صدور كتاب"رسائل فدوى طوقان مع ثريا حداد"عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله

كتب: شاكر فريد حسن ـ
عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله، صدرت الطبعة الأولى من كتاب جديد يحمل عنوان"رسائل فدوى طوقان مع ثريا حداد"، وهو بمثابة أضواء جديدة على حياة وشعر طوقان من خلال هذه الرسائل.
جاء الكتاب في ١٥٦صفحة من الحجم المتوسط ، ويحوي رسائل كتبتها فدوى لصديقتها الأديبة الأردنية ثريا حداد.
وأعد هذه الرسائل للنشر سمير حداد، فيما قدم لها الشاعر المغربي عبد اللطيف الوردي، الذي كتب على غلاف الكتاب الأخير قائلًا:"من رسالة الى أخرى، من مزاج شخصي الى موقف عام، ومن حادث طارىء الى مقعد راسخ، ومن حالة ابتهاج الى وضغ حداد، ومن ارادة التحدي والصمود الى احساس بالاستكانة وانعدام الحيلة، ومن ايمان بالمطلق الى شعور بالعدم، أقرأ واكتب، وكنت اتخيل أن فدوى هي التي تملي علي رسائلها فوق رأسي أو أمامي بعينيها السوداوين من وجه صبيح ينطفىء حينًا ويشتعل أحايين كثيرة، وتحفزني على الا أتراجع، فهي كانت صادقة وحرة حتى بينها وبين نفسها، ولم تكن تلهث وراء مغنم أو شهرة، ومن المعيب أن تظل شهادتها على قصة وجودها وعلى محيطها وعصرها"طي الكتمان". انها جمعت فيها بين العادي والبسيط كامرأة تحب وتشكو وتغضب، وبين الرمزي الاسطوري الذي يرفعها الى درجة شاعرة فلسطين وأمها بكل ما في الوصف من أبعاد تتعالى على الزمني والمتعين".
ويشتمل الكتاب على نماذج من الرسائل المقدمة بخط يد الشاعرة فدوى طوقان، وتنشر لاول مرة.
وفي هذه الرسائل تبث الشاعرة جوانب ومواقف وخواطر ذاتية لا تخلو من أصالة وبوح واعترافات، حيث أنها وجدت في ثريا حداد المرأة التي تعكس أخاديد نفسها وعذاباتها الشخصية.

بوح الأمكنة: جولة في عبق تراث نابلس


بقلم وعدسة: زياد جيوسي
الحلقة 3
   ما أن أطللت ومضيفتي د. لينا الشخشير على نابلس القديمة والتراثية، حتى شعرت بعظمة الأجداد والجدات وقوتهم وصمودهم، وشعرت بأرواحهم ترف من حولنا، فهمست لمضيفتي بما همست به الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان ابنة نابلس العريقة: "كفاني أموت عليها وأدفن فيها، وتحت ثراها أذوب وأفنى، وأبعث عشبا على أرضها، وأبعث زهرة إليها، تعبث بها كف طفل نمته بلادي، كفاني أظل بحضن بلادي، ترابا وعشبا وزهرة"، فوقفت أمام مسجد الخضراء وهو أقدم مساجد نابلس القائمة والذي عرف باسم "جامع الخضرة" مع كثرة البساتين التي كانت تحيط به، أتنشق عبق الياسمين من حارة الياسمين، وبدأت الجولة بدخول مسجد الخضراء التاريخي والذي يتميز بمئذنته المربعة على نمط المآذن المغربية ويوجد مئذنة مشابهة بالشكل في مدينة الرملة الفلسطينية أيضا، والمئذنة تتميز ببعدها عن المسجد حوالي 30م،وموقع الجامع في الجهة الجنوبية الغربية لحارة الياسمينة بالقرب من عين العسل، فنابلس اشتهرت بعيون الماء النقية والعذبة، والعديد من مساجدها كانت قرب عيون الماء، وموقع المسجد في الأصل كان موقعا أثريا يعود لفترة العصر الحجري الحديث، ومغارة يقال أن سيدنا يعقوب حزن فيها على فقدانه ولده سيدنا يوسف، فسميت مغارة الحزن أو خلوة المحزون ولذا يسمي البعض المسجد بجامع حزن يعقوب، وهذا الكلام لا سند تاريخي له، وقد وصف الشيخ عبد الغني النابلسي الرحالة والمتصوف الشهير المسجد والمغارة بقوله:"توجهنا إلى جهة مسجد الخضراء، وهاتيك الروضة النضرا، وكانت النسمات عطرة الهبوب، والأزاهير متنوعة الضروب، إلى جامع قديم البنيان، متهدم الجوانب والأركان، فيه بركة ماء كبيرة، ذات الطول والعرض مربعة الجوانب، والأركان مساوية للأرض، والماء يجري فيها من أفواه سواقيها، وحولها الأشجار والبساتين، والأزهار، والرياحين، وقبل البركة مسجد للصلوات، فيه محراب، وسقفه معقود من الأحجار، وفي الداخل مغارة، يقال إن يعقوب عليه السلام كان مقيماً فيها، وإن ذلك المسجد كله كان بيتاً له، وتلك نقول لم تزل العامة ترويها"،ثم بنى الرومان على الموقع مبنى كنيسة زينوها بالبازليكا ولكن المبنى تهدم مع عوامل الزمن حتى الفتح الإسلامي فبني مسجد في الموقع تم تحويله لكنيسة من قبل الصليبيين المحتلين، وحين طردوا من فلسطين أعاد القائد صلاح الدين الموقع لمسجد من جديد، واستمر حتى عهد السلطان المملوكي سيف الدين قلاوون حيث بنى المسجد الحالي، وما زالت يافطة حجرية منقوشة فوق البوابة تشير إلى ذلك.
   تجولت في المسجد ولم أجد مفتوحا الا الطابق العلوي الحديث، ومسجد الخضرة تعرضت بعض أجزائه للهدم من قبل الاحتلال في اجتياح 2002 م  وخاصة الجزء الغربي منه وغرف تحفيظ القرآن وتم إعادة بنائه وترميمه، فتجولت في الساحة ومن النافذة تأملت المحراب الجميل المتميز بنقوشه والآيات القرآنية والنقوش على النمط الأندلسي الجميل، وفي الساحة بركة الوضوء التي تأخذ مياهها من عين العسل، وبجوار المسجد في الباحة عدة قبور واضح أنها قديمة من طبيعة شكلها الحجري المنحوت والمنقوش، ولكنها مهدمة وبحاجة لترميم فهلا انتبهت وزارة الأوقاف الفلسطينية أو الجهات المعنية لذلك؟ وقد قرأت على أحدها وهو الأجدد عبارة تقول: "هذا قبر الشهيد حسين أحمد سمحان من الفندق في معركة نابلس سنة 1257ه"، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كان المسجد مقرا للمتصوفين من أتباع الطريقة الرفاعية، وتعرضت أجزاء منه للهدم إثر الزلزال الشهير عام 1927 حتى جرى ترميمه في عهد سليمان طوقان في أواسط القرن العشرين والذي كان إبانها رئيس بلدية نابلس، وقام أهل الخير بإعادة ترميمه عام 1975 مرة أخرى، وواضح من طبيعة وشكل الحجارة وأحجامها في جدران المسجد مروره بفترات ترميم مختلفة ومتباعدة.
    ما أن دخلنا حارة الياسمين وبدأنا بالتجوال في أزقتها ودروبها وأنماط البناء ما بين البناء العادي والأبنية التي تشابه القصور، حتى استعادت ذاكرتي مباني دمشق القديمة وحي الساروجة، فلا غرابة أن تسمى نابلس دمشق الصغرى، وشعرت أن كل بناء فيها وكل زقاق وكل شارع وكل حوش أو حارة تروي حكايات تاريخ يعود لتاريخ أول ضربة معول ضربها كنعان فأنشأ شكيم لتروي الحكاية، حكاية أرض هي لنا أبناء كنعان منذ فجر التاريخ، فنابلس بطبيعة أبنيتها والعقود التي توصل الأبنية فوق الأزقة تشير لماذا كانت ملاذا للثوار والمناضلين، فهي تتيح الحركة دون النزول إلى الشوارع والأزقة من فوق المنازل والأحواش، وفي حوش العطعوط كان يختفي القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات وهو يعد العدة لانطلاق عمليات الثورة،وشهدت أزقة نابلس معارك استشهد فيها عدد كبير من الشهداء منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 وخاصة في الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى، وما زالت نابلس تقدم الشهيد تلو الشهيد، وكلما تجولت في أزقة نابلس وشاهدت النصب التذكارية ولوحات أسماء الشهداء، كنت أشعر بعبق دمهم يمازج ياسمينات نابلس، فلا أمتلك إلا أن أقف بإجلال وأقرأ الفاتحة على أرواحهم.
   من زقاق إلى زقاق كنت أسير ومضيفتي د. لينا الشخشير حتى شعرت بتأنيب الضمير أنني أتعبتها كل هذا التعب وهي الفتاة الشابة الرقيقة، وتذكرت جولاتي السابقة منفردا وجولتي مع الشاب عياد الشحرور صديق ابني والذي رافقني أول جولة في دروب نابلس، وتذكرت أسطورة اسم "نابلس" بنسبته للأفعى الضخمة المسماة "لس" التي كانت تلتهم البشر وتسمم الآبار حتى تم قتلها وكانت تمتلك نابا ضخما تم خلعه فسميت "ناب لس"، وطبعا كما أشرت فهي ليست أكثر من أسطورة رويت بأكثر من شكل، بينما حقيقة الاسم تعود لبناء المدينة في موقعها الحالي بدلا من موقعها القديم "تل بلاطة" حيث كان اسمها شكيم  بعد أن هدمها الرومان وبنى إمبراطورهم قسبازيان المدينة الجديدة في الموقع الجديدفي وادٍ بين جبلين هما: عيبال وجرزيم؛ ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940 م وجبل جرزيم 870 م، ليصبح اسمها "نيابوليس" أي المدينة الجديدة وتم تحريف الاسم إلى "نابلس" عبر الزمان.
   نمط أبنية نابلس قائم على العقود المتصالبة على أقواس بحجارة ضخمة حملت الأبنية فوقها، ولا يخلو سطح من القباب أو من العلالي إضافة للقصور مثل قصر النابلسي وقصر النمر وقصر عبد الهادي وغيرها والتي سأتحدث عنها خلال التجوال، فسرنا بالأسواق المختلفة مثل سوق الحدادين وسوق البصل والسوق الشرقي وغيرها من الأسواق، حتى وصلنا إلى مطاحن ومحامص بن بريك والتي أنشأها المرحوم عبد الفتاح بريك "أبو زيدان" عام 1936 وآلت لورثته، وهي مطاحن مشهورة بالبن والبهارات والعطارة المختلفة، وقد عمل مالكها الحالي باسل بريك منذ أواسط الأربعينات من القرن الماضي على تحويل المساحة الداخلية إلى متحف تراثي بحكم هوايته بجمع المواد التراثية من أي منطقة، فأصبح البهو الداخلي في هذا المبنى التراثي العريق عبارة عن صالة مفروشة بالفرش العربي والبسط اليدوية وفي كل زاوية فيه ومن لحظة الدخول للمطاحن عبارة عن متحف يروي حكاية ذاكرة شعب لا تتوقف، فشعب بلا ذاكرة شعب يسهل شطبه، ونحن شعب عصي على الشطب بما نمتلك من ذاكرة وتراث وحكاية شعب شق الصخر وبنى حضارة.
ولذا اخترت نماذج من الأبنية والصناعات والأمكنة للحديث عنها، فنابلس تحتاج سنوات من البحث والتجوال والتوثيق، فهناك نابلس التي تحت الأرض ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر سراديب معقدة، وهناك أبنية وحارات وآثارات تحت الأرض، إضافة إلى عشرات المقامات والعديد من الكنائس والأديرة وسبل المياه والمساجد والأوقات وحكايات لا حصر لها، وبعد أن قرأنا الفاتحة على ضريح المرحوم مصطفى بك الفقاري أمير الركب المصري والذي توفي ودفن في نابلس عام 1051 ه، اتجهنا إلى مصبنة عرفات للقاء السيد نصير عرفات ليحدثنا عن عملية تحويل المصبنة إلى متحف ومؤسسة ومن ثم إلى مصبنة النابلسي "البدر" وهمست لي مضيفتي ودليلي د. لينا الشخشير: الآن سترى أجود أنواع الصابون من زيت الزيتون في العالم، فهمست لها من باب المشاكسة: وهل يرقى لصابون زيت قريتي الخضراء الصغيرة جيوس الذي يطبخ في البيوت ولا استخدم منذ طفولتي صابونا غيره؟ فضحكنا معا، فالمصبنة التي نتجه لها تعود إلى 850 عاما، وهي بعض مما تبقى من هذه الصناعة التاريخية التي اشتهرت بها نابلس دون غيرها في فلسطين، والتي سيكون عنها حديث في الحلقة القادمة يروي بعضا من حكاية من الصعب روايتها بالكامل.

