هنادي عبود تنعش تراث صور الجنوبية




عبق التاريخ فاح وتناثرت الصور المبدعة بين الحضور ليعيشوا لحظات خرجت من قلب التراث الجنوبي ليروي حكايات الملكات والسيدات اللواتي كان لهن قوة فاعلة غيرت وجه التاريخ، وشخصيات رجالية عملت على تصنيف الحياة الحضارية في حقبة ما قبل التاريخ والتي لا تزال حكماً متوافرة بيننا. 
حكايات صاغتها مصممة الأزياء اللبنانية هنادي عبود أثواباً تشرح بخيوطها شخصيات تاريخية عرضتها فساتين في ختام فعاليات مهرجان "لبنان الى صور" الذي نظمته جمعية "صور بتجمعنا" في مدينة صور، حيث قدمت عرض تراثي مهيب بين آثارات المدينة العريقة حيث عرض التصاميم التاريخية ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبدالله وملك جمال لبنان رامي عطالله عدد من ملكات وملوك الجمال اللبنانيين دايان ابي علام وإيليان زغيب وكارول قهوجي ولوليتا صهيون ونضال كوكاش وأسامة يونس. وروى الاعلامي على حجازي حكايات الشخصيات التي أثرت في تاريخ المدينة. وصممت الإكسسوارات التاريخية الدكتورة رانيا عمرو حيث قاربت كل شخصية ما يناسب العصر والمركز. فرقة عباس بيطار، واهتم بمكياج وشعر الملوك زيزي عجمي. 
كما قدمت هنادي فساتين أعراس عصرية تناسب حفلات الزفاف العصرية، وزف العرسان على أنغام ودبكة فرقة عباس بيطار. 
استضافت المصممة هنادي عبود وجمعية "صور بتجمعنا" الوفد الإعلامي والفني- بينهم الفنانة سهام الصافي- في مدينة صور حيث نظمت لهم جولة سياحية في المدينة الأثرية وشواطئها وأسواقها، وجالوا في المعرض الشعبي، وأثنى الحضور على الكرم وحسن الضيافة، وختمت الجولة في موقع آثارات صور حيث رحب الجمعية ورئيس بلدية صور حسن دبوق وممثل وزير الثقافة الدكتور علي بدوي بالحضور، وتابع الجميع العرض التراثي الذي ترجم صوراً وجمالاً. 
يذكر أن ملوك الجمال ارتدوا أياء الشخصيات التالية: أليسار ابنة ملك صور: رهف عبدالله، مارينوس جغرافي مميز: رامي عطالله، أوروبا في الزي الفينيقي: لوليتا صهيون، أولبيان أهم مشرع في تاريخ البشرية من مواليد صور: أسامة يونس، الزي التراثي الجنوبي: ديان أبي علام، زي الست نسب: إليان زغيب، زي الرجل التراثي: نضال كوكاش. كما ارتدت القفطان مزيناً بالعلم اللبناني ارتدته: كارول قهوجي. 

ندين صموئيل شلهوب تصدح في كتابها أصداء

كتب نزار حنا الديراني ـ
أصدرت الإعلامية ندين صموئيل كتابها المعنون " أصداء" وحيث لخصت فكرتها للكتاب في عبارة قصيرة كتبتها كإهداء لي للكتاب قائلة : ( حتى ما نخلي أصواتنا من دون أصداء خلينا ندور دايما على أصداء صوتنا بهالحياة وهيك منصير نحنا الصوت والصدى )
هذا ما فعلته الإعلامية في كتابها الذي لخصت فيه حواراتها مع إحدى وتسعين شخصية ومن مختلف شرائح المجتمع في فضائية مريم التابعة لمؤسسة تيلي لومير ... حيث كانت تستظيف في حلقتها ( أصداء ) هذه الشخصيات وتحاورهم لتعصر ما لديهم من خبرات وتجارب تقدمها لمشاهديها .
 إلا  أن الإعلامية ندين حين أحست بمدى مقبولية صدى برنامجها هذا وهي تعلم إن الحلقة تعرض مرة واحدة او مرتين أو ... ومن ثم  تحفظ في الأرشيف ويحرم منها من لم يشاهد هذه الحلقات وخصوصا الأجيال القادمة لذا أقدمت على خطوتها الثانية حين نقلت زبدة حواراتها في كتابها هذا بإسلوب شيق وممتع تسلط الضوء على شخصياتها وتعكس ما لديهم من خبرات وتجارب من خلال مرآتها لتجعل أصواتهم تصدى في الذاكرة لفترة أطول  وهي من خلال عملها هذا وكما يقول المثل ( أصابت عصفورين بحجر واحد ) لأنها تحافظ ككاتبة على جهدها الذي بذلت من أجله الساعات الكثيرة من الإعداد والتقديم ومن ثم تعرفنا كأعلامية على أسماء كثيرة  ممن تصدح أسماؤهم في لبنان وخارجه  والتي تقول عنهم  ( مرآة أصداء لآصوات باقية) ... إنها إلتفاتة جميلة أثبت الأعلامية والكاتبة ندين صموئيل قدرتها ومهارتها في التحاور مع كل أطياف المجتمع ... فألف تحية لها .






احتفال ضخم في افتتاح La Roche' للأزياء




افتتحت سيدة الأعمال ماجدة دياب محلها الجديد في بيروت Roche في أسواق جديدة المتن، رعى الافتتاح رئيس بلدية جديدة الأستاذ أنطوان جبارة، وحضره لفيف من الشخصيات الاجتماعية والإعلامية والفنية بينهم الفنانة سهام الصافي والفنان بسام حاطوم وغيرهم، الذي شاركوا السيدة ماجدة فرحتها في أن تطلق أعمالها في لبنان. 
قدمت ملكة جمال لبنان للقارات ديان أبي علّام وعارضة الأزياء جين قنصل أثواباً من معروضات الأزياء للأعراس والسهرات لإبراز الصورة الجمالية التي تعتمد عليها السيدة ماجدة في أعمالها الجديدة. 
وأثنى الحضور على الاستقبال وكرم الضيافة التي تميزت بهم السيدة ماجدة التي لم تفارق البسمة وجهها. حيث تجولت مع ضيوفها على معظم أقسام المحل وشرحت لهم كل ما يمكن أن يجول في خاطرهم.


ميسون هلال تظهر براعتها في تغيير الشكل في همسات نسائية


عرضت شاشة التلفزيون القطري حلقة خاصة من برنامج "همسات نسائية" مع الإعلامية مشاعل النعيمي استضافت فيها خبيرة التجميل والتزيين النسائي اللبنانية ميسون هلال قدمت شرحاً مفصلاً عن كيفية تعديل وتغيير الشكل Relooking، ونقلت ميسون فريق العمل الى مركز La Beauté centre -الدوحة حيث عرضت معظم الخطوات التطبيقية، حيث قلبت إطلالة الفتاة السمراء ناهد، بدءاً من لون وتسريحة شعرها، فأضافت خصلاً فاتحة عملت على تفتيح لون البشرة بعض الشيء، وغيرت تسريحة الشعر ونصحت بطريقة
المكياج. 
كما قدمت النصائح اللازمة قبل البدء بأي خطوة للتغير، أهمها ضرورة أن يكون الشعر والبشرة صحيين وضرورة معالجتهما. 
فتفتيح الشعر لا يكون من العمق بل الابتعاد قليلاً عن فروة الرأس، حيث يكون التفتيح من الأطراف. وأثناء الصبغ قدمت نصائح للسيدات عن كيفية العناية بالشعر بمختلف أنواعه وكيفية تغذيته بالمواد العادية والطبيعية. بعد صبغ الشعر قصته بطريقة عصرية ليناسب شكل وشخصية الفتاة. 
وبعد الاهتمام بالشعر انتقلت ميسون الى المكياج حيث هيئة البشرة ووضعت كريم الأساس والتان، ونصحت إما أن يكون أفتح أو أغمق بدرجة. وكيفية التان بمختلف تدرجاته. ومن ثم رسمت خطوط وجهها Contouring، ووضعت المكياج المناسب للونها وشكل وجهها وعينيها. فتغير شكل ناهد من فتاة عادية شعرها وبشرتها متعبتين الى فتاة بشكل جميل وأنيق.
ونصحت السيدة بأن تعرف ما يناسبها وتعرف كيف تغير بإطلالتها نحو الأجمل. 

