بلدة ايطو في قضاء زغرتا كرمت ابنها وزير الاشغال الاميركي السابق راي لحود






زغرتا ـ
كرمت رعية وبلدية ايطو في قضاء زغرتا، بالتعاون مع "شراكة النهضة اللبنانية ـ الاميركية"، ابن البلدة وزير الاشغال الاميركي السابق وعضو الكونغرس الاميركي راي لحود، في احتفال اقيم في الباحة الخارجية لمطعم "لاروش ايطو"، حضر الاحتفال النائب فادي كرم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المحامي شادي سعد ممثلا رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه، منسق هيئة زغرتا في التيار الوطني الحر بول مكاري ممثلا وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، قائمقام زغرتا السيدة ايمان الرافعي، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية ايطو جوزاف طراد، مختار ايطو ريمون علوان، رئيس اقليم زغرتا الكتائبي ميشال دويهي، رئيس جمعية الخير والانماء مخائيل دويهي، النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، الاب انطوان طعمه، خادم رعية ايطو الخوري عزت الطحش، مستشار وزير الطاقة والمياه طوني ماروني، رجل الاعمال السيد سركيس يمين، رئيس رابطة مختاري زغرتا الزاوية ميلاد شاهين، النحات العالمي نايف علوان، وحشد من اهالي بلدة ايطو واقارب الوزير لحود ومدعوين.
وفور وصول الوزير الاميركي لحود الى بلدة اجداده ايطو، ازاح الستارة عن لوحة تذكارية تحمل اسم بولفار راي لحود، من ثم انتقل الى باحة الاحتفال الذي استهل بالنشيدين اللبناني والاميركي، من ثم عرفت الانسة فيرونيكا علوان بالحفل وقالت:" ان راي لحود كان الصوت اللبناني في الكونغرس الاميركي، وهو الذي كرس وقته لخدمة لبنان، وكان من ابرز الداعمين للقرار 1559".
من ثم تحدث رئيس بلدية ايطو جوزاف طراد فرحب بالوزير الضيف في بلدته وبين اقربائه واحبابه، وقال:" اننا نستحضر بزيارتكم الكريمة، اجدادك الذين مازالت بلدتك الاولى تعرف اين كانت حجارة منزلكم، وفي اي تربة مغروسة اساساته، وما زالت هذه البلدة، تذكر ايضا في اي جل كان اباؤك الاقدمين يزرعون زرعهم وجذورهم ووجوههم وعرقهم واسماءهم وسجلات معمودياتهم".
من ثم كانت كلمة العائلة القاها سايد بشاره الذي رحب بلحود وضيوفه الكرام، وقال منذ العام 1883 اخذ جدكم المبادرة باتجاه اميركا، وبدأ العمل من دون اي برنامج، وبعد سنوات عدة عاد للتواصل مع لبنان وابناء بلدته في ايطو، والان اصبحت بيوريا هي البلدة الثانية لايطو واهلها، وان ايطو هذا الصيف تعج بزوارها المغتربين".
كذلك تحدث رئيس جمعية شراكة النهضة اللبنانية الاميركية وليد معلوف الذي قال:"  اشكركم على حسن استقبالكم لنا، وان راي هو رجل قيادي في اميركا بكل معنى الكلمة، لانه كان دبلوماسيا مميزا، لذلك وصل الى اعلى المراتب". اضاف :" ان الاستقرار الامني مهم جدا للاقتصاد، وعلى الاغتراب ان يساعد لبنان في اقتصاده، وان يرفع صوته دائما في المحافل الدولية، وسوف نساعد لبنان قدر ما استطعنا كما ساعدناه في السابق على تحقيق القرار 1559".
اخيرا كانت كلمة راي لحود الذي شكر الحضور جميعا على حفاوتهم واستقبالهم له، وقال:" اني اليوم اعود بالذاكرة الى بيوريا التي عشت فيها، وانا مسرور جدا ان اعود اليوم الى بلدتي ايطو الى بلدة اجدادي الذين انتقلوا الى الولايات المتحدة الاميركية، وانا اخذت منهم القيم والاخلاق وهي اهم الصفات التي يتربى عليها الانسان". اضاف:" انا فخور باني نشات في عائلة كاثوليكية، واهلي كانوا من مؤسسي كنيسة مار شربل في بيوريا، وانا فخور بقيم بلدتي ايطو وبكل اهلها وبكل لبنان البلد المضياف والكريم والمحب".
بعدها قدم رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير درعا تكريميا للوزير الاميركي، وكتاب "ازرعني في ارض لبنان" للزميل روبير فرنجيه، وقال له:" نرحب بك في قضاء زغرتا، وفي بلدة ايطو تحديدا، هذه البلدة المنضوية تحت راية الاتحاد، ونحن نقف دائما الى جانبها في كل المشاريع التي تنفذها، ونحن نعول كثيرا على الاغتراب اللبناني في تنمية القرى والبلدات، كما اننا قريبون اليكم كثيرا، وانتم في قلوبنا كما نعرف اننا في قلوبكم".
من اقيم حفل غداء على شرف الوزير لحود، والحضور.

محمد إقبال حرب يشارك في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي


لبى الأديب والروائي اللبناني محمد إقبال حرب دعوة وزارة التعليم والبحث العلمي – ديوان الخدمات الجامعية للوسط بالمركز الثقافي الجامعي بالمنستير - تونس للمشاركة في الندوة الفكرية الدولية للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير تحت عنوان " المسرح الجامعي وثقافة السلام".
وقد ساهم بالندوة الدولية بمشاركة بعنوان "دور المسرح في تنشئة الجيل الجديد" إضافة إلى مشاهدة العروض المسرحية ومداولة مضمونها مع عمالقة وأساتذة المسرح في العالم العربي. وقد ضمت عمداء جامعات وأساتذة من تونس والعراق وعمان والجزائر ومصر والأردن من بينهم العملاق التونسي عز الدين مدني الناقد والمسرحي اللامع. وقد أثمر النقاش على إنشاء الهيئة التأسيسية للاتحاد العربي للمسرح الجامعي. وكان الأديب محمد إقبال حرب من الهيئة التأسيسية وقد قرأ بيانها الختامي.
كان المهرجان فعالاً إلى حد كبير حيث تضافرت الجهود من أجل جيل واعد وتلاحم فكري وعملي عن طريق ورشات عمل وندوات ونقاشات فتحت أبواباً من الثقة والأعمال المشتركة بين المشاركين. حيث كان هناك عرضين مسرحيين كل ليلة، وورش عمل مسرحية وفنية بإشراف أساتذة مختصين وفنانين بارعين. وقد أمنت هيئة المهرجان برئاسة الأستاذ حماد السيفي كل السب الممكنة لإنجاح المهرجان
 كما حلّ الأديب حرب ضيفاً على إذاعة المنستير التونسية، وتحدث عن مؤلفته الأدبية، وعن الدراسة العميقة التي قدمها وعن نشاط المهرجان ودوره الفاعل في هيئته التأسيسية. 

الأشرفية وصهيل الحروف الشعرية

بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
   هي الأشرفية ذاكرتي العمَّانية التي لا تفارقني، فقد عرفتها منذ كنت في الرابعة من العمر، ودرست الأول الإبتدائي فيها ونصف الثاني، قبل أن نستقر في القدس فرام الله التي نزحنا منها قسرا بعد هزيمة حزيران 1967، لتضمنا الأشرفية من جديد ونتنقل في أحيائها المختلفة، فدرست المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارسها حتى غادرت للجامعة وعشت بعدها رحلة المنافي والشتات والمعتقلات، ولكن الأشرفية لم تفارق الذاكرة أبدا، ففيها عشت أجمل الأيام وأصعبها أيضا، وفيها ذاكرة المدرسة وأجمل الأصدقاء، فمنهم من رحلت روحه ومنهم من بقي على قيد الحياة فألتقيه بين فترة والأخرى ونستعيد ذاكرة الزمن الجميل.
   وحين اتصل بي الشاعر الشاب فادي شاهين ليدعوني لأمسية شعرية يشارك بها تحت عنوان جميل: "صهيل الحروف الشعرية" في مركز الاشرفية الثقافي، صهلت الذاكرة بكل ما احتوته من جمال الذكريات للأشرفية، ولم اقل لشاعرنا إن كنت سأحضر أو لن أتمكن، فآثرت الصمت وكما قال نزار قباني "فالصمت في حرم الجمال جمال"، والغيت أية إرتباطات أخرى وكنت أجول في الاشرفية قبل ساعة تقريبا أستعيد جمال الذاكرة قبل أن أتجه لأحلق في فضاء جمال الشعر.
   ثلاثة من الشعراء أحيوا الأمسية الجميلة: الشاعر عيسى حماد والشاعرة سمية الحمايدة والشاعر فادي شاهين، وهم مثلوا ثلاثة أساليب من الشعر، وفي مركز الأشرفية الثقافي وهو بناء تم بناؤه في ساحة كانت فارغة في زمننا مقابل مسجد أبو درويش التراثي والمتميز بجماله؛ كان شدو الشعراء، فقدمهم الشاعر الجميل زكريا الطردة وأدار الأمسية وأبدع بذلك، فمازج الشعر بالنثر فكانت التقديم بين الفقرات قصائد من شعر وجمال.
   بدأت الأمسية بالسلام الملكي والوقوف احتراما له، ليلقي راعي الحفل المهندس يوسف معدي رئيس الجمعية الأردنية لخريجي جايكا اليابان كلمة الترحيب بالحضور والشعراء، مبديا إستعداد الجمعية لرعاية الأمسيات الثقافية والأدبية في جبل الأشرفية، واعتذر للضيوف عن تسائب موعد الأمسية مع مهرجانات الإنتخابات البلدية مما أثر على عدد الحضور المعتاد، وخاصة أن جبل الأشرفية يقع في المنطقة الشرقية من عمَّان ويعتبر منارة الثقافة فيها، فالمؤسسات والاتحادات والروابط الثقافية والفنية تتركز في عمَّان الغربية، لكي تبدأ الأمسية بعد أنشودة فرح قدم فيها الشاعر زكريا الطردة الفارس الأول الشاعر عيسى حماد والذي قدم كما زملاءه عبر جولتين لكل منهما بعض من بوح الروح وتألقت روحه ومن قصيدة "وطنٌ ينوح" اخترت هذا المقطع: 
ما  للعروبةِ هل تاهــتْ ســهامُهمُ/ عن الّذين بغيرِ السـيف ِما دُحروا
تبّتْ بنـادقُ لا في القدسِ صولتُها/ وانحط ّ سـيفٌ لغيرِ القدسِ يدّخر ُ
ومن قصيدة  "نجوى الشوق":
يا شوقُ هوّنْ صَبوَتي ولواعجي/ وارتقْ جروحاً في زهيدِ رُقــادي
فالعاشــقونَ إذا رغبتَ أرحتهــمْ/ وأنا الوجـــيعُ فجعتني ببــــلادي
ومن قصيدة "هواجسُ مرضيّة":
عيني تركمجُ في خطايا شعرِك الهامي على/ شطآنِ هُدبي مُبرحاُ في غَيّهِ .. مسترسلاً نحو الحِداقْ ..
فلتسحبي الموجَ الشفيف َ إلى فمي/ ولتتركيني أحتسيك ِ على اشتياقْ ...
ومن قصيدة " يا ربّ الحسن":
والرّوحُ من فرطِ الدمــاثةِ قُبلــةٌ/ ذابَ الجمــالُ بســحرِها فغــواني
يا قِبلةَ الشعراءِ لستُ بشاعـــرٍ/ حتى أُعمّـــدَ بالبـــــها وكـــفاني
سُقيَ الجمــالُ بغير ماءٍ فارتوى/ شــهداً رقيقـــاً لمْ تَشُـبْهُ بَنـَـاني
   الشاعرة سمية الحمايدة وهي من شاعرات الشعر النبطي والشعر الشعبي ولها باع طويل في هذا المجال شدت بمجموعة من القصائد إخترت منها هذا المقطع من قصيدة "غياب":
يقول الصبر زين أجره عباده/ شلون أجيه وهو زاهد أثوابه
ما تدري البشر غدرها زياده/ و رواد الردى اتسيدت ابوابه
خل عنك النصح تدعي السعادة/ وانت من الجرح تشرب اكوابه
ومن قصيدة "إلى تمثال" ...
كم واحد من كبار ااااالقوم تمثال/ يا شيخ احفظ شيبتك واااالراس
العُبي يا رخصها لاصارت اسمال/ أخاف بوقعتك عالأرض تنداااس
لا تعتقد ان رفقة الشيوخ أعمال/ وتعتقد صرت كبير تحبس أنفاس
ولا تصدق ان كلب الشيخ مثال/ الشيخ شيخ وانت مجرد اقتباس 
ليلقي الشاعر الشاب فادي شاهين عدة قصائد اخترت منها المقطع التالي من قصيدة "قميص يوسف":
مازالَ الحُلمُ يُراودني عن نفسي/ مُسجىً في نَعشِ الأُمنيات/ والغيابُ يَستحضرُ/ ما فاتني من دموع/ سأُعلنُ اليومَ القيامةَ من رمادي/ كي تعودَ لي النوارسُ بأيقونةِ البحرِ.
ومن قصيدته "ترنيمة" اخترت المقطع التالي:
ما كانَ على أطرافِ النجوم/ ذاكرة ُالشمسِ تحفظُ ذِكرانا/ كي ننصهرَ في بوتقتها/ على حدودِ الشفقِ/ نسكنُ مرآةَ البحرِ/ فيعودُ بنا نورسُنا/ على شاطئ سُنبُلنا.
ومن قصيدته "حتى لو مت قبل حلمي": حتى لو مت قبل حلمي/ وكان مخاضُ الغيمِ وهماً/ وارتحلَ الحمامُ عن عروشه/ ليصلي في سماء آلامه/ سأبقى ولو أكلَ الحبُ قلبي.
   لتختتم الأمسية بقصائد ألقاها ضيوف الشرف الشاعر صالح الجعافرة وألقى قصيدتين احداهما غناها بصوته وهي من قصائده المغناة وتفاعل معها الجمهور بقوة، ليصعد بعدها الشاعر أيمن كبها ويقدم شعرا نبطيا عارض به الشاعرة سمية الحمايدة، فقامت بالرد عليه لتمنح ختام الأمسية مرحا وفرحا.
   وتبقى ملاحظة أوجهها للدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى وأهمس لهم: الأشرفية تاريخ وحكاية عمَّانية، ووجود المركز مهم وتشكر الأمانة ودائرتها الثقافية عليه، لكن القاعة تحتاج لإهتمام أكبر، فهي قاعة واسعة ورائعة، ولكن وجود النوافذ والأبواب الخشبية المفتوحة على الساحة الخارجية شوشت الأمسية، لوجود الشباب والأطفال وبعض العائلات في الساحة الخارجية ومدرجها على بعد خطوات من القاعة، فهذه الساحة متنفس للسكان وخاصة في هذا الجو الحار الذي لم نشهده في عمَّان إلا نادرا، ولذا فالقاعة بحاجة للعزل الصوتي واستخدام المكيفات والاهتمام بنظافتها وأجهزتها أكثر.

