صباحكم أجمل/ نابلس لحنٌ يموسق أشواقًا



بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
"البوح العاشر"
    ما أن أنهينا المرور من أطراف حارة الحبلة حتى كنا نزور صبانة النمر برفقة د. لينا شخشير منسقة برنامج جولتي في نابلس والسيدة د. مها النمر مضيفتنا في جولتنا في مصبنة النمر وقصر آغا النمر وحارة الحبلة، ومرافق رحلتي الأستاذ سامح سمحة الذي رافقني من جيوس في أكثر من جولة في الوطن بسيارته الخاصة، وما أن أطللنا على صبانة النمر حتى وقفت أتأمل المبنى العريق من الخارج، وأستذكر صابونة النمر في طفولتي والتي كانت الوالدة تفضلها مع صابونة الجمل للاستحمام قبل أن نعرف الكهرباء وكنا أطفالا نستحم بما كنا نسميه (لجن) الغسيل على مقعد خشبي صغير كنا نسميه (المفرمة أو اللوح) والمياه تسخن في صفيحة على (بابور الكاز)، فكان الاستحمام عقوبة أسبوعية لنا الأطفال وخاصة حين يتسلل الصابون لأعيننا.
   مبنى مصبنة النمر مكون من طابقين من الحجر الصلب، وهو يعتبر حديث نسبيا كما حارة الحبلة نسبة لحارات ومباني نابلس التراثية التي تعود لمئات الأعوام، ولهذا نلاحظ أن المصبنة تقع في زاوية حارة الحبلة، وحين دخلناها كانت المصبنة تحت الصيانة في الطابق الثاني الذي يتم فيه سكب الصابون بعد طبخه على الأرض ليجف ويقطع ويختم بخاتم المصبنة، وفي الطابق الأول الذي ما زال يحافظ على ذاكرة التاريخ شاهدنا الجرن الكبير الذي كانت تشعل النار تحته في غرفة سفلية تعرف باسم بيت النار حيث يتم طبخ الزيت مع نبتة (القلي) حتى يصبح صابونا لزجا فيتم فرشه في الطابق الثاني حتى يجمد ويتم تقطيعه وتغليفه.
   الطابق الأول مبني على نظام العقود المتصالبة ذات القواعد الضخمة كما مباني نابلس التراثية، وهو بُنيَ كي يكون صبّانة لآل النمر وما زالت وقفا لهم، فالصبّانات بشكل عام كانت صفة اجتماعية للعائلات الثرية إضافة إلى أن الصابون النابلس هو صناعة تعود لقرون عدة وحسب المصادر التاريخية بين 800 إلى 1000 عام، وقد تحدث شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري "المقدسي" الذي عاش في القرن العاشر الميلادي عن صناعة الصابون النابلسي، ولكن لا بد من الإشارة أن نابلس كانت تشتهر بالنسيج من ضمن 3 مدن فلسطينية، وأن الصابون تألق كثيراً بصناعته بعد أن أَفَلتْ صناعة النسيج، ولكن هذه الصناعة بدأت بالتراجع بعد زلزال 1927 والضرائب التي فرضت عليها فيما بعد حتى قل عدد الصبانات العاملة والمنتجة من أكثر من 30 صبانة إلى 3 مصابن حسبما علمت أثناء جولاتي في نابلس، وكما كل الصبانات التي زرتها سواء العاملة أو التي توقفت عن الإنتاج فقد شاهدت الأوعية الضخمة التي كان يصنع الصابون فيها فوق بيت النار الذي كانت تشعل النيران فيه، إضافة للأدوات التي كانت تستخدم في عملية الإنتاج إضافة لبئر الزيت الذي كان يحتفظ فيه بزيت الزيتون النقي لكي يصنع الصابون الأبيض الذي تميزت به نابلس.
   حين بدأنا المرور في دروب وأزقة حارة الحبلة تذكرت همسات شعرية للصديق الشاعر مختار العالم يقول فيها لنابلس حين أتاها زيارة للأهل وذاكرة المكان يقول فيها: "تركت غنائي ملّ اللحن يسألني/  أين التي عزفت والشوق يعزفني، كانت تقشقش عش الحب تملأه/ تحنو عليّ كفرخ الطير تطعمني، هذا الفراغ يحيط القلب في حزنٍ/ والصدر منشغلٌ والروح تشغلني، أنّى ألتفتُ فذا وجهٌ لفاتنتي/ أنّى شربتُ فماء البعد يشربني، عودي "جميلتي" الحسناء وانبعثي/ لحنًا يموسق أشواقًا فيطربني.." فرأيت في حارة الحبلة وجه الجميلة الحسناء ينبعث من جديد، فحارة الحبلة وكما أشرت في مقالي السابق يعود اسمها حسب مقولتين: الأولى أنه نسبة لنظام بناء شوارعها، والمقولة الثانية لكونها كانت محاطة بالحقول والبساتين المزروعة وأنا أرجح ذلك فنحن في فلسطين وخاصة في الريف اعتدنا أن نسمي الأرض المزروعة بالبساتين بكلمة (الحبلة)، وهناك من ينسب الاسم لقبائل أتت من منطقة الحبلة بالحجاز، وهذه الحارة التي كانت مجال دراسات مهمة وشهادات ماجستير للعديد من طلبة العلم المهتمين بالتراث والتاريخ، واحدة من أحدث وأوسع حارة من حيث المساحة بالنسبة لغيرها من حارات نابلس فهي تشكل تقريبا 21% من مساحة نابلس التراثية، ولكن في نفس الوقت لها تاريخ قديم ومبانيها التراثية القائمة تعود للفترة العثمانية.
