ملصقان للجيش اللبناني في عيده من جمعية محترف راشيا بعنوان الغضب الأجمل‏


    لمناسبة عيد الجيش اللبناني في الاول من آب أطلقت "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا حملة إعلامية تساند الجيش اللبناني عربون محبة من خلال مُلصقين تم تصميمهما من قبل مهندس الإعلانات الفنان رواد دلال تحت عنوان " الغَضَب الأجمل" .. جرى ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيس الجمعية وأمين عام "تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" شوقي دلال في مقر الجمعية راشيا الوادي.

    بداية مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجيش اللبناني والى كلمة رئيس الجمعية شوقي دلال الذي وجه تحيات القلب لجيشنا اللبناني وقائده العماد جان قهوجي وقيادته وضباطه وجنوده المدافعين عن كرامتنا جميعاً وما هذه الحملة المساندة لجيشنا اليوم من قبل "جمعية محترف راشيا" الا شيء بسيط نقوم به تجاه من وضع حياته في خدمتنا ليبقى الوطن وتبقى راية لبنان خفّاقة عالية"....
    مهندس الإعلانات رواد دلال من جهته شرح عنوان الحملة "الغضب الأجمل" والمتضمنة أهمية إيصال رسالة للعالم أن جيشنا اللبناني مختلف لأنه بالرغم من بسالته وقوته ورجولته وعنفوانه هو يمثل الجمال في الروح والمعنى والممارسة فترى جيشنا مع الأطفال في مناسباتهم ومع المثقفين في ندواتهم ومع الفنانيين في معارضهم ومع البيئيين في حملات تشجيرهم ومع الشباب في مخيماتهم ونشاطاتهم ومع المطربين في حفلاتهم ومع المُرشدين الإنسانيين في حملات توعيتهم للمواطن لهذا إستحق جيشنا أن يكون له صفة "الغضب الأجمل" وتوجه المهندس دلال بالمعايدة القلبية للجيش اللبناني وقائده متمنياً أن تكون هذه الحملة راسمة البسمة على وجوه ابناء شهداء الجيش والجيش واللبنانيين"....
    .
    في الصور الملصقين الذين تم تصميمهم للمناسبة.

الناصرة تكرّمُ الأديبَ إدمون شحادة


كتبت آمال عوّاد رضوان ـ
ضمن سلسلة تكريم المبدعين التي تقوم بها بلدية الناصرة في مركز محمود درويش النصراويّ، تمّ تكريم الأديب إدمون شحادة بتاريخ 23-7-2016، وسط حضور من أقرباء وأصدقاء وأدباء ورجال دين وسياسيين ونوّاب وعدد من اعضاء البلدية وأعضاء كنيست، وشخصيات اعتباريّة وثقافيّة ودينيّة واجتماعيّة وسياسيّة، وقد تولّى إدارة الأمسية بلباقة الإعلاميّ المتميّز فهمي فرح، وتحدّث كلّ من: علي سلام رئيس بلدية الناصرة بكلمة ترحيبيّة وتكريميّة، ود. محمد خليل حول تحدّثَ عن مشوار إدمون شحادة المهنيّ المُشرّف لمجتمعه منذ ولادته عام 1933 في حيفا، وعن منجزه الأدبيّ وإصداراته المختلفة (صهيل المطر، على ورق ناضج مختمر، مدارات الغسق، الطريق الى بيروت، المضروب ومواسم للغناء وجراح للذاكرة)، ود. إيمان أطرش حفيدة المحتفى به شكرت الحضور والمنظمين والمتحدثين بكلمة راقية، وكانت مشاركة فنيّة بعزف المربية نبيلة أبو شقارة ومرافقة الفنانة هويدة نمر زعاترة، وتمّ عرض فيديو مُسجّل قصير لمسرحيّة من تأليف إدمون شحادة وإخراج الممثل لطف نويصر، وتحدثت الكاتبة نائلة لبّس عن بعض ذكريات مع السيد شحادة، في نهاية الحفل تمّ تقديم درع التكريم للمحتفى به إدمون شحادة، بعد ما ألقى قصيدة نشيد للناصرة، ثمّ تمّ والتقاط الصور التذكارية!
مداخلة د. محمد خليل: حضرة السيد علي سلام رئيس بلدية الناصرة المحترم، حضرة المحتفى به السيد إدمون شحادة المحترم، الحضور مع حفظ الألقاب والأسماء والمناصب، تحيةً ممهورةً بالمودة والاحترام. أنوِّه بدايةً، إلى أنه من الصعوبةِ بمكان أن أُحيطَ، في هذه العجالة، بأديبنا من كافةِ جوانبِه الإبداعيّة، ولا أحسبني بحاجة إلى تعداد نتاجه الأدبيّ الذي يسبقُ اسمَه باستمرار، إنما سوف أقصرُ الكلامَ عن جهوده في مجال الكتابة المسرحيّة تحديدًا، ثمّ أبادرُ إلى القول: تأتي هذه الاحتفاليّة التكريميّة تقديرًا واحترامًا لمسيرةٍ حافلةٍ بالعطاء الإبداعيّ المتميّز، ومشفوعةٍ بلمسةِ وفاءٍ ومحبةٍ يستحقها المحتفى به عن جدارة! ونحن حين نكرِّم أديبَنا الفاضل وسائرَ مبدعينا الحقيقيين، إنما نكرِّم أنفسَنا وأدبَنا وثقافَتَنا أيضًا، مع ما في ذلك من رفدٍ وإثراءٍ يصبُّ في نهر حركتنا الأدبيّة والثقافيّة المُتنامي، والذي يُشكِّل رافعةً قويةً لوجودنا في بلادنا! في السياق ذاته، قد يكونُ من المفيد أن نشيرَ إلى أننا نشهدُ، لاسيما في الآونة الأخيرة، حَراكًا أدبيًّا وثقافيًّا ملحوظًا، لكن ليس كلُّ ما يُنشرُ يرقى إلى المستوى الإبداعيّ والفنّيّ الحقيقيّيْنِ! فنُّ الكتابة وكلُّ فنٍّ آخر، يُفترض أن يكون إبداعيًّا، وإلّا ما حاجة المتلقي إليه؟! إنّنا نُعاني من شحّ في الإبداع، لاسيّما في مجال الحداثة، الأمرُ الذي يدعونا إلى مضاعفةِ الجهد أكثرَ فأكثر، وذلك بالمزيد من القراءة والثقافة والتجربة والوعي، لتُصبحَ تلكَ المخزونَ الذي نمتحُ منه إبداعاتِنا.. وبعد
فقد كان لي شرفُ معرفةِ الأستاذ إدمون عن كثب من خلال إبداعاتهِ المتعدّدة، لاسيّما كتاباتِه الجادَّةِ في ما يخصُّ الحركةَ المسرحيّة المَحليّة، ثمّ توطّدت العلاقة بيننا أكثرَ فأكثر أثناءَ وبعدَ سفرِنا معًا، للمشاركة في مؤتمر الأدب الفلسطينيّ في المثلث والجليل، الذي عقدته ونظّمته جامعةُ بيتَ لحم في العام 2006. آنذاك رافقتُه وجالستُه وعرفتُه فوجدتُه، والحقُّ يقال، إنسانًا قبلَ أن يكون مبدعًا، يجسِّد في شخصه الكريمِ قيمَ الإنسانيّةِ النبيلة بأسمى معانِيها من محبّةٍ وخيرٍ واحترام وسلام ، طبعًا جنبًا إلى جنب ما يتمتعُ به من ثقافةٍ ومعرفةٍ وحيويّةِ روح. منذ نعومة أظفاره كان يهوى القراءةَ والمطالعة، فحرص كلَّ الحرص على تثقيف نفسِه بنفسِه، وبجهودِه الخاصَّة وإمكاناته المحدودة ، افتتح عام 1970 المكتبة الحديثة، جاعلاً منها مُلتقىً لمجموعةٍ من الأدباء والمثقفين، لتُصبحَ في ما بعد أشبهَ ما تكون بالصالون الأدبيّ والثقافيّ، الأمرُ الذي انعكس إيجابًا على تطويرِ مهاراتِه الإبداعيّةِ في مجالَيِّ التأليف والنشر، إلى أن أصبح أديبًا عصاميًّا بكلّ ما للكلمة من معنى! كذلك هو حضورُهُ الإبداعيُّ الفاعل في حركتنا الأدبيّة المَحليّة ، إذ كان وما زال ممن يُشار إليه بالبنان، فالكتابةُ حضورٌ وشهادةٌ بالفعل! ففي الشعر أصدر عشرةَ دواوين وله  ثلاثُ روايات، وتسع مسرحيّات كتبها بلغة شاعريّة مُوحِية وغنيّة، يُلامس معظمُها قضايا إنسانيّة: اجتماعيّة وعاطفيّة ووطنيّة، يوميّة وأخرى حياتيّة تهمّنا جميعًا كأفراد وشعب ومجتمع، وذلك من خلال فهمِهِ للتناقض القائم بين العالم الواقعيّ والعالم الافتراضيّ، أو بين ما هو موجودٌ وما هو منشود!
في السياق ذاته أُشير إلى أنّه كتب أيضًا المقالات في المسرح المَحلّيّ وغيرِ المَحلِّي، أمّا الكتابةُ المسرحيّة وهي هاجسُهُ الذي لم يكن يفارقُهُ، فقد ظلَّت قابعةً في الظلّ إلى أن كانت نقطةُ التحوُّلِ بُعيْدَ هزيمة حزيران عام 1967، حين أُعيد الالتقاء مع الأشقاءِ من المناطق المحتلة، حيثُ نهض أديبُنا ومعه آخرون بالواجب على أكمل وجه، وعمل على إخراجِ هذا اللونِ الأدبيِّ من العتمة إلى دائرة الضَّوْء وذلك لغير سبب، أذكر منها: أنّه كان يتمتّع ببُعدِ نظر ثاقب وحِسٍّ ثقافيٍّ متقدِّم ، كذلك انطلاقًا من وعيه المبكِّر لأهميةِ المسرح في نهضةِ مجتمعِنا، وفي الحفاظ على هُويّتنا الثقافيّة والوطنيّة في بلادنا، بما يُنعشُ الذاكرةَ الجمعيّة ويعزِّزُها، لاسيّما في وعي أجيالنا الشابَّة والناشئة، هذا من جهة، ويُسهمُ في تعميقِ الانتماء الوطنيّ والوجوديّ في مواجهة سياسة الإلغاء والطمس التي عبَّرت عنها غولدا مئير من خلال مقولتها المشهورة: بأنَّ الكبارَ يموتون، والصغارَ ينسوْن من جهة أخرى! فالكتابةُ أيضًا فعلٌ تحرّريٌّ وجوديٌّ بكلِّ المقاييس! وإدراكًا منه لمقولةِ أفلاطونَ الشهيرة "أعطني مسرحًا وخبزًا أُعطيك شعبًا مثقفًا"!
 وفي رواية أخرى، راح الأستاذ إدمون يحُثُّ الخطى وبجهود فرديّة، لأجل النهوض أو التأسيسِ لهذا اللونِ الأدبيِّ وهو ((أبو الفنون)) كما يقولون، والعملِ على ترسيخه وتذويته في ذاكرتنا على المستويَيْن: الفرديّ والجَمعيّ، لِما له من أهميَّةٍ وتأثيرٍ كبيرَيْن في تثقيف الناس، وفي تشكيل وعيهم وترفيههِم على حدٍّ سواء، فالأديب وكلُّ فنان آخر هو ابن بيئته وابن مجتمعه الذي أنجبه! كذلك يكتسب المسرح أهمّيّته الخاصّة لارتباطه بالإبداع، وقد لا نُجانبُ الصوابَ إذا قلنا: ليس ثمّةَ ما يُمتِّع الكثيرَ من الناس مثلُ المسرح، فهو  بمنظور ما، المرآةُ الصادقة للمجتمعات والشعوب! فالمسرح هو الحياةُ، والحياة هي المسرح، ونحن الممثلون في كلا الحالَيْن!
في كتابه الموسوم "مقالاتٌ في المسرح المَحلّيذ" رام الله 2011، والذي ضمَّنه خُلاصاتٍ مركَّزة لأفكاره الخاصَّة، يُواكبُ الأستاذ إدمون تاريخَ الحركةِ المسرحيّة في بلادنا منذ بداياتِها، كما يقدِّم نماذجَ من العوائقِ التي وقفت في طريقِها، ومن أهمّها عدمُ وجودِ حرّيَّةِ إبداعٍ وحرّيّة تعبير، ذلك بأنَّ المسرحَ وكلَّ فنٍّ آخرَ لا يمكنُ أن ينموَ أو يتطورَ إلّا في أجواء من الحرّيّة والديمقراطيّة، كشرطٍ لا محيدَ عنه من شروط الإبداع والتحوُّلِ والتطوّر في كلِّ مجتمع، ناهيك بافتقاره إلى الموارد المادّيَّة والفنّيَّة، وغيابِ الدعمِ الرسميِّ.
يقول المرحوم توفيق زياد: "إنَّ الأقلّيّة العربيّة لا تملك مسرحًا.. ومسرحنا العربيّ هو يتيم، بلا أب وبلا أم"! كذلك ينقصنا التثقيف أو التربية للمسرح، مع الإشارة إلى أنّه حين كان الأستاذ إدمون يكتب ما يكتب، ففي ظروف صعبة وواقعٍ أصعب، في بيئة لا تقيم اعتبارًا أو وزنًا لأهمّيّة المسرح في المجتمع، كذلك، في أجواءٍ حضرَ وتقدَّم فيها السياسيّ والدينيّ، فيما غاب وتأخَّر الثقافيّ والتنوُّر، عِلمًا أنَّ الثقافةَ بكافّة تجلّياتها هي مهدُ الهُويَّةِ والوجود! وكان جمَعَ تلك المقالات التي تُعدُّ منَ البواكيرِ الأولى في بابها، إيمانًا منه بأهمّيّة المسرح في تثقيف المجتمع وتغييره، كتبها بأسلوب سهلٍ ليكونَ قريبًا من الأفهام، وهي إلى ذلك، ذاتُ طابعٍ تسجيليّ وتوثيقيّ، وقد نشرها في كتاب خاصّ ليضعه بين يدي القارئ والباحث، وكلِّ مُهتمٍّ بمسيرة الحركة المسرحيّة المَحلّيّة، وصولًا إلى مجتمع متطوّر ثقافيًّا واجتماعيًّا ووطنيًّا، ومن هنا تكمنُ القيمةُ الأدبيّة والأهمّيّةُ التاريخيّة لتلك المقالات!
مهما يكن وبالإجمال، فقد ظلّت الكتابة المسرحيّة المَحلّيّة قابعةً في الظلّ، وذلك لأسباب متعدّدة حيث جاء ترتيبُها بالمرتبة الرابعة بعدَ الشعر والقصّة والرواية، وكلُّ محاولات النهوض بالمسرح المَحلّيّ ظلّت تشقُّ طريقها بصعوبةٍ وبجهود فرديّة، فعلى الرغم من تلك الجهود المبذولة الفرديّة المحدودة كما أشرت، لكنها بكلِّ تأكيد تسدُّ نقصًا في مشهد حركتنا الأدبيّة، ولا ريبَ أنّ هذا المشروع يتطلّبُ تحقيقُه آليّاتٍ متعدّدةً ، منها: تضافرُ كلِّ الجهود، دعمٌ مادّيّ ومعنويّ ورعاية، ونهضةٌ ثقافيّة، ونقد مسرحيٌّ بنَّاء، وجمهورٌ مشجِّع وما إلى ذلك! أخيرًا، لا يسعني إلّا أن أقولَ: شكرًا جزيلاً لك أستاذ إدمون لأنّك أسعدتنا وأمتعتنا بهذا العطاء الإبداعيّ، مُتمنّيًا لك ولأسرتك الكريمة العمرَ المديد والعيشَ الرغيد، وأنتم ترفلون بثوب الصحّة والسعادة، وطوبى لك لأنّك ابنُ الحياةِ تُدعى! تحت سماءِ هذه المدينة الطيبة وأهلِها الطيّبين، سماء القيمِ النبيلة من العيشِ المشترك والتسامح والمَحبّة والأُخوّة، فمدينةُ الناصرة بحُكم موقعِها الجغرافيّ والثقافيّ والتاريخيّ ومكانتِها الدينيّة المُتميّزة، إذ نشأ وترعرع فيها الفادي يسوع المسيح عليه السلام، وقد أطلق عليه لقب الناصريّ تيمُّنًا بها، كانت وما زالت واسطةَ العِقد وقبلةَ الجميعِ في وسطنا العربيّ! وأختِمُ قائلًا: لأنّه في البدء كان الكلمة، فشكرًا للكلمةِ التي جمعتنا، وشكرًا للإبداع الذي أمتعنا، وشكرًا لكم جميعًا !
مداخلة د. إيمان أطرش حفيدة الكاتب إدمون شحادة: حضرة السّيد علي سلّام، رئيس بلديّة الناصرة المحترم. أصحابُ السّيادةِ المطارنة وقدسِ الآباء الأجلّاء. حضرة المحتفى به الجدّ الغالي ادمون شحاده. الأهلُ والأقاربُ الكرام أيها الحفلُ الكريم مع حفظ الألقاب، أسعدَ الله مساءَكُم...
بدايةً نشكرَ رئيسَ البلديّة لِلَفتَتِهِ الكريمةِ واهتمامهِ بالأدباءِ والفنّانين كما نشكر السّيد فؤاد عوض مدير مركز محمود درويش الثقافي البلدي وطاقمَ العاملين في هذا المركز على جهودهم لإنجاحِ هذه الأمسيةِ، واسمحوا لي، من هذهِ المنصّةِ، أن أُبارِكَ للخال الغالي امطانس شحاده لانتخابِهِ أمين عام حزب التّجمُّع الوطنيّ.
لقاؤُنا اليوم لقاءُ فخرٍ واعتزازٍ، لقاءٌ يضيءُ شموعًا ويُسلِّطُ الضّوءَ على مسيرةٍ غنيّةٍ ومليئةٍ بالعطاءِ لمُبْدِعٍ محلِّيٍّ صاحبِ القلمِ الذّهبيِّ الأديبِ الشاعر إدمون شحاده، مسيرةٌ حافلةٌ من الأسطرِ المُتناغِمَةِ التي تعانقُ عشقَ الحياةِ وعشقَ الوطنِ.
كَتَبْتَ ولا زلتَ تكتُبُ مستمدًّا الوحيَ من كلِّ التّفاصيلِ التي حولَنا وداخلَنا، فَأَنتَ القلمُ الذي يُجَسِّدُ تاريخَ الأيامِ بواقعيّةٍ وصدقٍ، فقد عكَسَت مؤلّفاتُكَ تطوُّرَ موهبَتِكَ وقدرَتِكَ الأدبيّةِ والشِّعريّةِ المميّزةِ وهي دلائلٌ تحكي بحدِّ ذاتِها مسيرَتَكَ الأدبيّةِ والشّعريّةِ العريقَةِ والغنيّةِ بالإنتاجِ المتنوِّعِ.
فَأَنْتَ بمُؤَلّفاتِكَ تعزِفُ على أوتارِ الحُلُمِ لحنًا/ حكايةُ شعبٍ بينَ الأمسِ والغَدِ/ من واقِعِ الأيّامِ ومن قسوةِ الزّمنِ/ ترسُمُ ملامِحَ النِّضالِ وَلَهفَةِ الاستمراريّةِ/ فَما كانَ اليَأْسُ يومًا مُنتَصِرًا/ ولا استطاعت آلامُ الدَّهرِ أنْ تحنِيَ هاماتِ الكلماتِ المُنتَصِبَةِ بِعِزَّةٍ وإباءٍ/ مسيرةٌ غنيّةٌ بالإبداعِ الأدبيِّ أصدَرتَ خلالها: عشرةَ دواوينٍ في الشعر، وتسعَ مسرحيّات، وخمسَ رواياتٍ، وقصّتين للأطفال، ودراسةً بعنوان "مقالات في المسرحِ المحليِّ" وعن مجموعةِ مُؤَلَّفاتِكَ أقولُ:
يكادُ القَمَرُ يَكْتَمِلُ بَدرًا/ وَتكادُ مدينتي بوَجهِ القَمَرِ تَكْتَمِلُ / في مدينَتي للمطرِ صهيلٌ/ وللغَسَقِ مداراتٌ/ وتتلاحَمُ الوجوهُ والمعاني/ وتتداخَلُ الأصواتُ/ وهناكَ مواسِمٌ للغِناءِ وجراحٌ للذّاكرةِ/ وما أجمَلَ الخروجَ من دائِرَةِ الضّوءِ الأحمرِ/ ومن مرايا العشقِ والتّرحالِ/ ويحلو لي أنْ أقِفَ على قمّةِ برجِ الزُّجاجِ/ لِأَرى سورَ البلالين/ والطريق الى بير زيت/ بقيَ بيتُنا في العاصِفَةِ صامِدًا/ وعندما غابَ القمر زارَنا الغريب/ وتَفَتّحَت زَهرَةُ الكستناء/ وكَتبنا على ورقٍ ناضجٍ مُخْتَمِرٍ/ ومن حديقةِ الأمواتِ شاهدنا ثلاثة أرجلٍ للقمر/ لكن حينَ لم يبقَ سواك/ لم يبقَ سوى الصّمْتُ والزّوال/ إذ لم يَعُد الوقتُ حارسًا...
يَطيبُ لكَلماتي أنْ تستريحَ نسائِمُها على أجنِحَةِ قصائِدِكَ، إذْ إنَّ أجنِحَةَ قصائِدِكَ واسعةً وترفرِفُ عاليًا عُلْوَ السّحابِ، لِتُمكِّنَنا من مشاهدَةِ الواقِعِ بحقيقةٍ وشُموليّةٍ. وَيَطيبُ لذاكرتي أنْ تستريحَ نسائِمُها على ضِفافِ أيّامٍ مَضَت كَأًمواجِ بحرٍ قريبةٍ – بعيدة، ذكرياتٌ مخمليَّةٌ يَفوحُ طيبُها عبيرُ محبّةٍ وترابُطٍ عائِليٍّ دافئٍ، أدوارُكَ فيها متعدِّدةٌ: فأنتَ الزّوجُ والأبُ والجدُّ الحنونُ، والشاعرُ والأديبُ المتألِّقُ الدائمُ الإبداعِ والعطاءِ، والإنسانُ المُكافِحُ المناضِلُ، والصّديقُ الوفيُّ والعاشِقُ الأزَليُّ الذي تُحرّكُهُ نواةُ العشقِ الذي يَستَمِدُّ نورَهُ من حُبِّ الحياةِ وَشَغَفِ لقاءِ الأيّامِ بِحُلْوِها وَمُرِّها.
نلتقي في الكلمةِ، نقرأُ، ننسِجُ الأفكارَ والمشاعرَ حولَ مِحْوَرِها وَنَهيمُ في عُمْقِ المعاني التي تَفْتَحُ أبوابَها وَنَوافِذَها أمامَ بصائِرِنا، فكيفَ يكتفي العاشِقُ منَ السَّيرِ في دربِ عِشقِهِ؟ أَبَدًا لا يكتفي.. وَكَذا لا يكتفي الشاعرُ الأديبُ منَ السَّيرِ في دربِ عِشقِهِ، عشقِ الحروفِ والكلماتِ، عشقِ المعاني، عشقِ الأيّامِ، عشقِ الأَرضِ والوطنِ، عشقِ الإنسانِ والكرامَةِ، عشقِ القريبِ والحبيبِ، فالكلمَةُ حياةٌ وإيمانٌ وعشقٌ، عشقٌ لامتناهي..
جدّي العزيز إدمون شحادة.. في نهاية كلمتي أحمل إليكَ كلَّ الأمنياتِ الطّيبَةِ بدوامِ الصّحةِ والعَطاءِ، فَأنتَ قُدْوَةٌ نَتَمَثَّلُ بها، زيتونَةٌ عريقَةٌ شامخةٌ بِكَرامَةٍ ومنارةٌ لا يَنضَبُ نورُها ويَظَلُّ هدايَةً ودليلاً لِكُلِّ إنسانٍ. أَمَدَّ اللهُ في عمرِكَ وأجْزَلَ عليكَ بوافِرِ الصّحةِ وهداة البالِ.. وخِتامًا أهديكَ هذهِ القصيدةِ المتواضعةِ:
يَكادُ القَمرُ يكتَملُ بدرًا/ ويكادُ عشقي للكلماتِ يكتملُ بهاء/ فالكلماتُ تَملأُنا عُمقًا ودفئًا/ سحرًا لامعًا نورًا وسَناء/ تَفتَحُ أمامَنا مدائِنَ الشَّوقِ/ خيالَا واسعًا وواقعًا ورجاء/ تكتُبُ الأقلامُ كلماتٍ في سُطورٍ/ ويَكتُبُ قَلَمُكَ كلماتٍ وضِياء/ أَبدَعتَ من قلائِدِ العِشقِ شِعرًا/ وَرَسَمْتَ أجْمَلَ لوحاتِ الغناء/ نَسَجْتَ من خُطوطِ الواقِعِ نَثرًا/ وَصَوَّرْتَ أفراحَ الشّعبِ والعَناء/ دُمْتَ أيقونَةً للأَدَبِ العربِيِّ/ على الأرضِ تلمع وفي كلِّ سماء
نشيد للناصرة/ إدمون شحادة
على ربى القلوب والآمال/ تعانق الصليب والهلال/ وأينعت أزاهر الجلال/ وأشرقت بالحسن الدلال/ مدينتي/ يا واحة الوئام والسلام 
دروبها قلائدٌ منمقة/ بيوتها كما الصباح مشرقة/ لا لؤم في جموعها لا تفرقة/ في وجه كل غاشم منغلقة/ مدينتي/ يا واحة الوئام والسلام
يا معقل النضال والصمود/ عبيرها قد جاوز الحدود/ شعارها رصعه الجدود/ على المدى لا تخرق العهود/
يا نجمة الجليل يا ناصرتي/ يا قلعة الإباء والأصالة/ تلألئي  براية   المحبة/ وافتخري بعزة العروبة/ مدينتي/ يا واحة الوئام والسلام
مدينة المسيح والعذراء/ يحرسها الآباء والأبناء/ في وحدة تنمو مع الإخاء/ والدين للإله في السماء/ مدينتي/ يا واحة الؤئام والسلام