حاتم جوعيه يشرح لنا نَظريَّات في نشوءِ الكون

- ( العلومُ أنهارٌ تصبُّ في محيطٍ  واحدٍ هو المعرفة ثم الإيمان )  -

     لقد حدثَ حادثٌ كونيٌّ غريبٌ لم تشهدهُ وتعرفهُ البشريَّةُ من قبل ولا من بعد  وذلك  في القرن الحادي عشر في  سنة  1054 ميلاديَّة  وبعد  انقضاء حوال نصف قرن من الزمان عن الألف الأولى من الميلاد إذ ظهرت آنذاك نجمةٌ لامعةٌ  أضاءت السماءَ  كالقمر وظلت  مُشِعِّةً  وواضحة  ومرئية  في النهار...وهذه  الحادثةُ  الغريبةُ   والفريدة  سجلت  في أوروبا  وفي  الشرق الاقصى  في الصين بصفة خاصة .وبقيت هذه النجمةُ  تلمعُ في السماءِ  ليلا ونهارا لمدة أسبوعين وبعد ذلك بدأت تخبو وتختفي بشكل تدريجي  ولم يبقَ منها اليوم سوى سحابة  مشتتة لا تُرى بالعين المجردة  ويطلق عليها سحابة السرطان   crab nebula”"   .
        وبالتأكيد هذا  الحادث الغريب أثار في وقته  ردودَ  فعل قويَّة جدا في الأوساط الدينيَّةِ والشعبيَّة ، والكثيرون اعتبروهُ علامة َ قربِ انتهاء العالم .. وهو الحادثُ الذي انتظرهُ الكثيرون مع نهاية الألف الأولى الميلاديّة . 
      إنَّ الذي حدثَ في ذلك الوقت هو نهاية نجم من نجوم السماء ( شمس )  ضاقت  بما حملت من  طاقة  داخلها  فانفجرت ولمعَ  انفجارُها في السماء ، وتناثرت شظاياها  وضاعت  واختفت  في الفضاءِ الواسع والفسيح ... وهذه الظاهرة  يُطلِقُ عليها العلماءُ اليوم  كلمة  "super nova"...  وهذا الحدث الأسطوري الذي رآهُ الناس في ذلك الزمان  في القرن الحادي عشر الميلادي هو في الواقع تسجيل  وتوثيق  لما حصل  قبل  ذلك  التاريخ  والعهد  بآلاف السنين. إن المسافة بين كرتنا الأرضيّة وبين تلك النجمة (الشمس) المنفجرة  حوالي 5000 سنة ضوئيَّة .   وهذا معناهُ  ومفادهُ أنَّ  صورة الحدث ( الذي شهدته البشريَّة)  تصل إلى الأرض في مثل هذه المدة ..والذي رآهُ الناس في ذلك الوقت في سنة 1045  إنما هو في الحقيقة قد حدث في سنة 4000 قبل الميلاد .
  إنَّ الذي ينظرُ للسماء في حقيقة الأمر هو ينظر للماضي السحيق والغابر بدرجاتهِ المتفاوته والمتباعدة  ويرى ما كان عليه الكون قبل آلاف السنين .. فمثلا : إذا حدثت ظاهرةٌ كونية  فريدة  وغريبة  كالظاهرة التي ذكرتها  فقد ترى بالعين المجردة  من قبل البشر على  سطح الأرض  بعد  مئات السنين  وبعد أن تكون الأحوالُ  قد تغيرت كليا .. أي أن أضواءَ النجوم  التي تنفجر وتنتهي وتموت تصلنا  بعد انفجارها  بمئات  وربما آلاف السنين لأنها  تبعد عن كرتنا الأرضة مساحات ساحقة وخيالية ..ملايين السنين الضوئيَّة . 
 الكون الفسيح : إنَّ  الإنسان  الذي على الأرض منذ  القدم  منذ أن نظر إلى السماء وتأمَّلَ فيها أصابتهُ الحيرةُ والدهشةُ  فيما يراهُ من نجوم وكواكب  تبعد عنه مسافات  طويلة  وتتحرك في مَجرَّاتها  باستمرار وبشكل  روتيني منتظم ..فظنَّ وحسب انَّ هذه السماء  بكل ما  تحتويه من أجرام  سماويّة  قد خُلقت له دون سواه وانها تدور كلها حوله وحول الأرض التي تحمله، وكان كل قول وكلام في غير هذا المنطلق  والمفهوم السائد يُعتبرُ نوعا من الكفر، خاصة  في العصور الوسطى في أوروبا  وفي الشرق  أيضا..إلى أن  فنَّدَت ونقضت  مكتشفات  كوبيرنكوس  وجاليليو من  بعده  وغيرهما  من العلماء الكبار تلك الأفكار والمفاهيم الخاطئة  وبدأ العالم يعي ويفهم ويدرك  وضعَهُ وواقعَهُ  وموقعَهُ  في الكون الفسيح  واللامتناهي  واللامحدود .. وقد أصابتهُ  طعنةٌ في صميم كبريائه الإنساني عندما  عرفَ  قدرَهُ  وقدرَ وحجمَ الأرض التي يعيشُ فوق سطحها  قياسا ومقارنة بالكون العظيم من حوله .
 