الخازوق: عمل مسرحي جديد من تأليف واخراج محمد عبد الرؤف محاميد ، وبطولة الفنانة بروين عزب محاميد

كتب : شاكر فريد حسن ـ

عرضت مؤخرًا على خشبة مسرح وسينماتيك أم الفحم ، مسرحية " الخازوق " ، وهي من انتاج   مسرح وسينماتيك  ام الفحم والمركز الجماهير وباكورة أعمال المسرح ، وذلك بعد  تعليم وتدريب  على ايدي امهر الفنانين والمحاضرين في مجال المسرح في البلاد وعمل مكثف متواصل استغرق حوالي الثلاث سنوات . والاستعداد للمسرحية استغرق 6 شهور .

المسرحية من تأليف واخراج الفنان المسرحي ومعلم موضوع المسرح العالمي في الثانوية العامه والكليات الاكاديميه في البلاد الأستاذ محمد عبد الرؤوف محاميد ، ومستوحاة من مسرحية " في انتظار غودو " لصموئيل بيكيت ، وبطولة الفنانة والمستشارة التربوية بروين عزب محاميد ، التي تؤدي دورها بنجاح باهر وبراعة فائقة . ويشاركها في التمثيل وتأدية الادوار الأخرى كل من : ابراهيم دسوقي ، وايهاب محاجنه وأشرف جبارين وكفاح اغبارية وعبد اللـه سلامة .

فيما أشرف على الديكور والملابس الفنان عادل خليفة ، وساعد في تصميم الإضاءة قرمان قرمان ومحمد هاني ، وفي تسجيل الأغاني رفيق محمد .

وتحكي المسرحية عن زوجين يقطنان مخيم الشاطئ الفلسطيني بقطاع غزة ، ويفران من المخيم لحماية أنفسهما من القصف الصاروخي خلال العدوان الاسرائيلي على غزة ، ويشاهد الزوج في إحدى الصحف اعلانًا حول مسابقة عن أعظم خازوق فلسطيني لتسجيله في دفاتر غينيتس ، والجائزة عبارة عن مليون دولار .

ويقوم الزوجان بالبحث عن اكبر خازوق فلسطيني ، ويتم تقديم كل خازوق كمشهد من الحالة الفلسطينية العامة والواقع الحي المعيش بأسلوب عبثي هزلي ساخر ، ومن خلال قصائد وأحداث مقتطفة ومنتقاة من كتابات عدد من الكتاب والشعراء العرب منهم السوري نزار قباني ومظفر النواب ، ويرافق بعض مشاهد المسرحية أغنية ساخرة تناسب الحدث .

تحية لطاقم المسرحية الذين عملوا بجد ومثابرة من أجل انجاح هذا العمل الفني وتقديمه بصورة لائقة وناجحة ، والتمنيات لهم بالنجاح ودوام العطاء وتقديم اعمال مسرحية جديدة أخرى ، كون المسرح أداة تربوية وتثقيفية وثورية تسهم في عمليات التحول والتغيير النوعي والجذري للمجتمعات .

جمعية محترف راشيا تطلق رواية الأديبة الدكتورة فاتن المرّ غبار 1918

  لمناسبة صدور روايتها الجديدة  بعنوان "غبار 1918" أطلق رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال  رواية المفكرة الاديبة الدكتورك فاتن المر بعنوان "غبار 1918" 

دلال قال في المناسبة "اليوم نحتفل مع استاذة اللغة الفرنسية وآدابها في الجامعة اللبناني المفكرة الاديبة الدكتورة فاتن المر بصدور روايتها الجديدة "غبار 1918" عن دار ابعاد للنشر،  الرواية التي تأخذك في محطات الى زمن بدايات القرن الماضي وتفاصيله من خلال المعاناة والحرب والمجاعة والهجرة بسرد وجداني جميل جداً يدعوني لِأُشجع جميع الأحبة إقتناء هذه الرواية الجميلة والتزود منها بمادة ثقافية جمالية رفيعة في زمنٍ تشح فيه الثقافة الملتزمة البانية لما للدكتورة فاتن المر من موقع ثقافي عريق حيث يستند الى كونها استاذة اللغة الفرنسية وآدابها في الجامعة اللبنانية قد نُشِرت لها دراسات نقدية في مجالات أدبية عربية وغربية عديدة صدر منه:

"بين انتظارين" .. "الزمن التالي" .. "الخطايا الشائعة" .. "مفتاح النجوم" .. "حدثيني عن الخيام" ... "مفتاح لنجوى" و"غبار 1918".....