برعاية الرئيس الفخري السيدة الفارسة منال الأسد لبنان ينال المركز الثاني في الفروسية


نظم الاتحاد العربي السوري للفروسية ممثلاً بالرئيس الفخري لاتحاد الفروسية السيدة الفارسة منال الأسد دورة الوفاء للباسل الدولية بدورته 23 للفروسية في سورية، التي جرت من 21 إلى 24 آذار الجاري في مدينة دمشق. ومن خلال هذه المباراة تسعى الفارسة منال جاهدةً لإحياء هذه الرياضة وبقائها واستمرارها وتحديداً بطولة الوفاء على رغم كل الظروف.
وأعادت هذه الدورة هذا العام بتصنيف النجمتين لرياضة الفروسية في الشام، والتي شارك فيها عدد من الدول (لبنان- الأردن- بلغاريا- إيران- إيطاليا - وسوريا). وتوّج فيها عدد من الأبطال في فئات مختلفة، ومن بينها حاز الفارس اللبناني أحمد صباغ المركز الثاني، كما نال لقب "أفضل فارس أجنبي" في البطولة
ولهذه البطولة خصوصية عند جميع الفرسان السوريون و العرب الذين كانوا يحرصون على المشاركة بها لما تتميز به من رمزية واحتفالات ونشاطات يستمتع فيها الضيوف و الجمهور. 

وفدٌ من الإتحادِ القطري للكتاب والأدباءِ الفلسطينيّين - الكرمل - في الداخل (عرب ال 48) يزورُ الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه

    قام  وفدٌ  من اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين  القطري - الكرمل - في الداخل ( عرب ال 48 )  يوم  السبت ( 24 / 3 / 2018 )  بزيارة  الشاعر والناقد والإعلامي الكبير  حاتم جوعيه  في بيته  في قرية المغار - الجليل - للإطمئنان على  صحَّتهِ  بعد  خروجه من المستشفى  حيث  أجريت  لهُ عدة عمليَّات جراحيَّة  تكللت بالنجاح ، وشارك في هذا الوفد كلٌّ من : 
- رئيس اتحاد الكتاب الأديب والكاتب  الأستاذ  فتحي فوراني .
- الأديب والناقد الدكتور بطرس  دله  -  ( رئيس لجنة المراقبة).
- الكاتب والناقد  الدكتور نبيل طنوس -   ( عضو الإدارة )
- الدكتور الشاعر أسامة مصاروه  ( نائب رئيس الإتحاد القطري ).
-الشاعر والاديب الأستاذ علي هيبي ( الناطق الرسمي لاتحاد الكتاب )
-الشاعر الأستاذ  مصطفى عبدالفتاح  (عضو الأمانة العامة في الإتحاد )
     وقد صادفَ في نفس يوم الزيارة انهُ كان اجتماعٌ هام لهيئة تحرير مجلة الإصلاح التي يرأسها وَيُحرِّرُها الكاتبُ والإعلامي الأستاذ مفيد صيداوي – عضو  إدارة  إتحاد الكتاب، ولهذا لم  يتمكن من المجيىء عددٌ  من  أعضاء إتحاد الكتاب .
          وكان في استقبال الضيوف بعضُ المثقفين والأكاديميين من أصدقاء الشاعر حاتم جوعيه.. هذا وقد دار الحديثُ بين الحضور في شؤون  وأمور الأدب  والثقافة...وفي  صدد  نشاطاتِ  وفعاليَّات  الإتحاد  القطري  للأدباء الفلسطينيين - الكرمل -  في الداخل ، مثل : إصدار مجلة  " شذى الكرمل " التي تستقطبُ عددا  كبيرا من  الكتاب  والشعراء المحليين المبدعين  وإقامة ندوات شعريَّة  وثقافيَّة في مختلف أنحاء البلاد ..والمشاركة في أيام دراسيَّة وتربويَّة .. وغيرها من النشاطات والفعاليَّات .