كوكبة من الشاعرات والشعراء ينقشون أصواتهم في مسرح جمال عبد الناصر

تقرير: فراس حج محمد
تحت رعاية القائم بأعمال رئيس بلدية نابلس معالي المهندس سميح طبيلة ووكيل وزارة الثقافة الأستاذ عبد الناصر صالح نظم منتدى "المنارة" للثقافة والإبداع يوم الخميس 28-7-2016 "مهرجان المنارة الشعري الثاني"، والذي أقيم في مدرج متنزه جمال عبد الناصر في مدينة نايلس، بمشاركة نخبة من شعراء فلسطين وشاعراتها، وحضره جمع حاشد من الشعراء والمثقفين والأدباء ومحبي الشعر من جنوب الوطن حتى شماله.
وفي كلمة منتدى "المنارة" أكدت الدكتورة لينا الشخشير رئيس المنتدى الفلسفة التي يقوم عليها تنظيم هذا المهرجان السنوي لمنتدى المنارة، حيث مشاركة الشعراء من مناطق جغرافية متعددة في فلسطين، وبما يمثلونه من مدارس شعرية متنوعة، بالإضافة إلى الاحتفاء بالأصوات الشابة وتعريف الجمهور بهم.
وتحدث المهندس سميح طبيلة القائم بأعمال رئيس بلدية نابلس، مبينا دور المدينة الثقافي مشيرا إلى أعلامها من الشعراء والمفكرين، وتواصل الإبداع فيها على مرّ التاريخ. وأشار وكيل وزارة الثقافة الأستاذ عبد الناصر صالح إلى أهمية الفعل الثقافي الوحدوي الذي يقف عنصرا موحدا يقاوم كل أسباب الانهزام والانقسام، والرجعية والتخلف. 
وضم المهرجان الذي تولى عرافته بإبداع إسراء صوالحة ومؤمن الشوبكي أربع محطات شعرية، رسم لوحتها الأولى الشاعرة فاطمة نزال، التي ألقت مجموعة من قصائدها ذات النفس الحداثي الممزوج بالصوفية والرمزية الشفيفة، في حين عزف الشاعر حبيب الشريدة ألحان قصيدته موظفا قصة النبي يوسف، وأما اللوحة الثانية فقد ألقى فيها جمعة الرفاعي قصائد من ديوانه الجديد "جهة ناقصة" بنفس شعري هادئ ومؤثر، ثم ألقت الشاعرة فاطمة ذياب مجموعة من القصائد الرومانسية ذات البوح الأنثوي الرهيف، ثم الشاعر فراس حج محمد، حيث وجه قصائده إلى شهرازد وإلى إخوته الشعراء. واختتم الشاعر مفلح أسعد اللوحة الثانية بقصيدة سياسية تغزل وجعها من آلام الحاضر بكل تشابكاته المعقدة.
واستقلّ الشاعر سائد الشيوخي بالفقرة الثالثة، حيث قدم قصائد باللغة العامية، جامعاً فيها بين الهم الذاتي والسياسي، وجاءت الفقرة الرابعة للتعريف بصوتين شعريين من الشعراء الشباب، وهما حنان النمروطي وهمام حج محمد، وقد أظهرا تنوعا جديدا فيما قدّماه من قصائد، بلغة أنثوية شفافة لدى حنان النمروطي، ولغة رومانسية يشوبها الحزن والألم لدى همام حج محمد. وتخللت فقرات المهرجان محطات فنية قدمها الفنانان محمد نعيرات وتيسير كتكوت.

جمعية محترف راشيا تُطلق إبتكارا فريدا من نوعه للشاب اللبناني إبن راشيا الوادي عدنان فهد مهنا

 أول تطبيق على الهاتف الجوال والحواسيب بعنوان "Lebanon Smart" وتطبيق البلدة الذكية  (Smart City Application) وهو اول تطبيق في العالم يختص عن البلديات وعلاقتها مع المواطن
الإعلان تم في مقر "جمعية محترف راشيا" وحضور رئيس "جمعية محترف راشيا" وأمين عام تجمع البيوتات الثقافية في لبنان شوقي دلال والأعضاء وصاحب الإبتكار عدنان فهد مهنا.

بداية مع النشيد الوطني اللبناني مستهلاً الحديث رئيس جمعية محترف راشيا شوقي دلال "الذي أشاد بالشاب اللبناني العصامي إبن راشيا الوادي عدنان فهد مهنا الذي تَمَيّز في الخليج عبر إبتكاراته في مجال علوم الألكترون والتكنولوجيا وها هو يُهدي وطنه لبنان اليوم إبتكاره الفريد في تطبيق (البلدية الذكية)  والذي يعد سابقة على مستوى العالم في إيجاد تطبيق للبلدية يكون أساس في صلة الربط بين دوائر البلدية ومواطنيها في البلدة ولبنان والمغتربات متمنياً على مجلس الوزراء اللبناني ووزارة الداخلية تلقف هذا الإبتكار ومساندته لما له من أهمية في التخفيف عن المواطن من روتين إداري وتسليط الضؤ سياحياً على البلدات، وأعلن دلال وقوف "جمعية محترف راشيا" الى جانب الشاب المبدع عدنان فهد مهنا وكافة الشباب اللبناني المتميز"..

بعده لصاحب الإبتكار عدنان فهد مهنا الذي تقدم بالشكر والتقدير لجمعية محترف راشيا ورئيسها الفنان الدكتور شوقي دلال على دعمه لهذا المشروع وثقته به وإطلاقه عبر منبر جمعية أضحت نشاطاتها على مستوى لبنان والبلدان العربية والعالمية وها انا اليوم عدت من المغترب لأقدم لبلدي الحبيب لبنان هذا الإبتكار الذي عملت عليه أكثر من عامين حتى أبصر النور متمنياً على البلديات وإتحاد البلديات تبني هذا التطبيق الذي سيُحدِثُ نقلة نوعية في العمل البلدي وعلاقة البلدية مع المواطن والعكس كذلك"... وشرح مهنا بعض تفاصيل التطبيق الذي يحمل عنوان "Lebanon Smart" وأبرزها:
.
1.     أخبار البلدية و المجلس البلدي في مختلف القضايا و النشاطات التي تهم المواطن
2.     التصريحات و الأعلانات و البلاغات من خلال ربط المواطن بالبلدية مع جميع معاملاته
3.     والاقتراحات وشكاوى المواطنين
4.     معلومات عن تاريخ البلدة وموقعها الجغرافي الحالي ومميزاتها
5.     ملف متعلق بالخريطة السياحية للبلدة مربوط بموقع (غوغل ماب – Google Map ) وجميع المرافق في البلدة من مطاعم   وأسواق واماكن اثرية وتراثية وحِرَف عبر خريطة طرق للسائح
6.     ملف متعلق بمخاتير البلدة وربط المخاتير مع المواطن مباشر
7.     ربط جمعيات البلدة مع المواطن عبر التطبيق ونشر الدعوات و المناسبات في الافراح والاحزان
8.     أرقام هواتف سكان البلدة المقيمين والمغتربين
9.     ربط مغتربي البلدة وأخبار المغتربين عبر التطبيق ونقل اخبار الاغتراب في جميع أماكن تواجد أبناء البلدة في دول العالم
10.   متابعة حركة السير في البلدة من خلال كاميرات الشوارع للبلدية
11.  صفحة للوظائف الشاغرة في البلدية والبلدة والوزارات و المؤسسات الرسمية و الخاصة وتمكين ابناء البلدة من التواصل معهم
هذا شيء أولي من حجم الخدمات الذي يوفره التطبيق للبلدية والمواطن وانا على إستعداد للتواصل مع من يود شرح هذا التطبيق.

