المقدم سامر رفيق البعيني يستقبل المهنئين ويقيم عشاءاً ساهراً


بمناسبة زفافهما استقبل المقدم سامر البعيني وقرينته جوال بو انطون عائلته المهنئين "آل البعيني" وبعض المدعويين من رفاقه الضباط والاصدقاء.
تمّ الاستقبال في دار آل البعيني في مزرعة الشوف وذلك مساء السبت الواقع فيه ٢٩-٧-٢٠١٧
وتبع ذلك حفل عشاء ساهر أقاماه في في احد المنتزهات في الشوف اقتصر على الأهل والأنسباء 
..........
القى خلال السهرة والد المقدم سامر، الاستاذ رفيق البعيني القصيدة التالية التي هنأ فيها العروسين وشكر المدعوين:
عالقفص"سامر" دخل... وعانق "جوال"
الكنارْ..الْ كانْ..يرفرفْ ..على الاغصانْ
بغازلْ كنارهْ ..بالقفصْ..المعلّقو.. السجّانْ
تلقّى عزيمهْ : فوتْ..يا عظيمٓ الشّانْ
نفرحْ سوا ..لا همّْ.. لا غمّْ..ولا احزانْ
نغرّدْ سوا .. ونرقص .. نغني ..على الالحانْ
وفراخنا ..نربِّي ..وما همّنا..حِسْدانْ
...........
سنين مضّى ..هالكنارْ..يفكّرْ.. ومحتارْ
إنْ فِتّ ..بلكي علقتْ ..حريتي .. بتنهارْ!
..........
وفجأهْ.. في احدى ...مراحلْ التجوالْ
والف فكرهْ ..وتردُّدْ.. وألفْ قيل.. وقالْ
شاف .الكناره .الحلوي.. بالقفصْ ..تختالْ
قلبو.. هتفْ ..وقلبا.. الو ...غرّدْ ..ومالْ
وعالقفصْ.."سامر" دخلْ..وعانقْ "جوال"
.........
وبحفلة زفافْ..مباركي ..بلشّو.. المشوارْ
يعيشو ..السعادهْ ..والحب .. ليلْ..نهارْ
..وأشبال حولن .. تسرح..بجاهْ..العلي الجبّار
........
وانتو ..يا اهل الخيرْ .. ال معنا ..سهرانينْ
نحتفي.."بسامرْ" الْ إلو..من سنينْ ..ناطرينْ
الفرحهْ ما تمّتْ ..لو ماكنتو..حاضرينْ
الشّكرْ.. الكنْ..يا احبّْ الناس..الطيّبينْ
تفرحو ..انشالله.. بولادكنْ ..العاوزين
انتو..بقلبنا...كنتو ..وبعدكن ..ساكنينْ
..............
الله يهنيكم بابا
وتقضوا ايام هانئة وسعيدة
ويرزقكم ربنا الذرة الصالحة
من البنين والبنات
" ياللا تأخرتو... لحّقو حالكن "
وباسم المقدم "سامر"وعروسه "جوال" وباسمي وعائلتي 
نشكركم على حضوركم وتهنئتكم
وعسى الافراح في دياركم زاهرة عامرة
وسهرة سعيدة نتمناها لكم جميعاً
يسعد مساكم