رحيل الفنانة ريم بنا...غزالة فلسطين وسفيرة الأغنية الوطنية الملتزمة

كتب شاكر فريد حسن ـ
رحلت فجر اليوم السبت، الفنانة الفلسطينية، ابنة الناصرة، ريم بنا، التي عرفت واشتهرت بأدائها السياسي والوطني الملتزم، التي اختطفها الموت بعد صراع طويل مع المرض الخبيث، تاركة وراءها سيرة حياتية ونضالية وفنية مشرقة حافلة، وارثًا غنائياً وفنيًا خصبًا.
وبوفاة ريم بنا تفقد الحياة الفنية والثقافية الفلسطينية واحدة من أبرز وألمع الفنانات المبدعات والرائدات في مجال الغناء الوطني الملتزم، واعتبرت رمزًا للنضال والكفاح الفلسطيني على الجبهة الثقافية.
ريم بنا هي ابنة الشاعرة والناشطة الثقافية والسياسية المعروفة زهيرة صباغ، جاءت الى الدنيا في الناصرة العام١٩٦٦، عشقت الغناء منذ الصغر، وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والتراثية وليالي مخيمات العمل التطوعيي في الناصزة، تخرجت من المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخصصت في الغناء الحديث. 
اصيبت منذ تسعة سنوات بمرض السرطان الخبيث، واعلنت في العام ٢٠١٦توقفها عن الغناء.
أغنت ريم بنا للمكتبة الغنائية والموسيقية بعشرة ألبومات، هي:"جفرا، دموعك يا أمي، الحلم، قمر أبو ليلة، مكاغاة، وحدها بتبقى القدس، المذود، تهاليل من محور الشر، مرايا الروح، أغاني من فلسطين، نوار بيسان، صرخة من القدس، وتجليات الوجد والثورة".
امتازت ريم بنا بصوت غنائي ملائكي حريري دافىء، وكان لها أسلوب موسيقي وغنائي مميز ومتفرد خاص بها، وكل الأغاني التي أنشدتها مستمدة من الوجدان الشعبي الفلسطيني، واقعه، وتاريخه، رتراثه، وحضارته.
واشتهرت ريم بنا بشكل خاص بالتهاليل التراثية الفلسطينية، التي ارتبطت والتصقت باسمها، وكما قالت ذات مرة:"موسيقاي وألحاني نابعة من صلب القصيدة وروافدها، ومن الاحساس بايقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة، التي تحملنا الى سماء فلسطين ومنها الى العالم.
رحلت سفيرة وأيقونة الأغنية التراثية الوطنية الفلسطينية والكلمة الملتزمة، صاحبة الأداء المتناسق الرائع، والصوت الملائكي الخلاب الرقراق، الذي تغلغل الى الشغاف ولامس المشاعر والنبض وعانق الروح والوجدان.
رحلت غرالة زهيرة صباغ البيضاء النزقة، التي رثتها، قائلة:
رحلت غزالتي البيضاء 
خلعت عنها ثوب السقام 
ورحلت 
لكنها تركت لنا ابتسامتها 
تضيء وجهها الجميل 
تبدد حلكة الفراق
وداعًا ريم بنا، وستظلين رمزًا للمقاومة والكفاح والالتزام الوطني، ورمزًا لأصالة الغتاء، ونقاء الكلمة، وصفاء الصوت، وجمال الأداء والموسيقى، وستخلدين في صفحات التاريخ الغنائي والثقافي والنضالي الفلسطيني، وسلامًا لروحك الطاهرة التي عانقت ثرى الوطن، الذي احببت والتصفت به حتى الثمالة.

كتاب التُّرَاثُ فِي أَنَاشِيدِ الْمَوَاسِمِ من إعداد آمال عوّاد رضوان

رام الله – الجليل- الوسط اليوم:
أعلنت دار الوسط اليوم للإعلام والنّشر في رام الله عن إصدارها كتاب "التُّرَاثُ فِي أَنَاشِيدِ الْمَوَاسِمِ، من إعداد الشّاعرة الأديبة الفلسطينيّة آمال عوّاد رضوان، بالتّعاون مع النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ عبلّين، وبدَعْمٍ مِنْ جمعيّة صوفيّا في الجليل الفلسطينيّ. 
كتاب "التُّرَاثُ فِي أَنَاشِيدِ الْمَوَاسِمِ" من القطع المتوسّط جاء في 72 صفحة، من تصميم المصمّم بشّار جمال، ويستعرضُ الكتاب جزءًا هامًّا من تراثنا الشعبيّ الزّاخر بثقافة شعبٍ مترسّخ في جذورِهِ الثّابتة وعبر الأجيال، وقد تناول مواضيع تشمل: 
*رزنامة الأمثال الشّعبيّة للأعياد الدّينيّة، ولفصولِ السّنة، والشّهور، وحالة الطقس. *أيّام المَربعانيّة، والمستقرضات، والأيّام الخمسينيّة، وحكاية المُستقرضات، والأيّام الخمسينيّة، وقصّة أيّام سَعْد. 
*أناشيد الاستسقاءُ في التّراثِ الشّعبيّ، ونشيد القديسة بربارة، وأهزوجة (مديحة) القدّيس جاورجيوس، وتَهاليل شعبيّة، وصَلاة قبْل النّوْم، ونشيد عَ بير زمزم. 
*(30) أغنية ولعبة أطفال ويافعين تراثيّة. 
*حزازير شعبيّة عامّة حول الطبيعة، والإنسان، وحيوانات، وطيور، وخضار، وحشرات، وحزازير لفظية سريعة تعجيزيّة، نكرّرها عدّة مرات! 
هذا الإصدار جاء في الوقت الّذي أطلقت به وزارة الثقافة الفلسطينيّة، "يوم الثقافة الوطنيّة، في المدن والمحافظات الفلسطينيّة، وذلك في الثلث الأوّل من شهر آذار الحاليّ 2018، والّذي يُعمّق الوعي الجماهيريّ والشّعبيّ بأهمّيّة التّراث بمشتقّاته المختلفة.

حاتم جوعية: في ضيافتي الكاتب والإعلامي المخضرم أحمد حازم

 
       زارني اليوم ، في البيت، في قرية المغار - الجليل  الكاتبُ والصحفي الكبير والمخضرم الأستاذ أحمد حازم من الناصرة، الذي عملَ في الصحافةِ  المحليَّة  والعالميَّة - كالصحافة  الألمانيَّة   والصحافة  الكويتيَّة   والتلفزيون السعودي والصحافة الأردنيَّة وصحافة عربيّة ألمانيَّة..وغيرها من الصحف  والمحطات الإذاعيَّة التي كان مراسلا لها في برلين ، مثل : مجلة ( n.b.i ) الألمانية التي كانت  تطبعُ أسبوعيًّا  مليون نسخة . وعمل محررا في  وكالة  الأنباء  الألمانيّة   لشؤون  الشرق الاوسط .. ومراسلا  لصحيفة الرأي العام الكويتيَّة  ومدير مكتب صحيفة الصنارة  في برلين..إلخ.. ودار الحديثُ بيننا  في أمور الأدب والثقافةِ  والصحافةِ والإعلام  وبحضور عدد من الأصدقاء والمثقفين .
  وقد أجريتُ  لقاء  صحفيا  مطولا مع الزميل الصحفي أحمد حازم  سينشرُ  قريبا في وسائل الإعلام المختلفة .

البيان الختامي لمؤتمر العلاّمة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية

بعد ان أمضى المؤتمرون ولمدة 3 ايام متتالية في جلسات مؤتمر "العلاّمة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية" المنعقد في أروقة الجامعة اللبنانية الدولية للفترة 12 – 14/3/2018 ، وبالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتّاب السريان في العراق، وأوصوا بما يلي:
كون اللغة السريانية هي لغة وطنية عريقة في لبنان ولها جذورعميقة في ثقافة وتراث وعلوم وليتورجيا هذه البلاد، ومن أجل النهوض بواقع هذه اللغة وتراثها وثقافتها.
نناشد الحكومة اللبنانية الموقرة العمل على إدراج اللغة السريانية كلغة رسمية وطنية الى جانب اللغات الرسمية الأخرى.
إدخال مادة اللغة السريانية في كافة المراحل الدراسية.
فتح قسم اللغة السريانية في الجامعة اللبنانية الوطنية والجامعات الخاصة.
مطالبة الحكومة اللبنانية ممثلة بالوزارات ذات الصلة دعم الجمعيات والمراكز الثقافية المهتمة باللغة والثقافة السريانية.
نطالب إعادة النظر في كتب التاريخ بما يضمن إظهار دور السريان في تاريخ المنطقة.
إقامة مشاريع ثقافية وأكاديمية مستدامة ومشتركة بين الجامعات والجمعيات والمراكز اللبنانية والجامعات والجمعيات العراقية، بما يخدم النهوض وتطوير اللغة والثقافة السريانية في البلدين.
مناشدة منظمة الأونيسكو بضرورة الإسهام في دعم مشاريع وعملية النهوض باللغة السريانية في لبنان وبقية بلدان الشرق الاوسط والحفاظ عليها كونها لغة حية، إذ تواجه تحديات كبيرة تهدد وجودها وديمومتها.
أما في العراق:
مطالبة الحكومة الإتحادية في بغداد ضرورة تفعيل هيئة اللغة السريانية وترقيتها الى مستوى المجمع العلمي.
مطالبة حكومة إقليم كردستان  /العراق بضرورة الإسراع بتأسيس الأكاديمية العلمية السريانية، وفتح أقسام للغة السريانية في جامعات محافظة دهوك والجامعات الأخرى.
ضرورة الإستمرار في عقد مؤتمرات دورية مماثلة عن أهمية اللغة والثقافة والتراث السرياني من خلال تشكيل لجنة متابعة توصيات المؤتمر.