في الصورة: شوقي دلال والدكتورة فاتن المر في إطلاق الرواية

الفرح في ريشة فرح اسماعيل

بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
   كانت فرصة جميلة أن أزور رام الله ضمن ظرف طارئ قادما من بلدتي جيوس في شمال الضفة المحتلة وألتقي الفنانة الشابة جهاد إسماعيل والمعروفة فرح إسماعيل، فقد تابعت نتاجها الفني عبر فترة زمنية حتى تملكتني الرغبة أن أشاهد أعمالها الفنية في محترفها الفني الخاص بها أو في معرض شخصي، فهذه الفنانة الواعدة والتي درست الفن في جامعة القدس وتابعت عبر دورات متخصصة أيضا، تمتلك طموحا متميزا ومثابرة غير طبيعية، بحيث لم تترك دورة يمكن أن تضيف لإبداعها وروحها دون أن تلتحق بها وتتفوق أيضا.
   من رام الله إلى بيتونيا اتجهت برفقة الفنانة لزيارة محترفها الصغير، وهذه البلدة لها مكانة خاصة ومتميزة في روحي، فقد درست بها ثلاثة سنوات من دراستي الابتدائية فيها وتركت هذه البلدة والمدرسة وبعض المدرسين العظام الكثير على روحي وخاصة في الكتابة وعشق الجمال والمكان، وكم شعرت أن روحي تحلق حين مررنا بالحافلة من جوار الحي الذي كنا نسكنه قبل عهد الكهرباء، فما أن أنهيت زيارتي للمحترف واحتسيت القهوة مع الفنانة وأهلها الرائعين حتى كنت أستأذنهم وذهبت وتجولت في الحي أستعيد ذكريات طفولتي قبل أن أغادر.
   من خلال لوحات فرح وجدت أنها تميل للطبيعة كثيرا، فهي مهتمة برسم الورود والطبيعة في غالبية لوحاتها التي كانت موجودة في محترفها، فنجدها تتنقل بين المدرسة التقليدية "الكلاسيكية" حينا وبين المدرسة الانطباعية حينا آخر، كما نجدها توغل بالرمزية في لوحات أخرى فتكون أقرب للمدرسة السيريالية المتمازجة مع التجريدية، ولكنها أيضا لا تغفل المكان في لوحاتها فنجد أن القدس والبيوتات التراثية تأخذ حيزا من تحليق روحها، فما لمسته في مشاهدتي للوحات المتبقية عندها وما سبق أن شاهدته عبر صفحتها سابقا أنها فنانة تمتلك روحا متمردة وريشة متمردة، فالفن عندها بعض من ثورة روحها والتعبير عن اللحظة من خلال اللون والريشة، فلغة الألوان هي التي تعبر من خلالها عن مكنوناتها النفسية وثورة روحها.  
 من ضمن أعمالها المتعددة اخترت ثلاثة نماذج وجدت أنها تعبر عن تحليقها الفني وروحها من ضمن اللوحات الموجودة والتي شاهدتها عيانا، أما صور اللوحات فلم أهتم بها إلا من زاوية أنها باحت لي ببعض من إبداعات الفنانة، لكن التعامل مع الصورة يبقى قاصرا دوما فالصورة لا تكشف حقيقة اللوحة من حيث دقة الخطوط واللون الأصلي وأية نقاط ضعف أو قوة كما البخل بالألوان أو الكرم الزائد به وتبقى الصورة تعبير جمالي عام، لذا اعتدت أن أحلق باللوحات الأصلية فالمشاهدة عيانا تترك للمشاهد فرصة للعين والذائقة البصرية أن تجول بدقة في كل زوايا اللوحة وأسرارها.
  لوحة للطبيعة كانت مميزة عن اللوحات الأخرى وحين نتحدث عن موضوع اللوحة وجانبها الوصفي العام سنراها رسمت البحر وقاربين في مقدمة اللوحة، تلاه مقطع صخري بلسان ترابي مبني عليه ثلاثة بيوت بسيطة، ثم ثلاثة مقاطع صخرية كأنه جزر جبلية بامتداد عرضي في عرض البحر قبل أن نصل للأفق المشتعل بالألوان، والملاحظ بهذه اللوحة التتابعية بالمقاطع، فقد مثّل كل مقطع منفردا لوحة. ومجمل المقاطع مثلت اللوحة الإجمالية وأعطت المشهد العام والفكرة، وقد استخدمت الفنانة ألوان "اكليرك" وهو الزيت الصناعي على قاعدة من القماش "الكانفاس" مستخدمة أكثر من طريقة في الرسم وليس الريشة وحدها، وحين نسير مع مقاطع اللوحة نجد أننا وكأننا نسير إلى مسافة تليها مسافة حتى الوصول للأفق، وهناك يعيدنا أسلوب رسم الأفق كموجة منعكسة إلى البدايات من خلال نظرة من أعلى فنذهب سائرين وسابحين ونعود محلقين، وقد تمكنت الفنانة بمهارة من أن تجعل فضاء اللوحة بدون أي قطع مزعج، واستطاعت أن تعطيه حقه رغم ثورة الألوان المستخدمة.
   حين نقرأ اللوحة بذائقة بصرية ونقدية سنجد أن البنية العامة للوحة وتكوينها العام كانت متناسبة بالمسافات والمساقط ومساقط النور إلا في مشهد البيتين الأوّلين على الجزيرة الرملية، حيث أن الواجهة اليمنى كان عليها مسقط الضوء رغم أن الضوء وانعكاسه كان من عمق وأفق يسار اللوحة وليس يمينها، ونستطيع بوضوح أن نشعر أن نفسية الفنانة كانت مرتاحة أثناء رسم اللوحة مع بعض من الثورة الداخلية التي تعكسها الألوان المستخدمة، فنحن نلاحظ تمازج وتدرج باللون بشكل انسيابي متناسبا مع أشعة الشمس القادمة من يسار الأفق بدون أن تظهر الشمس، ففي مقدمة اللوحة كان اللون أكثر عتمة ويزداد تفتحا كلما سرنا نحو الأفق وأعطى اللون الأبيض للأمواج وهي تضرب الصخور رمزية واضحة بأن المثابرة مع الفرح هو ما سيحقق الأمل والحلم، حتى نصل إلى الأفق فنجد ثورة وحشية بالألوان ما بين الأحمر في يمين ووسط اللوحة متمازجا مع الأصفر الذي يضفي فرحا على يسارها، ويحيل أطراف المساحة الحمراء إلى لون برتقالي جميل، بينما الأزرق الداكن المعتم في أفق اللوحة، لكن ما يخفف من وطأته على النفس وجود الغيوم البيضاء التي تعمل على إزالة العتمة.
   اللوحة الثانية والتي سأختصر الحديث عنها كانت مجموعة من الورود داخل وعاء زجاجي، ورغم الفرح في لون الورود من خلال استخدام اللون الأزرق الفاتح الجميل الموشح بالأبيض مما يجعله قريبا من النفس، إلا أن استخدام اللون الأسود للأوراق بشكل ضربات من اليد وليس الريشة يعطي انطباعا أن اللوحة تم رسمها في لحظة غضب وثورة نفسية، وهذا ما يمكننا لمسه أيضا من خلال أفق اللوحة حيث قسّم اللوحة إلى فضاء معتم لا يخفف من عتمته إلا شفافية الزجاج، والقسم الأسفل الذي مازج اللون الأبيض مع بعض العتمة وتوشيحات خفيفة من ألوان أخرى، لكن الفنانة استغلت فضاء اللوحة بشكل جيد وكذلك مساقط الضوء وانعكاساته تركت مساحات للفرح رغم الغضب.
   اللوحة الثالثة هي لوحة رمزية تعبيرية استخدمت فيها منضدة مرتفعة وعالية يجلس على حافتها شخص، بينما شخص آخر طويل القامة يقف تحتها وهي مرتفعة عنه كثيرا، وكأن الفنانة تطرح سؤالا من خلال هذا الرمز: أن التعالي على الآخرين شعور يمنع الإنسان من النزول مجددا إلا قفزا، وفي هذه الحالة يمكن أن يتحطم وأن ينكسر ما بين العلو وجدران المجتمع، بينما نرى الشخص الواقف على قدميه يسير باتجاه النور لتحقيق الحلم بمشية واثق، ومن يجلس بالأعلى تحيطه العتمة وظهره إلى النور وشعاع الشمس.
   لوحات عديدة تستحق القراءة في لوحات فرح، لكني اكتفيت بالحديث عن هذه اللوحات الثلاثة التي تمثل العطاء لدى الفنانة الشابة الواعدة، وهي الآن تستعد لمعرضها الشخصي الأول بعد أن شاركت بالعديد من المعارض في جامعة القدس وجمعية الياسمين، وآمل أن يكون معرضها القادم يمثل بصمة خاصة بها، فما رأيته في لوحاتها وتنوعها يعطيني فكرة أننا أمام فنانة شابة تمتلك الطموح والإبداع، وإن اهتمت بنفسها أكثر سيكون لها اسما جميلا في فضاء الفن التشكيلي الفلسطيني.

أدباء كبارمن بابل وبغداد يحتفون بإصدارات كريم مرزة الأسدي الجديدة


شعراء وأدباء وأكاديميين من  بابل والعراق الكبار، يحتفون بطبع مؤلفين جديدين لكاتب هذه السطور؛ بعد احتفاء منتدى (بغداد السلام) بشارع أبي نواس بغداد، و(البيت الثقافي البابلي) في الحلة الفيحاء؛ وفي الحلة الفيحاء نفسها، تقيم جمعية الروّاد الثقافية المستقلة في قاعة فندق الإسراء السياحي أمسيتها الثقافية و الأدبية لتوزيع الإصدارين الجديدين ، والتعريف بهما وبكاتبهما، إليكم المنشور الجديد للشاعر والناقد العراقي الكبير الأستاذ حسين عوفي مشكورًا: 
"إصدارات الشاعر والباحث كريم مرزة  الأسدي
بين أيدي كبار الأدباء
......
عصر اليوم الجمعة وخلال أمسية مائزة لجمعية الرواد الثقافية المستقلة في قاعة فندق الإسراء السياحي/مركز مدينة بابل.. تم توزيع عدد من النسخ القيّمة من إصدار الشاعر والباحث البروف كريم مرزة الأسدي على نخبة من الأدباء، كان من بينهم الدكتورة منال المسلماوي عضوة مجلس النواب العراقي،  والباحث حسين الكعبي، والدكتور عدنان الأسدي، والدكتور الأديب علاء الشمري، والأديب المخضرم كامل الكناني، والشاعر منتظر العواد، ، والأديب سليم الحسيني، والأديب ابو لواء المسعودي، والأديب عباس الجمل، والشاعر زيد أسعد النجار الموسوي، والأديب سمير يوسف، عضو الهيئة الإدارية لاتحاد ادباء وكتاب بابل، وأسماء لامعة في المشهد، الأدبي، وتم الحديث عن السيرة الذاتية لصاحب المنجز من قبل الأديب العريق الأستاذ صلاح اللبان رئيس جمعية الرواد الثقافية، بحضور الوجيه الحلي المحامي الأستاذ مالك عبد الإخوة.
كما تم إلقاء إحدى قصائدي عن الوجع العراقي والتي نالت استحسان النائبة منال المسلماوي والتي طلبت مني القصيدة، فأهديتها لها مع نسخة من ديواني(ديوان ألف قصيدة).
شكراً لكم جميعا أساتذتي واحبتي.
وفيمايلي صور من توزيع نسخ من (إخوانيات وطرائف شعراء النجف، وشوقي واصحابه)، وهو للشاعر والباحث كريم مرزة الأسدي، قمت بتوزيعه نيابةً عنه، شكرا لكَ أستاذي وقدوتي ومفتخري ابن الغَريِّ المهيب."
....................................
شكرً جزيلًا لأخوتي وأخواتي على وفائهم لتراثهم، وأصالتهم العراقية، وعراقتهم، وعرفان جميلهم. وأخص بالذكر الشاعر والناقد العراقي الكبير حسين عوفي، الأديب الكبير الأستاذ صلاح اللبان - رئيس جمعية الرواد الموقرة- لتقديمه الكريم.
....................................
وكتب شاعرنا والناقد الكبير الأستاذ حسين عوفي قبلها بيومين (أي يوم الأربعاء الفائت)، ما يلي:  
("إخوانيات وطرائف شعراء النجف، وشوقي وصحبه)؛ (شعراء الواحدة وشعراء اشتهروا بواحدة).
خلال أمسية البيت الثقافي البابلي
في10نيسان2019 وخلال أمسية في منتدى (بغداد السلام) بغداد/شارع أبي نؤاس في 11نيسان 2019،كان للإصدارين أعلاه حضورا مشرفاً ،وذلك من خلال إقبال كبار الأدباء في بغداد وبابل وبقية المحافظات للحصول على نسخة منهما، بحيث شمل أكبر عدد من الأدباء والشعراء في عموم محافظات العراق الحبيبة من شماله وجنوبه، وجدير بالذكر أن الإصدارين للعلامة الفذ الشاعر والباحث والمرجع اللغوي البروف د. كريم مرزة الشاعرالباحث كريم الأسدي. هذا العبقري أغنى بإصداراته المكتبة العربية وأضحت إصداراته مرجعا نفيسا للباحثين عن البلاغة والفصاحة والتوسعة في إطار شيق عذب جميل، فالحمد لله أنني نجحت في تنفيذ المهمة الموكلة لي منذ استلام الملف(فايل وورد) وتدقيقه والتأكد من خلوه من الأخطاء الإملائية، ولايفوتني أن اشكر الصرح الأدبي الدكتور عبد الرضا عوض ونجله المثابر علي عبد الرضا عوض ومابذلاه من مؤازرة وجهد ليصدرا هذين الكتابين بحلتيهما الرائعةعبر مطبعة دار الفرات، هذه الدار التي أصبحت واحةً لنشر الإبداع والعلم والمعرفة بكل فروعها وفنونها، كما اود ان أشكر جامعة بابل وجامعة بغداد، صروحا علمية وادبية ليأخذ الكتابات مكانتهما اللائقة ...
تحية."
.......................................
وأجبته معلقًا:
 شكرًا جزيلًا لصديقي الصدوق، وعضيدي وأخي، العراقي الشهم الأصيل ، الشاعر والناقد الكبير الأستاذ حسين عوفي المحترم على جهوده الكبيرة لإصدار الكتابين، بطبعتهما الثانية، بعد تنقيحهما بشكل دقيق - وأنا البعيد في مغتربي، وتكاد باصرتي أن تنطفئ، تذكرت بيتي المعري العظيم:
تراني في الثلاثة من ســـجوني*** فلا تسأل عن الخــبر النبيث
لفقدي ناظري، ولزوم بيتي*** وكون الّنّفس في الجسد الخبيث
المعري في معرته، ويقول هذ، فما بالكم وأنا في آخر الدنيا!!
الشكر موصول للأديب الكبيرأ. أد. عبد الرضا عوض، وابنه الأستاذ علي المحترمين، ودار الفرات للثقافة والإعلام الموقرة، والبيت الثقافي البابلي، ومنتدى ( بغداد السلام)، ولكافة الأدباء والشعراء ممن حضروا الندوة الكريمة للتوقيع على الإصدارين:(إخوانيات وطرائف شعراء النجف، وشوقي وصحبه)؛ و (شعراء الواحدة وشعراء اشتهروا بواحدة).. بارككم الله وأطال أعماركم، والله ولي التوفيق.