كسر أفق التوقع في قصص سناء شعلان مجموعة الهروب إلى آخر الدنيا أنموذجاً

كتب د. غنام محمد خضر
كلية التربية / جامعة تكريت
العراق

تجتهد هذه الدراسة لمعالجة تقنية كسر أفق التوقع في مجموعة الهروب إلى آخر الدنيا للقاصة الأردنية سناء شعلان، وكما هو معلوم لدى القارئ، أن لمفهوم كسر أفق التوقع جذوراً قديمة تعود إلى النقد العربي القديم، لكن هذا المصطلح شاع في الدراسات النقدية الحديثة التي ارتبطت بنظرية التلقي التي اتخذت من القارئ محوراً رئيساً في دراسة النص الأدبي والدراسات النقدية الحديثة، فاختلفت النظرة القديمة التي تتخذ من القارئ مستهلكاً للنص، وسادت بفعل هذه النظرية مفاهيم جديدة تتخذ من القارئ منتجاً للنص أو متفاعلاً مع النص وانهاء سلطة النص على القارئ وأصبح للقارئ سلطة على النص أيضاً، إذ يعمل القارئ على الدخول إلى عمق النص وفك شفرته وبفعل هذه الرؤية " ظهرت بعض المسميات منها: المفاجأة والتوقع والانتظار الخائب أو المحيط، والانحراف، والصدمة والفجوة والفراغ والتوتر ومسافة التوتر وأفق التوقع، وكل هذه العناصر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاركة القارئ في استخراج خبايا النص والوقوف عند المدهش والمثير فيه، ولذلك لم يعد دوره مقتصراً على ملامسة سطح النص وإنما غدا دوره كامناً في الكشف عن أعماق النص بشكل  يجد تفاعلاً خلاقاً بين النص والقارئ"(1)، وظهرت تسميات عديدة لمصطلح أفق التوقع منها ((الأفق الأدبي))(2)، و((أفق الانتظار))(3)، وغيرها من المصطلحات. 
ومفهوم أفق التوقع "لا يتعامل مع جزيئات في النص الأدبي فقط، وإنما قد يشتمل النص كله فيما إذا كان منسجماً مع أفق توقع القارئ أم لا"(4)، من هنا نستطيع القول بأن العمل الأدبي يضع القارئ أمام اختبار تجربته الجمالية، إذ قد يتطابق أفق توقع القارئ مع النص الأدبي فيحصل انسجام، وربما لا يكون هناك أي تطابق أو انسجام، وعدم التطابق هذا يسمى عند ياوس بالمسافة الجمالية. 
قامت معظم قصص سناء الشعلان القصيرة على هذه التقنية وتمركزت بشكل واضح وجلي لتجعل القارئ يعيش لحظة الإدهاش الحقيقية عندما تفاجئه الشعلان بانعطافة على مستوى الأحداث فتكسر أفق التوقع عنده وتجعل من الأحداث تسير بشكل مغاير عمّا كانت عليه، وكسر أفق التوقع يرتبط بالحالة الشعورية للمتلقي من طرف وبالقصة أو فكرة النص من طرف آخر، وأحياناً يخرج عنصر المفاجأة ليشير أو يفتح التأويلات أمام المتلقي، أو يعطي لحظة  تنوير، وهذه اللحظة تكون مرتبطة أيضاً بطرفين أحدهما المتلقي والآخر القصة أو الفكر
والبحث سوف يتعامل مع  الوظيفة الجمالية لكسر أفق التوقع  في نصوص سناء الشعلان القصصية وما يطرأ على المكان والشخصية من قيم جمالية، تغير في المستويات البنائية والقيم الجمالية.
بناء المكان:
تعني الوظيفة الجمالية ما يطرأ على المكان من تغيرات تتسبب في إعادة تشكيله من جديد، إذ يتشكل لنا في بدايات القصة مكاناً معيناً يستمر هذا المكان مهيمناً بشكل أساس حتى اللحظة التي يحدث فيها كسر أفق التوقع، إذ نلحظ إن المكان يتغير ويعاد تشكيله بطريقة جديدة مغايرة عمّا كان عليه فهذه الإعادة في التشكيل تحدث إضافة جمالية في العمل القصصي ففي قصة (دعوة للحب والحياة) ترسم لنا القاصة مكاناً بائساً رتيباً قديماً. 
((منامة النوم خاصته ما تزال معلقة على المشجب حيث اعتاد أن يعلقها في كل ليلة، بضعاً من شعرات رأسه الذي كان يربيه ليسترسل حتى ظهره لا تزال عالقة في مشطه بعد آخره مرّة مشط بها قبل أن يسقط شعره الذي أحبّه وهو يستسلم بانكسار للعلاج الكيميائي والنووي الذي تعرض له طويلاً))(5).
من خلال هذا الوصف لمحتويات المكان نتعرف على المكان وهو البيت الذي كان يسكنه الزوج الذي توفى بسبب تعرضه لمرض خبيث، وهذا الوصف يجعلنا نشعر بأن آثار الزوج ما زالت باقية كما تركها في بيته دون أن تحاول زوجته تغييرها ظناً منها بأنها تحافظ على حبها له. 
فالمكان يعكس لنا الحالة المأساوية المتردية الذي وصلت إليها هذه الزوجة، وهي تقف خلف ركام الذكريات، فكل شيء في البيت يحمل ذكرى لأيام مضت، وما إن تغيرت مسار الأحداث بعد كسر أفق التوقع الذي حصل في القصة والمتمثل بلقائها بالصحفي والذي أعطاها درساً في الحياة وجعلها تغيّر من تعاطيها للأمور التي حولها. وبعد عودتها من لقاء ذلك الصحفي شعرت بأنها بحاجة إلى تغيير ما يحيط بها من أشياء. 
((كذلك هي في حاجة لتغيير أثاث المنزل الكسير الغارق في الحزن الذي طالعت صورته منعكسة في المرآة...))(6)، وبذلك أعادت لنا القاصة تشكيل المكان على وفق رؤية جمالية فشعور بطلة القصة بالمكان أصبح مختلفاً، ولهذا أرادت تغييره وهذا التغيير في المكان لم يكن ليحصل لولا اللحظة الحاسمة التي بنيت عليها القصة المتمثلة بنقطة التحول في النص بطريقة مفاجئة كسرت بها أفق التوقع عند المتلقي.
وبعد تغيّر المكان أصبح حجم التأويل أكبر حتى أصبح المكان ذا شكل معين وتأسيس خاص، ويأتي هذا الوصف الدقيق للمكان معبّرا وموضحاً لما آلت إليه الزوجة بعد أن هجم المرض على زوجها ولم يتركه حتى غادر الحياة. فالمكان أصبح معلوماً للمتلقي. 
واتصف المكان بالجمود والاستقرار والثبات وكل هذه الأشياء تجعل من الحياة معطلة، فانعكست رتابة الحياة على الشخصية فلم يسُده إلا الحزن والانغلاق، والمتلقي للنص يسلط زاوية نظره لقضية واحدة وهي نهاية البطلة المأساوية بعد أن أحاطها المكان من كل الجهات، إحاطة مؤلمة باعثة للقلق. 
وتستمر هذه الأحداث بشكل سلس ومعتدل حتى يشعر القارئ إنه أمام حادثة مأساوية قد تصل لها بطلة القصة، فتوقع القارئ جاء من جملة الأشياء التي تشكلت في النص، لكن القاصة عملت على إحداث مفاجأة في النص من خلال ما تحدثه من انعطافة تثير لدى القارئ عنصر اللامتوقع فيحدث كسر في أفق توقعه.
((.... سمعت أنك محتجة على مقالتي الأخيرة! شعرت بان كلماته قد ألجمتها، وتلعثمت وهي تقول: أنا عندي بعض الاحتجاج؟"
ابتسم وقال: احتجاج على المقالة أم على دعوة للحب والحياة؟
قالت بمرارة: احتاج على الموت، وعلى الدعوة لنسيان من أحببنا، والاستمرار في الحياة، وكأن شيئاً لم يكن"
صمت الصحفي المسجى في فراشه، ثم ابتسم بمرارة، وقال لها: أشعر بالحر، هل يمكنك أن تساعديني بإزاحة هذا الغطاء عن جسدي؟" لم تكن تتوقع أن ينحرف الحديث إلى طلب خدمة غريبة كهذه، لكنها وجدت نفسها ملزمة بالاستجابة لطلبه، أزاحت الغطاء دون مبالاة، فبرز جسد الصحفي، جذع صغير منكمش بلا أطراف بل برأس يتوسطه  فم لا تفارقه ابتسامة سلام وجزعت مما رأت، وأفلتت منها صرخة لم تستطع أن تكتمها، جحظت عيناها، وقالت كمن يطارد كابوساً: مستحيل.....ماهذا؟
اتسعت ابتسامة الصحفي، وقال وفي عينيه حنان يكفي لينبت يدين، وليحتوي خوفها وحزنها وإشفاقها: كنت في رحلة شهر العسل مع المرأة التي اخترتها دون نساء الأرض، تعرضت لحادث رهيب، فقدت أطرافي فيه، أصبحت عالةً عليها وعلى حبنا، لم أعد قادراً على إسعاد أي امرأة، بتُّ في حاجة فقط إلى ممرضة، فطلقتها، ووهبتها شطر ما أملك، تمنيت لها السعادة من كل قلبي، وارتحت عندما وجدتها مع غيري...ومع ذلك ما أزال أدعو إلى الحب والحياة، ألست جديراً بحمل لواء هذه الدعوة؟))(7).
بعد هذه المفاجأة التي حصلت على مستوى الأحداث، نلحظ أن هناك أشياءً قد تغيرت في رسم المكان وبنائه، فإعادة تشكيل المكان جاءت بعد عملية كسر أفق المتوقع، فاللامتوقع هنا أسهم في إحداث الدهشة والمفاجأة لدى القارئ وجعله يتأمل النص جيداً ويقارن بين دلالات المكان السابقة واللاحقة، إذن من الملاحظ أن القارئ لم ينتبه للمكان المرسوم في أول القصة كونه من الأمكنة المتوقعة فكل ما يحيط بالمكان من بؤس وحزن أمر متوقع لدى القارئ، لكن أن يتحول المكان بلحظة واحدة إلى الفرح والسعادة هذا ما لم يتوقعه القارئ فأثار عنده تصادماً ((مع تركيب أو عبارة أو فكرة أو وزن أو فضاء نصي لا يتطابق مع معرفته الأولية))(8).
بناء الشخصية:
كما هو معلوم أنّ الشخصيات في العمل الإبداعي تتنوع وتتعدد على وفق منطلقات فكرية وجمالية يقوم عليها النص، وفي قصص سناء الشعلان  تتنوع الشخصيات فهناك شخصيات ذات مرجعيات مختلفة واقعية ومتخيلة،واخرى ذات أبعاد أسطورية ورمزية اجتماعية وتتكون هذه الشخصيات من خلال الأحداث التي تحيط بها. 
ففي قصة ((دعوة للحب والحياة)) نلاحظ أن الشعلان قامت ببناء الشخصيات في هذه القصة بناءً تراتبياً فالشخصية تكون ذات صبغة محددة ثم تجعلها تتفاعل مع الأحداث وتتغيّر بحسب مقتضيات الأحداث، لكن الشعلان جعلت التغيّر يكون عن طريق كسر أفق التوقع، إذ ان القاصة تقوم ببناء الشخصية القصصية مرة أخرى وبشكل مغايرة حتى تأخذ هذه التقنية (كسر أفق التوقع) بعداً جمالياً فالبناء يكون مصحوباً بالأفكار والمواقف التي تتبناها الشخصيات وكيفية التحول الذي يحدث في سلوك الشخصية.
وبناء الشخصية يتغير بسبب حدوث اللامتوقع على مستوى الأحداث التي تسهم في إعادة بناء الشخصية، فالمسافة الجمالية التي تتركها القاصة في بناء القصة تجعل المتلقي يركز على أشياء متوقعة لكنها لا تسهم في تغيير بناء الشخصية، ثم تُفاجيء المتلقي (القارئ) بحدث لا متوقع يعيد ترتيب وبناء الشخصية بشكل جديد ومتفاعل مع الأحداث الجديدة التي طرأت على القصة (الأحداث). 
تعيد الشعلان بناء الشخصية البطلة في قصة (دعوة للحب والحياة) بشكل جمالي، وهذه الإعادة حصلت بعد لحظة كسر أفق التوقع التي طرأت على أحداث القصة، فبعد أن كانت امرأة غارقة في حزنها ووفائها لزوجها المتوفى تصبح بلحظة واحدة امرأة عاشقة تحب الحياة، فهذا الاختلاف في توجهات الشخصية جاءت بفعل عامل اللامتوقع الذي أعطى بدوره أبعاداً جديدة وقابلة للتغيير والتأويل، فالمتلقي كان متوقعاً نهاية مأساوية لهذه البطلة ولكنه يفاجأ بحدوث أشياء غير متوقعة، فالبناء الجديد للشخصية جاء بطريقة جمالية، فالبطلة أصبحت متفائلة بمستقبل مشرق وبحب جديد قادر على إعطائها السعادة فالبناء أصبح شكلاً ومضموناً عن ناحية الشكل.
((ووصلتْ إلى البيت متأخرة ومتعبة، لم تمارس طقوس دخول المنزل التي اعتادتها مع زوجها الراحل، لأنها أيقنت أنّه رحل دون عودة، وقد آن أوان توديعه، وقدّرت أنها في حاجة إلى تغيير تسريحة شعرها، وتغيير لونه))(9). 
فإذا تفحصنا ما جاء في هذا المقطع نجده يحمل دلالات وإشارات على تغيير نمط هذه الشخصية، فدخولها إلى البيت تغيّر، ثم كلمة (أيقنت) وما تحمله من وثوقية لليقين الذي أصبحت عليه وكأنها كانت في شك وهذا يدل أيضاً على التغيّر الحاصل في بناء الشخصية، ويختتم النص في (تغيير تسريحة شعرها، وتغيير لونه) وهذا التغيير في الشكل انعكس على المضمون فبدأت تتصرف على وفق الرؤية الجديدة التي حدثت بفعل اللامتوقع الذي أحدث مفاجأة على مستوى الأحداث، وبناء الشخصية الجديد اكتسب صفة جمالية، لأنه أعاد تشكيل النص تشكيلاً جوهرياً حمل في طياته أبعاداً تفسيرية وتأويلية ذات معانٍ عميقة فالحب هو العيش بسعادة، والوفاء هو الكرامة والنبل، والحياة أكبر مما يتعرض له الإنسان، أمّا على مستوى المضمون فنلحظه من خلال تصرفات الشخصية وأفعالها ((فتحت دليل الهاتف، وأدارت قرص الهاتف، وانتظرت لحظات، ثم جاء صوت مديرها الوسيم الأسمر، قالت له: ((أنا لن أحضر غداً إلى العمل)). 
قال باهتمام: ((خير إن شاء الله)).
قالت بابتسامة ودلال: ((أحتاج بعض الوقت كي أهيأ نفسي لحفل الزفاف)). 
قال بوجوم: ((زواج من؟))
قالت بمشاكسة وضحكة رنانة: ((حفل زفافنا.....))(10).
فأفعال الشخصية تغيرت وأصبحت مؤمنة بحياة جديدة بعد أن كانت تعيش خلف ركام من الذكريات القاسية تحت عنوان كبير اسمه وفاء ؟! لكن ما حصل من حدث غير متوقع على مستوى القصة أسهم في بناء القصة بناءً جديداً على المستويين الشكلي والمضموني الأمر الذي حقق غاية جمالية أحدثها التفاعل الحاصل ما بين النص والقارئ؛ لأن في هذه القصة العلاقة كانت موجهة من طرفين.
 وفي قصة ((لحظة عشق)) نلتقي بطل القصة الرجل الملحد الذي لا يؤمن إلا بالأشياء المحسوسة وكان يسخر من مسألة الحب ولا يؤمن به حتى أصدر كتاباً في الإلحاد مقدمته عبارة ((أين هما الله والحب))(11)، فبقي هذا الرجل ضمن هذه التوجهات حتى زحف المرض إلى قرنيتي عينيه، واستمر بنهجه في الإلحاد وعدم الإيمان لا بالله ولا بالحب، وبعد أن أصبحت حياته مظلمة أحس بحاجة إلى اللجوء إلى قوة عظيمة اسمها الله، ثم جاء موعد العملية عندما تبرعت فتاة بقرنيتي عينيها لحساب المستشفى الذي يرقد فيه قبل انتحارها وأجرى العملية وعادت النور إلى عينيه، ثم قرر زيارة أهل الفتاة التي انتحرت وما أن دخل غرفتها
 ((شعر بروح غريبة تستحوذ على إرادته وحواسه وهو يجلس في غرفة الشابة المنتحرة، كانت غرفة هادئة، يغلب اللون الوردي على محتوياتها، جلس على كرسيّ مكتبتها، كانت رسالة انتحارها ما تزال على المكتب، جلست والدتها المكسورة بأحزانها على طرف سريرها المرتّب إلى جانب طاقة الزهور التي جاءت مع الضيف الملحد قالت الأم كاسفة دامعة: ((كانت رقيقة كبسمة، كلها حياة وحب وتفاؤل، كانت مصدر سعادتي واعتزازي لا أعرف لم انتحرت، كنت أنتظر منها الكثير من السعادة والعطاء))(12).
فالمتفحص لهذا المقطع من القصة يجد أنّ هناك أشياء تجعل المتلقي يقف عندها مثل (لها شعوره بالروح الغريبة التي استحوذت على المكان) ثم ما تخلل المقطع من عبارات أخرى تشير إلى روح الشابة المنتحرة الشفافة مثل اللون الوردي، والغرفة الهادئة، وهذا دليل على أناقة الشابة ورومانسيتها، وعلى الرغم من ذلك فجميع هذه العناصر تجعل هناك مسافات جمالية وفجوات أرادتها القاصة أن تكون بهذا الشكل، ثم كلمة (الضيف الملحد) معنى هذا أن الشخص حتى بعد شفائه من مرضهِ لا زال على حاله وعلى إلحاده، فالقارئ يكون أمام تساؤلات كثيرة ما علاقة الشابة بالقصة وبناء الشخصية طالما ما زال الرجل على الإلحاد ؟! 
((استغرقت الأم في انتحابها، انتقل حكيم من مكانه إلى جانبها على السرير، وأخذ يكفكف دموعها، وتسمّر مكانه، كانت عيناه مسلطتين على صورة فوتوغرافية إلى جانب سرير المنتحرة، تناول الصورة بيدين متعرقتين مرتعشتين، وقال: ((من هذه السّمراء؟)).
أجابت الأم وهي تضمد بمنديلها الورقي سيل مخاطها المختلط بالدموع: هذه هبة... ابنتي المنتحرة)) لقد كانت هي، نعم، كانت هي السمراء ذاتها لا تفارق صورتها عينيه..))(13).
بدأت بعد ذلك تتشكل أسئلة أخرى لدى المتلقي وتكثر عنده الأشياء المتوقعة إذ هناك تطابق ما بين ما ذهب إليه وبين أحداث القصة ولم يحصل شيء غير متوقع لأن حكيم بعد أن خرج من المستشفى أصبحت صورة هذه الفتاة لا تفارق نظره وهذا الحدث منطقي بالنسبة للقارئ ولا يدل على أشياء غير متوقعة، وحتى زيارته إلى أهلها كانت من الأشياء المتوقعة، فاستمرار السرد بهذه الطريقة بدأ يعمق السؤال الوحيد الذي أصبح يلح على القارئ ما الغاية من عماه وشفاه؟ وماذا قدم للقصة ولسير الأحداث طالما هو باق على إلحاده، لاسيما ونحن نعرف بأن أول ما طرحته لنا الشعلان من قضايا هذه القصة مسألة الإلحاد وعدم الاعتراف بالحب ؟!. 

