بوح الأمكنة: الحصن تاريخ وإبداع وتراث



"الحلقة الخامسة"
بقلم وعدسة: زياد جيوسي
   حين أنهينا الجولة في دير الروم الأرثوذكس ومتحفه الرائع الذي يروي الكثير من الحكايات، ودير اللاتين وجماله والصور الحافظة للذاكرة فيه، كنت أقف في الشارع وعيناي ترنوان للأبنية التراثية بعشق، فشعر صديقاي باسل النمري ومحمد الحتاملة رفيقا جولتي ومرشداها بذلك، فقال باسل: أنت لا ترتوي من التراث؟ فقلت له: ومن يمكنه أن يستمع من خلالها لهمسات أرواح الأجداد ويكتفي؟ فاتجها بي إلى مبنى قديم وهو بيت كريم عصفور وكان يحتوي سابقا على أقدم مستشفى في الأردن، ودخلنا الطابق الأول حيث استقبلنا الموجودون في منجرة موسى أندراوس بكل ترحاب، وبدأت أتجول في أنحاء البيت الذي أصبح منجرة، ومن بوابة خلفية تراثية دخلت للساحة الخلفية وصعدت درجا تراثيا من الحجر ووثقت عدستي كل هذا الجمال والتراث حتى المغالق المعدنية للأبواب، لنتجه بعدها إلى مبنى معرض للهدم إن لم يتم تدارك الأمر وهذا المبنى كان مطحنة تراثية للقمح وتجولنا في مجموعة من البيوتات التراثية حتى قارب وقت العصر فاتجهنا لبيت صديقي باسل النمري "أبو شجاع" الذي كان قد أصر على حفل غداء على شرف لقائنا بعد 40 عاما لم نلتق فيها، دعوة حفلت بالكرم العربي الأصيل وطيبة أهل الحصن وروعتهم، كان عدد المدعوين  كبيرا مما أتاح لي فرصة التعرف والاستماع إلى عدد كبير من أهل البلدة، وتسامرنا حتى المساء لنتجه بعدها لتعليلة مضافة الحصن، حيث يلتقي فيها كل أسبوع أدباء وشعراء ومن أهل البلدة وخارجها في تعليلة جميلة تمتد لمنتصف الليل، فتمتعنا وزوجتي بهذه السهرة واستمعنا لأشعار وأغنيات تراثية، وكانت فرصة جميلة للاستماع للشاعر الشعبي المبدع "أبو راكان"، لأعود وزوجتي بعدها إلى عمان قرابة منتصف الليل.
   لم تنته حكايتي مع الحصن ولا أعتقد أنها يمكن أن تنتهي بعد أن استوطنت الحصن وأهلها في القلب، وخلال فترة قصيرة كانت قد وجهت لي دعوة لندوة أتحدث فيها عن الحصن وتاريخها مع عرض الصور على نهج نداوتي في أكثر من مكان في فلسطين وخارجها، فكانت فرصة للقاء والحديث ضمن حضور رائع وجميل من أهل الحصن ومن خارجها والتي قالت عنها الإعلامية منى عساف في تغطيتها الإعلامية التي نشرت بكثافة في الصحافة والمواقع الالكترونية: " بدعوة من جمعية الشابات المسيحية وبالتعاون مع المبادرة الشعبية ومنتدى الحصن الثقافي، تمت دعوة الكاتب والناقد والإعلامي جيوسي لعقد ندوة ثقافية ليشارك أهل الحصن أسرار بلدتهم وحكايات الأجداد والجدات تحت عنوان: "الحصن ذاكرة وتاريخ وحضارة" وذيلت الدعوة بكلمات جميلة تعبر عن حب أهل الحصن للكاتب وتقديرهم له، لدرجة أنهم لقبوه بابن بطوطة فلسطين.
   بدأت الندوة بتقديم الكاتب للحضور من خلال عريف الحفل الدكتور برهان طشطوش رئيس لجنة المبادرة الشعبية في الحصن، ثم وجه الضيف كلمة شكر للحصن وأهلها، وللفنانة التشكيلية الشابة رنا حتاملة على توجيهها الدعوة له لزيارة الحصن والتجوال فيها وترتيب برنامج الزيارات، وللسيدين محمد الحتاملة وباسل النمري اللذين رافقاه في الجولة يومين، وكل من قدم له معلومات أو تسهيلات، وتطرق المحاضر إلى تاريخ الحصن وذاكرتها موثقا الحديث بعرض صور بعدسته تشهد على جمالية المكان، وتشير إلى تعدد الحضارات التي مرت عليها عبر العصور بدءا من العهد البرونزي حتى العصر الحالي، وتحدث عن أنماط وأشكال البناء ومدلولاتها لكل عصر تم بناؤها فيه، وخلال حديثه كان واضحا عليه الإعجاب بكل ما وجد في الحصن من تاريخ غني بالحضارات ومكتنز بالعلم والأدب والثقافة والمثقفين مثل متحف المرحوم أديب عباسي".
كنت أنهيت جولاتي الأولى في الحصن وتوجهت بعدها بفترة لمدينة إربد لمشاركة الفنانة التشكيلية رنا حتاملة تكريمها كضيف شرف في بلدية إربد، إذ فاجأتني كعادتها بأنها رتبت موعدا في المساء لزيارة البيت الذي كانت تقيم فيه الفنانة والمربية والكاتبة والشاعرة روضة أبو الشعر قبل أن ترحل روحها للسماوات، وهو بيت تراثي متميز بجماله وكنت فقد تحدثت عنه ووثقته بالصور من الخارج، فكانت فرصة لا يمكن أن أتركها تضيع فتوجهنا للحصن وكان بانتظارنا الدكتور فيصل نادر أبو الشعر والدكتور مازن مرجي، وصعدنا الدرج إلى الطابق الثاني حيث مساحة واسعة مبلطة بالبلاط التراثي، ومن بين الأقواس الحجرية كنت أنظر إلى الحصن في الليل قبل أن أدخل لمكان يستحق أن يكون متحفا، فلوحات الفنانة معلقة على الجدران مشيرة لفنانة تميزت بريشتها ولم تأخذ حقها في التقدير كفنانة وكأديبة وشاعرة، فوقفت بذهول أمام هذه اللوحات وأمام مكتبتها وكتبها والمقتنيات التراثية في المكان، وشعرت بتقدير كبير لجهود الدكتور فيصل بحرصه على مقتنيات عمته، وشعرت بالألم أن المرحومة بعطائها الكبير لم تأخذ حقها بالتكريم ولو بعد وفاتها، وسعدت بكتبها التي أهداني إياها الدكتور نادر من كتبها ورافقتني إلى رحاب فلسطين حيث قرأتها جميعا، ومنها: يا ريت، بيادر الشوك، أمثال من البيئة الأردنية، الحقل ينتظر المطر، لمن يضحك الصبار، شعراء من مدينتي الحصن، أخي نادر، مرثاة أخي نادر، غابة الاحتراق، واعتقدأن من حق هذه الأديبة أن تكرم من خلال رابطة الكتاب واتحاد الكتاب في الأردن، ومن خلال وزارة الثقافة الأردنية، ومن خلال رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، ومن حقها على أهل الحصن أن يتحول هذا المكان إلى متحف ومركز إبداع للفنون التشكيلية.
   غادرت الحصن ومشاعر جياشة في روحي وقلبي للحصن وأهلها ولكل من رافقني هذه الجولات، تاركا فيها بعضا من الروح، وتلفت إليها حين وصلت أطرافها وهمست: سنلتقي مرات أخرى أيتها الجميلة.. وعدت إليها مرة أخرى حين قامت ثلة رائعة من أهالي البلدة بإحياء ذكرى الأديب عباسي واتصل بي العزيز د. مازن مرجي فسعدت بالحضور والمشاركة وإلقاء كلمة ارتجالية بالمناسبة، فقد كنت تحدثت في المقال الأول عن ضرورة الاهتمام بمتحف وصومعة الأديب وإحياء ذكراه هذا المبدع والفيلسوف، وسعدت للمشاركة الكبيرة من مثقفين ومهتمين وأبناء البلدة، فتجولت في صومعة ومتحف الأديب الكبير وشاهدت ممتلكاته التي لم يتح لي رؤيتها في زيارتي الأولى، ووثقت عدستي كل ذلك إضافة إلى المعرض الفني المتميز للفنان التشكيلي الكبير سعيد حدادين والفنانة التشكيلية الألقة رنا حتاملة، وبدأت أعد نفسي لاستكمال جولاتي في شمال الأردن، حيث كان ضمن برنامجي زيارة إربد وموقع معركة اليرموك وأم قيس والحمة والشونة الشمالية ومخربا وحوفا وصمد وغيرها من بلدات تروي حكاية الأجداد والتراث والتاريخ، وهذا ما سأتحدث عنه ضمن الحلقات القادمة من رحلاتي التوثيقية للشمال الأردني الجميل.
"جيوس 9/2/2018"

نطفةٌ سوداءُ في رحمٍ أبيض رواية جديدة لسماح خليفة

تستعد الشاعرة الفلسطينية سماح خليفة لإطلاق روايتها الأولى خلال الأشهر القادمة والتي بعنوان "نطفةٌ سوداءُ في رحمٍ أبيض" حيث تحمل هذه الرواية إجابة عن أهم تساؤل تطرحه الكاتبة وهو: "هل ينتصر الحبُّ على الحرب؟"، لتبحر الكاتبة في أزمنة متعاقبة وأجيال وقضايا مختلفة تطال الوطن والأرض والاحتلال والمرأة الفلسطينية الصامدة وتتطرق إلى رموز وطنية وأحداث تاريخية مختلفة لتفضي في النهاية بالقارئ إلى الإجابة عن هذا التساؤل.

