للروائي عبدالواحد محمد رواية (جميلة ) وحلم عربي

ضمن فعاليات الصالون الجزائري الدولي للكتاب في دورته رقم 21  الممتد من الفترة 26 اكتوبر حتي 5 نوفمبر 2016 م والمقام  بالعاصمة  الجزائرية  حاليا  تتصدر رواية ( جميلة )  للروائي العربي عبدالواحد محمد من جمهورية مصرالعربية في جناح فيسيرا  الحديث اليومي من  قبل وسائل الاعلام العربية والاجنبية  حيث تجسد الرواية صفحات  خالدة من التاريخ الجزائري في فضاء الرواية العربية وتعكس كثيرا من اسرار الحياة الجزائرية المصرية العربية في  قالب روائي معاصر من خلال ابطالها عبود السرجاني  توفيق ومان صليحة ابو الفضل لبني سرحان خديجة ابراهيم  محمد لعريبي  واستدعاء شخصيات  تاريخية علي رأسها هواري بومدين وجمال عبدالناصر جميلة بوحريد  والعربي بن مهيدي  مفدي زكريا  بنكهة الفيس بوك  وما تتضمنه رواية (جميلة ) من حلم وحدوي عربي رغم كل عواصف الربيع العربي  التي كتبت كثيرا من سلبيات وطن !
لتؤكد جميلة أن حلمها هو عودة كل عواصم الوطن العربي  لتغني علي اوتار عربية تعزف الحان فيها  الأمل دوما باقيا  ولاريب استطاع الروائي العربي عبدالواحد محمد كسر حاجز الرواية العربية التقليدية  واستبدلاها بالرواية العربية بنكهة الإنترنت مع جميلة الجميلات التي كتبت كثيرا من رسائل الإبداع العربي من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة ذات صباح مشرق ! 
وتقع الرواية في حوالي 400 صفحة من القطع المتوسط  والتي تحكي بكل سلاسة عن مفردات ابطالها في التعبير عن حلمهم في زيارة كل عواصمنا العربية التي اصبحت تعاني من ويلات الدواعش في سابقة لم تعرفها عواصمنا العربية لكن تؤكد جميلة لكل من يقرأها أن الأمل باقيا وضاحكا !

آمال عواد رضوان تكتب: نادي حيفا الثقافيّ يُكرّم وليد فاهوم




أمسيةً ثقافيّةً مغايرةً جريئةً أقامها نادي حيفا الثقافيّ برعاية المجلس المّليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا، في قاعة كنيسة مار يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، بتاريخ 27-10-2016، ووسط حضور كبير من أدباء وكُتّاب وأصدقاء وأقرباء، إكرامًا للباحث النصراويّ المحامي وليد الفاهوم، وإشهار بحثه "دراسات في الدين والدنيا والإسلام السياسيّ"، وقد تولّى إدارة الأمسية المحامي فؤاد نقارة رئيس ومؤسّس نادي حيفا الثقافيّ مرحّبًا بالحضور، وشارك في الأمسية كلّ من قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدة متحدثا عن أهمّيّة الحوار السلميّ بين الشعوب، والأديب حنّا أبو حنا، ولظروف قاهرة تعذّر حضور المتحدثين المزمع حضورهما ومشاركتهما: الشيخ رشاد أبو الهيجا، ومحمد شريف رئيس الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة، وتقديرًا لمشوار وليد فاهوم الأدبيّ والاجتماعيّ والسياسيّ، قدّم نادي حيفا الثقافي درع تكريم للمحتفى به، ممثّلا بـ: جريس خوري عضو المجلس الملي الأرثذكسي الوطنيّ حيفا، والمحامي كميل مويس عضو المجلس وأمين صندوقه، والمحامي حسن عبادي عضو نادي حيفا الثقافي والناشط الأدبيّ، والمحامي فؤاد نقارة، ثمّ قرأ الكاتب وليد الفاهوم ثلاث فقراتٍ من كتابه: عن فراس السوّاح والدولة العسكريّة ومآل الغطرسة، وعن سوريا التي تخوض حربًا عالميّة هي وحلفاؤها ضدّ الإرهاب الإسلامويّ، ومقطعًا من قصيدة ابن عربي أمير الصوفيّين العرب عن دين الحب، ثمّ شكر الحضور والمتحدثين والمنظمين، وتم التقاط الصور التذكارية أثناء توقيع كتابه المثير للجدل!
مداخلة المحامي فؤاد نقارة- رئيس ومؤسّس نادي حيفا الثقافيّ: الأخوات والأخوة مساؤكم خير. باسم المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، وباسم نادي حيفا الثقافي وباسمي، نرحّب بكم وبرجال الدين الأجلّاء من مشاركين بالأمسية، وبكلّ مَن كرّمونا بحضورهم هذه الأمسية، أهلًا وسهلًا بكم في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، ويُشرّفنا أن نستضيف الباحث والكاتب الزميل وليد الفاهوم، تقديرًا لمجهوده الكبير والشجاع وإصدار كتابه "مقالات في الدين والدنيا والإسلام السياسيّ"، مع حفظ الحقّ لكلّ قارئ أن يختلف مع كاتبنا على ما جاء في الكتاب من رأي أو استنتاج.  
لقد تعذّر حضور الشيخ رشاد أبو الهيجاء، بسبب وفاة أخيه عمر- له الرحمة- في الأمس، واعتذر أمير الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة الأخ محمد شريف لوجوده في الخليل. 
يسرّنا أن يشاركنا هذه الأمسية قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدة الغنيّ عن التعريف، الذي يُعَدُّ ليس من رجالات حيفا فقط، بل من رجالات شعبنا العربيّ، لِما يتمتّع به من علم ومعرفة ورحابة صدر والترفع عن التقوقع والانعزال والتطرّف، فكتاباته وأفكاره وتحليلاته السلميّة تُنشر على الملأ بدون رهبة وبدون محاباة، وتُمثّل رجل دين متنوّر واعٍ ومثقفٍ بامتياز، إنّه مثال لرجل الدين الذي يستحقّه شعبنا.
وليد الفاهوم الكاتب والباحث الحامل للهمّ الفلسطينيّ: من مواليد الناصرة 1943، أنهى تعليمه الابتدائيّ في مدرسة الفرير، ومن ثمّ في المدرسة الثانويّة البلديّة في الناصرة، حاصل على شهادة البكلوريوس في موضوع الفلسفة وعلم النفس من الجامعة العبرية في القدس، إجازة الحقوق 1974، مارس المحاماة لمدّة 20 سنة في الدفاع عن السجناء السياسيّين في المناطق المحتلة، وهو ناشط اجتماعيّ في العديد من المؤسّسات الوطنيّة، ومن مؤسّسي اتّحاد جمعيّات العمل التطوّعيّ في الناصرة، والذي ضمّ 33 جمعيّة تطوّعيّة، وله العديد من الإصدارات الثقافيّة.
مداخلة الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدة: الفهم الصحيح للدين يؤدّي إلى فهمٍ صحيحٍ لله وللآخر المختلف، لا خلاف في أنّنا نعيش اليوم في عالمٍ متغيّر؛ بل شديد التّغيُّر بسبب التّقدُّم التّقنيّ وثورة الاتّصالات والمعلومات، وعصر الفضائيّات، والسّماوات المفتوحة، وتَقلُّص الحواجز والمسافات بين دول العالم؛ وكأنّهم باتوا يعيشون في قريةٍ صغيرةٍ في عصر العولمة. وقد تمخّض عن هذا؛ غزوٌ جديدٌ يُطلَق عليه الغزو الثّقافيّ والفكريّ، وأصبحت الثّقافة الأقوى تمثِّل تهديدًا قويًا للثّقافات الهزيلة الضّحلة. والى جانب هذا، أدى التّصادم بين الثّقافات المتنوّعة في غياب لغة الحوار الرّاقي المتحضِّر إلى بزوغ تصرّفاتٍ وسلوكيّاتٍ وقيمٍ وظواهرَ نفسيّةٍ واجتماعيّةٍ واقتصاديّةٍ، قد تبدو غريبةً وشاذةً على الآخر.  ومع تزايد التّصادمات الثّقافيّة والفكريّة في حلبة المجتمعات الدّوليّة والمحليّة، ظهرت أشكالُ جديدةٌ للعنف- على الرّغم من أنّه ظاهرةٌ قديمةٌ قِدَم البشريّة- تبعًا لتغيُّر وسائل العدوان وتطوّرها. والعنف سلوكٌ إيذائيٌّ قوامه إنكار الآخر، واستبعاده عن حلبة التّغالب، إمّا بقهره، وإمّا بنفيه إلى خارج الحلبة، وإمّا بتصفيته معنويًّا وجسديًّا. لذا؛ فإنّ معنى العنف الأساسيّ هو عدم الاعتراف بالآخر. كما أنّ العنف يشكّل أخطر مظاهر العدوان الّتي تلازم البشريّة. والى جانب هذا، فقد تكاثرت أعمال العنف الدّامية الّتي وصلت في معظم الأحوال إلى حدود اللّامنطق واللّامعقول، وباتت تشكِّل ظاهرةً خطيرةً تلتهم أمن وطمأنينة المجتمع الإنسانيّ، وتُعطِّل أيّ استثمارٍ عقلانيٍّ لجهود النّماء الإنسانيّ.
ويشهد المجتمع الإنسانيّ ثقافةً جديدةً لعنفٍ مختلفٍ لم يعتدْهُ من قبل، لذا لا بدّ من وقفةٍ من قبل المفكّرين والباحثين في كلّ المستويات العقائديّة الفكريّة والدّينيّة لدراسة هذه الظّاهرة، ومعرفة أسبابها وجذورها والتّصدّي لها، من خلال طرح استراتيجيّاتٍ لمواجهة ظاهرة العنف العالميّ. وقد تأثّر العالم بأسره بدوره من ظاهرة العنف، لأنّه يمثِّل كيانًا لا يُستهان به من كيانات العالم الإنسانيّ، وأصبحت أشكال العنف المختلفة شائعةً في كلٍّ من الشّارع، والمدرسة، والتّلفاز، ودور العبادة، وضدّ الطّفل والمرأة، ومن خلال الممارسات الدّينيّة والسّياسيّة. وأودّ في هذه المناسبة توجيه دعوةٍ دينيّةٍ واجتماعيّةٍ وإنسانيّةٍ إلى الإصلاحيّين المستنيرين من أبناء المجتمع الإنسانيّ، من أجل الوقوف سويًّا للتّصدي لظاهرة العنف في عالمٍ متغيّر، ونأمل من الله تعالى أن يكون هذا اللّقاء صرخةً مُدوّيةً لإيقاظ الضّمير الإنسانيّ، من أجل المحافظة على إنسانيّة الإنسان، الّذي بات يعيش شريعة الغاب، بدلاً من عيشه شريعة الله الّتي هي محبّةٌ وتسامحٌ وألفةٌ ومغفرةٌ وانفتاحٌ على الآخر المختلف عنّي دينًا وعِرقًا. من هنا علينا جميعًا أن نُلغيَ حرف "الرّاء" من كلمة "الآخر"، ليُصبح هذا الأخر أخًا لي في الإنسانيّة.
لقد بات من المؤكّد والضّروريّ أنّ نشر ثقافة التّسامح والتّعايش وقبول الآخر المختلف حاجةٌ أساسيّةٌ ومُلِحّةٌ وخاصّة، في ظِلّ هذه الظّروف الحسّاسة الحرجة الّتي نمرّ بها من كافة النّواحي الّتي نحن فيها، ويجب زرع هذه الثّقافة في نفوس وعقول الجيل النّاشئ، لأنّها تُساهم بشكلٍ فعّالٍ في خلق جيلٍ واعٍ قادرٍ على تحمُّل أعباء المسؤوليّة، وقيادة المرحلة القادمة بشكلٍ إيجابيٍّ وسليم، لأنّ الثّقافة بشكلٍ عامٍّ هي ثقافةٌ إنسانيّة، لذلك لا توجد ثقافةٌ عديمةُ القيمة كلّيّا، أو ثقافةٌ كاملةٌ مكمَّلةٌ تحتكر الحقيقة الإنسانيّة، وتختزل ثراء الوجود، وتمتلك حقّ فرض معاييرها وإيديولوجيّتها وأجندتها السّياسيّة والدّينيّة على الآخرين، بما في ذلك اللّيبراليّة الّتي تعيش أبهى أيّامها وأكبر انتصاراتها. لذلك نرى بأنّ السّبب الكامن وراء الاستقرار النّسبيّ والغنى الثّقافيّ لمعظم المجتمعات الغربيّة، يعود بالضبط إلى حقيقة أنّها لا تعتمد على عقيدةٍ سياسيّةٍ وحيدةٍ أو وجهة نظرٍ واحدةٍ للعالم، ولا يتحقّق التّسامح وقبول الآخر إلاّ بالحوار والتّواصل، والمشاركة الحقيقيّة في اتّخاذ القرار، لأنّ إقامة حوارٍ بنّاء وخلق فضاءٍ للنّقد والفكر المستقلّ، يُساعد المجتمع على عيش حالةٍ من الاستقرار والسّلام والتّعايش، مهما اختلفت أعراق ومعتقدات أبنائه. وإنّ الحوار والتّواصل دائمًا وأبدًا هو الطّريق الصّحيح لحلّ كافّة القضايا العالقة، وهو البديل الصّحيح عن فرض الرّأي بالقوّة، وبالحوار نحافظ على التّواصل والمحبّة والسّلام، ونعمِّق معاني الدّيمقراطية والتّعاون، ولا يكفي لنجاح الحوار مجرّد الدّعوة إليه دون اتّخاذ خطواتٍ عمليّةٍ تُترجِم ما اتُّفِقَ عليه من قبل الأطراف المتحاورة على أرض الواقع، وتُنمِّي الثّقة بين المتحاورين، فإذا لم يطمئنّ المتحاورين إلى المصداقيّة في إجراء الحوار، وإذا لم تُستَبعَد العوائق والموانع، يصبح الحوار سفسطائيّا دون غايةٍ أو هدف، أو مجرّد حوارٍ من أجل الحوار.
إنّ المجتمع المتجانس ثقافيًا يتمتّع بقوّةٍ مميِّزةٍ خاصّةٍ به، ويخلق مَناخًا تشترك فيه الثّقافات المختلفة لحوارٍ مُثمرٍ يعود بالنّفع على الجميع، ويساعد على إقامة حسٍّ مجتمعيٍّ تكافُليّ، وبذلك يُسهِّل عملية التّواصل الدّاخليّ بين أبنائِه، ويُغذِّي ثقافةً كثيفةً متماسكةً ويمدُّها بأسباب الحياة. وإنّ قبول ثقافة الآخر المختلف لا يعني بالضّرورة الاقتناع بها، إنّما هو إقرارٌ بوجود الاختلاف معها، وبوجود هذه الثّقافة وقبولها من قبل الآخر، شرط أن لا تكون تلك الثّقافة مبنيةً على حساب حقوق الآخر أو وجوده، كما ويجب النّظر إلى الآخر المختلف من دون تمييزٍ؛ بسبب الجنس أو الدّين أو القوميّة أو الخلفيّة الاجتماعيّة أو الاتّجاه السّياسيّ أو أيّ سببٍ آخر، وطالما أنّ الاختلاف لا يكون على حساب وجود الآخر أو حياته، فالآخر هو فردٌ مواطن، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، فيجب احترام هذا الاختلاف والعمل على تعزيز قبول ثقافة الآخر المختلف مهما بلغت درجة الاختلاف، وتفعيلها بشكلٍ طبيعيٍّ بما تنسجم مع واقعنا ومتطلَّباته.
وإنّ التّسامح والدّيمقراطيّة لهما اتّجاهان، أي أخذ وعطاء وتفاعل إيجابيّ مع قيمٍ إنسانيّةٍ جديدةٍ بعيدةٍ عن روح التّعصُّب والكراهية وشطب الآخر المختلف. حيث إنّه بغياب الدّيمقراطيّة تنعدم إمكانيّة تكافؤ الفرص في التّعبير عن الرّأي، وبغياب العدالة السّياسيّة تنقطع فرص الحوار والتّواصل بين مُكوِّنات المجتمع، وبغياب سلطة القانون يقع الضّرر على الجميع بدون استثناء. ولكن غياب ثقافة التّسامح وقبول الآخر المختلف هو من أكثر عوامل الواقع الّذي يعاني منه مجتمعنا في الوقت الحاضر، وهذا يمثِّل مسؤوليّةً يجب أن يضطلع بها الجميع من قوًى سياسيّةٍ ومنظمّاتٍ مجتمعيّةٍ ومؤسّساتٍ ثقافيّةٍ وحتّى علماء دين، ولكن بعض ما تم ذكرها هو فاقد لما عليه أن يعطيه للمجتمع، وحيث أن فاقد الشيء لا يعطيه بأيّ حالٍ من الأحوال.
إنّ الاعتراف والإقرار بثقافة التّسامح وقبول الآخر والاعتراف به هو أمرٌ جيّدٌ ومقبولٌ نظريّا، ولكن يجب العمل والنّضال من أجل ترسيخ قيمة هذه الثّقافة، وتطبيقها في الحياة اليوميّة بشكلٍ يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء. ومن أجل العمل على نشر هذه الثّقافة، لا بدّ من اتّخاذ بعض الخطوات العمليّة في هذا المجال ألا وهي: (1) تَبَنِّي برامج علميّة وذلك لتنميّة الوعي المجتمعيّ؛ (2) وضع مناهجَ تعليميّةٍ جديدةٍ لإعداد جيلٍ واعٍ قادرٍ على تحمُّل أعباء المرحلة؛ (3) إيجاد أدواتٍ إعلاميّةٍ متطوّرةٍ على جميع الأصعدة؛ (4) نبذ كلّ أشكال التّطرُّف والتَّخلُّف والتَّشدُّد في المجتمع، عن طريق إقامة دوراتٍ تعليميّةٍ وندواتٍ تثقيفيّةٍ ولقاءاتٍ روحيّةٍ دينيّةٍ بين جميع أبناء المجتمع بمختلف أطيافه وانتماءاته المذهبيّة والطّائفيّة، ليتسنّى، على سبيل المثال، للمسلم أن يتعرّف على المسيحيّ، والمسيحيّ بدوره يتعرّف على المسلم، وهكذا دواليك. إنّ فكرة التّسامح وقبول الآخر، واللّجوء إلى الحوار وإلغاء فكرة شطب الآخر والثّأر وإناطتها بالقانون، يعتمد على استعداد الأطراف الّتي تريد بناء مستقبلها، على أساس تغليب المصلحة العامّة على الخلافات الشّخصيّة والمشاعر الدّفينة البعيدة عن التّعقُّل والتّروّي في نتائجها. وهنا لا بدّ من الإشادة إلى بعض الشّخصيّات التّاريخيّة المتسامحة:
المهاتما غاندي: من أقول صاحب سياسة المقاومة السّلميّة (فلسفة اللّاعنف) المعروف بتسامحه:
"أين يتواجد الحبّ تتواجد الحياة"؛ "إنّ اللّاعنف هو القوّة العظمى لدى الإنسان، وهو أعظم مِن ما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرةً على التّدمير". تُوفّي مقتولاً برصاص شخصٍ هندوسيٍّ متعصّبٍ لم تَرُق له عظمة التّسامح الغانديّة؛
من أقوال مارتن لوثر كينغ المناضل السّلميّ ضدّ التّمييز العنصريّ: "السّلام الحقيقيّ ليس مجرّد غياب التّوتُّر، بل إنّه إحقاق العدالة". "إنّ ثمرة اللّاعنف هي المصالحة وإيجاد المجتمع الحبيب". "الكراهية تُولِّد الكراهية- علينا مقابلة الكراهية بالمحبّة". "غايتنا ليست هزيمة الرّجل الأبيض أو إذلاله، بل كسب صداقته وتفهُّمه لحقوقنا". "فلسفة اللّاعنف لا تتأسَّس على الجُبن، إذ إنّ غايتنا تكمن في بناء مجتمعٍ يعيش في سلامٍ مع نفسه".
البابا القديس يوحنا بولس الثّاني الّذي تعرّض لحادثة اغتيال عام 1981 من قِبل (علي أقجا) التركيٍّ المتعصّبٍ، خرج على أثرها بجروحٍ بالغة، وأُدخِل المستشفى وأُخضِع لعملياتٍ جراحيّةٍ كادت تودي بحياته، لكنّه بالرّغم من ذلك التقى بقاتله وعفا عنه، وأخلى سبيله بكلّ رحابة صدر.
وبالرّغم من هذا وذاك، نلاحظ أنّ هناك تصميمًا واضحًا لدى كافّة المهتمِّين والغيورين على حريّة الإنسان وحقوقه المشروعة في الاستمرار بالعمل والنّضال الدؤوب، وبالوسائل المتاحة والممكنة في نشر هذه الثّقافة مهما كانت الضّريبة، وبفضل العولمة والتّقنيّة الحديثة، لا يمكن لأيّ مجتمعٍ اليوم عزل نفسه عن المؤثِّرات الخارجيّة، خصوصًا مع تنقُّل رأس المال والتّكنولوجيا والقوى العاملة والأفكار وما إلى ذلك، بحريّةٍ عبر الحدود الإقليميّة، وبالتّالي إنتاج صِيَغٍ جديدةٍ للتّفكير والحياة. يستحضرني ما جاء على لسان الفيلسوف ابن عربي الّذي قال: "لقد كنتُ قبل اليوم أُنكر صاحبي إذ لم يكن ديني إلى دينه دانٍ، لقد صار قلبي قابلاً كلّ صورةٍ، فمرعى لغزلان، وبيت لأوثان، ودير لرهبان، وكعبة طائف، وألواح توراة، ومصحف قرآن، أدين بدِين الحبّ أنى توجّهت ركائبه، فالحبّ ديني وإيماني". إنّ كلّ الأديان تسعى في طريق التّقرُّب إلى الله، ولو بأشكالٍ مختلفة؛ فعلى المرء أن ينظر إلى الأديان باعتبارها تجلّياتٍ متتاليةٍ للحقيقة الإلهيّة، بالإضافة إلى فكرة الحبّ نفسها، وما يمكن أن ترتقي به لتصل إلى الحقيقة المرتجاة. وحين نؤمن بأنّ الحبّ هو الّذي جعل الله يرسل أنبياءه ليعلِّم النّاس طرائق الوصول إليه، ندرك أنّ ما من سبيلٍ لبلوغ مرضاته أكثر من أن يُخلص النّاس في وُدِّهم لشركائهم في الإنسانيّة، فيتجنّبون بذلك غوائل التّعصّب، الّذي يقود إمّا إلى الكراهية والحروب، أو إلى أوهام الشّعور بالتّفوُّق والأفضليّة، وهذا ما لا يتّفق مع هدف التّعارف بين الشّعوب والقبائل المختلفة، الّذي أشار اليه القرآن الكريم، فليس أحدٌ أفضل من أحدٍ إلاّ بالتّقوى، والتّقوى في جوهرها خلقٌ كريمٌ لا ينسجم مع تجهُّم المتشدِّدين وادّعاءاتهم بالتّميُّز.
مداخلة الكاتب وليد الفاهوم: أوّلًا وقبل كلّ شيء، جئت لأسمع لا لكي أتكلّم، وكم يتوق الكاتب أن يسمع صدى ما يكتب. ثانيًا، جئتُ لكي أتعلّم، فيبقى الإنسان يتعلّم من المهد إلى اللحد، لكي أتعلّم من النقد الموضوعيّ العلميّ، من نقد الفكر لا نقد الشخص، كما جرت العادة لدى بعض المتمشيخين الجدد، فيتركون الفكرة لأنّهم عاجزون عن مجاراتها أو نقدها أو نقضها، ويتعربشون بشخص الكاتب وشخصيّته؛ طويل قصير، خِرّيج موسكو، عضو حزب، عميل روسيا والولايات المتحدة في الوقت ذاته.. هذا ما حدث لي فعلًا، وهكذا تمّت مهاجمتي قبل حوالي السنة في إحدى صحف الحركة الإسلاميّة عندنا في البلاد، مع أنّني خِرّيج الجامعة العبريّة في القدس، ولست عضوًا في الحزب الشيوعيّ، إنّما صديق إلى أبعد حدود الصداقة. هذه الأمسية عبارة عن حفل إشهار لكتابي، هذا الحفل الذي أعتزّ به، لأنّه هنا في هذا النادي الحيفاويّ الوطنيّ (بالمعنى الفلسطينيّ)، كان من المفروض أن يتواجد المتكلّمون الكرام؛ شيخٌ وكاهنٌ وأميرُ الجماعة الأحمديّة، لكن تغيّب الأوّل والأخير لظروف قاهرة، فنخاطبهم من خلال حضرة الغياب، ويعوّض تلك الخسارة هذا الحضورُ المتميِّزُ بأعلى درجات التميُّز. أشكركم جميعًا من شغاف القلب، وأخصُّ بالذكر "الأخ أبونا" أغابيوس، والمجلس الملّي الأورثوذكسيّ ورئيسه وأعضائه، كما وأخصُّ الزميل المحامي فؤاد نقارة "زمبرك نادي حيفا الثقافي"، والجنديّين المجهوليْن الزميل المحامي حسن عبادي وفضل الله مجدلاني . 
لقد استغرق هذا الكتاب مدّةً طويلة، وكُتب على مدار ربع قرن ما يقارب ثلثَ حياتي (حياة الإنسان العاديّ)، بعضه نُشر في صحيفة الإتحاد الحيفاويّة، أمّا المواد الأخيرة منه فهي جديدة، ولم تنشر من ذي قبل، وقد تمّ تعديلُ بعضَ ما نُشر، ليتلاءم مع روح نصوص الكتاب والمنهج الذي اتّبعته، ففي البداية رأت دار النشر (مطبعة الحكيم في الناصرة) أن تطبع مئةَ نسخة، تمّ توزيعها على الأصدقاء وبعضِ أفراد "القبيلة" وبعضِ الكتّاب، لاستطلاع واستنباط بعضِ الملاحظات، وبناءً عليها تمّ إجراء بعض التعديلات، وكذلك إجراء طباعة بأحرف مشدّدة على بعض الأفكار الرئيسيّة لإبرازها، بحيث أنّ القارئ الكسلان يستطيع أن يقرأها، فيفهم مضمونَ الكتاب خلالَ ساعةٍ أو ساعتيْن. 
وهنا لا بدّ لي من بعض الملاحظات، الأولى تتعلّق بخوف الشارع من الخوض بمثل هذه المواضيع التي يتطرّق لها الكتاب، وكأنّ سكين داعش قد وصلت إلى رقبته أو حنجرته! وهذا هو أحد أهداف هؤلاء القتلة: بثّ الرعب في الناس حتى تصل القلوبُ إلى الحناجر، (على حدّ تعبيرهم في الأدبيّات التي ينشرونها مع أفلامهم المرعبة)، هذا الخوف يتمدّد حتّى إلى التنظيمات الأقلّ دمويّة التي تتعامل بالسياسة، وإلّا فبماذا نفسّر صمت الشارع الأردنيّ، في أعقاب اغتيال الكاتب الصحفي والمفكّر ناهض حتّر؟ بماذا نفسّره سوى الخوف من جماعة الإخوان المسلمين ذات القاعدة العريضة في الأردن؟ بماذا نفسّر أيضًا إحجام أحد تجّار الكتب عن توزيع هذا الكتاب، بعد أن تمّ الإتفاق معه على ذلك، بادّعاء أنّه يأكل لقمة خبزه من الحركات الإسلاميّة، وهو لا ينوي التصادم معها؟  قلنا له: "نوّع يا أخانا، فمجتمعنا بأمسّ الحاجة إلى التعدّديّة، وبأمسِّ الحاجة إلى الحوار".. وهذا ما نقوله الآن في هذه الحضرة وفي كل زمان ومكان ! 
أنا (وأعوذ بالله من هذه الكلمة) ممّن يؤمنون بنظريّة موت الكاتب، فالكاتب يموت بعد أن يفرغ من الكتابة، ويصبح الكتابُ مُلكًا للناس جميعًا، فمنهم من اختلف ومنهم من ائتلف، لذلك، فالجدل يجب أن يكون مع مادّة الكتاب الباقية، وليس معي ككاتبٍ زائلٍ ولو بعد حين، فاسمحوا لي أن أكلّمكم في هذه الأُمسية من وراء حجاب! اسمحوا لي إن كلّمتكم من خلف حجاب! 