ومسألة الصورة أحدثت لدى الشخصية (حكيم) استغراباً لهذا التطابق ما بين الخيال والحقيقة الأمر الذي جعله يطلب من والدة الفتاة (هبة) المنتحرة الخروج. 
((صمت بعمق، غادرت الأم الغرفة التي بقي فيها بعد ان استأذن بذلك، تعرّف على كل محتوياتها، كان في درج مكتبها الكثير من الرسائل المعنونة بعنوانه، التي لم تبعث أبداً، قرأها مرة، وثلاثاً، وعشراً، تعرف على كل محتوياتها، كان فيها حب كبير، عرف من أوراقها ومن دفتر مذكراتها أنها عملت معه لعام كامل في المؤسسة الصحفية التي يعمل فيها نفسها، دون أن تكلمه، ولكن كل كتبه ومقالاته كانت في مكتبتها، عرف أنها أحبته، وعرف أنها صممت بقلبها المريض، الذي لا يحتمل الانكسار، وتأكد من ملفاتها كانت تتابع حالته الصحية، وأنها تعرف أن أنسجتها تناسب أنسجته من التحاليل المرفقة بوثيقة حالته الصحية، وأنها كانت تعرف أن الدّور له على لائمة الانتظار لآخذ القرينتين، وفي الليلة المناسبة انتحرت...))(14).
في هذا المشهد وهذه اللحظة تحصل المفاجأة وكسر أفق التوقع من خلال هذا الحدث الذي لم يكن بالحسبان أو ضمن الأشياء المتوقعة بأن تكون هذه الفتاة أحبته ومن أجل الحب انتحرت لكي ينعم بالنظر، فاللامتوقع الحاصل على مستوى الحدث أعاد بناء الشخصية بناءً جديداً ناسفاً كل ما كان عليها من قبل، فحكيم تحول من شخص ملحد لا يؤمن بالحب إلى شخص محب وعاشق في لحظة واحدة، من اللامتوقع أسهم إسهاماً كبيراً في بناء جمالي لشخصية القصة. 
((على مكتبها رأى نسخةً من كتابه المشهور، فتح الصفحة الأولى، كان مكتوباً تحت العنوان تماماً وبخط نسائي رقيق: ((الله هنا في قلبي)). 
تناول قلمه الفاخر، وكتب في الصفحة ذاتها أعلى الكلمات التي قرأ ((إلى حبيبتي هبة... عاشقك إلى الأبد حكيم)). 

أقفل الكتاب وأسند ظهره إلى الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه، وفن رأسه الأشيب ذا الشعر المتموج بين يديه، وشعر لأول مرة بأنّ الله والحب يسكنان قلبه، قاوم رغبة جارفة في البكاء، ثم استسلم لها دون خجل، وضم صورة هبة إلى قلبه الذي بدأ يدق بانفعال وقوة))(15).
انتقل حكيم من ملحد إلى عاشق ومؤمن بفعل اللامعقول الذي أسهم في إعادة بناء هذه الشخصية، محدثاً بذلك تغييراً على مستوى المضمون، فحكيم لم يعد ذلك الرجل العنيد القاسي بل أصبح إنساناً محباً صادقاً، وكأنه غير حكيم الذي طالعناه في بداية القصة، وكسر أفق التوقع عند القارئ زاد من حساسية العلاقة بين النص والمتلقي، فأصبح المتلقي فاعلاً في النص غير مستهلك، إذ قراءة المتلقي بحسب هذا المنظور من شأنها أن تفتح النص على تأويلات عديدة برؤية واعية وعميقة، وهذا ما أرادت أن تؤكد عليه الشعلان من خلال اعتمادها على نظام المتوقع واللامتوقع في النص القصصي..

هوامش البحث: 
1. المتوقع واللامتوقع، دراسة في جمالية التلقي: موسى ربابعة، مجلة أبحاث اليرموك، سلسلة الآداب واللغويات، مجلد 15، ع(2)، 1997: 47. 
2. نظرية الاستقبال: روبرت سي هولب، ترجمة: رعد عبد الجليل: 77. 
3. التلقي والتأويل (مدخل نظري): محمد بن عياد، مجلة الأحكام، ع(4): 1998. 
4. المتوقع واللامتوقع: 53. 
5. الهروب إلى آخر الدنيا، سناء الشعلان، نادي الحيرة الثقافي والاجتماعي: 2006: 45
6. الهروب إلى آخر الدنيا:50/51
7. الهروب إلى آخر الدنيا: 49/50
8. المتوقع واللامتوقع:48
9. الهروب إلى آخر الدنيا:50
10. الهروب إلى آخر الدنيا:51
11. م ن:9
12. م ن:11/12
13. الهروب إلى آخر الدنيا:12
14. الهروب إلى آخر الدنيا:12/13
م ن:13

كتاب: الفلسفة المبسطة – الجزء الأول: اصدار جديد للكاتب، الناقد والإعلامي نبيل عودة


صدر عن: الحكيم للطباعة والنشر-الناصرة (2017)
صدر الكتاب بدعم من مشروع مفعال هبايس (الياناصيب) لدعم النشاط الثقافي والفني في الوسط العربي. 
*********
صدر للكاتب، الناقد والإعلامي نبيل عودة الجزء الأول من كتاب جديد يحمل عنوان "الفلسفة المبسطة – وقصص تعبيرية ساخرة" وعلى الأغلب هو الكتاب الأول من نوعه ومضمونه في الثقافة العربية عامة.
الكتاب يتناول مواضيع فلسفية بدءا من الفلسفة الاغريقية وصولا الى الفلسفات المعاصرة. يقدمها نبيل عودة بأسلوب مبسط، بدون التعقيدات والاصطلاحات المركبة، وطريقة الصياغة الصعبة التي يواجهها القارئ عند قراءة النصوص الفلسفية. 
المميز الأساسي لهذا الكتاب هو الدمج بين النصوص الفلسفية والقصص التعبيرية الساخرة، التي تعطي تفسيرا لمضمون النص الفلسفي. 
نبيل عودة درس الفلسفة في الاتحاد السوفييتي آنذاك، وله الكثير من المقالات التي تتناول قضايا فكرية وفلسفية بمجالات متعددة، وقد بدا بنشر حلقات الفلسفة المبسطة منذ نحو سنتين. الى جانب تطوير القصة الفلسفية، وفيما ببعد بدأ بصياغة مقالات فلسفية ودمجها بقصص تعبيرية ساخرة تفسر المضمون الفلسفي. يشمل هذا الإصدار جزء فقط من المواد، على أمل ان يستطيع اصدار الجزء الثاني قريبا. وهو يعمل على اعداد جزء ثالث لكتاب الفلسفة المبسطة.
جدير بالذكر ان دار نشر عربية – نور للنشر (NOOR PUBLISHING) مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية – مدينة نيويورك، ولها فرع في المانيا بمدينة برلين، لفت انتباهها المقالات التي نشرت في مواقع الانترنت وتوجهت للكاتب نبيل عودة بطلب اصدار كتاب "الفلسفة المبسطة" بطبعة أمريكية جديدة توزع في مختلف اقطار العالم العربي والغربي خاصة في الجامعات. وقد اتفق الجانبان وصدر الكتاب الكامل بالجزأين، وهو متوفر للبيع أيضا عبر شبكة نور للنشر عنوان الشبكة - www.morebooks.de)) وهو اول كتاب لكاتب عربي من إسرائيل يصدر عن طريق مؤسسة نشر دولية!!
كتب مقدمة للكتاب الأستاذ الجامعي والأديب الموسوعي الدكتور أفنان القاسم وقد نشرت على الصفحة الأخيرة من الكتاب وهذا نصها:

عن الكاتب والكتاب: د. أفنان القاسم

فرض نبيل عودة نفسه على الشبكة العنكبوتية بسلسلة مقالاته "فلسفة مبسطة"، فهي سلسلة يتساوق فيها كل شيء، وهي لدقتها وثرائها موجز لا غنى عنه لكل من يريد الخوض في غمار الفلسفة، لأن التأمل هنا يتعدى حدود التجريد والأحكام الإشكالية إلى التحيين والتفعيل كمصطلحين فلسفيين يعنيان: التحيين جعل الشيء حينيًا أو حاليًا، والتفعيل النقل من القوة إلى الفعل. بناء على ذلك، أقام المؤلف وزنًا للأوليات في الفلسفة على أساس اليقينيات في السياسة (وغيرها)، فربطها بتجاربه في الزمن الحاضر، وبشكل أعمق بتجارب الزمن الحاضر. مثلاً العلاقة وجود- وعي (في النص وجود- مضمون والوعي هو مضمون الوجود)، يطرحها فلسفيًا كما يراها سارتر "الإنسان لا شيء إلا ما يصنع هو نفسه"، ويطرحها سياسيًا كما يراها نبيل عودة "أعضاء الحزب أو رجال الدولة لا شيء إلا ما يفعلونه من أجل أن ترتفع أسهم زعيمهم". لكن أهم ما في الكتاب أنه يبقى أداة عمل لا غنى عنها، لتقديمه المعارف الأساسية بشكل مبسط، والمبسط بالمفهوم "النبيلي" يعني الدقيق، يعني كذلك توضيح المفاهيم، وعرض المسائل بشكل غير مشكوك فيه، لفائدة القارئ، عملاً بقول كانط "من يقرأ قليلاً يحفظ كثيرًا".
النادر هنا، بالمقارنة مع كتب أخرى من هذا النوع، ما أدعوه ب "قصصية" الفلسفة، فالقلم المجرب الذي هو قلم نبيل عودة القصاص، يكسو كل موضوعة يتطرق إليها برداء قصصي تغلب عليه طرافة الأسلوب، وهو بهذا يعمل على تحرير الفلسفة من نظامها الصارم الذي تعودنا عليه.
د. أفنان القاسم - أستاذ جامعي، مفكر، كاتب وناقد، له أكثر من ستين كتابًا في الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والشعر والنقد الأدبي والنقد السياسي، مقيم في فرنسا.