ندوة أدبية عن أدب السجون

استضافت مدرسة قبلان الثانوية للبنين يوم الثلاثاء 20/3/2018 ضمن نشاطات المكتبة المدرسية الكاتبة والأسيرة المحررة عائشة عودة، للحديث حول أدب السجون وتجربتها النضالية وكتابة هذه التجربة في كتابيها "أحلام بالحرية" و"ثمنا للشمس"، وما رافق هذه التجربة من معاناة وتحدٍ. وحضر الندوة طلاب الصف العاشر الأساسي والحادي عشر، ونخبة من المعلمين ومديري المدارس والمثقفين. وتأتي هذه الندوة تعزيزا للنهج التربوي الداعم للأنشطة غير الصفية، ومهارات التفكير الناقد والحوار والتعرف على موضوعات المقررات الدراسية من المبدعين أنفسهم، متوخية كذلك دفع الطلاب إلى القراءة والمطالعة الهادفة.
ورحب مدير المدرسة الأستاذ جمال صادق بالكاتبة والحضور، ثم تحدث أمين المكتبة عصام فهمي عن استراتيجية المكتبة في تعزيز النشاط الثقافي لدى الطلاب وأهميته في صقل شخصية الطلاب ووعيهم في هذه المرحلة العمرية، مبينا جانبا من السيرة النضالية للأديبة عائشة عودة.
كما تحدث المشرف التربوي فراس حج محمد عن أدب السجون والمعتقلات في الأدب العربي والفلسطيني، مبرزا أهم الملامح الإيجابية في الكتابين موضع النقاش، وألقى الضوء على معاناة الكاتب الأسير الذي يكتب تحت ظروف صعبة وقاسية وما تتعرض له كتابات الأسرى من ضياع نتيجة مصادرتها، وفي حالة الكاتبة عائشة عودة فإن كتابة التجربة بعد أكثر من عقدين من الزمن تجعل الكاتب يعيش الألم مرة أخرى، لما بدا في لغة هذه السيرة الأدبية من توتر في اللغة وحيوية، كأن الكاتبة تكتب عن تجربة مرت بها في الأمس القريب.
وفي كلمة مسهبة بينت عائشة عودة الرحلة التي مرت بها في كتابة هذه التجربة؛ إذ قبل أن تأخذ الكتابة شكلها النهائي في كتاب "أحلام بالحرية" أعادت كتابة الكتاب مرات عديدة، حتى رضيت عن توثيق التجربة بالشكل الذي استقرت عليه، لتكون معبرة عن معاناتها الإنسانية بعيدا عن الشعارات والكلام الفكري النمطي، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون للكتابة هدف، بعيدا عن النشر لمجرد النشر وحيازة لقب كاتب. كما أشارت الكاتبة إلى تجربة خاصة في ممارستها فن الرسم، وتوظيفها الألوان الطبيعية من النباتات والورود بعد تجفيفها حتى استطاعت أن تقيم معرضا فنيا يضم (35) لوحة، حازت على الرضا والقبول من الجمهور، وقد وظفت اثنتين من لوحاتها في غلافي كتاب "ثمنا للشمس" و"يوم مختلف"
وفي معرض الحوار والرد على استفسارات المعلمين والطلاب، بينت الكاتبة معارضتها لمصطلح "أدب السجون" ورأت في ذلك بديلا عن مصطلح "أدب المقاومة"، كما أنها عبرت عن نفورها من مصطلح "الكتابة النسوية"، وإن أشار إليه بعض من كتب عنها كما قالت، كما أشارت إلى أنها عندما أخذت قرارا بكتابة تجربها في الأسر كان ذلك من باب الالتزام الوطني في توثيق معاناة الأسرى وما يتعرضون له، حتى لا يكتب عنهم، وخصوصا الأسيرات، من ليس له علم بما كن يتعرضن له من أهوال التعذيب.

دراسة جديدة في شعر عبد الناصر صالح للباحثة الفلسطينية ايمان مصاروة

كتب:شاكر فريد حسن ـ
عن مكتبة"كل شيء"الحيفاوية لصاحبها الناشر صالح عباسي، صدر للشاعرة والكاتبة والباحثة الفلسطينية ايمان مصاروة كتاب"وطن تلاحم في وطن"، وهو دراسة تحليلية في شعر عبد الناصر صالح، أحد القامات الشعرية والثقافية في المناطق الفلسطينية المحتلة.
يقع الكتاب في ١١٠صفحة من الحجم المتوسط، ومن مونتاج"شربل"، وصمم غلافه الفنان عارف ذوابة.
وفي التذييل على الغلاف الأخير للكتاب، كتبت ايمان قائلة:"الوطن في قصائد شاعرنا عبد الناصر صالح لا يكاد يغيب، كأنه الشمس والقمر معًا يتناوبان على التحليق في سمائه، والوطن عبارته الأثيرة التي يجعلها تيمته الأساسية في شعره، وحين لا يستعملها باللفظ يضيف اليها ياء بالنسبة أو يرادفها بالأرض والمدينة والشوارع، وما على الوطن من أشجار وورود ومساحات خضراء. وعلى امتداد قصائده يناجي وطنه مناجاة صوفي أو راهب متنسك في أعالي الجبال فيراه يسري في دمائه ويجري في شرايينه، ويعتبره قدرًا مقدورًا، مقدور عليه أن يعيش بكل جوارحه متغنيًا بوطنه في حله وترحاله، وفي كل أحواله، منتظرًا ساعة انتصاره انتظار الظمآن قطرة ماء، قمة التماهي بين الانسان الفلسطيني نجدها في شعر شاعر الوطن صالح.
مؤلفة الكتاب ايمان مصاروة هي شاعرة وكاتبة وباحثة معروفة، من مدينة الناصرة، عاشت فترة من الزمن في زهرة المدائن لحين وفاة زوجها، وعادت مع اطفالها الى مدينتها الجليلية، وقد لقبت بشاعرة القدس، وتوجت بهذا اللقب الذي يليق بها لصدق كلماتها وأصالتها واحساسها المرهف الدافىء، الذي يحلق في سماء العواطف والوجدان.
ومسيرة ايمان مصاروة حافلة بالعطاء الابداعي، ولها عشرات المجاميع الشعرية والدراسات الأدبية والأبحاث الثقافية، أبرزها :"القدس في الشعر العربي"،و"أدب السجون".
لها مشاركات واسعة في العديد من المهرجانات في الداخل والخارج، ولها بصمة واضحة في انجاز المشهد الأدبي والثقافي والانساني بما يستحق، وتساهم في التصدي لكل محاولات العزلة الفكرية والأدبية الرامية الى تهميش والغاء دور المبدع والمثقف الفلسطيني، وتحييده عن ساحات التميز والتقدم والابداع الملتزم.
اننا اذ نرحب بهذه الدراسة للباحثة الراقية البهية ايمان مصاروة، التي تشكل اضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية، التي تفتقر للأعمال والمنجزات النقدية والبحثية، نتمنى لها المزيد من العطاء الثر، والاصدارات الجميلة الهامة والقيمة، والف مبارك.


قصة تأسيس اليوم العالمي للشعر: فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة

- باريس (خاص)
- انعقد في باريس، ومدن فرنسية أخرى (بوردو – غرونوبل – مارسيه)، مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية) لمدة أسبوعين، في (مايو، 1997)، بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين، هم: (محمود درويش – عز الدين المناصرة – فدوى طوقان)، وهم على التوالي ينتمون للمدن الفلسطينية التالية (عكا – الخليل – نابلس) – كما شارك في هذا المهرجان الهام، عدد من القصاصين والروائيين من مدن فلسطينية أخرى، أبرزهم: (سحر خليفة – أنطون شمَّاس – زكي العيلة – غريب عسقلاني – ليانة بدر – رياض بيدس)، والمؤرخ الفلسطيني (الياس صنبر). وقد وصفت (جريدة القدس العربي 2/3/2014)، المهرجان بأنه (يشكّل نقلة نوعينة، وغير مسبوقة على الصعيد الأوروبي). وقد حضرت حشود عربية وفرنسية، فعاليات وأمسيات المهرجان، يتقدمهم مثقفون ومفكرون ونقاد فرنسيون منهم: (جاك ديريدا – مكسيم رودونسون – تسفتيان تودوروف).
كانت أبرز فعاليات المهرجان (ندوة الأدب والمنفى)، كذلك أقيمت أضخم ندوتين شعريتين: إحداهما: صباحية محمود درويش الشعرية في جامعة الصوربون – وأمسية عز الدين المناصرة وفدوى طوقان الشعرية في (مسرح موليير الباريسي). وأقيم حفل توقيع لديوان (رذاذ اللغة) بالفرنسية لعز الدين المناصرة في (مكتبة ابن سينا في باريس) وأقيم حفل توقيع آخر لهذه المختارات الشعرية في (مدينة بوردو)، بمشاركة ناشر الكتاب مدير دار سكامبيت (كلود روكيه)، الذي قال في كلمته: (بعد أن قرأت مختارات (رذاذ اللغة ) – أعتقد أن الشاعر المناصرة، لا يقلّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام في النصف الثاني من القرن العشرين) وأقيمت أمسية ثقافية في (معهد الحضارة)، كذلك أمسية ثقافية في (مدينة غرونوبل)، وفي (مدينة مارسيه).
-  وفي ظل النجاح الكبير لفعاليات المهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية)، اجتمع الشعراء الثلاثة (درويش والمناصرة وطوقان) في (فندق لوتسيا التاريخي) في باريس، بتاريخ (15/5/1997)، وتفاهموا حول فكرة (المبادرة الفلسطينية لتأسيس اليوم العالمي للشعر) فأرسلوا إلى فيديريكو مايور (مدير عام اليونسكو الدولية)، عبر ممثل فلسطين في اليونسكو (عمر مصالحة) – رسالة – بيانا بعنوان: (مانيفستو: الشعر شغف الإنسانية – الشعر جسد العالم) – ووقع الرسالة الشعراء الثلاثة: (فدوى طوقان، مواليد 1917 – محمود درويش – 1941 – وعز الدين المناصرة – 1946) وطالبوا بتخصيص يوم عالمي للشعر في نهاية الرسالة. 
- أطلق على هذه المبادرة صفة (المبادرة الفلسطينية، 15/5/1997). أرسلتْ (اليونسكو) – الفكرة – أو المبادرة الفلسطينية إلى (30 منظمة ثقافية في العالم) أو أكثر، وتمت مساندة (المبادرة) من قبل (اللجنة الوطنية المغربية) ... بتاريخ (29/11/1998). وفي عام (1998، 1999) تواصلت الاستشارات، حتى أصدرت اليونسكو عام (1999) قرارها بالموافقة على فكرة (تأسيس يوم عالمي للشعر). وأعلنت أن يوم (21 مارس) من كل عام، هو يوم عالمي للشعر. 
- كتب كثيرون عن هذه المبادرة، ومن بينهم الشاعر والصحافي اللبناني (أحمد فرحات) بعنوان (تحية إلى شعراء العزلة الكبار) في (جريدة الاتحاد الإماراتية – بتاريخ 24/3/2016) ما ننقله حرفيا: (لا بُدّ من التنويه بما أعلنته منظمة اليونسكو في عام 1999، بتكريس يوم عالمي للشعر في 21 مارس من كل عام، بناء على اقتراح ثقافي عربي فلسطيني مسبق، أعقبه دعم ثقافي مغربي، قدمته (اللجنة الوطنية المغربية 1998)، لليونسكو – كان تقدم به في عام 1997، الشعراء العرب: (فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة) إلى مدير اليونسكو وقتها، الإسباني فيدريكو مايور، الذي رحَّب بالفكرة، وسهَّل تنفيذها، انطلاقاً من كونه شاعراً في المقام الأول، ولكونه أيضاً ينتمي لعائلة برشلونية مُطعَّمة بجذور عربية أندلسية، تعود إلى القرن الثامن الميلادي). ويضيف أحمد فرحات في مقالته قوله: (ينبغي أن نذكر هنا بأن فكرة قيام يوم عالمي للشعر، نبعت أساساً من رأس الشاعر عز الدين المناصرة، باعتراف الشاعر محمود درويش، الذي تبناها من فوره مع الشاعرة فدوى طوقان – وذلك كما أسرَّ لي الشاعر درويش نفسه في باريس، عام 2004). ويختتم فرحات مقالته بالقول: (في كل الأحوال ... من المهم جدّا أن نسجّل للعرب، هذه الفكرة الريادية في المحافل الثقافية الدولية، ولا سيما الشعرية منها). 