صدور عدد نيسان من مجلة " الإصلاح " الثقافية

عرعرة – من شاكر فريد حسن ـ

صدر العدد الجديد ( عدد 1 ، المجلد الثامن عشر ، نيسان ) من مجلة " الإصلاح " الثقافية الشهرية ، التي يرأس تحريرها الأستاذ مفيد صيداوي ، وتصدر عن دار " الاماني " للنشر والتوزيع ومقرها في عرعرة – المثلث . وجاء العدد حافلًا بالمواد الأدبية والأخبار والتقارير الثقافية .

رئيس تحرير المجلة الأستاذ مفيد صيداوي يكتب في كلمة العدد " العروة الوثقى " عن ثلاثة راحلين ، وهم : الفنان التشكيلي وليد أبو شقرة ، والكاتبة العبرية التقدمية روت ليفين ، والمناضل المثقف الثوري محمد خليل بصول ، في حين يكتب مصطفى عبد الفتاح عن مقاطعة انتخابات الكنيست جلد للذات ، ود. محمد حبيب اللـه عن اللغة العربية في ظل قانون القومية ، ويقدم أ . د حسيب شحادة خلاصة ما ادلى به الكاهن صدقة بن اسحق عام 1924 لمجلة الزهرة الحيفاوية عن السامريين ، فيما يكتب الناقد شاكر فريد حسن عن يوسف جمّال في روضة الإبداع ، ويسجل المربي المتقاعد حسني حسن بيادسه  يوميات المربي في قرية معاوية التي لا زالت حية في الذاكرة بعد أكثر من نصف قرن وما زال أبناؤها يعمرونها ، وديمة خطيب عن مجزرة نيوزلاندا  ولئلا تكون الضحية القادمة ، واحمد صالح جربوني من وراء الذاكرة وراء القضبان ، ود. حاتم عيد خوري عن صديقه ورفيقه المرحوم بروفيسور بطرس أبو منة ، وعمر سعدي عن الذكرى الـ 43 ليوم الأرض الخالد ، والأديب حسين مهنا في عين الهدهد عن المطالعة . ونقرأ في العدد كذلك حكم وأقوال مأثورة جمعها الأستاذ سعود خليفة ، ورسائل محمد عبده وابراهيم اليازجي لأحمد حسين الطّماوي ، ومقال يا نيس ريتسوس ، الحكمة الجنائزية لصالح الدريدي ، ودراسة لغوية للكاتب محمد علي سعيد ، وحوار مع الأستاذ يوسف عودة مدير معهد الأصفهاني للموسيقى في قلنسوة ، أجراه معه الأستاذ مفيد صيداوي ، وتقرير عن اجتماع هيئة تحرير مجلة الإصلاح في عرعرة على شرف إنهاء المجلد السابع عشر ، وتقرير عن رحلة العبادة لمجموعة الرواية الفلسطينية لمدينة القدس أعده محمود خبزنا محاميد ، ورسالة الطيرة الثقافية التي يعدها ويكتبها د. يوسف بشارة .

هذا بالإضافة إلى الزوايا الثابتة " أنت والإصلاح " و " أريج الكتب " و " نافذة على الشعر العبري الحديث " و " نافذة على الأدب العالمي " .

وفي مجال الشعر والقصة نقرأ  قصيدة " للعدل درب وللطغيان منحدر " للشاعر يوس الجمّال ، وقصيدة " آذار هذا العام حار " للشاعر أحمد طه ، وقصة " رنين من قاقون " للكاتب يوسف جماّل .

أما لوحة الغلاف الداخلي فللفنانة سحر بدارنة عضو جمعية " إبداع " – كفر ياسيف .



جمعية محترف راشيا لبنان تُطلق نشاطات مهرجان تجمع عرمون بلدتي من راشيا

للسنة الرابعة على التوالي ومن خلال دعمها لكل نشاط ثقافي هادف في لبنان اطلق شوقي دلال رئيس  "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" نشاطا وفعاليات المهرجان الثقافي الذي يقيمه  "تجمع عرمون بلدتي" في بلدة عرمون وبحضور اعضاء الهيئة الإدارية في التجمع  الشيخ يوسف الحلبي والشيخ جواد ابو غنام من مقر الجمعية راشيا الوادي.

المهرجان  يقام في قاعة عرمون العامة ويتضمن معرض عرمون السنوي للكتاب والعملات يضم العديد من دور النشر وفنانيين وحرفيين من مختلف المناطق اللبنانية حيث سيتم إفتتاحه الجمعة 12 نيسان القادم الساعة الخامسة عصراً برعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داوود وبالتعاون مع بلدية عرمون ويستمر المعرض لغاية الاحد 14 نيسان 

*كما يتضمن المعرض نهار السبت 13 نيسان الساعة الخامسة مهرجان تكريم اللغة العربية حيث يتكلم في الندوة

- الدكتور طلال الحلبي كلمة التجمع

- الإعلامي الاستاذ منير الحافي

(اللغة العربية واهميتها في الإعلام)

- الاستاذة الدكتورة عائشة شكر 

(استاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية) تتكلم عن "لماذا قصيدة النثر اليوم".

- الاستاذة الدكتورة  مهى جرجور 

(منسقة اللغة العربية في الماستر الجامعة اللبنانية) تتكلم عن "لماذا لا يقرأ أولادنا الكتاب العربي"

- يقدم الندوة الاديب والشاعر الدكتور  علي رفعت مهدي

ويلي الندوة توزيع جوائز مسابقة الإملاء نَصّ الإعداد للبروفسور الاديب والشاعر الدكتور محمد توفيق ابو علي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية

* كما ويتضمن الاحد 14 نيسان الساعة الخامسة ندوة حول الحدود اللبنانية بين الواقع والقانون يتحدث فيها نخبة من اهل الفكر والإختصاص  

....