في الصورة: رئيس الجمعية شوقي دلال وعدنان مهنا في المؤتمر الصحافي في مقر الجمعية راشيا الوادي

خبيرة التجميل والبشرة الشهيرة هدير وجدي: الوصايا العشر لبشرة بيضاء كالقمر



كتبت سماح السيد ـ
وتوضح خبيرة التجميل والشعر الشهيرة هدير وجدي  ان اسباب غمقان بعض اجزاء الجسم عديدة منها مثلا
سبب اللون الغامق تحت الابط كريم ازاله الشعر ومزيل العرق  وتراكم الجلد الميت تحت الابط
  وزياده الوزن علامات سواد والاخص حول الرقبه
العرق

منطقه البكيني بسبب الاحتكاك الجامد في الجلد وخصوصا في الصيف بيحصل التهبات وبتروح الالتهبات وبيسبب سمرار
عدم الاهتمام بنظافه اليوميه
لبس هدوم من الانسجه الصناعيه
استخدام وصفات طبيعيه غلط بدل علاج مشكله بتزيد
استخدام الليفه بشكل دائما قبل ترطيب
عدم علاج مشكله من الاول
اوتضيف هدير وجدي  وردا على سؤال زاي اخلي جسمي مش يسمر طرق وقايه ,؟فالمهم
ازاله شعر بطريقه طبيعيه ومنع استخدام شفرات وكريمات
تغير ملابس داخليه مرتين في  اليوم
  الحرص على عدم وجود مياه علي المنطقه فتره كبيره وتنشفها باستمرار بفوطه قطنيه
لبس شورت لمنع الاحتكاك
عدم دعك المنطقه بليفه خشنه لاتنها سبب رئسي في السواد
تقليل الوزن
يجب عدم استخدام كريمات غير موثيق فيها
استخدام مرطبات بشكل يومي

طرق العلاج

استخدام ذبده ليمون يوميا لانها بتساعد علي ترطيب المكان وتعطيره وليمون يساعده علي تقشيره وتنظيفه بشكل يومي
 نعمل ماسك معلقه سكر ومعلقه عسل  ونضف ليمونه بشكل اسبوعي تساعد علي ازله حلد ميت وتجديد البشره
خليط من زيت جوز الهند لان زيت جوز الهند يساعد علي ازاله البقع
3 معالق زيت جوز هند نصف ليمونه ويتقلب ويوزع علي مكان 15 دقيقه حتي يمتصه بشره وبعد ذللك يشطف

خلطه زيت اللوز والليمون والعسل

3 معالق كبيره لبن
معلقه كبيره عسل
نصف ليمون
معلقه صغيره زيت لوز
ويترك حت يجف وبعدها عمل مساج للبشره ثم يشطف

لبنان الرسمي والادبي والشعبي يكرّم الدكتور الراحل عصام حداد








إستهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة لرئيس مجلة الروابط الإعلامي جورج كريم، بعدها ألقى الدكتور كريستيان أوسي كلمة ترحيبية بإسم رئيس الجامعة جوزف جبرا، وأكد "أن عصام حداد باق في مآثره وأعماله في قلوب محبيه".

يونس

وقال محافظ البقاع السابق دياب يونس: "كنت لتحب فأحببت لبنان فتجسدته وكنت له رسولا، وأحببت القيم فتسربلت بها وبها كرزت، وأحببت عين كفاع فتعشقتها عشقا وتولعت بها إيلاعا وتولهت إليها تولها، وآزرتها بأجمل شعر وما انفككت تردد وتوصي ردوني إلى ضيعتي مرة بعد لألوذ بخيمتي حتى الأفق والتلة العالية حتى السماء إلى أن كان لك بها زواج أبدي فرقدت في قلب أبيك وهنئت في حضن أمك في ترابات قرية كانت لك إما وأبا وكنت لها أبا وأما".

عبود

وسأل الإعلامي وليد عبود: "أيها الموجوع الكبير كيف نلامس جرحك بل جراحاتك لنبلغ عمق أعماق قلبك من خلال كلمتك المجرحة بالوجد والحنين، في التاريخ أنت دخلت زمن الكينونة والتفتح والإنطلاق في زمن مشروع الإستقلال اللبناني الذي إلى الآن لم يتحقق ولم ينجز ولا يبدو أنه قابل للتحقق في يوم من الأيام".

حواط

وأكد رئيس بلدية جبيل زياد حواط في كلمته أنه "رجل وطني آمن بمدينته ووطنه، وحب المواجهة وبإمكانية التغيير في زمن يتفكك فيه العالم وينهار يوما بعد يوم"، ولفت إلى "أن حداد كان من سكان جبيل وآمن بها وبالعيش المشترك الحقيقي، وأؤكد له في عليائه أن جبيل ستبقى كما تركها مدينة العيش الواحد والسلام والتلاقي والمحبة، في زمن الوجع وتفكك الطوائف والمذاهب، جبيل لا تزال صامدة في وجه التحديات واحة نظيفة جميلة يلتقي فيها الجميع بكافة إنتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم".

أضاف: "كم أحوجنا في هذا الزمن إلى علماء كبار يديرون البلد إدارة صحيحة ويوصلون السفينة في هذا البحر الهائج إلى بر الآمان، لأنه ليس لنا بديل عن لبنان، التنافر والإنقسامات والطائفية والمذهبية والحقد تدمر آمال وطموحات شباب لبنان ومستقبل اللبنانيين"، وأكد حواط "أن لبنان سيرجع واحة حريات وسيصل إلى بر الآمان"، داعيا إلى "بناء المدماك الأول لدولة النجاح والأمل والسيادة الدولة التي تبسط سلطتها على كامل أراضيها، أيضا دولة المؤسسات والجيش الموحد، وأمل في أن تبقى جبيل مدينة الثقافة والسياحة العربية صامدة في وجه الإرهاب التكفيري والإرهاب الإعلامي أيضا الذي بث شائعات لضرب الإقتصاد وأن تنقل صورة حقيقية عن جبيل ولبنان لإعطاء الأمل للشباب"، داعيا الى "انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت لإنتظام عمل المؤسسات".

عريجي

وأكد عريجي "أن الدكتور حداد شاعر أديب، باحث، ومرب، قرأناه في عديد كتب نتاجه، قلم شغوف بالفكر والجمال وهموم نشر الثقافة، عبر انخراطه إنتسابا وتأسيسا في المجلس الثقافي في بلاد جبيل وإتحاد الكتاب اللبنانيين ودار للنشر، حداد من وداعة عين كفاع وعراقة سندياناتها الدهرية طبيعة وبشرا مبدعين، الكلام على عين كفاع، هو إستحضار قامات أعطت الفكر والأدب اللبناني ألقا وحضورا ونكهة تمايز شكلا ومضمونا، نكرم وجها مضيئا آمن بدور المعرفة والثقافة والآداب في رقي وتطوير إنساننا والمجتمع، وكان دؤوبا في فنون الكتابة وجماليات الإبداع، ورهافة ذلك الحس المجبول بإنسانية أهل ريفنا الجميل، أدب في كثير من حنواته أستل روح الأرض، يعيدنا إلى مدارات درب القمر لفؤاد سليمان، والمفكرة الريفية لأمين نخلة، وأحاديث القرية لمارون عبود".

وختم: "إن إستذكارنا كبارنا في الآداب والفنون ومجالات الإبداع كافة إحياء وتنشيط للذاكرة، وتواصل بين الأجيال الراحلة والآتية، فإبداع الحياة مسار متواصل مستمر لا ينقطع، وخزائن المعرفة يجب ألا تتحنط كنوزها، ففي كتب وعطاءات الكبار، توثب وحوافز لدفق نهر الحياة".

عون

وألقى المطران عون كلمة أكد فيها "أن عصام حداد كبير من بلادي، يبقى حيا بالرغم من غيابه، لأن ما تركه من نتاج فكري وكتابات في الشعر والنثر يجعل ذكراه ورسالته حاضرين في وجدان من يبحث عن الحقيقة والجمال، نعم أصبح الدكتور حداد برسالته التربوية وبمآثره الإجتماعية والوطنية، وبكتاباته، وبما تركه من نتاج فكري وأدبي، حمامة حملت غصن زيتون إلى الأجيال الطالعة التي تتوق إلى مستقبل زاهر، لأنه أسهم بفكره النير ومعرفته الثاقبة، في محو طوفان الجهل، والتأسيس لمجتمع تعمل فيه الحكمة والمعرفة والأدب والفن على نشر ثقافة السلام والإحترام والمحبة والتلاقي بين الشباب وأفراد المجتمع الواحد، الراحل في ما كتب وألف هو رجل الكلمة، وقد نحتها شعرا وسكبها قصيدة  وبحثا وقصة في الوطنية والإنسانية والحب تدفعه قضية سامية أساسية مرماها البناء والإصلاح، هو الكاتب والمربي الذي يتوجه إليه الأجيال الطالعة ليتحفها بالقيم الإنسانية والوطنية والإيمانية، ما يؤمن لها التوجيه الصحيح في سبيل مستقبل يرجوه لها زهرا، ونحن في الذكرى الثالثة لرحيله نكرمه إنسانا ثابر في التعب والكد، فجنى ما زرعه فكره النير في حقل العلم والمعرفة".

وختم: "سيبقى عصام حداد حيا في كل من يقرأه وفي كل من ينهل من كتاباته التي تفيض بالعبر والأخلاق، لأن ما كتبه يعكس نور الحقيقة التي تجذب إليها كل حي".

وتخللت حفل التكريم قصيدة للشاعر ريمون عازار، وقراءات من أدب حداد للطالب طوني سمير حداد، وكلمة الشكر للجنة إحياء الذكرى لسامي حداد.

بوسي برونزي سحر وجمال وبهاء



كتبت سماح السيد ـ
في سيشن جديد للموديل الشهيرة بوسي برونزي بدت كعادتها اكثر سحرا وجمال وبهاء وواثقة الخطوة تمشي ملكة ظالم الحسن عبقة السحر كاحلام المساء ، وكعادتها ايضا تشرق بوسي بروزني بمجموعة صور تشع فتنة وجاذبية  وجماللا لا اروع ولا اجمل من ذلك بمكايج خبيرة التدميل الشابة الساحرة شيرين الشاعر والمصور خالد جمال المدير

آمال عوّاد رضوان تكتب عن أسرى حَربٍ بلا حِراب


 

بتاريخ 14-7-2016، وفي قاعة كنيسة مار يوحنا الأرثوذكسيّة في حيفا، أقام نادي حيفا الثقافيّ برعاية المجلس المِلّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا أمسية إشهار كتاب "أسرى بلا حراب"، لمُعِدَّيْه بروفيسور مصطفى كبها والإعلاميّ وديع عواودة، وذلك وسط حضورٍ مِن المُهتمّين بهذا الشأن، وقد تولّى عرافة الأمسية د. جوني منصور، مُرَحّبًا بالحضور وبمُعِدَّي الكتاب، ثمّ تحدّثَ مُعِدّا الكتاب عن عنوان الكتاب، وما يرمي إليه من إيقاظ الوعي الفلسطينيّ حول الرواية الفلسطينيّة، إذ أسمتهم إسرائيل أسرى وسجنتهم في معتقلات مغلقة وأخرى مفتوحة أقامتها لهم، رغم أنّ أغلبيّتهم الساحقة كانوا بلا حِراب، ولم يشاركوا بمجهود عسكريّ، بل نقلتهم بحافلات إلى المعتقلات، وبقوا طيلة الأيام الثلاثة الأولى واقفين متراصّين بلا طعام ونوم، ويتعرّضون للذلّ والضرب والعمل بالسخرة في معسكرات الجيش، وبتفريغ منازل المدن والقرى المهجّرة من محتوياتها، وذلك تعزيزًا للرواية الصهيونيّة، بأنّ الفلسطينيّين خاضوا الحرب وهزموا وقتلوا ووقعوا بالأسر، ومن أجل مساومة آلاف الشباب على حرّيّتهم مقابل تهجيرهم، وتطويع وتطبيع المتبقين منهم، بأساليب سيكلوجية تقوم على الترهيب والترويع والحرمان والتجويع والإذلال والترهيب، والممارسات النازية في معسكرات التركيز، وأيضًا للاستفادة منهم كقوى عاملة بالسخرة.
تحدّثا عن أهمّيّة الاعتماد على طريقة  المزج بين المادّة الأرشيفيّة والروايات والمقابلات الشفويّة، في عمليّة المعالجة العلميّة المهنيّة، وعن أهمّيّة توثيق وتحليل ومعالجة بحثيّة لقضية المعتقلات التي أنشأتها السلطات الإسرائيلية للمعتقلين الفلسطينيّين العرب، في عزّ النكبة وخلال احتلال المدن والقرى الفلسطينية عام 1948، وعن أحداثِ الأسرى المُعتقلين الفلسطينيّين في المعتقلاتِ الإسرائيليّة الأولى بين الأعوام (1948-1949)، بالاعتماد على مواد أرشيفية من الأرشيفات الإسرائيليّة، وأرشيف منظمة الصليب الأحمر، وكتب ويوميّات كتبها بعض المعتقلين.
تحدّثا عن قضيّة معسكرات العمل التي أقامتها السلطات الإسرائيليّة للمعتقلين، وعن قضيّة الانهيار المفاجئ للمجتمع المدنيّ الفلسطينيّ في تلك المرحلة الحرجة، وعن قضيّة تشكيل الأقليّة الفلسطينيّة سياسيًّا واجتماعيّا وحياتيّا، وتطوُّر علاقة الشيوعيّين العرب مع (إسرائيل) ومؤسّساتها، والعلاقة بين الأقليّة العربيّة وجمهور الأغلبيّة ومؤسّسات الدولة.
تحدّثا عن خبرتهما في إعداد الكتاب ونظرتهما للموضوع، وعن ردود الفعل التي تلقياها حول الموضوع من باب الماضي، وعن نظرتهما المستقبليّة، وكيف يمكن أن ننقل هذا النصّ التاريخيّ لحاضرنا ولأبنائنا، ومن ثمّ كيف يمكن أن نستفيد منه في المستقبل، بتعزيز وتمكين وتثبيت روايتنا التاريخيّة الفلسطينيّة في وطننا
كانتْ هناك مداخلاتٌ وطرحُ أسئلةٍ مِن الحضور، ثمّ تمّ شُكر الحضور والقائمين على الأمسية، وتمّ التقاط صور الإشهار التذكاريّة!
مداخلة د. جوني منصور: هذه أمسية خاصّة مميّزة، قد تكونُ مؤلمةً بموضوعِها، لكن هناكَ مواضيعَ لا بدّ مِن أن نُعالجَها، حتى بعدَ مرور أكثر مِن ستة عقود على حدثِ جدل النكبة التي عصفتْ بشعبنا وبأرضِنا ووطنِنا. موضوع كتاب "أسرى بلا حراب"، عن الأسرى المُعتقلين الفلسطينيّين في المعتقلاتِ الإسرائيليّة الأولى بين الأعوام (1948-1949)، فالكتابُ بحجمٍ كبير يتألفُ من 332 صفحة، صادر عن مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة في بيروت.
هنالك أهمّيّة كبيرة جدّا باعتقادي هي التوثيق والتحليل على مختلف أنواعِهِ، سواءً كان التوثيقُ مِن خلال جمْعِ الأوراق والمُستنداتِ والوثائق على مختلف أنواعِها، والتي لا تزالُ موجودةً في عددٍ كبير من بيوت أهلِنا، في مُدننا وقرانا في الجليل والمثلث والنقب والساحل والداخل، وأيضًا بين أيدي الأهل في مخيّمات اللاجئين في الضفة الغربيّة، وقطاع غزة، ولبنان والأردن وسوريا والعراق ومصر والشتات، فهنالك حاجةٌ ماسّةٌ إلى تجميع هذه الوثائق لكي توضع على طاولة البحث لدى الباحثين في مجالات مختلفة، ليس فقط في مجال التاريخ، إنّما أيضًا في مجالاتِ العلوم الاجتماعيّةِ والأنثروبولوجيّة والسيكولوجيّةِ والأدبيّة وغيرها.    
الميدان الثاني للتوثيق هو التوثيق الشفويّ، أي الشهادات الشّفويّة مِن قِبل الكبار في السّنّ الذين عايشوا فترة النكبة، وجيل ما بعد النكبة الذي استمعَ وأصغى إلى الروايات مِن قِبل الأهل عمّا حدث عام 1948. أنا لا أعتقدُ أنّ دوْرَ التوثيق هو فقط للتجميع والتخزين، إنّما هناك حاجةٌ ماسّة إلى نقل هذا المخزون من الوثائق والصّور الفوتوغرافيّةِ، والشّهاداتِ الشفويّةِ المُسجّلةِ بالتسجيل العاديّ أو السينمائيّ التصويريّ إلى الأجيال الحاضرة، كي لا نفقدَ الذاكرةَ، وهذه النقطةُ مُهمّةٌ جدّا، تُضافُ إلى النقطة الهامّةِ، وهي البحث الأكاديميّ في هذا الميدان وغيره.
الحربُ التي وقعت عام النكبة (1948) في عدد من الروايات الاسرائيليّة تطلق عليها الحرب الأهليّة، وفي المقال التأسيسيّ لهذا الموضوع، والذي أيضًا اعتمدَ عليه الباحثان لأهارون كلانن في كتاب (حرب الاستقلال) نقاش جديد صدر عام (2005)، يَذكر فيه أنّ الحرب هي حرب أهليّة، لكنّها في الحقيقة حرب اقتلاعيّة للسكان الفلسطينيّين الأصليّين أبناء هذه البلاد.
الموضوع في حد ذاته هو الحديث عن ظاهرة أو مشهد قلّ ما تحدّثنا عنه، فنحن نتحدّث عن عام (1948) والتهجير والترحيل وهدم المباني والبيوت، وتحويل وتغيير الأسماء في حيفا ويافا وطبريا وصفد وغيرها من المدن الفلسطينيّة من عام (1948) وحتى يومنا هذا، ولكن الأدبيّات التي تتطرّق إلى موضوع المعتقلين والأسرى في تلك الفترة قليلة جدّا، ويأتي هذا الكتاب ليسلّط الضوء على هذا المشهد وهذه الظاهرة الصعبة القاسية المؤلمة لأبناء البلاد، الذين تحوّلوا بفعل حرب عام (1948) إلى أسرى، وعوملوا كأسرى، وكما تدّعي الرواية الاسرائيليّة وفقا للاتفاقيّات الدوليّة (اتفاقيّات جنيف).
باعتقادي، وبناءً على المقابلات التي أجريتموها مع الأسرى والمعتقلين، أنّهم لم يسمعوا عن هذه الاتفاقيّات، اذ وقعوا فجأة في الأسر والاعتقال، ووزّعوا بين عتليت وصرفند والجليل وتل ليتفينسكي ومعتقلات أخرى.