حوار بين الشاعر لطيف مخاييل والبروفسور والشاعر اميل شدياق

جرى هذا الحوار بين الشاعر لطيف مخاييل والبروفسور والشاعر اميل شدياق على أثر دخول الأخير المستشفى وإصابته بزنّار النّار. 

لطيف:
قالولــي زنّـــار النّـــارْ
مْلقّـط فيــك بهاليومَيْـنْ
ولـو اتلقـطْ فيـك نْهــارْ
رَحْ بيصيـرو زنّـارَينْ 

اميل:
يـا شــاعـر اللَّـــه يْخلّيــكْ
مُـش قــادر حقّــكْ أوفيـكْ
حامـــلْ زنّـــار الأبطـــالْ
بِتشـــرّفْ اتزنّــــر فيـــكْ

لطيف:
يا شـاعر نبعَـكْ مـا جَــفْ
سْـحرتْ الجمهـور بْقَولَـك ْ
وْلــــولا بْزنّــاري تلتَـــفْ
بْتلتَـــفْ الدُنيــــا حَولَــــكْ

اميل:
بْقلـب رْقيــق بْخَـاف عْلَيْـكْ
وْلـو بقسَـى بْكَرْبـجْ اجْرَيْـكْ
بْيِلتَــــف عْليــــك خْيَالــــي 
لَمَّـــــا بِلْتَــــفّ حْوَالَيْـــــكْ

لطيف:
التّف عليّـي وْإنْسَـى الطَيْـشْ 
احســبني متـل الصّفصافـــه
وْعربِـشْ عَكتافــي معلَيْــشْ
كْتَـــار الطلعُــــو عَكتافـــي

اميل:
مـا بْعربـشْ عا كْتـاف النَّـاسْ
وْأمجـادي مـا وصْلـتْ هَيْــكْ
أمجـــادي لمعــــة إلمـــــاسْ
وبإيـــــدي خاتِـــــمْ لبَّيْــــــكْ

لطيف:
" بدون زعل "
لطيف معنّى :
مُشْ بّسْ عاشـرتَكْ يا "ميلو" خاتمَـكْ
حامــل شْــهاده مْزَيّفـه بْطَــق الحنَــكْ
وْلا تْـزايــد عْلينــــا بقيمـــة خاتمَـــكْ
قْبَـــال جَوهــر كِلمتــي بْيطلــع تَنَــكْ

اميل:
حامــل شـــهادة بالكرامـــه مْقدّســي
وْبحْروفهـا كتْـبْ البلاغَـه مْكدّســـي
لكنْ إنِـتْ يا حسـرتي بْآخـر زَمَـــانْ 
بَعْـدو العِلِم بربوعْ راسَـك ما رسـي

لطيف:
اللــه خلقنـي بَحْـــر للشّــعـر الوفيـــرْ
وْفـي معي شْـهادات أكتر من جريــرْ
وشـــهادتك نقطــه ببحـــر المعرفـــه
وْشُـو زادت النقطه على البحر الكبيرْ

اميل:
يَـــا حســـرة الشّـــعّارْ بآخــــر زَمَـــانْ 
بِالشِّـعر هاجـــو وْسـلطنوا قبــل الأوانْ
وشْــهادتي نقطـه وْدَوَا لْبَحْــرِ الجنــونْ 
تا توصل مْواجـو على شْـطوط الأمـانْ

لطيف:
مُشْ كل من بيحمـل شــهادي يا رْفيـقْ
بْيدخُلْ عَ حقل الشعر من بابو العريـقْ
جايـي بنقطــه تِعقّــل مْـــواج البحـــارْ
معناتهــا جنّيــت عَــن حـــق وْحقيــقْ

اميل:
مِـنْ شِــعْـرِي آخــد مونـي    وْصـايرْ  جَبّــارْ  
بْتِتْمَرْجَـــلْ عَالمَسْـــكونـي      وْكِـــلِّ الشّــطّارْ  
جنّيـــــت وْزاد جْنونـــــي            وْمـا فــي دبّــارْ                  
شـعرَكْ مـا عبّـا عْيونـــي ولا زاد عْيــــارْ
**
وفي اليوم التالي أستفسر لطيف عن حالة البروفسور الصحيّة بقوله: 
لطيف:
وَيْنْ صرت بزنّار النّـارْ 
انشـالله تْســهّل بالتاكيـدْ
بَدنـا تفيقْ وتصحا نْهـارْ
والزنّـار يْصفّـي جْليـــدْ

اميل:
امّولــــــي بالمستشـــفــى
والمشـــفى بْعَيْنـي مَنفــى
وْاللَّـه يْساعد أهـل الشّـعرْ
لمّـــا أوجاعــي بْتشــفـى 

لطيف:
عَالمستشـفى يــا مســكيـنْ
بْتِدخـــل لَيْهــــا تنزيهـــــا
بَــدّكْ مستشـفى مْجانيــــنْ
تْشــــتّي وتْصيّــف فيهــــا

اميل:
العصفوريــــه بْتِحييهــــا
لــوْ مـــرّه بْتِدخــل فيهــا
يضهـر شـو فيها مْجانينْ
لْوحــدَكْ إنـــت بْتكفيهـــا
**
بعد إقامة حفل تأبين الشاعر الراحل زغلول الدامور، 
قال لطيف:
مْبَــارح حلّقنـــا الآفـــاقْ
بْكلمــه وبنبــره جْديــدي
أشـكر ربّــك يـا شــدياقْ
فْلـت مْبـارحْ مـن إيــدي

اميل:
مِتْـل الزيبـق، مـش معقـولْ 
تِكمشـــني، حاجـــي تْقلّـــي
بْزيح المتلكْ عَرض وْطُولْ
حَيّــــكْ بغيْـــــر مْســـــلّـي

شوقي دلال يُكَرَم المُخرج التلفزيوني والسينمائي الكويتي محمد العنزي في قلعة إستقلال لبنان راشيا الوادي


تقديراً لمسيرته الإبداعية في إنتاج وإخراج المسلسلات التلفزيونية والسينمائية العربية والعالمية كَرّم رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال الفنان الكويتي محمد العنزي في قلعة راشيا ويأتي هذا التقدير بعد تصوير الفنان العنزي لقطات لمسلسلات تلفزيونية تاريخية في قلعة راشيا سيتم عرضها على الشاشات العربية.

شوقي دلال "أشاد بالفنان محمد العنزي إبن الكويت الشقيقة التي نرسل لها من قلعة راشيا كل المحبة والتقدير على أفضال الكويت تجاه لبنان بشتى المجالات ونحن في منطقة راشيا لمسنا هذا الفضل بتشييد الكويت مستشفى راشيا الحكومي الذي أضحى صرحاً طبياً نفاخر به في لبنان وها نحن اليوم نُكَرّم إبن الكويت المبدع المخرج الاستاذ محمد العنزي لإختياره قلعة راشيا أن تكون في أفلامه ومسلسلاته التاريخية وهذا عمل نقدره عالياً وهو يعزز مكانة راشيا الوادي التاريخية والجمالية وهذا ليس بجديد على كويت الثقافة والإبداع حيث أضحت الكويت منارة للثقافة من خلال الصروح الثقافية ك"المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" و"مركز عبدالله السالم الثقافي" وغيرها من المؤسسات الراقية وبتوجيه ودعم من أمير الإنسانية والتسامح صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وقيادة الكويت الحكيمة"...