في الصورة المشايخ يوسف الحبي وجواد ابو غنام وشوقي دلال في إطلاق فعاليات المهرجان الثقافي

بعد ٨٨ عاماً وقفة تأمل وتقرير خاص على قبر جبران

بادرو الحجة - سدني ـ

في مثل هذا اليوم في العاشر من نيسان ١٩٣١، رحل عبقري كبير من بلادي، نعم في مثل هذا اليوم ومنذ ٨٨ سنة توفى جبران خليل جبران في نيويورك عن عمر يناهز ٤٨ عاما، بسبب تليف الكبد والسل، وكانت أمنيتة أن يُدفن في وطن الارز، وقد تحققت أمنيته في 1932، فدُفن في صومعته القديمة في أعالي بشري على كتف وادي قنوبين لبنان،
هنا يرقد جبران بتابوته داخل قبر محفور في الصخر له فتحة دائرية نصف مغلقة بجذع شجرة أرز تمكّن الناظر من رؤية صاحب المكان، نعم هنا يرقد واحد من أهم الأدباء المعاصرين في لبنان والعالم... هنا يرقد ابن هذه الارض المقدسة جبران خليل جبران.
جبران لن يدعك تذهب دون أن تمس روحه قلبك، كما لمستك سابقا كتبه وأفكاره ولوحاته، فوق القبر تماما جملة محفورة بخط  يده أوصى أن تضع على قبره، فيقول لك: "أنا حي مثلك، أنا واقف الآن إلى جانبك، فأغمض عينيك والتفت.. تراني أمامك".
في مثل هذا اليوم ، توفى جبران خليل جبران منذ ٨٨ عاما لم يهدأ فيها ذكره ولم تنتهي فيها طبعات وترجمات كتبه : ثائر متمرد أحب وطنه حتى الجنون والتمرد.

مناقشة كتاب د. مهند مصطفى: نتنياهو .. اعادة انتاج المشروع الصهيوني

أم الفحم – من شاكر فريد حسن ـ

بحضور جمع من المثقفين والمهتمين ، وبمشاركة رئيس بلدية أم الفحم د. سمير محاميد ، جرى في نادي القراء بالمكتبة العامة ابن زيدون في أم الفحم ، مناقشة كتاب د. مهند مصطفى الموسوم " نتنياهو .. اعادة انتاج المشروع الصهيوني ضمن منظومة صراع الحضارات " ، وتولى تقديم الكاتب والكتاب والعرافة د. أحمد اغباريه  .


يذكر أن د. مهند مصطفى من أم الفحم ، حاصل على شهاد الدكتوراه  من كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا ، وهو محاضر وباحث في المركز الفلسطيني الاسرائيلي " مدار " ، له عشرات الأبحاث في مجلات علمية باللغة العربية ، الانجليزية والعبرية ، وعدد من المؤلفات الناجزة والمطبوعة منها : " الفلسطينيون في اسرائيل " بمشاركة د. أسعد غانم ، و ط علاقات اسرائيل الخارجية " بمشاركة د أيمن يوسف ، و " الجامعات الاسرائيلية والبحث العلمي الاسرائيلي " ، و " نتنياهو .. اعادة انتاج المشروع الصهيوني " .