الأمر الثاني الملاحظ، وبحاجة إلى توسّع أكبر، هو الصليب الأحمر الذي دخل إلى الخط، ليتعامل مع التقارير والأسرى عام (1948) و(1949).
المسألة الملفتة الأخرى في هذا الكتاب هي القسم الأوّل، والبحث عن كافة الجوانب للمعتقلين والمعتقلات وعن السّجانين، فقد دخل الباحثان في تفاصيل هامّة جدّا حول تعامل السّجّان مع الأسرى والمعتقلين، وهذا الموضوع بحاجة إلى تفاصيل أكثر وبحوث في المستقبل، لكنّهما وضعا الإصبع على الجرح.

لا شكّ أنّ حرب (1948) هي اعتداء على حياة الفلسطينيّين، والهدف من ورائه هو تدمير أسس حياة الإنسان كإنسان ضمن إطار العائلة والمجتمع، فهناك عائلات بأكملها تمّ تدميرُها، واختفت من هذه البقعة من بلادنا التاريخيّة التي عاشوا فيها منذ فجر التاريخ.
 أمرٌ آخرُ في الكتاب لفت نظري وأشدّد عليه، هو القسم الثاني من الكتاب من الشهادات الشفويّة التي أُدرجَت كما هي، فهناك المئات من المقابلات أجراها الباحثان حول هذا الموضوع مع المعتقلين، ومع أبنائهم القريبين منهم الذين لامسوا الألمَ والوجع والجرح الذي أصابَ ذويهم.
في القسم الثالث من الكتاب هناك قوائم طويلة عريضة لأسماء المعتقلين والأسرى في تلك المعتقلات، ومن الأرشيفات الإسرائيليّة في غالبيّتها وأرشيف منظمة الصليب الأحمر، وبعضُهم كانوا من العملاء.
قرأ د. منصور رسالة (وثيقة) لديه من أحد المعتقلين من عبلين بتاريخ (7-5-1948)، يرسلها إلى ذويه في عبلين عبر الصليب الأحمر، الذي لعب في تلك الفترة دور نقل رسائل الأسرى في الوطن إلى ذويهم في الوطن فيقول: تحية وسلام وشوق واحترام..
إلى الوالدة والعائلة والأقارب والجيران، وخصوصًا إلى آل النشاشسيبي، وأبي شوقي، وكلّ من يسأل عنّا. وإذ سألتم عنّا، نحن موجودون في كامب عتليت. تأخرنا لنظافة الكامب، والأسرى جميعهم نُقلوا إلى صرفند. تركي، وديب خشّان، ورجا عيسى سكران، وحنّا دحّا يُسلّم على أبو إدريس. وأخيرًا، نحن في صحّة جيّدة وعلى التمام.
مئات من الأسماء المذكورة في الكتاب شغلوهم في التنظيف والأشغال الشاقة ورصف الشوارع والبناء، وأيضًا في تجميع محتويات البيوت في القرى المهجرة ونقلها إلى مواقع محدّدة، وفي قطف الزيتون وغيرها من المواسم المختلفة، وهناك أسماء كثيرة من المعتقلين والأسرى في المعسكرات ونقاط الشرطة في مختلف أنحاء البلاد غير مدرجة في القوائم، فمنهم مثلا جدّي في قرية المنصورة المهجرة  على حدود لبنان، أخرجوه من القرية وهجّروهُ، وجزءٌ رُحِّلَ إلى لبنان، وجزءٌ ممّن بقيَ على موعد مع الضابط بالعودة بعد أسابيع، شُغّلوا في المعسكرات لمدّة نصف سنة، فالكتاب يذكر حوالي (11.000) أسير، لكن هناك أيضًا آلاف المعتقلين الذين ما كانوا في إطار سجون، لكن في إطار مخافر ومراكز شرطة.
أشكر صديقيْ الباحثيْن على هذا العمل المُضني، وعلى مجهودهما الكبير الّذي أضافاه، ومقارنة الوثائق في الارشيف مع الشهادات الشفويّة، وفي النهاية وضع الدراسة بشكلها المتكامل، لتكون وثيقة أمام المؤسّسة الإسرائيليّة التي تدّعي لغاية اليوم، أنّ هذا الأمرَ مسكوتٌ عنه لا يُثارُ بالرأي العامّ، وأنا باعتقادي، أنّه آن الأوانُ لفتح كلّ الملفات التي تتعلّق بهذا الموضوع بالفعل، لتكون علامة قويّة جدًّا أمام المؤسّسة الإسرائيليّة.

شيدة ملكة تصميم الكروشية : اللون الاسود ملك الالوان


كتبت مراسلة المجلة بالقاهرة  : سماح السيد
شيدة مصممة الكروشية الشهيرة والموهوبة صممت مؤخرا مجموعه هائلة من العبائات بشغل الكروشية وتؤكد ان  العبايات الواسعه الفضفاضة موضة السنه دى اوى وكانت مناشبة اوى فى رمضان والخروجات عشان كده طعمت الشغل بالبدوى والسيناوى وضفتله الكوينز والاحجار وشغل الايتامين الهاند ميد واحجار الفيروز اعتمدت ع اللون الاسود لانه ملك الالوان ويناسب كل السيدات .

مصممة الاكسسوارت الشهيرة هبة سليم واحدث كولكشن لصيف 2016


كتبت سماح السيد
انتهت مصممة الاكسسوةارت الشهيرة هبة سليم من احدث كولكش لاكسسوراتها المميزة لصيف 2016 وتقول مصممة الاكسسورات الشهيرة  الوان اكسسوارت الصيف هذا العام  صيفيه جريئه.  وهي احمر اسود برتقالى كحلى موف اصفر فيروزى  والخامات  احجار وكسر احجار وصدف وفيروز وعقبق ونحاس وخيوط وقماش دمج بين الخامات
الفكره كانت دمج بين النحاس والسلك النحاس الاصفر  والعقيق بالوانه  والشراشيب السيناوى  وال خامات من البيئه المصريه مع الحاجات المودرن

نجوان عطا تحمي الهاند ميد في الاسكندرية

كتبت سماح السيد

 في الاسكندرية تسعد مصممة الاكسسورات الشهيرة نجوان عطا لعمل  مبادره من حماه الهاند ميد لاحياء الصناعات اليدويه بكافه اشكالها وتشجيع وتنشيط المشاريع الصغيره بهدف مساعده الاسر المصريه فى انماء وتوسيع دخلهم والنهوض وزياده فرص العمل لهم ولذويهم في سانتوس سدي جابر يومي 13-7 و1-8 2016 وتقوم بتصممي المرعض مصممة المعارض الحسناء الشهيرة هنا محمود

نادي فلكسي جيم الرياضي وإتحاد بلديات جبل الشيخ وبلدية راشيا يقيمون أكبر إستعراض لرياضة السيارات على مستوى لبنان

رئيس النادي رامي دلال ورئيس نادي البي ام في لبنان لويس طنش ورئيس بلدية راشيا بسام دلال ورئيس الإتحاد الشيخ صالح ابو منصور
نشاط استثنائي عاشته قرى قضاء راشيا في إطار أنشطة صيفيات راشيا وابتكار ما يحاكي طموحات الشباب ومساحات هواياتهم واهتماماتهم، إذ تجمع زهاء ألفي مواطن من مختلف الاعمار والقرى، بدعوة من ناديFlexi Gym في راشيا وإتحاد بلديات جبل الشيخ وبلدية راشيا الوادي لمشاهدة إستعراض كبير للسيارات الرياضية Drift في الباحة التي استحدثتها بلدية راشيا في منطقة اليابسة في راشيا لممارسة هذه الهواية.

استهل الحدث الرياضي باحتفالية أقيمت في قلعة راشيا بالتعاون مع ناديBmw Club Lebanon بحضور المقدم حيدر مظلوم ممثلاً المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وقائد فصيلة راشيا النقيب ايمن ورداني، وممثل المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار ممثلاً بجودات زغيب، ورئيس إتحاد بلديات جبل الشيخ الشيخ صالح ابو منصور، ورئيس بلدية راشيا بسام دلال، ورئيس نادي BMW Club Lebanon لويس طنش، والأمين العام لتجمع البيوتات الثقافية في لبنان شوقي دلال، وحشد من مختلف المناطق اللبنانية.

بداية النشيد الوطني وكلمة رئيس نادي فليكسي رامي دلال الذي اعتبر ان الحدث وضع راشيا على خريطة رياضة السيارات في لبنان العزيزة على قلوب الشباب رافعين شعار «السرعة في أماكنها المُخصصة وليس الطرقات العامة». رئيس بلدية راشيا بسام دلال اعتبر ان راشيا تستعيد حيوتها ونشاطها وموقعها الطبيعي على خريطة لبنان السياحية والبيئية والرياضية والثقافية مشددا على مبدأ السلامة المرورية لان لبنان يخسر سنويا مئات الشباب من السرعة الزائدة. لذلك خصصنا ملعب اليابسة المجهز ليستقبل هواة رياضة الانجراف لافتا الى سلسلة نشاطات الصيف ودعا الى التصويت لراشيا كقرية مفصلة للبنانيين بين افضل عشر قرى على موقع صحيفة Lorient le Jour . ثم تحدث رئيس الإتحاد الشيخ صالح ابو منصور عن غاية النشاط وتوجهه نحو شريحة الشباب تلبية لمواهبهم وتأطيرها في سياق يحافظ على السلامة العامة وامن الناس وسلامة الموهوبين. ثم كلمة لرئيس نادي BMW لويس طنش اشار فيها الى اهمية الحدث الرياضي لا سيما في المناطق المجهزة ثم انتقل المشاركون الى منطقة اليابسة حيث افتتح رئيس البلدية بسام دلال باستعراض مميز للدراجات والسيارات ضمن حلبة قامت البلدية بتوفيرها لمحبي السرعة والانجراف اضافة الى تبادل الدروع التكريمية فاستعراض كبير للسيارات شارك فيه أبطال لبنان: ناجي ابوحسن، وليد جابر، وائل بركات، ركان نعيم، علي هلال، عبدو مراد، قاسم فوعاني، حاج معتوق، ماهر الخطيب، حسين حيدر.

مشاركة مركز فِكر في حفل تخريج خبراء التخمين العقاري المحلفين في جامعة الحكمة


أقيم في قاعة المؤتمرات في الصرح الرئيسي لجامعة الحكمة، حفل تخريج الدفعة الرابعة لخبراء التخمين العقاري في لبنان المحلفين لدى المحاكم، برعاية وزير العدل اللواء اشرف ريفي ممثلاً بالمدير العام لوزارة العدل الرئيسة ميسم النويري، وحضور ممثل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون جوزف شهوان، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الدكتور غسان يارد، وممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الوزير السابق سليم الصايغ، ممثل النائب سيرج طورسركيسيان فؤاد كركور، ممثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد علي صالحة، نقيب خبراء التخمين العقاري في لبنان شربل قرقماز، عميد كلية الحقوق في الحكمة الدكتور مارون البستاني، رئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية فِكر المحامي شادي خليل أبو عيسى ورئيس اللجنة الثقافة لدى نقابة خبراء التخمين الخبير لؤي العماد، إضافة إلى شخصيات نقابية وقضائية وقانونية واحتماعية واعلامية وممثلين عن القيادات الحزبية والسياسية والاعلامية واساتذة الجامعة والخريجين.

أيوب
بعد النشيد الوطني ودخول الخبراء الذين خضعوا لدورة تدريب في كلية الحقوق في جامعة الحكمة، ألقى أمين سر النقابة الخبير بشارة أيوب كلمة، اشاد فيها ب"دور الخبراء العقاريين وبالتعاون القائم مع جامعة الحكمة"، وقال: "كما البدء، ما زالت الحكمة وما زلنا كنقابة خبراء التخمين العقاري، كجناحي طائر الفينيق في رحلته العابرة الى الامل والحياة والنور والعلم، ولأننا لا نستسلم للاقامة بين الركام والرماد ولا الجمود والجماد، نظل نسموا للأفضل".
اضاف: "انه حفل تخريج الدورة الرابعة لخبراء التخمين العقاري المحلفين لدى المحاكم، هذا الحفل يعد إحدى ثمرات التعاون لرفعة شأن هذا القطاع الذي بدوره يساهم في رفعة هذا الوطن العزيز لبنان"، ونوه بدور الحكمة "بوصلة الاتجاهات كلها، تأسرنا فترانا مشدودين اليها. كيف لا؟ والحكمة الجامعة تكاد تختصر التاريخ والجغرافيا لتجمع في طياتها المفاهيم الانسانية بكل ابعادها".