من جهته "شكر الفنان العنزي الفنان شوقي دلال و"جمعية محترف راشيا" على هذه اللفتة الكريمة خاصة ما شاهدته من نشاطات متعددة للجمعية مع الكويت، وأعّتَبِرُ نفسي وانا في راشيا بين أهلي وبالتأكيد تستحق راشيا وبلدتها تسليط الضؤ عليها لِما تختزنه من جماليات في تراثها وطبيعتها وسأعمد في المستقبل بإذن الله لتصوير مسلسل تاريخي ضخم في هذه القلعة وبين منازلها التراثية الجميلة"....

وفي الختام قدم دلال للعنزي سلسلة إصارات "جمعية محترف راشيا" عن نشاطات أُقيمَت مع دولة الكويت ووزارة الإعلام الكويتية

مدرسة عبد الرحيم عودة محمود تحيي اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية


أحييت مدرسة عبد الرحيم عودة محمود الأساسية للبنين في قرية يتما/ جنوب نابلس اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع جمعية يتما للعمل الاجتماعي، وبتنسيق من رئيس الجمعية المعلم محمد صنوبر، ضمن فعاليات البرلمان الطلابي في المدرسة بإشراف المرشد التربوي جمال حمايل، وقد استضافت من أجل ذلك المشرف التربوي فراس حج محمد، مشرف اللغة العربية في مديرية جنوب نابلس للحديث حول هذه المناسبة التي تتزامن مع الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الشاعر الكبير محمود درويش الذي اعتُبر يوم مولده في الثالث عشر من آذار يوما وطنيا للثقافة الفلسطينية.
بدأت فعاليات اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية وذكرى ولادة الشاعر درويش ببرنامج الإذاعة المدرسية، فقدم مدير المدرسة كلمة أكد فيها أهمية الثقافة في المشروع الوطني الفلسطيني على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، مشيرا إلى ما قدمه أدباء المقاومة من تضحيات، سواء في الأسر أو النفي أو الاستشهاد من أمثال عبد الرحيم محمود وغسان كنفاني وأبو سلمى وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد، وغيرهم. 
وبين المشرف التربوي فراس حج محمد في كلمة قصيرة في برنامج المدرسة الإذاعي ارتباط يوم الثقافة الفلسطينية بذكرى مولد الشاعر محمود درويش لما قدمه من إنجاز شعري وجمالي يتجاوز الحالة الفلسطينية إلى العربية، بل والعالمية كذلك. وأشار كذلك إلى أنه في هذا اليوم يتم تكريم المبدعين الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع التي تشمل أدباء فلسطينيين وعربا وأدباء أجانب.
وتم كذلك توزيع (120) نسخة من كتاب "في ذكرى محمود درويش" وهو من تأليف المشرف التربوي فراس حج محمد على طلاب الصفوف من الثامن الأساسي وحتى العاشر الأساسي وأعضاء البرلمان الطلابي وعلى الهيئة التدريسية في المدرسة. وفي ذات السياق نفذ المشرف التربوي محاضرة حول الشاعر محمود درويش لطلاب الصفين التاسع والعاشر الأساسيين، وتناول فيها محطات من حياة محمود درويش، وإنجازاته الإبداعية، وعمله في الصحافة الثقافية ورئاسة تحرير مجلة شؤون فلسطينية والكرمل، وكذلك حضور درويش في الثقافة العربية والعالمية والدراسات النقدية. ثم فتح باب المناقشة والرد على استفسارات الطلاب حول مسيرة الشاعر محمود درويش وشعره.

شعرية النص الادبي التنوع والحداثة: قراءات في منجز حكيم الداوودي الابداعي


صدر عن دار نشرتموز للطباعة والنشرو التوزيع في دمشق منتصف2017 كتاب جديد بعنوان: شعرية النص الادبي التنوع والحداثة قراءات في منجزحكيم الداوودي الابداعي ـ حول تجربة الشاعروالقاص والفنان التشكيلي العراقي حكيم نديم الداوودي الابداعية من اعداد وتقديم الناقد العراقي طلال زينل سعيد، وجاء الكتاب في 171 صفحة متضمناً قراءات نقدية معمقة لنخبة من الاقلام المعروفة حول تجربة الشاعرالابداعية، مع اشادة موجزة في الغلاف الاخيرعلى وعيه الشعري المتقدم: ـ الداوودي شاعراً يتقدم برؤية ناضجة وتعكس وعيه الشعري المتقدم على أكثر من مستوى، فلو نظرنا إلى نصه الشعري بإمعان لاكتشفنا أنه يسير في القصيدة الحديثة نحو مسارات خاصة بتجربته، من خلال لغة شعرية فيها الكثير من الخصوصية التي هي بحاجة إلى دراسة متمعنة، ومن خلال صورة شعرية يحاول رسمها بطريقة نوعية لها علاقة وثيقة بتجربته ووعيه وتصوراته الفنية والجمالية، فضلا عن إيقاع شعري داخلي ينبع من الفكرة ومن طبيعة الألفاظ الشعرية وعلاقاتها الصوتية والدلالية، وغير ذلك مما يندرج في سياق خصوصية التجربة الشعرية عند الداوودي، وحتى قصصه القصيرة جدا جدا كما يسميها أو كما يطلق عليها (نصوص أدبية) ففيها الكثير من الحس الشعري، إلى الدرجة التي يمكننا فيها أن نلحق هذه النصوص بتجربته الشعرية على نحو أو آخر، بما يعكس رؤية أدبية موحدة لنصوصه بعيدا عن قضية التجنيس الأدبي التي تفصل شعره عن قصصه ـ. وتم في اكتوبر الماضي 2017عرض الكتاب اعلاه ضمن منشورات الدارالمشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب.

حاتم جوعية: كوكبةٌ من الأصدقاءِ يأتون لزيارتي


   
      زارني اليوم  في ، البيت ، في قرية المغار - الجليل  الشاعرُ والأديبُ والمؤرِّخ الأستاذ سهيل عيساوي مدير مدرسة ابن سينا الإبتدائيَّة - كفر مندا ،وهو من أكثر الشعراء والأدباءِ نشاطا وحضورا وعطاء وإبداعا متواصلا على الساحةِ الأدبيَّة المحليَّة ، وقد أصدر حتى الآن أكثر من  30  كتابا  في مجال الشعر والقصَّة والدراسات والأبحاث..والشاعرُ والأديبُ  أحمد حسين  عبد الحليم  - كفر مندا - والناشط  الإجتماعي  الأستاذ  محروس عبد الحليم  سكرتير مدرسة المتنبّي الإعدادية -  كفر مندا .

 ..هذا وقد دار الحديثُ بين الحضور في أمور الشعر والأدب والثقافة بشكل عام  وفي صددِ إقامة  ندوات وأمسيات شعريَّة وثقافية  في قاعةِ مدرسة ابن سينا  التي يديرُها الأستاذ  سهيل عيساوي، وفي  مختلف القرى  والمدن في البلاد . وقد أهداني الشاعرُ أحمد عبد الحليم  ديوانه الشعري الأخير ( ولادة من رحم الزّمن )  كي أكتبَ عنه  دراسة نقدية مطولة .
   والجديرُ بالذكر أنَّ الإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين المحليِّين في الداخل ( عرب ال 48 ) الذي يترأسهُ الشاعرُ والمحامي الاستاذ سامي مهنا وهو الإتحاد الوحيد محليًّا المعترف  به  فلسطينيًّا  وعربيًّا  وعالميًّا  سيبادرُ قريبا  في إقامةِ  أمسية  تكريميَّة  كبيرة لي وللأستاذ سهيل عيساوي في أحد  المراكز الثقافية   الهامة  في  البلاد  وسيُدعى  إليها عددٌ  كبيرٌ  من  الأدباء والشعراءِ والمثقفين من مختلف أنحاء البلاد .