ذئب الله.. رواية جهاد أبو حشيش

بقلم وعدسة: زياد جيوسي
   إحتفت عمَّان بشاعرها جهاد أبو حشيش ومولوده الروائي الثاني بعد سلسلة من دواوين الشِعر، وفي حديقة نادي الأردن في جبل اللويبدة العريق الذي بدأ يشهد عودة النشاط الثقافي فيه بعد شبه سبات رمضان، كان قراء وأصدقاء وأحبة جهاد يتوافدون مبكرا لحضور حفل الإشهار وتقديم الشهادات الإبداعية في الرواية، فشهدت حديقة النادي حضورا مكثفا، ليبدأ الحفل في الموعد المحدد بحديث قدمه عريف الحفل د. غسان عبد الخالق الباحث والناقد ورئيس جمعية النقاد الأردنيين، وكان هذا الحديث المرتجل بحد ذاته شهادة إبداعية من ناقد ومتخصص، ليقدم بعدها الكاتب والإعلامي الاستاذ محمود الريماوي والذي قدم قراءة تحليلية متميزة للرواية ومن ضمن ما قاله: " على صعيد  الرؤى الفكرية وإذا جاز لنا الفصل بين ما هو فكري وفني في العمل، فقد نجحت  رواية "ذئب الله" في  التغلغل في احشاء مجتمع  قبلي قديم، ما زالت مفاعيله وقيمه سارية حتى ايام الناس هذه، ويعبّر البطل عواد الباز عن  تلك التناقضات التي تمور في  الواقع الاجتماعي، فهو يحمل اسم خال له سقط غيلة وغدراً،  وامه تسمى الذلول حيث يتم تزويجها كنوع من الانتقام منها ومن عائلة القاتل،  وقد عاش هذا البطل طفولة حياة تزخر بالقسوة فقد حرم من  البقاء في كنف امه  عقابا لتلك الأم ..  مع اغفال انه هو  قد تعرض  للعقوبة  طفلا. وحرم من حياة طبيعية ، ثم سرعان ما  تبلغ  مأساته واحدة من ذراها الرهيبة حين يعبث بسلاح   تنطلق منه  رصاصة الى جسد امه الذلول فيهتف لأول مرة: يمة .. اذ كان ممنوعا عليه ان يخاطب  أمه باللقب الأمومي.  ومع هذه الصدمة الرهيبة فإن البيئة من حوله تطمئنه انه لم يقترف خطأ فاحشا. وهنا  بدأت بذرة العنف تنمو لديه حتى قادته الى امتشاق السلاح مع الفدائييين ثم الانتقال من ذلك الى التجارة بالسلاح ، والانضواء المصلحي في  تنظيم جهادي متطرف والانتقال الى تديّن شكلي تمليه المصلحة".
الدكتور رامي أبو شهاب قدم شهادة طويلة اقرب إلى دراسة أكاديمية في الرواية ومن ضمن ما قاله: " ثمة بين التكوينات السردية لرواية ذئب الله المباشرة أنساق مضمرة يمكن أن نقع عليها بين تضاعيف هذا العمل الذي يسعى إلى الوقوف على تفسيرات ذات طابع نفسي اجتماعي لنمط من المسالك التي ميزت عصرنا الحالي بحيث تحول الدين إلى نموذج للتدمير، وهو أحد أدوات السيطرة وامتلاك القوة ..... وعلى ما يبدو فإن نمط الاختطاف يبدو شكلا من أشكال الإشكالية الثقافية في مجتمع لا يمكن له أن يتقبل هذا النتاج الجديد من فراغ، إنما ثمة مبررات وأسباب منطقية، أفضت بنا إلى هذه البنى التي تنهض على منظومة القوة والسلطة التي شكلت في ثنايا النص أنساقاً إلى حد ما تبدو غير حاسمة في تشكيل علاقات القوة، ولكنها تتشكل ضمن بناء لا واع من القيم المرآوية التي تحدث عنها جاك لاكان في تشكيل فهم الذات لذاتها في حدود تموضعها". 
   ثم تحدث الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش وشكر الحضور والمشاركين وقال: " اسمحوا لي أنْ أقولَ: "إنني أكتبُ كمَا أحيا، كما أتنفسُّ، فأنا ممن لا يتنصّلُون من أنفسِهم/ ومن خطاياهم/ ومن أصدقائِهم/ وأخطاءِ أصدقائِهم، وحتى من تقديرِ خصومِهم. أكتب لأنني أحتاجُ إلى من يشاركُني قلقي تجاهَ كلِّ شي، أكتبُ لأصل إلى الراحةِ التي أفتقدُها أكثرَ كلَّما كتبتُ أكثرَ وكأنَّ اكتشافَ الحقيقةِ لنْ يملكك أكثرَ من الرعبِ مما نحن ذاهبون إليه، عدميةً، وعبثاً، وانغلاقاً.
   في روايتي السابقةِ "بيمان، درب الليمون"، لمْ أتمكَّنْ من قتلِ الشاعر، فظلّ يمشي مع الروائي جنباً إلى جنبٍ ويذهبُ به بعيداً إلى حيث يفرُّ من حقيقيةِ السردِ أحياناً. أما في "ذئب الله" فقد قررتُ أن أقتلَه منذُ المفردةِ الأولى في الروايةِ، وأتمنى أنْ أكونَ قد نجحتُ في ذلك.
"ذئبُ الله" هي فضيحتُنا؛ فضيحةُ ما نحيا من عبثٍ وتناقضاتٍ، فضيحةُ عدمِ قدرتِنا على رؤيةِ صورتِنا الحقيقيةِ في المرآة، وهي فضيحتي الشخصيةُ أيضاً على نحوٍ ما.
   "ذئبُ الله" بطريقةٍ أو بأخرى وبعيداً عن الحكايةِ، تحاولُ أنْ تقولَ بطرقٍ كثيرةٍ، إنَّ العقلَ التبريريَّ لنْ ينتجَ مجتمعاً صحيّاً قادراً على الحياة. وإنَّ الآخرَ قد يستغلُّ المنتجَ الذهنيَّ والنفسيَّ السالبَ الذي يتكوّنُ كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ للعلاقاتِ المجتمعيَّةِ والاقتصاديةِ التي تفتقد قدرتَها على التطوّر نتيجةً لسلطة النصِّ، كون المجتمعاتِ العربيةِ هي الوحيدةَ التي يشكلُ فيها النصُّ الماضويُّ سلطةً أقوى من أيِّ سلطةٍ أخرى بحكمِ ارتكازِها إلى المقدسِ، الذي يتمُّ تأويلُه لخدمةِ الآنيِّ مبتعداً عن مسارِه الحقيقيِّ".
   ثم جرى فتح المجال للحضور للنقاش، ومنهم من تمكن من قراءة الرواية قبل الحفل، ومنهم إعتمد على ما قرأ عن الرواية أو ما سمعه بالحفل، لذا اختلفت الملاحظات وتنوعت بين ملاحظات دخلت في صميم الرواية أو ملاحظات ركزت على الشكليات وخاصة الإسم، فيظهر أننا وفي هذه المرحلة التي أصبح التحريم فيها منهجا مسيطرا، لم نعد ننتبه للذئاب التي تتستر بعباءة الدين لتنهش الدين نفسه وتدمر المجتمعات، وصار الكثير يتمسكون بالشكليات وقشور الدين وليس روح الدين نفسه.
   لن أتحدث الآن عن الرواية التي سعدت بقرائتها منذ لحظة صدورها وقبل الإعلان عنها بنسخة قدمها لي كاتبها المبدع والصديق جهاد أبو حشيش، فشهادتي قد تكون مجروحة الآن، ولذا سأترك الحديث وتقديم شهادتي إلى المستقبل الذي آمل أن لا يطول انتظاره، وأكتفي بالإشارة إلى أن الرواية حظيت على اهتمام كبير من النقاد والمهتمين ومنهم د. عادل سمارة، والدكتور الناقد كمال أبو ديب وإشراف بن مراد المساعفة وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة الآن بإستحضار أسمائهم.

تهنئة لندى مصطفى عبد الرازق


خبر سعيد تعيشة كلية التجارة انجلزي بجامعة القاهرة حيث نجحت ابنة مستشار كبير  بمصر و
المستشار مصطفى عبد الرازق هلال و المستشار تامر وهبه يهنئان الطالبة ندى نجلة المستشار مصطفى عبد الرازق هلال بنجاحها فى الفرقة الثالثة تجارة انجليزى جامعة القاهرة وحصولها على تقدير امتياز .ويتمنيان لها بدوام النجاح والتوفيق .

بازار ومعرض جاليري إطلالة اللويبدة



همسات وعدسة: زياد جيوسي
   وما بين عراقة جبل اللويبدة وتاريخة الممتد في التاريخ وجماله ونمطه المختلف عن جبال عمَّان، وما بين جماليات الفن التشكيلي وفضاءات التحليق فيه، هذا الفن الأقدم في عالم الفنون منذ الإنسان البدائي الذي نقش اللوحات على جدران الكهوف، كانت خطوة أخرى من خطوات إدارة الجاليري وإبداعها، بحيث أصبحت أتفاجئ في كل مرة أكون فيها بعمَّان الهوى بألق جديد للجاليري متمثل بإدارته: الفنانين التشكيليين كمال أبو حلاوة وأسيل عزيزية.
   المفاجئة الجديدة كانت بازار ومعرض فني تشكيلي، تم عبر يومين بحركة وحضور رائع ومتميز، والهدف الأساسي لهذا النشاط كان يسعى إلى هدفين: الأول العمل من أجل الرسالة التي يؤمن بها الجاليري من خلال الورشات والتدريب لتمكين المرأة ومنحها وتدريبها على مهارات إبداعية وفنية ومهن يدوية، من أجل أن تمتلك نوعا من القدرات الإقتصادية تدعم به نفسها وأسرتها في ظل هذا الغلاء الذي يجتاح المنطقة، ودعم الفنانين الشباب للاستفادة من وجود حضور ومهتمين لعرض لوحاتهم الفنية من المصغرات ومن الإبداعات الفنية، فتكون رسالة الجاليري غير مقتصرة على عرض لوحات المعارض الفنية، وهذه الأفكار الخلاقة والجهود المبذولة ليست بالمسألة السهلة.
   من الجميل أيضا أن رابطة الفنانين التشكيليين بإدارتها وحلتها الجديدة بدأت تخرج بأفكار جميلة وبرامج ومعارض جميلة ومتميزة سواء معارض جماعية أو فردية، ولذا كان تعاونها مع جاليري إطلالة اللويبدة في هذا المعرض والبازار مسألة تسجل لصالحها، فقد أضفى هذا التعاون على هذا العمل نكهة فنية مختلفة وخاصة، إضافة لتعاون العديد من مؤسسات وطنية محلية، تدلل كيف بدأت حركة الوعي لدى القطاع الخاص الوطني بالإهتمام برعاية العديد من النشاطات الثقافية والفنية المحلية، وبدأت تترك هامش من عملها لهذا الدعم، ولعل رعاية شركة "ديمس" للعصير وحضور مندوبتهم الشابة ميرا النجار التي تألقت بالمعرض والبازار كان له دور كبير في نجاح المعرض،  وكانت هذه الرعاية أنموذجا آمل أن يحتذى به من مؤسسات القطاع الخاص بدعم المعارض الفنية والجمعيات ومجالات الإبداع المختلفة.
   إفتتح المعرض الدكتور محمد العياصرة وهو دكتور متخصص وعضو بالبرلمان الاردني، وكان حضوره متميز جدا، فقد تحدث بمرح مع كل القائمين على مواد العرض واستفسر مهم وشجعهم وقدم لهم مقترحات جميلة، وترك أثرا إيجابيا لدى الحضور ولدى الضيوف والزوار أيضا، إضافة للدور المتميز والجميل للمنظمين ومنهم الأستاذ متعب العياصرة من جمعية واحة الإبداع للثقافة والفنون، والتي كان لها دور كبير في التنسيق للمعرض، إضافة للمنظمين المشاركين الأستاذ نمر حسين والشابة فرح البداوي التي كانت محلقة كفراشة في المعرض لم تهدأ أبدا، مع أغنيات الصوت الشجي للفنان عازف العود الأستاذ بسام خلف يرافقة الفنان عازف الكمان الاستاذ ناصر شعبان الذين أبدعوا بالغناء والعزف في حديقة الجاليري ونالوا إعجاب الجمهور.
  تجربة جميلة ومتميزة سعدت بدعوتي إليها من الفنانة الألقة أسيل عزيزية، أضفت على زيارتي لعمَّان التي أهوى، نكهة أخرى وجمال خاص، فأنا ما زلت ما بين عمَّان ورام الله كالمضيع بين فراشتين.  

امسية واحتفاء بالشاعر المعروف، والزميل الاعلامي الاستاذ احمد الياسري في مالبورن


  ضمن ايام البهجة بالانتصار الكبير الذي حققه العراق الابي بكل مكوناته وقواه الامنية والعسكرية والجماهيرية البطلة، استضافت مؤسسة الحوار الانساني في استراليا الشاعر المعروف والاعلامي الكاتب السيد احمد الياسري في امسية جمعت بين الندوة الادبية والفضاء الشعري للشاعر الياسري القادم من ولاية نيوساوث ويلز/ سيدني. 
شرعت الندوة مساء الاحد 23/07/2017 عند الساعة السابعة بجمل الترحيب من قبل رئيس المؤسسة كامل الكاظمي ثم التعريف الشامل من قبل الشاعر الاستاذ عبد الرزاق المعلة بالشاعر الضيف ودوره في المشهد الأدبي والصحفي الاسترالي . تلته محاضرة الاستاذ الشاعراحمد الياسري التي كان عنوانها ( الشعر المهجري العراقي تجلياته وآليات اشتغاله) والتي حملت قراءة نقدية مركزة لواقع الشعر المهجري العراقي وتجلياته ، ثم ألقى  الضيف مجموعة من أشعاره العمودية والشعبية وختمت الأمسية ببعض مداخلات الوجوه الثقافية والأدبية التي حضرت الأمسية .