وفد من مشايخ وفعاليات تجمع عرمون بلدتي يزور سفير دبي أيقونة العالم شوقي دلال في راشيا مقدماً التهاني

سفير دبي أيقونة العالم شوقي دلال يستقبل في راشيا الوادي وفد من مشايخ وفعاليات "تجمع عرمون بلدتي" قدموا التهاني لمناسبة تعيينه سفير لدبي ايقونة العالم .
"تجمع عرمون بلدتي" من بين التجمعات الثقافية والإجتماعية المهمة على مساحة الوطن لما يضم فيه من نخبة الشباب والصبايا الذين تواعدو على الخير وحب العمل العام دون مقابل وقد أثمر ذلك العديد من الأنشطة الكبيرة والمهمة في كافة الأصعُد
وفد التجمع زار اليوم راشيا الوادي حيث قَدّموا التهاني لسفير "دبي أيقونة العالم" شوقي دلال لمناسبة توليه منصب سفير للأيقونة ناقلين تحيات جميع أعضاء التجمع في عرمون كما حَيّا الوفد دبي أيقونة العالم والرئيس التنفيذي سعادة الدكتور محمود عبد العال وأعضاء مجلس الأيقونة على هذا الإختيار لما للفنان شوقي دلال من إسهامات ثقافية وإجتماعية كبيرة على مدى ثلاثين عام في لبنان والبلدان العربية والعالمية مباركين إنطلاقة الأيقونة في الحفل الذي سيقام في 15 الشهر الجاري في مركز دبي للتجارة العالمي واضعين جميع إمكانات التجمع للتعريف عن هذا الإنجاز العربي الكبير.
من جهته شكر السفير شوقي دلال الوفد الذين شرّفونا الى بلدتهم وبين أهلهم في راشيا مثنياً على دور "تجمع عرمون بلدتي" في توحيد الكلمة وجمع كافة مكونات المجتمع وخدمة الجميع وإبراز الطاقات المُبدعة في شتّى المجالات وهذا ما لمسته من خلال نشاط التجمع الثقافي والإجتماعي خلال هذا العام والسنوات السابقة والشكر على هذه العاطفة التي تنم عن الوفاء والنبل لدبي عاصمة الإبداع الحديث وهو عمل نقدره عاليا. ناقلا "تحيات الرئيس التنفيذي الدكتور محمود عبد العال وأعضاء مجلس أمناء الأيقونة داعياً الجميع مشاركتنا في حدث إطلاق الاوبريت العالمي دبي أيقونة العالم في 15 الشهر الجاري في مركز دبي التجاري العالمي". 