  لقد عرف الإنسانُ  وتأكد انه يعيش فوق كوكب متوسط الحجم ، بل أقل من متوسط  يتبعُ مع  كواكب  أخرى البعض  يكبره  والبعض يصغره نجما متوسط  الحجم  أيضا هو ( الشمس ) بالمقارنةِ  مع  النجوم الأخرى التي لا تحصى في مجرتنا والمجرات الأخرى في هذا الكون ويدور حولها  دوران التابع  ولا  يستطيعُ  أن يتحرَّرَ من  تبعيتها  ولا  يملكُ  لنفسه منها  فكاكا أو استقلالا. إن هذه الشمس التي تدورُ حولها  كرتُنا الأرضية وباقي المجموعة الشمسية المعروفة هي  في حقيقتها  نجم  موجود في أسرة  وعائلة  نجوميَّة أخرى  كبيرة  تشكلُ  وتكونُ معها  عددا  كبيرا يتجاوز ال200 مليون  نجم   ( مائتي مليون ) آخر وكلها أسرة واحدة في مدينة نجومية - أذا صحَّت هذه التسمية - يطلقُ عليها السديم ( galaxy ) وهذا السديم " الوطني " أي الذي تتبعهُ شمسنا   يُسمَّى ويدعى "الطريق اللبني " ( milky way )  أو  درب التبَّانة كما سمَّاه العرب قديما .
     إن شمسَنا تقعُ في الثلث الأوسط من هذا السديم العظيم  وتدور في داخله دورة  كاملة  كل 220 مليون سنة ، حاملة معها  توابعهَا  من الكواكب التي نعرفها  في مجموعتنا الشمسية  وهي : عطارد ، الزهرة ، الأرض، المريخ ، المشتري ، زحل  أورانيوس ، نبتون  وبلوتو ..  وآلاف أخرى  من  توابع التوابع   كالأقمار والنيازك  والشهب والسحب الذرية . 
  إن الأمرَ لا يتوقف عند هذا الحد وذلك لأن  المجموعة النجوميَّة أو السديم  الذي نتبعهُ هو في حقيقة الامر والواقع  واحد من ملايين أخرى بل مليارات  من السدائم التي تملأ الفضاء الكوني  اللامتناهي وتتحركُ بسرعة رهيبة  لا  يستطيعُ أن  يتخيَّلها العقلُ البشري  وقد تصل إلى 38،000  ميل  في الثانية  
( ثمانية وثلاثين ألف ميل في الثانية ) .
 والجدير بالذكر ان العلماءَ قد اختلفوا بينهم  في وضع  فكرة وصورة كاملة  ونهائية  لنشأةِ  هذا الكون ... وهل لهذا الكون  بداية  وهل  له نهاية .. أم انه سرمدي لا بداية له ولا نهاية .  وتوجد هنالك نظريتان لنشأةِ الكون  وهما :
الأولى: مفادها إن الكونَ العظيم واللامتناهي موجودٌ بشكله الذي هوعليه منذ الازل وبلا بداية  ولا زمان، وما الزمن سوى عامل جديد  قد طرأ عليه في فترة من قترات وجوده  الأولى ..وهو( الكون) مع هذا الوجود الأزلي لا يتغيرُ أبدا  مع  الشكل  بل  التغيير والتحول  يكونُ  في  المضمون...أي  ان التغيرات  تحدثُ وتجري داخله  مع  بقاءِ  وجوده واستمراريته .        ويفهم من هذه النظرية بديهيا  وبالتأكيد  أن أصحابها  ومؤيديها  قد  تتأثروا  بالفلسفة  الإغريقيَّة  وبالأفكار والآراءِ الدينيَّة الصوفيَّة....بيد انَّ الإكتشافات والإنجازات العلميَّة الحديثة قد أثبتت خطأ هذه النظريَّة .  والذي نقضَ وفنَّدَ هذه النظرية هواكتشاف التمدد المستمر والتباعد المستمر والدائم بين أجزاء الكون،وأيضا  باكتشاف أن السدائمَ (المجرَّات) تُرَى النجوم الموجودة  قرب حافتها الخارجيَّة شديدة التزاحم عن الموجودة بالقرب من داخلها.وهذا يشيرُ ويؤكد أن المادة المتباعدة ما زالت كثيقة وما زال أمامها الكثير من التشرذم  والتباعد  .
النظريَّة الثانية : هذه النظريةُ منطقيّة أكثر ومقبولة ومتفق على صحتها  لدى  معظم  العلماء  اليوم  في عصرنا هذا  وهي نطرية ( الإنفجار الكبير)   " big bang " ...  وقد  أثبت  صحة هذه  النظرية  ملاحظات  ومشاهدات واكتشافات فلكيَّة متعاقبة أكدتها ودعمت الإيمان بها.
   تقول هذه النظرية : إن الكونَ بأجمعه  كان وابتدأ على شكل بذرة صغيرة حملت في داخلها  كلَّ  ذراتِ الكون مضغوطة  ضغطا  رهيبا  ولكنها  بذرة مظلمة  معتمة وباردة .. ولقد ضاقت  الذراتُ داخلها  من التكديس وتفاعلت  وتمرَّدت وانفجرت  بشدة  وعنف  وتناثرت في كلِّ اتجاه  وصوب.. وحدث هذا الإنفجارالكوني منذ حوال 5000 مليون سنة.ومن هذا الإنفجار الرهيب تكونت سحابةٌ  قاتمة ٌ مظلمة لا حياة  فيها  ملأت الفراغ من حولها  وراحت  تتمدَّدُ استمرار . وبعد 200 مليون سنة  بدأت كثافةُ هذه السحابة الكونيَّة في التقلص والتناقص وبدأت  ذراتٌ منها  تتجمعُ  وتتراكمُ في كتل صغيرة  من المادة الأوليَّة   راحت تكبر باستمرار بامتصاص ذرات أخرى من السحابة  حولها .  هذه  الذرات  التي  هي  لبنات  وأسس  الكون  الأوليَّة  هي  ذرات  الأيدروجين والهليوم  وهي أبسط الذرات  حجما وأكثرها  وجودا في الكون حتى الآن .  ومع تجمع تلك الذرات  ظهرت الجاذبيَّة  التي تزيد هذا التجمع  وتزيد تماسك  المادَّة  معها .  وكبرت التجمعات  وبدأت  تتكونُ  مجموعاتٌ نجوميَّة  منفصلة متباعدة .  
     كان كلُّ هذا والكون مظلم  وبارد لا يوجدُ فيه حياة ولا أنوار وأضواء ، وبعد ذلك مرت 200 مليون سنة أخرى..وقد تفاعلت فجأة الذرات المجتمعة  والمضغوطة  داخل المادة  فاشتعلت وظهر الضوءُ  لأول مرة  وأنار الكون وانسحبَ  وتباعدَ  الظلامُ  وتكونت  آنذاك آلاف  وملايين  النجوم  والسدائم المشتعلة التي  تطلقُ  أنوارَها  في  كل مكان  من حولنا  في الفضاء الكوني الفسيح واللامحدود..وكان الكون الذي نعرفه ونشهده الآن .
   لقد كانت الدنيا كلها ظلام في ظلام ..ظلام كثيف  وبارد وموحش، ثم بعد ذلك انبثق وانطلق  فيها الضياء.. نورعلى نور.. وظهرت الحياة  . 
   إن نظرية الإنفجار الكوني الكبير كل يوم تزدادُ  تأكيدا وإثباتا في عصرنا الحديث  من خلال الإكتشافات الفلكيّة  المستمرة  وخاصة  مع  بداية عصر الفضاء ..ولكن السؤال الذي يطرحُ نفسه هنا : إذا كان لهذا الكون  بداية  ألا  يكون له نهاية أيضا ؟؟ 
 يقول الكثيرون من العلماء :إن الإنفجارالرهيب المستمر سوف يبقى ويدومُ  ما دامت قوتهُ الطاردة الاولى ، بيد أنه مع مرور الوقت ستتصاعدُ الجاذبية داخل أجزاء هذا الكون الفسيح والواسع  وتحاولُ تجميعَ مادته  داخلها  ضد إتجاه الإنفجار المتباعد،وستزدادُ وتتفاقمُ قوة هذه الجاذبية بالتأكيد  باضطراد حتى  تتعادل مع قوة الإنفجار..وعندها  يتوقفُ التباعدُ  وبعدها يبدأ بالتراجع   ويعود الكون كله  للإنكماش والإنحسار بشكل تدريجي ..وهذا الإنكاش يزيدُ تجمع المادة ويزيد جاذبيتها ..وهكذا وعلى هذا النحو حتى تعود إلى الطريق  والمجال  الذي  أتت  منه  وتفقد  اشتعالها  وينطفىء  ويخبو  نورُها  ويسودُ ويهيمنُ الظلام والبرودة  ويموتُ الكون بأسره .  
  الجديرُ بالذكر أنه قد مرَّ حتى الآن 5000 مليون سنة من عمر الكون  وما زال الكونُ صبيا وفتيًّا  بالمفهوم والمصطلح العلمي .. وَيُرَجِّحُ  ويقدرُ معظم العلماء تقديرا قريبا جدا للدقة  العلميَّة أنَّه  بقي  15،000 مليون سنة أخرى حتى يعود التقلصُ والإنكماشُ الكوني وتبدأ رحلة  التلاشي والزوال. 
  إنَّ هذه الأرقام الفلكيَّة  تبدو خياليَّة وأسطوريَّة  لا يكادُ يستوعبُهَا ويصدقها العقلُ البشري ،  ولكن في حقيقة الأمر هذه حقائق  واستنتاجات علمية مثبتة  ومدعومة  بالبراهين  وهي التي تُقيِّمُ  وتُحَدِّدُ  أهميَّة  ومكانة الكرة الأرضية التي نعيشُ فوق سطحها..الكوكب التابع  لنجم متوسط الحجم ( الشمس ) في داخل الكون  الواسع  والفسيح.  وعلى الرغم من صغر حجم الأرض  نسبيا بالنسبة للكواكب والأجرام السماويَّة الأخرى  في الكون .. هذا الكوكب الذي لا يكادُ  يكون لهُ وجودٌ محسوسٌ ولكنَّ الإنسانَ المتطور الذي يحيا فوقه  قد امتلكَ العقلَ والخيالَ والعلمَ  وأصبحَ بعد آلاف بل ملايين السنين من وجودهِ على سطح هذا الكوكب يفهمُ  حقيقة وقصَّة نشوءِ الكون  بداية ونهاية ويفكر كيف  سَيصلُ  في السنوات  والعقود  والقرون  القادمة  إذا  بقي  حياة ٌ على الأرض إلى  كواكب وأجرام  سماويَّة أخرى  بعيدة غير مجموعتنا الشمسية هذه إلى مجرة ( درب التبَّانة ) والتي شمسنا  ومجموعتنا الشمسية  تابعة لها وإلى  مجرَّات أخرى  قد  يكون  هنالك  كواكب  شبيهة  بالأرض  فيها  حياة  وكائانات حية  ومخلوقات متطورة علميًّا  أكثر بكثير من الإنسان الآن على سطح هذه الارض .

جمعية جورج يمين الثقافية في اهدن تكرّم ابنة مجدليا الاديبة سوزان بعيني




الغربة من فريد بو فرنسيس ـ
أحيت "جمعية جورج يمين الثقافية" موعدها السنوي في دير مار سركيس وباخوس اهدن وبدأت احتفالها بتوجيه تحية للجيش اللبناني "الذي رسم حدود الوطن وردّ البياض لجروده والوقوف دقيقة صمت اجلالاً لروح شهداء الوطن"بحضور الوزير السابق يوسف سعادة، رئيسة جمعية الميدان السيدة ريما سليمان فرنجية، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم، رئيسة بلدية مجدليا جومانا البعيني، رئيس الحزب القومي السابق جبران العريجي، نائب رئيس الحزب القومي الاشتراكي الدكتور كمال معوض، رئيسة دير ومدرسة  الرهبات الأنطونيات الأخت بازيل صيّاح، رئيسة دير ومدرسة كفرشيما للراهبات الانطونيات الام دومينيك الحلبي، رئيس لجنة التجار جود صوطو، مدير عام منشآت النفط سركيس حليس، رئيس قلم درك زغرتا الياس البعيني، رئيس دير مار سركيس وباخوس الأب ابرهيم بو راجل، خادم رعية مجدليا الأب عبود جبرايل، مدراء مدارس، جمعيات ،آباء، راهبات، ونخبة من أهل الثقافة والفن والاعلام.

ماريا يمّين
رئيسة الجمعية السيدة ماريا يمّين قالت "عمر لقاءاتنا من عمر رحيل جورج يمّين وهو سبعة عشر عاماً. وهذه السنة أهدى جورج موعده للأديبة سوزان البعيني فارتأينا تكريمَها عبر اطلاق ديوانِها الأوّل "أناشيد الحب والفرح"، وكالعادة الأغنية رفيقةُ الموعد دائماً، وجديدُ هذه الأمسية ولادةُ المنحوتة التذكارية لجمعية جورج يمّين الثقافية".

هنّود يمّين
المهندسة هنود يمّين زعتر أوضحت غاية المنحوتة الذكارية وفكرتها التي انطلقت من رسومات جورج يمّين "كان هدفي ان ابتكر عملاً يعكس هوية الجمعية وبالتالي روحية جورج، استعنت بطريقة الملئ والفراغ معتمدة على الظلّ والضوء لإحياء العمل واستعملت المادة الحديثة "الريزين" الأبيض من أجل ترجمة هذه الروحية فأتى العمل عرياناً من التكلّف كما يقول جورج يمّين "جايي الشعر عريان متل المَي أعزل ما عندو جيش اسمو البلاغة والنحو".

ريما سليمان فرنجية
توجّهت جمعيّة جورج يمّين بتحيّة تقدير للسيدة ريما سليمان فرنجية وأهدتها النسخة الأولى من المنحوتة التذكارية لكل إنجازاتها وأثرها الجميل في كل الميادين الثقافية، البيئية، الانسانية والاجتماعية "هي التي بنت مركزا يعالج أطفال التوحّد. وهي التي كلّلت بيئتنا بأخضر الحياة. هي التي رفعت مهرجان اهدنيات الى العالمية. وهي التي نثرت البهجة والأمل".
وقالت السيدة فرنجيه بتأثر شديد لحظة استلامها المنحوتة التذكارية، "هذا دمع الفرح وأتشرّف بكلامكم ومحبتكم" ثم عادت بالذاكرة "لقاء وحيد وسريع جمعني بجورج يمّين ولكن سلامه وابتسامته لا تغيب عن بالي، وفيما بعد حزنت لمعرفتي أننا خسرناه للأسف" وتابعت: "عرفت عنه الكثير من محبة زوجي سليمان له، الذي  يعتبره حالة  لا تتكرر فالرجل كان يكتب السياسة بلغة الشعر وشاعر يخط الرسومات" معتبرة أن العلاقة معه ما زالت مستمرّة  اليوم عبر زوجته ماريا وولديه رامي وماهر وأخته ڤيرا. وتمنّت أن نعمل معاً لتقديم كل ما هو أفضل وأجمل لإهدن.

انطونيو يمين
رئيس البيت الزغرتاوي انطونيو يمّين قال "لَكَم يُسعدُ البيتَ الزغرتاوي أن يكونَ مشاركاً في حفلٍ ثقافي صارَ موعداً دائماً وكأنّهُ حلمٌ منتظرٌ في كل صيف …كانَ لجورج يمّين موعداً دائماً مع إهدن أحبّها أكثرَ من أي شيءٍ آخر .. كانت روحهُ وقلبهُ وقلمهُ وقمره الذي لا ينعس… واليوم في هذا الحفل نكرّمُ الأديبة والشاعرة سوزان البعيني وهي رائدةٌ في الأدب والشعر والثقافة .. نكرّمها في إصدارِها الأوّل ديوان " أناشيدُ الحبِّ والفرح " … سوزان البعيني التي تعرفُها المنابرُ الثقافية والمنتديات .. ويقصدُها المثقفونَ وروّادُ الحركاتِ الثقافيةِ والأدبيةِ للوقوفِ عند رأيها بالكثير من المواضيع .. سوزان البعيني شخصيةٌ ثقافيةٌ مرموقة .. راقيةُ الأحاسيس .. بليغةُ الحرف .." 