ويجدر الإشارة إلى أن الكاتبة كانت قد أصدرت ديوانها الأول الذي بعنوان"أبجديات أنثى حائرة" عن مكتبة كل شيء حيفا في تشرين الأول 2017 والذي يتقاطع مع الرواية بنفس الهموم والقضايا والمواضيع.

وتشير الكاتبة إلى أن الوطن هو دائما المحور الأساسي في كل كتاباتها فهي لا تستطيع الانسلاخ عن أهم قضية تؤرق الفلسطيني صاحب الحق بالوجود على أرضه وإثبات هويته.

افتتاح مهرجان الزيتون الاول في قضاء زغرتا


رعى  وزير  السياحة أواديس كيدانيان ممثلا بمدير مكتبه سركيس مارديلوسيان، مهرجان الزيتون الاول الذي نظمته بلدية زغرتا - إهدن، بالتعاون مع  غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي واتحاد بلديات قضاء زغرتا في احدى قاعات مركز اجيالنا في بلدة كفرحاتا في قضاء زغرتا.

حضر حفل الافتتاح النائب سليم بك كرم، الاستاذ زهير حليس ممثلا وزير الاقتصاد رائد خوري، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس اتحاد بلديات قضاء الضنية محمد سعدية، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم، الى عدد من رؤساء بلديات قضاء زغرتا، رئيس رابطة مختاري زغرتا الزاوية ميلاد شاهين وعدد من مختاري الرابطة، رئيس دير مار سركيس وباخوس في زغرتا الاب ابراهيم ابو راجل، الخوري اسطفان فرنجيه، عضو المكتب السياسي في تيار المرده السيدة فيرا يمين، مسؤول العلاقات السياسية في القوات اللبنانية في زغرتا الزاوية سركيس بهاء الدويهي، الشيخ مرسال شبطيني ممثلا غرفة الصناعة والزراعة والصناعة في طرابلس والشمال، رئيس جمعية تجار زغرتا الزاوية جود صوطو، رئيس منتدى ريشة عطر الشاعر اسعد المكاري واعضاء من المنتدى، رئيسة مركز الصليب الاحمر في زغرتا السيدة جوزفين حرفوش، مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة في برسا الكورة الاستاذ ادغار مرعب ممثلا الجامعة، الانسة سهام طيون ممثلة مؤسسة يوسف بك كرم. الى حشد كبير من المهتمين. 

النشيد الوطني اللبناني، بعده نشيد الزيتون، ثم كلمة تعريف وترحيب من الاعلامي الزميل سركيس دويهي، ليتحدث بعده عضو مجلس بلدية زغرتا اهدن ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الدكتور بطرس دحدح باسم اللجنة فقال:" يشكل الزيتون موردا اساسيا لمدينة زغرتا والقضاء، وشمال لبنان عموما، من هنا يجب ان يحظى باهتمام رسمي بشكل مركز ومدروس وبالطريقة التي تخدم تحقيقنا للانماء المتوازن".

بعد ذلك تحدث رئيس بلدية زغرتا الدكتور سيزار باسيم عن اهمية شجرة الزيتون، ومدلوليته، ورمزيته، ومن يتحدث بالسلام يتحدث عن شجرة الزيتون، ونامل ان يبقى غصن الزيتون عنوان السلام في بلدنا". لافتا الى ان الزيت جزء اساسي من الزراعة في منطقتنا، وله قدسيته عند الانسان من الولادة حتى الوفاة".  مشيرا الى ان هذا المهرجان سيتكرر سنويا، وننطلق في كل عام الى مرحلة متقدمة اكثر، حتى نصل الى الهدف الذي هو اقتصادي تنموي محلي".

من ثم جرى عرض لفيلم قصير يحاكي شجرة الزبتون. ليتحدث بعد ذلك رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير الذي قال:" لكل شجرة قصة، وشجرة الزيتون قصتها قديمة وغريبة، نزرعها ونعتني بها كي تنمو وتكبر وتزهر، وفي مرات كثيرة تضربها العاصفة فتكسر اغصانها وتشلعها، لكنها تبقى قوية وتتغلب على كل الصعوبات". اضاف:" نستفيد من شجرة الزيتون كثيرا، من زيتها، جفتها، اغصانها، من اوراقها، ومن جمالها، لان شجرة الزيتون هي شجرة مباركة".  وقال:" يجب المحافظة على شجرة الزيتون، ولهذا السبب نحن اليوم بصدد هذا المهرجان، كي نثبت اهمية هذه الشجرة، واهمية الزيت والزيتون في منطقتنا، وكي نضيء على نوعيتها الجيدة، لان محبة شجرة الزيتون والاعتناء بها امر ورثناه عن اجدادنا، من هنا بدانا بدعم الزراعة وصولا الى انشاء سوق للخضار في منطقتنا". وختم خير:" اتحادنا هو الجندي الجهول في كل مشروع انمائي، وخيري، وندعم مشاريع كل جمعية فاعلة تصب في انماء قضاء زغرتا، فاتحادنا من اوائل الاتحادات في لبنان تاسس بمسعى من الرئيس الراحل سليمان فرنجيه في العام 1987 واخذ بركته ويجب المحافظة عليه وتطويره كي يبقى في الصفوف الامامية وتبقى قتنا باتحادنا ويبقى اتحادنا دائما على حق".  

اخيرا تحدث مدير مكتب وزير السياحة باسم الوزير فقال:" اشكركم على دعوتكم هذه، واتمنى لكم النجاح والاستمرار نحو الافضل، واشكر سعيكم الدائم لانماء السياحة في لبنان لاظهار الوجه الحضاري له، وزغرتا هي ارض مقدسة لان فيها شجر الزيتون المقدس". 

بعدها جرى تكريم ثلاث شخصيات لجهودهم في المجال الزراعي، وتسلموا دروعا تذكارية من بلدية زغرتا، وهم جوزاف سكاف المكاري، حميد قسطنطين الخوري، وبطرس العم". واختتم المهرجان مع الدبكة الهدنانية.  

هذا و يستمر المهرجان الى ٢٥ شباط الجاري من الساعة ١١ قبل الظهر حتى ١٠ مساء، ويتضمن: معرض منتجات، معرض فني، برنامج ارشادي، برنامج ترفيهي، محطات طبخ، اكل بلدي، نشاطات ترفيهية للاطفال.

غدًا الجمعة: أمسية تكريمية للكاتب الصحفي مفيد مهنا

من: شاكر فريد حسن ـ

يقام غدًا الجمعة في قاعة الأمير بقرية البقيعة الجليلية، أمسية تكريمية للكاتب الصحفي مفيد مهنا، وذلك بمناسبة بلوغه عامه السبعين، وتقديرًا لنشاطه السياسي والأدبي والاعلامي.

ويتخلل الأمسية تحية لرئيس مجلس البقيعة المحلي د.سويد سويد، وكلمة فرع الحزب الشيوعي بقدمها كمال حاج، وكلمة لرئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، وكلمة الحزب يلقيها الأمين العام للحزب الشيوعي عادل عامر، ومداخلة أدبية للأديب سهيل عطالله، ومداخلة للصحفي رفيق بكري، وقصيدة للشاعر سامي مهنا.

ومفيد مهنا هو كاتب وصحفي مخضرم، من مواليد بلد الشعر والأدب"البقيعة"، ذات الطبيعة الساحرة الخلابة، عمل ردحًا طويلًا مراسلًا لصحيفة"الاتحاد"العريقة، وهو صاحب موقع"الوديان"الالكتروني.

وكان قد صدر له في العام ٢٠٠١كتاب"هيك الناس"، وفي العام ٢٠٠٧صدر كتابه"عيش كثير بتشوف كثير".

وهو يتميز بكتاباته ذات الطابع الساخر اللاذع، وانتقاده للظواهر السلبية في مجتمعنا العربي، وتوظيفه المثل الشعبي الفلسطيني بشكل مكثف وغير مسبوق. 