في الصورة: السفير شوقي دلال ووفد تجمع عرمون بلدتي في مكتب جمعية محترف راشيا لبنان

نهلة الشقران تتألق مع أنثى تشبهني في فضاءات عمَّان




بقلم: زياد جيوسي ومنى عساف ـ
عدسة: زياد جيوسي
   من جديد تألقت د. نهلة الشقران في مجموعة قصصية جديدة لها، "أنثى تشبهني" في فضاءات عمَّان الثقافية وفي رواق قاعة المكتبة الوطنية وبحضور جيد من المهتمين، كانت د.نهلة تعتلي المنصة مع حفل اشهار ترأس عرافته الدكتور باسم الزعبي وتحدث فيه وقدم قراءات نقدية كل من د. عماد الضمور/ الأردن، د. محمد المحفلي/ اليمن، والمجموعة القصصية الجديدة للكاتبة تقع في 96 صفحة من القطع المتوسط، تجول في فضاءات إحدى عشرة قصة، تدور حول الأنثى باشكال حضورها المختلف، الصمت والصراخ، وأخذت المجموعة اسمها من قصة تحمل الاسم وتتحدث عن امرأة في الخمسينات من العمر تعيش على الذكرى وتبحث عن صحبة امرأة تشبهها.. لكنها من ورق.
   قدم للرواية الروائي والقاص هاشم غرايبة وقال في بعض من تقديمه الذي اعتلى ألق صفحة الغلاف الأخيرة: (في هذه القصص نقرأ ضجيج الصمت، ونرى ظلا لامرأة من رماد، ونحتمي بعينين غارقتين بالصمت، ونرتشف الشاي في طقس يُغيّب ملامح المكان، ونشم رائحة الظل..).
   تحدث د. عماد الضمور عن المجموعة القصصية الجديدة وقال من ضمن قراءة نقدية متميزة تحت عنوان "البحث عن الذات الانثوية في أنثى تشبهني لنهلة الشقران": (تهدف الدراسة الى استنطاق الخطاب الانثوي في المجموعة القصصية للكشف عن كيفية تشكل رؤاه الحلمية وطرائقه الفنية ومعجمها المتوهج في حالتي الفقد والوصال)، (لقد سيطر على القصص التي شملتها الدراسة مساران سرديان مستحكمان على الذات الانثوية هما مسار الذاكرة الذي يرتد الى الماضي وذكرياته فنلمس فعل البوح والنزف معا واما المسار التخر فهو الحلم الذي تمارس فيه الذات الانثوية فعل العشق الذي يجنح إلى اقصاء الماضي والانتصار للذات المقهورة وصولا الى اقصى درجات الاتحاد بالمحبوب)، (لعل اهم ما تمتاز به هذه القصص هو الايجاز والتكثيف السردي في النص والاعتماد على اسلوب الحوار مما عزز من انتاجية البناء الدرامي للنصوص السردية واكسبها جمالية عالية فضلا عن استخدام واضح للافعال الحركية التي تضفي على النص ايقاعا سريعا مختزلا يمتح من الذات القاصة وروحها المعذبة)، (ينطوي العنوان على بعد تأثيري نفسي وانفعالي مخصب بالابعاد الدلالية والزمانية والمكانية وبالابعاد السياقية كذلك لان العنونة تركيبة معقدة من الشحنات النفسية والاجتماعية والدينية واللغوية منبثقة من ميثولوجيا الانا واحلامها وامالها) . 
وتحدث الدكتور محمد المحفلي عن المجموعة القصصية قائلا في بعض من قرائته النقدية: (في مجموعة أنثى تشبهني للكاتبة نهلة الشقران، نجد الكثير من الأنساق الثقافية التي تصدت لها في متن المجموعة محاولة ليس كشفها وتبيين نسقيتها فحسب، بل العمل على مواجهتها والتنبيه من خطرها وتوضيح نتائجها ومآسي سلبيتها على الذات وعلى المجتمع. فهناك أنساق ثقافية من منظور نسوي بمعنى أنها تركز على الانساق الثقافية الموجهة بسلبية نحو المرأة، وهناك أنساق ثقافية أخرى تتناول الكثير من الانحرافات المجتمعية التي حاولت تبيينها بصورة عامة. ولأن تلك الأنساق كثيرة، ومحالة الوقوف عليها وتحليلها بصورة دقيقة تحتاج إلى مساحة زمنية ومكانية أوسع من هذا المقام، فإن هذه القراءة العابرة ستحاول التركيز على جانب دقيق ومحدد بوصفه نموذجا لكشف تلك الأنساق الثقافية، ستركز هذه المقالة على مقارعة الصمت، ليس بصورة شاملة إنما بوصفه صمتا ونسقا ثقافيا مكرسا من المجتمع من وإلى المرأة، وسنتبين كيف اشتغل المتن القصصي على هذه النقطة المركزية متجاوزين البناء الفني وبالتركيز على الدلالة واشتغال اللغة السردية.
   إن مقارعة النسق الثقافي في بواطن هذه المجموعة لا يأخذ بعدا واحدا ولا شكلا واحدا في المواجهة، بل يتخذ عدة خطوات كلها تتكامل لتشكل في الأخير منظومة مواجهة مكتملة، ستبين هذه القراءة كيف تشتغل وكيف صنعت لنفسها استراتيجية لتحقيق هذه الغاية الثقافية، في باطن هذا العمل الفني الجمالي).
    ثم تحدثت الاستاذة زهرية الصعوب وقدمت ملخصا عن السيرة الذاتية للدكتورة القاصة نهلة الشقران، ليختتم حفل الاشهار بكلمة للقاصة نهلة قالت في بعض منها: (لا أستطيع وصف سعادتي وكل هذا الحب يحيط بي، الحب ذاته الذي أنبت "أنثى تشبهني" حب تراب الأردن وأول عصرة زيت رمثيّة وعبق الصباح في حوران، ورائحة دقّ الهال في "هاون" جدتي، ولفافة زيت وزعتر في برد كانون.. 
   أمّا عن بداياتي في الكتابة فلا أدري أكتبت قبل ولادتي، أم ولدت لأكتب، أم كتبت لأولد . كتبت القصة في الصفوف المدرسية، وعلى مقاعد الدراسة الجامعية حصلت على جوائز على مستوى الجامعات الأردنية، ثم أخذني طريق العلم منها فأبحرت في أدب الرحلات واللغة والنحو، درست الخطاب اللغوي فيه، فمزجت بين حبي للأدب وتخصصي في اللغة، ثم حين اغتربت بعد إنهاء رسالة الدكتوراة عام 2010م إلى السعودية أعادني الشوق لبلادي إلى القصة من جديد، كتبت قصصا كثيرة زادت على خمسين قصة، فازت منها عشرة في مسابقة دبي الثقافية للإبداع عام 2012م، الأمر الذي دفعني أن أفكّر في نشر "أنثى تشبهني" عام 2015م، فكان العام الذهبي لي، به نشرت وزارة الثقافة الوجه الآخر للحلم وقد أضفت للعشرة السابقة سبعة نصوص، وكانت كتب الرحلات.
   في "أنثى تشبهني" إحدى عشرة قصة، وفي كل قصة أنثى ربما تشبهني وربما أشبها، وربما تشبه زيتون بلادي. ولكل أنثى صوت مكتوم وقيد لا يزول لكنها ترنو إلى أمل بقادم تنتظره، تكابد الحاضر بوجع صامت، وتحلم بامتلاك صوت واحد فقط لتقول: لا.. البطلة في كل قصة تبحث عن ذاتها، وتتفقّد صوتها لأنها توقن تماما أنّه سبيلها إلى الحياة الكريمة).
   الدكتورة نهلة عبد العزيز الشقران حصلت على البكالوريس ثم الدبلوم العالي ثم الماجستير ثم الدكتوراة بدرجة الامتياز باللغة العربية وتمارس التدريس كمحاضر متفرغ في الجامعة الهاشمية وقبلها في جامعة اليرموك، ولها العديد من الاصدارات والأبحاث العلمية والأدبية المنشورة ومن اصداراتها: خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري، 2015م. رحلة ابن جبير، دراسة تركيبية ووصفية، وأخيرا المجموعة القصصية الوجه الآخر للحلم، ليليها اصدارها الأخير: أنثى تشبهني، مجموعة قصصية،   لتختتم الأمسية بتوقيع الكاتبة نسخ من المجموعة للراغبين باقتنائها.

ما هو الجديد في قانون الهجرة؟

اعداد الدكتورة بهية ابو حمد ـ

طرأت تعديلات جذرية لقانون الهجرة لعام 1958 والتشريعات المماثلة له لعام 1994 – سأختصر جزء منها على النحو المبين ادناه:

1- معايير جديدة لتأشيرة المقاول – فئة 188

في اليوم الواقع فيه 19 تشرين أول 2016 أعلنت وزارة الصناعة المعايير المتبعة من قبلها كشرط للحصول على تأشيرة المقاول – بمعنى آخر أكدت الوزارة المذكورة تفاصيل المعايير المشروطة بتأشيرة المقاول قبل أن تصدر من قبل دائرة الهجرة او القنصليات الأسترالية في جميع أنحاء العالم كما يلي:

 أ -  استفتاء المعايير الكاملة لتأشيرة المقاول من فئة 188.

ب -  تقديم جدول عمل للنشاط التجاري العائد لكل مؤسسة أو مركز عمل في حال تقديم طلب للحصول على تأشيرة المقاول.   

ت - ابراز الوثائق التي تؤكد بأن المؤسسة أو مركز العمل لديه المال الكافي والوفير والذي من الممكن أن يعتمد عليه للإستقرار في أستراليا. 

من الجدير بالذكر بأن المعايير المعتمدة لتأشيرة المقاول والمهارات تأتي في سياق الإرشادات المعطاة من قبل الحكومة الأسترالية لغاية خلق فرص العمل لأبنائها وأيضاً لرفع الإنتاج المحلي وتنمية النشاط الإقتصادي بشكل دائم.

2- خدمة البيومترية لتركيا- وكيفية تقديم التأشيرات

أعلنت دائرة الهجرة بأنها أسست ثلاثة مراكز جديدة في تركيا وذلك لإستقطاب الطلبات الكاملة للتأشيرات وأيضاً لتسهيل عمليات جمع المعلومات البيومترية ابتداء من التواريخ التالية:

   .  ابتداء من 14 تشرين أول 2016 في اسطنبول أ-
                   .  ب - ابتداء من 18 تشرين أول 2016 في انقرة
ت -  ابتداء من 20 تشرين أول 2016 في غازيانتب.   
ISTANBUL 
Australian Visa Application Centre 
Cumhuriyet Cd. Kok Apt. 
No:193 Harbiye, Sisli, Istanbul,Turkey.  
ANKARA 
Australian Visa Application Centre 
Kavaklıdere Mahallesi, 
Atatürk Bulvarı, No: 154, Çankaya, Ankara, Turkey
Gaziantep
Australian Visa Application Centre 
İncili Pınar Dist. 7th Str. 
Kaplama Commerce Centre, 
Şehitkamil, Gaziantep, Turkey  

3- اجراءات جديدة لحماية الأطفال

في 18 تشرين أول 2016 أعلنت دائرة الهجرة عن الإجراءات الجديدة المعتمدة من قبلها وذلك في إطار حماية "الطفل"  أو  " الأطفال ".

تطبق هذه الإجراءات على كل مؤسسة أو عامل أو وكيل أو شخص كان قد تعاقد مع الدائرة المذكورة لتوفير خدمات معينة من أجل حماية الأطفال المتواجدين في مراكز الحجز أو مراكز اللجوء.

كما أكدت الدائرة بأنها ستعمل جاهدة على تأمين البرامج المفيدة والتي ستؤمن بموجبها الرعاية والحماية الكاملة للأطفال مع توفير الأماكن الآمنة لهم من خلال أشخاص مختصين ومعتمدين من قبلها.