سوزان البعيني
وألقت  الأديبة المكرّمة سوزان البعيني كلمة وممّا جاء فيها "على "ورق الورد" كتبت، من أزهار الوزّال قطفت، فتبعثرت وريقاتي مرّات عدّة، وتناثرت زهيراتي! بيني وبين الكتابة صداقة عريقة: أناشيد حب وفرح وحياة! أمّا بيني وبين النشر، فخوف ورهبة! خفت أن أطبع كلماتي فتضيع منّي، وأصبح ملك الآخرين، وأقع تحت مجهر القرّاء ومزاجهم! كنت أجهل انّ ملء السعادة هو أن أصبح بكليتي ملك الآخرين! ان كلماتي لن تصبح أحلى، الّا على شفاه الآخرين…وشاء الله أن تأتي ماريا… فتهتم بنشر ما تيّسر على ان اتولّى انا مهمّة نشر الكثير الكثير ممّا تبقّى"
وتابعت البعيني"شكراً لكل هذه الزهور التي نثرتها أقلامكم الصادقة عليّ، الشكر لتلميذي وصديقي الشاعر جورج يمّين أن أكرّم في ذكراك فذلك قمّة الوفاء وذروة العطاء"

وتسلّمت الأديبة المكرّمة المنحوتة التذكارية لجمعية جورج يمّين الثقافية ودرعاً تكريمياً من "البيت الزغرتاوي".

فرج حنّا
وأحيا الحفل الفنان الشاب فرج حنّا وفرقته وغنى باقة من الأغاني التي ردّدها معه الحضور، وجاءت اطلالته  مفاجأة للسامعين والعارفين بالموسيقى، فقدّم رائعة محمد عبد الوهاب" ايمتى الزمان" بأداء مميّز عكس ثقافته وسعة معرفته، ومن جعبة زياد الرحباني غنّى "اللي كانو يعزّونا" فأظهر احساسه العالي، الى"شو دخلك فيي" و"الرأي العام" كلمات جورج يمّين والحان سامي حواط وأغنية "الجريدة" التي وضع لها لحناً أتى منسجماً مع نبض الكلمات التي تجسد سخرية الوجع وقدّمها بإحساس عالٍ عازفاً على آلة البزق فتفاعل معه الحاضرون.

وفي الختام، وقّعت البعيني ديوانها وأهدته للحاضرين وشرب الجميع نخب المناسبة في باحة الدير.

حدقاتٌ متثاقلةٌ بتصاويركِ الرطبة للشاعر كريم عبدالله

صدر في بغداد عن دار أور للطباعة والنشر
ديوان
( حدقاتٌ متثاقلةٌ بتصاويركِ الرطبة )
عربي – اسباني
 للشاعر كريم عبدالله
من القطع المتوسط
عدد الصفحات / 280 صفحة
يحتوي على / 44 نصوص مفتوحة
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ( 2785 ) لسنة / 2017-08-28
تقديم / آمنة وناس / تونس
تصميم الغلاف / الشاعرة رفيف الفارس
الترجمة من العربية الى الاسبانية / الناقد والفنان التشكيلي السوري / عبد القادر الخليل / اسبانيا

حروف بعطر الأمس: أمسية قصصية



همسات وعدسة: زياد جيوسي ـ
   أربعة زهرات شابات في عمر الورود تألقن بأمسية قصصية حملت عنوان: "حروف بعطر الأمس"، رأيت في ألق أرواحن "حروف بعطر الغد"، فتألقت الشابات سمر الزعبي، تبارك الياسين، روان عبد الله، ميساء الخضير، وسردن للحضور بعض من قصصهن وبوح أرواحهن.
  شابات في بدايات الطريق ولكن فيهن أمل للتطور والرقي والابداع إن اهتممن أكثر بالقراءة والمتابعة واستمعن لملاحظات من لهم/ن خبرة أكثر في مجال القصة، فطريق الكتابة والإبداع ليس مفروشا بالورود، وأرض الإبداع تحتاج العناية والري والإهتمام كي تعطي ثمارها.
   أمسية جميلة من نشاطات البيت العربي الثقافي في رحاب مجمع بيت الثقافة والفنون، قامت بعرافته الألقة فاتن أبو شرخ ونسقت له الرقيقة ختام الحلبي، وشارك بالمناقشات والمداخلات العديد من الحضور منهم الدكتور فادي المواج الذي أبدى ملاحظات نقدية قيمة على النصوص، كما قدم الشاعر الجميل محمد دلة ملاحظات أثارت توفز البعض، وتحدث الكاتب عبد الكريم حمادة، كما شارك العديد ممن لا أعرف أسماؤهم بالمناقشات بعد الأمسية، وبشكل عام كانت ملاحظات لها قيمتها ولها دور بتوجيه القاصات الشابات لبعض النقاط المهمة.
   وأنا أهمس أن أي عمل إبداعي يولد ميتا ويأتي القارئ ليحييه، وبالتالي لا يجوز التأثر السلبي تجاه أي ملاحظات، لكن بالمقابل أهمس أيضا: أن أي عمل إبداعي ليس خارج إطار النقد، فهو ليس الكتاب المقدس المنزل من السماء، لكن ما قدمته الزهرات الشابات فيه مساحات واسعة من الجمال النسبي، فجميل أن نتجه للجماليات ونتحدث عنها، ونشير لنقاط الضعف والهنات بهدوء من أجل الإفادة، فالناقد الحقيقي من يتلمس الجمال أولا ويتذوقه، وبشير للهنات ونقاط الضعف بهدوء كما يرمي على من يحب وردة جميلة بلطف، وليس من النقاد من يأتي حاملا أدوات التحطيم والتكسير لتحطيم أي عمل إبداعي بسبب بعض الهنات ونقاط الضعف، وليس من النقاد من يحيل النقد سلاح يريد أن يحطم به صاحب العمل الإبداعي.
   في نهاية الأمسية قدم الشاعر ورئيس منتدى البيت العربي الثقافي، ونائب الرئيس في مجمع بيت الثقافة والفنون الأستاذ صالح الجعافرة شهادات التقدير للقاصات الشابات وللسيدة فاتن أبو شرخ مقدمة وعريفة الحفل والشابة ختام الحلبي منسقة الأمسية، فنثر الفرح في فضاء القاصات والحضور.
"عمَّان 23/8/2017"

رحيل الكاتب الروائي الأردني محمد خلف الشلول

كتب مفيد نبزو ـ

غيب الموت الكاتب الروائي الأردني محمدخلف الشلول عن عمرناهز60عاما ، وهو من مواليد ٧/٧/١٩٥٧ في محافظة الزرقاء صاحب البصمة الثقافية في المملكة الاردنية والوطن العربي في رواياته الدموع باكورة أعماله عام ١٩٨١ والمجهول والشيخ والغربال الشلول أول من كتب في الادب الساخر كتاب مستقل عنوانه هزلت وأما بعد وأيضا العديد من المؤلفات الوثائقية عن العشائر
الاردنية والفلسطنية . الشلول صاحب الشخصية الحضورية في الصحف الامريكية وتحليلاته السياسية والتي حظيت شهرة عالمية وتلقفتها زوايا الصحف الامريكية عام ١٩٩٧ - ٢٠٠٠م .
 الشلول له المئات من المقالات الادبية والسياسية في الصحف العربية والاردنية والمواقع الالكترونية . الرأي والغد والدستور وسواليف وسرايا وجراسا والطيف نيوز واخبار البلد ورؤيا والعديد من المواقع الالكترونية الشلول من ادباء الاردن وقلمهم الحر الذي له بصمة في التاريخ الثقافي .. دفن في بلدة دوقرة اربد المملكة الاردنية الهاشمية وُلد محمّد خلف موسى الشلول يوم 7/7/1957 في الزرقاء. 
عمل في مجال التدريس لمدة 20 سنة. وهو عضو مؤسس في ملتقى الثريا الثقافي في إربد. أعماله الأدبية: "دموع"، رواية، (د.ن)، (د.م)، 1981. "المجهول"، (د.ن)، رواية، إربد، 1991. "الشيخ والغربال"، (د.ن)، رواية، عمّان، 2001. "هَزُلَت وأمّا بعد"، أدب ساخر، عالم الكتب الحديث، إربد، 2010. "جعلوني زعيماً"، رواية، عالم الكتب الحديث، إربد، 2010. المراجع: "أنطولوجيا الزرقاء الإبداعية"، محمّد المشايخ، وزارة الثقافة، عمّان، 2010.
رحم الله الكاتب الروائي محمد خلف الشلول ، وتعازينا القلبية لكل أقربائه وأهله وحبيه ، ونخص ابنته الإنسانة المثقفة الراقية ، والمبدعة المميزة على مستوى الوطن العربي الدكتورة هناء الشلول التي هي الثمرة المباركة ، وهي خير من يكمل الطريق طريق والدها المرحوم  على دروب الأدب والفكر والإبداع .

بلدة ضهر الأحمر في قضاء راشيا الوادي تكرم ابنها البروفيسور الدكتور أمير بحمد


كرم رئيس بلدية ضهر الأحمر السيد غالب سيف الدين بحمد في مبنى القصر البلدي مساء أمس ابن بلدة ضهر الأحمر البروفيسور الدكتور أمير محمود بحمد الجراح البرازيلي ومدير مستشفى القلب في مدينة ساوباولو البرازيلية، وذلك بمناسبة زيارته إلى لبنان، بحضور مختار ضهر الأحمر الرائد م حسن البتديني ونائب رئيس البلدية نضال عواد والموسيقي اللبناني الفنان الدكتور جمال أبو الحسن، والإعلامي والكاتب حسن بحمد وأسرة المكرم وعدد من أهالي البلدة وفعالياتها. 
وقال رئيس البلدية إنّ هذا اللقاء هو لتكريم علم من أعلام لبنان في البرازيل ابن بلدتنا الحبيبة ومنطقة راشيا الغالية. مؤكداً أن ضهر الأحمر تعتز بمجموعة كبيرة من شبابها الذين حلقوا عالياً على كافة الصعد والمستويات. وقدم رئيس البلدية درعاً تكريمياً للبروفيسور الدكتور أمير بحمد الذي أبدى سعادته البالغة بهذه اللفتة المميزة من قبل البلدية ورئيسها، مشيراً إلى انه مهما طال الزمان أو قصر، ومهما ابتعدت المسافات يبقى لوطنه لبنان وبلدته ضهر الأحمر مكانتهما في قلبه، معتبرا تكريمه في بلدته وبين أهله له نكهة وطعم خاص وهو الأغلى على قلبه.