الكتب الأكثر مبيعًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام٢٠١٨

كتب: شاكر فريد حسن ـ

يستدل من المعطيات أن فلسطين كانت حاضرة بقوة ، وأن كبار المثقفين والوزراء والسفراء العرب والأجانب أموا معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أقيم في الفترة ما بين٢٧كانون الثاني-١٠شباط، ما يدل على الحالة الثقافية التي يعيشها المجتمع المصري، حيث أن المعرض هو ثاني أكبر معرض منتظم بعد معرض فرانك فورد،ويشكل اضافة قوية للمفكرين والمثقفين والقراء والناشرين، حيث يبرز أهم أعمالهم المنشورة والمطبوعة وعرضها على شرائح المجتمع كافة. 

وكانت أكثر الكتب الأكثر رواجاً ومبيعًا في المعرض كتاب"الفتنة الكبرى" لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، كواحد من كتب مواجهة الدين للارهاب والتطرف، وكيفية تربية النشىء الجديد وجعله قادرًا على حماية وطنه، بالاضافة ااى كتاب"كتابية"عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية سابقًا، ورواية"شآبيب"للدكتور أحمد خالد توفيق، وكتاب"المصالحة بين الاسلام والفن"لهشام النجار، كذلك نفذت جميع النسخ المعروضة من كتاب"مدارات عقائدية ساخنة...حوار في منحنيات الأسطرة واللامعقول الديني، الصادر في منتصف العام٢٠١٧، وهو مجموع أجوبة الحوار الذي أجراه الكاتب والأديب طارق الكناني، مع المفكرالتجديدي التنويري، العراقي ابن بلدة"سكر"، ماجد الغرباوي، الذي يعيش مغتربًا في استراليا، ويشرف على موقع صحيفة"المثقف"الثقافي الفكري الالكتروني، حول بعض المفردات العقيدية وقدرتها على توجيه الوعي الفردي والعقل الجمعي.

حيث الذئب كتاب للشاعر شوقي مسلماني

حيث الذئب
2002


والآن
يرسمُ إطاراً
لغيابِه.
……………..

(سريعاً) 
بين الحديد والمهملات
طائرٌ يعبر سريعاً
مع المطر فوق الصفيح
مع هرّةٍ ميّتة.

(وجبة) 
طيورٌ جارحة 
أم عصافيرُ نعاس
تنقد رأسي

بصبرٍ 
ودأب.

(خلل) 
إنّه الطقس
يمشي على عكّازين
يتنفّس بمنخارين
أوكسجين
وثاني أوكسيد الكربون.

(توأم) 
الليلُ والنهار
تحت سقفٍ واحد
يلعبان أحياناً
يركضان
يختبئان
يهذيان:
حجر
وردة

قمر
أفعى.

(ثقبٌ) 
ما زال مستلقياً
الجدران مائلة
الهياكل مطفأة 

بلادٌ بعيدة
جبال تبحث عن موطئ قدم

فئران وملائكة
ارتجافات على الرمل

ماذا يفعل
إن لم يتلهَّ 
بثقب قلبه؟.

(رماد) 
جالساً على دهشة
يتهاوى

مدوّر على أصفر
مدوّر على حجر
مدوّر على يباس

رماد.

(رجاءٌ) 
ينامُ علَّ جرحاه يهدأون
علَّ الرياح تكنّ
علَّ موتى يغادرون

مخرتْ سفنٌ طويلاً رأسَه
وعليه الآن أن يستريح.

(رقصٌ) 
لوحة
تذرفُ عيوناً وسيوفاً

ساحرة
تشكُّ شهوةً في الدمية

تمثال
يضربُ الهواءَ بفأس

وهذه الفتاة 
ترسمُ وجهها ابتسامةً
وترقص مع الصنم.

(خواء) 
صدى يرثُ الصراخَ
خواءٌ يرثُ الريح

خطوات تمحوها الريح
ولا تترك درباً.

(على الحدّ) 
في النظرة الطائرة منّي
يطيرُ غراب

وأقطعُ الشجرَ.

(بينكم) 
حدّاد يحدّد في رأسي
رسّام يلوّن تحت عيني
مجنون يخرج منّي
ومجنون يقرع ليدخل
فيا قضاة لا تخاطبوني بـ "أنتَ" 
أنا جماعة
ولا أعرفُ كلَّ جماعتي
بينهم مجرم
لكن حين تصدرون الحكمَ عليّ
يكون المجرم بينكم.

(حيث الذئب) 
أنا أيضاً
طيري لم يعد من رحلته

أبحثُ بصمتٍ عن نجمة
أضاءتْ مرّةً واختفت

رأيتُ فراشاتٍ تُذبح 
أحلاماً مرتجفةً، موحلةً، في أزقّةٍ غريبة

رأيتُ عرباتٍ يدفعها النمل
وعسساً يسرقونَ حمولتها

أرتقُ الثقوبَ بالجنون
الممسوسُ بعشق الشمس: رفيقي
النمرُ الجائعُ، الأكتعُ: رفيقي
المحقونون بالنسيان: رفاقي
والصحراء لي

المطرُ الأخضرُ الطالعُ في السفوح 
حيث الذئب منتظرٌ طيراً لم يعد

أخرجُ من الغبار، وأجرُّ عمياني.

(العابر) 
خطٌّ متعرّجٌ بين نقطتين
وبينهما يكبرُ العابرُ ويشيب

في منتصف الطريق 
شموسٌ وظلمات

عند الخطوة الداكنة
الشرايين تُحقن باليباس.

(ألمٌ) 
لو القمر لا يتسلّق الليلَ، والريحُ لا تشدو
لو الغصون لا تلوّحُ للأفقِ، والعينُ لا تلوّنُ الجهات.

(الليل)  
نهضَ 
ألقى نظرةً 
على الوحشةِ المتدلّيةِ 
من عينيه
ولم يساوره شكّ
أنّه الليل.

(حنوّ) 
حانٍ 
على ورقةٍ 
يثرثرُ سواقي.

(رمل) 
تحت هذا الرماد لا شيء
الحطام سفينةُ الروح
رائحةٌ مألوفةٌ في الغريب

في السماء غيمة
مع ذلك لن تمطر هذه اللوحة
على الشجرة عصفور 
مع ذلك لن يراها أعمى 

أغمضُ عينيّ   
أعرفُ 

حمارٌ يتواطأ مع فرس
لافتعالِ بغل

الصرصار يئزّ 
في أذنِ الصيف
حتى يرحل

القرش 
في المدينة 
كما في البحر 

عمّا تبحث؟
الكلام؟ 
أنا الخواء

له عينان وغيره يرى

أبحثُ عن شيء خلته يقف أمامي
كان يقف أمامي، لم يقف أمامي. 

(دع سهماً ينزل)  
اصبرْ على الغروب 
الماء الماء 

تغيبُ الشمس 
تشرق 

فقط أحلام صغيرة 
ادفعها إلى البحر 

أعطِ كلَّ الحبّ 
دعْ سهماً ينزل 
إلى قلبك.

(أين؟) 
هل يجوز 
أن تختفي الحديقة؟
ممنوع رؤية الله؟
ممكن أن تختفي دجاجة
جمل، مصرف ...
لكن حديقة؟

هل يجوز 
أن أسافر ويختفي الرصيف؟ 
أين الرصيف؟.

(جديد) 
الجديد  
ورقة
تسقط.

(رؤية)  
أحطّمُ 
المرآةَ  
لأراك.

(خرافة) 
ما أشهى الغزال في وجهه
ما أنحل الغريب في عينيه
خرافةٌ هذا القائم
على الوحل.

(فحمٌ) 
لأنّ خبزه قليل
دلقوا تعباً على وجهه
ولأنّه يحبّ الشمس والشجر
من ساقيه عُلِّق.

(السبب) 
يحدّثهم 
عن الحلاوةِ 
لا يسمعون
إذّاك ينطفئ.

(عودة) 
_ قل آه 
آه 
_ تمدّدْ
يتمدّد
_ تكتّفْ
يتكتّف
_ تكوَّرْ
يتكوّر
_ أغمضْ عينيك، نمْ

ينام.

(مدينة) 
1_ 
عصفورٌ يجرُّ خيطَ دمِه
مناديلُ الشتاء وحدها هناك
والمارّةُ لا يلتفتون. 

2_  
الشتاءُ يدقُّ النوافذَ بحنانٍ ووحشة 
عصافيرٌ يبست تحت أشجارها منصتةً 
إلى أصواتٍ بعيدة. 

3 _  
نزلوا إلى المدينة من جبال نائية
وصاروا عشبها اليابس، أزقّتَها 
صورَها الممزّقة على الحيطان 
... سمعوا في قلوبهم تكرُّ حجارةُ بيوت 
كانت في الجبال.