فضاءات الفنانة عالمة العبداللات

بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
   كان لقائي الأول مع الفنانة التشكيلية عالمة العبداللات في العام 2008م صدفة في جاليري رؤى للفنون في عمَّان عاصمة الأردن أثناء زيارة سريعة بعد غياب قسري استمر قرابة أحد عشر عاماً بسبب الاحتلال، وكانت جلسة حافلة بالمرح الذي تشتهر به الفنانة، وأيضا بالحوار عن الفن التشكيلي، ودعتني لمعرض لها كان مقرراً بعد عدة أيام في جاليري مركز الحسين، لكني اعتذرت لاضطراري للسفر، حتى التقيتها مرتين أو ثلاثة في معارض تشكيلية مشتركة هذا العام شاركت فيها بلوحة من أعمالها المتميزة كل مرة، وفعلياً حين تأملت اللوحات التي رأيتها أثارت في روحي الرغبة أن ألتقيها وأعمالها المتوفرة كي أمنح روحي بعض الوقت في واحة من جمال وهدوء تفرضها أعمالها على كل من له عشق للجمال والرغبة في الهدوء النفسي.
   وحين دعتني الفنانة لزيارة محترفها في بيتها الجميل والتراثي في أحد أحياء عمان الجميلة والهادئة نوعاً ما، كنت سعيداً بتلبية دعوتها قبل أن أنشغل بملتقى أدبي لعدة أيام كنت أعرف أني سأواصل الليل بالنهار به، وفعلياً حلقت روحي وأنا أجول بين لوحاتها وإبداعها الفني، فالفنانة عالمة، وكما ألقبها ويلقبها غيري (شيخة الفنانين التشكيليين في الأردن)، فهي من مواليد 1942، وما زالت شعلة من النشاط والمرح والمثابرة والتجديد بإبداعها الفني، وهي في حياتها الفنية تسعى دوماً لتجديد أساليبها في الرسم سنويا وباستمرار، ومن يتأمل لوحاتها ويدققها يجد تغير أساليب الرسم التقنية التي تستخدمها.
   كل لوحة رأيتها للفنانة تستحق قراءة متعمقة فيها، ولكني سأختار أربعة لوحات من أعمالها للحديث عنها، فهي تعبر عن أربعة أساليب استخدمتها الفنانة في إبداعاتها، فالفنانة عالمة تتميز بأعمالها، بشكل عام، بالارتباط بالمكان والطبيعة والألوان الفرحة، فالفنانة في معظم لوحاتها من أتباع المدرسة الانطباعية/ التأثرية في الفن، وسميت بهذا الاسم لأنها تنقل انطباع الفنان عن المنظر المشاهد بعيداً عن الدقة والتفاصيل، وهذا ما نلمسه في غالبية أعمال الفنانة. 
في اللوحة الأولى عن الطبيعة نرى مشهد لغابة من الأشجار التي تتشح باللون البرتقالي بصفة عامة متمازجاً مع ألوان فرحة أخرى مثل الأصفر والأخضر والأبيض، تحيط بتجمع مائي مياهه هادئة ساكنة، تنعكس عليها ألوان الشجر الملونة، والتي تبعث الفرح في نفس المتأمل وتمنحه هدوءاً وسكينة، وفي أعلى اللوحة نرى أطراف السماء مع توشيحات بيضاء للغيوم، وفي وسط اللوحة تماماً تلجأ الفنانة لزيادة اللون الأبيض محدثة نوعاً من الانفراج بين شجرتين والكثافة خلفها، فتظهر وكأنها طريق تصعد للسماء معتمدة بشكل جميل على انعكاسات الضوء بدون ظهور الشمس بوضوح، ويلاحظ أنها لجأت، أيضاً، لوجود بؤرتي رؤية في اللوحة الأولى في الوسط، وانطلقت منها لباقي اللوحة بشكل حلزوني، والثانية في أسفل السماء فوق أعالي الأشجار، ومنها تحركت بريشتها نحو الأسفل، وهذا الأسلوب في استخدام انعكاسات الشمس نجدها تحرص عليه في العديد من اللوحات الانطباعية المرتبطة بالطبيعة، وفي معظم اللوحات نجد أن المياه على شكل مسطحات أو جداول موجودة ومتمازجة مع الطبيعة وكثافة الأشجار، ما يمنح اللوحات جماليات خاصة وشكلاً تأثرياً بالطبيعة ما بين غابات حرجية وأشجار ملونة ومسطحات الماء الهادئة دوماً في لوحاتها.
   بينما في اللوحة الثانية نجد أن المكان هو المكوّن الأساس فيها، ونجدها تميل لاستخدام اللون الأزرق المتمازج بالأبيض في تدرجاته المختلفة، وحتى اللون البني في أسفل اللوحة بجوار المجرى المائي تمازج مع الأزرق والأبيض، ولم يظهر في اللوحة ألوان أخرى سوى الأخضر لبعض الأشجار بين وفي أسفل الأبنية، وأيضاً تمازجت مع الأزرق والأبيض إلا من بعض التوشيحات لألوان تميل للأحمر والبرتقالي، فأعطت جمالية خاصة للوحة، وفي هذه اللوحة نجدها تلجأ للأسلوب الحلزوني من خلال بؤرة في منتصف اللوحة بلون أشد بياضاً للبيت في منتصف اللوحة تماماً، ومنها تنطلق بشكل حلزوني كما الدوامة للأطراف حيث تقل فعالية الألوان وتأثيرها الإشعاعي المنير، وتصبح أطراف اللوحة أكثر قتامة باللون لكن بتمازج لوني متميز مع انعكاسات النور وتبايناته بين الظل والانعكاس، فنجد البيوت تتراكم وكأنها تصعد تلة تقف بالقرب من المجرى المائي مع مساحة للشاطئ والأشجار بأسفلها لتبدأ مقدمة اللوحة بالمجرى المائي وبعض الصخور فيه، ويلاحظ في معظم اللوحات الخاصة بالمكان تقارب الأسلوب المستخدم بالرسم والألوان، وإن لجأت في بعض اللوحات إلى تجريد المكان والبيوتات مع المحافظة على المدرسة الانطباعية من خلال الطبيعة المحيطة بالمكان أو في مقدمة اللوحة، مع التركيز على االلون بألوان مختلفة للسماء من خلال ألوان مختلفة تتمازج كأنها ينابيع متفجرة، وفي بعض الحالات تمازج الألوان للسماء بألوان قوية للغيوم كأنها حبلى بالمطر بينما قاعدة اللوحات، وهي في الغالب مسطحات مائية تكون هادئة، ويلاحظ في لوحات المكان في أعمال الفنانة أنها، في غالب أعمالها، تستخدم القرميد الأحمر للأسطح، علماً أن طفولتها في مدينة جرش وشبابها في مدينة السلط، إلا أن هذا النمط من البناء، وإن وجد في بعض البيوتات التراثية وبنسبة قليلة في جرش ونسبة أعلى في السلط، إلا أنه ليس السمة الغالبة على البناء، ما يشير أن الفنانة قد تكون تأثرت بالطبيعة وجمالياتها في المدينتين وبخاصة في جرش، لكنها بالتأكيد تأثرت بأنماط بناء أخرى في تجوالها وسفرها، وأعتقد أنها تأثرت بأنماط البناء التراثية في رام الله/ فلسطين، فحين درست في بداية حياتها في معهد المعلمات هناك، كانت غالبية أبنية رام الله تعتمد على القرميد الأحمر الهرمي لتغطية الأسطح، إضافة إلى تكرر وجود المجاري والمسطحات المائية أمام الأمكنة وهذا قليل في المدينتين إن لم يكن معدوماً.

 اللوحة الثالثة تمثل نمطاً آخر وأسلوباً مختلفاً عما سبق في الأسلوبين السابقين، فالبحر هو السمة المشتركة، وفيها تبتعد عن استخدام الكثافة اللونية البارزة، وتلجأ لاستخدام الألوان الزيتية المتمازجة من خلال الفرشاة، وفي هذه اللوحة نجد البحر بلونه الأزرق القوي مع حركة محدودة للأمواج توشحها باللون الأبيض، فتخلق الجمالية فيها، النوارس تحلق في بدايات وأفق اللوحة، قوارب تعتمد على التجديف، وسماء ملونة بألوان جميلة تمازج الألوان الحارة مع الألوان الباردة، فنجد ألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر والأبيض، إضافة إلى الأخضر، تعكس نفسها على كتل الغيوم وتراكماتها بشكل ملفت للنظر، والقوارب سمة مشتركة في العديد من لوحاتها التي وجد بها البحر ومنها لوحة متميزة لإمارة دبي، وفي عدة لوحات وفي اللوحة التي تحدثت فيها فيما سبق والتي جردت بها الأمكنة، وواضح في العديد من لوحاتها تأثرها بمشاهد البحر، فالأردن موطنها يفتقد للبحر إلا خليج العقبة الصغير في أقصى جنوب الأردن والبحر الميت في الأغوار وهو ليس أكثر من بحيرة بمساحة محدوة، ويندر أن نجد إنسانا من الأردن يلتقي البحر بدون أن يترك ذلك أثراً في روحه، سواء كان مبدعاً أو إنساناً عادياً.
   اللوحة الرابعة، فيها أسلوب مختلف تماماً عن الأساليب السابقة، فهي لوحة لونية تثير في الروح التساؤلات العديدة، فليس من شيء واضح كشكل فيها، وهي أقرب إلى رمزية لونية تعكس ما كان يجول في الروح حين نزفتها بالفرشاة واللون، وفي هذه اللوحة كان اللون الأحمر بتدريجاته مع تمازج اللون البرتقالي والأصفر والأبيض يأخذ ربع اللوحة، وهو ينطلق من منتصف اللوحة اليمين بالنسبة للمشاهد، ومن منتصف أسفلها حتى يصبح أشبه برأس لامرأة ترتدي رداءً أحمر، أو كتل غيمية حمراء، وخلف الشكل المشابه للرأس نجد فجوة من اللون الأزرق الغامق بشكل طولي يتجه للزاوية العليا المقابلة، وهي أشبه بكتلة سديمية أو مجرة، ونلاحظ هنا أن هذه المنطقة تمثل بؤرة اللوحة، ومنها تبدأ الحركة الحلزونية حتى تتحول الألوان من الغامقة إلى الفاتحة، تبدأ بالانتشار باللون البنفسجي بتدريجاته من الغامق للفاتح وصولاً إلى الأزرق الموشح بالأبيض في يمين اللوحة العلوي، يقابله في يسار اللوحة السفلي الأحمر الذي يتحول للبياض، وفعلياً شعرت كم أن الوقوف أمام هذه اللوحة يخلق حالة من الإثارة أولاً، ليتحول الشعور إلى سكينة وهدوء وسؤال أيضاً.
   في أساليب الرسم المستخدمة نجد الفنانة تتنقل بتقنية اللون والطريقة بشكل متميز، ففي الغالب تلجأ للكثافة اللونية والألوان الحرة مستخدمة الفرشاة، فتصبح اللوحة بألوانها بارزة وملموسة وخشنة، وهو ما يحتاج إلى كميات كبيرة ومكلفة من الألوان الزيتية الجيدة النوعية، وفي لوحات أخرى نجدها لجأت لأسلوب الكشط بالسكين، بينما في لوحات أخرى يكون اللون منساباً وناعماً، ولكن بكرم مفرط بالألوان، فلم أجد أية زاوية أو بقعة يظهر فيها قماش الرسم بين الألوان، وفي لوحات جديدة بدأت باستخدام أسلوب التنقيط برأس الفرشاة للألوان، وهو أسلوب متعب ومرهق، وتحتاج اللوحة إلى وقت طويل لإنجازها.
   وفي نهاية جولتي التي استمرت عدة ساعات في محترف الفنانة كنت أهمس لنفسي: الفنانة الجميلة عالمة العبدلات عاشقة للجمال، فهي تنزفه من روحها، وتسكبه فرحاً وألواناً لتبعث الفرح والجمال في النفوس، فهي فنانة محترفة تعبت على نفسها كثيراً، فدرست بداية حياتها في معهد المعلمات في رام الله، لكنها اتجهت لدراسة الفن  في كلية ليونارد دافينشي في القاهرة، ودرست أيضا في كلية باترسون وفي معهد بوب روس وفي كلية نورث لايت في أمريكا، وتنقلت بمعارضها بين دول ومدن عديدة في العالم ومنها نيويورك وتركيا وفرنسا ونيوجيرسي وباترسون والرياض وفي غيرها من مدن ودول العالم إضافة إلى الأردن موطنها، وتجولت في بلاد كثيرة أيضاً، وبالتأكيد ترك هذا أثراً كبيراً على روحها وفنها وإبداعها، فكان التعبير عن جمال المكان والطبيعة هو الغالب على إبداعاتها؛ فهي تحمل رسالة الجمال، ولا تحمل رسالة أخرى من خلال ريشتها، فابتعدت عن الرمزية والتعبيرية وأساليب الفن المعاصر، إلا رمزية اللون، معتبرة أن نشر الجمال ونثر الفرح هو الرسالة التي تحملها وتؤمن بها.

ساندي تابت ملكة جمال لبنان 2016

المصدر: "النهار"

صبية أخرى على عرش الجمال اللبناني: ساندي تابت (21 سنة) من بحمدون. لم تكن ليلة تابت عادية. توتّر وانتظار وتاج. سهرةٌ تنافست فيها 15 شابة، نقلتها "أل بي سي آي" مباشرة من مسرح كازينو لبنان، وزيّنها حضور #وائل_كفوري الراقي، كان لتابت نصيب أغنية منصور الرحباني "للصبية الملكة تاج وصولجان"، مع ورود ودموع فرح.
برقيّ وجمال يُضاف إلى جوّ الجمال السائد (جمال المشتركات هذه السنة أفضل من العام الفائت)، أطلّت #إيميه_الصيّاح مقدَّمةً الحفل. خيارٌ موفّق حضورها للتقديم للمرة الأولى. أمام لجنة تحكيم تمثّل مجالات الجمال والأزياء والفن والاجتماع، وبإشراف وزارة السياحة، تمايلت المشتركات الـ15 بلباس البحر بداية، ثم لباس السهرة، وصولاً إلى الأسئلة المنوّعة والسؤال الموحّد.
ككلّ سنة، تسعى "أل بي سي آي" بإشراف رلى سعد ("فانيلا برودكشن)، إلى تميّز السهرة. بدا واضحاً الاصرار على اختيار مشتركات يجمعن الجمال بالمعلومة العامة، رغم أنّ الإجابة عن بعض الأسئلة خانت كثيرات. ثم أطلّ الملك. كفوري بثوب أسود وكاريزما تسبقه إلى المُشاهد. ملأت مشاعره المسرح: "صار الحكي بيناتنا كلو عتب/ في شي انكسر جواتنا وما تسألي". وجّه تحية إلى "أل بي سي آي"، رفيقة النجاح، وإلى عائلته الصغيرة، معتذراً عن عدم حضورها لانشغالات تتعلّق بالأطفال، واضعاً بذلك حدّاً لما يُشاع باستمرار عن خلافات بينه وبين زوجته.
بفساتين زهير مراد الساحرة، مرّت المشتركات بعد مرورٍ أول بلباس البحر. أجساد ممشوقة، وجوه باسمة، توتّر بديهي، وحلم كبير. وساحر آخر هو وائل كفوري. اشتاقه الجمهور واشتاقته الشاشة. "كيفِك يا وجعي؟" تركت في القلب حاجة إلى الحبّ. إلى الحبيب والحبيبة. بعد تقرير قدّمت فيه المشتركات مشروعهن العتيد للسنة الملكية: الحدّ من عمالة الأولاد، التوعية على مخاطر السوشيال ميديا، ضحايا الحرب، دعم الصليب الأحمر ومساعدة مرضى السرطان، وأولاد التوحّد (مشروع الملكة)، أعلنت الصيّاح أسماء 9 منهن للمرحلة المقبلة: ماريبال طربيه، هالة مرعب، أندريا هيكل، ربى دكاش، فريديريكا عبده، ترايسي رزق الله، ميشيل الحجل، ساندي تابت، ونورما درويش. "مبروك للصبايا التسع وتحية لمن لم يحالفهن الحظ"، قالت الصيّاح، وذكّر التقرير مرة أخرى بكيمة الجوائز.
المرحلة المُنتظرة: الأسئلة والأجوبة. ارتبكت بعضهن وبعضهن مرّرت الاستحقاق على خير. كما في السؤال الاختياري، كذلك في السؤال الموحّد الذي طُرح على الصبايا الخمس اللواتي تأهلن إلى النهائيات بعدما استُبعدت ميشيل الحجل ونورما درويش وفريدريكا عبده وربي دكاش (تسرّب اسمها على أنّها الملكة!).
أخيراً الأغنية الجديدة: "هلق تفقتي"، أدّاها كفوري بجمال الصوت وتمكّنه على المسرح. إلى أن دنت اللحظة. لحظة انفصال الواقع عن الخيال وتلاقيهما مجدداً. انتهى حفلٌ غيَّر حياة تابت، وتوّجها على عرش الجمال اللبناني. "لو حبنا غلطة" من دون موسيقى، الختام الأعذب لوائل كفوري، ملك السهرة ومالكها.