قرقماز
ثم ألقى النقيب شربل قرقماز كلمة، عدد فيها مطالب النقابة "ليكون الخبير العقاري على قدر المسؤولية المعطاة له وعلى مستوى الدور المعطى"، وقال: "في القرن ال21، عصر العولمة، لا بد من خطوة جريئة نحو التقدم والتطور بواسطة التعليم والاختصاص والتكنولوجيا الحديثة التي تسهل العمل وتختصر الوقت وتعطي انتاجية أكثر وبكلفة أقل"، مشيرا الى انه "على مر السنين، أثبت الاستثمار العقاري أنه من أهم الاستثمارات في العالم بشكل عام وفي لبنان بنوع خاص، وثبت أيضا أن خبير التخمين العقاري هو حجر الزواية والضمانة لهذا الاستثمار، وأصبح التقييم العقاري ضرورة مهمة وإحدى الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها نظام الرهن العقاري ودراسات الجدوى الاقتصادية، وأحد أهم الأسس الاقتصادية لمعرفة قيمة الأصول والممتلكات، ومنه يمكن تقييم الوضع الاقتصادي مستقبلا. وعلى سبيل المثال، انهيار أكبر مؤسسة مالية بنك التوفير والقروض الاميركية وكان أهم أسبابها وجود عيوب في نظام التخمين العقاري وهو ما دفع المجتمع الاقتصادي للمطالبة بحصول المخمنين العقاريين على شهادة لممارسة هذه المهنة، كما أنشئت مؤسستين مهمتين للحفاظ على المؤسسات المالية وهما، مجلس مواصفات التقييم العقاري ومجلس تأهيل القيمين العقاريين ".
اضاف: " أما في لبنان، قد نظمت نقابة خبراء التخمين العقاري منذ عدة سنوات، بالتعاون مع جامعة الحكمة كلية الحقوق، دورات تأهيلية للخبراء لرفع مستواهم المهني ومهارتهم ليقوموا بتنفيذ مهماتهم القضائية والمالية والتجارية على أكمل وجه. كما يشرفني أن أعلن باسمي وبإسم مجلس نقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان، عن توقيع بروتوكول تعاون، بين النقابة وجامعة الكنام ممثلة برئيس مجلس ادارتها في لبنان الدكتور عدنان السيد حسين لتحويل هذه المهنة الى اختصاص جامعي، كون لديها هذا الاختصاص منذ سنين في فروعها، في فرنسا، أسوة بالبلدان المتطورة، وليبقى لبنان السباق في العالم العربي من الناحية الثقافية والتعليم والاختصاص"، آملا أن "تثمر هذه الخطوة عن خبراء مثقفين ومتخصصين في التخمين العقاري وتفتح لهم فرص عمل أكثر في لبنان وفي الدول العربية كما في الدول الاوروبية، كون هذه الشهادات معترف بها في فرنسا وفي دول الاتحاد الاوروبي ".
وشكر قرقماز رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، "لتحويل اقتراح قانون تنظيم مهنة خبراء التخمين العقاري الى لجنة الادارة والعدل ولجنة المال خلال ثلاثة أيام. واليوم وبعد ثلاث سنوات تقريبا، أطلب من دولته مساعدتنا لاخراج هذا القانون من اللجنتين والتصديق عليه من قبل الهيئة العامة. مع العلم أن مجلس النقابة قام بزيارة جميع رؤساء الكتل النيابية وأطلعهم على القانون وتم تأييدهم له".
وطالب "وزارة الداخلية والبلديات بشخص الوزير نهاد المشنوق، بمذكرة لآلية تنفيذ تتعلق بإعتماد خبراء التخمين العقاري في لجان التخمين التي تعينها البلديات، وفقا للفقرة 2 من المادة 8 من القانون رقم 88/60، وهذا القرار يفتح فرص عمل لأكثر من تسعماية خبير، مع العلم أنه يوجد تعاميم بهذا الخصوص من الوزراء الداخلية السابقين الاستاذ زياد بارود والعميد مروان شربل. كما نطالب وزارة المالية بإحياء المادة 36 الفقرة 3 والمادة 32 فقرة 2 من قانون رسم الإنتقال رقم 146/59. وبتصحيح المرسوم المتعلق بتعيين خبراء عقاريين لإعادة تقييم الأصول الثابتة (أملاك عقارية وما شابه ...) للمؤسسات والشركات، وإرفاق تقرير خبير تخمين عقاري مع كل عقد بيع ممسوح لدى تسجيله في أمانة السجل العقاري أو لدى كتاب العدل، حفاظا على المال العام كما الحفاظ على المستثمرين، لان النيابة العامة تستعين بالخبراء التخمين العقاري لتأكيد الثمن، وهذا الموضوع تم اقتراحه ومناقشته مع مديرية الشوؤن العقارية ووزارة المالية منذ أيام الوزير محمد الصفدي".
وتابع: "أما وزارة العدل، فهي المرجع الرسمي المباشر للخبراء المحلفين لدى المحاكم، لذلك نطلب منها ومن مجلس القضاء الاعلى، الموافقة على تعديل معايير تعيين الخبراء وتصنيف النقابة من خلال ممثل وزارة العدل في اللجنة الفرعية الخاصة لدرس تنظيم مهنة المقترح من قبلنا وعدم ترخيص مزاولة مهنة الخبراء العقارين الا من خلال انتسابهم الى النقابة أسوة بالنقابات الشبيهة والمصنفة لتسهيل عمل القضاء، لان الخبير العقاري هو جزء أساسي من القضاء وفقا لقانون أصول المحكمات المدنية. والتوقف عن فتح دورات استثنائية بشكل ملحق لتعيين خبراء جدد، مع العلم أن 50 بالمية من الخبراء القدامى لم تكلفهم المحاكم. وتخصيص فرع في الجدول يسمى (خبراء التخمين العقاري). وتعيين الخبراء مداورة وفقا للجدول الصادر عن مجلس القضاء الأعلى. ونطلب من التفتيش القضائي الإهتمام بهذا الموضوع وفقا لصلاحياته. وتخصيص كوتا لكل خبير في جميع المحاكم ليكون هناك مساواة في التكليف وفي تنفيذ المهمات بين جميع الخبراء. وزيادة بدل أتعاب الخبير من قبل المصارف والمحاكم والأخذ بعين الاعتبار زيادة غلاء المعيشة ودفع السلفة للخبير عند استلام المهمة، لأن بعد القضاة يجمدون هذه السلفة لحين تقديم التقرير إلى المحكمة. وتخصيص مبلغ للمساعدة والمساهمة من ميزانية وزارة العدل للنقابة، أسوة بالمساهمات والمساعدات التي تخصصها وزارة الإعلام إلى نقابة الصحافة ونقابة المحررين ونقابة المنتجين والمصوريين. وإننا على أمل وثقة لتحقيق هذه المطالب بالتعاون مع جميع المسؤولين الرسميين المخلصين، كما نتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ليبقى لبنان بلد الثقافة والحرية والعدالة والإزدهار".
واردف: "وهنا لا بد لي من أن أتقدم بإسمي وبإسم مجلس نقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان من معالي وزير العدل اللواء اشرف ريفي بالشكر الجزيل والإمتنان والتقدير على رعايته هذا الحفل في هذا الصرح الجامعي العلمي العريق. كما اخص بالشكر وإدارة الجامعة بشخص رئيسها الأب الفاضل خليل شلفون وعميد كلية الحقوق الدكتور مارون بستاني على المساعدة المعنوية والمادية والخدمات التي قدمت للنقابة وكل ما لزِم لتسهيل وتنظيم هذه الدورات التي أثمرت عن خبراء مثقفين ومتخصصين في التخمين العقاري، كما نشكر القضاة السادة الدكتور مروان كركبي والرئيس الياس عيد والرئيس فادي العنيسي والاساتذة المحاضرين الدكتور هيكل بدوي والمهندسون الاستاذ فادي صليبا وشوقي الحاج وعلي الخليل، كما نخص بالذكر شركة لايكا لمساهمتها في تنظيم الدورة الفنية لنظام GPS".
وختم: "أيها المتخرجون والمتخرجات الأعزاء، إني أهنئكم على مشاركتكم الفعالة في الدورة التأهيلية القيمة، وأؤكد لكم بأن دور الخبير العقاري مهم وأساسي على صعيد المحاكم والمصارف والمجتمع ويتمتع بأنبل الصفات وهي الصدق والأمانة والتجرد والإخلاص في عمله، فثقتي بكم كبيرة بأن تحافظوا عليها وتكونوا نموذجا مميزا في مجتمعكم المهني. وإسمحوا لي أن أشكر جميع الزملاء المؤسسين والجمعية العمومية والزملاء في المجلس التنفيذي الذين شاركوني في تحمل المسؤولية في القرار والتنظيم من أجل إنجاح هذا الحفل".

البستاني
ثم ألقى عميد كلية الحقوق في الحكمة الدكتور مارون البستاني كلمة، فقال: "ها هم كوكبة من خريجي هذه الدورة خبراء محلفون أدوا القسم بأن يقولوا قناعاتهم مهما كانت الأحوال. قدموا إلى محراب القانون جامعة الحكمة، ليصقلوا معارفهم بخبرة من يعرف من أساتذة وقضاة وأصحاب تجربة. فكان لهم ما يبتغون. ونحن في جامعة الحكمة - كلية الحقوق، لم نتردد أبدا، أعددنا مناهج تستجيب لحاجة الخبير وعهدنا بالأمر إلى أساتذة، منهم قضاة مجلون وقانونيون مشهود لعلمهم يعون أهمية دور الخبير المحلف في إحقاق الحق".
اضاف: "تعاوننا في كلية الحقوق مع نقابة خبراء التخمين، ليس وليد صدفة أو إستجابة لنزوة عابرة، إنه مسار طويل مرسوم الأفق بوضوح تام وبالنسبة إلينا نتيجة قناعة وإلتزام، قناعة بأن الخبير المحلف هو حلقة أساسية في سلسلة العدالة هو عين القاضي الجالس على قوس المحكمة وعينه التي تعاين عن كسب حقيقة الحدث على أرض الواقع. القاضي يطلع على التقرير وغالبا ما يحكم على أساسه والخبير هو من يضع التقرير.. وتقريره يعتبر إذا توطئة تحدد الإتجاه الذي سوف ينحو إليه الحكم، وهنا تكمن أهمية دور الخبير، بدون تقرير دقيق يكون الحكم أحيانا ناقصا ومبتورا وبدون تقرير صادق وأمين تمسي العدالة ظلما وبهتانا".
وتابع: "الأمر بالنسبة إلينا ليس فقط مجرد قناعة بل إلتزام... لدى كلية الحقوق في جامعة الحكمة، هو إلتزام وطني بمقدار ما هو أكاديمي. إلتزام بأن لا نكتفي فقط بتدريس القانون وتلقينه ومنح الشهادات وتنظيم حفلات التخرج. إلتزام بأن نساهم في مواكبة مسيرة العدالة بأجهزتها القضائية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني المتخصصة التي تنادي بها. فترانا حاضرين، وغالبا فاعلين، بمقدار ما يتسنى لنا وما تتيحه لنا الإمكانيات في معهد القضاء، في نشاطات المجلس الدستوري، نشاطات مجلس شورى الدولة، نشاطات مجلس القضاء الأعلى، نشاطات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لدى نقابة المحامين ومعهدها العالي، وفي مختلف صروح العدالة والإدارات المتصلة بها. لأننا، وبحسنا الوطني الذي نشأنا عليه في مؤسسات الحكمة، نعلم جيدا أنه إذا كانت العدالة بخير فإن الوطن يكون حتما بخير".
وختم: "إحتراما لدور الخبير وللمهمة السامية الموكلة إليه وإحتراما أيضا للمبادىء التي تسعى إليها النقابة، لنا في هذه المناسبة التمني على معالي الوزير وهو أن يعمل على إعادة تنظيم آلية تعيين الخبراء، وخاصة على الشروط الواجب توافرها في المرشحين لهذا المنصب، الشروط العلمية والأخلاقية. فليست مهمة الخبير مهمة من لا يجيد أي عمل آخر وليست مكافأة تعيين يمنحها رجل سياسة لأحد أتباعه أو مناصريه. وكذلك، نتمنى أن يصار إلى تحديد أصول تكليف الخبراء القيام بمهماتهم، فلا تحصر التكليفات الدسمة بالخبراء أصحاب الحظوظ والمقربين، ولا تعتمد الأساليب التفضيلية في التكليف إلا إذا كانت قائمة على معايير العلم والأخلاق. ونحن في كلية الحقوق سنبقى معكم معالي الوزير وأعضاء مجلس نقابة خبراء التخمين، متعاونين متآزرين، لنساهم معا في تعزيز دور العدالة في بلدنا".

ممثلة ريفي
والقت القاضي ميسم نويري كلمة الوزير ريفي، فقالت: "نلتقي اليوم في هذا الصرح التربوي العريق بدعوة من جامعة الحكمة ونقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان، لنشهد معا تخرج الدورة الرابعة من خبراء التخمين العقاري. هذه الدفعة الجديدة ستضخ دون شك دما جديدا في هذا الميدان الداعم والمساند لعمل السلطة القضائية في مهمتها الأساسية، وهي جلاء الحقيقة وإعادة الحقوق لأصحابها. لقاؤنا اليوم يأتي ضمن إطار الجهود المبذولة لتطوير عمل الخبرة لدى المحاكم، فكلنا نعي تماما ان القضاء لا يمكن أن يؤدي مهمته المقدسة على أكمل وجه، ما لم تمد له يد العون من قبل كل الأجهزة والجهات التي منحها القانون دورا مؤثرا في سير الملفات القضائية. فالقانون أجاز للمحكمة أن تقرر تعيين خبير لإجراء معاينة أو لتقديم استشارة فنية أو للقيام بتحقيق فني بشأن مسألة تتطلب معارف فنية، ويجب على الخبير أن ينفذ مهمته بصدق وأمانة وتجرد وأن يبين في التقرير المتضمن رأيه جميع المعلومات التي من شأنها أن تنير المحكمة في الأمور المطلوب التحقيق فيها".
ولفتت الى ان "هذه النصوص تشير بوضوح الى الأهمية التي أولاها القانون لمهمة الخبير، فهو صاحب إختصاص تستنير المحكمة برأيه في أمور غالبا ما يكون القاضي بعيدا عن تفاصيلها وعلمها، فيضع القضاء ثقته بالخبير ويستند في غالبية الأحيان على النتيجة التي يتوصل إليها هذا الأخير لكي يبني قناعته النهائية في القضية المطروحة أمامه. من هنا فإنني أقول لكم، ان واجبكم الوطني والقانوني والأخلاقي يحتم عليكم ان تكونوا كما القضاة على مسافة واحدة من الخصوم، وأن تحكموا ضميركم في كل كلمة تكتبونها في تقاريركم، وأعلموا أن العدالة تعول عليكم في الكثير من المهام وانا على ثقة انكم ستقدمون نموذجا يحتذى وتجربة ستغني العدالة بعلمكم. لا يخفى على أحد منكم أن الحديث يكثر بين أبناء المجتمع الحقوقي عن تقارير لبعض الخبراء تكتب وتصاغ في مكاتب وكلاء الخصوم، وأقولها بكل صراحة وأمامكم جميعا ان البعض يجزم بأن بعض التقارير تعد غب الطلب وبمقابل مالي من أحد الخصوم، وهذا لا يجب أن يشكل سببا للاحباط لديكم أو لدى الناس، بل يجب أن يكون منطلقا لمحاسبة جدية بحق المخلين ودافعا إضافيا لكم لكي تنطلقوا في مسيرتكم الجديدة بأداء متميز يليق بنقابتكم المشهود لها بالمهنية والكفاءة".
واشارت الى ان "الفساد لم يعد ضيفا ثقيلا في كل القطاعات، بل صار قوت يوم البعض ومصدر رزقهم، وللأسف فإن بعض أجهزة الرقابة لم تعد قادرة أو ربما راغبة في ممارسة دورها كما حدده القانون، بل وصل الأمر الى حد مشاركتها في منظومة الفساد القائمة على قاعدة المشاركة في الغنيمة مقابل التستر على الجريمة. لكنني أجد ثقتي بالشعب اللبناني الذي لم يعد يقبل بالنهب الممنهج للمال العام دون حسيب أو رقيب، ولن يسكت عن حالة الفساد المستشرية في الإدارات العامة كالسرطان، ولن يحيد البصر عن الصفقات المشبوهة التي لم تعد تبرم تحت الطاولة او وراء الكواليس، سيكون لهذا الشعب الحر كلمة وموقفا عند كل إستحقاق ولن يتمكن أحد من مصادرة قراره بعد اليوم أو إستخدامه كعباءة للتغطية على فساده. كلنا أمل أن نبدأ في هذا الوطن مسيرة جديدة مليئة بالتقارب بين جميع مكوناته على قاعدة المساواة بين الجميع تحت سقف القانون، ولكن لا يمكن ان تنطلق هذه المسيرة قبل أن يغادر الفراغ القصر الجمهوري وتعود الحياة للبنان بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية يلبي تطلعات الشباب اللبناني، فلا تحوم حوله شبهة فساد ولا يكون عنوانا للارتهان للخارج، بل يكون ممن يؤمنون حقا بان الرئاسة مسؤولية وواجب أكثر منها فخامة".
وختمت: "الشكر والتقدير لجامعة الحكمة ولعميد كلية الحقوق فيها العميد مارون البستاني على إستضافتها هذا الحفل وعلى كل الجهود التي تبذلها في مجال تطوير المجال الحقوقي في لبنان، الشكر أيضا لنقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان وللنقيب شربل قرقماز على الدور الإيجابي الذي تلعبه النقابة وعلى المهنية العالية التي تتحلى بها. وللخبراء المتخرجين أقول، أهنئكم وأتمنى لكم التوفيق في مهمتكم الجديدة وفقكم الله".
وفي ختام الإحتفال تسلم المتخرجون شهاداتهم من رئيس الجامعة الخوري شلفون والقاضي النويري والنقيب قرقماز والدكتور البستاني.

الناصرة: ندوه أدبيّة حول بنت القسطل للشاعر سيمون عيلوطي

ضمن النّدوات الأدبيّة التي يُعدّها ويُشرف عليها الشّاعر مفلح طبعوني، وتُقام شهريًا في الناصرة برعاية بلديتها، دائرة المراكز الجماهيريّة ومركز محمود درويش الثقافيّ المحتضن لهذا النّشاط، أقيمت يوم الأربعاء الماضي ندوة أدبيّة احتفاءً بصدور النّسخة الإلكترونيّة لكتاب "بنت القسطل .. صفّورية" للشاعر سيمون عيلوطي.
تحدّث في النّدوة ابن قرية صفورية، الأستاذ فيصل طه والأديب عطا لله جبر وشارك فيها جمهور واسع حضر من الناصرة ومن مختلف البلدات العربيّة في الجّليل والمثلّث والمرج، برز من بينهم: الدكتور محمد خليل، الدكتور نزيه قسّيس، الدكتور أسامة مصاروة، الدكتور برهان أبو تايه، الكاتبة حنان جبيلي عابد، الباحث خالد عوض الفنّان موسى إبراهيم، الفنّان سيمون سكران، الأستاذ فوزي ناصر، الأستاذ فيكتور أرشيد ولفيف من رجال المجتمع والثقافة والعلم، حضروا للاحتفاء بالإصدار الجديد للشاعر، وقد حظيت النّدوة باهتمام إعلاميّ وتغطية تلفزيونية، شملت مقابلات مع عدد من الشخصيّات، تمحورت حول موضوع الندوة التي سرعان ما تحوّلت إلى حدث ثقافيّ لافت.      
افتتح النّدوة الشّاعر مفلح طبعوني مرحّبًا بالحضور، متحدّثًا عن أهميّة هذه الأعمال الأدبيّة التي تساهم في إحياء الذّاكرة في كلّ ما يتعلّق بقرانا العربيّة المهجّرة، وقد أحسن شاعرنا الضّيّف، حين خصّ في هذا العمل الأدبيّ،  صفّورية بمشاهد "شعريّة سرديّة" تستحق الاهتمام. ثمّ قدّم لمحتة عن تجربة الشّاعر سيمون عيلوطي الحياتيّة والأدبيّة.
أمّا الأستاذ فيصل طه، فقد تحدّث عن قرية صفورية كما عرفها وأحبّها وقرأ عنها، مبيّنًا بأن المشاهد "الشعريّة السرديّة" التي قدّمها الشاعر سيمون عيلوطي في هذا الكتاب الالكتروني، جسّدت جوانب متعدّدة من حياة هذه القرية الاجتماعيّة والزّراعيّة والينابيع ومعاصر الزّيت وطواحين المياه ودير القدّيسة حنّة وآثارها الباقية لليوم، "قلعة ظاهر العمر" وغيرها من الأمور التي ميّزت صفورية، فاستطاع شاعرنا أن يعبّر عنها ويُصعّدها إلى مستوى "مسيرة العودة" التي تحقّقت فأصبحت تقليدًا سنويّا.
بعد ذلك قدّم الأديب عطا لله جبر مداخلة شاملة حول الكتاب، متناولا جوانب مختلفة من نصوصه التي تنقلنا إلى صفورية قبل وبعد سنة 1948، موضّحًا بأنه رحّب في هذا الكتاب "بنت القسطل.. صفّورية" لسببين، الأول، لأنّه جاء ليسدّ فراغًا في هذا النّوع الأدبيّ، أما السّبب الثّاني، فهو لأنه يجمع بين الشّعر والسّرد النّثريّ بطريقة جعلت الدّمج بين العاميّة والفصحى مقبولة، لها ما يبرّرها على المستوى المنطقيّ والفنيّ، وأضاف: لا شك أن توظيف الشّاعر لتفعيلة (فعلٌ .. فعلٌ) في معظم قصائد الكتاب، مكّنه من الوَثْب الذي فرضه المضمون، فجاء بقالب فيه الكثير من مغامرة التّجريب الفنيّ التي سلكها شاعرنا في هذا العمل الأدبيّ الجديد شكلا ومضمونًا، مُرسيًا التّواصل المطلوب بينه وبين المتلقّي.  
من جانبه، فقد قدّم الشّاعر سيمون عيلوطي قراءات شعريّة اختارها من كتابه المحتفى بإصداره، لاقت استحسان الحضور.
في نهاية النّدوة، دار نقاش بين المحاضرين والجمهور، تطرّق إلى بعض ما طرحته "المشاهد الشعريّة السرديّة" من قضايا شائكة، ما زالت معلّقة، أثرى النّدوة وأضاف لها الكثير من الأجواء الثقافيّة والحضاريّة الرّاقية.   