اللجنة الإعلامية 
مؤسسة الحوار الإنساني في استراليا

وصول كتاب الأرشيدياكون حبيب جرجس باللغة الإنجليزية لأستراليا


أعلن نيافة الحبر الجليل الانبا سوريال أسقف ملبورن وتوابعها اليوم عن وصول اول كتاب يصدر باللغة الإنجليزية بعنوان ' حبيب جرجس المعلم القبطى الأرثوذكسى ونور فى الظلام ' حيث قام بتأليفه الانبا سوريال والمتوفر حالياً بمكتبات الكنائس القبطية والذى يتناول فيه حياة وأعمال حبيب جرجس ومجهوداته كمعلم ورائد لمدراس الأحد فى مصر خلال النصف الاول من القرن العشرون .
هذا وقد أعلن أيضاً الانبا سوريال ان الكتاب فى مرحلة الترجمة للغة العربية وأعداده للنشر العام القادم .

انطوان قربان حاضر في سبعل عن "العيش المشترك او التعايش"



سبعل ـ  
حاضر الطبيب والاستاذ في علم التشريح وفلسفة العلوم الدكتور انطوان قربان حول موضوع "العيش المشترك او التعايش" في احدى قاعات مدرسة راشيل اده الرسمية، في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، بدعوة من مكتبة سبعل العامة، وبالتعاون مع جمعية ملح الارض، وجمعية فرانكوفونيا لبنان، حضر الندوة نائب رئيس جمعية ملح الارض السيدة جوزيان اديب طربيه، عميد كلية الاقتصاد في جامعة القديس يوسف الدكتور جوزيف الجميل، مديرة جامعة القديس يوسف في طرابلس والشمال الدكتورة فاديا العلم، رئيسة الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس الباحثة الدكتورة جومانا الشهال تدمري، مديرة مدرسة راشيل اده الرسمية ريتا ساسين، مختار بلدة سبعل بطرس الشام، مدير مدرسة ارده الرسمية جوزيف شديد، مديرة مدرسة مزياره الرسمية انطوانيت شاهين، مديرة مدرسة الروضة في زغرتا روزا معوض، وعدد من الشباب الفرنسي واللبناني، وحشد مثقف من اهالي بلدة سبعل ومدعوين من طرابلس وبيروت". 
بداية اللقاء رحبت السيدة طربيه بالمحاضر والحضور وقالت: "ان المكتبة العامة في سبعل تنظم مثل هذه المحاضرات الثقافية، التي ينتظرها الجميع في كل عام، ونحن سعداء جدا ان ندعوكم في هذه السنة الى مدرسة راشيل اده، لأنها المدرسة الرسمية المثالية، والمتفوقة، والتي جاءت وليدة فكرة خاصة، وبنيت بأموال خاصة. وهي اليوم تستقبل اكثر من 260 طالب وطالبة، ونسعى ان يستكمل هذا البناء حتى يتسع لعدد اكبر من الطلاب. ان هذا المشروع المواطنة، نأمل ان يعمم على مستوى كل لبنان، لأن التربية هي اساس كل شعب حر ومسؤول في قراراته، ولأن المواطنية ومساواة الحظوظ عند الناس تعنينا كثيرا".
 وتساءلت السيدة طربيه "عن معنى العيش المشترك، وهل اصبح  صعب المنال عندنا، في وقت اصبح العالم كله مجتمعات مختلطة تشبه لوحة فسيفساء، اكل بعض حجارتها التطرف. سؤال نتوجه به الى المجتمع اللبناني عن "العيش المشترك" المؤرخ بالميثاق الوطني الذي وضعه اباء الجمهورية، هذا الميثاق الذي يكرس الاحترام والاعتراف بالاخر، فاين اصبح اليوم هذا الميثاق الذي لا يشاهده اللبناني، الا تحاصصا وتقاسما للمغانم في السلطة". 

الدكتور قربان استهل محاضرته بالقول :"هذه المحاضرة القيها امامكم اليوم تكريما لقيم وافكار النائب الراحل سمير فرنجيه الذي كان مؤمنا بالعيش المشترك". عارضا لصور تاريخية عبر شرائح ضوئية من وادي قاديشا الوادي المقدس، او وادي قنوبين، "فكلمة قنوبين هي كلمة يونانية معناها "العيش المشترك". 
واشار قربان في محاضرته الى ان العيش المشترك له عدة مرتبات هي: عيش عائلي هو عيش مشترك، ولكن الرابط بينها هو رابط الدم، وهناك تعايش الجماعات الدينية الاسلامية والمسيحية، وهي عيش مشترك، انما الرابط بينها هو رابط المحبة والايمان المشترك. اما الاهم بين كل هذه المرتبات هو الرابط بين الافراد". وناشد قربان "الاشخاص المعتدلين في كل المجتمعات ان يتكاتفوا وان يتحدوا من اجل "العيش المشترك المديني" الذي يترجم بالاحتاك اليومي بين الناس تحت سقف القانون المشترك، وفي ظل الدستور المشترك". 
من ثم جرى نقاش مطول بين المحاضر والحضور، حول كيفية تعزيز روح التعايش بين المجتمعات، فيما عاد الكثير منهم بالذاكرة الى الوراء وكيف كانت طرابلس مثالا يحتذى به للعيش المشترك.  

جمعية إنماء الشعر والتراث تكرم رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان الشاعر النقيب جورج ابو انطون

في الثالث عشر من تموز ٢٠١٧ غصت بلدة حومال بحضور شخصيات رفيعة المستوى ورجال دين وقامات ثقافية وفكرية كما شارك شعراء وفنانين وإعلاميين بتكريم رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان الشاعر النقيب جورج ابو انطون.
 وكرّمت بلدية حومال ونقابة شعراء الزجل في لبنان الشاعرالنقيب اأبو أنطون بتمثال أقيم  له في ساحة البلدة وأزيح الستارعنه خلال الحفل. 
 ومنح فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الشاعرالنقيب اأبو أنطون وسام الاستحقاق كما قدّمت بعض الجمعيات الثقافية دروعاً تكريمية له.
 وفي هذه الناسية كرمت جمعية إنماء الشعر والتراث في أستراليا والعالم العربي النقيب اأبو أنطون أبو حمد درع الامتياز قدمه له  الشاعر الدكتور الياس  خليل الدرع باسم الجمعية أثناء الاحتفال التكريمي.
هنيىئا  للبنان وللشعر بمبدع اعطى لهما  العز والمجد في كل حين . مبروك والف مبروك.

إجتماعٌ في منزل الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه لبحث قضايا وشؤون الأدب المحلي


      في جولة  تفقديَّة على الأدباء والشعراء حلَّ الشاعرُ والفيلسوف  معين حاطوم ( صاحب مطبعة ودار نشر ) والشاعر والإعلامي  فهيم أبو ركن - محرر صحيفة الحديث الأسبوعيَّة - ضيوفا على الشاعر والناقد والإعلامي حاتم جوعيه في قرية المغار حيث  دار الحديث  عن الأدب خاصة  والثقافة عامة ، وتحدثا  بتوسع عن  ظاهرة  التسيُّب  والفوضى على الساحة  الأدبية وأزمة النقد المحلي وظاهرة إشهار إصدارات وكتب دون المستوى  وتكريم كل من هب ودب .  وقد أهدى الشاعرُ الفيلسوف معين حاطوم  بعض  كتبه للشاعر الناقد والإعلامي حاتم جوعيه .
    الشاعر فهيم أبو ركن والشاعر معين حاطوم شكرا الشاعر حاتم  جوعيه  على حفاوة الإستقبال  وعلى حديثه  الشائق وآرائه الموضوعيَّة حول الأدب  واطلاعه  الواسع  على  المشهد الثقافي  ودوره  وموقعه  الهام  في  مسيرة الأدب  المحلي  وموقفه  الملتزم  والمشرف  في  أمور وقضايا هامة : أدبية وثقافيَّة ووطنيَّة وإنسانيَّة  . وتمنيا  له المزيدَ  من العطاء الأدبي ورقيا  أدبيًّا إبداعيًّا عاليا  .

نجوم ليلى سمير في سماء الازياء

القاهرة خاص ـ
تصميم جديد لمصممة الازياء ومكملات الاناقة ليلى سمير حيث تميز بالبساطة والجمال وارتدته مع ابنتيها الصغيرتين وكتب عبر صفحتها بالفيس بوك للفانز والمعجبين بها : 
صباح الخيرات ..صباح الرضا ...صباح الاناقه...صباح عائله النجوم ...صباح مشرق على الجميع يارب اكون عند حسن ظن الجميع فى كل التصميمات لان بجد انا بحب التميز وبحب الابداع انا اول حد فكر يبتكر فستان اسود للاطفال ورغم ان اسود يكون مبهج ومناسب للاطفال والحمد الله كله توفيق ربنا وتشجعكم لى ...وطبعأ تشجيع زوجىى ومدير اعمالى الاستاذ ايمن ابو الفتوح أتوجه له بالتحيه والشكر وايضأ تشجيع جنى وجرمين اجمل موديل تحياتى لكم جميعأ يا اجمل اصدقاء ...رأيكم يهمني فى انتظار التعليقات 

الذاكرة الشفوية الفلسطينية في معرض قول يا طير


بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ 
   بدأت مرحلة ما بعد رمضان والهدوء النسبي للفعاليات الثقافية فيه، بحركة قوية من معارض فنية وحفلات إشهار كتب وندوات وأمسيات أدبية وشِعرية في مناطق مختلفة من الأردن الجميل، ومعظم هذه الفعاليات تتركز في العاصمة عمَّان بحيث لا تكاد أمسية تمر بدون نشاط بحيث تتضارب مواعيد المهتمين بوجود أكثر من مناسبة في نفس التوقيت في أرجاء مختلفة من العاصمة الأردنية التي اصبحت ممتدة على مساحات واسعة وتشهد ازدحاما في الحركة وصعوبة التنقل.
  حين وصلتني الدعوة من الباحثة خديجة عبد العال لحضور معرض "قول يا طير" والذي يروي الذاكرة الشفوية الفلسطينية، رتبت أموري للحضور بحكم تواجدي في زيارة لعمَّان في هذه الفترة، إضافة أني من الكُتاب المتخصصين بذاكرة المكان وتراث الأبنية، فشددت الرحال إلى جبل اللويبدة التاريخي والذي يعود بآثاره المكتشفة إلى المرحلة البيزنطية، وإلى دارة الفنون هناك حيث إفتتاح المعرض بالتعاون مع "مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث" ومقرها الرئيس مدينة رام الله في فلسطين المحتلة وتديرها د. فيحاء عبد الهادي، وهي مؤسسة تهتم بالتوثيق للذاكرة الفلسطينية وخاصة الذاكرة الشفوية الفلسطينية لمرحلة النكبة الفلسطينية، وقد بدأ العمل بهذا التوثيق المهم من عام 2012 وتم تسجيل وتوثيق 115 شهادة شفويّة من فلسطينيين بالصوت والصورة، والتي تشكّل ثروة معلوماتيّة مهمة عن حياة الفلسطينيين في ذلك الوقت، يمكن أن تفيد الباحثين والمهتمين بهذا الجانب التوثيقي إضافة أن ما يتم هو واجب وطني لتوثيق الذاكرة الفلسطينية، فشعب بلا ذاكرة يسهل شطبه، وشعبنا الذي إعتاد منذ فجر التاريخ على مقاومة الغزاة والإحتلالات شعب عصي على الشطب.
   المعرض تميز بعرض الصور لأشخاص قدموا شهادات توثيقية شفوية وصور تعود لمرحلة قبل النكبة لأبناء فلسطين وذاكرتهم، كما جرى تقديم هذه الشهادات بوسائل المرئي والمسموع عبر أكثر من شاشة عرض، إضافة لعرض بعض القطع المعتمدة على التراث الخاصة بزينة النساء من أساور وأقراط وقلائد جمعت من فلسطينيّات مهجّرات.
   وأيضا تم في المعرض حفل إشهار وتوقيع كتاب "ذاكرة حيّة" الذي نشرته "مؤسّسة الرواة للدراسات والأبحاث"، ويضمّ شهادات شفويّة وصوراً للمهجّرين الفلسطينيين تروي قصصاً عن حياتهم قبل النكبة وأثنائها وبعدها، إذ يتضمّن ستة شهادات حول تهجير فلسطين من أصل 115 شهادة، وهو ثمرة المشروع الرئيسي للمؤسّسة منذ العام 2012 وحتّى الآن، ومن أهم أهداف المعرض إشراك الجمهور الواسع في فلسطين وخارجها في معرفة تفاصيل نكبة التهجير، وخصوصاً من لم يعايشها أو يعرفها من الشباب والأطفال وأجيال ولدت من منتصف الاربعينات وما بعدها فلم تعش النكبة ولم تعرف عنها إلا ما سمعته أو قرأت عنه؛ حتى تبقى الحكايات حية في الذاكرة. 
   المعرض جيد وهناك توجه لجولة عربية وأوربية له، ولكنه كان يحتاج ترتيبات أكثر دقة وإهتمام، فالحكاية الشفوية لها إمتداد أكبر بكثير من الزوايا التي ضمها المعرض أو عرضها، إضافة إلى قاعة أوسع ومناسبة أكثر، وخاصة أن المعرض أتى في فترة إشتداد درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي في عمَّان، ومع هذا كان الحضور مكثف وقوي وكبير، بحيث كان المنتظرون لدخول القاعة في الخارج أكبر بكثير ممن بداخلها.