وجه الاسبوع: نيسي ناصيف جمال وإبداع وتواضع

يكتبها : أكرم برجس المغوَش ـ 

أجمل ما في المرأة الجمال المتكامل  بالاخلاق والتربية والتواضع والثقافة والعلم والابداع وهذه المقومات وأكثر منها اجتمعت جميعها  وكونت شخصية الشابة المخرجة السينمائية الأكاديمية الراقية الحسناء المثالية الاستاذه نيسي ناصيف عقيلة رجل الاعمال المثالي الشاب جون ناصيف وهي  تتقن اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية وتقول بكل تواضع : 
( تربيت وتعلمت في بيت أهلي على المحبة لان الله محبة وانتقلت معي هذه المحبة لحياتي الزوجية مع شريك حياتي  الحبيب جون وانجالنا الغالين واهلنا الأوفياء والاصدقاء الاعزاء وسنبقى إن شاء الله على هذا التفاعل الاجمل بالمحبة في استراليا  العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات  وعلى التواصل مع وطننا الأم )
٠٠ والحسناء الخلوقه الاستاذه نيسي  ملكة تمشي بخطى ثابتة بمؤازرة شريك حياتها وهي تقدم حفل ملكة جمال الجالية اللبنانية التي يرعاها الاستاذ جوزيف خوري ناشر ورئيس تحرير جريدة المستقبل ومؤسس الصحافة العربية في استراليا من التلغراف الى البيرق الى المستقبل والجدير ذكره ان عدة ملكات جمال لاستراليا العظيمة وبلاد الانتشار كن قد نجحن بمسابقة الجمال التي ترعاها جريدة المستقبل .. ولا ننسى وكيف ننسى الحسناء الخلوقه موني جبرائيل مديرة برامج الملكات .
كما ان الحسناء نيسي ناصيف تضفي على حفل الجمال بتقديمها المميز الرائع جمالا ً ولا أجمل ويحلو لها ان تردد مع الامير الموسيقار العربي العالمي  الاستاذ  الخالد فريد الاطرش : 
( الحياة حلوه 
            بس نفهما 
والحياه غنوه 
       ما احلى أنغامها )

سفير دبي أيقونة العالم شوقي دلال يستقبل في قلعة إستقلال لبنان راشيا الوادي وفود نسائية من مختلف مناطق لبنان

إستقبل سفير"دبي أيقونة العالم" شوقي دلال في قلعة إستقلال لبنان راشيا الوادي وفد نسائي من "جمعية التواصل والحوار الإنساني" و"جمعية العناية بالبيئة والإنسان" في لبنان حيث عرض السفير دلال للوفود النسائية أهداف دبي أيقونة العالم التي سيتم الإحتفال بها في 15 نوفمبر تشرين الثاني المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، تحت عنوان "أوبريت دبي أيقونة العالم"، وذلك لمناسبة اعلان رئيس دولة الإمارت العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لعام القراءة 2016 وإحتفاء بالعشرية الأولى من حكم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. حيث شاركت في إنجاز هذه المبادرة مجموعة ضخمة من المبدعين في الكتابة والإخراج والموسيقى والفن والغناء التراثي من ابناء دولة الإمارات العربية المتحدة ومن العالمين العربي والإسلامي ، ونقل دلال  تحيات الرئيس التنفيذي لدبي أيقونة العالم الدكتور محمود عبد العال وأعضاء مجلس أمناء الأيقونة .
الوفد النسائي تقدم بالتهاني من السفير شوقي دلال لمناسبة تعيينه سفير دبي أيقونة العالم كما وجهوا تحية محبة وتقدير من نساء لبنانيات الى دولة الإمارات وقيادتها ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي على إنجازاته العربية والعالمية خاصة لجهة تمكين المرأة من لعب دورها الطليعي في مجتمعها ووصولها لأعلى مناصب الدولة كما نوجه تحية ل "دبي أيقونة العالم" ومجلس أمنائها على هذا المجهود الكبير لإبراز دور دبي المتألق عبر العالم وتعيين الدكتور شوقي دلال سفيراً للأيقونة في لبنان  .
وفي الختام وجه الجميع شعار (تحية لايك) لدبي ايقونة العالم كما يبدو في الصورة وجولة على معالم قلعة راشيا الوادي وسوقها التراثي.