(أحجار أرواح)  
صراخ يتوه في الانفجار 
موتى ينزلقون إلى الأعماق 
دم بين عالمين 
خيط بين جرحين 
عزفٌ أخيرٌ، نظرةٌ أخيرةٌ 
الحطام!  
أحجارُ أرواحٍ ممزّقة.

(لونُ الزجاج)  
الشوارعُ تعضُّ قدميّ  
البحرُ على المقعدِ وحيدٌ في العاصفة 
تخرجُ الأرواحُ مبتورةَ الأطراف  
تئنّ وتضحك 

يلوّنُ الزجاجُ دمي ويفترسني الذئب.

(شجرة)  
عارية 
إلاّ مِنْ باشق 
يقف على أعلى مشهدِ الوحشة.

(عين في الخفاء)  
العطشُ ينامُ في صحراء 
رؤوسٌ تنخفضُ إلى الرمل  
سمٌّ، ونابٌ خلف الأثر 
إمسكْ شجرة، راقبْ 
الرماح الرماح، المخالب المخالب 
خيطُ دم.. وعينٌ في الخفاء.
   
(أيضاً)  
الصقيع 
يكسّرُ البحرَ  
لا مطرَ الليلة 
أيضاً.

(دمٌ) 
دبيب 
يسترقُّ السمع 
إلى دبيب. 

(دخان)  
الأفق 
أم أنا البعيد 

هذا المساء 
لصٌّ تحت نافذتي 

هذا الليل 
نائم 

هذا الغراب 
يطير من رأس 

دخان 
في جزيرة 

جراد 
في هذه السماء

كلّ ليلة 
دعوة إلى عشاء أخير.

(عصفور في المدينة)  
في المدينة 
عصفورٌ من الشرق 
حيٌّ لأنّه يغنّي.

(بيضة الأبد)  
سُمٌّ 
يُرضِع سُمّاً 
صخرةٌ 
تُطعِمُ صخرة 

جُسّ النبض 
انقرْ قشرةَ الأرض رقيقاً وخطِراً 

البياض البياض 

اصعدْ إلى ذبذباتٍ 
اصعدْ إلى بيضةِ الأبد.

(الفجر)  
عراك 
مع ذَكَرِ الحياة. 

(نظرة)  
حتى في الأعماقِ السحيقة 
حيث العتمة الموحشة 
الحياةُ ترعى صغاراً 
تخضِّب أصابعهم 
وإذْ ينامون 
تغطيهم 
بنظرة.

(السباق)  
غنِّ 
أعطِكَ الحصان.    

(فكرة)  
قبّرات 
تطيرُ إلى غبطته 
صخور ترتعش 
كأن الغريب يحمل لأوّل مرّة فكرة 
ترقص في رأسه 
وإزميلاً.

(حديقة)  
الريحُ في الوجوه 
حيث الهواء يلوّن الشجر ويغسل المطر 
الحريّةُ تورق 
والأطفال يلعبون مع أرواحٍ  
تاهت.

(الغائب)  
يرفعُ مياه الفجر 
يشتلُ روحَ المودّة 
يومئ للجزر فتأتي 
يقول: أنا لحمكِ يا شمس 
حوّاؤكِ يا سماء  
سيرتكَ المديدة يا نهر 
   
أنا ثمرةُ الأرض وثمرتي الأرض
يفتح الغناء بيومٍ جميل.

(طائر آخر)  
قلبُه يراكم، أمواجُه في بحيراتكم 
يقول: افتحوا مياهكم، اسقوا نجومكم 
حكّموا نعاجكم القريبةَ من المزود.

(أطياف) 
أعمارهم عموديّة 
يصنعون أفقاً لرموشهم 
وينزلقون 
إلى أطيافهم.

(سماوات أخرى)  
بردٌ قارس في الخارج  
عصافير ترسمُ الكلامَ في الداخل
وسماوات أخرى 
فوقنا.

(نكاد)  
يدٌ تمتدُّ صوتاً جميلاً 
ورقصٌ قرب نهر 

سربُ حمام يحلِّق عالياً 

نكاد نرسم وجوهاً ونطلق أسماء 
نكاد نحكّ أصواتنا صدى بصدى. 

(فتوى)  
نعم نعم 
النظرة الأولى ليست خطيئة 
لكنْ إذا الله يشعّ في قلبي 
وفي نظرتي المليون 
فما الحكم عليّ؟!.  

(فراغ القفص)   
خرجتْ 
حقنتْ شرايينها غياباً 
زقزقتْ عصافير في رأسها 
ونامت 

دينا 
الغناءُ أنتِ  
الخرافُ تسعى إلى سفوحك  
أصصُ زهور نافذتك 
حقول 
وظلال ترقص للعائد 
من التيه. 

(حلوليّة)  
لن يتقدّموكِ 
خطوتك ريح 
ملء الكون. 

(أبديّة)  
رماد 
وتنهضين كالفينيق 
من الرماد.  

(استجابة الضوء)  
أسألُ الفجر ألاّ يوقظكِ 
أن يصعدَ السلّم كما تتنفّس وردة.

.......

ولا يدري الراوي
متى يكون هو الرواية
وكيف؟.

Shawki1@optusnet.com.au 

مشاركة مجموعة أكت الاستشارية ومركز فِكر في حفل تكريم شعراء لبنان

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني رنده عاصي بري، الاحتفال الذي نظمته الحركة الثقافية في لبنان في مقرها في صور تكريما للشعراء الراحلين، عصام العبدالله، خليل شحرور، ألبير حرب وجوزف الهاشم (زغلول الدامور).
وحضر، اضافة الى السيدة بري، النائب علي خريس، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم رمزي حيدر، المسؤول التنظيمي لحركة " أمل " اقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، رئيس اتحاد بلديات صور ومنطقتها حسن دبوق، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة ومدير عام مجموعة     " أكت " الاستشارية الدكتور مايكل قرصيفي ورئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فِكر - المحامي شادي خليل أبو عيسى وفاعليات روحية وسياسية وأمنية وتربوية وثقافية واجتماعية وبلدية.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم ألقى شرارة كلمة تحدث فيها عن عطاءات الشعراء المكرمين معلنا عن تخصيص جائزة سنوية باسمهم.
ثم ألقى الشاعر طارق ناصر الدين كلمة باسم اصدقاء الشعراء المكرمين، رثى فيها الراحلين.