(صور الخبر بعدسة الدكتور برهان أبو تايه)

على ضفاف النهر.. فنون تتألق في بيت نجم الدين


بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
   حين اتجهت الى عمّان عاصمة الاردن الجميل بعد مشاركتي في معرض فلسطين العاشر للكتاب في مدينتي الأجمل رام الله، وما أن عبرت النهر حتى كان هاتفي الجوال يدق باتصال من الفنانة التشكيلية رنا حتاملة، تدعوني لحضور معرض فن تشكيلي في مدينة اربد عروس الشمال في الأردن، وحين اعلمتها أني قد عبرت النهر من قليل متجها للعاصمة، حتى ضحكت وقالت: رغبت أن أدعوك لمعرض تشكيلي في بيت نجم الدين، وها أنت تعبر النهر والمعرض يحمل اسم: فنون على ضفاف النهر، فآمل أن تتمكن من زيارة المعرض بما انك قد عبرت ضفاف النهر.
  هي أيام قليلة وكنت أشد الرحال لمدينة اربد، فقد كان برنامجي يضم ثلاثة مسائل، ومن مداخل المدينة اتصلت بالفنانة رنا فأعلمتني انها في صالة العرض في بيت نجم الدين، فاتجهت فورا لهناك فالمعرض في نهاية فترته ولا مجال لأن اتأخر عن حضور المعرض رغم ارتفاع درجات الحرارة وضيق الوقت، فالفن التشكيلي يأسر مني الروح ولا أسمح لنفسي بالتغيب عن حضور معرض يمكنني حضوره، وبعد المعرض كنت اتجه لقاعة بلدية اربد الكبرى  لحضور حفل تكريمي لأحد رواد العمل التطوعي، ومن البلدية كنت أتجه لبلدة الحصن جنوب اربد لأوثق بعدستي ذاكرة الشاعرة والكاتبة والفنانة المرحومة روضة أبو الشعر، ليكون هذا بعض من توثيقي بمقالاتي عن ذاكرة الحصن وبوح الأمكنة فيها.
   وصلت بيت نجم الدين حيث عبق الذاكرة والفن والجمال والذي حمل اسم الأستاذ والمربي والمثقف نجم الدين عبدالله الناصر، وكان منزله الذي أصبح من خلال الورثة للبيت التراثي مركزا ومنارة ثقافية وفنية تجمع أعمال المبدعين في المجالات الثقافية والفنية، وهذه الزيارة الثانية لصالة العرض هذه، وإن فوجئت بأن صالة العرض قد قلت مساحتها كما أن الحديقة الصغيرة الجميلة لم تعد جزءًا من هذا المكان الذي كان أجمل واكثر سعة ولكن يظهر انه قد جرى اجتزاء بعض من مساحته وفصلها عن هذه المنارة الثقافية لسبب أو لآخر، لأجول بعدها في اروقة المعرض برفقة الفنانة رنا حتامله مدير بيت نجم الدين، متذوقا عبق مدارس مختلفة من الفن التشكيلي الجميل، وكانت فرصة رائعة أن أتعرف على بعض من ابداعات فنانين لم ارى أعمالهم في معارض وإنما صور عبر الشبكة العنكبوتية، فالمعرض يضم لوحات لتسعة عشر فنانا وفنانة، وإن لاحظت خلال تجوالي بين اللوحات أن قسما لا بأس فيه منها عبارة عن صور للأعمال الأصلية، ودوما أرى أن الصورة لا يمكن أن تعبر عن حقيقة العمل الفني، وأعتقد أن مشاركتها بين اللوحات الاصلية تضعف من قوة المعرض ومن جماليته، وربما تم اللجوء لذلك لتعذر وصول الأعمال الأصلية من أصحابها المتواجدين في فلسطين لسبب أو آخر، علما أن وصولها ليس مسألة صعبة فهناك شركات عديدة يمكنها نقل الأعمال بتكلفة لا تعتبر عالية، أو أن يحملها أشخاص معهم بسهولة فالحركة بين الضفتين حركة يومية وأيضا مع العمق الفلسطيني، وربما تكون المشكلة فقط في صعوبة وصول الأعمال الفنية من قطاع غزة بحكم الحصار المفروض على القطاع، وهذا أزعج رغبة ذائقتي الفنية بالتجوال بين أعمال فعلية وقرائتها عن قرب.
   لفتت نظري العديد من الأعمال الفنية وجعلتني أقف أمامها بصمت متأملا ومحلقا في فضائها ومنها لوحتين للفنان خلدون أبو طالب، وهو فنان متميز بريشته ونشيط، فقد اقام 18 معرض شخصي في مدينته السلط، اضافة لمشاركته في العديد من المعارض المشتركة في الاردن وخارجه، وتميزت له لوحتان من ثلاثة لوحات شارك بها في المعرض وهي لوحات تمازج بين المدرستين الانطباعية والواقعية، حيث اللوحة الأولى تميزت بجمال حديقة وأزهارها والوان الفرح تغمرها، وفي وسطها مقعد فارغ ولكنه من المقاعد القديمة التي لم تعد موجودة الآن، وهي من خشب الزان القوي، وأذكر بطفولتي أن بيت اهلي كان به ستة من هذه المقاعد المتميزة بجمالها وقوتها ودقة صنعها، وبجوار المقعد صندوق خشبي عليه دلة القهوة، وواضح من الدرجات الخشبية الثلاثة وآنية الأزهار ان اللوحة تمثل حديقة منزلية، وهي تخلو من وجود بشري ظاهر، وكأن اللوحة ترمز إلى لحظات انتظار للقادم المشرق الأجمل، واللوحة الثانية تصور بيتا تراثيا من باب خشبي ونافذتين بجوار الباب، وأيضا كانت هناك شجرة مزهرة بالوان الفرح ومقعد خشبي عريض، وأيضا المقعد فارغ ولكن من طبيعة الأزهار وساق الشجرة ونظافة الارض اشارة رمزية أن المكان حافل بالحياة، حافل بالفرح، يمازج الفنان فيها بين الواقع ورمزية الفرح المنتظر، وأعتقد أن اللوحة انطباعية عن دارة الفنون في جبل اللويبدة في عمَّان، وفي اللوحتين لا نجد وجود بشري ظاهر، ولكن رمزية هذا الوجود ظاهرة من خلال جمال المكان وألوان الفرح فيه.
   ومن اللوحات المتميزة التي شدتني بقوة لوحتان للفنان محمود أسعد، وهي لوحات تظهر تميزا وحرفية عالية، فرسم الوجوه (بورتريه) ليس بالفن السهل من خلال ممارسته كفن يحمل فكرة وتروي اللوحة حكاية وليس مجرد رسم منقول عن الصور، وهذا ما يميز الرسام عن الفنان، والفنان هنا اضافة لحرفيته في رسم وجوه الفتاة بلوحتين في المعرض، أعطى للوحات فن وجمال وفكرة، فخرج عن الإطار التقليدي في رسم الوجوه، فنجد خلفيات اللوحتين تحويا رسوم فنية وهذا انعكس بألوان على الشعر منحت التسريحة في اللوحتين شكل معاصر وغير تقليدي، وكل لوحة أخذت شكلا وأوحت بفكرة مختلفة عن الأخرى، فلوحة كانت الرموش تغطي على العينين الناظرتين للأسفل، مع انفراجة الشفتين وكأن هناك حديث أو دهشة، بينما اللوحة الأخرى كانت العينان مفتوحتين ولكن مع نظرة يشوبها الألم وهي تضع ذقنها على يدها.
  كما لفت نظري الفنان مهند القسوس في لوحاته عن الأزهار والطبيعة، وقد تميز عبر مسيرته في الفن بتوثيق التراث الاردني والطبيعة والبيئة، فكان حقيقة معبرا عن الفنان الذي هو نتاج لبيئته، ولوحته التي شارك بها وهي تصور زهرات يانعة شعرت بها تتكلم وتنشد انشودة الجمال، ولوحة أخرى لمشهد طبيعي ينثر الراحة في نفس المشاهد وروحه.
   بالتأكيد ان حديثي عن الفنانين الثلاثة لا يعني انتقاصا من الفنانين الآخرين المشاركين، ولكن ربما أن الوقت لعب دوره بسرعة التجوال وبالتالي تركت الدهشة في الأعمال التي تحدثت عنها أثرها على روحي، اضافة أن اللوحات المصورة لا يمكن ان تثير فيّ الدهشة والرغبة في الكتابة، رغم ان بعض الفنانين مبدعون، ومضافا لذلك أن هناك أعمال لا تتجاوز العمل الحرفي ولا ترقى لمرحلة الفن التشكيلي، وهناك لوحات لفنانين تحتاج ان يبذلوا جهودا أكثر وأن يبتعدوا عن السرعة في الانجاز حتى يأخذ العمل حقه.
   المعرض بحد ذاته فكرة جيدة ولكن كان يجب الاعداد له بشكل أفضل، وكان من المهم أن تكون غالبية اللوحات القادمة من الضفة الأخرى للنهر لوحات حقيقية وليست صور، حتى يعطي المعرض الفكرة الحقيقية للأعمال الفنية وأرواح المشاركين، كي يحقق الفكرة من المعرض التي تقوم على أن المشاركين هم أحفاد من عاشوا على ضفاف نهر الأردن وبنوا الحضارات المتميزة، حتى جاء الأحفاد وتواصلوا عبر جسور المحبة التي بنوها فوق نهرهم المقدس.