آمال عوّاد رضوان تكتب عن المحاق ما بين النوفيلا والرواية الطويلة




أقام نادي حيفا الثقافي أمسية ثقافية للأديب ناجي ظاهر في قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسية في حيفا تحت رعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني/ حيفا بتاريخ 13-10-2016، وسط حضور كبير من أدباء وشعراء وأصدقاء من منتديات أدبيّة، وذلك بتناول روايته محاق، وقد تولى ادارة الأمسية الأديب محمد علي سعيد، بعد أن رحب المحامي فؤاد نقارة مؤسس ورئيس نادي حيفا الثقافي بالحضور والمشاركين، وتحدث عن الرواية كل من: د. جهينة خطيب حول سيميائية العنوان والغلاف والمضمون، ود. ماري توتري تطرقت إلى قضيّة القانون لحماية المرأة، وصورة المرأة من خلال الرواية. في نهاية الأمسية شكر ناجي ظاهر المنظمين والمتحدثين والحضور، وتم التقاط الصور التذكارية أثناء توقيعه لروايته للأصدقاء والقرّاء!
مداخلة محمد علي سعيد: في الناصرة عام 1951 ولد ناجي ظاهر؛ الكاتب والقاص (للكبار وللصغار) والروائي والشاعر وكاتب المسرحية والناقد والصِحافي، وهو في الأصل من قرية سيرين المهجرة في منطقة غور الأردن، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي، ولكنه ترك المدرسة لظروف اقتصادية قاسية، ثم درس على نفسه فثقف نفسه بنفسه، حيث تفرغ للقراءة وللكتابة وللحركة الأدبيّة، وفي أثناء عمله التحق بالعديد من الدورات الصحفيّة والأدبيّة، يعمل صِحافيّا ومُحرّرًا أدبيّا في العديد من الصحافة المحليّة والمجلات الأدبيّة (مجلة الشرق ومواقف والشعاع)، ناشط في الحركة الأدبيّة والصحافة منذ أكثر من أربعين عاما، وهو أديب مثقف جدا في المجال الأدبي، ومن أبرز أعلام القصّة القصيرة والرواية، ينتمي الى المرحلة أو الرعيل وأميل الى الفطمة بلغة الفلاحين الثالثة: الأولى: المخضرمون، ثم بداية السبعينات ثم بداية الثمانينات. أصدر أربعين مؤلفا أدبيّا، منها: سبع روايات: الشمس فوق المدينة 1981. هل تريد أن تكتب. صَلد. حارة البومة. نزف الفراشة. غرام أو نهاية فنان. مَحاق. 2016. بميم مثلثة.
مُحاق؛ ما يُرى في القمر من نقص بعد اكتماله، والرواية تدور أحداثها في الناصرة، حول التحوّلات المفاجئة التي يمرّ بها مجتمعنا العربي الفلسطينيّ في هذه البلاد، وذلك من خلال تسليط الضوء على معاناة فنان أماته الواقع، وأعادَهُ الحُلم إلى الحياة، ليجد نفسه في مواجهة عنيفة جدّا مع واقعه، وتنتهي الرواية  بمصرع بطلها الفنان على يد زوجته، كما في روايته حارة البومة، وهذه من تيمات أديبنا ناجي. تطرح الرواية معاناة الفنان في فترة تحوّل مجتمعيّ غير واضحة المعالم، وتقدّم أنموذجًا سيّئًا لامرأة سيّئة تشبه زوجة سقراط في عنفها وفظاظتها، ولا تستسلم من المعاشرة الأولى، بل تطاردك الأسئلة الفلسفيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة. رواية محاق، أقرب الى الرواية القصيرة (النوفيلا)، منها الى الرواية الطويلة، مكتوبة بأسلوب روائيّ ناضج متدفق، يتوسّل التركيز والتكثيف لتحقيق ما يرمي إليه من متعة وفائدة، وبعيدة عن دهنيّات الكمّ الكتابيّ، وتستحقّ القراءة والمشاهدة حقا، لأنّها من حالات الاستثناء بين هذا الكمّ السرديّ الحكائيّ غير العميق فكريّا.. 
*المكان: تدور أحداث جميع روايات ناجي ظاهر في الناصرة وحاراتها، ما عدا روايته الأولى الشمس فوق المدينة، فمكانها الناصرة والقدس، والمكان بصفاته العديدة ثابت، متحرّك، خاصّ، عامّ، مفتوح، مغلق، واقعيّ، خياليّ عند ناجي ظاهر، ليس إطارًا أو وعاء محايدًا للأحداث، إنّما هو شريك مؤثر فيها، يكاد يصل درجة الشخصيّة.
*التراكمية: أميل الى تقسيم ثنائيّ للأدباء: الشهابيّ والتراكميّ. الشهابيّ هو الذي بقي سجين نصّ أو كتاب نال به شهرة، وبقي مرتبطًا باسمه في الثقافة الأدبيّة الشعبيّة العامّة، وبقي يكرّر نفسه. بينما الأديب التراكميّ هو الذي لا يبقى سجين نصّه، بل يخطو الى الأمام مضمونًا وحدَثا وفكرًا وأسلوبًا وهيكلة، ويبقى دائم التجديد والتجريب بوعي شموليّ عميق وموهبة  نامية، وهكذا تتراكم خبرته وتسير نحو الأجمل والأجود، وناجي ظاهر هو كذلك أديب تراكميّ حقا.
*الحداثة: رواية "محاق" فيها كثير من مميّزات الحداثة:  كزوال الحدود بين الحقيقة والخيال. بين الواقع والحلم. بين الحي والميت. بين المعقول وغير المعقول بين الأزمنة وتداخلها، بين الأمكنة. المفاجأة بعدم التوقع لتكملة المعنى المنطقية بحسب سياق السرد وتدفقه. (كما القافية في الشعر العمودي التقليديّ).
د. جهينة خطيب             : باحثة وناقدة في موضوع اللغة العربيّة، حازت على اللقبين الأول والثاني من جامعة حيفا في اللغة العربيّة، وتابعت دراستها وحازت على اللقب الثالث عام 2010 في تطور الرواية العربية في فلسطين 48، وتعمل محاضرة في كلية سخنين في قسم اللغة العربية. صدرت رسالتها هذه في كتاب مستقلّ يحمل الاسم نفسه عام 2012، (تطرقت فيه إلى 38 روائيّا و 66 رواية)، وحاليّا تعمل على إصدار كتابين: قراءات في الأدب الفلسطينيّ المقارن، و حول أدب الأطفال في فلسطين، وتعمل أيضًا على مشروع أدبيّ مشترك حول أدبنا الفلسطينيّ مع جامعة هنديّة  إثر مشاركتها ومحاضراتها الأخيرة هناك، في الجامعة المليّة الإسلاميّة في دلهي وفي جامعة كيرالا في جنوب الهند، ومن خلال الإشراف على رسائل جامعيّة لطلاب من الهند، ولا غرابة في الأمر، فوالدتها الأخت الكريمة زميلتي المربّية عايدة خطيب شاعرة وكاتبة قصة للأطفال، وكذلك شقيقتها علا خطيب شاعرة أيضا. حقا، إن حبة التفاح لا تسقط بعيدا عن الشجرة.
د. ماري توتري: حصلت على لقب أوّل في الأدب الإنكليزيّ والفنون، وعملت كمدرّسة للغة الإنكليزيّة لمدّة 26 سنة في طمرة. حصلت على لقب أوّل (للمرة الثانية) ولقب ثانٍ في علم الاجتماع ولقب ثالث في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وتعمل محاضرة في كلية أورانيم وجامعة حيفا.
مداخلة د. جهينة خطيب: "مساء ٌمعطرٌ بقمرٍ لا يغيبُ/ بولادةٍ متعسّرةٍ وسطَ آلامِ المخاض/ ونورٍ يهلّ من بعيد رُغم الظلامِ/ الموتُ في الحياةِ عاشَه بطلُنا في روايةِ المُحاق/ الموتُ نومٌ بلا بعثٍ ولا رُقاد/ من لا مكان/ لا وجهَ، لا تاريخ لي، من لا مكان/ تحت السماءِ، وفي عويل الريح أسمعها تناديني: "تعال"/ لا وجه، لا تاريخ.. أسمعها تناديني: "تعال"!/ عبرَ التلال/ مستنقعُ التاريخِ يعبره رجال/ عددُ الرمال/ والأرضُ مازالت، وما زال الرجال/ يلهو بهم عبثُ الظِلال/ مستنقعُ التاريخِ والأرضُ الحزينةُ والرجال/ عبرَ التلال/ ولعلَّ قد مرَّت عليَّ.. علىَّ آلافُ الليال/ وأنا- سُدىً- في الريح ِأسمعُها تناديني"تعال"/عبرَ التلال/ وأنا آلافُ السنين/ متثائبٌ ، ضجرٌ، حزين/ سأكون! لا جدوى، سأبقى دائمًا من لا مكان/ لا وجهَ، لا تاريخ لي، من لا مكان" جملٌ شعريةٌ قالها البياتي، تئِنُ هنا في روايتِنا المُحاق، دائريةٌ هذه الروايةُ تبدأ بموتٍ، ثم حياٍة ثم موتٍ جديدٍ
سيميائيةُ العُنوانِ والغلافِ: المُحاقُ عنوانٌ يدفعُ إلى الذهنِ عنوانيْ روايتين شهيرتين هما الأولى "القمرُ في المحاقِ" للروائي السوري حنا مينا، والثانية: "رأيتهما قمرين في المُحاق" للروائيّ المصريّ أحمد الشّيخ، وها نحن الآن أمامَ روايةِ المحاق لأديبنا الفلسطيني ناجي ظاهر، والمُحاقُ هو غيابُ القمرِ وراءَ الشمسِ وتواريه في الظِل، وسُمي بالمحاقِ لانمحاقِ نورِه واختفائِه، وحينئذ يحدثُ اقترانُ الشمسِ والقمرِ ومولدُ شهرٍ جديدٍ، فالمحاقُ هو آخرُ الشهرِ القمريِ، فما يلاحظُ هو نقصانٌ في القمرِ بعدَ اكتمالِهِ إلى أنْ يختفيَ، فيبدأَ شهرٌ هجريٌ جديدٌ باقترانِ الشمسِ والقمرِ، فغيابُ القمرِ يأتي بولادةِ شهرٍ جديدٍ، ورُغمَ الموتِ فهناك ولادةٌ منْ رحمِهِ  وهذا هو صوتُ الروايةِ.
سيميائيّة الغلافُ: *نرى في اللوحةِ عُصفورًا يحملُ سمكةً، يحيلُنا إلى قصةِ إياد مدّاح "سمكة وعصفور"،  وتحكي القصّةُ عن العصفورِ الجميلِ والسمكةِ المتألقةِ، ولأن السمكةَ تحبُّ تغريدَ العُصفورِ، كانت تنتظرُه كُلَّ صباحٍ على وجهِ الماءِ لتسمعَهُ وهو يغرّدُ، ومن هنا نشأت علاقةٌ حميميَّةٌ بينَ العُصفورِ والسمكةِ، ولكنَّ قسوةَ الحياةِ وضعتهم أمامَ سؤال: أين سيبنيان بيتَهُما؟ قد يعشقُ العُصفورُ سمكةً ولكن المصيبة أين سيعيشان، فهنا تكمنُ استحالةُ هذا الحبِ، وسنرى أنها إحالةٌ لأزمةِ الفنانِ في مجتمعهِ وإحساسُه بالغربة.              
*وتأتي صورةُ المرأة في الغلافِ بملامحَ ليست واضحةً وجانبية، وكأنها في هذه الحياة ِوخارجِها، وكأنها تديرُ وجهَها لهذه الحياةِ وتمسكُ في يدِها شعلةً لتنيرَ الطريقَ، ولكنَّها في الآن ذاتِهِ تجلسُ، والجلوسُ دلالةُ العجزِ، فاجتمعتِ التناقضاتُ في اللوحةِ وسَتُكْمِلُ مَعَنا هذه الثنائياتُ الضديةُ في روايتنا المصغّرةِ، فنرى ثنائيةَ السمكةِ والعُصفورِ، وثنائيةَ الأملِ والعجزِ.
ونبحرُ في الروايةِ النوفيلا: النوفيلا هي قصة طويلة، وهذا الجانرُ الأدبيُ يشيرُ إلى نوعٍ سرديٍ بينيٍ له ارتباطٌ بالقصةِ القصيرةِ ونسبٌ في الروايةِ، فكأنه خليطٌ أو مزيجٌ من النوعينِ، في صورةٍ من صورِ تداخلِ الأجناسِ وتمازج ِعناصرٍها، أي هي  الروايةُ القصيرةُ. وقد بنيت الروايةُ على الثنائياتِ الضديّةِ بدءًا بالغلافِ كما ذكرتُ سابقا، وانتهاءً بكلِ حدثٍ يحدثُ في الروايةِ إلى لحظة الذروةِ وإغلاقِ الدائرةِ بإتقان، فالسمكةُ لا يمكنُ أن تعيشَ معَ العصفوِر في مكانٍ واحدٍ، والاختفاءُ المتمثّلُ بضوءِ القمرِ يعقبهُ اقترانُ القمرِ والشمسِ وولادةُ شهرٍ هجريٍ جديدٍ.
سمكةٌ– عصفورٌ، اختفاءُ القمِر- ولادةُ شهرٍ جديدٍ، دائرةُ الموتِ والحياةِ- موتُ البطلِ– بعثُه من جديدٍ وموتُهُ مرةً أُخرى، ثنائياتٌ ضدّيّةُ تلعبُ على وترِ الإحساسِ، وتؤولُ إلى بِنيةِ العنونةِ لتنتشرَ في أرجاءِ الروايةِ، وتصيبُ دلالاتِ الأسماءِ، فها هو بطلُنا نسيم البرقوقُي، والنسيمُ هو الهواءُ العليلُ المنعِشُ إشارةً إلى الحريةِ والحياةِ، والبرقوقُ هو زهرةٌ جميلة تزهرُ في الربيعِ شهرِ تجددِ الحياةِ. عندَ قراءتِنا للروايةِ نكتشفُ التضادَ في اسمِ الشخصيةِ وفي حياتِها، فنسيم البرقوقي يعاني من موتٍ في الحياةِ، ويشعرُ باختناقٍ  وغربة. وقد جاءت دلالةُ الاسمِ المناقضةُ لتوَضِّحَ هولَ مأساةِ البطلِ، فكما قال جلال الدين الرومي: "لقد خلقَ اللهُ المعاناةَ حتى تظهرَ السعادة ُمن خلالِ نقيضِها، فالأشياءُ تظهُر خلالَ أضدادِها، وبما أنه لا يوجدُ نقيضٌ لله فإنه يظلُّ مخفيًا". وتكتملُ الثنائياتُ الضديّة ودلالةُ الأسماءِ في شخصيةِ الزوجةِ وديعة، فهي أبعدُ ما يكونُ عن الوداعةِ، متصلبةُ الرأيِ عملت على إحباطِ طموحاتِ الزوجِ، وجعلتْه ميِّتا في هذه الحياةِ وميتا روحًا وجسدا، فكانت دائما ما تردد لغةَ العصر "الفنُ لا يطعمُ خبزًا في بلادِنا"، "ما أصعبَ أن تتزوّجَ من امرأة لا تعرفُك حقَّ المعرفةِ ولا تقدّرُك، ما أصعبَ أن تجلسَ قُبالةَ لوحةٍ مشوّهِة"[1]. هذا لسانُ حالِ بطلِنا نسيم البرقوقي
دائرةُ الحياة ِوالموتِ: نسيمُ البرقوقي عاشَ حياةً لا تشبهُهُ، تنازلَ عن أحلامهِ وطموحاتِهِ، ورُغمَ هذا حصلَ على شهرةٍ واسعةٍ بفضل تقربه ولجوئه إلى الأحزاب السياسيّة، طريقةً في البحثِ عن بريقٍ اجتماعي في ظلِ مجتمعٍ يُشعرُهُ بضآلة المبدع فيه، إلّا أنه في قرارةٍ نفسِهِ كان يعلمُ أنَّهُ لم يصلْ إلى لحظةِ تحررهِ وتعبيرهِ عن ذاتهِ في رسوماتِه، فظلّ يشعر بالغربةِ، فبقيتْ لوحتُهُ ناقصةً، وقهرتْهُ إحباطاتُ الحياةِ وأسكتتْ نبضَ قلبِهِ، ليعودَ إلى حياتِهِ مرةً أخرى لشعورِهِ أنَّهُ ماتَ ولوحتُه ُما زالت ناقصةً: فالفنُ قد أحياهُ "كيف يتركُ لوحتَه ناقصةً، ومن يُدريهِ أنّها إذا ما اكتملتْ حقّقتْ له ذاتَه، فان كوخ فلسطين"[2].
شعورهُ بأنه هذا الشابُ المهجرُ الذي طُرد منْ بلدِه ومن حياتِه، وفُرِضَ عليه مكانٌ ليس لهُ، فوجدَ في الرسمِ فرصةً لتحقيقِ ما لم يستطعْ تحقيقَهُ في الحياةِ، "ماذا تريدين منّي أنا المهجّر ابنُ المهجّر أن أفعلَ سوى ممارسةِ الفنِ، لكي أكون َوأحقّقَ وجودي في عالمٍ لا يريدُ أن يكونَ لي وجودٌ"[3]. عاشَ حياتَه ولم يكن كما حَلُمَ وعندَ بعثِهِ من جديٍد أرادَ استغلالَ فرصةٍ أخيرةٍ لتكتملَ لوحةُ حياتِهِ بعيدًا عن التشويهِ: "الفنانُ يا ابنتي لا يستطيعُ أن يعيشَ حالةَ الخلقِ مرّتين، هو إمّا يمسكُ باللحظةِ حين حضورِها، وإما يفقُد فرصةً لا تتكرّرُ"[4]. لقد توصّلَ نسيم البرقوقي إلى هذه الثنائيّة الضدّيّةِ، فيجبُ أن يتجرّدَ من جسدِه ويطلقَ لروحهِ العنانَ ليعوَد حيًّا: "هو فقط من أدرك سَّر الإبداعِ أخيرا، إنّه الشّعورُ بالموتِ والفَناءِ أولا، والحبِ الغامرِ لهذا العالمِ ثانيًا"[5]. "فمن ماتَ وعادَ إلى الحياةِ لا بدّ أن يكتشفَ أسرارَها، وأن يعرفَ كيف يتعاملُ معَ الأصباحِ المشمسةِ والورودِ"[6].
مواضيعُ اجتماعيةٌ وسياسيةٌ تمّ مناقشتُها في روايةِ الُمحاق: *مناقشةُ ظاهرةِ العنفِ من منظورٍ آخرَ، من وجهةِ نظرِ الرجلِ: من الجميِل أن يتمَّ طرحُ الموضوعِ من الناحية الأخرى، فدائما يتم مناقشةُ ظاهرةِ العنفِ ضد المرأةِ كضلع ٍقاصرٍ، أما هنا فقد سبح كاتبنا ضدَ التيارِ، فظهَر الأذى الذي يتم الحاقُه بالرجلِ لنرى هنا نموذجًا  مناقضًا، فالرجلُ هنا هو الضحيةُ، والمرأةُ العربيةُ في مجتمعِنا بدأت تستغلُ قانونَ حمايتِها لتهددَ به الرجلَ فناقشَ الكاتبُ تأثرَنا بقوانينَ غربيةٍ لا تمُتُ لعاداتنا وتقاليدنا بصلةٍ، وجاءت بلا تمهيدٍ: "هذا صحيحٌ لو أنّ هذا القانونَ جاءَ على مراحلَ وبمبادرةٍ ذاتيةٍ، أمّا أن يأتيَ مرّةً واحدةً دِبْ دبتك العافية فإنّ هذا هو الخطأُ "[7]، لقد حذّر الكاتبُ من استغلالِ المرأةِ لحريةٍ وحقوقٍ مُنحت لها ومحاولتِها السيطرةَ على الرجلِ، فهي لا تفقهُ هذه المبادئَ الدخيلةَ على مجتمعِنا العربيِ، فيقرع كاتبُنا ناقوسَ خطرِ غزوِ ثقافاتٍ غربيةٍ لمجتمعِنا العربيّ فيطرح تساؤلا: "ماذا ترى بإمكانِنا نحن المثقفين أن نفعلَ في مواجهةِ حضارةٍ وثقافةٍ تريدان إلغاءَ كُلِّ ما يتعلّقُ بنا، وجعْلَنَا تابعين لها"[8]؟ ويطرح حلّا: أعتقدُ أنّ الثقافةَ هي سلاحُ من يريدُ أن يكونَ وأن يوجدَ في هذا العصرِ، نحن ينبغي أن نتقنَ لغةَ الآخرِ، بدلَ التمحوِر في عقليةٍ  جذورُها قبليّةٌ وتخضعُ في صميمِها لشيخِ القبيلةِ وزعيمِها"[9].
معاناة ُالمبدعِ في مجتمعِ أقليّةٍ عربيّةِ: إنّ المبدعَ في فلسطين 48 يعاني من إجحافٍ في حقِّه، فهو مُهمَّشٌ في العالمِ العربيِ ولا يجدُ مكانَه ضمنَ أقليّةٍ في ظلِّ مجتمعٍ اسرائيليّ. "أخيرًا جاءت لحظةُ الإبداعِ، هي تأخّرت، لكنها جاءت تجرجُر أذيالَها منصاعةً متراقصةً لمن أراد أن يكونَ واحدًا من أسيادِ الفنّ في عالمٍ ليس له وجودٌ على خارطةِ الإبداعِ"[10]، فالإبداعُ الحقيقيُ يُحيي صاحبَه حين نبحثُ عن معنى ونقدّمُ رسالةً. ويشيُر إلى ظاهرةٍ خطيرة ٍوهي حينَ يلجأ الإبداعُ للتسييسِ، فينتمي المبدعُ إلى حزبٍ معينٍ لينالَ شهرةً، عندها يصبحُ إبداعُهُ مقيَّدًا لأنه سيخاطبُ من خلالِهِ سياسةَ حزبِه: "مع هذا انسقتُ وراءَ رجالِ السياسةِ طمعًا في مكسبٍ عابرٍ بسيط،ٍ هو أقُل بمليونِ مرةٍ ممّا يمكنُ أن يمنحَكَ الفنُّ الحقيقيُّ من مكاسبَ، أنتَ لم تكنْ وحيدًا في هذا، فالفنانون في بلادِنا وفي عالمِنا الثالثِ عامةً، كانوا إلى سنواتٍ ليست بعيدةً يُنتجون ويبدعون لإرضاء آخرين من ثعالبِ السياسةِ وتجارِ الوطنيةِ وربما مدّعيها".[11] ويَلْخُص القولَ إلى أنّ "الفنانَ الحقيقيَّ هو مَن يعملُ على تطويِر نفسِهِ، وهو ليس بأيِ حالٍ من الأحوالِ ذلك الذي يعملُ على العلاقاتِ العامّةِ، إنهُ باختصارٍ يتركُ لفنّهِ أنْ يكونَ رسولاً للآخرين، وهو لا يمكنُ أن يكونَ بأي حالٍ من الأحوالِ رسولاً لفنّهِ"[12].