   وحارة الحبلة لها عشرة مداخل وعانت من الاحتلال كثيرا لقربها من الشارع الرئيس، فكان أطفال الحجارة يقذفون سيارات الاحتلال والجيش بالحجارة ويختفون في أزقة ودروب الحارة فلا يتمكن منهم الاحتلال، فيصب اضطهاده وقمعه على الحارة بأكملها، وشهدت الحارة عدد كبير من أبطال المقاومة والشهداء حتى أن الحارة تعرضت لتجريف مساحات منها في اجتياح 2002م، وحارة الحبلة لها تاريخ وتراث وهي تتميز باحتوائها على العناصر التراثية المتميزة من حيث الممرات والمساحات ونشأتها كمحيط لقصر يوسف آغا النمر ووجود المصبنة والأقواس والقناطر والمقامات الدينية والحكايات المرتبطة بهذه المقامات وكراماتها كما هو موروث بالحس الشعبي إضافة لحارات فرعية مثل حارة الفقوس وحارات أخرى تشكل بمجموعها حارة الحبلة، وأثناء مرورنا كانت مضيفتنا د. مها النمر تشير لبيوتات سكنتها شخصيات مهمة من آل النمر ومنها بيت المؤرخ والباحث احسان النمر.
   ومن الجدير ذكره أن معظم الأبنية التي بقيت في نابلس هي أبنية تعود للفترة المملوكية والفترة العثمانية، فمعظم المباني تهدمت أو تضررت في زلزال 1927 وفيضان 1935، وحارة الحبلة كونها أحدث حارات نابلس التراثية بنيت أصلا في الفترة العثمانية ولهذا نجد الكثير من النقوش الإسلامية ومنها ما شاهدته في الدخلة المسقوفة الواقعة مقابل الواجهة الشرقية لقصر النمر، ونشأت الحارة حين بدأ البناء فيها في محيط قصر يوسف آغا، ولكن يوجد بعض المباني لفترات سابقة مثل بقايا المبنى الصليبي (الموريستان) وبعض الأبنية المملوكية إضافة لوجود آثار وحجارة مستخدمة تعود للفترة الرومانية، وحارة الحبلة كما أشرت كونها على حافة المدينة القديمة والمطلة على الشارع الرئيس في نابلس، تواجه العديد من المشكلات ففي شارع الساقية الذي يعتبر واجهة حارة الحبلة شاهدت عدد كبير من المحلات العشوائية والمبنية من الصفيح وتستخدم كورش حدادة وغيرها من الحرف الصناعية، فشوهت واجهة الحارة وخلقت تشويها بصريا وسمعيا لكل من يمر من هناك، بينما المفترض أن تكون هذه الواجهة مرتبة ومنسقة بشكل يناسب أهمية وتاريخ وتراث حارة الحبلة، وكي تكون نقطة جذب للزوار والسياحة.
   كنا نسير من زقاق إلى زقاق ومن مدخل إلى مدخل ومضيفتنا د. مها النمر لا تتوقف عن الشرح عن تاريخ هذه البيوتات والأبنية التراثية التي نشاهدها، حتى وصلنا إلى الساحة الرئيسية أمام قصر يوسف آغا النمر، وهذه الساحة واسعة تحيط أطرافها البيوتات التراثية وقد جرت عملية ترميم لها أعادت لها بعض من جمالها وتاريخها، ومن الجدير الإشارة إليه أنه في كل نابلس القديمة لا يوجد إلا ساحتين كبيرتين، أمام جامع النصر وأمام قصر النمر، وعلى ما يبدو أنها كانت تستخدم للاجتماعات العامة مع شخصيات نابلس وفي المناسبات الدينية والاجتماعية.
    وصلنا البوابة الرئيسة لقصر الآغا النمر وهي مرتفعة حوالي أربعة أمتار كي تسمح للخيالة الدخول بخيلهم إلى ساحة القصر، وهذا القصر الذي يقع شمال شرق البلدة القديمة هو نواة حارة الحبلة ويعتبر أحد أهم القصور التي بُنيت في بلاد الشّام وفي مدينة نابلس خلال مرحلة العثمانيين، وهذا القصر سيكون مدار الحديث في الحلقة القادمة من جولاتي في تراث مدينة نابلس وذاكرتها.
   أجلس إلى شرفتي العَمّانية بعد الإفطار وبعد أن أديت صلاة التروايح في المسجد القريب، مع نسمات هواء ناعمة وحلوة بعد حرارة النهار التي نعاني منها منذ عدة أيام، أحتسي القهوة مع صوت فيروز وهي تشدو: "يا راعي القصب، يا راعي القصب مبحوح، جاي عا بالي شروقي، قللو للقصب ما يبوح، بالسر اللي في عروقي، وإن ضعنا سوا بها الليل، خلي صوتك مسموعِ"، فأستعيد ذكرى جولاتي في الوطن وخارجه وفي نابلس فأهمس: فليكن صباحكَ أجمل يا وطني.