جمالية العنوان في قصص سناء الشعلان مجموعة (قافلة العطش) أنموذجاً

د. سالم محمد ذنون/ العراق ـ

يعد العنوان ركناً أساساً في العمل الأدبي، ذلك أنه يشكل المفتاح الإجرائي الذي تتجمع فيه الإنساق المكونة للعمل الإبداعي التي تصب في البؤرة ذات الحالة التكثيفية لمجريات الحدث داخل البنية النصية، ومن خلال هذه البؤرة تتشظى رؤى القاريء التي يكشف من خلالها عن جمالية الترابط بين عنوان العمل الأدبي وبين تلاحق الإنساق في الأحداث المتبلورة في بؤرة ذلك العمل. وقد أخذ العنوان أهمية بالغة الأثر في النتاج الأدبي من خلال عناية النقاد بهذا الجزء من العمل الأدبي كونه يمثل الصورة المكثفة التي تخبر القاريء عما تريد ان تقوله الأحداث عبر إشارات وقرائن تتشابك مثل نسيج العنكبوت لتضع القاريء أمام تجربة تفاعلية مع النص الأدبي، ونعني بالتجربة التفاعلية تلك التجربة التي يخوض غمارها القاريء من أجل الوقوف على جماليات النص عبر سلسلة من الإجراءات القرائية التي تبدأ من العنوان وتنتهي بخاتمة العمل الأدبي، وبذلك يكون القاريء قد وقف على رؤية إبداعية جديدة من خلال قراءته النص الأدبي منطلقاً من العنوان، ويمكن ان نطلق على هذه الرؤية الجديدة الهجينة بين معطيات النص الأدبي، وبين معطيات القاريء الثقافية القراءة الإنتاجية.
فالعنوان هو العتبة الأولى للنص الأدبي، وهو في الوقت نفسه العتبة الأخيرة التي يقف القاريء عند حدودها مطلعاً على النص من فوقية ليضع  يده على مواطن الجمال التي أفصح عنها العنوان أولاً، لذلك فالعنوان يمثل الحركة الدائرية للعمل الأدبي، إذ ان نقطة البدء والانتهاء واحدة، ومن الجدير بالذكر ان العنوان في العمل الإبداعي لم يأخذ أهميته في الإبداع الأدبي الحديث والمعاصر فحسب، بل ان العناية بالعنوان قديمة قدم النقد العربي، وهذا واضح من خلال ما تعرض له نقادنا القدامى في كتاباتهم التي ذكروا فيها آراءهم عن أهمية العنوان، ولعل أبا بكر الصولي (335هـ) يعد أول من ذكر العنوان وبين حده، فقال :"والعنوان العلامة كأنك علمته حتى عُرِف مَنْ كتبه ومن كُتِبَ إليه"(1). فهو يجعل من العنوان علامة، ونحن نعرف ان العلامة هي الإشارة التي تتميز بها الأشياء عن بعضها، إذن فالعنوان عند الصولي هو هوية الشيء أو الكتاب أو الرسالة، وهذا لا يختلف عما قلناه من ان العنوان هو المفتاح الذي من خلاله يمكن للقاريء الولوج إلى معطيات النص.
ولعل أول من أعطى العنوان استفاضة بالتحليل والأهمية من النقاد القدامى هو أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي (542هـ)، إذ أعطى شرحاً وافياً لأهمية العنوان في أي نتاج أدبي، ذلك أنه يعد الدليل على فحوى ومحتوى الشيء، فيقول الكلاعي في العنوان إنه "ما دل على الشيء"(2). وهو بهذا التعريف لا نراه ابتعد عما ذهب إليه أبو بكر الصولي، فهما يقتربان في ان العنوان هو ما يدل على ما هية الشيء، ويكون علامة دالة عليه أي ان العنوان يشكل نقطة استثارة القاريء، واستفزازه لأجل تحقق الإمكانية التفاعلية بين معطيات كل من القاريء، والنص، والخروج فيما بعد بالقيمة الجمالية التي أوحى بها العنوان، فكما ان الأشياء تعرف من عنواناتها، فكذلك العمل الأدبي يعرف من عنوانه، لذلك فالأديب الجيد هو الذي يستطيع ان يختار لأعماله عنوانات تستشير ذهن القاري، وتجعله متفاعلاً بالعمل الأدبي منذ النظرة الأول إلى العنوان... وقد ذهب  الكلاعي إلى تعليل ماهية تسمية العنوان للكتاب وغيره، بقوله :"ويحتمل ان يسمى عنوان الكتاب عنواناً لوجهين: أحدهما أنه يدل على غرض الكتاب، (...) والوجه الآخر: أنه سمي عنواناً لأنه على الكتاب ممن هو وإلى من هو"(3). فالوجه الأول يشار به إلى محتوى الكتاب ومضمونه، والوجه الثاني يتضمن جانبي الرسالة النصية المرسل، والمرسل إليه، ولعلنا نقف هنا مع الكلاعي أمام رؤية تكاملية للعملية الإبداعية، التي تتضمن ثلاثة أركان أساسية هي الرسالة، والمرسل، والمرسل إليه... "وقد يقصد بالعنوان title الاسم الذي يدل عادة على موضوع الكتاب، كما قد يعني مكان الإقامة address"(4). فنرى من خلال ما طرحناه آنفاً ان العنوان لم يكن بمعزل عن الرؤية النقدية في الثقافة العربية، فالثقافة العربية حملت في معطياتها  المتنوعة صورة التطور في أرقى صوره في العصور القديمة، فكانت نظرة النقاد القدامى نظرة شمولية إلى النتاج الأدبي والثقافي ومن ذلك النظرة في العنوان التي تطورت حتى وصلت إلى ذروتها في العصور الحديثة، ومن خلال ذلك يمكن "القول ان العنوان في الأدب العربي دخل مرحلة التطور منذ العهد المكي للدعوة الإسلامية وتضافرت أربعة عوامل لتهيئة التطور في العنوان وهذه العوامل تتابع ظهورها في حقول تسجيل الفكر الإنساني الإسلامي خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية بدءاً من هذا الزمن المبكر لظهور الإسلام أما هذه العوامل فهي:
1. عنونة القرآن الكريم وسوره.
2. التطور في مضمون المدونات.
3. آداب التدوين والمدونين.
4. نقل الآثار الأجنبية إلى العربية..." (5).
إذن، فقد جاءت هذا العوامل بتضافرها وتواشجها متمثلة في صورة ازدهار الثقافة العربية، ومن ثم تطور معطيات العنونة التي ارتبطت بصورة مباشرة بالثقافة العربية التي بلغت أوجها في العصر العباسي... وبعد هذه الوقفة البسيطة على مفهوم العنوان، لابد من التطرق إلى معطيات جمالية قراءة العنوان في النص الأدبي، لا يمكن لأي كاتب أو أديب ان يضع عنواناً لنتاجه الأدبي اعتباطاً، بل إنه يختار العنوان الذي فيه قصدية كبيرة لأن الكتابة الإبداعية أنأى ما تكون عن البراءة، فليس هناك نص بريء، فالنصوص تسعى من خلال فكر المبدع ومشاعره إلى استفزاز القاريء، ولكنه ليس استفزازاً عدائياً، بل هو استفزاز جمالي الغاية من ورائه الوقوف على جماليات النص بكل جزئياته، بما في ذلك العنوان الذي يعد المنطلق الأول للكشف عن المستور الذي تدفنه العبارات في ثنايا النص، لذا فجمالية تلقي العنوان قائمة بصورة أو بأخرى على ضيق أو إتساع الفجوة الكامنة بين العنوان والنص، ومن ثمة سعي القراءة إلى تأسيس علاقة بين الطرفين لملء هذه الفجوة(6). ويأتي ذلك من خلال اشتغال القارئ على فك التكثيف الذي طغى على العنوان وذلك من خلال آليات التأويل والفهم الذي يتحقق بالتفاعل الموضوعي لا الانطباعي بين معطيات النص وبين ثقافة القاريء، إذن، فنحن إزاء جدلٍ ديالكتيكي بين الطرفين (النص/والقاري)، ونحن عندما نذكر النص فإننا نشير إلى كل متعلقاته بضمنها المبدع، ذلك لأن "الكتابة قرينة الغياب (غياب المتكلم) والانفصام والانقطاع حتى الموت عن المصدر، فلابدَّ-والحال هذه-من أثرٍ دالٍ على هذا الانقطاع-الصلة الزمكانية-فكانت العنونة بما تشتمل عليه من اسمي النص ومنتجه، لتكون ذلك التعويض العلامي أو السيميوطيقي للحضور الذي كان واختفى فجأة لحظة إنتاج النص (الحدث الكلامي)"(7). فيكون العنوان بذلك المعادل الموضوعي لكل من المبدع والنص، فالعنوان يحمل بصمات النص الذي بدوره هو بصمات المبدع الذي أنتجه، وأرى ان المبدع في لحظة وقوفه على عنوان ملائم لمنتجه فإنه يرقى إلى لحظة التسامي؛ إذ إنه يستحضر في ذهنه كل أنساق النص وبؤره ليخرج بعد ذلك إلى إنتاج نص آخر أكثر تكثيفاً من النص المسرود، ألا هو العنوان، إذ "إن العنوان بعامة عتبة قرائية مهمة كونها أول ما يواجه القاريء في رحلة القراءة معطياً انطباعاً عاماً عن مجرى دلالات النص وكون العنوان بنية اهدائية يعني أننا بإزاء عتبة مزدوجة يراد لها ان تحقق وظائف العنوان في التكثيف والتدلال والدعوة اللبقة إلى القراءة"(8). بمعنى ان العنوان يفتح أمام القاريء آفاقاً رحبة للتأويل والكشف عن المتعالقات الجمالية المترابطة بين العنوان وبين بنية النص، الأمر الذي يؤول فيما بعد إلى علاقة تحاورية عبر شبكة ثيمات متواشجة في عنوان العمل الأدبي، وفي بنية النص، وهذه العلاقة التحاورية يكون طرفاها القاريء والمنتج، "فظهور العنوان يعني سطوته وتجبره على (المبدع/المنتج) و(القاريء) فأما الأول فمن حيث إنه صاحب الخطوة والصدارة في النص، (...) وأما على الثاني فكونه يلقي بظلاله سلطته على القاريء يفرض نفسه عليه، لاجل استئذانه في الدخول إلى عالم النص"(9). وحالما يلج القاريء في فضاءات العنوان تفتح له آفاق تأويل رحبة تفسح المجال أمامه في الوقوف على المعطيات الجمالية لبنية العنوان.
أولاً: عنوان المجموعة القصصية:
يعد عنوان أية مجموعة قصصية المحور الأساس الذي تتبلور حوله أحداث القصص في المجموعة القصصية، ذلك ان العنوان الذي ارتأى الكاتب  ان يجعله مفتاح مجموعته القصصية يتضمن خطأ حريرياً يربط أحداث قصته بأحداث القصص الأخرى التي تضمها المجموعة ولعله من اللافت للنظر عند أي قاريء مدرك لمعطيات العمل الأدبي ان يصل إلى مغزى اختيار الأديب عنواناً معيناً ضمن عنوانات مجموعته القصصية، وإيثاره إياه دون غيره، فيكشف القاريء عن مغزى ذلك الاختيار وهو ان العنوان الذي اختياره المبدع يمثل انعطافة كبيرة في تجربة الأديب الشعورية/ الحياتية، وفي تجربته الفنية من حيث كون المجموعة التي وقع اختيار الأديب على جعلها بعنوانها المفتاح السحري الذي يستطيع من خلاله القاريء الولوج إلى ما يعتري القصص من معطيات ثقافية واجتماعية وأيدلوجية ونفسية ومن خلال قراءتنا مجموعة (قافلة العطش) للقاصة سناء الشعلان، فإننا سنقف على جماليات عنوان هذه المجموعة من خلال ثلاثة محاور، هي: الغلاف، الإهداء، وأخيراً الوقوف على جملة العنوان والكشف عن جمالياته.
(أ) الغلاف
إن الناظر إلى مجموعة (قافلة العطش) يجد في غلافها خمسة عناصر متواشجة بصورة دقيقة لا يجد القاريء فيها أي تنافر، فالغلاف يعد لوحة فنية متكاملة في عناصرها ومعبرة عن كينونة الأحداث الواردة في المجموعة القصصية، ويتضمن الغلاف عناصر دراماتيكية أعطت  اللوحة حيوية وحركية، فبعد النظر الذي تتضمنه اللوحة تعكس الحالة الشعورية عند المبدعة، الأمر الذي يعكس في ذهن القاريء حالة من الاندماج التفاعلي مع اللوحة فتبدو اللوحة متحركة مع حركة الأحداث التي تدور في المجموعة القصصية أما العناصر  الخمسة التي تشكلت منها لوحة الغلاف فهي: 1- العين اليمنى للقاصة. 2- العنوان الذي جاء بلونين الأصفر والأبيض. 3- صورة جملين بينهما راعٍ واحد. 4- صورة قلبٍ مرسوم فوق الرمال تتجه نحوه آثار قدمين حافيتين. 5- خلفية اللوحة التي طغى 
عليها اللون الأحمر القرمزي وشيء بسيط من اللون الشفقي أسفل اللوحة... فالعنصر الأول عين القاصة التي تكشف عن النظرة العطشى، النظرة الملأى بالطموح إلى الارتواء من ينبوع الحياة، إنها النظرة الحالمة التي تبغي الوصول إلى النهائي اللا منتهي، إنه صراع من أجل البقاء بين التابو / الممنوع، وبين الرغبة الجامحة في تخطي ذلك الممنوع، وجاءت هذه العين ذات اللون الأزرق تحمل في معطياتها خصائص الماء، فكما ان الماء يقتل العطش بإرواء العطشى، فكذلك هذه العين تحمل فعل الماء الذي يروي ويقتل الظمأ، فهي كذلك تروي الظامئين بسحر لونها...
أما العنصر الثاني الذي تشكلت منه لوحة الغلاف، فهو عنوان المجموعة الذي جاء بلونين، الأول الأصفر في الجزء الأول من العنوان (قافلة) والثاني الأبيض في كلمة (العطش)، ففي اختيار اللون الأصفر لـ(القافلة) إيحاءات دالة على رمزية الصحراء المتمثلة بالجفاف والقسوة في حين شكل اللون الأبيض في لفظة (العطش) دلالة الارتواء من الظمأ في هذه الصحراء، وجاءت لفظة (العطش) أكبر حجماً من لفظة (قافلة) في إشارة إلى امتداد هذا العطش، فهو عطش أزلي، فهو ليس عطش المرء إلى الماء، بل هو عطش المشاعر والأحاسيس إلى عاطفة الحب كما تضمنت صورة الغلاف جملين بينهما راعٍ يسير على قدميه ويجر زمام الراحلة، أما العنصر الرابع في لوحة الغلاف  فيتمثل في رسم لقلبٍ خط فوق التراب وإلى جنبه آثار قدمين حافيتين، وهذا العنصر يحمل إيحاءات ودلالات عن القلوب التي أصابها الجفاف وهي ترنو وتصبو إلى الارتواء، والقدمان الحافيتان إشارة جلية إلى السعي الجاد إلى كسر قيود الممنوع الذي يحجر القلوب ويصدأ المشاعر، وهو سعي إلى قتل العطش الذي استبد بالقلوب.
أما العنصر الخامس في لوحة الغلاف فهو اللون الأحمر القرمزي الذي طغى على خلفية اللوحة إلا جزءاً صغيراً ساده اللون الشفقي، ان اللون الأحمر يحمل في طياته دلالات كثيرة تنطوي عليها سياق النص، ففي هذه المجموعة ينطوي اللون الأحمر على دلالة العطش الغريزي عند الإنسان الذي يتبلور عن طريق الحب والإشباع الجسدي، ومما يؤكد ذلك ارتسام الشفة المتهدلة في لوحة الغلاف، وهذه الشفة لا يلاحظها إلا من ينعم النظر في اللوحة، والشفة هي أداة التقبيل، والقبلة كما هو معروف هي رسول الغرام، فهي الوسيلة التي تستخدم لقتل الظمأ والعطش في الحب...
ومن خلال تضافر وانسجام عناصر لوحة الغلاف بهذه الجمالية المتقدة استطاعت الكاتبة ان تضع القاريء أمام نقطة الاستقطاب التي تتمحور حولها أحداث القصص الواردة في هذه المجموعة القصصية.
(ب) عتبة الإهداء
يمثل الإهداء عتبة تتلخص فيها رؤية الأديب وتكشف عن المعطيات المعرفية والشعورية التي ينم عنها الأديب بأسلوب مكثف وبجمل مركزة ومؤطرة بالبلاغة العالية والإيجاز البليغ، فعتبة الإهداء جمل قصيرة ذات دلالات متشظية تحمل في تلافيف حروفها كل جزئية في القصص الواردة في مجموعة قافلة العطش. فقد جاءت عتبة الإهداء في هذه المجموعة بأسلوب تعجيبي تشكل بواسطة (كم) الخبرية التي تصدرت جملة الإهداء، فتقول الكاتبة في جملة الإهداء :"كم هم عطشى أولئك الذين لا يعرفون أنهم عطشى"(10)...
فهي تبني جملة الإهداء على هيئة مفارقة لغوية، فهي تتعجب من شدة عطش الكثير من الناس، ولكن المفارقة ان هؤلاء لا يعرفون أنهم عطشى... ان هذه المفارقة عملت على استفزاز القاريء بصورة مباغتة تدفعه إلى الكشف عن جمالية مفارقة الإهداء التي ترتكز  عليها رؤية الأديب/ الكاتبة التي أخذت على عاتقها نصرة هؤلاء الأبرياء الذين لا يعرفون أنهم عطشى  ويمكننا القول إن عتبة الإهداء التي افتتحت الكاتبة بها مجموعتها تمثل بؤرة  هذا العمل الأدبي، فأصبح الإهداء بؤرة العمل الذي تصب فيه كل الأنساق المتشظية من أحداث القصص الواردة في هذه المجموعة.