بري
بعدها ألقت بري كلمة الرعاية، وقالت: "يشرفني ان اقف على منبر اكبر شعراء لبنان المعاصرين في المحكية والزجل، عصام العبدالله (ابو حازم) وخليل الشحرور (ابو ابراهيم) وعميد الزجالين اللبنانيين جوزف الهاشم، وشاعر المحكية الكبير ألبرت حرب، في مدينة الحرف صور، مدينة قدموس والالفا - بيتا التى حملت سفنها الحرف الى العالم، فحملت اليها السفن الحرب وتحطمت الغزوات عند أسوار مقاومتها وكانت عاصمة الديموقراطية العقلية الاولى، كما كان يفاخر بذلك الشاعر الكبير سعيد عقل، وعاصمة القصيدة الاولى كما قال الشاعر الكبير جوزف حرب، وعاصمة الفرح والمغنى كما وصفها شاعر الزجل الكبير السيد محمد المصطفى".
وأضافت: "أود ونحن نجتمع على خبز وملح الشعر والشعراء، ان ابدأ بتوجيه السؤال الى واضعي الاستراتيجيات المتصلة ببناء الدول في الشرق وواضعي الاستراتيجيات الوطنية، عن اسباب تغييب الثقافة وموقعها ودورها، وتركنا نعيش في الموروث الثقافي الذي لا يلاحظ ان عدم الاتفاق في الاوطان على تعريفات ثقافية موحدة وموحدة للمفاهيم المتصلة بالوطن، المواطن، الديموقراطية، العيش المشترك، الوفاق، الحوار، المشاركة، الدولة والدخول في الدولة. لقد تم على الدوام اثارة جدل لالهاء مجتمعاتنا وتحويل انتباهها عن حاضرها ومستقبلها، وتغييب المثقفين والابداعيين عن اي نقاش يتصل بصناعة وبناء المستقبل".
وتابعت: "لقد آن الاوان لتحملوا شعلة الاصلاح والتغيير وتكتبوا الوطن على انه بيت لبيوت كثيره لا طائفية ولا مذهبية لا فئوية او جهوية، بل بيت عائلة واحدة ذات انتماء واحد ومسؤولية واحدة تجاه رد اطماع العدو عن ارضنا ومياهنا ومواردنا البحرية. إنني لا اريد ان آخذ بيد هذه الامسية لتكريم اربعة اقمار مرصعة في سماء لبنان الى حديث السياسة، ولكن ما ارمي الى تأكيده هو ان الثقافة تشكل القوة الحضارية الناعمة، وهي اداة التغيير الوحيدة المعبرة عن حقنا في الحياة والانتماء وكل الحقوق التي نصت عليها الخطة الوطنية لحقوق الانسان، وكذلك هي اداة التعبير الوحيده عن حق كل مواطن في المشاركة الكاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وأشارت الى ان "المثقفة او المثقف سواء كانت شاعرة او شاعرا، ممثلة مسرحية، تلفزيونية، سينمائية او ممثلا، فنانة تشكيلية او فنانا تشكيليا، أديبة او اديبا، يشكلون القوة الكامنه التي يجب ان تتجاوز الادوار التي رسمتها لها مختلف انماط السلطات والتي منعتها من الانخراط في العمل النقابي والمطلبي وجعلتها حالة نخبوية معزولة.
انكم ايها الشعراء تشكلون الطليعة في العمل لبناء وطن جميل يلتزم الايقاع ويعبر عن نص وصورة جميلة.
انني اسأل الله الرحمة والمغفرة للشعراء الذين نكرم اليوم، وان يسكنهم فسيح جنانه، وفي المناسبة، اعلن عن تكريس مثل هذا اليوم من كل عام ليكون يوما للشعر والاحتفال بالشعراء وتكريمهم وهم احياء ، واشكر الحركة الثقافية في لبنان على مبادراتها لتكريم عناوين لبنان الثقافية، وهو الامر الذي كان يجب ان يكون مسؤولية رسمية، ولكن يجب ان تنتبه القوى الحية الى ان وزارة الثقافة بما تضم بين دفتيها من مديريات ومصالح ودوائر تستحق ان تكون في الطليعة ، وان تعتبر وزارة سيادة وهي ستبقى تشكل ثروة لبنان حتى ولو تم استخراج موارد لبنان الكامنة في البحر".
وعن الانتخابات النيابية اكدت بري ان انها "حاصلة في موعدها"، مشددة على "ضرورة انشاء متاحف في المناطق والمحافظات، ومستغربة ان تبقى ثروة لبنان واثاره محفوظة في المخازن. وأعلنت عن اقتراب موعد افتتاح متحف صور في غضون الاشهر المقبلة، ودعت الى "وقف التعدي الحاصل على الذوق العام وضبط وتنظيم واحكام القانون لوقف عشوائية اللوحات الاعلانية".
وأكدت أن "العدو الاسرائيلي يجتاح ليس فقط ارضنا انما يجتاح ايضا ثقافتنا وفننا وتراثنا، ويجب اعادة الاعتبار والدور لوزارة الثقافة".
واختتم الاحتفال بتوزيع شهادات تقديرية على عدد من الشعراء.

وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ مروان حمادة يُكَرّم شوقي دلال


كَرَّم وزير التربية اللبناني الاستاذ مروان حمادة رئيس "جمعية محترف راشيا" الفنان شوقي دلال خلال إحتفال أُقيم في وزارة التربية بيروت وبحضور مدير عام وزارة التربية الاستاذ فادي يرق ومديرة الإرشاد والتوجيه في الوزارة هيلدا الخوري ورؤساء أقسام.

وسَلّم وزير التربية مروان حمادة شوقي دلال شهادة تقدير من الوزارة على دعمه للنشاطات الثقافية ومشاركته في أَنشِطة اللغة العربية التي تقيمها الوزارة في ثانويات ومدارس لبنان حيث أثنى حمادة على دور دلال في دعم وزارة التربية من خلال مشاركته في إلقاء محاضرات بهذا الخصوص إضافة الى نشاطات "جمعية محترف راشيا" التي تقيمها الجمعية لمدارس وثانويات لبنان في مسابقات الرسم والكتابة.

دلال شكر معالي وزير التربية الأستاذ مروان حمادة على لفتته الكريمة من خلال هذا التكريم وهذا ليس بجديد على معالي الوزير مروان حمادة الشخصية الثقافية والصحفية والتربوية الرائدة وهذا ما إختبرناه من خلال نشاطاتنا مع معالي الوزير منذ تأسيس "جمعية محترف راشيا" عام 1992 ولغاية اليوم، كما تقدم دلال بالشكر من سعادة مدير عام وزارة التربية الاستاذ فادي يرق ومديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا خوري على ثقتهم الكريمة.

وفي ختام اللقاء تسلم شوقي دلال من وزير التربية والمدير العام درع التقدير وقدم دلال للوزير حمادة كتابه بعنوان " الشيء بالشيء يُذكَر" وكتاب عن نشاطات جمعية محترف راشيا.

في الصورة: الوزير مروان حمادة يتسلم من شوقي دلال كتابه ويستلم درع التقدير 

كتاب اوراق العزلة للشاعر شوقي مسلماني

ستمضي إلى بلادٍ ليس فيها غمامة
والتي غادرتَها سحابةُ صيف.


(دخان)  
لم تقلْ كلمةً بعد 
ليست لكَ خطوة 
لا غيمة تظلّلُك 
لا يتبعُك غزال، لاحظْ 
كلُّ الأسماء التي تعرفها 
تلمع وتختفي 
تظلّ وحدكَ في الليل 
تراقب أسماء تهوي 
إلى غبارِها الكوني 

لاحظْ 
كلّ عمرك سيجارة 
أدقّ مِنْ إبرة 
يحرقها عابر. 

(مدنٌ)   
سأعبّئ في عينَيّ مدناً 
تنهضُ مِنْ حرائقِها وتصهل 

سأصافح الذين هزمتُهم 
والذين هزموني 
والذين سيضحكون 

مِنْ كلّ حانة سأقطف صخباً 
ضحكةً، وردةً، كأساً صغيرة 
وغيركِ سأعانق في الليل 
مرتعِشاً لاكتشافات المرتحل 
في المدنِ الحقيقيّة. 

(غبار)  
كلّما فتحتُ عينيّ 
اصطفّوا أكثر مِنْ عشرة حولي 
يشبهونني جميعاً لكنّهم أكثر نحولاً 
إسمك؟ "شوقي". إسمك؟ "شوقي"  

في هذه الغرفة الدوّارة 
أجلسُ في الوسط 
تحاصرُني عيونٌ كثيرة 
ووجوه صارمة 

لستُ لصّاً 
لستم قطّاع طرق 
أملكُ وحدتي وحصاركم 
هذا الفراغ في يدي 

مشيتُ كلّ الطريق 
أحملُ ذكريات على عجل 
لم ألتفت إلى الوراء، لم أبكِ 
فقط تباطأَ قلبي 

وجوهُكم ميّتة 
صفائحُ رصاص 
سنواتُ غبار. 

(موتى)  
هكذا  
على كرسيِّ الإنتظار 
لا أفارق كرسيَّ 
وفي الجهةِ المقابلةِ رأسي 
وجهي، أنفي، ساقاي الطويلتان 

ساعة 
ومشيت 

أيضاً 
على كرسيِّ الإنتظار 
في الجهةِ المقابلةِ رؤوسٌ  
عيونٌ، دوائر 

موتى 

عينان مغمضتان 
كرسيّ، وريح تصفق الأبواب. 

(مجنون)  
يمسّدُ الغريبُ شعرَ الوحدة 
يظنُّ أنّ الله قريب 
فيقصّ القصص 

يظنُّه العابرون مجنوناً 
فيصمت. 

(حين استفاقوا)  
ماذا يفعل رجل ركضَ ولم يصل؟  
حملَ قلبَه على راحتيه، وضعَه على الطاولةِ 
لأوّلِ جائع، لأوّلِ لصّ، بوهيمي، عابرِ سبيل 
وزّعَ رمّانةَ رأسِه، اعطى العشّاقَ 1995 حبّة 
أسبلَ جسدَه كي يتّكئوا، مالَ معهم إلى البحر 
أصعدَهم رأسَ الجبل، وحين استفاقوا 
أسقطوا حجارةَ أيديهم على رأسِه. 
ـ
(دوائر)  
رجلٌ  
إذا غفا.. صحا 
في رأسِه الصدى دوائر 
وله أطفال يريدون الخروج 
رجلٌ خليقٌ بالماءِ 
وتشربُه السماءُ حتى التصحّر 
رجل.. يصير رج ل اً ...  
وتذرّيه الريحُ. 

(صراخ)  
أفضّل لو تصرخ 
لكنّكَ حتى في جحيمِك 
مهذّب جدّاً. 

(مقبرة)  
صمتٌ 
يرعى حشيشَ الخرافة 
بومٌ على صخرةٍ يحدّق بالعابرين 

مَنْ يمرّ.. يشبهنا. 

(ليلٌ)   
مِنْ كلِّ عمرِكَ  
زيحٌ على الماء 
مِنْ كلِّ عينيك 
دخان 

ليلٌ صامتٌ 
كأنَّ جميع الموتى عادتُه. 