الرسام اللبناني شوقي دلال يُطلق مشروع رسم أسواق وبيوت وأحياء بيروت القديمة بعنوان: بيروت لون للحياة

أطلق رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" الرسام شوقي دلال مشروع رسم أسواق وبيوت وأحياء بيروت القديمة 
ويأتي المشروع بعد تهاوي العمارة التراثية في بيروت بشكل خطير

الفنان دلال قال في بيانه:

من المعروف أن الاسواق القديمة في وسط بيروت كانت ملتقى لجميع اللبنانيين من مختلف مشاربهم مما شَكّلت الذاكرة الجماعية الجامعة للبنانيين ولهذا عندما غابت هذه الأسواق غاب معها ما جمع لبنان في المنتصف الاول والثاني من القرن الماضي كما وأن بيوت بيروت القديمة أعطت لبيروت هوية هندسية فريدة ومختلفة عن باقي العواصم العربية خاصة لجهة الطابع المعماري الجميل في النحت وهندسة الغرف والمساحة والعامل الصحي في إعتماد البناء،.. وأضاف دلال "لهذا آليت على نفسي كرسام لبناني أن أُعيد صياغة هذه الاسواق والعمارة البيروتية التي شكلت ذكرى جميلة وأُخلدها في الفن من خلال عشرات اللوحات التي سوف تُبصر النور قريباً في معرض خاص تحت عنوان "بيروت لون للحياة"..

   في الصورة شوقي دلال يعرض أحد لوحاته من سوق الطويلة بيروت في ستينات القرن الماضي

جمعية محترف راشيا تُطلق كتاب الاديب الاستاذ نعيم يوسف بوغنّام بعنوان: اللغة العربية والتعبير المنهجي، دراسة إبستمولوجية لواقع التعبير في المناهج اللبنانية للمرحلة المتوسطة

رئيس الجمعية شوقي دلال قال في المناسبة: 

اليوم نتشرف في "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" أن نحتضن كتاب تربوي مهم يستهدف المرحلة المتوسطة من التعليم خاصة واننا نعلم أهمية هذه المرحلة التعليمية والتي يُبنى على اساسها إمكانية الطالب المعرفية للمرحلة الثانوية والجامعية حيث نقول مع المفكر الدكتور سليمان حسيكي "هذا الكتاب مزج فيه الكاتب الاستاذ نعيم بو غنّام اللغة بالتربية والخبرة مزجاً أنيقاً ودمج فيه العناصر المتقابلة في ظاهرة الإفهام، وفي الطرائق الحديثة، فحبّبَ إلينا وإلى القراء درسَه وبحثَ عناصره وطرقه، حتى تتفتّح لقارئه أبواب اللغة والتربية والتعليم"..