حياة الفلسطينيّة ماتتْ وشروق السوريّة غرُبتْ



كتبت آمال عوّاد رضوان ـ
الموتى لا ينتحرون رواية جديدة للكاتب سامح خضر، تناولها نادي حيفا الثقافي والمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني حيفا، بتاريخ 9-7-2016 في قاعة كنيسة القديس ماريوحنا الأرثوذكسية في حيفا، وسط حضور من الأدباء والمثقفين والمهتمين والأصدقاء، وقد رحب المحامي فؤاد نقارة رئيس نادي حيفا الثقافي بالحضور، ثمّ تولت عرافة الأمسية الشاعرة ليليان بشارة منصور، وتحدث عن الرواية كل من د. راوية بربارة والكاتبة هيام أبو الزلف، وكانت مداخلات من الحضور لشيخنا الأديب حنا أبو حنا، والكاتبة الإعلاميّة سعاد قرمان، والمحامي حسن عبادي، ود. إلياس زيدان، وأنور سابا، وسلمى جبران، ومحاورة قصيرة أجرتها خلود فوراني سرية، ثم تحدث الكاتب سامح خضر وشكر الحضور والقائمين على تنظيم الأمسية، وفي نهاية اللقاء تمّ توقيع الرواية والتقاط الصور التذكارية!
مداخلة د. راوية بربارة: مساؤكم عابقٌ بالحياة، ليس لأنّ الموتى لا ينتحرون، بل لأنّ الأحياءَ منّا يعرفون بأنَّ الحياةَ أثمنَ مِن أن نُقايضَها بالموت، فعلى هذه الأرض نبضٌ مستمرٌّ للحنين إلى رائحةِ البيتِ والأهلِ والترابِ الذي سِرنا عليه حفاةً أوّل مرّة، وللقلوبِ التي تنبضُ فرَحًا حين رؤيتنا، فالموتى لا ينتحرون.. عنوان ملخّصٌ، كشَفَ لنا فيه سامح خضر حقيقةً نعرفها، مفادها أنّ الموتى ليس باستطاعتهم الانتحار، لأنّ الانتحارَ يعني مفارقة الحياة، والموت هو مفارقة الحياة، فكيف يمكن لفاقد الحياة أن يعطيها الحقَّ في الانتهاء؟ هذه مفارقة لا تتمّ إلّا إذا كان أحدُ المعاني مواربًا، فالموتى ليسوا أمواتَ الجسد، إنّما هم موتى الروح "ربِّ أرِني كيف تحيي الموتى"، فالموتى كلمةٌ تستعمل لمن مات حقيقة بخروج الروح من الجسد، وأبطال الرواية ماتت أرواحُهم، فما نفعُ الجسد إذا انتحر؟ هل يُقدِم الميّت على الانتحار إلّا إذا كان جسدُهُ حيًّا؟ وهذا يعني بأنّ الموتى في العنوان هم أحياء، وهذا الميّت الحيّ عبارة عن أوكسيمورون، إردافٌ خُلُفيّ كصوتِ الصمت، والنهار المعتم، والمنتحر الذي لا ينتحرُ. إذًا؛ نتوقّع أنَّ الروايةَ تقوم على التضادّ، وأصعب ما في التضادّ أن يكونَ بينَ الشيءِ وذاتِهِ، أن تكونَ ميّتًا وأنت على قيد الحياة، أن تكونَ منتحرًا وأنتَ ممّن لا يستطيعون الانتحارَ، أن تكونَ أنتَ ولا أنتَ!
العنوان ملخّصٌ، لأنّه أنبأنا أنّ شخصيّاتِ الرواية عانتْ مأساةً صعبة، أفقدتهم قيمةَ الحياة ومعناها، فما الذي منعهم مِن الانتحار؟ سؤالٌ يتركُ في العنوان فجوةً تحثّنا على متابعة القراءة، لسبر أغوارِ النصٍّ واكتشاف الأسباب، وبهذا يدعونا الكاتب من العنوان، لنصبحَ قرّاء مشاركين في تتبّع الأحداث، والتفاعل معها واستيعابها أو رفضِها، فيسردُ الحاضرَ متّكئًا على الماضي بكلِّ تبعيّاته، فكيف لحاضرٍ أن يقومَ بذاته؟ أليس هو محطّة آنيّة للانتقال بين زمنيْن، أحدُهما انتهى ولا خيار لنا في تغيير أحداثه، والثاني سيبدأ غدًا وعلينا أن نمسكَ زمامَ تحكّمه فينا.
سامح خضر يتّكئ على الماضي الفلسطينيّ للفلسطينيين في مكانيْن، في فلسطين وفي بيروت، ليقولَ لزمان الوهم كفاكَ بطولاتٍ، كفاك دموعًا، كفاك "ارحمنا من هذا الحبّ القاتل"، تعال افتح أوراقًا لم يجرؤ كثيرون على فتحها، وانثر لنا الخيبات والزلّات واللامتوقّع.. اكشف لنا حقائق نتغاضى عنها رغم وجودها، ونريد أن نجمّلَ لوحتنا الفلسطينيّة باسم القضيّة، ولكنّنا في الأدب وفي الفنّ لا نجمّل الواقعَ، بل نأتي به على قذارته وقبحِهِ، لنتحدّاه، لنبوحَ به فنزيل عبئًا راقدًا على صدورِنا، فكما قالت "حياة" لإياد في الرواية "أبوح لأنّ البوحَ يُصلحُ روحي" (الرواية ص. 47)، وسامح خضر يبوح في الرواية، لأنّ البوح يطهّر الفلسطينيين من الألم الاجتماعيّ النفسيّ السياسيّ المَعيش، ليقول هذا مجتمعٌ عاديٌّ على كِبَر قضيّتِهِ، هؤلاء أناس يخطئون بحقِّ بعضهم، وبحقِّ أنفسهم رغم فداحةِ ما حلّ بهم.
إنّ السببيّة التي تحكم العنوانَ، هي نتاج صراعاتٍ اجتماعيّة- سياسيّة كان سامح خضر جريئًا في طرحها، فالموت هو نتيجة، والانتحار هو السبب، لكنّنا في العنوان نجد اللانتحار، اللاسبب يؤدّي إلى نفس النتيجة- الموت؛ فيتحوّل الموت من نتيجة إلى سبب، فلأنّهم موت، النتيجة أنّهم لا ينتحرون.. هذا التبادل للإيجاب والسلب وللتضادّ وللتناقض هو قاعدة الأساس، لأحداث الرواية التي تنتفض وتسير "على قلقٍ كأنّ الريحَ تحتها"؛ فرياح سفاح القربى تنعف "حياة" التي يغتصبها جدّها؛ ربيب المجتمع الذي يتعاملُ مع الناسِ بظاهرهم، والذي يرفع من شأن أناسٍ لو عرّاهم على حقيقتهم، لكان رجمهم حتّى الموت عقابًا رحيمًا...
ارتياح التضادّ في الرواية ليس في العنوان فحسب، إنّما في أسماء الشخصيّات، فشروق السوريّة قد غربت حياتها بعد أن أخذ البحر ابنَها، وأخذتِ المأساةُ زوجَها.. وتلك "حياة" عاشت الموتَ ستّ سنوات عجافٍ، لأنّ "حاميها حراميها"، لأنّ جدَّها "الموقّر" كبيرَ العائلةِ والقريةِ أرادها لنفسِهِ، لجنونِ عظمَتِهِ، لم يردعْهُ أنّها حفيدتُهُ، ولم يردعه يُتمُها، ولم يردعه أنّه اغتصبَ والدتَها قبلَها، فـــ"أمينة" الأمّ كانت أمينة على ثلاثةِ أيتامٍ تركهم "مشعل" يحترقون بنار الجدّ، كانت تخاف إن لم تلبِّ طلبَ حماها أن يقتلَها، أن يقتلَ أبناءَها، أن يحرمَها رؤيتهم، رغم أنّها كانت لابن عمّها، وأخذها الجدّ لابنه مشعل، فكانت بذلك سببًا في علوّ شأنِهِ، ثمّ بعد أن ترمّلتْ أصبحت سببًا في تسلّطِ عنجهيّته التي قوّاها عنده المجتمع، فهو سيّد البيت وحامي الحِمى، بينما أولاده كالأغلبيّة في عمرهِ، يعملون في إسرائيل لجلب القوت لعائلاتهم.
  هنا، كما في كلّ الرواية يتجرّأ سامح على تعرية هذا الواقع الاجتماعيّ القذر، على تعريةِ هذا الواقعِ الفلسطينيِّ الذي لا يليق بمكافحٍ، محتلٍّ، مناضلٍ، فدائيٍّ يرى الهويّةَ الفلسطينيّةَ كفاحًا وبطولةً، كما كان يراها "إياد" الذي عاش مأساة تل الزعتر، والذي كانت تحلم أخته الصغيرة "وردة" برؤية فلسطين، فيأتيها الجواب من أمّها "حين يكبر إياد"، وقد ورد على لسان إياد عنها "أبقت وردةُ فلسطينَ حاضرةً فينا.. كانت الناطقة باسمها.. الجرَس الصغير الذي علّقه الله في رقابنا، كي لا ننسى أين نحن وأين يجب أن نكون" (الرواية ص. 21)، وردة الجرس الصغير الذي علّقه الله في رقابنا، كي لا نصبح خرافًا ضالّة، وباستشهاد وردة في تلّ الزعتر، فقدْنا البوصلةَ، وفقدْنا الحلمَ بالعودةِ إليها، فكيف سيعود إياد إلى فلسطين، والمجزرةُ تركت والدته وأختَهُ جثّتيْن منفوختيْن، وتركته في الرابعةَ عشرةَ من عمره لا مأوى له، ولا حلم إلّا السلاحَ لينتقمَ، فينضمّ إلى المقاومين بعد أن أخذ سلاحَ مقاتلٍ قد قضى، وتتتالى عليه الخيبات، لتكونَ أصعبها حينَ حُمّلَ بالسفينة للخروج من بيروت، وهنا ذكّرني المشهد الروائيّ بمقطعٍ من قصيدة لمحمود درويش، قصيدة "يأس الليلك": تذكرْتُ أنّي تذكّرْتُها يومَ مالَ الحديدُ عليَّ ومالَ الزبدْ/ إلى أينَ يا بحرُ؟ لي إخوةٌ من نحاسٍ، ولي لغةٌ مِن جَسدْ
 وتتتالى الخيبات على إياد، فقدُهُ لأمِّهِ، فقدُهُ لأختِهِ وردة، فقدُهُ للسلاح وقد نشأت بينهما علاقة أبوّةٍ، المجزرة، الخروج من بيروت، من اغتراب الاغتراب عن الوطن الأمّ إلى ألمانيا، ليصبحَ إنسانًا مهشّمًا مهمّشًا، فها هو حين وصوله يصيح في شواره ألمانيا "أنا فلسطينيّ، أنا فلسطينيّ من بيروت"، لكنّ أحدًا لم يأبه ببالون البطولةِ المنتفخِ..أحدًا لم يعبأ بالفلسطينيّ ونضاله وحياته وموته وبقائهِ ورحيلهِ، فانفجرَ هذا البالون وتطايرَ الوهم، ليصبح إياد في عداد الموتى الذين لا ينتحرون، الموتى الذين يجمعهم القاسم المشترك "الخذلان من الدنيا" (الرواية ص. 20)، "يجمعهم الموتُ الصغيرُ المتكرّرُ الذي يُعطّلُ فكرةَ الانتحار"  (الرواية ص. 66).
   إنّ فضاءات البوحِ في الروايةِ تفقأ الوهمَ الفلسطينيَّ المترنّحَ على حدود الخيبات، وعلى حدود البطولات، وعلى حدود من ضحّوا بحياتهم، وأولئك الذين بقوا على قيد الحياةِ يعاينهم الموتُ، "لأنّ الألم الأكبر أن نظلَّ أحياء ونرى الحلم يتبدّد" (الرواية ص. 99)
  وسامح خضر بجرأته ربّتَ على كتف مآسينا وأحزاننا، وأيقظنا من حلمنا الفلسطينيّ الفاتح نوافذَهُ على العالم الخارجيّ، وقال قوليْن:
أوّلهما: الفلسطينيّ بمجتمعه المنغلق نحو ذاته هو إنسان، تحكمه كلّ المنازلات والمآسي والمصائب والأفكار والهواجس التي يمكنها أن تحكم أيّ إنسان، على اختلاف جنسيّته وتاريخه وجغرافيّته.
وثانيهما: إنّ وهمَ البطولاتِ الفلسطينيّة لم يرفعنا إلى مصافّ الأنبياء، الأتقياء، الأولياء.
  إنّ فضاءات البوح الصريح بما حلَّ بنا، وبما يمكن أن يكبّلَ حاضرنا، تلك الفضاءات لا يمكنها أن تتمّ إلّا بأمريْن تصرّح بهما الرواية وتعتمدهما:
أوّلهما: أن نبتعد جغرافيًّا عن موقع الألم، عن القرية، عن بيروت، عن فلسطين، لنتمكّن من الهروب من القيود الاجتماعيّة التي من الصعب كسرُها، والتي تكبّل أوتارَنا الصوتيّة والعقليّة فنخشى البوح، لذا كان هروب شروق من بحر سوريا، وهروب إياد من وهم البطولات، وهروب حياة من المجتمع الفلسطينيّ الرافض للتصديق بأنسنة القائد الاجتماعيّ وغيرهِ.
ثانيهما: أن نستدعيَ الماضي "لنرى جروحنا ونلمسها، نلمسَ جروحَنا حتّى نُشفى منها، فلا شفاءَ لجرحٍ لا نلامسه بأيدينا" (الرواية ص. 55)
 إنّ فضاءات البوح في الرواية لم تعتمد المجاز اللّغويّ والتورية، قدر اعتمادها المجاز الطرحيّ لقضيّة  نخبّئها تحت سَجّادة المجتمع فتركها قذارةً نتكتّمُ عليها. فضاءات البوح في الرواية اعتمدتِ المسرحةَ بلا خلفيّات وتقنيّات لأنّ التبئير كان على الشخصيّات بحركاتها ومشهديّتها فتداخلت أصوات الرواة وتبدّلت بين المشاهد وأحيانًا في نفس الجملة، للتأكيد على جماعيّة الموتى الذين لا ينتحرون، فها هما إياد وحياة في مشهديّة رسيس الحبّ وبداياته يتناوبان ويتبادلان إتمام الجمَل "قبلكَ كنت ياااوحدي..معكَ صرتُ في حضن الدنيا، أراكَ أوّلَ رجلٍ على الأرضِ.. أراكِ آخرَ امرأةٍ في الخلق" (الرواية ص. 28)، وهكذا بهذه التبادليّة تتحرّر الرواية من صوتٍ واحدٍ للسارد، فيتناوب السرد صاحبَ الشأن ذاك الميّتَ الذي لا ينتحر لأنّ فضاءات البوحِ في الرواية انفتحت على نافذتين: أوّلهما: مواجهة أنفسنا
وثانيهما: مواجهة المجتمع، وهذا ما فعله إياد بعودته إلى فلسطين، إلى قرية حياة ليحاسب جدّها على فعلته، ليبرّئ ساحةَ حبيبته، ليواجه الموتَ بصدماتٍ كهربائيّة، علميّة، أخلاقيّة، وليقول للفساد كفى، لم يذهب دمنا هدرًا، سنواجه كلّ فسادٍ في هذا المجتمع لنطهّره منه، ولا حاجةَ لأربعةِ شهودٍ لنثبتَ الجرمَ المشهودَ من الضحيّةِ، علينا أن نلملم جراحنا ومداويها، لا أن نتركها تنزّ وتقيح. علينا ألّا  نُقتَلَ قربَ البئرِ، بل أن نحاكمَ المسؤول المجرمَ، وننشلَ ماءَ الحياةِ من بئر محبّتنا.
مداخلة الكاتبة هيام ابو الزلف: لقد وقفت على عتبة النّص طويلا، حتى قبل أن أزيلَ النايلون عن الرّواية، وقد حمّلتها في البداية دلالاتٍ سياسيّة وتساءلت: أهي دعوة إلى الانتحار، وعلى هذه الأرض ما يستحقّ الحياة؟ الموتى لا ينتحرون، لم يخلّصني من تفكيري المسبق إلا قراءة الرواية الّتي لم أدعْها إلّا في ختامها، وقد وجدت متعة في قراءتها، وكنت في غاية الامتنان لهذا الأديب الّذي أتاح لي أن أستقطع وقتًا ذا جودة في هذا الزّمن الرّديء.
الشخصيّة المركزيّة في القصّة هي "حياة" (اسمها يُشكّلُ مفارقة كبرى)، شابّة فلسطينيّة في العشرين من عمرها، أصبحت يتيمة الأب وهي في السّادسة من عمرها، تنتقلُ مع والدتها وأختها سناء وشقيقها حسن إلى بيت جدّها مختار القرية وأحد وجهائها.
حياة ولدت لعائلة ميسورة الحال نسبة إلى بقيّة الأسر في القرية، وفي ليلة شديدة البرودة يوقظها جدّها، يزوّدها بجواز سفر، ويَطردها من بيته. لم تحاول أمّها المغلوب على أمرها ثنْي الجدّ عن قراره. بعد تسع سنوات من التعلم والعمل في برلين، تلتقي بإياد، وهو شابّ فلسطيني مغترب، يقعان في الحبّ  ويتزوّجان، بعد أن يسرد كلّ للآخر بعضًا من خلفيّته، وما دفعه إلى الهجرة.
في القصّة شخصيّة مساعدة ذات أهميّة، هي صديقة حياة السوريّة "شروق" التي كانت لها سندا ومعينًا على التّأقلم في بلاد الغربة، وكان لها الدور الأكبر في تعارف حياة وإياد، الشابّ الفلسطينيّ الذي يجد نفسه في برلين وهو في الثامنة عشرة، بعد خروجه مع من خرجوا من الفصائل الفلسطينية من بيروت، بعد أن فقد أمّه وشقيقته وردة ابنة السابعة تحت أنقاض بيتهم في تل الزعتر جراء القصف، فيُقسم أن ينتقم، وينضم إلى صفوف المسلحين في فتح بعد ثلاث سنوات من استشهاد أمّه وشقيقته، أي وهو في سن الرابعة عشرة من عمره.
مع أنّ الرواية اجتماعيّة بامتياز، لم يكن بالإمكان تحييد السّياسة التي هي جزء يولد مع كلّ فلسطينيّ. "وردة ابنة السابعة تقول لأخيها ابن الحادية عشرة: بدّي اياك تكبر بسرعة يا اياد، منشان ترجع لفلسطين. امي بتقول إنّا راح نرجع لفلسطين. هنا تكمن مأساة شعبنا الفلسطيني، فكل الشعوب يحتويها وطن، إلا الفلسطينيين يحتوون وطنا لا يبرح ذاكرتهم الجمعيّة الّتي تتوارثها الأجيال. "بضمانات أمريكيّة يا رفيق"، جملة ردّدها أحد النّاجين من مجزرة تل الزعتر، يقصد أنّ أمريكا ضمنت للفلسطينيين منع اجتياح الكتائب للمخيمات الفلسطينيّة، وكم كان هذا الضّمان محدودا."
إياد يبدأ بتعلّم اللغة الألمانية ويكتسب شهادة جامعيّة، ويعمل في مصنع للملابس الرياضية، وعندما التقى بحياة كان في ال 35 من العمر، وقد تبلورت شخصيّته كأيّة قطعة فحم يحوّلها الأتون إلى ماسة نادرة وغالية، فقد جعلت التجارب من إياد إنسانًا واعيًا متفهّمًا قادرًا على الاحتواء، ممتنِعًا عن محاكمة الآخر، قادرًا على إيجاد المسوّغات لغيره كما نفسه، وهو أمر في غاية الأهمّيّة، وصبورًا على صدّ حياة له، فلم يأخذ حقّه الشّرعيّ عنوة، إذ أرادها زوجة شريكة، ما جعله بعيدًا عن الرجل الشرقيّ النمطيّ، الذي قلت له ذات خاطرة:  أشفق عليك أيها الرجل الشّرقيّ النّمطي، أيّها الْأرمل الأبديّ، الذي يمضي حياته بدون زوجة.. بدون حبيبة."
 أمّا شروق فلها خلفيتها الخاصّة ومأساتها الّتي دفعتها إلى الهجرة، فقد تعرفت إلى زوجها د. فوّاز أثناء عملها كمعيدة في جامعة دمشق، وكان كلّ شيء يَعِدُ بحياة مشتركة سعيدة متناغمة، إلى أن غرق طفلهما في البحر أثناء إغفاءة قصيرة للزوجين ذات إجازة. قصّة شروق مشحونة بعواطف ومواقف حياتيّة فلسفيّة، ومع كلّ ما مرّت به، فهي تتحلّى بروح الفكاهة الّتي ساهمت في إزالة الحرج هنا، وفي تقبل فكرة جديدة هناك.