(جراد)  
يحدّق بعينيه جرادٌ 
يوشك أن يبتلع آخر الجزر  
جرادٌ زاحف 
إلى الواحتين الأخيرتين 
دمُه تبعثره الجدران 
سماؤه رماد. 

(روبوت)  
قال: "سأرحل"  
مشى في كلِّ الجهات دفعةً واحدة 
على الطريقِ وقعتْ روحُه، وقعتْ ذاكرتُه 
وقعتْ فكُّه السفلى، لسانُه، قدماه، يداه  
قلبُه، أمعاؤه.. واختفى.

(الأكثر)  
السكران 
أكثر توازناً، أكثر اتّزاناً  
أكثر شفافيّة 
في العالمِ السكران. 


(لا يلتفت)  
خلفَ دخان السيجارة تراقب عمرَك  
مقعداً لا ينقد الطيرُ عنه خبزاً 
ومارّاً لا يلتفت. 

(بحيرات الرمل)  
كيف يجمع أطرافَه   
يدٌ في جزيرةِ الأحلام 
وساقٌ في بحيرات الرمل 

كيف يجمع عينيه  
كيف يجعل قلبَه في موضعه  

الرغبةُ 
قلقُ النار 
ورغبتُه! دخان. 

(أحدٌ يشبهك)  
أنتَ  
الكستنائيّ الوجه  
في وجومِك حجر 
هل أضعتَ شيئاً مِنْ وجهِك الصغير 
ما يشبه البسمة؟ 
أنفكَ يكاد يقع  
تحدّق كأنّك تصغي 
لديّ معزوفات لحالات تحدّق بالجدران 

أعطني مِنْ عينيك 
ستنعقد قنطرةُ حاجبيك 
إذا تحوّلتَ ذئباً يتغيّر موضع أذنيك 
هل أنتَ مجنون؟!  
بالتأكيد أضعتَ شيئاً 
يشبه القمر هلالاً 
يكبر كلّ ليلة 
كالطفلِ، كالرعاةِ 
كالبدوِّ الرحّل. 

(حجر)  
كيف صار كلُّ شيء 
في عينيك  
حجراً. 

(غائبون)  
يُعدِّد أسماء تتلاشى 
لأمكنةٍ وأصدقاء 
ضحكوا للزبدِ حتى 
راودتْهم الريحُ. 

(متفائل)  
تقدّمَ خطوتين 
محاولاً أن يفتحَ ثقباً 
في جدارِ العمر 

رفعَ رأسَه 
وابتسم. 

(غرباء)  
مشوا إلى المدينة 
مِنَ الجبالِ البعيدة 
حفاةً خلف جنازة صامتين 
كانت أقدامُهم تبعثرُها الرياحُ  
وحقولُهم تختفي خلفَ عيون ماطرة. 

(سياط) 
الضحكاتُ توارت خلف مساءات 
تعشِّش في القلب، على رؤوسِ الشجر، فوق السطوح   
ماءُ الحياة في سماوات رحيمة لأناس آخرين   
على الإسفلت فراشاتٌ دامعات 
في خاطرِها عمْرٌ لن يأتي 
وهمْسٌ لن يكتمل. 

(حصاد)  
العربةُ الواقفةُ حياتُكم 
وأنتم بالكاد تدفعون أعمارَكم 
  
بيادرُكم، نوارجُكم   
رياح. 

(عشبة أخرى)  
أفيونُهم عشبةُ البرزخ الآخَر 

قطرةً قطرةً يشربون أوهامَهم 
مخمورين باليقظةِ 
والبرقُ في أيديهم رماد. 

(أصوات)  
أصوات سابحة في فضاء 
مراكب محطّمة 
عِظام على الضفاف 
ندفنُها وحيدين 
بصمت. 

(نابٌ)  
لا يخدشُ السكينةَ   
نابٌ في الوريد. 

(رحيل)  
المدينةُ التي آوتنا 
نحن مَنْ نزفتْهم الجبال 
رسمنا على شواطئها أحلاماً فضيّةً ونمنا 
لم نكن ندري أنّ السفينةَ  
التي لوّحنا لها 
نقلتْنا. 

(جماعة)  
لم أعرف إسمكَ بعد 
كان إسمُكَ شوقي 
صار إسمُك "جيم" 
لكنّك بالتأكيد لستَ "جيم" 
أنتَ جماعة.. هو وَحده 
ينام.. وتحلمون. 

("بيل" على الرصيف المقابل)  
بيل.. إنّكَ تفرم الكلمات كالخسّ 
أتمنّى لو تغور تحت سابع أرض 
مع جميع أسئلتكَ وثرثراتك 

أحياناً أريدُكَ كظلّي 
وأن تقول أي شيء مهما كان تافهاً 

أفكِّرُ فيك الآن 
هل أناديك مِنَ الرصيفِ المقابل 
أم أنساكَ تماماً؟
  
رأسي محشوٌّ بالفراغ 
والبردُ يتسلّل إلى عظامي. 

(هات الزجاجة)  
"سام".. صديقي السلحفاة 
تأخّرتَ عشرين قطاراً وطائرتين   
رأسي منشرةُ خشب ومحرّكات   
أعطني الزجاجةَ بسرعة. 

(عبدالله)  
كيف أخذتْكَ الجهات 
كيف لم تلتفتْ 
لم ترفعْ يداً، لم تكسرْ غصناً 
كيف أسلمتَ عينيك للريح؟ 

كان موعدُنا 
على الشاطئ المرجاني. 

(أملٌ)   
سافرْ.. في دخانِ سجائرِكَ كالسكران 
لقلبِكَ المكسور بين الخرائب زهرة    
سافرْ.. في ضبابِ عينيك كالتائه 
لأوردتِك التي ملأتَها غناءً 
عن الأرضِ 
سواحل. 


(كونين)  
1 _  
تقف على علوّ 800 متر 
ليلمحَها أحد   
وقرى تصعدُ إلى أعلى. 

2 _  
وحيدة مع الليلِ والعاصفة 
يدُكِ فرغتْ حتى مِنَ الهواء. 

3 ـ 
نامي يا زهرة 
دمُكِ على العتبات 
الجوعى شاخصون إلى القمح 
العراة في البرد 
السماء فضاء  

أقول نامي كالموتى. 


(الغائبة)  
أرسمُها دامعة تُضِلُّها الطريق 
حافية يتبعُها الحصى. 

(بيروت)  
في بلادٍ بعيدة 
تهبُّ نسائم تسخّنها الشمس 
تأزّ الذكرى في رأسي 
وتسقط مِنْ غيمة 
نقطتان. 

(ماذا تريد)  
محمولاً على إيقاعِ الركض 
أو متكوِّماً في الفراغ 
حين تلهبكَ الحمّى 
أو تنشئكَ الزاوية 

المسافةُ بين اليدِ واليد إنحناءةُ الدائرة 
بين العين والعين، بين الفمّ والفمّ 

ماذا تريد مِنْ حنطةِ الوجه 
مِنْ فحمِ الرأس  
مِنْ لغتِك المتآكلة 
ومِنْ حياتِك؟ 

أن تقشط جلدَك؟!  
أن تغبِّر الهواءَ؟!  

في عينِ الموت: حيّ 
في عينِ الماء: ميْت 
ماذا تريد؟. 

(زاوية)  
لستُ أنا لأجمعَ الغيم في يدي 
وأنثرَه فوق بلادٍ حزينة  
لأصنعَ الفجرَ مِنْ دمي 
مِنْ هديرِ البحرِ تائقاً إلى خلاصه

لستُ أنا ليطرحني العشقُ على بساطِ المدى 

فتحْتُ للنهرِ بابَ حياتِه 
أرويتُ الطيرَ، أرعيتُ الغزالَ 
أشممتُ الريحَ عبقَ الزهور 
فتحتُ المدينةَ للحفاة 

وتلفُّني الزاوية. 

(قالوا)  
يبسَ العشبُ على أرواحِ أطفالكم.. قالوا  
وماتَ الطيرُ في أقفاصِ عيونِهم 

طفلٌ يدُه ريشة ترسمُ طيراً في الفضاء. 

(عراة)  
كانوا عراةً في جبالٍ عارية 
نصبوا أيديهم سندياناً وظهورَهم صخوراً 
ملأوا الطرقات ضجيجاً 
رفعوا أعلامَهم 
جعلوا دمَهم منارةً للنورس 
وكانوا، إذا تقدّموا، شربوا مِنْ ماءِ المطر 
وعجنوا مِنْ زهرِ الحقول. 