معنى القصة: بين سرد المحكي وسرد المصمت: "قراءة في الهروب إلى آخر الدّنيا" لسناء الشعلان

كتب أ.د:محمد صابر عبيد/العراق
         
       يتشكّل المعنى الرمزي والسيميائي للقصة القصيرة من طبيعة وحساسية ورؤية وفضاء وأنموذج السرد الذي تتكشّف عبره دلالية القصة عموماً، وإذا كان (سرد المحكي) هو الأسلوب الكتابي المهيمن على فضاء الكتابة القصصية عادة، فإن (سرد المصمت) يأخذ جانباً تشكيلياً وتعبيرياً خاصاً ومختلفاً في صوغ المعنى السردي للقصة، وقد يؤدي إلى مناخ سردي مغاير تكون فيه اللغة العلامية/الإشارية هي المعبّر الأوفى عن إشكالية القصّ بطبقاته وجيوبه وظلاله، على النحو الذي يتمظهر فيه المعنى القصصي أخيراً بين الحدود الفاصلة (الغامضة) التي تتحرّك بين علو صوت سرد المحكي وخفوت صوت سرد المصمت .
     المجموعة القصصية الموسومة بـ ((الهروب إلى آخر الدنيا))(*) لسناء شعلان تشتغل في فضائها العنواني العام المستعار من إحدى قصصها على عتبة عنوانية مفتوحة، تأخذ من معنى ((الهروب)) سبباً لترك المكان الأصلي وهجره، ومن ثم قطع مسافة الدنيا للوصول إلى آخرها، وكأن هذا الآخر هو الملاذ الذي يخلّص الهارب من أزمته، ويجيب على أسئلة محنته الملتبسة والمعقّدة واللائبة والمقلقة .
    فثمة توافق دلالي ـ سيميائي بين ((الهروب/آخر الدنيا)) تجلّى في أن الهرب ما هو إلا مغادرة مكانٍ معادٍ، كما تجلّى في أن آخر الدنيا هو المكان الوحيد الأقصى والأكثر بعداً وغموضاً والتباساً، الذي بوسع الهارب اللجوء المتاح إليه، والتلذّذ فيه بخلاصه الشخصي أو وهم هذا الخلاص .
    وثمة عتبة تقديمية أو إشارية أو تعريفية تقول: ((ماذا يمكن أن يجد الهارب من نفسه إلى آخر الدنيا سوى نفسه المعذّبة التائقة للانعتاق؟؟!))، تقارب عتبة العنوان وتحيل قضية الهرب على فضاء صوفي إنساني عميق المعنى .
    إذ إن السؤال الذي تحمله هذه العتبة التقديمية ((ماذا يمكن ....؟)) يحفّز في منطقة القراءة شهوة التأويل، وهي تدلف إلى فضاء الاستفهام لترى وترصد وتدرك وتفهم حركية السؤال في هذا المجال المتخيّل ((أن يجد الهارب من نفسه إلى آخر الدنيا))، المنطلق نحو فكرة البحث عن الذات والوجود والمعنى .
    وما يلبث أن يأتيه الجواب الاستثنائي الصوفي ((سوى نفسه المعذّبة التائقة للانعتاق؟؟!))، على النحو الذي تتبدّى فيه ((النفس)) وقد تحلّت بالعذاب والتوق للانعتاق، بحثاً عن شرط الحرية الذي يمثل الأزمة الحقيقية للإنسان في أيّ زمان ومكان، ولا يجد له حلاّ حتى وإن قصد ((آخر الدنيا))، لأن الحرية ليست في المكان ولا في الزمان بل هي في الإرادة الحرّة التي تعيش في ضمير الإنسان ووجدانه وضميره ورؤيته ورؤياه، بحيث لا يمكن أن يكمن الحلّ في الهرب بل في المواجهة والتمرّد والثورة .  
     إن هذا الهمّ الغربوي يكاد يهيمن على مجمل قصص المجموعة وسننتخب لقراءتنا هذه قصة ((أنامل ذهبية))، إذ تتجسّد فيها وعلى نحو أصيل طبيعة حداثة الصنعة النصيّة، على وفق الرؤية النقدية التي يشتغل عليها العقل البحثي في الكتاب .
   عتبة العنوان المنكّرة ((أنامل ذهبية)) تحيل فوراً على دلالة أنثوية عامة لا تخفي في طبقة ممكنة من طبقاتها هاجساً إيروتيكياً، فالأنامل الأنثوية محطّ نظر واهتمام ذكوري دائم، وهي علامة سيميائية تشتغل في هذا الفضاء بوصفها عنواناً للجسد وممرّاً خارجياً إليه، وحين تسند ((أنامل)) إلى الصفة النوعية اللونية ((ذهبية)) فإن فعالية هذه العلامة داخل هذا الجوّ والمناخ والرؤية تتضاعف في إثارتها وتشتدّ وتتعمّق وتتأصل .
   بنية الاستهلال القصصي تتكشّف فوراً عن قوّة وضوح سردي عالية تضع حدود القصة في المتناول، وتشتغل على نحو حكائي تلخيصي وكأنها قصة قصيرة جداً تسعى إلى قول كلّ شيء في هذا الحيّز الكتابي المكثّف :

     جمعهما شيء واحد، وهو الغربة، ثمّ ولد بينهما شعور حميم اسمه الألفة، كلاهما كان غريباً في أرض غريبة، هو جاء من قلب صحراء الفقر، ليبحث عن عمل يكسبه الزرق بكرامة، لم يملك شهادة أو خبرة مميزة، ولكنّه كان يملك قلباً من حديد، وإرادة صقلها الحرمان، هي جاءت من أقصى أرض الجليد والحرمان لتبحث عن عمل ينقذها من الفقر والفاقة، كانت مهاراتها محصورة، ومواهبها محدودة مثل جمالها الفاتح اللوّن، المطعّم بنمش زهريّ صغير.

   تؤسس بنية الاستهلال هنا الأرضية السردية المركزية التي ستتحرك منها وعبرها حيوات القصّة، وتعمل على صوغ أنموذج الرجل وأنموذج المرأة على وفق الرؤية التي ستشتغل عليها حبكة القصة، عبر مجموعة من الملامح المحدودة (الداخلية والخارجية) التي يمكن أن ترسم علامة فعّالة لكلّ منهما .
    تنتقل القصة بلسان الراوي كلي العلم بعد أن فرغت من تشييد بنية استهلالها إلى بثّ أول لحظة تنوير سردية في متن القصة، تشرع فيها الحكاية بترتيب منزلها السردي من خلال تحقيق بنية التواصل الابتدائي بين الشخصيتين، والانفتاح بعد ذلك على الفضاء السردي العام في القصة:

 التقيا في مؤسسة صناعية كبيرة في إحدى الأقاليم النائية، حيث لا أحباب ولا ألفة أو حتى كلمات يفقهها، أو لغة يتواصلان بها معاً .

  إذ يتمظهر المكان والزمن والحال السردية عبر تأسيس بنية غياب مكانية ((الأقاليم النائية))، وبنية انقطاع مضاعفة ومكرّسة وكثيفة وشاملة ((لا أحباب/لا ألفة/لا كلمات/ لا لغة/ لا تواصل))، تسهم في الارتفاع بمستوى التوتّر إلى أقصاه، والتحريض على تبنّي أكثر من أفق توقّع قرائي في هذا السبيل .
    تتسلّط الكاميرا السردية للراوي على بؤرة الحدث ومحرقه لتصوّر حال الرجل وهو يلوذ بالآلة التي لا تحتاج محاورتها لغة لا يعرفها، بعد أن يئس من العثور على من يحدثه بلغة لا يعرف غيرها ولا يعرفها أحد، داخل غربة كثيفة وعميقة وموحشة تمتحن صبره وتضعه على المحك :

     في البداية كان يقضي ساعة الغداء وحيداً في ركن بعيد من مطعم المصنع، يحادث نفسه بلغته التي لا يعرف غيرها ليحادث بها أيّ إنسان هناك، ثم يهرع إلى الآلة التي يعمل عليها طويلاً دون حاجة إلى كلام بلغة لا يعرفها، ثمّ ظهرت هي، كانت بمثابة انكساره ووحدته، بينها وبين الآخرين لغة تجهلها هي الأخرى، وبينه وبينها لغتها التي يجهلها .
    رحّبت به بابتسامة عريضة ومتلهّفة عندما جلس إلى طاولتها، وبدأ الحديث وطال، واستطال، وتشعّب، لم يكن حديث الكلمات التي لا يفكّان طلاسمها حاشا قليل منها، ولكنّهما تفاهما بأناملهما الذهبيّة، خلقا لغة إشارات بأناملهما المتلهفة على الألفة .
   
   غير أنّ ظهور المرأة في هذا الفضاء البالغ القسوة أحدث لحظة تنوير سردي لافتة في قلب الحدث، أسهمت في تحويل الغربة المظلمة إلى ألفة مشرقة عن طريق الحضور الأنثوي أولاً، والتفاهم ثانياً، إذ كان هو بحاجة ماسّة إليهما معاً من أجل تجاوز محنته وتشكيل قدرة ذاتية على دفع حياته نحو الاستمرارية .
   شخصيتا القصة الرئيستان (الرجل والمرأة) وهما يتقاسمان الحضور والتمظهر والهيمنة على موقع الحدث السردي بفعالياته النسقية، يعملان على خلق لغة مشتركة (معوِّضة) أداتها الأصابع الذهبية التي تشتغل بكفاءة عالية في هذا المدى القصصي، وتنتج معرفة متبادلة عالية التأثير والقوّة والتماسك نحو مزيد من التواصل الإنساني والوجداني بينهما :

   عرف الكثير عنها من حركة أناملها الذهبية البيضاء كالشمع، الممشوقة كسبائك الذهب، وعرفت الكثير عنه من حركات أنامله التمريّة اللون، التي لا تخفي حياة صعبة وشاقّة عرفها طويلاً .
   أناملها الذهبية وحركتها السحريّة خلقت آلاف المواضيع، وقصّت آلاف الحكايا، الشيء الوحيد الذي عرفاه بالكلمات كان اسميهما، كلّ قاله بلغته وبلكنته وبصوته .