كما نشعر اليوم بفخر على إنجاز هذا الكتاب من الاستاذ نعيم بوغَنّام وهو الحائز شهادة دبلوم الدراسات العليا في تعليم اللغة العربية وآدابها واستاذ تعليم ثانوي وجامعي وباحث تربوي ومدير ثانوية حسين مسعود الرسمية بشامون. 

من "جمعية محترف راشيا" نوجه التهاني القلبية لإبن بلدة عرمون العزيز الاخ الاستاذ نعيم يوسف بو غنّام على هذا الكتاب الهادف الباني مع التمني بتقديه لنا مزيد من هذه الإصدارات الهادفة ونشجع جميع الأخوة إقتناء هذا الكتاب لِما يتضمنه من قيمة أدبية كبيرة.

في الصورة: شوقي دلال يتسلم الكتاب من الاستاذ نعيم يوسف بو غنّام

صدر في بغداد كتاب مسرحيات سايكودراما للاديب كريم عبدالله

صدر في بغداد
مسرحيات سايكودراما .
اسم المؤلف : كريم عبدالله .
الطبعة الأولى : 2019   .   
القياس : 14 ᵡ21 سم .
عدد الصفحات : 133 صفحة .
تنفيذ وطباعة وتصميم : دار المتن .. بغداد – العراق .
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق بغداد 1576 لسنة 2019 . 
يحتوي المنجز على المسرحيات التالية :
1-   مسرحية ليلة هيثم الأخيرة .
2-   مسرحية مذكرات متقاعد .
3-   مسرحية وطنّ نا .
4-   مسرحية حكاية انسانة . 
 كتبت هذه المسرحيات لأجل التمثيل من قبل مرضى عقليين مصابين بالمرض العقلي الفصام ( الشيزوفرينا ) ويخضعون للعلاج الدوائي المستمر في هذه المسشتفى ( الرشاد التدريبي للطب النفسي – بغداد ) , لديهم رقود طويل الأمد فيها , هم مجموعة من المرضى والمريضات , كتبت لهم هذه المسرحيات بلغة بسيطة ومتداولة كي يتمكنوا من حفظ الحوارات , وكذلك قمت بتدريبهم على اداء هذه الشخصيات بطريقة محبّبة لهم مع بعض الاغراءات المتوفرة لتحفيزهم على الاستمر معي وإنجاح هذه التجربة الفريدة والجميلة جدا . فكان ان نجحت هذه الطريقة معهم في العلاج بالسايكودراما , وتمّ خروج أغلبهم نهائيا من المستشفى وعودتهم الى المجتمع .