(ج) جملة العنوان (قافلة العطش)...
يشكل العنوان بؤرة أي عمل أدبي، ومفتاح الولوج إلى بنية تشكل المعنى الجمالي في النص الأدبي عن طريق آليات القراءة التي يمارسها القاريء في حالة من التفاعل بينه وبين معطيات متعالقات خاصة بذاته المبدعة، فهو لا يختار اعتباطاً أو بصورة عشوائية العنوان الذي يحمل هوية مجموعته، ذلك أنه لا توجد اعتباطية في هذه المسألة المهمة التي ربما تأخذ من فكره وذهنه الكثير حتى يستقر على العنوان الذي يرتئيه لمجموعته أو لنصه، ومما تجدر الإشارة إليه ان اختيار المبدع عنوان مجموعته ينبني على أساس أكثر الأعمال قرباً إلى نفسه، أو أكثرها تعبيراً عن معطياته النفسية والشخصية والثقافية وأكثرها شمولية لأنساق القصص المشاركة ضمن المجموعة الواحدة... ففي مجموعة القاصة (سناء الشعلان) التي بين أيدينا (قافلة العطش) تمثل الاختيار الأمثل من القاصة ليكون هذا العنوان هوية مجموعتها وكذلك عنوان المجموعة يمثل القصة الأولى التي تتصدر قصص المجموعة فهي إذن القصة التي تحمل في طياتها رؤية الكاتبة التي سادت أحداث قصص المجموعة كلها. ان الكاتبة تفصح عن رؤيتها في حياة المساكين والبؤساء الذين يلفهم العطش، ولكن أي مساكين وبؤساء وأي عطش؟ إنهم مساكين الحب وبؤساؤه، والعطش هو عطش الحب، وقد أعطت الكاتبة بعداً جمالياً في بنية العنوان في لفظة (قافلة)، فالمعروف ان أهم ما تحمله القوافل التي تجتاز الصحراء هو الماء، ولكن المفارقة في العنوان عندما تجعل الكاتبة من هذه القافلة موسوعة بالعطش، فالمشاعر الجياشة بالحب تملأ الناس، ولكنهم لا يكتفون عنها بسبب التابو الذي يجعلهم في عطش دائم... "ورحلت قافلة العطش، كانت قافلة عطشى إلى الحب، ومعطوفة في كرامتها على يدي مهرتها الجميلة، هذه المرة لم تدفن الرمال حكايتها في جوفها الجاف، بل أذاعتها في كل الصحراء، شعرت القافلة بأنها محملة دون إرادتها بالعطش، العطش إلى الحب والعشق"(11). ففي هذا المقطع من القصة التي حملت المجموعة عنوانها (قافلة العطش) كشفت عن رؤية الكاتبة، ألا وهي العطش إلى الحب والعشق، إنه الخواء العاطفي الذي يسعى كل إنسان إلى إشباعه بعاطفة الحب السامية...
ثانياً: قصص المجموعة:
بعدما أطلنا الوقوف على جماليات عنوان مجموعة (قافلة العطش) القصصية سنقف في هذه الأسطر القلائل على عنوانات القصص التي تشكلت منها هذه المجموعة-ان  مجموعة (قافلة العطش) تشكلت من ست عشرة قصة بدءاً (بقافلة العطش) وانتهاء  بقصة (الجسد)، ان الكاتبة استطاعت ان تفعل الخيال في صياغة عنوانات القصص التي جاءت على وفق مبدأ دائري بمعنى ان بؤرة القصة الأولى تلتحم ببؤرة القصة الأخيرة في المجموعة وبين هاتين القصتين مجموعة من الأنساق المتواشجة المترابطة بخيوط حريرية تربط عناصر المجموعة ببعضها، فعطش الحب في القافلة يأخذ القاريء إلى إطلالة مستفيضة عبر (النافذة العاشقة) التي تفتح أمام بطلة القصة آفاقاً رحبة من خلال ضيق النافذة، إنها نافذة المجتمع القاتم الذي يحرم الإنسان من أبسط متطلبات حياته، "ثم فتحت هذه النافذة طاقة صغيرة على أنوثتها، وولدت عندها رغبة الانتظار، وأسواق اللقاء، لم تكن قد خبرت من قبل معنى لذة الانتظار..."(12). ومن خلال هذه النافذة الصغيرة المطلة على عالم كبير تأخذ الكاتبة على عاتقها امتطاء نسق جديد لتفصح عن رؤيتها فجاءت قصة (رسالة إلى الإله) إنها رسالة الاستعطاف التي ما يلبث يرفضها الإله، لأنها رسالة تحرك فيه غريزة الظمأ، "تنهد طويلاً، فأحرقت تنهداته وزفراته الكثير من بقاع الأرض، وضج البشر بالشكوى، عندها تذكر أنه إله، وان ليس من حقه ان يتمنى ولو حتى في لحظة ضعف، طوى الرسالة التي يحملها، وجعلها في خزائن أوراقه، اتكأ على حشية في مضجعه، وطلب حضور ساقيه، شرب كثيراً، وفي آخر الليل أصدر مرسوماً إلهياً يمنع وصول رسائل العشاق إليه، لأن لا وقت عنده لوجع قلبه فضلاً عن قلوب البشر، وغرق في سباتٍ طويل"(13). ان خيال القاصة سناء الشعلان امتزج بمشاعرها الطافحة فأثمر ذلك نصاً ذا نسق مغاير قائم على تحريك العاطفة الجياشة في نفوس العطشى، فاختارت (الفزاعة) لتدور القصة حولها، لتقول للقاريء حتى الفزاعة المصنوعة من خرق بالية يمكن ان تتحول إلى كائن ذي أحاسيس ومشاعر جياشة، في حين ان الكثير من البشر لا تتحرك فيهم تلك المشاعر فيظلون في دوامة الأحياء الأموات... ثم تتوالى القصص في هذه المجموعة في نسق واحد يدور حول ثيمة العطش الروحي من الحب السامي فنجد في قصة (قلب لكل الأجساد) امرأة تبحث عن الحب الصادق النقي، ولكنها تفشل عند كل عتبة تتخطاها، لأنها حوت بقلبها أجساداً كثيرة، ولكن لم يستطع أي جسد ان يحوي قلبها هي فضاعت في متاهات الطريق وهي تبحث عن سبيل لتقتل به ظمأها وعشقها الأبدي، "وفي المساء، ومن جديد، تدلف إلى فراش آخر، ترك صاحبه الباب مفتوحاً لها، يصفها الرجال بالتفاعل والاستكانة اللذيذة، والشهوة العارمة، لذا يتعشقونها، أما هي فتجد من تحب في جسد كل رجل..."(14). ثم لا تلبث الكاتبة إلا ان تعود إلى نقطة البداية في المجموعة القصصية على شاكلة الزمن الدائري الذي يبدأ بنقطة معينة وينتهي عند النقطة ذاتها؛ إذ ان قافلة العطش لم تحط رحالها في مكان، وربما  لن تحط رحالها طالما العطش يلفها ويغمرها، فظلت القافلة تدور وتدور بين الأجساد فتمحورت في قصة (الحسد) التي أنهت الكاتبة بها مجموعتها القصصية، فالجسد الأزلي المثالي يطارد بطل القصة الذي يبحث عن الارتواء ولكنه لا يقع على ذلك الجسد، فتظل قافلته تسير باحثة عن مرفأ الأجساد، ولكن لا يحصل على مبتغاه فيظل في دوامة البحث، "وحتى ذلك الوقت سيعيش في حنين موصول إلى الجسد الذي لم يقابله بعد ومن جديد عاد يحترف الانتظار..."(15). إنه الانتظار الأبدي، فيراوده هاجس الذي يأتي ولا يأتي...