حيفا بين حُبِّ وحنينِ عادل سالم

إعداد: آمال عواد رضوان ـ
الأديب عادل سالم حلّ ضيفًا على حيفا في أمسية حيفاويّة مائزة أقامها نادي حيفا الثّقافيّ، برعاية المجلس المِلّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا، وذلك بتاريخ 4-4-2019، في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، ووسط حضور نخبويّ مميّز من أدباء وشعراء وأصدقاء ومهتمّين، وقد ازدان مدخل وزوايا القاعة بمنتوجات ولوحات ومعروضات فنّيّة للفنّانة التّشكيليّة سماح عوض، وتولّت إدارة الأمسية آمال عوّاد رضوان، بعد أن رحّب المحامي فؤاد نقارة رئيس نادي حيفا الثّقافيّ بالحضور، وقدّم د. رياض كامل قراءة نقديّة تتمحور في جديد رواية "الحنين إلى المستقبل" من حيث الموضوع، ومن زاوية السّرد ومبنى الرّواية الفنّيّ، وقدّمت د. علا عويضة قراءة نقديّة لرواية "الحنين إلى المستقبل" بعنوان: الضَّياع في الحنين في سيراويّة عادل سالم، ثمّ تناول د. صالح عبود المجموعة الشّعريّة (الحب والمطر)، وقدم قراءة بعنوان (الاغتراب في شعر عادل سالم)، أخيرًا، ختم اللّقاء المحتفى به عادل سالم، شاكرًا الحضور والمنظّمين والمتحدّثين، وتمّ التقاط الصّور التّذكاريّة
مداخلة آمال عوّاد رضوان:
*أحبّائي الحضور، أهلا ومرحبًا بكم باتّساع قلوبنا المترنّمة بالمحبّة، وبشساعة أرواحكم العطشى إلى رحيق الكلمة الأثيريّة، والّتي تُقصّر المسافات، وتستقصي الأسرار، تلك الكلمة العميقة الّتي تجمع الماضي بالمستقبل، وبوح الحاضر بحنين الآتي. فأهلًا بالإبداع بكلّ مقاساته ومذاهبه ومدارسه وأصنافه. 
*الفنون البصريّة التّشكيليّة: هذا الإبداع المرئيّ الّذي يُلفتُ النّاظر إليه ويُحفّز مشاعرَه، كالفنّ المعماريّ، الزّخارف، السّيراميك، الأثاث، التّصميم الدّاخليّ، الدّكورة، المجوهرات والمنحوتات، الرّسومات واللّوحات وغيرها.
المدارس الحقيقيّة الواقعيّة: ومن خلالها يتمّ نقل الواقع الموجود على هيئة فنّ وتصوير، وغالبًا ما يدخل شيء من عواطف الفنّان، فظهرت أعمال الفنّانين في الفترة الّتي نشأت فيها الواقعيّة التّصويريّة بهيئة كلاسيكيّة. 
المدرسة الانطباعيّة: بدأت هذه المرحلة الفنّيّة بخروج الفنّان حاملا مرسمه من غرفته إلى الطّبيعة الخارجية، لرسم أشياء في الطّبيعة، مُعتمدًا على المُلاحظة الحسّيّة، وعلى انطباع حسي مباشر يُهيمن على اللوحات. 
المدرسة ما بعد الانطباعيّة: ولأوّل مرّة تستخدم القماش، فهي مزيج من المدارس الانطباعيّة والواقعيّة، ولكن بأسلوب حديث وألوان شديدة.
المدرسة الرّمزيّة: ابتعدت عن الطّبيعة وعن الواقع كلّيًّا، واعتمدت على التّرميز.
المدرسة التّعبيريّة: ظهرت في بداية القرن الـعشرين، واعتمدت على انطباع الفنّان عن المشهد أكثر من تصويره.
المدرسة الدّادائيّة: استهدفت التّنبّه للأرصفة الملوّثة وتفاصيل مُهملة غير مهمّة.
المدرسة السّرياليّة: تعتمد على تجسيد الأحلام والأفكار، واستعادة ما في الذّاكرة. 
المدرسة التجّريديّة: تعتمد على خيال الفنّان، وتجريد الحقائق من طبيعتها.
المدرسة التّكعيبيّة: ظهرت في فرنسا في بداية القرن العشرين، على يد بابلو بيكاسو قبل الحرب العالميّة الاولى، واتّخذ من الأشكال الهندسيّة أساسًا لبناء وبلورة وتجسيم العمل الفنّيّ من بيوت وجبال بشكل مكعّبات.
*عزيزنا الأديب عادل سالم: حيفا تحتضنك في إحدى أماسيها الأدبيّة، ويُسعدنا أن نتناول هذه اللّيلة عمليْن من إبداعك، يتعانقان مزهوّين بروحك وبوْحك، رواية الحنين إلى المستقبل؟ بالعادة يكون الحنين إلى الماضي، والتّوْق إلى المستقبل، فكيف قلبت الأزمان وتلاعبتَ بمفاهيم اللّغة؟ أهو خطأ في العنوان، أم هو تلاعب مجازيّ تهكميّ؟ أم..  نترك الإجابة لد. رياض كامل، ود. علا عويضة.
*أمّا المجموعة الشّعريّة المعنونة بـ "الحبُّ والمطر" الصادرة عام 2016، فيبدو العنوان منعشًا للرّوح، لأنّ الحبّ والمطر هما ركنان أساسيّان في الحياة، إذ إنّ المطر منبع الخيرات الأرضيّة، والحبّ منبع الخيرات الرّوحيّة، يبعثان الحياة والسّلام والرّحمة والإنسانيّة ما بين البشر.
مداخلة د. علا عويضة بعوان: الضَّياع في الحنين في سيراويّة عادل سالم:
لقد توّج الكاتب عادل سالم مؤلَّفه "الحنين إلى المستقبل"، من خلال تحديده للجنس الأدبيّ: رواية. لم يكتفِ الكاتب بذلك، فكتب في عتبته الدّاخليّة، بعد الإهداء مباشرةً وبالخطّ العريض: "هذه رواية، تنقلُ واقع بعض المغتربين في الولايات المتحدّة، ليست سيرةً ذاتيّةً لشخص محدّد، والأسماء الواردة فيها، من خيال المؤلِّف، فإن تطابقَت مع أسماءٍ من الواقع مرّوا بالتّجربة نفسها، فهي مجرَّد صدفة" (ص7).
يبدو أنَّ النَّصّ، في أساسه يقوم على سيرةٍ ذاتيّةٍ، غير أنَّ تقنيّات بناء الرّواية الّتي وظّفها الكاتب في عمله هذا، جعل منه جنسًا أدبيًّا آخر، حيث دمج النَّمطَين بشكلٍ مُحْكم، فلا يقف المُتلقّي بفروق محدّدةٍ بينهما، إلّا أنّنا نستطيع التّمييز بينهما فنّيّا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الحدّ الفاصل بين السّيرة الذّاتيّة المكتوبة بقالب روائيّ؛ (أيّ السّيرة الذّاتيّة الرّوائيّة)، والرّواية الفنّيّة الّتي تعتمد على أجزاءٍ مِن حياة الكاتب الشّخصيّة، (رواية السّيرة الذّاتيّة) هو التزام الكاتب بالحقيقة، والكشف عن غرضه؛ أي التّصريح بأنّه يكتب سيرة روائيّة في قالب روائيّ، بالإضافة إلى إعلان اسمه الحقيقيّ وأسماء الشّخصيّات والأماكن، بغضّ النّظر عن الجانب المتخيَّل في العمل. أمّا إذا اتّخذ الكاتب لنفسه اسمًا آخر (كما هو الحال في "الحنين إلى المستقبل") فيكون بهذا يكتب قصّة أو رواية سيرة، وعندها لا يجوز له الإشارة إلى أنّها سيرة. ولعلّ ذلك هو السّبب الّذي دفع الكاتبَ إلى تصدير عمله بالتّصريح بنوع هذا العمل (رواية). 
أمّا فيما يتعلّق باسم المؤلّف، فلا نجدُ له ذِكرًا إلّا على الغلاف. ويبدو أنّه اكتفى بذلك، ليوفّر للمُتلقّي إمكانيّة التّخييل الّذي توفّره هذه الثّنائيّة: سيرة- رواية، مكتفيًا بضمير المتكلّم في بعض أجزاء السّيراويّة، ليقوم مقام الاسم، على نحو ما جاء في الفصل السّابع؛ الأمر الّذي يدلّ على التّطابق بين السّارد (الأنا) والشّخصيّة الفاعلة والمؤلِّف. لقد جاء هذا التّستّر على الاسم، لخدمة العمل الفنّيّ الّذي يتمثّل في إيصال بعضِ سيرتِه بقالب روائيّ.
حين يكتب الكاتبُ سيرتَه الذّاتيّة، لا يكون في حالة تصوّرٍ إنّما في حالة تذكّرٍ. وعليه، في كتابةٍ من هذا النّوع، كتابة روايةٍ تعتمد على سيرة الكاتب الذّاتيّة، على الكاتب أن يلتزم الحقيقةَ التّاريخيّة من جهةٍ، وأن يكتب بأسلوب فنّيّ من جهةٍ أخرى، مستعينًا بعناصر الفن الرّوائيّ المختلفة، نحو: التّصوير، التّخيّل، الحوار، مناجاة الذّات وغيرها.
إنَّ هذا العمل الأدبيّ نصّ استعاديّ نثريّ، كتبَ فيه الكاتب عن وجوده الذّاتيّ، مُركّزًا على حياته الفرديّة وعلى تاريخ شخصيّته. نَقَل أحداثًا ووقائعَ حقيقيّةً مختلفة، نحو: مكوثه في سجون الاحتلال، السّجن في الخارج بسبب التّهرّب من الضّريبة، الابتعاد عن الأهل، وذلك من خلال شخصيّة نعيم قطينة. أراد بذلك الإشارة إلى حياة المغتربين العرب في السّجون الأمريكيّة، والمقارنة بين حال الأسرى في سجون الاحتلال وفي السّجون الأمريكيّة. أبرز ما جاء في المقارنة بين السِّجنين هو العنصريّة، العنصريّة العِرقيّة والدّينيّة، العنصريّة تجاه العرب والسّود الّذين يتعرّضون هم أيضًا، للاضطهاد من قِبل الأمريكيّ الأبيض (ص153). وأبرز أنواع العنصريّة الّتي كرّرها الكاتبُ في أكثر من موضعٍ، هي تلك العنصريّة الموجّهة ضدّ العربيّ المسلم الّذي يتّهمه الآخر، الأمريكيّ، بالإرهاب. (مثلا ص161). ليدلّ بذلك على جهل الآخر بالحقيقة، على جهله بمفهوم الإسلام وقِيَمه وانغماس الآخر في سياسيةٍ تحريضيّةٍ. 
كذلك أشار الكاتبُ إلى العديد من المشاكل الاجتماعيّة الّتي تواجه الشّبان العرب في الخارج، نحو زواجهم من الأجنبيّات بهدف الحصول على الجنسيّة ظنًّا منهم أنَّ ذلك سيوفّر لهم مستقبلا أفضل.
لقد جعل الكاتب هذه المشاهد المستقاة من سيرته في قالبٍ روائيّ، رتّب أحداثها ووقائعها لتُسرد على المُتلقّي بطريقة التّقابل، ممثّلًا بذلك للعلاقة بين الذّاكرة والمتخيَّل في السّيرة الذّاتيّة.
الحنين إلى المستقبل، عمل أدبيّ واقعيّ، يجسِّد مشهدًا واقعيّا يتقاطع مع سيرة الكاتِب نفسه، وإن أنكر هو ذلك. عادل سالم كان أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وسُجن في أمريكا بتهمة التّهرّب الضّريبيّ، فألبَس هذا العمل ثوب الحقيقيّةِ من جهةٍ وثوب الخيال من جهةٍ أخرى.
يبدو أنَّ الدّافع إلى كتابة هذا النّصّ يعود إلى جهتين: عقلاني وعاطفي. أمّا الجانب العقلانيّ فيتجلّى من خلال رغبة الكاتب في صياغة واقع ما، وإدلاء شهادته بهذا الواقع من خلال تجاربه في الحياة. أمّا الجانب العاطفيّ فيعود إلى رغبته في تحدّي الزّمن ومحاولة إدراك وجوده. 
*الجماليّات: تتحقّق جماليّات هذا الشّكل السّرديّ، رواية السّيرة، بفضل التّفاعلات الخلّاقة بينهما كشكلين أدبيّين سرديّين، والّتي أدّت إلى ولادة شكل ثالث يحمل خصائص تختلف عنهما.
لقد جمع الكاتب في سيروايّته نمطيْن مختلفيْن ومتكامليْن من رواية السّيرة، يكشف كُلّ منهما عن وجه من وجوه العلاقة بين التّجربة الواقعيّة للمؤلِّف من جهةٍ، وبين المخيَّلة الإبداعيّة للمؤلِّف من جهةٍ أخرى، وذلك من خلال تصويره لذاته ولمجتمعه. أمّا النّمطان فهما:
1* استخدام تقنيّات السّرد الرّوائيّ كأداةٍ لاستعادة، لإبراز وإدانة العنف الّذي تعرّض له، وتحوِّله من موقع الضّحيّة إلى موقع المقاوِم لكلِّ أشكال الظّلم والعنصريّة. يظهر ذلك جليًّا في السّجن الأمريكيّ، حين تعرّض نعيم إلى التّمييز العنصريّ والعنف الكلاميّ من قِبل أحد النّزلاء، فاستجمع قواه بدعمٍ من قوى أخرى مستضعَفة، متمثّلةً بصديقه الأسود (إي جي)، وواجه الأمريكيّ الأبيض (تيموثي) الّذي يمثّل كلَّ البيض العنصريّين. وبينما كان الأخير، الأمريكيّ الأبيض، مسلَّحًا بالقوّة والعنصريّة، كان هو، العربيّ، مسلَّحًا بقوّة الحقّ. كان ضحيّةً، لكنّه سرعان ما تحوّل إلى رمزٍ لمقاومة هذا التّمييز.
2* استخدام الشّكل الرّوائيّ كقناعٍ فنّيّ يعبِّر الكاتبُ من خلاله عن آرائه ومواقفه، ويحاول كذلك استعادة تجاربه في منظور نقديّ تأمّليّ.