بَسْمَةٌ لَوْزِيَّةٌ تَتَوَهَّجُ جديد الشاعرة آمال عواد رضوان

رام الله- القاهرة- الجليل
الشاعرة آمال عوّاد رضوان تُطلّ بإصدارها المترجَم للإنجليزيّة "A glowing luscious smile- بَسْمَةٌ لَوْزِيَّةٌ تَتَوَهَّجُ"
أطلت الشاعرة الفلسطينية القديرة آمال عوّاد رضوان بمجموعتها الشّعريّة المترجمة للإنجليزيّة "بسمة لوزية تتوهّج"، متجاوزة بها حدود الوطن الفلسطينيّ، لترسم لوحة جديدة من  لوحات الإبداع الأدبيّ على خريطة الأدب الفلسطينيّ بشكل خاصّ، والعربيّ بشكل عامّ، ومؤكّدة على رسوخ الفكرة الثقافيّة والإبداعيّة، عبر التّواصل والتّعاون بين مكوّنات الفعل الثقافيّ والأدبيّ في وطننا العربيّ الكبير، عبرَ ما توّجتْهُ دار الوسط للنشر والإعلام في فلسطين، ودار الأدهم للنّشر والتّوزيع في مصر، بمساهمة جميلة وكبيرة للشاعر والمترجم حسن حجازي.
الإصدار "بسمة لوزية تتوهج" الديوان الشعريّ، ترجمه للإنجليزيّة الأديب والشاعر والمترجم المصريّ حسن حجازي، احتوى على عشر قصائد باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة  .
الإصدار المترجَم للشاعرة آمال عوّاد رضوان جاء ثمرة للتّعاون بين دار الوسط للإعلام والنشر في فلسطين، ودار الأدهم للنشر والتوزيع في جمهوريّة مصر العربيّة، وتضمّن ترجمة لقصائد الديوان الشعريّ :بَسْمَةٌ لَوْزِيَّةٌ تَتَوَهَّجُ، فِي مَهَبِّ رَصِيفِ عُزْلَةٍ، أَوْتَارٌ مُتَقَاطِعَةٌ، عُصْفُورَةُ النَّارِ، أَنْفُضُ الْغُبَارَ عَنْ مَتْحَفِ فَمِكَ، كَيْ لَا تَتَهَاوَى، شَوْقِي إِلَيْكَ يُشْعِلُنِي، أَيَائِلِي مُشْبَعَةٌ بِرَائِحَةِ الْهَلَعِ، غَيْرَةُ حَبِيبِي، تَعْلِيقٌ، أَحِنُّ إِلَى حَفِيفِ صَوْتِكَ، إضافة إلى الأهداء والمقدمة والسيرة الذاتية للشاعرة الفلسطينية التي ما زالت تقول:
آمال :
  لَيْسَتْ سِوَى طِفْلَةٍ خَضْرَاءَ انْبَثَقَتْ مِنْ رَمَادِ وَطَنٍ مَسْفُوكٍ فِي عُشٍّ فِينِيقِيٍّ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ!
أَتَتْ بِهَا الْأَقْدَارُ، عَلَى مُنْحَنَى لَحْظَةٍ تَتَّـّقِدُ بِأَحْلَامٍ مُسْتَحِيلَةٍ، فِي لُجَّةِ عَتْمٍ يَزْدَهِرُ بِالْمَآسِي، وَمَا فَتِئَتْ تَتَبَتـَّلُ وَتَعْزِفُ بِنَايِ حُزْنِهَا الْمَبْحُوحِ إِشْرَاقَاتِهَا الْغائِمَةَ، وَمَا انْفَكَّتْ تَتَهَادَى عَلَى حَوَافِّ قَطْرَةٍ مُقَدَّسَةٍ مُفْعَمَةٍ بِنَبْضِ شُعَاعٍ، أَسْمَوْهُ "الْحَيَاة"!