هوامش البحث
1. أدب الكاتب: أبو بكر الصولي 143.
2. إحكام صنعة الكلام: 51.
3. م.ن: 52.
4. معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب: مجدي وهبة وكامل المهندس 262.
5. العنوان في الأدب العربي النشأة والتطور: د. محمد عويس 83-84.
6. عنوان القصيدة في شعر محمود درويش-دارة سيميائية-جاسم محمد جاسم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الموصل، 2001م، 7.
7. في نظرية العنوان مغامرة تأويلية في شؤون العتب النصية: د. خالد حسين حسين 28-29.
8. العتبات النصية في شعر عبد الوهاب البياتي ونزار قباني: جاسم محمد جاسم، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة الموصل، 2007م، 117.
9. علم العنونة: عبد القادر رحيم 35-36.
10. قافلة العطش 5.
11. قافلة العطش 13.
12. م.ن 16.
13. قافلة العطش 24.
14. م.ن 76-77.
15. م.ن 125.

 المصادر والمراجع
1. إحكام صنعة الكلام: أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الكلاعي الأشبيلي الأندلسي، تحقيق: محمد رضوان الداية، دار الثقافة، بيروت، 1966م.
2. أدب الكاتب: أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نسخة وعني بتصحيحه وتعليق حواشيه: محمد بهجة الأثري، المكتبة العربية، بغداد، والمطبعة السلفية، القاهرة، 1341هـ.
3. العتبات النصية في شعر عبد الوهاب البياتي ونزار قباني: جاسم محمد جاسم، أطروحة دكتوراه، كلية التربية، جامعة الموصل، 2007م.
4. علم العنونة: عبد القادر رحيم، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، سوريا، ط1، 2010م.
5. العنوان في الأدب العربي النشأة والتطور: د. محمد عويس، مطبعة الانجلو المصرية، القاهرة، ط1، 1988م.
6. عنوان القصيدة في شعر محمود درويش-دراسة سيميائية: جاسم محمد جاسم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الموصل، 2001م.
7. في نظرية العنوان مغامرة تأويلية في شؤون العتبة النصية: د. خالد حسين حسين، التكوين للتأليف والترجمة والنشر، دمشق، 2007م.
8. قافلة العطش: د. سناء الشعلان، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 2006م.
9. معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب: مجدي وهبة وكامل المهندس، دائرة المعاجم، مكتبة لبنان، بيروت-لبنان، ط2، 1984م.

لمسات ابداعية في الفن التشكيلي قدمتها مجموعة السنابل للفن التشكيلي في عمَّان عاصمة الأردن الجميل

بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
    تجربة جديدة وجميلة في الفن التشكيلي قدمتها مجموعة السنابل للفن التشكيلي في عمَّان عاصمة الأردن الجميل، واحتضنها متحف المشير حابس المجالي، هذه التجربة الجميلة أتت في أول نشاط بعد أن احتفلت المجموعة بالذكرى الرابعة لتأسيسها، فكانت التجربة التي عملت من أجلها الفنانة نهلة آسيا رئيس المجموعة تهدف لعدة أهداف في نفس الوقت، اولها توجيه الإهتمام لجيل الشباب والعمل على تنمية مواهبهم ولذا جرى اختيار ثمانية من الموهوبين لإبراز وعرض أعمالهم، وهم من الجيل الشاب في أوائل العشرينات من أعمارهم وبعضهم أصغر من ذلك، فكانوا مجموعة من ورود في بداية تبرعمها، وثانيها إطلاع الفنانين الشباب والحضور على بعض من خلال جولة قبل الافتتاح على صفحة من صفحات تاريخ الأردن من خلال جولة في أرجاء المتحف، قام خلالها مدير المتحف الشاب مهند المجالي بالشرح المختصر عن هذا التاريخ تاركا للذائقة البصرية أن تتمازج مع الذائقة السمعية للاستماع والمشاهدة، وثالثها إشعار الفنانين الشباب بالإهتمام من خلال رعاية المعرض وإفتتاحه من خلال رئيس رابطة الفنانين التشكليين الأردنيين الأستاذ الفنان والإعلامي والكاتب حسين نشوان.
   أحلام هاشم، راما الفرخ، رؤى أبو ربيع، صفاء عبد الهادي، ضحى ملكاوي، عبير اشقيدف، محمد الخطيب، محمد عودة، فنانون بعمر الورود قدموا سبعة وعشرين عملا فنيا مختلفا، ومن جال المعرض بعين المتأمل والمحلق في فضاء الفن التشكيلي سيلحظ أن هناك مواهب وقدرات تحتاج الإهتمام والرعاية، فعدد من الفنانين والفنانات لم يدرسوا الفن ولم يأخذوا دورات فيه، وهنا أعتقد أن على رابطة الفنانين أن يكون ضمن برامجها المتعددة والملموسة الإهتمام بهذا الجانب، إضافة للدور الذي تمارسه وزارة الثقافة الأردنية من خلال معهد مهند الدرة.
   يلاحظ أن إهتمامات الفنانون الشباب تنوعت وعكست بعض من أفكارهم وما يفكرون به بحكم السن، فالشابة أحلام هاشم قدمت لوحتين إحداهما كان ترمز للوحدة الأردنية الفلسطينية من خلال زخرفة الكوفيات الحمراء والسوداء على شكل المنمنمات الزخرفية، وبذكاء مقصود جعلت اللون الأحمر وهو رمز للكوفية الأردنية يغطي فلسطين، والأسود الذي يرمز للكوفية الفلسطينية منذ ثورة 1936 يغطي الأردن، وقدمت لوحات أخرى بها جمال وفكرة بين القوة وأحلام الشباب، بينما راما الفرخ وهي شابة في بدايات دراستها الجامعية قدمت لوحة تراثية متميزة وجميلة ولوحة أخرى رمزية لصرخة الشباب في مواجهة دوامة التحديات، ولوحة لأحلام الجيل الشاب في ظل الصراع الذي يعيشه، بينما الفنانة رؤى أبو ربيع كانت رومانسية فيما قدمت فركزت على رومانسية الحب والورود، والشابة صفاء عبد الهادي تراوحت ثلاثة من أعمالها بين الرومانسية مع الطبيعة والأزهار وذاكرة الاردن والألم في عينيّ لاجئة.

 الشابة ضحى ملكاوي في أعمالها كان واضح اطلالتها على أعمال كثيرة وتأثرت بها فقد تألقت في لوحة المقعد الخالي ولوحات أخرى مثل الخيل وراقصة الباليه والشابة التي تتلثم بالكوفية الأردنية، بينما الشابة عبير اشقيدف كانت لوحاتها تدل على قدرات فنية وتقنية عالية، ولكن طبيعة لوحاتها والقدرات فيها تثير السؤال عما كان يعتمل في روح هذه الشابة وهي تجهز هذه اللوحات، بينما الشاب محمد الخطيب كان حالة فنية واعدة للغد فيما قدمه من لوحات تراوحت ما بين الانطباعية والألم والرومانسية، بينما الشاب محمد العودة إمتلك قدرات متميزة باستخدام تقنية اللون والأفكار التي تجول بها والتي ركزت غالبيتها على الجمال، وفي لوحة  قدمها كانت تثير تساؤلات الشباب عن الغد.
   وهكذا وجدت أن المعرض كان فكرة جيدة ومبادرة مهمة تسجل لصالح مجموعة السنابل والفنانة نهلة آسيا، وتكشف عن قدرات شابة يمكن أن تمثل إمتدادا للحركة التشكيلية الأردنية إن جرى الاهتمام بها وتطويرها وتشذيبها وتوجيهها، فطريق الفن التشكيلي شاق وليس بالسهل، والفنانون الشباب المشاركون ما زالوا في بدايات الطريق، ولعل تكريمهم بدروع رمزية يمثل حافز جميل لهم لمزيد من العطاء والتطور، وكرمت رابطة الفنانين التشكليين الاردنيين لجهودها ورعايتها المعرض من خلال درع جرى تقديمه لرئيس الرابطة الفنان حسين نشوان، وجرى تكريم متحف حابس المجالي من خلال درع جرى تقديمه لمديره مهند المجالي على دوره بإستضافة المعارض ودعم الحركة التشكيلية والثقافية في الأردن الجميل.

الجَزَرُ ملكُ الخضراواتِ على عرشِ الفيتامينات

كتب حاتم جوعيه - المغار -  الجليل  
  - حاصل على شهادة الدكتوراة في الطب الصيني  -


   إنَّ الجزرَ أكثرُ أنواع الخضراوات  فائدة  للإنسان فهو غنيٌّ بالكثير من العناصر والفيتاميناتِ الهامَّة .  وكان الإغريقُ  يستعملونه  منذ القدم  كدواء لتقويةِ الابصار .   وفي بلادنا نعرفُ  نوعا واحدا من الجزر وهو ذو اللون البرتقالي الضارب للحمرة  .     وأما في  بعض البلدان  كمصر مثلا  يوجد نوعان  من  الجزر :  الأصفر  والأحمر...  والجزرُ الأصفر  أكثرُ  احتواءً للفيتاميناتَ  بَيْدَ أنَّ الجزرَ البرتقالي أو الأحمر  يمتاز بكثرة السكريَّات  التي فيه .   والجدير بالذكر انَّ الفيتامينات والعناصر الهامة موجودة  في  الجزر  بنسبة عالية بالمقارنة مع سائر أنواع الخضراوات . 
          يحتوي الجزرُ على سكَّر ودهون  ومواد  بروتينيَّة  ونسبة عالية من فيتامينات : أ ،  ب ،  ب2  ،  ج ،  د  ، ك ، بالإضافة إلى الأملاح وأهمها : البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم ، كذلك الكبريت والفوسفور . وتعتبرُ هذه العناصر والأشياء مجتمعة ثروة طبيَّة عالية القيمة .  ويوجد في الجزر مادَّة الكاروتين التي لها علاقة  بتسمية الجزر باللغة الإنجليزيَّة ( carrot)  وهي كلمة مأخوذة من اللغة اللاتينيَّة،وهذه المادة هي الأصل والأساس في تكوين  فيتامين " a " الذي يحافظ على قوة الابصار، وتقوية الجنس، وصيانة نسيج الجسم  من العدوى  وعلى نضارة ونعومة الجلد والبشرة . 
       إنَّ تناولَ الجزر مطبوخا بالعسل يفيد في علاج  وجع الساقين، ويسكِّن ويهدىء المغص .. وعصيرُهُ  يطردُ الديدان من الجسم . وهو أيضا  له فائدة كبيرة في شفاء  قروح المعدة  بالإضافة إلى كونه  مقوٍّ  للجسم  بصفة عامة ويساعدُ  الجزر أيضا على الوقايةِ من السكتة الدماغيَّة  وارتفاع  ضغط الدم  وهشاشة  العظام  والتهاب المفاصل  والتهاب المسالك  البوليَّة  والوقايةِ من تصلّب الشرايين  .
 يوجدُ في الجزر عنصرُ البوتاسيوم  بغزارة  ونقص هذا العنصر في الجسم يؤدِّي إلى أضرار ومخاطر فادحة  لأن البوتاسيوم  يساعدُ على نمو الجسم .  ويقول الطبيبُ  الأمريكي  الشهير (  د.س .جارفس )  في  كتابهِ القيم الطب الشعبي: إنَّ ضآلة وضمور أجسام بعض الناس  يعودُ إلى نقص  في عنصر البوتاسيوم  في سني التكوين الأولى . والبوتاسيوم  موجود بكثرة  أيضا عدا الجزر في البقدونس .  والجزرُ بالإضافةِ  إلى  ثرائهِ  بالفيتامينات والأملاح المعدنيَّة،يساعد في عملية الإمتصاص والإفرازالسليم في الجسم لأنهُ يحتوي على بعض الألياف  الخفيفة التي تساعد على الإفراز في الجسم .   والجديرُ بالذكر انَّ شربَ  كوب  واحد  من عصير الجزر أو أكل  جزرة  واحدة  في اليوم  يكفي هذا بحماية المُدَخِّن من أضرار التدخين .   ولعلاج الإسهال عند الاطفال  الرضّع  يضافُ  عصير الجزر أو المبشور منه  أو  مسحوقه  إلى حليب الاطفال .  ولكن استعمال واستهلاك الجزر بكميَّات  كبيرة   يمكن أن يسبب  اصفرار في الجلد  واستعمال عصيره كثيرا يُسَبِّبُ تسوُّسَ الاسنان .
 