(نافذة على البحر)  
النهرُ يغمرني وأنا ثمرةُ الأرضِ العاشقة 
تكتبُ الرياحُ على وجهي أنغامَها 
والمدى تشيّعُه نظراتي 

تدورُ الأرضُ ليدي التي تمسك الفصولَ 
مبتهجةً بالريحِ والمطرِ والزهرِ والحقول 
وبيدي أرفعُ النجوم 
أطلقُها في السماوات لأحتفلَ بالمسافة

مرّة.. كنتُ الغابةَ مبتدئاً بالغصون 
سيّداً في مملكةِ النبات 
أحملُ رؤوسَ الشجرِ إلى أعلى 
وأنامُ كالطير محروساً بالنسائم 

مرّة.. كنتُ المغاور والصخور والوديان 
مسبوقاً بحذرِي في مملكةِ الحيوان 
وبناري التي أشعلتُها بحجر لأغيّر صوتي 

ومرّة.. كنتُ الحقولَ في سهولِ العالم 
المتفتّحِ بأصابعي الرشيقةِ وظهري المستقيم 
تجلدُني السياطُ.. وأطعِمُها خبزاً  
لتسمنَ وأنحل وأنتقم 

الآن.. أُكملُ دورةَ عمري 
يُصدِّعُني الحديدُ بعجلاتِه 
يملؤني النفطُ لأتخثّرَ بالكربون 
يجتاحُني الوحلُ لينامَ في دمي الرصاص 
ليشدَّني الحجرُ  

أُكمِلُ دورةَ عمري 
لأفتحَ نافذةً على البحرِ 
وأسابقَ الريح. 

_ صدرت هذه المجموعة في سنة 1995. 
 Shawki1@optusnet.com.au

الشّعر ليس فاكهة فقط/ فراس حج محمد

أتوجّه في هذه القراءة نحو مجموعة شعريّة أعدّتها سمر لاشين بالتّعاون مع إبراهيم شافعي، وصدرت عام 2017 في القاهرة، عن دار النّوارس للدّعاية والنّشر، وتقع في ما يزيد عن (190) صفحة، واتّخذت لها اسما دالّا "طروادة نون النّسوة". ضمّت مجموعة من النّصوص الشّعريّة المتنوّعة لاثنتين وثلاثين شاعرة من عدّة دول عربيّة، منها (مصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، والأردنّ، والسّودان)، أذكر منهنّ إيمان السّيد، وإيماض بدوي، ونوار الشّاطر، ومادونا عسكر، وكوثر النّيرب، وبعض من هؤلاء الشّاعرات، لم يصدر لها أيّ عمل أدبيّ بعد، وربّما بعضهن أيضا لم ينشرن نصوصهنّ إلّا على الفيسبوك أو في المواقع الإلكترونيّة. 
أجدني منذ البداية مسكوناً بجملة "الأرض فاكهة الطّغاة" للشّاعرة إيماض بدوي، وردت في هذه المجموعة من قصيدة بعنوان "سهو أعرض من ذاكرتي". فكم جميل ودالّ هذا السّطر الشّعريّ الّذي يلخّص المعاناة الإنسانيّة منذ وجد الإنسان وحتّى الآن، وقد عبّرت عنه الشّاعرات كلّ على طريقتها، بدءا من القلق الذّاتيّ وانتهاء بالقلق الجماليّ، وما بينهما من تناول للموضوعات العامّة السيّاسيّة والاجتماعيّة.
وإذا ما اعتمدتُ طريقة "النّقد الثّقافيّ" المفتوح، لتفكيك المعنى في هذه الجملة الّتي لامست عبقريّتها كثيراً من نصوص "نون النّسوة"، فالأرض معادل موضوعيّ للمرأة، والطّغاة لفظ حامل لتاريخ طويل من المعاناة الإنسانيّة، وشامل لكلّ طاغية، حتّى وإن كان رجلاً وسيماً، يرى في المرأة "شيئاً" أو "متاعاً" أو شهوةً عابرةً، أو حتّى يراها مجرّد "شهرزاد". هنا يبدو الفعل الذّكوريّ متفكّها متلذّذاً بهذه الفاكهة/ المرأة/ الأرض بأفعال لا شعريّة، وليست إنسانيّة بكلّ تأكيد.
هنا الشّعر يأخذ موقفه وموقعه ليدلّ على ذات الشّاعرة، الّتي رأت أن تؤنّث القصيدة واللّغة والذّاكرة، مستعيراً من النّاقد عبد الله الغَذّامي فكرته هذه، في مواجهة علنيّة غير مستترة بحجب اللّيل والغيوم لتاريخ طويل من الشّعر، وقفت فيه القوافي على شاربين طويلين معقوفين لفحول الشّعر وأربابه.
في هذه المجموعة الشّعريّة "طروادة نون النّسوة" تحسّ بدفء دم المرأة يسري في النّصوص، ليس إغواء ولا إرواء لرجلٍ كان يدعى شهريار، بل لأنّ اللّغة تنحاز بتلقائيّة إلى معجم خاصّ، وتحيل إلى ألفاظ مؤنّثة بمعان مؤنّثة، فاكتسبت نضارتها ووجهها الحسن وتدفّقت الخضرة في أنساغ القصائد ليرشح الماءُ عطراً على وجه القصيدة، فلم تعد الأرض وحدها أنثى، بل كلّ شيء غدا مؤنّثاً، لعلّ ميزان الوجود يعتدل، ويعيد التّوازن المفقود في تلك "اللّغة المستلبة والمستعمرة" على ما يقول النّاقد الغَذّامي.
تدخل هذه النّصوص إلى الذّاكرة التّاريخيّة لتسائل الوعي القديم، فاتحة الأفق المعرفيّ على ذاكرة جديدة، ليس فيها ألم طارئ أو وجع بائس غريب، بفعل قوّة غاشمة طارئة، هي بائسة مهما أوتيت من بلاغة التّشويه والقتل والدّمار، بل إنّها تحتفي على النّقيض من ذلك بالفرح والأمل وتجدّد الولادة، تلك المعاني الّتي لا تؤول إلّا لامرأة، ولا تكون إلّا في رحم امرأة، ولا تعتاش إلّا من صدر امرأةٍ، عامر بالحنين وماء الحياة المقدّس، إنّها تُعلي مع ذلك جنباً إلى جنب من شأن الألم الإنسانيّ العظيم الّذي يشعرنا بإنسانيّتنا وجمال أرواحنا وأهميّة أن ينشقّ هذا الألم عن وردة صالحة قائمة بين الصّخور تنسرب جذورها في أعماق النّفس والرّؤيا، وتتغلغل في رحم الأرض، فيتّحد الوجود في وحدة جماليّة شعريّة لا تكفّ عن الهطول بإيقاع فريد، هو إيقاع الأنوثة الخالص من شوائب هذا التّاريخ الاستعماريّ الذّكوريّ الطّويل.
إنّ انحياز المرأة للشّعر هو انحياز للمقاومة بمفهومها الشّامل، وهو انحياز للجماليّ الأبديّ، واقتحام ذو دلالة لتاريخ طويل من سيطرة الشّعراء على الشّعر ومنحه صفات الفحولة والعرامة والقداسة والهيبة والتّرفّع. إنّه انحياز يخالف السّائد السّرديّ الّذي وُضعت المرأة في سياقاته لتكونه منذ كانت "شهرزاد" امرأة تسرد الحكاية، وتخلقها، ولكنّها تحفظ الشّعر. كما أنّ انحياز الشّاعرات للشّكل الشّعريّ الجديد (قصيدة التّفعيلة وقصيدة النّثر) يعمّق الإحساس بالمغايرة، من أجل خلق حالة من الوجوديّة الشّعريّة في سياق القصيدة المؤنّثة الّتي أوجدتها نازك الملائكة، لتكون مَعْبَرا حرّا للذات الشّاعرة، ولم يشذّ عن هذه المغايرة سوى قصيدتين، وربّما كان ذلك نوعا من اختراق ذلك الحصن الّذي بناه الشّعراء (الفحول) لأنفسهم، ووقفوا عليه حرّاسا؛ ليمنعوا الشّاعرات من التّوهج في ردهاته ودهاليزه.
لم تعد "نون النّسوة" تسرد الحكايات أو تحفظ الشّعر فقط، بل تخلق القصائد عصافير مغرّدة وأرواحاً هائمة، بل طيوراً جارحة كذلك، لتقف القصيدة، مفارقة موقعها القديم، على غرّة امرأة تزيّنت بجسد القصيدة الملتاع حبّاً وهياماً كونيّاً مطلقاً، وهي تمارس فعلها الجماليّ بحبٍّ وانثيالِ معنى، فالقصيدة أضحت "عربيدة" بتاء تأنيث أصليّة، "لا تنضج إلّا في حانات المجاز"، ولذلك فإنّ لها طقوسها الخاصّة بها. ألم يكن للشّاعر الفحل طقوسه الخاصّة به؟ إذن سيكون للقصيدة المؤنّثة أصلاً وواقعاً العائدة إلى حضن "سيّدة الشّعر" طقسها الحقيقيّ المختلف عن طقوس مجلوبة لصنعة الشّعر وقهر اللّغة وصناعة الحرب والمجاعات ليقابلها تأثيث العالم وتأنيثه بالشّعر، وليس فقط بـ "نون النّسوة"، فيسوده الحبّ، وتزدهر في أفيائه قصائد هؤلاء الشّاعرات.
إنّه الفعل الشّعريّ المؤنّث تأنيثا جماليّا، يصبح فاكهة النّساء، بل ليس فاكهة وحسب، إنّه الضّوء وإشاعة النّور السّرمديّ الممتدّ من عهد القصيدة الأولى إلى آخر طفلة شعريّة سكنت قلب امرأة، أو فاحت بها وردة على وجنتي عاشق مولّه متصبّب وجدا ليقول شعرا، وإذا بالشّعر ينهمر ثرّا غزيرا ناعما كثيفا ورديّا في "نون النّسوة" بأصوات هؤلاء الشّاعرات اللّواتي أعدن الاعتبار لنون النّسوة وجعلن تاء التّأنيث معمارا شعريّا ضروريّا في بنية الشّعر العربيّ المعاصر.