السردُ: إنَّ الراويَ في المحاق عليم ٌبكلّ شيء، كلّيُّ المعرفة لا ينقطعُ حضورُه إلا بالحوارِ، ولا يتركُ مجالا للقارئ ليخمّنَ أو يتوقعَ، ولا يدعُه يملأُ فجواتٍ في النّصِ، فيعرضُ المشكلةَ ويقترح حلولًا لها، فجاء في كثير من الأحيان مُلقّنًا عارضًا بشكلٍ مباشرٍ فكرتَهُ دون أنْ يتركَ  دورًا للقارئِ، فضاع ألقُ الاكتشافِ وقوّضَّ أفقَ التّلقي، وباتتِ المعلوماتُ تقريريّةً دعائيّةً في كثيرٍ من الأحيانِ، وتضمّنت الروايةُ إقحاماتٍ شعاريّةً ورسائلَ مباشرةً حولَ معاناة ِالمبدعِ الفلسطينيِّ في ظلّ ظروفٍ سياسيّةٍ: "وهل من الممكنِ أن تُنتجَ هذه البلاُد المصابةُ بعقمٍ مزمنٍ في مجالاتِ الخلقِ والإبداعِ فنانًا حقيقيّا يرفعُ اسمَها عاليا؟"[13]، فالكاتبُ كأنّ به يمسكُ بتلابيبِ القارئِ ويقول له: هذه هي الدلالةُ التي أعنيها، ويضيّقُ عليه الخناقَ. إلّا أنّه تدارك ذلك بنهايةٍ مُوفقةٍ سأتحدثُ عنها لاحقًا.
هذه الروايةُ النوفيلا تنتسبُ إلى منظورِ القصةِ القصيرةِ من ناحية التقنيةِ والأَداءِ السرديِ أكثرَ منها  لمنظورِ الروايةِ، وهو ما يشيُر إلى أحدِ أنماط القصةِ الطويلةِ، فرُغمَ الطولِ النسبيِّ للقصّةِ مقارنةً بالقصصِ القصيرةِ، فإنّ عددَ الشخصياتِ محدودٌ، والأحداثَ مختزلةٌ مكثّفةٌ، محصورةٌ في دائرةِ عائلةِ نسيم وعلاقتِه بالعالم المحيطِ وبزوجتهِ ومعجباتهِ. وهذه النوفيلا كانت وليدةَ قصةٍ قصيرة للمؤلفِ بعنوان "غرام" من مجموعته القصصيّة "حكاية مهرة"، والإطارُ العامّ لأحداث ِالقصّةِ القصيرةِ هو ذاتُه في روايةِ المُحاق، والجثةُ التي تروي القصّةَ من منظورِها، ودموعُ زوجتهِ المخادعةُ والمعجباتُ المتحلّقاتُ حول جسدِه الميْت، وجاءت الروايةُ لتتطوّرَ الأحداثُ بعدَها حينَ يُمنحُ فرصةً أخرى ليعيش.
لقد صدرت رواية المحاق في طبعتها الأولى عام 2013 بعنوان "غرام أو نهاية فنان"، ولكنّ العنوانَ جاء مباشرًا مقارنة بعنوانِ المُحاق وولادةِ شهرٍ جديد وأملٍ جديد، طالما هناك المرأةُ الحلمُ سلاف، ودلالة اسمها في كونها أفضلَ الخمرِ الخالص من كلّ شيء، والتي ترمزُ إلى التفاؤلِ، والابنةُ الأملُ "سهر الليالي"، فما دامَ في العمر بقيةٌ  فالحلمُ والأملُ موجودان.
ملامحُ السيرةِ في رواية المحاق: أنا لستُ من أنصارِ رولان بارت حين نادى  بموتِ المؤلفِ، فالكاتبُ شاء أم أبى يصبُّ شيئًا من روحهِ في روايته، ونرى هذا البطلَ "نسيم البرقوقي": في كونه الفلسطينيَ المّهجّر، وهذا ما نعرفه عن كاتبِنا الأديبِ ناجي ظاهر وهجرتِه وأهلِه من سيرين، فالوجعُ وحّدهما وأوحشَ نبضَهُما، وكلاهُما مبدعٌ وإن اختلفتْ مجالاتُ الإبداعِ، وصاحبنُا بطلُ الرواية فنانٌ تشكيليٌ مبدعٌ وكاتبُنا أديبٌ مبدعٌ. كذلك المكان الناصرة وتفاصيلُ أزقتها وأحيائِها والكاتبُ من الناصرةِ، وما انفكتْ بلدتُه المهجّرةُ سيرين ومدينتُه  الحاليةُ الناصرة تؤرّقان وجدانَه، ومعاناةُ المبدعِ هي أيضا معاناةُ كاتبنا، فهو متهم بأنه خارجُ السربِ دائمًا، بينما هو  ينشدُ التواصلَ مع المجتمعِ في مستوياتٍ أعمقَ.
نهاية الرواية: لقد تفوق الأديبُ ناجي ظاهر في نهاية روايته، حين أحكم إغلاقَ الدائرة التي ابتدأها في العنوان ومن ثَمّ الغلاف، فالأحداث والفكرةُ التي أرادها قالها على لسانِ الراوي: "هو فقط أدرك سَّر الإبداعِ أخيرا، إنه الشعورُ بالموتِ والفناءِ أولا والحبِ الغامرِ لهذا العالمِ ثانيًا"، وهذا ما حصلَ مع بطلِنا، ماتَ وعادَ للحياةِ، ليكتشفَ أنه لم يكن عائشًا في حياةٍ أولى، كبتَ فيها إبداعَه من أجل إرضاءِ مصالحِ الآخرينَ، وفي الفترةِ القصيرةِ  التي عاد فيها قرّرَ أن يحيا، فهو لم يحلم بأكثر من حياةٍ كالحياة. فلا يمكنُ فهمُ موتِهِ إلا فهمًا رمزيًا، فهذه الزوجةُ التي لم تأبهْ لمشاعرِه ِولا لفنهِ، نراها تقتلُه بدافعِ الغيرةِ وهو لا يقاومُ، بل اكتفى بالمقاومةِ الكلاميةِ، فاللوحةُ التي عادَ من أجلِها قد اكتملتْ، لنكتشفَ أنها لم تكن لوحةً للموديلِ العاري المرسومِ، بل لوحةً لامرأةٍ عاديةٍ تشبهُ زوجتَه وديعة، فالقتلُ هنا رمزيٌ يرمزُ إلى علاقةِ المبدع بمجتمعهِ، فهو يبدو مطرودًا خارجَ نسقِ القيمِ المجتمعيّة، وخارجَ العلاقاتِ السطحيةِ العابرةِ التي يصنعها المجتمعُ، بالرُغمِ من أنه ينشدُ التواصلَ مع المجتمعِ في مستوياتٍ أعمقَ، لهذا عندما رأت زوجتُه اللوحةَ وجدت وجهًا يشبهها، فالفنانُ يصوّر مجتمعَه ويبدي تواصلا حميميًّا، ولكن يبدو دائما معرضًا لإساءةِ الفهم ومن ثمّ إساءةِ التأويلِ، فقد يبدو المبدعُ شاذًا ومرفوضًا وكأنه خارجُ السربِ، فيلجأُ نتيجةَ إحساسهِ بالضآلة إلى بريق اجتماعيّ وسياسيّ ليعوّضَ إحساسَه في الغربة، فالنهايةُ كانت موفّقةً محبوكةَ الخيوطِ ببراعةٍ متناهية.
وأخيرًا.. أحيّي في الأديبِ ناجي ظاهر هذه الروحَ التي لم تكفَّ عن النبضِ، وهذا الألقَ الإبداعيَ في ظلِ ظروفٍ سياسيّةٍ ونفسيّةٍ تحاصرُ أُدباءَنا، فالشعلةُ كما هي في الغلافِ ما زالت مضيئةً، وأديبنُا هو الناجي من موت الإبداع في ظلِ ظروفٍ قاسيةٍ يعيشها أدباؤنا، مباركٌ لك هذا النتاجُ الأدبيُ الجميلُ.
مداخلة د. ماري توتري: أبدأ بملاحظةٍ هامشيّة، ففي الكتاب أخطاء مطبعيّة، وهي ظاهرةٌ شائعة لدى العديد من الكُتّاب العرب، خصوصًا المشهورين منهم مثل نوال السعداوي ومحمد حسنين هيكل وغيرهم، وكأنّهم ليسوا بحاجة لتنقيح كتبهم، فمثلًا يوجد على الأقل غلطة واحدة في كتب نوال السعداوي الأخيرة (3 أجزاء من أوراقي.. حياتي ومذكراتي في السجن). هذه الظاهرة تنتقص من قيمة الكتاب.
درست أدب إنجليزي للقب الأوّل، وعملت كمُدرّسة ثانويّة للغة والأدب الإنجليزيّ مدّة 26 عامًا، ومع أنّي تحوّلت من مجال الأدب إلى مجال العلوم الاجتماعيّة، حيث درست من جديد عِلم اجتماع وعلوم سياسيّة، إلّا أنّني لا أستغني عن رواية أدبيّة جيّدة، فبنظري، يمكن أن يكون الأديب أفضل من باحث في مجال علم النفس والعلوم الاجتماعيّة، ففي كتب عديدة تُضيف (enlightment) "إنارة" أو "تنوير" على فهم تركيبة النفس البشريّة، مثل كتاب بتي سميث A tree Grows in Brookline، الذي فيه تُصنّف بني البشر الى صنفيْن: مَن يتعلّم مِن تجاربه القاسية ويرتقي إنسانيّا، ومَن لا يتعلم شيئًا من تجاربه، ويُعيد الكَرّة مرّات أخرى. في بعض الحالات يمكن لرواية جيّدة أن تكون المصدر الوحيد للتعرّف على ما يدور في مجتمع ما، مثل المجتمعات المحافظة كالسعودية ودول الخليج، التي يُمنع فيها دراسة ظواهر اجتماعيّة عديدة، فكتاب عبده الخال "ترمي بشرر"، وكتاب "بنات الرياض" لرجاء عبدالله الصانع، وكتاب "ساق البامبو" لسعود السعنوسي هم أمثلة على ذلك.
في الماضي حين كنت في مجال الأدب، حت آنذاك كان اهتمامي دائمًا بالمضمون الاجتماعيّ والنفسيّ في الرواية، ولم يهمّني كثيرًا الجانبَ الأدبيّ (الرمزيّة والتورية والبلاغة وحبكة القصّة..)، طبعًا بدون التنازل عن مستوى لغويّ وأسلوب مقبول، لذلك لن أتطرّق في مداخلتي هذه للجوانب الأدبيّة في الكتاب، إنّما سأتطرّق لأحد المواضيع المركزيّة الذي طرحه الكتاب، ألا وهو "قانون حماية المرأة"، وسوف أتطرّق إلى صورة المرأة السلبيّة والتقليديّة التي ظهرت في هذا الكتاب. "قانون حماية المرأة" ليس إلّا القانون ضدّ العنف الأسريّ، ولا يُسمّى بقانون حماية المرأة، ولكن بما أنّ المرأة هي بالأساس ضحيّة العنف الأسريّ، فيمكن القول، إنّ القانونَ جاء لحمايتها من ذلك العنف الأسريّ، ولكنّ كاتبَ القصّة عرّفَ هذا القانون على أنّه "قانون حماية المرأة" الظالم الذي يَضع الرجالَ رهائنَ بين أيدي النساء، والادّعاء على أنّه مؤامرةٌ من (إسرائيل) ضدّ المجتمع العربيّ في البلاد!
لديّ مشكلة مع تبنّي نظريّة المؤامرة بشكل عامّ، ففي العلوم الاجتماعيّة التوجُّهان النقيضان: من جهة هناك نظريّات التحديث (Modernization Theories) التي تتبنّى عادةً نظرةً استعلائيّة واستشراقيّة عند دراسة المجتمعات العربيّة، وتفسّر وتوعزُ الأوضاعَ الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة المُتدنّية فيها لأسباب بُنيويّة، دون الأخذ بالاعتبار بتاريخها مع الاستعمار والأسباب الأخرى التي تفسر أوضاعَها الحاليّة، أي أنّ هذه النظريّات تضعُ كلّ اللوم على المجتمعات نفسها، لوضعها الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسياسيّ المُتدنّي. من جهةٍ أخرى، هناك نظريّات المؤامرة التي تضع كلّ اللوم على الآخر (الكلونياليّة، المُحتلّ، الرجل الأبيض..)، وتُبرّئ المجتمعات نفسها من أخذ المسؤوليّة على جزءٍ ممّا يحدث لها، فهنالك مراكز أبحاث عندنا تتبنى هذا النهج بالكامل! مشكلتي مع هذا التوجّه، أنّه يضعُ كلّ اللوم على الآخر، ولا يأخذ مسؤوليّة قليلة صغيرة على وضعنا العامّ، أو على المستوى الشخصيّ!
سأعطي مثالًا من كتاب المحاق، فمثلا من عام 2000 حتى عام 2016 قتل حوالي 1.300 عربيّ على أيدي عرب، بسبب ما نُسمّيه بالاحتراب الداخليّ أو العنف الداخليّ، لكننا نضع غالبًا كلّ اللوم على الشرطة التي لا تحارب ظاهرة السلاح المنتشر في بلداتنا العربيّة، دون التطرّق لدوْرنا في هذه المشكلة ومسؤوليّتنا تجاه مجتمعنا، فعندما نتبنّى نظريّة المؤامرة، نبرّئ أنفسنا مِن اتّخاذ المسؤوليّة على حياتنا الشخصيّة أيضًا. فمثلًا في رواية (المحاق) بطل القصّة نسيم البرقوقي الفنّان مرهف الحسّ الليبراليّ في أفكاره، يُبدي إعجابَهُ مِن جون بول سارتر وسيمون دي بفوار، اللذيْن عاشا حياتهما معًا دون إطار زواجٍ لم يُؤمنا به. ونسيم البرقوقي لا يؤمن بإطار الزواج أيضًا لأنّه فنّان، ومن الضروريّ كما قال أن يبقى حُرّا، ولكن مِن جهةٍ أخرى يطلب من أهله أن "يُدبّروا له عروسًا"، والتي في النهاية لم تكن اختيارًا جيّدًا له! هنالك تناقض صارخ لفكره الليبراليّ وتصرُّفه التقليديّ، والسؤال، مَن يتحمّل مسؤوليّة زواجه من وديعة الشبيك؟
أعود للادّعاء على أنّ "قانون حماية المرأة" هو مؤامرة إسرائيليّة ضدّ مجتمعنا العربيّ، فيقول همّام الشماليّ إحدى شخصيّات القصّة، وهو كاتب وصحفيّ اعتقل مثل نسيم البرقوقي، لأنّ زوجته ادّعت أيضًا مثل زوجة نسيم البرقوقي أنّها عُنّفت من قِبل زوجها، في حديث دار بينهما (ص87-86): "بعد احتلالنا وبعد أن أصبحنا رعايا في الدولة.. إسرائيل تُوجّه ضربتها القاضية إلينا وتسنّ القوانين وتدخل بيوتنا، لتجعل من نسائنا عَدُوّاتٍ لنا". "لقد تحوّل مجتمعنا العربيّ إلى مجتمع أفاع. الويل لنا إذا ما استمرّ الوضع على ما هو عليه. لن يبقى من العرب عربا، وسوف نكون آخر العرب في هذه البلاد"! ذكر همام الشمالي أنه ونسيم البرقوقي ليسا الموقوفين العربيين الوحيدين في هذا المعتقل، بل هناك 600 موقوف عربيّ بذات التهمة.
الادّعاءُ العامّ في هذا الكتاب هو أنّ النساء أصبحن عدُوّاتٍ للرجال، وليس هنالك ذِكْرٌ لظاهرة العنف ضدّ النساء في مجتمعنا العربيّ! سأقدّمُ بعضَ الإحصائيّات عن العنف في مجتمعنا العربيّ: ففي السنة الماضية (2015) قتلت 10 نساء عربيّات من بين 18 امرأة، بأيدي أزواجهنّ، واللواتي كان يُفترَضُ أن يحميهنّ القانونُ من هذا المصير! هذا يعني؛ أنّ نسبة النساء العربيّات تشكّلُ 55% من النّساء اللواتي قتلن في السنة الماضية، ونحن العرب نُشكّل 18% مِن مُجمل السكّان في إسرائيل، أي أنّ ضحايا العنف عندنا تشكّل ثلاثة أضعاف المجتمع اليهوديّ!؟
تبيّن في دراسة أجراها بروفسور محمّد الحاج يحيى على عيّنة من 2.000 امرأة متزوّجة، أنّ هناك نسبة عالية من النساء اللواتي يتعرّضن للعنف النفسيّ واللفظيّ والجسديّ والجنسيّ، فمثلًا 20% من النساء قلن إنّ أزواجهنّ اتّهموهنّ بأنهن فاشلات. و 22% من النساء قلن إنّ أزواجهنّ استخفّوا بهنّ وتعاملوا معهنّ بأسلوب مُهين وجارح، و 24% صرّحن أنّ أزواجهنّ أمسكوا بهنّ بقوّة أثناء نقاش حادّ، و 25% منهنّ تهجّم أزواجهنّ عليهنّ بالصفع واللطم على الأقلّ مرّةً خلال 12 شهرًا، و 9% منهنّ تهجّم أزواجهنّ عليهنّ بالضرب المُتكرّر، و 2% منهنّ تهجّم أزواجهنّ عليهنّ بسكّين أو بسلاح! حسب رأي الباحثين والأكاديميّين أنّ مشكلة العنف الأسريّ، (وبالأساس العنف ضدّ المرأة) هو أكثر انتشارًا بكثير ممّا تُفصح الدراسات عنه، لأن كثيراتٍ مِن ضحايا العنف الأسريّ يَمِلن إلى عدم الافصاح عن تجربتهنّ المؤلمة، (خجلًا، خوفًا، سبب الشعور بالذنب و..). ويلخص الباحثون والأكاديميّون أنّ الخدمات المتوفّرة لمساندة وحماية ضحايا العنف الأسريّ هي ضئيلة جدّا في مجتمعنا العربيّ، وأنّه يجب الاعتراف بأنّ المجتمع العربيّ لم ينجح بتوفير علاجًا وحماية ومؤازرة رسميّة واجتماعيّة لضحايا العنف الأسري، ولا الملاحقة القانونيّة للمُعتدين.
أنا لا أبرّئ الشرطة والدولة عن هذا الوضع المُزري لنسائنا العربيّات، اللتان تدّعيان بدورهما على "أنّ العنف مُتجذّرٌ عميقًا في المجتمع العربيّ"، أي أنّها تضع كلّ اللوم على مجتمعنا، ولا تحاول معالجة هذه المشكلة، وكمثال على ذلك قلّة الملاجئ للنساء العربيّات! (2 من بين 14 ملجأ للنساء المُعنّفات).
ذكَرَ أحد الشخصيّات: "لم أعُدْ سيّد البيت وربّان السفينة". "الواحد منّا توقف عن أن يكون رجلًا، وبات كلّ شيء بيد المرأة. بإمكان أيّة امرأة أن ترفع سماعة التلفون وتتصل بالشرطة، لتأتي بعد دقائق لإبعاد زوجها من البيت"! أعجبني جدّا تصوير الشرطة الإسرائيليّة على سرعة استعدادها للمجيء بسرعة البرق، مع أنّنا في الواقع نعرف أنّ الوضع هو تمامًا العكس، فحين يحدث شجار وإطلاق نار، يُطلب من الشرطة المجيء وتجيب عادة "بعدما تحصوا قتلاكم ويتوقف إطلاق نار اتصلوا بنا مرّة أخرى". إذا كان الوضع كما صوّر في الكتاب، أقترح في الشجار الدمويّ القادم أن تتّصل امرأة بالشرطة، وتدّعي أنّ زوجها يُهدّدها لعلّ الشرطة تصل بسرعة البرق! خلال الحوار الذي دار بين همام الشمالي ونسيم البرقوقي في المعتقل قال همام الشمالي: "نحن العرب أكثر المتضرّرين منه، (القانون) سيؤدّي لإيجاد شرخ في البيت العربيّ، لا سيّما إذا كانت فيه امرأة مجنونة"! ويستمرّ ويتساءل: "وهل توجد هناك عندنا نحن العرب امرأة عاقلة واحدة"؟! هذا التعميم هو مصيبة بحدّ ذاته، لأنّه جاء من صحفيّ وكاتب. الكتاب صوّر المرأة بصورة سلبيّة وعدائيّة، وأنا لا أنكر أنّ هناك إمكانيّة لبعض النساء أن يستغلن القانون، ولكن التعميم الأعمى وعدم الاعتراف من وجود ظاهرة العنف الأسريّ وتحويل النساء من ضحايا العنف لعدوّات الرجال، في هذا تشويه للواقع الذي نعيشه.