*المنظور التّعبيريّ: لقد تعدّدت المستويات اللّغويّة في النّصّ، فجعلَنَا الكاتبُ أمام لغة فصيحة متوسّطة، كما أنَّ الحوار بين الشّخصيّات، رغم تفاوتها، جاء على هذا الشّكل. بالإضافة إلى استخدام اللّغة العاميّة الّتي جاءت بشكلٍ عفويّ، واستخدام كلمات أجنبيّة (أوكي..). تجدر بنا الإشارة إلى الشّتائم الأجنبيّة الّتي كانت تدور بين نزلاء السّجن في أمريكا، وقد ذكرها الكاتب في أكثرَ من صفحةٍ، ناقلًا بذلك البيئة الواقعيّة للسّجن الأمريكيّ، فالشّتائم هناك تنهال ككلمة التّرحيب "السّلام عليكم". ذكر عدة شتائم باللّغة العربيّة (ص111، 112)، وجعل الأخرى باللّغة الأجنبيّة ولكنّه كتبها بحروفٍ عربيّةٍ وحروفٍ أجنبيّةٍ (ص112، 113)، رغم أنَّ القائل واحدٌ، أجنبيّ!! أمّا سبب ذلك فهو غير واضح، ولم نجد له أيَّ مبرّر، سوى التّحفّظ من ترجمتها!
كذلك السّرد جاء متنوّعًا، فتارةً يكون الكاتبُ السّارد والرّاوي العالِم بكلّ شيء، مُستخدِمًا صيغة الغائب (كما في الفصل السّادس عشر)؛ وتارة أخرى، يأخذ دور البطل ويروي حكايته بنفسه مستخدمًا ضمير المتكلّم "الأنا" (نحو ما جاء في الفصول: الخامس، السّابع والثامن وغيرها)، حيث تماهى المؤلّف مع الأنا ومع الرّاوي، فكان ظلّه حاضرًا في الحوار، مقرّبًا بذلك النّصّ من الحياة الحقيقيّة.
لقد عبّر الكاتب من خلال ضمير المتكلّم والمونولوج الدّاخليّ عن الجانب النّفسيّ للشّخصيّة، وعن أفكاره، وآرائه ومواقفه.
أمّا الأسلوب المسيطر في السّيراويّة فهو أسلوب الرّاوي الثّاني، حيث خاطب الشّخصيّة الرّئيسيّة بضمير المخاطَب (نحو ما جاء في الفصول: الثّاني، الثّالث، السّادس، التّاسع والعاشر وغيرها)، ففصَل بين ذاته وبين الشّخصيّة الرّئيسيّة من جهةٍ، وأشار إلى نفسه من جهةٍ أخرى. كما بدا وكأنّه يخاطب المُتلقّي، جاعلًا إيّاه جزءًا فاعلًا من الحدث، يشعر بتتابعيّة الحركة في الزّمان والمكان والأحداث. لقد وُفّق الكاتب في توظيف هذه الآلية ليتآلف ذلك مع الثّنائيّة الجنسيّة للنّص: سيرة- رواية.
لم يخلُ هذا العمل النّثريّ من التّعابير الفنّيّة الشّعريّة. إنّ تقمّص النّثر للّغة الشّعريّة في بعض المواضع، إلى جانب الصّور الفنّيّة، أكسب النّصّ كثافةً وأبرز لغة الصّراع والمعاناة. لقد استخدم الكاتب كذلك الأسلوب الإنشائيّ، خاصّة صيغ الاستفهام، الأمر الّذي ساهم في منح السّيراويّة بعضًا من شعريّتها، إذ يعمّق ذلك من غموض التّجربة الإنسانيّة، ويُشرك القارئ بانفعالاته مع النّصّ.
تنثال هذه الأسئلة بشكل خاصّ في نهاية العمل الأدبيّ، فبعد أن منعته قوى الاحتلال من دخول بلاده، واتّهمته بأنّه قادمٌ للبقاء في الوطن، طرح أسئلة كثيرة تمتدّ على نحو صفحة ونصف، مُحقّقًا بذلك الشّعريّة بين الواقع والخيال، بين اليقين والشّكّ، مانحًا القارئ مساحةً للإجابة على هذه الأسئلة الاستنكاريّة. نذكر منها:
"هل أُحضرهم لزيارتي ثمّ أعيدهم لفلسطين، لعلّي أنجح في الدّخول في سنواتٍ قادمة، أم أستسلم رافعًا راية الغُربة البيضاء إلى الأبد؟ أم أنتظر حتى تتحرّر، وأعود رافعًا شارة النّصر؟
ضحك بيأسٍ!!! تتحرر؟؟ لقد دمّروا سوريا، العراق، اليمن، ليبيا. فمن سيحرّرها؟
وإلى أن يحصل ذلك، هل أتركهم في فلسطين؟ أم يلحقون بي". ص219
هذه الخاتمة إنّما هي اعتراف بالواقع المرير الّذي قاتل الكاتب بحُلمه وحنينه من أجل تغييره. هذه الخاتمة تجسِّد الصّراع مع ذاته أوَّلًا، ومع الآخر والبيئة ثانيًا، وقد صوّر ذلك من خلال الحنين الّذي رصد فيه أعماقه، راسمًا الحقيقة كما يريد بضمير المتكلّم "الأنا"، مُصوّرًا عالمه تصويرًا أدبيًّا وفنّيّا.
الزّمان كمكان:
لقد خصَّ الكاتبُ الحنينَ بالمستقبل، والمستقبل تعبيرٌ زمانيّ لا مكانيّ!! 
إلا أنَّ الحنين في هذه السّيراويّة لا يقف عند حدٍّ معيّنٍ، لا زمانيّ ولا مكانيّ؛ إنّه يحنّ إلى عائلته البعيدة عنه، يحنّ إلى الحريّة المسلوبةِ منه، يحنّ إلى وطنه القابع تحت الاحتلال، يحنّ إلى سجن النّقب رغم ظروفه الصّعبة، فالسّجن في الغُربة، وإن كانت ظروفه أفضلَ، فهو أشدّ قسوةً ومرارةً. 
إنَّ هذا الحنين لا ينفصل عن المكان، وبهذا تنكشف ملامح الانتماء والتّعلّق بالمكان. لقد شكّل المكان عاملًا مُهمًّا في بُنية هذا العمل الأدبيّ، شكّل زاويةً يستدعي فيها الكاتب صور حياته المختلفة.
استذكر مدينتَه الأولى والأخيرة، القدس؛ القدس ليست مكانًا جغرافيًّا فحسب، إنّما انتماء يعكس علاقة الكاتب بها وبأحداثها. فذكر أسماء مناطقَ مقدسيّة نحو: وادي الجوز، البلدة القديمة، باب العمود، باب خان الزيت، وأسماء محلّات نحو محل عاهد طقش وغيرها. بالمقابل، اقتصر ذِكر الأماكن الأمريكيّة على أسماء السّجون الّتي دخلها، والبلدة الّتي تواجد فيها.
إنَّ التّغييب الطبوغرافي للمناطق الأمريكيّة في الرّواية دليلٌ على إدانته لها، وعن ابتعاده عنها من حيث الانتماء. فلم تكن للمناطق الأمريكيّة، كما جاء ذكرها في السّيراويّة، أيّ وظيفةٍ، بل شكّلت محطةً إجباريّةً ينتقل منها الكاتب إلى أخرى. أمريكا، بالنّسبة له، لهذا الشّاب الّذي أراد العمل والعودة إلى أرضه وعائلته، هي أرض التّعاسة والشّقاء.
ارتبطت الأماكن في أمريكا بأماكن الإقامة المؤقتة، لأن إقامته بها كانت مؤقتة، فاستأجر بيتًا، نزل في فندقٍ وانتقل من سجنٍ لآخر. لقد عزّزت هذه الأماكن المؤقّتة والضّيِّقة تقنيّة الاستبطان لدى الكاتب، فكلّما ضاق عليه المكان ازدادَت دواعي لجوئه إلى نفسه، وأخذ يستذكر، يسترجع ويحلمُ. 
في السّجن زارته الذّكريات، ذكريات الماضي، وفيه قلَّب حياته ومنه انطلَقَت الأحلام، أحلام المستقبل. فالذّكريات تستعيدها كما هي، أمَّا المستقبل فتنسجه بخيالك، تلوّنه كما تشاء، وتفرح فرحًا ممزوجًا بالخوف من هذا المجهول الّذي قد يخيِّب ويحطِّم أحلامكَ، أو يمحو ألوان رسمتِكَ. 
إن الصّراع الدّاخليّ للكاتب (بُعده عن الأحبة وحلمه في العودة) تحوّل لاحقًا إلى صراع مع المحيط، تمثَّل في عدم السّماح له بالدّخول إلى البلاد، ممّا زاد الشّرخ، وكان دافعًا له للحنين إلى المستقبل، المستقبل الّذي رسمه هو، المستقبل الّذي تخيّله ولوّنه بريشته وأحلامه.
أمّا المستقبل الّذي رسمه فيتلخّص بالعودة، العودة لأسرته بل لوطنه، تلك العودة الّتي تحطّمت في نهاية السّيراويّة. ولعله أراد بهذه الخاتمة الّتي ذيّلها بأسئلةٍ استنكاريّة إشكاليّةٍ، أنَّ هذا الحنين إلى المستقبل سيبقى حلمًا، لأنَّ المستقبل لن يكون أفضل من هذا الحاضر؟! والأسئلة في نهاية العمل توحي بذلك.
كما توحي بالحالة الّتي يعيشها الفلسطينيّ، إلى ما يتعرّض له من سلبِ حقوقٍ واضطهادٍ، وتمييزٍ وإرهابٍ؛ الإرهاب الّذي يَفْتِكُ جسد المجتمعات. 
إنَّ الأسئلة في نهاية السّيراويّة ترصد حال العالم العربيّ، وتأخذنا إلى شريطٍ أسودَ، تأخذنا إلى فلسطين القابعة تحت الاحتلال الإسرائيليّ، إلى سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، كلّهم يعانون من تآمر الدّول الرّأسماليّة وحلفائها. منذ سنوات والدّمار يحتلّهم. كلّهم أصابتهم الهجمة الامبرياليّة، وضيّقت الدّول الرّأسماليّة عليهم الخناق. إنَّ هذه الهجمة الّتي روّجت بتحرير الشّعوب، زائفةٌ، تسعى إلى تقوية الأنظمة الرّأسماليّة، ونشر الفساد والتخلّف في الدّول العربيّة، لتمكين سيطرتها عليها وسلب كلّ كنوزها.
*الفنّانة سماح عوض: من دالية الكرمل: معلمة فنون في المدرسة الابتدائية ومرشدة وزارة المعارف (ماتيا) لمعلمات الصفوف الخاصة في دالية الكرمل وعسفيا. حصلت على لقب أوّل من جامعة حيفا ومرشدة للفنون من دار المعلمين العرب، عشقت الرسم بالاكريلك والالوان رسم لوحات للطبيعة والمرأة والإنسان والأحياء والجماد والتراث، بتقنيات مختلفة ومواد متعددة مثل جوز الهند والنس كافيه والسيراميك، ومجسماتها ترتكز على إعادة التّدوير ودعم البيئة الخضراء، تستخدم عجينة الورق والإسمنت والخردوات والمعلبات، قناني وجرائد والخ. لها أكثر من مئة وعشرين مجسّمًا بأحجام مختلفة، وأكثر من ثلاثين لوحة تمتاز بألوانها الزاهية والصارخة، اشتركت بعدة معارض محلية.
*د. رياض كامل: من مواليد المغار  8-7-1954، ويعيش مع عائلته في مدينة النّاصرة، حيث عمل في مدارسها الأهلية معلمًا، ثمّ مديرًا لمدرسة راهبات مار يوسف. حصل على اللّقب الثّالث في اللّغة العربيّة وآدابها من جامعة بار إيلان، بعد تقديم بحثه حول خطاب حنّا مينة الرّوائيّ. كاتب وناقد له العديد من الأعمال النّقديّة والدّراسات الأدبيّة والفكريّة، في مجال القصّة، والرّواية، والمسرح والشّعر. يعمل محاضرًا في كلّيّة أورانيم الأكاديميّة، منذ عام 1993 وحتّى اليوم، في قسم اللّغة العربيّة لطلاب اللّقب الأول واللّقب الثّاني. صدر له ثمانية كتب في مجال الدّراسات والنّقد، أهمها: كتاب "دراسات في الأدب الفلسطينيّ" (2017). كتاب، "الظل الآخر- دراسات في المسرح" (2015). كتاب "محاورة النص - دراسات في القصّة والرّواية" (2003). كتاب "توهج الكلمة- دراسة في لغة الشّعر لدى طه محمد علي”، (2001)، وشارك في تحرير كتاب "شكيب جهشان- إضاءات على مسيرته وأدبه" مع عضو الكنيست د. يوسف جبارين (2013). له عدد من الدّراسات تتمحور معظمها حول الأدب العربيّ الفلسطينيّ. 
*الأديب عادل سالم: من مواليد القدس 1-7-1957، انهى دراسته في القدس بتفوق في الرياضيات، غادر أهله إلى أمريكا عام 1976 ولحق بهم عام 1988، وكتب في الصحف العربية: الفجر الأدبي، الشعب، الفجر، الكاتب، البيادر، الحرية، فلسطين الثورة، وعرب تايمز، وقد استمر في الكتابة في عرب تايمز، ثم أسس عام 1988 موقع ديوان العرب البارز وهو رئيس تحريره: اهتم بالكتابة الشعرية والنثرية، من كتبه: ديوانين شعريين  "عاشق الأرض" عام (1981)، و"نداء من وراء القضبان" عام (1985). دراسة توثيقية عام 1990 بعنوان: "الطبقة العاملة الفلسطينية والحركة النقابية في الضفة والقطاع من عام (1967- 1987).
"لعيون الكرت الأخضر"، مجموعة قصصية عام (2006). "أسرانا خلف القضبان" دراسة توثيقية عام (2006).  "ليش ليش ياجارة؟"، مجموعة قصصية عام (2007). رواية "عناق الأصابع" عام 2010.  رواية "قبلة الوداع الأخير" عام 2012. رواية "عاشق على أسوار القدس" عام 2012. "يحكون في بلادنا" مجموعة قصصية عام 2012. "يوم ماطر في منيابولس" مجموعة قصصية عام 2012. واليوم وفي الامسية تناولنا آخر إصداراته: المجموعة الشعرية بعنوان الحب والمطر عام 2016، ورواية الحنين الى المستقبل عام 2016. 