   الأداة الفاعلة لإنجاز التواصل الحيّ بين القطبين (الأصابع الذهبية) وهي تحيل على عتبة العنوان وتستمدّ منها قوّة الحضور والفعل والتأثير، خلقت حالة من التفاهم والتوافق والألفة والتماثل والمعرفة والتقارب بينهما، وأصبحت لغة (مخترعَة) قابلة للمشاركة والإنتاج والفعل داخل سردية مصمتة حاشدة بالقيمة والمعنى والدلالة والرمز وانفتاح الأفق السردي .
    تنفتح القصة بعد ذلك على فضائها الحكائي المنتظر في دائرة أفق التوقّع، لتحكي مساقات تطوّر الحدث ونقله من حدود الصورة المقننة إلى حدود الفعل والتأثير والإنجاز، على النحو الذي يتحوّل فيه اللقاء المصمت لغوياً إلى لقاء عالٍ في حضوره الصوتي حسيّاً وفعلياً ومظهرياً، إذ يقوم بتكثيف الحال الحكائية وتلخيصها واختزالها في رقعة كتابية مركّزة ومتجوهرة، تخضع لإضاءة شديدة وعالية التركيز من طرف الراوي :

      التقيا كثيراً، زارا معاً الأماكن الرتيبة في المقاطعة النائية تحدّثا عن حياتهما وآمالهما، ناقشا معاً الأفلام التي حضراها، زارا المحميات الطبيعية الخلاّبة في المقاطعة، خيّما معاً، وسبحا معاً، حدّثته عن أرض الثلج وطنها، فحدّثها عن أرض الشمس وطنه، أرته صور أفراد عائلتها، فأراها صور أفراد عائلته، بنيا أملاً مشتركاً في هذه الأرض الجديدة، وتزوّجا .
      وبنيا مستقبلهما، وأنجبا طفلين رائعين، وتحسّنت الأوضاع، وتقدّم السن بهما، وبقيت أناملهما الذهبية متخاصرة متعانقة وعاشقة، ووقع الخلاف، كانت الكلمات أقسى مما قد يحتملان، أتقنا لغة مشتركة جديدة، ليست لغته الأم، وليست لغتها الأم، بل لغة المكان الذي استوطنا فيه، جرد أنوثتها وصمودها الطويل، وجرحت حبّه ومشقته الطويلة، وكاد ينهار المكان، هدّدت بالعودة إلى وطنها، وهدّد باختطاف الطفلين، والعودة إلى وطنه .

   حيث تبدأ الحكاية وتتطور وتبلغ ذروتها وتحيط بممكناتها السردية كافة، وتنتقل من منطقة البداية والوسط والذروة فجأة إلى منطقة النهاية الحكائية، التي تعلن انتهاء حفل الحدث ووصول الأشياء إلى نهاياتها والعودة إلى الغربة المفردة لكلّ منهما من جديد، بعد أن تفقد الأنامل الذهبية سطوتها وقدرتها على الجمع، لتصبح معطّلة وصامتة وغائبة وعديمة الجدوى.
     تتحرّك (النظرات) لتكون بديلاً تشكيلياً وتعبيرياً وسيميائياً عن الأنامل الذهبية المعطّلة في السبيل نحو إيجاد لغة أخرى، يكون بوسعها احتواء النهاية المأساوية والعودة بالحكاية إلى فضائها المشترك، وإلغاء حركة الخارج المفارِقة والهادمة لصالح حركة الداخل الضامّة والمنتجة :

     وكان القضاء بينهما، كان غاضباً منها، وهي كذلك، لكنّ شبح الفراق أشدّ ما كان يؤلمه، منعه محاميه من أن يكلّمها، ومنعها محاميها من أن تكلّمه، لكنّ نظراتهما لم تطع أيّ أوامر، وتعانقت في لحظة صمت .

    فسلسلة الوحدات السردية السالبة الحاشدة والمتعاقبة العاملة في بداية المشهد القصصي بكينونة سردية بؤرية ((القضاء بينهما/شبح الفراق/يؤلمه/منعه/منعها))، تصطدم مباشرة بقوى سردية مناهضة ومتجاوزة وملغية ((نظراتهما لم تطع أي أوامر/تعانقت/في لحظة/ صمت))، على النحو الذي يكون فيه الصمت المكتظّ بالحكي هو عنوان المشهد وأداته الحركية السردية، التي تقوم بتحويل الحراك القصصي إلى أفق جديد .
    هنا تتمكّن الأنامل الذهبية مرة أخرى من استعادة ضوئها ومقدرتها وحيويتها وجوّها، لتعيد إنتاج الحكاية إنتاجاً جديداً استناداً إلى قوانينها وأعرافها وقواها الكامنة، وتقود حركة السرد نحو عتبة إقفال (مفارِقة) تتجاوز نسق الحكاية الإجرائي ضمن حركة المكان المحدد ((القضاء))، لتنفتح على لغة الأنامل مرة أخرى وقد تعالت لتصل إلى ((أبلغ لغة)) :

     كانت شاحبة كالثلج، كان مشتعلاً غضباً كالشمس، اقترب منها، وجلس إليها، عجز عن أن يصنع أيّ كلمة، فامتدّت أنامله في الفضاء، تحدّثت بأبلغ لغة، وتكلّمت أناملها، ومن جديد صنعت الأنامل بلغة الإشارة أجمل صلح، وخرجا من المحكمة بأنامل متعانقة، وأجساد متلاصقة، ولم يسمعا كلمة القضاء ...

  إذ تُعاد الدورة السردية للحكاية إلى عتبة العنوان التي تظلّ فيها الأنامل الذهبية سيّدة للموقف القصصي، ولعلّ الوحدة السردية الاختتامية ((خرجا من المحكمة ....)) تشير إلى مغادرة المكان الضيّق والانطلاق نحو المكان الواسع، حيث تستطيع اللغة أن تتحرّر والصوت أن ينطلق خارج سلطة الحضور . 

(*) الهروب إلى آخر الدنيا، سناء شعلان، نادي الجسرة الثقافي والاجتماعي، الدوحة، 2006 : 53 ـ 55 .

المؤرخ غريغوري بوشاكجيان محاضرا عن "اماكن الحرب" في سبعل زغرتا



سبعل.
حاضر المؤرخ الفني اللبناني، الدكتور غريغوري بوشاكجيان، في احدى قاعات مدرسة راشيل اده الرسمية في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، ضمن سلسلة المحاضرات الصيفية التي تنظمها المكتبة العامة في سبعل بالتعاون مع جمعية ملح الارض، وجمعية فرانكوفونيا لبنان، وذلك تحت عنوان "اماكن الحرب". بحضور نائب رئيس جمعية ملح الارض السيدة جوزيان اديب طربيه، مديرة مدرسة راشيل اده الرسمية السيدة ريتا ساسين، وعدد من الشبان الفرنسيين واللبنانيين، وحشد من المثقفين، من قرى وبلدات قضاء زغرتا. 
بداية تحدثت السيدة طربيه مرحبة بالحضور والمحاضر في ربوع سبعل، وفي مدرسة راشيل اده الرسمية. بعدها تناول المحاضر في مستهل محاضرته بدايات الفن اللبناني، عارضا لمجموعة من الصور لاهم الفنانين اللبنانيين امثال صليبا الدويهي، عارف الرئيس، رفيق شرف، عمر انسي.. وغيرهم. 
كما تطرق المحاضر الى مجموعة من الرسامين الذين رسموا الحرب اللبنانية والدمار التي احدثته، كما تخيلوها، وقبل حدوثها، ورسموا في هذا الاطار، لوحات وصورا عن الحرب اللبنانية، وللدمار، قبل حصولهما. وايضا خلال الحرب رسموا الدمار والخراب بالوان واشكال من دون ان يظهروا بشاعتها . 
وفي الشق الثاني من المحاضرة انتقل المحاضر من التأريخ الى الفوتوغراف بحيث عرض مجموعة من الصور لمنازل تعرضت للخراب والدمار، استطاع ان ينتزع من صلبها قصصا وروايات، وهذا هو العمل الذي على اساسه نال الدكتورا بدرجة ممتازة من جامعة السوربون في باريس.
وفي الختام جرى نقاش مطول بين المحاضر والمشاركين في اللقاء. 

تخريج طلاب معهد اللاهوت في دير مار يعقوب كرم سده قضاء زغرتا





المطران جورج بو جوده: شهاداتكم ليس بغرض عرضها في بيوتكم بل لعرضها في حياتكم
كرم سده.
احتفل معهد التثقيف الديني والراعوي في ابرشية طرابلس المارونية في بلدة كرم سده قضاء زغرتا، بتخريج دفعة جديدة من الطلاب والطالبات، من معاهد اللاهوت في ضهر العين، عيمار، ورشعين. وذلك في القاعة الكبرى في مبنى الاكليريكية في دير مار يعقوب في كرم سده. حضر حفل التخريج راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج و جوده، رئيس دير مار يعقوب المونسنيور انطوان مخائيل، المونسنيور يوسف توما، مدير معهد اللاهوت الخوري سيمون جبرائيل، مدير معهداللاهوت في زغرتا الخوري حنا عود، مدير مدرسة مار انطون البادواني في كرم سده ابراهيم الخوري، ولفيف من كهنة الابرشية واهالي واقارب المتخرجون والمتخرجات.
بداية النشيد الوطني اللبناني من ثم عرف بالحفل الخوري جورج جريج، بعدها القى مدير المعهد الخوري سيمون جبرائيل كلمة جاء فيها:" يؤكّد المجمع الفاتيكاني الثاني في بيانه حول «التربية المسيحية» على أنّ لجميع المسيحيِّين الحقّ في تربية مسيحيِّة، وقد صاروا بميلادهم الثاني بالماء والروح القدس خليقة جديدة وأبناء الله. وتهدف التربية المسيحية إلى جعل المعمَّدين الذين أُدخلوا تدريجيًّا في معرفة سر الخلاص، يزدادون كلّ يوم وعيًّا بهبة الإيمان التي نالوها، ويتعلّمون كيف يعبدون الله الآب بالروح والحق. ويوجهون حياتهم الشخصية بحسب الإنسان الجديد إلى ملء قامة المسيح فيساهمون في نمو جسده السري”. 

  اضاف:"وبدراستهم يصبحون مستعدين لأن يردوا على من يطلب إليهم، دليل ما هم عليه من الرجاء. فيساهمون في تطوير العالم تطويرًا مسيحيًّا إنطلاقًا من القيم اللاهوتيّة والأخلاقيّة والروحيّة، التي تهدف إلى  تحقيق خير المجتمع بأسره. لذلك يذكِّر المجمع رعاة النفوس بواجبهم الكبير في أن يعملوا كلّ ما في وسعهم، ليستفيد المؤمنون جميعًا من هذه التربية المسيحيِّة. ويضيف على ذلك البابا القديس يوحنا بولس الثاني قائلاً بأن أثمن هدية يمكن للكنيسة أن تقدمها لعالم اليوم التائه المضطرب، هي أن تثقف فيه مسيحيين راسخين في ما هو جوهري، سعداء، في تواضع بالإيمان. لهذا تمنى قداستُه مضاعفة وزيادة المبادرات التي تهدف إلى التثقيف الديني، واستكمال ما ينقص من المعرفة اللاهوتية والروحية لدى البالغين وكبار السن وجميع فئات المؤمنين". 

