصًا ومفضّلا لمنهج الواقعيّة الاشتراكيّة، وأميلُ للوجوديّة ومنهج التحليل النفسيّ. وحتى لا أنساق في الكلام أقول موضّحًا طريقي النقديّ: تنوّعت المناهجُ النقديّةُ وتبدّلت واختلف أصحابُها، وفاجأ البعضُ بما طرحَهُ مِن فِكر ونظريّات أثارت دهشةَ الغير، وجذبَت الكثيرين من ذوي الإبداع والفكر لاتّباعها كالنّظرية البنيويّة والنّظريّة التّفكيكيّة وغيرهما. وبالغ البعضُ من أصحاب هذه النّظريّات بدَعوتهم إلى الاستغناء عن المؤلّف صاحب النّص، وقالوا إنّ النصّ وحدَه الذي يجبُ أنْ يُشغلَ النّاقدَ ويصُبَّ اهتمامَه في دراسته. وهذه الدّعوةُ استدعتْ فيما بعد الدّعوةَ للاستغناء عن النّاقد لأنّ وسائلَ الاتّصال أغنَتْ عنه بتَمْكينها وصولِ  النصّ لكلّ قارئ وجعلِه ناقدا ومُقَيّما لهذا النصّ. ونشهدُ أخيرا تَراجعا في انتشار وتأثير هذه النظريّات، والعودةَ إلى نظريّات أكثرَ إنسانيّةٍ واجتماعيّة ونَفعيّة مثل "الواقعية الاشتراكية الجديدة" و "الوجوديّة" ساهمت في دفع الوَعْي الفَرديّ والجماعيّ عند الإنسان، وجعلته يقومُ لينهضَ بمجتمعه وشعبه، ويدفعَ به نحو التّقدّم والتطوّرِ وتَرْكِ الاتكاليّة واللامبالاة،  ممّا دفع بالشعوبِ في القرن الماضي، خاصّة في الغرب، إلى حمْل لواء التطوّر والتقدّم والوصول بالعلم إلى مراحلَ لا نهاية لها كما أظن.
والنّقدُ، كما أعتقدُ، خاصّة في وضعنا كشعب له قضاياه التي لم تجد الحلولَ لها خاصّة السياسيّة والاجتماعيّة، حتى يكونَ ذا قيمة، يجبُ أنْ يكونَ الإنسانُ مركزَه وهدفَه، لأنّ دورَ النّقد في حالتنا لا يقتصرُ على تَقييم وتناول جماليّاتِ النصّ الفنيّة ومَزاياها وتجديداته وتفرّده ، وإنما النّقد له دورُ التّوعية والتّثقيفِ والتّثوير وتنبيه النّاس إلى ما يجري وما يجبُ أنْ يقوموا به ليُغيّروا واقعَهم، ويبنوا حياةً أكثر جمالا وأمْنا وراحة. والنّصُّ الذي لا يكونُ الإنسانُ جوهرَه لا قيمة له. ولهذا لا فاصلَ بين المؤلف والنصّ، ولا استقلالَ للنصّ عن صاحبه،  والنظريّات الجامدة اللاإنسانيّة التي تُبعدُ الإنسانَ، بكلّ ما فيه من فكر ومَشاعرَ ودوافع ورغَبات وآمال، عن كامل النصّ الأدبي بادّعائها أنّ لا علاقة  للنّص الأدبي بصاحبه، حتى ذهب البعضُ إلى المناداة بموت المؤلف،  وبعد ذلك القول إنّ لا حاجة للنّاقد بسبب انتشار وسائل الاتصال العصريّة حيث أصبح كلُّ قارئ للنصّ ناقدا له ومُقَيّما. هذه النظريّات مرفوضةٌ لأنّها تهدفُ إلى مَحْو الإنسان الخالق بكلّ ما يتميّزُ به من مشاعرَ وعواطفَ وأحاسيسَ وأفكار وآمال وأحلام.
وأرى أنّه كما لا وجودَ  لكلام بغير إنسان ينطقُ به أو يكتبه أو يرسمه إلخ، هكذا لا وجودَ لنصّ بدون إنسان كان مُبدعا له. وطالما أنّ الإنسانَ المبدعَ هو  سببُ وجود النصّ المخلوق وعلّته، فلا بدّ للمخلوق أنْ يكونَ الثّمرةَ التي تحملُ خواصَّ خالقِها ومميّزاته. وإذا عزلنا النصَّ عن صاحبه، وتَغنّينا مُباهين بموت االمؤلف الخالق، وانصبّ اهتمامُنا في النصّ المخلوقِ المفصولِ عن مُبدعه خالقِه، نكون كمَن يريدُ بعثَ الحياةِ في الموات، وتزيينَ الدّميةِ بأجملَ ما يمكننا لنُخفي عجْزَنا عن تحريك أحاسيسِها الميّتةِ وإطلاقِ إشعاعاتها المنطفئة، بإقناع أنفسِنا أنّنا نكتفي بها دميةً جميلةً رغم أنّه لا رجاءَ لنا فيها لتجميلِ حياتنا وبعثِ آمالنا وتحليقِ خيالنا لمستقبل نحلمُ به. وعليه فلا قيمة لنصّ، مهما تميّز وتفرّد وتألّق إذا افتقد للأفكار والمشاعر والطموحات التي حملها صاحبُه ساعة أبدعَه وقدّمَه وأصبح مُلكا لنا. وحتى لا يطول الكلام الذي لا نهاية له أقول شكرا لكم جميعا على حضوركم المميّز. وشكرا للقائمين على هذا الصرح الثقافيّ الرائع.