التشكيلات المكانية في الرواية الفلسطينية كتاب جديد للدكتورة كوثر جابر

كتب : شاكر فريد حسن ـ

عن دار راية للنشر في حيفا ، صدر للكاتبة والباحثة د. كوثر جابر كتاب نقدي جديد بعنوان " التشكيلات المكانية في الرواية الفلسطينية " ، صممت غلافه الفنانة التشكيلية جمانة الحسيني ، وقدم له الناقد بروفيسور ابراهيم طه تحت عنوان " وعي الجغرافية وجغرافية الوعي " .

ويتناول الكتاب بالعرض والتحليل ثلاث روايات فلسطينية تمثل التنويعات المختلفة في الرواية المكانية ، وهي : " عائد إلى حيفا " للكاتب الشهيد غسان كنفاني ، و " الجحيم أيها الليلك " للشاعر الراحل سميح القاسم ، و " جبل نبو " للروائي الراحل عزت الغزاوي 

يذكر أن د. كوثر جابر من مواليد قرية مقيبلة في مرج ابن عامر ، وهي خريجة جامعة حيفا بموضوعي اللغة العربية والفلسفة ، وحاصلة على لقب الدكتوراه . عملت محاضرة للغة العربية وآدابها في جامعة حيفا بين السنوات ( 2003-2005 )، وفي تدريس الأدب العربي الحديث بكلية بيت بيرل ، ومحاضرة في كلية سخنين لتأهيل المعلمين وفي مدرسة الجليل الثانوية بالناصرة ، وفي مركز التكنولوجيا التربوية بجامعة تل أبيب ، وعينت مفتشة مركزة لموضوع اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم .

لها دراسات وأبحاث متعددة في اللغة العربية وقواعدها ، وفي الأدب الفلسطيني ، وأدب الاطفال ، ومهارات تدريس اللغة العربية .

وصدر لها عدة مؤلفات ، منها : تداخل الأنواع الأدبية في الأدب العربي الحديث ، وبيادر الأدب الحديث – الوحدة الأولى في الأدب مع د. محمد حمد .

وشاركت في كتاب " الأدب الفلسطيني في اسرائيل ومسألة الحداثة " الصادر عن المعهد الأكاديمي العربي في بيت بيرل ، بدراستها " كسر التابوهات في أدب المرأة المحلي " .

نبارك للباحثة والناقدة د. كوثر جابر صدور كتابها الجديد ، ونتمنى لها المزيد من العطاء والإبداع .