[1] ناجي ظاهر، المحاق ، ص 29 .
[2]  ناجي ظاهر ، المحاق، ص 11 .
[3] ناجي ظاهر، المحاق، ص 20 .
[4] ناجي ظاهر، المحاق، ص 35 .
[5] ناجي ظاهر ، المحاق، ص 63 .
[6] ناجي ظاهر، المحاق، ص 66 .
[7] ناجي ظاهر، ص 87 .
[8] ناجي ظاهر ، 92 .
[9] ناجي ظاهر، 93 .
[10] ناجي ظاهر ، ص 54 .
[11] ناجي ظاهر 62 .
[12] ناجي ظاهر، 62 .
[13] ناجي زاهر، المحاق، ص 54 .

تعديلات جديدة لقانون الهجرة

اعداد الدكتورة بهية ابو حمد ـ
عزيزي القارئ، طرأت تعديلات جديدة لقانون الهجرة والتي ساختصرها على الشكل المبين ادناه:

1- تأشيرة جديدة للوالدين

اعلن السيد مايكل ارش بتاريخ 26 ايلول 2016 ان دائرة الهجرة بصدد اصدار تأشيرة جديدة للوالدين والتي تعطي الفرصة لللاستراليين او فقط للمقيمين في استراليا بشكل دائم بتقديم كفالة لوالديهم لغاية الهجرة الى استراليا والإقامة فيها لفترة لا تزيد عن خمسة سنوات.

بمعنى اخر، يسمح لكل استرالي اي حاملاً للجنسية الاسترالية او لحامل تأشيرة تخوله البقاء في استراليا بشكل دائم بان يتقدم لوالديه للحصول على التأشيرة المشار اليها اعلاه والتي تسمح للوالدين المذكورين بالبقاء في استراليا لمدة خمس سنوات فقط.


اصدر هذا القرار لإفساح المجال للأجانب الحاصلين على الجنسية الأسترالية او المقيمين في استراليا بشكل دائم لإستعانة بوالديهم في تربية اطفالهم في حال حصول طلاق بينهم وبين الشخص الاسترالي وذلك للم شمل العائلة.

2- برنامج الهجرة الدائم لعام 2015- 2016

 اعلن معالي وزير الهجرة، السيد بيتر داتن عن رغبته بتسيهل لم شمل العائلة وذلك بتوفير الحاجات الإقتصادية والمهارات اللازمة لتأمين الشمل المذكور.

كما أعلن معاليه عن برنامج الهجرة لعام 2015- 2016 وعدد التأشيرة التي ستمنح بموجبه على النحو المبين أدناه:

I- 190.000 تاشيرة هجرة دائمة والتي ستوزع كما يلي:
A -  128.550 تاشيرة للمهارات 68% من البرنامج.
B-  60.912 تأشيرة للعائلات.
C-  17.000 تاشيرة للاجئين.

سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي يستقبل سفير دبي أيقونة العالم شوقي دلال في مبنى السفارة بيروت

إستقبل سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي سفير "دبي أيقونة العالم" شوقي دلال في مبنى السفارة بيروت حيث عرض السفير دلال للسفير الشامسي أهداف دبي أيقونة العالم التي سيتم الإحتفال بها في 15 نوفمبر تشرين الثاني المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، تحت عنوان "أوبريت دبي أيقونة العالم"، وذلك لمناسبة اعلان رئيس دولة الإمارت العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لعام القراءة 2016 وإحتفاء بالعشرية الأولى من حكم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. حيث شاركت في إنجاز هذه المبادرة مجموعة ضخمة من المبدعين في الكتابة والإخراج والموسيقى والفن والغناء التراثي من ابناء دولة الإمارات العربية المتحدة ومن العالمين العربي والإسلامي ، ونقل دلال  تحيات الرئيس التنفيذي لدبي أيقونة العالم الدكتور محمود عبد العال وأعضاء مجلس الأيقونة كما دعى دلال السفير الشامسي للمشاركة في هذه الإحتفالية الكبيرة في دبي الشهر المقبل والتي ستكون تظاهرة أوبرالية ثقافية إبداعية على مستوى تألق دبي عاصمة حلم كل مبدع، وتم شرح عن نشاطات "جمعية محترف راشيا" و"تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" .
 من جهته" أشاد سفير الإمارات حمد سعيد الشامسي بهذه الخطوة التي تصب في إظهار وجه دولة الإمارات العربية العربية المتحدة وإمارة دبي ونحن مع أي افكار توطد العلاقات بين الأشقاء خاصة وجودكم استاذ شوقي دلال سفيراً لدبي ايقونة العالم في لبنان وهذا التحرك الذي تقومون به تجاه دولة الإمارات منذ سنوات ، كما وعد الشامسي السفير شوقي دلال بتلبية دعوته لزيارة بلدة إستقلال لبنان راشيا الوادي في القريب".
وفي ختام اللقاء قدم السفير شوقي دلال لسفير دولة الإمارات حمد سعيد الشامسي درع شعار دبي أيقونة العالم عربون وفاء وتقدير لشخصه الكريم.

إفتتاح مشروع الميرادور في أعالي جبل تربل مدينة جديدة ساحرة بمواصفات عالمية







علم الدين: رغم المخاطر كبيرة وعدم الإستقرار السياسي والأمني لن نحيد عن تمسكنا بأرضنا وسنبذل ونضحي بكل ما أوتينا من حكمة وإخلاص وقوة
كبارة: إزدهار المنطقة وبناء مدينة مصممة بمواصفات أوروبية وروح لبنانية تعيد الى العمارة اللبنانية التراثية آلقها مدموجة بالحياة العصرية

إفتتح رجل الأعمال اللبناني المغترب أحمد علم الدين مشروع مدينة "Elmirador" في أعالي جبل "تربل- المنية"، والمشرفة على الساحل الشمالي الشرقي والغربي من البحر المطّل على طرابلس وبعض الأجزاء من البلمند، وذلك إنتهاء المرحلة الأولى منه بإنجاز أعمال البنى التحتية. وإقيم إحتفال ضخم في موقع المشروع برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلاً بمستشاره لشؤون الشمال عبدالغني كبارة، وحضور حشد كبير من فعاليات الشمال بينهم الوزير أحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز ورياض رحال، ورئيس بلدية علما ايلي عبيد ممثلاً الوزير جان عبيد، وشخصيات اقتصادية وإجتماعية وسياسية ودينية، ورؤساء اتحادات البلديات ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلي الاجهزة الامنية وجمعيات وحشد من أهالي الشمال والمنطقة.
عرض خلال احتفال الإطلاق شريط وثائقي يشرح المشروع، الذي سيبنى بأعلى مواصفات عالمية مع الإبقاء على الطابع التراثي اللبناني، بالإضافة الى مجمع تجاري ومستشفى وجامعة وملاعب ونوادي وكل ما تتطلبه المدينة السكنية.
ما يميز مشروع "الميرادور" وتعني "المطل" الهندسة المعمارية والمُدنية، إذ قسّمت الشوارع بطريقة هندسية أنيقة، أعطت طابعاً للمشروع على أنه مدينة وتتضمن شوارعاً بأسماء لبنانية، مثل "شارع طرابلس- شارع جونية- شارع البترون- شارع جبيل- شارع بيروت- شارع صور- شارع صيدا- شارع مرجعيون..." ويحضر ليكون للمشروع بلدية خاصة به.
ومن الثابت أن "لاميرادور" يعمل على إنماء مدينة المنية والشمال عامة من خلال المشاريع الإعمارية التي تحتويها، ويعمل فيها مؤسسات عقارية وهندسية في المنطقة، ما زاد الحركة العمالية وسيحرك بالتالي عجلة الإقتصاد ليس على صعيد المنية فحسب بل على سائر محافظة الشمال. خصوصاً أن المسافة بين طرابلس "عاصمة الشمال" والمشروع لا تزيد عن 15 دقيقة صعوداً.
هذا بالإضافة الى المشهد العام للمشروع حيث يطل على الساحل الشمالي لطرابلس وكل مدينة المنية، وتظهر في أفقه الشمالية المدن السورية وصولاً الى طرطوس. مشهد لمدينة عصرية يتلاعب فيها نسيم الصحة والجمال.

وقائع إحتفال الإفتتاح
وعرّف الإحتفال الإعلامي منير الحافي منوهاً بالمشروع ودوره الإقتصادي الحيوية في مدينة المنية وطرابلس والشمال ولبنان عموماً.
علم الدين
أما صاحب ورئيس مجلس إدارة مشروع الميرادور الدكتور أحمد عبد القادر علم الدين ألقى كلمة استعرض فيها كل الجوانب الاقتصادية الإنمائية الحيوية للمشروع منذ فكرته الأولى "الحلم" في تنفيذه حتى اللحظة التي خرج فيها الى النور وكان مشروعاً حيوياً بامتياز لا شبيه له بالمواصفات والرؤية والأهداف.
ومما قال: "كما تعرفون، الاستثمار في لبنان في الوقت الراهن له مخاطر كبيرة لعدم توافر الإستقرار السياسي والأمني الذي تتطاير شظاياه من حولنا، إلا أن حبنا وتمسكنا بأرضنا الذي ربانا عليه الأجداد والآباء هو بمثابة عقد وفاء وإخلاص مقدسين لن نحيد عنهما وسنبذل ونضحي في سبيلهما بكل ما أوتينا من حكمة وإخلاص وقوة، ولن ننسى من علمنا ومن طبق على نفسه حب الوطن والإخلاص إليه حتى الشهادة دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الرجل الذي علم حينما كانوا يجهلون وعمر حينما كانوا يدمرون وتشبث ببلده وأرضه حينما كانوا يهربون. إن حب لبنان يحتم علينا أن نستثمر فيه ولو كانت نسب أرباحنا معقولة، لكننا بالكثرة والتكاتف تتكامل مسيرة البناء والإزدهار والعيش الهنيء لا أن نتركه للظلاميين الذين يعملون ويقدمون ثقافة الموت والدمار على لغة الحياة والإزدهار".

أضاف: "من هنا ندعو جميع شركائنا في الوطن العودة الى لبنان والتمسك بأرضه والإنفتاح على جميع الشركاء فيه والعمل من أجل إزدهاره وتنميته وبنائه بناء حضاريا بعيدا عن ثقافة وسياسة المحاور الضيقة والديكتاتوريات المميتة المجرمة التي ما جلبت لنا ولشعوبها إلا الخراب والدمار إذ ينبغي بنا أن نتخذ من الحداثة مشروعنا المستقبلي على أساس أن نعيش ونقبل الآخر ونتفاعل مع المحيط والإنسانية جمعاء".

وتابع: "المنية منطقة جميلة بل ساحرة الجمال والبهاء وها قد إكتمل بهاؤها وجمالها بتضامنكم وتأييدكم لها بأن ضمت لها البحر الى الجبل والبساتين وفيها الطاقات الكبيرة من أبناء ومحبين وأصدقاء لها سوى من المقيمين أو المغتربين الذين يستفيدون من خبرتهم وطاقاتهم لجعلها من طليعة المدن الثقافية والسياحية في لبنان، ولكي نحقق هذه الأمنية يلزمنا قدر كبير من الشجاعة والتضحية لأني أعرف أن الجميع يحمل حبا كبيرا وعاطفة صادقة تجاه المنية وأنا واثق من ذلك لأن محبتي وعاطفتي لها هي دافعي الأساسي للاقدام على هذا المشروع، من هنا انطلقت فكرة الميرادور".

وقال: "يعتبر هذا المشروع واحدا من أكبر ثلاثة مشاريع عقارية في لبنان بحسب مجلة "أكسكيوتي" اللبنانية، يكون المشروع عبارة عن مدينة كاملة بمواصفات عالمية تعتمد على الأمن الخاص المحمي من الأجهزة الأمنية الشرعية اللبنانية. كما ان بناها التحتية أنجزت. فمجاري مياه الصرف الصحي لها محطات خاصة بالتكرير. والكهرباء مؤمنة 24/24 . ولها طرقاتها الخاصة. وفيها حدائق وأشجار بعدد 135 ألف شجرة. وسيكون لها فريق عمل وشركات خاصة تتولى الصيانة والحماية والرعاية وشركات لصيانة الحدائق والملاعب التي ستقام فيها النشاطات السياحية والرياضية. عما قريب سنبدأ المرحلة الثانية من المشروع ببناء أوتيل من الدرجة السياحية الأولى ومراكز تجارية سياحية تراثية ومدارس ومراكز صحية".

وتابع: "نأمل ونتطلع من خلال هذا المشروع إلى مشاريع أخرى ننوي إقامتها ولدينا الخطط الجاهزة المدروسة كبناء منتجع سياحي ومجمع صناعي لمنطقة المنية، لعلنا نساهم في إزاحة الوشاح الظلامي الأسود الذي حاول الظلاميون السود المغرضون أن يلقوه عليها وعلى الشمال. ليس من سبيل أمامنا للرد عليهم إلا بمزيد من العمل والإنفتاح والمحبة والتكاتف في سبيل الإنماء والإزدهار وقبول الآخر وألا يدخل اليأس إلى أنفسنا".

وختم علم الدين: "أكرر شكري لكم جميعا وأكرر شكري لدولة الرئيس سعد الحريري لما أحاطني وأحاط المشروع من دعم ورعاية. وأقول بكل وفاء وإخلاص وصدق يا دولة الرئيس الشهيد إننا على نهجك الإنمائي الإقتصادي التربوي الثقافي سائرون".

كبارة
وألقى عبد الغني كبارة كلمة الرئيس الحريري راعي الإحتفال نوه بعلم الدين "وحبه للمنطقة وإقدامه على هذا الاستثمار الكبير رغم كل الصعوبات الإقتصادية والسياسية التي يعيشها لبنان".
أضاف: "إن الرئيس سعد الحريري يسير خطوة بخطوة في درب الاهتمام بالمستثمرين ورعاية العاملين على إنماء المناطق اللبنانية كافة وخصوصا منطقة الشمال التي خصها الرئيس بعدد من المشاريع التعليمية من مدارس ومعاهد بالرغم من صعوبة الظروف ولم ولن يتخلى عن تقديم الدعم والجهد في سبيل خدمتها وخدمة أهلها. كما أن منطقة المنية بالذات لها علينا الكثير ونحن سنبقى بجانبها وجانب أهلها دوما".
وتابع: "لا بد من التنويه بما يقوم به السيد أحمد علم الدين عبر إنشائه هذا المشروع الحضاري إندفاعا منه وحبا بهذه المنطقة الطيبة، وإقدامه على هذا الإستثمار الكبير رغم كل الصعوبات الإقتصادية والسياسية إيمانا منه بضرورة إزدهار المنطقة وبناء مدينة مصممة بمواصفات أوروبية وروح لبنانية تعيدنا الى العمارة اللبنانية التقليدية مدموجة بالحياة العصرية".
وتضمن الإحتفال كوكتيل وتوزيع جعبة لكل الحاضرين فيها منشورات USP تعرض مراحل البدء بتنفيذ المشروع منذ اللحظة الأولى حتى لحظة الافتتاح وقص الشريط.