بوح الأمكنة/ همسات رفيدة نابلس


بقلم وعدسة: زياد جيوسي
الحلقة 2
   ما إن أنهينا الإفطار واحتسينا القهوة حتى بدأنا التجوال في رفيديا التراثية أو ما تبقى منها، فهذه الضاحية هي الغربية من مدينة نابلس وهي بالأصل حسب المصادر التاريخية كانت قرية رومانية محاطة بالأسوار، وهي ذات مساحة جيدة زراعية، وكان لها بوابة في سورها ومدخل رئيس يدخل منه السكان ويخرجون، لكنها تطورت كثيرا بعد أن انضمت لبلدية نابلس في عهد الأردن قبل الاحتلال في عام 1966، ففيها الآن جامعة النجاح الوطنية ومشفى رفيديا والعديد من المواقع التراثية والقصور الجميلة والتي سيكون عنها حديث لاحق. تجولت برفقة مضيفتي د.لينا الشخشير في رفيديا التراثية والتي تعرف "رفيديا البلد"، فرفيديا الحديثة سرت فيها على أقدامي في زيارة سابقة كنت مدعوا فيها للقاء في فضائية النجاح من بوابة الجامعة حتى وسط المدينة.
تأملت ووثقت عدستي هذه المباني التراثية، وبكل أسف أنه لم يحافظ على البلدة القديمة جيدا، فكثير من الأبنية التراثية هدمت، وقسم مماتبقى بني فوقه بشكل شوه شكله، والقليل جدا ما جرى ترميمه والاهتمام به، واهتمت د. لينا أن أرى أهم المباني التي ما زالت تحافظ على أصالتها سواء رممت أم لم ترمم، ولفت نظري أن نمط البناء التراثي بشكل عام هو الشكل المربع والنوافذ المستطيلة مع أقواس على شكل نصف دائرة في أعلاها، وأيضا سماكة الجدران نوعا ما، إضافة إلى أني لم أشاهد إلا قلة من البيوت المبنية على نظام العقود المتصالبة والقباب أعلاها، فمعظم الأبنية اعتمدت على الأسقف بالعوارض المعدنية وليس بالعقود، والعديد من الأبنية أيضا اعتمد نظام النوافذ الطولية لكن دون أقواس، وإن بقيت بعض البيوتات ذات الأبواب بالنظام التراثي حيث تعلوها الأقواس.
   كما هو معتاد في بلادنا لم تخلُ رفيديا من نصبٍ للشهداء من أبنائها، ففي قلب البلدة التراثية وأمام مبنى ذي مساحة جيدة تعرض للقصف من الاحتلال سابقا، يوجد نصب عبارة عن صخرة نحتت على شكل قريب من خارطة فلسطين نقشت عليها أسماء الشهداء ، وهنا لا بد من إشارة إلى بلدية نابلس بضرورة إعادة تلوين أسماء الشهداء سواء في رفيديا أو في البلدة القديمة إكراما لهم، فالشهداء أكرم منا جميعا، فقد لاحظت أنه مع تأثيرات الزمن والجو قد زال الطلاء أو تآكل عن أسماء الشهداء، فهمست لمضيفتي د. لينا شخشير: هذا لا يجوز فهؤلاء الأبطال من قالت عنهم الشاعرة ابنة ناصرة الجليل وعاشقة القدس إيمان مصاروة: " هنا قومٌ شدادُ الفعلِ شــادوا.. صروحَ العزِّ بالدمِ والعتــادِ/ بنابلسَ الجبـــالُ عقدنَ بوحاً.. علياً في مرامِ الفعلِ شــــادي/ بها الشهداءُ ألـــويةٌ تعـــالتْ.. فقضَ الموتَ موروثُ الجــهادِ/ وزغردَ في أزقتـــها رصاصٌ.. بـــهِ المرُّ المحنظلُ بالــزنــــادِ".
   أكملنا المسير باتجاه مركز أوتار للإبداع الفني والثقافي وفي الطريق إليه شاهدت أحد الحمامات التي تشتهر نابلس بها، والذي تم إنشاؤه في مبنى تراثي قديم، لكنه كان محجوزا لمناسبة ما أو أنه من الأيام المخصصة للنساء فلم يتح لي الدخول والتجوال فيه وتصويره من الداخل، فأكملنا المسير مسافة قصيرة حتى وصلنا الساحة أمام مركز أوتار، وهناك شاهدت العديد من الفنانين والفنانات الشباب يرسمون جدارية ولوحات أخرى، فرحبوا بنا ودخلنا إلى المركز حيث استقبلنا مديره الأستاذ سلام قاعود بكل ترحاب، ومع فنجان القهوة حدثنا عن نشاطات المركز التي تهتم بالموسيقى والفن التشكيلي إضافة إلى ورشات عمل بهذا الخصوص، وإقامة معارض وتدريب الصغار والشباب على الموسيقى والفن التشكيلي، وأشار أن اهتمام الجمهور بهذه المعارض والمناسبات موسمية وخاصة في الصيف، لكن باقي العام يشهد اهتمام طلاب جامعة النجاح الوطنية.
   المبنى تراثي ويحتوي على معصرة زيتون تاريخية وتراثية، فهو بيت مكون من طبقتين على مستوى الشارع من الحجارة المتميزة، بوابته مرتفعة وذات قوس حجري أنيق في أعلاها وبداخلها بوابة أخرى هي المدخل وهي بالحجم الطبيعي وأعلاها نافذة دائرية صغيرة، ولاحظت أن هناك حجرين مزالين في القوس الداخلي ولعلها حجارة تحطمت بفعل فاعل أو كانت تحمل رسما أو عبارات فسرقت، والمبنى قائم بكل أجزائه على نظام العقود المتصالبة التي اشتهرت بها فلسطين عامة ومنطقة نابلس خاصة، وواجهة المبنى تخلو من النوافذ إلا من نافذة واحدة مرتفعة  وصغيرة كنوع من أنواع الحماية، والجدار الجانبي فيه نافذتان مرتفعتان بشكل مستطيل طولي، بينما الطابق الأعلى نوافذه أكبر مساحة وهي بشكل طولي مع أقواس بأعلاها، فدخلنا من البوابة إلى فناء جميل ومرتفع وفيه درج حجري يصعد للأعلى، وقوس مرمم مع بوابة زجاجية للدخول منه لقاعة أخرى ودرج النزول الحجري لمعصرة الزيتون، وعلى الجدار بجوار البوابة صور مكبرة لشعراء نابلس إبراهيم وفدوى طوقان مع مقاطع من أشعارهما، وعلى البوابة الزجاجية أيضا 3 ملصقات منها ملصقان يحملان صور الشعراء محمود درويش وسميح القاسم مع بعض من أشعارهما، فدلفنا إلى الداخل حيث نزلنا على درج حجري للمعصرة التي أصبحت تحمل اسم "ديوان سميح القاسم".
في هذه القاعة شاهدت كل آثار معصرة الزيتون من دولاب حجري ضخم كان يستخدم لعصر الزيتون على قاعدة حجرية دائرية ضخمة، وجذوع الأشجار التي كانت تستخدم من أجل ذلك، وصولا إلى القاعدة الحجرية التي كان يصفى الزيت عليها قبل أن ينحدر باتجاه بئر حجري للزيت، إضافة إلى آلة معدنية لاحقة التاريخ والاستخدام والتي كانت تستخدم لتصفية باقي الزيت بالضغط من بقايا الزيتون، ووضع البقايا "الجفت" في أكياس دائرية خاصة قبل نقلها واستخدامها للوقود في الشتاء وللطوابين والأفران، وعلى الجانب الآخر من القاعة أسست قاعة محاضرات وندوات، وعلى الجدران صور مختلفة للشاعر سميح القاسم، فهل أجمل من ندوة في قاعة تحمل عبق الشعر والثقافة والتاريخ والتراث وحكايات من سبقونا؟
   كان البيت مهجورا منذ عام 1967 لأن ملاكه من الورثة في الأردن ولا يتمكنون من الإقامة في الوطن، فتم الإتفاق معهم عام 2013 على ترميم المبنى من قبل مؤسسة تعاون وبدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، واستغلاله لمدة 18 عاما للمركزمقابل الترميم، وبعد انقضاء الفترة يتم التأجير أو التسليم للمبنى، وهناك إشارات تشير إلى أن هذا المبنى أصلا أقيم على موقع عثر فيه على بقايا آثارات تعود إلى 1400 عام، فكان استمرارية لذلك التاريخ وفيه أحد أقدم معصرة زيتون (بَد) حجرية في المنطقة، وحين تجول بنا الأستاذ سلام قاعود في أنحاء المبنى شعرت بالفرح الكبير، فما بين همسات الأجداد والجدات الذين تركوا لنا هذا التراث، وما بين البراعم والزهرات الذين يخطون بالعزف والريشة صرح حضاري وثقافي وفني، حلقت روحي كما طائر العودة الذي سيحلق ذات فجر حرية، فصعدنا للأعلى وأنا بحالة وجدانية طاغية لأشاهد طفلا وطفلة في حصة موسيقى مع مدرستهم، وعزف لنا الطفل مقطوعة على آلة البيانو، فحضنته بعدها بمحبة، واتجهنا للمرسم حيث شاهدت إبداعات الجيل الشاب من الفنانين الذين يشقون طريقهم من أجل غد أجمل.
   رفيديا بالأصل قرية كان يدين أهلها العرب بالديانة المسيحية، ويقال أنه تم إنشاؤها من قبل ثلاثة إخوة قدموا من الكرك، ثم سكنها المسلمون أيضا لاحقا وكانت مثالا راقيا للإخوة والتعايش بين أبناء الدم الواحد بغض النظر عن الديانات، ومن هنا لا بد من الحديث بسرعة عن سبب تسميتها، حيث هناك روايات عدة، ومنها أن الاسم جاء لكثرة روافد وعيون الماء فيها ومنها: عين الماء، رفيديا، الصبيان، السلامة، البصة، عويضة، الشرقية، وقد يكون هناك أكثر من اسم لعين ماء واحدة،  بينما يشير المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ أن الاسم يعود لجذر ساميّ معناه "كمن أو زحف"، ويرجح أن الاسم يعود لقبيلة رفيدة أو بني رفيدة العربية القحطانية وأنها نزلت في هذه المنطقة وخلدت اسمها، بينما هناك حكايتان شعبيتان أيضا للاسم وهو ينسبها إلى فتاة اسمها رفيدة قتلها إخوتها لقضية شرف وتبين لهم أنها بريئة فندموا فحمل المكان اسمها، والأخوة الثلاثة هم من أسس رفيديا، وحكاية أخرى تقول أن الفتاة رفيدة عشقها أحد شيوخ العشائر شرق الأردن فهرب بها إخوتها إلى نابلس ودخلوا مستجيرين على أحد المشايخ الذي أسكنهم بعد الضيافة في رفيديا، ولكن تمكن الشيخ العاشق من الوصول إليهم وجرت معركة بينه وبين إخوة رفيدة، فطلبت من إخوتها أن يقتلوها حتى لا تقع بيد الشيخ، فحمل المكان اسمها بعد مقتلها ونشأت البلدة من أبناء الإخوة الثلاثة، ولكني أميل إلى توثيق الدباغ أكثر، فحكاية رفيدة الفتاة المعشوقة من الشيخ الكركي تروي تقريبا نفس حكاية راشد الحدادين الذي أنشأ رام الله وأحياها بعد أن كانت خربة.
   غادرنا المركز حيث تحدثت قليلا مع الفنانين والفنانات الشباب في الساحة، وكنت أنظر إلى مقابل المركز حيث مبنى تراثي أعتقد أنه مهجور، سمعت أنه كانت تسكنه ثلاث نساء كبيرات في العمر إحداهن خياطة، لنتجه من هناك إلى نابلس التراثية وأنا أهمس لمرافقتي د.لينا: كم سأتعبك معي بالجولات النابلسية، فهمست: سنرى من سيتعب أولا.. وضحكنا، ووصلنا لأحد بوابات نابلس التراثية، حيث ركنت د. لينا سيارتها مقابل أحد المداخل الخلفية لنابلس القديمة مقابل مسجد الخضرة، حيث ستبدأ رحلتنا في عالم آخر من جمال وتاريخ وتراث وأساطير نابلس في الحلقة القادمة من بوح الأمكنة.