عَشِقْتِ الْمُوسِيقَا وَالْغِنَاءِ، فَتَعَلَّمَتِ الْعَزْفَ عَلَى الْكَمَانِ مُنْذُ تَفَتَّحَتْ أَنَامِلُ طُفُولَتِهَا عَلَى الْأَوْتَارِ وَسَلَالِمِ الْمُوسِيقَا، وَقَدْ دَاعَبَتِ الْأَنَاشِيدُ الْمَدْرَسِيَّةُ وَالتَّرَانِيمُ حَنْجَرَتَهَا، فَصَدَحَتْ فِي جَوْقَةِ الْمَدْرَسَةِ، إِلَى أَنِ اتَّشَحَ حُضُورُهَا بِالْغِيَابِ الْقَسْرِيِّ مُدَّةَ سَنَوَاتٍ، لِتُعَاوِدَ ظُهُورَهَا فِي كُورَال "جَوْقَةِ الْكَرَوَان" الْفِلِسْطِينِيَّةِ!
كَمْ عَشِقَتْ أَقْدَامُهَا الْمُعَتَّقَةُ بِالتُّرَاثِ الرَّقْصَ الشَّعْبِيَّ، وَكَانَ لِخَطَوَاتِهَا الْبَحْرِيَّةِ نَكْهَةً مَائِيَّةً تُرَاقِصُ ظِلَالَ شَبَابٍ طَافِحٍ بِالرَّشَاقَةِ فِي فِرْقَةِ دَبْكَةٍ شَعْبِيَّةٍ، إِضَافَةً إِلَى نَشَاطَاتٍ كَشْفِيَّةٍ وَأُخْرَى عَدَيدَةٍ، تَزْخَرُ بِهَا رُوحُ فَتَاةٍ تَتَقَفَّزُ نَهَمًا لِلْحَيَاةِ!
أَمَّا لِمَذَاقِ الْمُطَالَعَةِ وَالْقِصَصِ وَالرِّوَايَاتِ فَكَانَتْ أَسْرَابُ شَهْوَةٍ؛ تَحُطُّ فَوْقَ أَنْفَاسِهَا حَدَّ التَّصَوُّفِ وَالتَّعَبُّدِ، مُنْذُ أَنْ تَعَلَّقَتْ عَيْنَاهَا بِسَلَالِمِ فَكِّ الْحُرُوفِ، وَكَانَ لِلْقَلَمِ الْمَخْفِيِّ فِي جَيْبِ سُتْرَتِهَا وَتَحْتَ وِسَادَتِهَا صَلِيلٌ يُنَاكِفُهَا، كُلَّمَا شَحَّ رَذَاذُ نَبْضِهِ فِي بَيَاضِهَا، فَيَفْغَرُ فَاهَهُ النَّارِيَّ مُتَشَدِّقًا بِسِحْرِهِ، كَأَنَّمَا يَحُثُّهَا لِاحْتِضَانِهِ، كُلَّمَا ضَاقَتْ بِهِ الْأَمْكِنَةُ، وَكُلَّمَا تَعَطَّشَ إِلَى خَمْرِهَا، فَتُحَلِّقُ بِهِ فِي سَمَاوَاتِ فُيُوضِهَا، وَمَا أَنْ تَصْحُوَ مِنْ سَكْرَتِهَا، حَتَّى تُمَزِّقَ مَا خَطَّتْهُ وَنَسَجَتْهُ مِنْ خُيُوطِ وَجْدِهَا، لِتَمْحُوَ كُلَّ أَثَرٍ يُبِيحُ لِلْآخَرَ أَنْ يُدْرِكَ مَا يَعْتَمِلُ فِي نَفْسِهَا، وَلِأَنَّ مَكَانَةً سَامِقَةً وَأَثَرًا جَمًّا وَمَهَابَةً لِلْأَدَبِ، تَخْشَى أَنْ تَتَطَاوَلَ إِلَيْهِ، أَوْ تُقْحِمَ نَفْسَهَا فِي وَرْطَةٍ لَا خَلَاصَ مِنْهَا.
مَا بَعْدَ الْفَتْرَةِ الثَّانَوِيَّةِ حَلَّتْ مَرْحَلَةُ مَنْفَاهَا عَنْ طُفُولَتِهَا الزَّاهِيَةِ، حِينَ اسْتَلَبَتْهَا مَخَادِعُ الدِّرَاسَةِ الْجَامِعِيَّةِ الثَّلْجِيَّةِ مِنْ أَجِيجِ نَشَاطَاتِهَا، وَمِنْ ثُمَّ؛ تَمَلَّكَتْهَا مَسْؤُولِيَّاتُ الزَّوَاجِ وَالْأُسْرَةِ وَمِهْنَةِ التَّدْرِيسِ، وَاقْتَصَرَ دَوْرُهَا الْأَسَاسِيُّ عَلَى مَرْحَلَةٍ جَدِيدَةٍ؛ هُوَ بِنَاءُ عَالَمٍ مُحَبَّبٍ آخَرَ بَعِيدًا عَنْهَا قَرِيبًا جِدًّا مِنْهَا، الْأُسْرَةُ بِكَامِلِ مَسْؤُولِيَّاتِهَا الْجَمَّةِ، وَفِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ وَبِفِعْلِ سِحْرِ الْأُمُومَةِ، نَمَا فِي قَلْبِهَا عِشْقٌ جُنُونِيٌّ لِلْعَطَاءِ، رَغْمَ طَرَاوَةِ الْحَيَاةِ وَقَسْوَتِهَا، وَكَانَ بَخُورُ الذِّكْرَيَاتِ يَعْبَقُ بِكِبْرِيَائِهَا، وَيُمَرِّغُهَا بِعِطْرِ الطُّفُولَةِ الْهَارِبَةِ!