  والجزر أيضا يقوِّي قدرة العين على التلاؤم  مع حالة الإضاءة المتغيِّرة  وخاصة في الظلمة ، فهو ضد العشى الليلي ( ضعف الرؤية بالليل ) .
  ومن مزايا وصفات الجزر أيضا انهُ يمنحُ الإنسان الهدوءَ والراحة النفسيَّة وحسن الخلق  لكونه  يحتوي على عنصر البوتاسيوم  الذي  إذا انخفض في الجسم  عن  درجة  ونسبة  معيَّنة  فإنَّهُ  يعرضُ  الإنسان  للتوتر  وللحالات العصبيَّة  ولإرتفاع ضغط الدم لأنَّ البوتاسيوم مهدىء بطبيعتهِ . 
    ولأجل طرد الديدان  ومعالجة  نوبة الكبد  يستخدمُ عصيرا أو مغليًّا  بعد برشرهِ ، كما  يُستخدمُ  في الوقايةِ  من  تكوين  الحصى  في المرارة والكلى ، كذلك يساعدُ في تنظيم عمل الغدة  الدرقيَّة  ...والجزر المبشور يفيدُ  كثيرا في علاج  الأمراض  الجلديَّة  وَيُستعملُ  على شكل  لصقات ، وخاصة  في حالات  الأكزما  وغيرها ..ويستعملُ  دواء لمرض  الربو  والسعال المزمن  ولإزالة  البلغم  ولتنظيف  الرئتين  حيث  يُغلى على النار مع  الماء  وبعدها يهرس ويضاف إليه  قليلا من العسل الطبيعي ويأكلُ ويشربُ ماءَهُ المصابُ  بالحساسيَّةِ  والسعال  عدة  مرات  كل   يوم  وبعد أيام  يشفى كليًّا من سعاله المزمن .  
   يحتوي الجزر على العديد من المركبات الفينوليَّة التي تمنحُ  فوائد صحيَّة متعددة ، وتحملُ المركبات  الفينوليَّة   خواص  مضادة   للأكسدة   ومضادة للإلتهابات والأورام السرطانيَّة .. وتمنعُ  تخثرَ وتجلط  الدم  وتمنعُ أمراضَ القلبِ والأوعيةِ الدمويَّة ، ولها دورٌ في الوقايةِ من مرض الزهايمر .     

توقيع كتاب الباحث روي عريجي " زغرتا تاريخ من تاريخ" في دير مار سركيس وباخوس راس النهر - اهدن




 الغربة من فريد بو فرنسيس
وقّع الباحث روي عريجي كتابه الثالث "زغرتا تاريخ من تاريخ" في دير مار سركيس وباخوس راس النهر اهدن،  برعاية بلدية زغرتا اهدن وبالتعاون مع جمعية البيت الزغرتاوي.

وقد حضر غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثَّلا بالأب اسطفان فرنجية والرئيس الإقليمي للآباء الكرمليين الأب ريمون عبدو ورئيس دير مار سركيس وباخوس رأس النهر – اهدن الأب ابراهيم بو راجل ومعالي وزير الثقافة السابق المحامي ريمون عريجي وسعادة النائب سليمان فرنجية ممثّلا بالسيدة ماريا يمّين  والنائب اسطفان الدويهي ممثّلاً بالاستاذ أنطوان الدويهي وسعادة النائب سامي الجميّل ممثّلا بالأستاذ ميشال الدويهي والوزير السابق اللواء أشرف ريفي ممثلا بالأستاذ فادي الشامي  وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ممثَّلاً بالعقيد الركن الياس سابا ومدير مخابرات الجيش العميد طوني منصور ممثلا بالعقيد الركن طوني أنطون ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثَّلًا بالرائد داني حداد ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثَّلا بالمقدّم اسكندر يونس ومدير عام الجمارك بدري ضاهر ممثَّلا بالملازم آميل الدويهي ورئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا الأستاذ زعني الخير ورئيسة مؤسسة يوسف بك كرم السيدة ريتا كرم ممثلة بالاستاذ جوزيف ساروفيم والأساتذة زياد المكاري وسركيس بهاء الدويهي وميشال رينيه معوض ممثلا بالأستاذ جوزيف معوض بالإضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير ونقابة عمال البناء في زغرتا الزاوية والجمعيات والأندية وحشد كبير من المشاركين.

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني الذي عزفه على آلة الناي الفنان جوزيف كرم تحية لعازف الناي الزغرتاوي سركيس باسيم " أمير الناي ".

عنتر
وعرّفت الاحتفال الاعلامية اورنيلا عنتر والتي جاء في كلمتها "أن أشعرُ أحياناً بالأسى تُجاه زغرتا، بالحزنِ لأننا رُبّما نقسو عليها كثيراً. لا نزيّن مدخَلَها بعبارةٍ كتلكَ التي وُضعتْ على مدخلِ إهدنْ حتى يقرأها كلُ خارجٍ منها، وهي تقولْ: "إهدن، أنا راجع". لا نكتب لها الأشعارْ. ولا نُحدّثُ الغرباءَ عنْها. ولا نتحمّلُ حرّها صيفاً، كما نتحمّل ثلجَ إهدنْ شتاء.

دحدح
ثم ألقى رئيس اللجنة الثقافية في بلدية زغرتا اهدن الدكتور جورج دحدح بالنيابة عن رئيس البلدية الدكتور سيزار باسيم كلمة البلدية، أثنى فيها على المنهج العلمي الذي يعمل من خلاله الباحث روي عريجي بشغف وحب يدفعانه لحفظ ذاكرة زغرتا اهدن ورفع شأنهما بما تستحق وبما يليق بهما هي التي من حشاها يولد الكثير الكثير من العظماء والكبار التي نعمل ان يبقى هذا الحشا مثمرا".
كما عدد الدكتور دحدح النشاطات الثقافية للمجلس البلدي الحالي وخاصة اطلاقهم على سنة ٢٠١٧ سنة الفنان العالمي صليبا الدويهي.
وختم قائلا "نحن اليوم في هذه الامسية الجميلة نعلن عن سرورنا وفرحنا لرعاية هذا الحفل مع البيت الزغرتاوي ونشكر الباحث روي عريجي ونقدّر عاليا جهوده التي يبدلها في تأريخ مدينتنا ونعتبر ان عمله هذا يندرج ضمن مقاربة البلدية للعمل الثقافي".

يمين
وأكّد رئيس جمعية البيت الزغرتاوي الاستاذ انطونيو يمين في كلمته دعم البيت الزغرتاوي للنشاطاتِ الثقافيةِ والإجتماعية لإيماننا بأنها تُمدّنُ المجتمع وتساعدُ على تطويرهِ ونقلهِ من حالة الرتابةِ والخمول إلى حالةِ الوعي والحوار." وقال "أننا اليوم في هذا الحفلِ ندعمُ ونشجّعُ مع بلدية زغرتا - إهدن عملاً مميزاً من ضمنِ الأعمال التي تحفظُ ذاكرتَنا وتضيءُ على تاريخِنا الزغرتاوي للباحث روي عريجي وهوَ كتابٌ قيّم " زغرتا تاريخ من تاريخ " يؤرّخُ لمراحلَ سابقة ويشيرُ إلى محطّاتٍ كثيرةٍ مرّت. إنَّ الباحث روي عريجي هو من الكتّاب الذينَ يحفظونَ تاريخنا ويوثَّقونهُ ليكونَ بمتناولِ الأجيال إنّهُ العملُ الذي يساعدَنا على فهمِنا لواقعٍ كان يعيشهُ أسلافنا متخطّينَ المصاعبَ للحفاظِ على زغرتا التي نعيشَها اليوم لقد وضعَ الباحث عريجي كتاباً بينَ أيدينا هوَ بمثابةِ الهويةِ التاريخيةِ لزغرتا. "

درويش
ثم كانت مداخلة مفصّلة للأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو البروفسور زهيدة درويش جبور شرّحت فيه الكتاب وممّا قالته " أردتُ تحديد موقع كتاب روي عريجي على ساحة الإنتاج الثقافي وأن أجد تصنيفاً له. فوجدته ينتمي لأدب الحفاظ على الذاكرة، وبالتالي، الحفاظ على الهوية الثقافية بمكوناتها المختلفة". وأضافت " هذا ما يحاول روي عريجي القيام به في هذا الكتاب وهو يكشف عن مشروعه بدءاً من العنوان: "زغرتا، تاريخ من تاريخ". فهو إذ يكتب تاريخ بلدته مدرك أنه قد تمّ تشويهُه مما أساء الى صورة البلدة وألصق بها تهمة العنف، كما أنه مدرك أن هذا التاريخ هو جزء لا يتجزأ من تاريخ أعمّ وأشمل. في رؤيته توق الى التكامل والتجاوز وفي كتابه تعبير صادق عن رغبة في تأصيل الإنتماء عن طريق إعادة اكتشاف الماضي وصولاً الى معرفة الحاضر. وقد توسل في مشروعه منهجية الباحث الذي يحركه سؤال الحقيقة فراح ينهل من ينابيع المراجع والكتب التاريخية، من جهة، ويستنطق الشيوخ والمعمرين، وهم كنوز بشرية حية، من جهة أخرى، كما أنه أغنى مادته بمجموعة من الصور التي استحصل عليها من هواة جمع الصور، فأتى كتابه توثيقياً متسماً بالموضوعية."
 وختمت درويش  " أن في هذا الكتاب مصدراً حقيقياً لفرح المشاركة، من خلال المعرفة.وروي عريجي  أتاح لي من خلال ما خطه قلمه، وما وثقته يده، وما جمعه من صور زين بها مولوده الثالث، فرصة تعميق معرفتي بزغرتا، ماضياً وحاضراً، تاريخاً وعمراناً وحضوراً ثقافياً."

عوض
ثم كانت كلمة للإعلامي الاستاذ ابراهيم عوض نائب رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الذي استهلها بتحية إلى الجيش اللبناني الذي يخوض معركة الشرف في جرود بعلبك ويقدم الضحايا للدفاع عن كرامة اللبنانيين. كما إثنى على العلاقة التاريخية بين زغرتا وطرابلس مدينته، اللتين ألغيا مشروع تقسيم لبنان سنة 1978 مع الرئيسين سليمان فرنجية والشهيد رشيد كرامي"، وتطرّق إلى طفولته التي قضى معظمها في إهدن وقد عرّف عن الزغرتاوي الشهامة والكرامة وحب الضيف. ونقد البرامج الفكاهية التي تصوّر الزغرتاوي بصورة رجل العنف اللاأخلاقي داعيًا معدّي تلك البرامج الى قراءة كتاب روي عريجي الذي حتمًا سيخجلُهم."

عريجي
وفي الختام ألقى الباحث روي عريجي كلمة توجّه فيها بالشكر إلى كل الحضور والى  كل من ساندنه ودعمه ، كما وجّه أسمى التحيات للجيش اللبناني الذي يقوم اليوم بمعركة تحرير جرود لبنان، وقال "كتابي عن هذه المدينة ليس سوى قضيتي الأساس التي تحفّزني على كتابة أي شيء يُظهر صورتها الحقيقية الجميلة المبنية على قيم إنسانية مسيحيّة مارونيّة.فزغرتا وإهدن هما مسقط رأسي وروحي ، لا بل هما مرفع رأسي وروحي.".

وتابع عريجي"كتاب "زغرتا: تاريخ من تاريخ" يتكلّم على معظم ما دار داخل النطاق الجغرافي لهذه المدينة. ولم أرِد فيه أي موضوع خارج هذا النطاق".

وفي نهاية الإحتفال وزّع  عريجي شهادات شكر ومحبة لمن ساهم معه في إتمام هذا العمل والندوة قبل أن يوقّع كتابه للحضور.