وفدٌ من الشعراءِ والأدباءِ يزور الشَّاعر والإعلامي حاتم جوعيه في بيتهِ في قرية المغار

         قام وفدٌ من  الشعراء والكتاب الفلسطينيين في الداخل - عرب ال 48 -  يوم السبت  (3 / 3 / 2018 )  بزيارة الشاعر والناقد  والإعلامي الكبير  حاتم جوعيه  في بيته  في قرية المغار الجليليَّة  للإطمئنان على صحته  بعد خروجه من المستشفى  حيث  أجريت  له عمليَّةٌ  جراحيَّة  قبل  أسابيع  وقد تكللت بالنجاح، وتكوَّن الوفدُ من : الشاعر والباحث والأديب الكبير الدكتور عبد الرحيم الشيخ يوسف( الطيبة ) مؤلف كتب ( الكافي والوافي )  للمناهج الدراسية  للمرحلة  الثانويَّة  والأديب  والناقد  والمحاضر الجامعي  الدكتور أحمد عازم  الباحث  والمختص في  مجال  أدب الأطفال -  من لجنة رعاية الإبداع في الطيبة والمحامي الأستاذ داود خوري صاحب ومدير منشورات صلاح الدين  سابقا  -  القدس ( مؤسسة  للطباعة والنشر) ...ومجموعة من الأصدقاء والمثقفين ومحبِّي الشعر والأدب ..
 هذا وقد دار الحديثُ بين الكتاب والحضور في أمور الأدب والثقافة  وأزمة النقد  المحلي  والدور السلبي  والخطير الذي  تنتهجهُ  بعض وسائل الإعلام المحلية على مختلف أنواعها، والتسيُّب  والفوضى الموجودين على الساحة الأدبيَّة المحليَّة.. وتطرقوا  في الحوار والحديث  إلى الشعر الكلاسيكي  منذ العصرالجاهلي إلى الآن وللشعراءِ الكلاسيكيين العرب الكبار وبالمقارنة مع الشعراء الكلاسيكيين الأجانب..وقد أهدى كلٌّ من الدكتور عبد الرحيم الشيخ يوسف وأحمد عازم الشاعر والإعلامي  حاتم جوعيه  والحضور  نسخا من كتبهما وإصداراتهما .


المفكر والباحث والعالم العراقي الجليل فالح عبد الجبار يترجل عن صهوة الفكر/ شاكر فريد حسن

رحل عن عالمنا المفكر والباحث والمثقف وعالم الاجتماع العراقي الجليل، فالح عبد الجبار، اثر تعرضه لنوبة قلبية خلال استضافته من بيروت في برنامج"العراق في قرن"الذي تنتجه وتقدمه قناة"الحرة عراق"، حيث اعتذر عن عدم اكمال المقابلة، ونقل الى مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت، وما لبث أن فارق الحياة، تاركًا خلفه ارثًا فكريًا وفلسفيًا وعلميًا وثقافيًا عميقًا وخالدا.

وبوفاة عبد الجبار يخسر العراق والوطن العربي والثقافة اليسارية والفكر العراقي والعربي، رائدًا من رواد البحث والفكر والفلسفة وعلماء الاجتماع، الذين قدموا مساهمات وانجازات فكرية واجتماعية عظيمة للفكر العربي المعرفي والتنويري، ولحركة اليسار العربية وعلم الاجتماع.

الراحل فالح عبد الجبار من مواليد بغداد العام١٩٤٦، غادر العراق وتنقل بين مطارات ومدن كثيرة واستقر به المطاف في العاصمة البريطانية لندن، وفي جامعتها حصل على شهادة الدكتوراة في العام١٩٩٩.

عمل عبد الجبار باحثًا ومحاضرًا أكاديميًا في عدد من الجامعات والمؤسسات البحثية، منها معهد دراسات السلام في نيويورك، ومدرسة السياسة وعلم الاجتماع في كلية بيركبك ومدرسة  الدراسات الأفريقية والشرقية بجامعة لندن، وجامعة ميتروبو ليتان-لندن، وجامعة اكستر البريطانية.

ومنذ العام٢٠٠٤ترأس المعهد العراقي للدراسات الاستراتيجية في بيروت حتى وفاته.

اشتغل عبد الجبار في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في الصحافة اليسارية التقدمية في العراق وسورية ولبنان، قبل انتقاله للعمل في المجال البحثي والأكاديمي، ونشر العديد من الكتابات الفكرية والسياسية وفق الرؤية الماركسية والعقلانية.

اهتم الراحل عبد الجبار بدراسة الحركات الاجتماعية الاسلامية من منظور سوسيولوجي، وركز على التشكيلات الاجتماعية وبنى ما قبل الدولة، كالعشيرة والطائفة دورها في حياة وتشكيل الأمم.

وتناول في أبحاثه ودراساته مسائل الدين ودور القانون وقضايا المجتمع المدني والطبقات الاجتماعية والصراع الديني فضلًا عن الدراسات الماركسية، وعمل على ترجمة كتاب"راس المال"لماركس، واشتهر بمؤلفه"ما بعد الماركسية والشرق الأوسط".

أغنى فالح عبد الجبار المكتبة العراقية والعربية بمنجزات ومؤلفات فكرية واجتماعية عديدة، باللغتين العربية والانجليزية، نذكر منها:"في الأحوال والأهوالل:المنابع الاجتماعية والثقافية للعنف، معالم العقلانية والخرافة في الفكر السياسي العربي، التوتاليتارية، الديمقراطية المستحيلة الديمقراطية الممكنة نموذج العراق، القبائل والسلطة، الحركة الشيعية في العراق، العمامة والأفندي"، بالاضافة الى كتابه الذي أثار جدلًا واسعًا عن تنظيم الدولة الاسلامية ودولة الخلافة المزعومة الموسوم"دولة الخلافة:التقدم الى الماضي "داعش"والمجتمع المحلي العراقي، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسيات. 

ورغم أن فالح عبد الجبار كان يساريًا حتى النخاع، لكنه عرى اليسار وانتقد الشيوعيين في العراق والعلمانيين العرب لعدم قدرتهم التعبير عن تطلعات الشعب العراقي والتعايش معه، والانزواء خلف حالة من الانزواء السياسي والفكري، وكان قد قال في حوار معه:"الحركات اليسارية في العراق"منفصمة"عن الواقع وبعيدة عنه، أو متعالية عليه، ولهذا لن تحقق أي مكسب انتخابي في المستقبل المنظور، واعتبر الديمقراطية في العراق قابلة للتطور والنضوج.

فالح عبد الجبار مثقف نقدي مستنير، مسكون بحلم النهضة والتقدم، آمن بمبدأ النقد والنقد الذاتي. وسعى في حياته لاقامة الحوار الدفين بين العقل والدين والتاريخ، ومارس الكتابة الفكرية الفلسفية بوجهيها السياسي والايديولوجي، وشكل نموذجًا متفرد للمثقف العقلاني الأصيل في الفكر اليساري العراقي والثقافة اليسارية العربية، وسيبقى خالدًا مخلدًا في ذاكرة المثقفين وفي قلب تاريخ الكفاح اليساري العراقي والعربي، ووداعًا.