إطلاق النشاطات التدريبية وتطوير المهارات لمجموعة ACT الاستشارية


ضمن إطار تفعيل موقع لبنان الثقافي، أطلقت مجموعة ACT  الإستشارية بالتعاون مع مركز فِكر ومنصوري غروب، فعاليات النشاطات التدريبية والحرفية وتطوير المهارات في مقر بلدية سن الفيل، وذلك بحضور حشد كبير من المهتمين ضاقت بهم قاعة البلدية تقدمهم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مُمثلاً بالأباتي أنطوان خليفة وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن مُمثلاً بالأستاذ وائل قرضاب والأب جان-بول أبو غزالة مُمثلاً المطران بولس مطر والمطران جورج صليبا والأخت فابيان بطرس عن أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب الرئيس بطرس عازار وممثلين عن وزير الخارجية والمغتربين ووزير التربية والتعليم العالي والأستاذ جبران يزبك مُمثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والأستاذ جوزف أبو فاضل مُمثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميّل والمهندس محمد بصبوص مُمثلاً رئيس اللقاء الديمقراطي الوزير وليد جنبلاط والمحامية لما حريز عن الأستاذ تيمور جنبلاط والشيخ الدكتور مخلص الجدة رئيس مجلس الشيوخ العراقي شرفاً مُمثلاً بالبروفيسور ميشال جحا والدكتور رامي الشدياق مُمثلاً رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن والعميد الدكتور رالف تراكارتن (عميد كلية الأعمال في جامعة أندروز ميشيغان) ورئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر ونقيب محرري الصحافة الأستاذ الياس عون ورئيس بلدية سن الفيل الأستاذ نبيل كحاله والمقدم الركن منير ضاهر ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا والأستاذة كارمن حليم عن مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبدالله أحمد والجنرال عادل مشموشي والبروفيسور شادن حيدر يعقوب والأستاذة نهى فرحات عن نقيب المحامين السابق الأستاذ جورج جريج والأستاذ أكرم عربي أمين الشؤون المالية للصندوق التعاضدي لموظفي المصارف وأمين الشؤون الاقتصادية للاتحاد العمالي العام ومدير كلية الحقوق والعلوم السياسية- الفرع الثاني الدكتور عصام مبارك والمهندس خالد الغراوي ممثلاً رئيس جمعية الفتوة الإسلامية الشيخ زياد الصاحب ورئيس مجلس الملّة للسريان الأستاذ رائد توزه والخبير لؤي العماد أمين سرّ نقابة خبراء التخمين العقاري في لبنان والأستاذة ألين صوايا عن نقابة المترجمين المحلفين والبروفيسور في جامعة جورج تاون-واشنطن نبيل عازار والدكتور في الجامعة العالمية للعلوم عطا عجيل وأعضاء المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فِكر وأعضاء الهيئة الادارية لمؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة وصاحب منشورات الغزال الناشر افرام غزال والاعلامية عبير شرارة والاعلامية ندى نجيم والدكتور أسعد مقدسي والأستاذة أمل بو صالح تقي الدين عضو بلدية بعقلين والبروفيسور خضر حيدر والممثل ميشال غانم والمخرج ميلاد هاشم والمخرج جورج معلولي والمهندس مايكل برنوتي والمهندس جورج أبو سمرا والدكتور طالب سعد والخبير الاقتصادي الدكتور ياسر صبان والدكتور خليل يعقوب والمحامون: فادي الحاج وأنطوان سكاف وألبير ملكي وربيع غناطيوس وجانيت حداد والدكتورة سيميا أبي خليل والسيدة جانيت ملحم والسيدة ناديا سمعان الخوري والآنسة كريستيان سمعان الخوري عن مطبعة الأرز والمصرفي بشارة يوسف والدكتور المستشار فادي حداد والمستشار يوسف عبد علي والسيدة نجلا أبو جوده والسيدة أندريه سكاف والسيد فادي أبو عيسى وعقيلته السيدة لور والمهندسة دانا الزين والمستشارة برنا السخن واعلاميين وعسكريين وسياسيين وحقوقيين وأدباء واقتصاديين وأكاديميين ونقابيين وتربويين واداريين وفنانين وهيئات المجتمع المدني والبلدي وممثلين عن جمعيات وأندية ثقافية واجتماعية وعائلات المُكرمين والخطباء وحشد من المهتمين. وقد استلمت مجموعة أكت رسالة تهنئة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن الرئيس الأسبق للجمهورية العماد ميشال سليمان.
بداية، وبعد النشيد الوطني وكلمة تعريفية من الإعلامية زنوبيا ظاهر وعرض فيلم وثائقي عن أعمال ونشاطات " أكت "، ألقى البروفيسور لاري لختنوالتر رئيس جامعة الشرق الأوسط كلمة شدد فيها على أهمية الحفاظ على مبادئ التربية والأخلاق التربوية وضرورة تدريب الطلاب بعد تخرجهم من الجامعات وتثقيف المواطن ودور لبنان الريادي الثقافي. لبنان المذكور في التاريخ والكتب المقدسة له مكانته وحضوره القيّم ويجب الحفاظ عليه بصورة مستمرة.
ثم ألقى رئيس مركز فِكر المحامي شادي خليل أبو عيسى كلمة أعرب فيها عن وجود خطر داهم على الوطن والمنطقة المشرقية، عبر خطر ضرب الفكر وتدمير الابتكار والانسان وتحويله إلى آلة أو شبه آلة، إلاّ أن هذا الخطر سيزول إذا زرعنا الثقة في نفوس الطلاب، جيل الغد الصاعد.
ختاماً، ركز مدير عام مجموعة ACT الدكتور مايكل قرصيفي على دور المجموعة في إطلاق ورش عمل تدريبية للطلاب والموظفين والاداريين والاستشاريين، معتمدين على خبرة سنوات في مجال التربية وإصدار المؤلفات اللغوية والأدبية التي تقرب الناس من اللغة الإنكليزية بأسلوب مرن وسهل. وأضاف: لقد أنجزت المجموعة عدد من القصص للأطفال لغاية سن الرابعة عشر إضافة إلى الكتب التي تساعد على فهم وتعلم اللغة الإنكليزية، لأنه يجب تحفيز الأولاد على القراءة واحترام الفرد والترابط الأسري والانتماء إلى الوطن. إنه شعار  " أكت ".
ومن ثم قدّم مديري مجموعة  " أكت " الدكتور مايكل قرصيفي والأستاذ منذر جبسي ورئيس مركز فِكر المحامي شادي خليل أبو عيسى دروع تكريمية إلى عدد من الشخصيات الروحية والفكرية والأدبية والتربوية تقديراً لجهودهم المبذولة في نشر القيّم الانسانية والثقافة في الشرق. والمُكرمون هم: الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، شيخ العقل نعيم حسن، المطران بولس مطر، المطران جورج صليبا، الشيخ سامي أبي المنى، الأب الرئيس بطرس عازار، الشيخ الدكتور مخلص الجدة، الدكتور بلال شرارة، الدكتور رضا سعاده، الدكتور بشارة الأسمر، الفيلسوف روبير غانم، البروفيسور كاترين لختنوالتر، البروفيسور ميشال جحا، الدكتور نزار غريب، الأستاذ نبيل كحاله، البروفيسور نديم منصوري، الأستاذ سمير نعيمه، الدكتور علي يعقوب، الشيخ سمعان الخوري، الأستاذ أحمد العطار، الإعلامي سمير يوسف، الأستاذ منذر جبسي والرئيس البروفيسور لاري لختنوالتر.  
وفي نهاية الاحتفال، قدّم مركز فِكر شهادة تقدير باسم المركز لكل من الأستاذ منذر جبسي والدكتور مايكل قرصيفي تقديراً لدعمها العمل الثقافي في لبنان والشرق الأوسط.