كما أن الأخصّائية النفسية د. كلوديا التي وفرتها شروق لحياة، بعدما وجدت صعوبة في التواصل الجسدي مع زوجها، كانت شخصيّة مفصليّة، جعلت الأحداث تنعطف لصالح إياد وحياة. لولاها ما شفيت جروح حياة، ولربما ما كتب لزواجها الاستمرار، فالفصول المتعلّقة بمراحل العلاج (ص113-135)، يدرك أهميّة أن يستعين المرء بأخصائيّ نفسيّ، بعد مروره بأمور وتجارب تُخرج الأحداث العاديّة عن مسارها، ومن المهمّ جدّا أن يرصد المريض مشكلته ويحجّمها ويواجهها، وإلّا فلن يشفى، ولن يكون بوسعه إغلاق دائرة بغيضة من حياته.
إعجابي بالقصّة يعود إلى كونها تمدّ القارئ بمتع عديدة:
متعة السّرد: لم تُكتب الرّواية بترتيب زمنيّ متصاعد، بدأت بعقدة، وهناك أكثر من عقدة في الرواية، فطرد فتاة في العشرين من عمرها يضعها في مهبّ ريح المجهول، مع ما فيه من الخوف والقلق.
عنصر التّشويق: جعل للسّرد متعة، حيث لم يعرف القارئ ما حلّ بحياة وسبب طردها إلّا في فصل متأخّر. ثمّ أنّ القفزة العريضة بين الباب الأوّل والثّاني زمكانيّا، جعل القارئ مُدركًا أن ثمّة فراغات عليه تعبئتها، ولا يتمّ ذلك إلّا بالتوغل في مجاهيل الرواية.
ساهمَ في إمتاعنا اعتمادُ تقنيّة ما يسمّى بالرواية البوليفونيّة؛ أي لغة تعدُّد الأصوات، إذ تسرد كلّ شخصيّة الحدث الروائيّ بطريقتها الخاصّة، وطِبقا لخلفيّتها وتجربتها، ما يجعلنا مُتشوّقين إلى كيفيّة تفاعل الشخصيّات مع بعضها عند حدوث التقاطع فيما بينها، فهل سيكون بين الشخصيات تنافر أم انسجام؟ هل سيتغلب التآلف على التّخآلف؟ هل سينجم عن تصالب الشخصيّات ترابط أم قطيعة؟ ما هو القاسم المشترك للشخصيّات؟ في روايتنا كان الهروبُ هو القاسم المشترك الأكبر، والقدرة على تجاوز المآسي وإرادة الاستمرار هي قاسم مشترك آخر.
الفصول (3 و4 و15) هي مونولوج إياد، والفصول (19-21) هي مونولوج شروق، وما تبقى من نصيب الشخصيّة المحوريّة حياة، مع أنّي لا حظت (ص163) مونولوجًا لإياد لم يُدرَج تحت رقم خاصّ، ربّما سهوًا، أو تداخل مع مونولوج حياة. كان يجب أن يكون عدد الفصول 32 بدلًا من 31.
أذكر أن رواية قواعد العشق الأربعون كتبت بهذه الطريقة. كذلك رواية (המאהב- العاشق) للكاتب أ ب يهوشوع. من جهتي أحببت هذه الآلية التي جعلت من الكاتب راويا عليما بكل شيء على المستوى الواضح المتمثّل بالحدث، والمستوى الغامض المتمثّل بالصّراع النفسيّ والفوضى، والعبث والعذاب أو بما يعرف بـ "تيار الوعي".
 بالنسبة إلى عناصر التشويق، فقد اعتمد الكاتب قرائن أثارت علامات استفهام القارئ الّذي سيكون سعيدا حين يقف على صدق تخميناته. كجملة على لسان حياة: "وجدت أمي واقفة ووجهها كوجه راهبة ضبطت وهي تمارس الفاحشة". وجملة وجهتها لشقيقتها سناء يفهم منها أن سبب طردها يتعلق بشرف العائلة وسمعتها: "لا تسمحي لأحد أن يقترب منك. لا تخافي من أحد. ولا تذْعني لسلطة تحت أيّ ظرف.". "اطمأنت أمي كثيرا لنوايا جدّي الطيّبة". "في ذكرى رحيل أبي الثّالثة، لاحظنا جميعا أن أمّي لم تعد كما كانت. قلّ حديثها، وأصرّت على أن ننام في غرفة أخرى". "كلما ناداني جدّي، تترك أمّي ما في يدها، وتنتظر حتّى أعود لتستجوبني، ماذا قال لك؟ ماذا طلب منك؟" هذه الجملة تمدّ القارئ بالقناعة أن الجدّ غير نظيف، وربما مارس الفحشاء مع كنّته، وها هي حفيدته على وشك أن تعي أنّه من مأمنه يؤتى الحذِرُ. "معلشّ، بكرة بتتعوّدي على إيد جدّك. كلماته أكّدت لي أن إمساكه بصدري لم يكن حركة عفويّة".
اعتمادُ الحوار ألقى المزيدَ مِن الضّوء على الشخصيات والأحداث التي مرت بها، كحوار إياد مع زوجته الذي شرح للقارئ طبيعة علاقة إياد برفاق السلاح قبل الخروج من بيروت إلى الشتات، وشرحُ حياة لأسباب إذعانها وأمّها للجد الّذي لم يكن يتورّع عن حرمان الأم من أولادها، وعن تهديد حياة بإلقاء جثتها عند البئر لتنهشها الضّباع، إن هي أفشت لأحد ما يتمّ بينهما، وسرّ شروق المتعلّق بفقدان ابنها، ورحيل زوجها.
متعة التخيل: مدتنا الرّواية بهذه المتعة عبر فجوات تركها الكاتب بقصد أو بدون قصد، فمعرفة تفاصيل تهريبها إلى ألمانيا كانت في الفصل (28)، والتي اعتمد فيها الكاتب تقنية الاسترجاع الفنيّ "الفلاش باك" أثناء رحلة حياة إلى الأردن، لتعرّج منها إلى فلسطين، وعدم وصف الشّخصيات وصفا حسّيًّا باستثناء إياد، أطلق لخيال القارئ العنان، فإنّ حياة وشروق مختلفتان في خيال كلّ متلق وآخر، عدا عن الأماكن كبرلين الشرقية والغربية وأماكن اللقاء، وعن صباحات فلسطين التي تشبع كلّ الحواسّ.، إذ إنّ لها روائحَ وأصواتًا ووتيرةً خاصّة.
متعة اللغة: وجدت نفسي مسحورة بالتشبيهات الدقيقة الجديدة، ووصف الحالات الشعوريّةِ والاستنتاجات العميقة الناجمة عن تجارب حياتيّة حبلى بالمعاناة، فالكاتب لم يقع في مطبّ ما أسمّيه "متلازمة أحلام مستغانمي"، أقصد أنه لم يتعب القارئ بوصف داخلي طويل، ومناجاة شعريّة تطغى على الأحداث الّتي يجب أن تتلاحق في خلفيات زمكانيّة عديدة، كما تتطلبه الرواية الّتي يجب أن تعبّر عن تجربة حياتيّة زخمة. القارئ يجب أن يلاحق الحدث بشوق: "طالت المسافة من غرفة جدّي، الخطى ثقيلة كأنها حجارة تلقى عليّ، فأصير واجهة من زجاج تتشظى إلى ملايين القطع. أشعر أن خطواتي تدوسُني وكرامتي تُدميني".
هذه الجملة دارت في رأس حياة في أعقاب قرار جدّها بطردها، ثم وهي خارجة  إلى المجهول "أمسكت وحدتي من يدها، وتعلّقت بذيل جلبابي كأطفال صغار يجرهم ثوب أمّهم، ولثمت وجهي بما تبقى من كرامتي". لا أدري لم أبكتني هذه العبارة، ففيها من التعطش إلى الاحتواء والحنان ما فيها، كأن حياة تعتصر من خوائها ما يمدّها بالمناعة النفسيّة.
وفي موضع آخر: "أنا ابنة نفسي، ليس لي في الدنيا سواها، علّتي جسدي، فما استطعت يومًا أن أنزع روحي عنه لأطويه، أحفظه في مكان لا تصل إليه الأيدي".  "أنظر إلى تلك الفتاة الآن، أراها هشّة صغيرة بائسة، تعلمت أن تعيش حياتَها على طريقة خبراء الاقتصاد، ممّن يضعون موازنات الدول الفقيرة. أستدين من نفسي لأغطي عجزي".
وعلى لسان إياد: "كنت أسبر أغوار حياة، كناسك يهمّ بدخول كهف ناءٍ مهجور حاملا في يده شمعة، وفي اليد الأخرى كتابًا مقدّسًا، كان حناني عليها شمعتي، وصبري عليها كتابي المقدّس".
وتداخل صوتيّ حياة وإياد في حوار صامت رائع ستجدونه ص28، "لست حبيبة سوية، لم يلتئم شملي أبدًا منذ وعيت على هذه الدنيا، قلبي أمامي، وجسدي خلفي  وأنا بينهما. عشت حياتي هاربة من جسدي، ولاهثة وراء قلبي."
بعد قبلة حياة الأولى تقول: "شعرت أنني أطلّ على هاوية، رأيت فيها جسدي في القاع". ربّما هذه حالة كلّ أنثى في مجتمعنا، هل يدعُنا المجتمع نتصالح مع أجسادِنا، وهو يحقننا بعداوته باسم التابوهات التي يجب أعادة النظر في جميعها؟
لغة سامح خضر الراقية جزلة لم تمنعْه من استخدام العاميّة في الحوار. "حرام عليك يا مفتري، الإم وبنتها؟ بكفّي اللي عملتو فيّ". العامّيّة أفضت على الرواية أيضًا متعة الإيهام بالحقيقة، فالكتابة الناجحة من مقوّماتها توافر عنصر الصدق، وكأنّ الرواية واقعيّة، فأديبنا وصف البنية الأسرية الهرميّة، والمجتمع الأبويّ الذكوريّ السلطويّ، بطريقة تطابق الواقع تقريبًا، بطريقة وصف الجدّ جسديًّا، وطريقة كلامه الّذي لا يقبل النقاش، والأنثى التي لا سبيل لها إلّا الطّاعة.
(ص51): "غالبًا ما يصبح جدًّا في الأربعين، ويتوقف عن العمل، ويُرسل أبناءه إلى العمل في إسرائيل، ويَغيبون لفترات طويلة، ويبقى هو في البيت ينفق من دخل أبنائه على البيت الكبير، ويتصرّف كسلطة مطلقة في البيت، هكذا بكلّ بساطة أب شابّ، يمتلك السلطة والمال والقرار والهمّة الجسديّة وسط زوجات أبنائه. الأب مقدّس بأخطائه وكوارثه، بسوء تصرّفه بدكتاتوريّته، لو حاول الابن التحقق من الأمر، فسيُطرد من البيت ثمّ ينبذ من العائلة".
المتعة الشعورية: تتمثّلُ بالتشويق والإثارة، ونجد ذلك في الفصول الّتي تصف كيف يُنسج التّقارب بين حياة وإياد، وكيف يصف كلّ منهما الآخر من منظوره. وبعد شفاء حياة من مرضها النفسيّ، الذي انشغلت عنه في أمور تتعلق بالبقاء والحماية، يصفُ لنا الكاتب لقاءَهما الحميميّ الأوّل بعد ثلاثة أشهر من الزواج بطريقة لطيفة، ليس كما يصف يوسف زيدان العلاقة الجسديّة في كتابه عزازيل مثلا: "تتناغم أجسادنا مثل عازفيْن يقرآن النوتة الموسيقيّة نفسَها، تتصاعد وتيرةُ الّلحن بختام خرافيّ، فنرتمي وصوت لهاثنا يتصاعد. لست أدري من كان المايسترو، فلقد تبادلنا الأدوار مرارا".
الفصولُ الأخيرة في الرواية فيها إغلاق دائرة بالنسبة لإياد الّذي تأرجح بين الرجوع وعدمه، بين القبول بتسوية أوسلو وبين رفضها لأسباب مذكورة في الرواية، وكان فيها إغلاق دائرة لحياة التي عادت خائفة، لكن مع رصيد من الدعم من قبل الزوج الّذي تبين أنه زار القرية خفية أثناء فترة علاج سناء، وقد أوهمها أنه في بعثة داخل ألمانيا تتعلّق بعمله، وقد شرح لعم حياة "عبادة" الّذي صدم وبكى، ما تمّ من أبيه المجرم، وكان إياد يتوق إلى عقابه: "أنا هنا لأنتصر ولو مرّة واحدة في حياتي. أين ومتى سأحظى بانتصاري الأول، إذا لم يكن نصري الصّغير لفلسطين وفيها".
لكن عبادة يقرر أن "يلف الطابق" بمشورة المختار أبو سعيد ورجلين آخرين: "ستكون فضيحة مُدويّة، سنخجل أن نمشي في الشّارع. لن يتقدم أحد لبناتنا. لن يحدّثنا أحد. ستوصمنا القرية بما فعله أبي".
لم يشفِ الحلّ غليلي، خاصّة بعد أن قرأت الخاتمة الصادمة: "هاد السنسال لسناء. صحيح.. هي وين يمّا؟ تجوزت؟ سناء لقيناها مقتولة عند البير يمّا."
طمئنّي أديبنا، هل تفكر بكتابة الجزء الثّاني؟  أتمنى أن أرى "أبو مشعل" يُرجم حتّى الموت، بعد أن يتلقى سيلا من البصاق والإهانات. بودّي أن أرى حياة مستعدة لدفع الثّمن، في سبيل أن يصبح واقع الأخريات أفضل، ففي النهاية جميعنا يصبو إلى مجتمع سليم، ولن يكون ذلك بالحلول السياسية فقط، بل بعلاج جذري لأمراضنا الاجتماعية، وسيتمّ ذلك إذا كانت المرأة معتدّة بنفسها، لا تقبل الذّل والإهانة من أحد، ولن يتحقق الأمر والرجل لا يزال في جلباب أبيه. تلزمنا ثورة اجتماعيّة لنحقق نصرًا سياسيًّا.
مداخلةحسن عبادي: إنّ (زنا المحارم/ سفاح المحارم) هو أي علاقة جنسية كاملة بين شخصين تربطهما قرابة، تمنع العلاقة الجنسية بينهما طبقا لمعايير ثقافية أو دينية، بغضّ النظر إذا كان اغتصابا أو بالاتفاق، وعلى هذا تعتبر العلاقة بين الجد (أبو مشعل) وحفيدته (حياة) أو كنّته (أمينه) علاقة مُحرّمة .
الظاهرة منتشرة عالميًّا (وليس في المجتمع العربي فقط) و75% من الاعتداءات الجنسية تحصل داخل العائلة، والجاني قريب الضحيّة، وفي الغرب تداولها الباحثون والإعلام بصورة جديّة أكثر، ففي عام 1967حاول باحثان (آدم ونيل) أن يدرسا هذا الأمر من الناحية البيولوجية البحتة، وقاما بتتبع حالة 18 طفلا كانوا ثمرة زواج مَحارم، فوجدا أنّ خمسة منهم قد ماتوا، وخمسة آخرين يُعانون من تخلف عقليّ، وهي نسبة مفزعة، لذلك خلص هذان الباحثان أن انتشارَ زنا المحارم يمكن أن يودي بالوجود البشريّ من أساسه، وربما يكون هذا جزء من الحكمة من التحريم الدينيّ، والتجريم القانونيّ، والوصم الاجتماعي.
تناول سامح خضر موضوع زنا المحارم بجرأة، فأخذ "زيتون الشوارع" لإبراهيم نصرالله، وانتهاك جسد المرأة لتصبح الأرملة مُستباحة كركيزة، وتناول انتهاك جسد القريبة المُحرّم دون عقاب، بل والإفلات منه كما رأينا في رواية "شرفة العار" لإبراهيم نصرالله، ليبني رواية مُشوّقة تُذكّرني بلقيطة إستانبول، وقد قال محمود درويش: "أنا حيٌّ ما دمتُ أحلم، لأن الموتى لا يحلمون" ويقول سامح خضر: "الموتى لا ينتحرون".
درس سامح خضر أصولَ علم النفس وعلم الاجتماع، ليكتبَ رواية لا تصبو إلى أن تكون علميّة، بل لتلقي الضوءَ على ظاهرة اجتماعيّة مُهمَّشَة، نريد لها أن تبقى بعيدة عن الأضواء، لأنّنا نجبُن أمام أنفسنا، ونضعَف أمام المواجهة! وقد استعمل اللغة المحكيّة وأبدع في ذلك، وخفّف من حدّة وقع موضوعها، فكان موَفّقا في ذلك حين كانت لغةً عربيّة عاميّة، وحبّذا لو استمرّ في ذلك، عندما عرض إياد الزواج على حياة، عوضًا عن لغة ألمانيّة متلعثمة (ص81).
دوْرُ الأمّ "أمينه" سلبيٌّ جدّا، لأنّها سكتت وتكتّمت حين استباحها حموها، ولم تساعد ابنتها في أصغر الأمور "عندما باغتتها أنوثتها" والدورة الشهريّة، أو أكبرها حين سكتت وتكتّمت على انتهاك طفولة ابنتها حياة، ومِن ثمّ التخلّي عنها حين طُرِدت وشّرِّدت، وتصرُّفاتها أدّت إلى استباحة ووأد ابنتها الثانية سناء.
حياة تغلّبت على جدّها وفعلته النكراء، فتخاطبُ أختها: "جسدك لكِ، لا تسمحي لأحد أن يسلبك إيّاه، احتفظي به طاهرًا لزوج أو حبيب" (ص7). وتصرخ: "الغرباء دومًا أحنّ عليّ من أهلي"، وتصمد ولا تنتحر كما أرادوا لها.
الشعورُ بالذنب والعار والخجل لدى الضحيّة يمكن أن يؤدّي إلى اكتئاب شديد، وربّما يكون من مضاعفاته محاولة الانتحار. لكن، هل بإمكان الميّت أن ينتحر؟ يقول إياد: "راودتني ذات مرّة فكرة الانتحار، ولم أفلح فيها، لأنني ببساطة ميت. مُتّ يوم ماتت أسرتي، ومُت يوم ألقيت سلاحي، ومُت يوم خرجت من بيروت. ربّما عطّل الموت الصغير المُتكرّر في حياتنا فكرة الانتحار الكبيرة. الموتى لا ينتحرون" (ص 66). وحياة ماتت يوم اغتصبها جدّها، وماتت يوم طُردت من بيتها بموجب أعراف القبيلة، فكيف لها أن تنتحر؟
لسامح فلسفة وتساؤلات تجاه الدين، ولم يكن جريئًا ليُنسبها لبطلته حياة التي تؤمن بأنه "لا يُحمد على مكروه سواه"، فأوجد "شروق" لتصرخ: "لا أريد مخدّرات إلهيّة. مَن تسبّبَ في مأساتي لن ألجأ إليه ليُداويني. جئت لأحاسِب الرّبّ على ما فعلَه فيّ. لم أكذب ولم أسرق ولم أزن ولم أعصِ، لكنّه نكّل بي وأذاني. جئت لأقول له لقد خسرتَ مؤمنة، لأنّكَ خسّرْتَها ابنها الوحيد".
كتابٌ جديرٌ بالقراءة لأنه يُنذر بالعاصفة، لكن سامح لم يصرخ صرخة الضحيّة، ولم يخطُ الخطوة الضروريّة لصالحها، فلم يُحاسب الجاني وجعله يفلت من العقاب، ولم يصرخ صرخته المدويّة التي صرخها في روايته الأولى "يعدو بساق واحدة": لقد أنذرتنا يا سامح إنذارًا يكفي ليهزّ كل شيء فينا، يكفي ليُزلزل الأرض تحت أقدامنا، يكفي ليوقظنا من سباتنا، وليفتح أعيُننا التي أغمضناها عمدًا أو جهلا على حقائق مروّعة، لا تُنذر بعاصفة فحسب بل بكارثة محققّة. 
 وأخيرًا، يقول سامح على لسان بطله إياد: "ربما استطعت التعايش مع غياب البندقيّة، ولكنني لا أستطيع أن أتخلّى عن حيفا ولو في مُخيّلتي" (ص64)، فها أنت يا سامح في حيفاك وبين أهلك، أهلًا بك وبوركت على هذه الرواية الرائعة.