  وتابع:" من هنا وعملاً بتوصيات المجمع الفاتيكاني الثاني كانت ولا تزال أبرشيّة طرابلس المارونيّة السبّاقة في المبادرات التي دعانا إليها البابا القديس وخير دليل على ذلك المبادرة الأخيرة التي قمنا بها ببركة صاحب السيادة المطران جورج بو جوده راعي الأبرشيّة السامي الإحترام بفتح مراكز جديدة في مختلف قطاعات الأبرشيّة؛ في طرابلس ورشعين وضهر العين وعيمار والقبيات، وحديثًا في كفردلاقوس وحلبا وكهف الملول، دون أن ننسى طبعًا إكليريكية مار أنطونيوس البادواني التي تحتضن كلية العلوم والدراسات الراعوية التابعة للجامعة الأنطونيّة، ومعهد الزواج والعائلة التابع لجامعة الحكمة. وكلّ ذلك حتى نطال أكبر عدد ممكن من الرعايا والمؤمنين المتعطّشين إلى المعرفة اللاهوتيّة بكلّ تشعّباتها والباحثين عن فهم أعمق لإيمانهم وحياتهم. وإننا نسعى دائمًا إلى التحسين رغم صعوبة المهمة التي نقوم بها إدارة وأساتذة، وهمنا الوحيد عدم التقصير كي لا يُحرم المؤمنون من التعليم فيُقال لنا على لسان سفر المراثي: “الأطفال طلبوا خبزاً، ولم يكن من يكسره لهم”(مراثي  4:4)".
  وقال:" إنَّنا جميعاً أيُّها الأحبّاء نرفعُ شكرَنا لله على كلِّ الخيرات والنعم التي أفاضَها علينا. وأشكر معكم صاحب السيادة على دعمه الدائم لنا معنويًّا وماديًّا وهو الساهر على إيصال هذه الثقافة الدينيّة إلى أكبر عدد ممكن من أبناء الأبرشيّة حتى ينخرطوا فيما بعد بالخدمة الراعويّة في الأبرشيّة بشكل عام ورعاياهم بشكل خاص. وأشكر من صميم القلب الأباء الأساتذة على الوقت الثمين الذي يقدمونه لنا، واني أعتذر منهم جميعًا "لاني ما تركتلن ويكند فاضي يرتاحوا فيه". وأشكر الأباء الذين يعاونوننا في إدارة المراكز؛ الخوري جوزيف فرح، الخوري فؤاد الطبش، الخوري جو رزق الله، الخوري يواكيم نجيم، الخوري ريمون الباشا، الخوري لويس سعد، والخوري دانيال شديد، ويعزّ عليَّ أن اشكر كاهنًا كان سبّاقًا في إستقبالنا في رعيته ودعمه المطلق لنا هو الخوري يوحنا معربس رحمه الله". 
وختم:" عزيزاتي الخريجات، أعزائي الخريجين، نهنـِّــئُكم ونهنـِّــئ عيالكم وأهلَكم وأحبّاءَكم وأصدقاءَكم على تخرُّجِكم هذا. ها أنتم تقطفونَ اليومَ ثمارَ سنواتٍ الدراسة. أنتم مستقبل الكنيسة، فاكتشفوا مشروع الله في حياتكم. كونوا حرّاسَ نورِ الإيمان والحقيقةِ والمحبةِ، حرّاسَ تعليم الكنيسة. وكونوا شهودًا حقيقيين للإنجيل ومُبشِّرينَ به. وعلى أمل أن نلتقي بالسنوات القادمة، نستودعكم سلام المسيح".
ثم كانت وصلات ووقفات فنية، وكلمات للمتخرجين، روميو البرساوي باسم متخرجي ضهر العين، كريستين سمعان عن متخرجي عيمار، وسعاد النشمي عن متخرجي رشعين. 
بعدها القى المطران جورج بو جوده كلمة قال فيها:" ليس من الغريب ان اخرّج علمانيين في الحقل الرسولي لاني منذ ان اصبحت كاهنا من 49 سنة، كان اهتمامي ونشاطي مع العلمانيين من خلال كل المخيمات الرسولية التي كنا نقوم بها. وتوجه للخريجين قائلا: انطلق من سؤال المسيح لتلاميذه "من اكون انا بالنسبة لكم"، فكان جواب بطرس له "انت المسيح ابن الله الحي". فالقضية ليست قضية معلومات او شهادة حصلنا عليها او تعاليم سمعناها من اساتذة ودكاترة في الكتاب المقدس واللاهوت، القضية هي ايماننا ومن هو الذي نؤمن به ولمن نحن مدعوون لان نكون شهود. "انت المسيح ابن الله الحي: قال له بطرس. ايماننا المسيحي له نظريات فكرية وفلسفية وايديولوجية ويمكن لاي شخص يمتلك الحشرية الثقافية ان يحصل عليها. كما ان الكثير من العلماء كان لديهم معلومات عن المسيحيين والكنيسة اكثر من اللاهوتيين، ولكن معلوماتهم كانت مجرد معلومات خارجية لا توصل الى العلاقة الصحيحة مع المسيح وان يؤمنوا بالمسيح. اما معلوماتكم التي حصلتم عليها يجب ان توظفوها لتعمقوا معرفتكم بالمسيح وان تكونوا عدوى للاخرين التي يمكن ان تكون عدوى ايجابية. حملتم الشهادة ليس بغرض عرضها في بيوتكم بل لعرضها في حياتكم ولتكون منتعشة بروح المسيح وما ينقصنا هو ان نعرف من هو المسيح ولماذا نؤمن بالمسيح وكيف نشهد للمسيح. فالعلاقة بالمسيح يجب ان نوطدها وان نكون شهود له شخصيا وشهود لحدث القيامة الذي هذا هو اساس ايماننا". 

وختم قائلا:" نحن ابناء قيامة ولسنا ابناء نظريات فكرية، نحن ابناء شخص اله وانسان يسوع المسيح. واذا كان هناك اهمية لهذا المعهد الموزع على عدد من الرعايا والذي سيشمل كل ابرشية فان هذه الاهمية هي ان نشعر بهذه المسؤولية الملقاة علينا. المطلوب منا كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان نكون ابناء بلد ليس مجرد بلد كغيره من البلدان بل ابناء بلد رسالة وان نحمل الرسالة بالرغم من المضايقات والصعوبات والمشاكل والاضطهادات التي تعترضنا، ان يكون لدينا الجرأة كي نشهد للمسيح".

في الختام تسلم الطلاب المتخرجون شهاداتهم من المطران بو جوده، ومدير المعهد الخوري جبرائيل. واقيم حفل كوكتيل في المناسبة. 

ندوة في سبعل حول "المراة اللبنانية في الشان العام"



سبعل.
بدعوة من المكتبة العامة في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، وبالتعاون مع جمعية ملح الارض وجمعية فرانكوفونيا لبنان، حاضر العضو المؤسس في جمعية نساء رائدات السيدة ندى صالح عنيد، حول موضوع "المراة اللبنانية في الشان العام"، وذلك في احدى القاعات في مدرسة راشيل اده في البلدة.
حضر الندوة رئيس بلدية سبعل الدكتور حبيب طربيه، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، نائب رئيس ملح الارض السيدة جوزيان طربيه، مختار بلدة سبعل بطرس الشام، مدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس مارك فينولي، مدير الجامعة اليسوعية في طرابلس الدكتورة فاديا علم الجميل، مدير مدرسة ارده الرسمية الاستاذ جوزيف شديد، والدكتور جان جبور، وعدد من الشباب المثقف من لبنانيين وفرنسيين، وحشد من المدعويين.
في بداية اللقاء تحدثت السيدة طربيه مرحبة بالحضور والمحاضر، لافتتة الى اهمية وجود المراة في الحياة العامة، لانها اكثر من نصف المجتمع، وهي عنصر فاعل اينما وجدت" وقالت:" ان المكتبة العامة في سبعل تنظم مثل هذه المحاضرات الثقافية، التي ينتظرها الجميع في كل عام، ونحن سعداء جدا ان ندعوكم في هذه السنة الى مدرسة راشيل اده، لانها المدرسة الرسمية المثالية، والمتفوقة، والتي جاءت وليدة فكرة خاصة، ووبنيت باموال خاصة. وهي اليوم تستقبل اكثر من 260 طالب وطالبة، ونسعى ان يستكمل هذا البناء حتى يتسع لعدد اكبر من الطلاب. ان هذا المشروع المواطنة، نامل ان يعمم على مستوى كل لبنان، لان التربية هي اساس كل شعب حر ومسؤول في قراراته، ولان المواطنية ومساواة الحظوظ عند الناس تعنينا كثيرا. ولرؤية لبنان افضل، قررنا ان نستهل محاضراتنا هذا العام، في محاضرة اساسية، تشكل نقطة ارتكاز للنساء الشجعان اللواتي يحملن على ايديهن مشروع حياة عائلاتهم، ويرغبن في ان يكون لها مستقبلا افضل".    
بعدها استهلت السيدة صالح محاضرتها بان "المراة تستطيع دائما الوصول الى ما تصبو اليه، اذا توفر لها الدعم اللازم، من هنا تكمن اهمية دعم الرجل لها ووقوفه الى جانبها من اجل مجتمع متطور وفاعل". 
اضافت:" ان هدف جمعية نساء رائدات، هو زيادة مشاركة المراة في الحياة العامة في لبنان، ونحن نسعى نسعى دائما لمصالحة مجتمعنا معها، واعتقد ان الجميع متفق على هذا الهدف. ان الجمعية تعمل على زيادة قدرات المراة لانها تمثل نصف المجتمع، من هنا فان ظهورها الاعلامي الدائم، وحضورها في كل المناسبات، يساعدها على تعزيز وجودها وتثبيت حضورها، اضف الى ذلك المراسلة الدائمة مع الحكومة والبلديات وكل المجتمع".
وقالت صالح:" ما يحد من طموح المراة هما عائقان اساسيان، الاول هي المشاكل والحروب، والثاني هو النظام السياسي الذي يشكل العائق الاكبر لدخول اي عنصر جديد الى الحياة السياسية، فالحياة السياسية توجد فيها الكثير من الصراعات وان التغيير يلزمه ادوات ودفع نحو الامام انما الوعي موجود عند الجميع". وعرضت صالح لارقام النسب المئوية التي تشكل وجود المراة في الاماكن العامة في معظم الدول العالمية، والتي بينت ان لبنان ليس بافضل حال في هذه المسالة". 
وتابعت صالح تقول:"ان 53% من مجالس الطلاب في الجامعات في لبنان هم من الاناث، ولكن ولدى دخولهن معترك الحياة يجدن ان هناك اجحافا بحق المراة وعدم مساواة بينها وبين الرجل، لذا يجب على المراة ان تعزز ثقتها بنفسها، من اجل خوض غمار الحياة العامة اكثر فاكثر، للوصول الى مراكز القرار خاصة في المجالس النيابية والبلدية". واشارت الى:" ان الكوتا النسائية هي الوسيلة الوحيدة لحفظ حقوق المراة، ولو لفترة قصيرة حتى يعتاد عليها الشعب، والا فنحن نحتاج الى تشريع في هذا المجال". وركزت صالح على "ان حظوظ نجاح المراة في القانون الاكثري كانت افضل من حظوظها في القانون النسبي الحالي، خاصة وان القانون من دون "كوتا" ويعتمد الصوت التفضيلي. 
واشارت صالح في ختام محاضرتها "عن تحسين ملموس لوجود المراة داخل الاحزاب وتفعيل دورها، وشرحت لمشروع "عم نحكي سياسي" الذي فرض تغييرا عبر المناظرات الاعلامية التي بدأت تشارك المراة فيها بقوة.ودعت صالح النساء الى عدم التصويت لاي لائحة لا يكون عليها مرشحات". بعدها جرى نقاش مطول بين صالح والحضور.