مَا بَيْنَ رُمُوشِ نَهَارَاتِهَا وَوَسَائِدِ لَيَالِيهَا، سَاحَتْ آمَال فِي عُمْقِ بُوَارٍ لَا يَحُدُّهُ خَوَاءٌ، تَارَةً، تَأْخُذُهَا سِنَةٌ مِنْ سُبَاتٍ فِي اسْتِسْقَاءِ الْمَاضِي، وَتَارَةً، تَسْتَفِيقُ مِنْ قَوْقَعَةِ أَحَاسِيسِهَا الذَّاهِلَةِ، حِينَ تَهُزُّهَا الْفَجْوَةُ الدَّهْرِيَّةُ بَيْنَ الْأَنَا وَالْآخَرَ وَالْكَوْنِ، وَبَيْنَ مُجُونِ الضَّيَاعِ الْمُزَمْجِرِ فِتْنَةً، وَبَيْنَ حَانَاتِ الْخَطَايَا الْمُشْتَعِلَةِ كُؤُوسُهَا بِلَا ارْتِوَاءٍ، وَالْوَطَنُ يَرْتَعُ فِي شَهَقَاتِ أَلَمٍ تَعْتَصِرُ أَمَلًا مِنْ كُرُومِ الْمُسْتَحِيلِ!
لَمْ تَفْلَحْ شَفَافِيَّةُ الْوَاقِعِ الْمُرِّ حُلْوُهُ، وَلَا مَهْرَجَانَاتُ الْحَيَاةِ مِنْ صَلْبِهَا عَلَى أَعْمِدَةِ مُدَرَّجَاتِ وَمَسَارِحِ الْحَيَاةِ، بَلِ الْتَجَأَتْ بِصَمْتٍ وَهُدُوءٍ إِلَى كَهْفِ الْأَبْجَدِيَّةِ، وَاعْتَكَفَتْ فِيهِ كَنَاسِكَةٍ تَحْتَرِفُهَا فِتْنَةَ التـَّأَمـُّلِ، حَيْثُ تَصْطَفِي نَيَازِكَ حُرُوفٍ مُتَلَأْلِئَةٍ بِالنُّضُوجِ، كَادَتْ تَسْقُطُ سَهْوًا فِي مِحْرَقَةِ الْأَلَمِ، أَوْ كَادَتْ تَرْجُمُها إِغْوَاءَاتُ الدُّرُوبِ بِحَصًى يَتَجَمَّرُ، لكِنَّهَا حَاوَلَتْ أَنْ تَلْتَقِطَ بِأَنَامِلِ خَيَالِهَا تِلْكَ الْحُرُوفَ اللَّاسِعَةَ الْكَاوِيَةَ، كَيْ تُرَطِّبَ وَجْدَ آمَالِهَا الْمَوْشُومَةِ بِنَشِيجِ خَلَاصٍ قَدْ يَأْتِي!
كَمْ تَمَاوَجَتْ فِي طُهْرِ رُوحِهَا شُعَاعَاتُ إِيمَانٍ صَاخِبَةٌ بِفُصُولِ التَّوَغُّلِ وَبِوُجُوهِ الْجَمَالِ فِي غَدٍ دَافِئٍ، وَكَمْ نَقَشَتْهَا أَنْفَاسُهَا تَنْهِيدَةً مَنْحُوتَةً وَمُشَفَّرَةً، عَلَى شَاهِدَةِ عُمْرٍ يُلَاحِقُهَا، وَيُوَلِّي فِي صَحْوَتِهِ، وَلَا يَلْوِي عَلَى الْتِفَاتَةٍ تَكْتَظُّ بِالْحَسْرَةِ!
"سِحْرُ الْكَلِمَات" هُوَ عَجُوزِي الْمُسْتَعَارُ، وَرَاعِي انْتِظَارَاتِي الْمُؤَجَّلَةِ بِفُوَّهَةِ مَغَارَتِهِ الْخَضْرَاءِ، يَحْرُسُ بِتَمَائِمِهِ وَمَشَاعِلِهِ عَرَائِشَ كُرُومِي، عِنْدَمَا تَسَلَّقَتْ عَلَيْهَا دَوَالِي قَلْبِي وَذَاكِرَتِي الْمَنْهُوبَةُ، وَنُصُوصِي الوُجْدَانِيَّةُ الْمُكَدَّسَةُ عَلَى رُفُوفِ فُسْحَاتٍ تَعَذَّرَ الْتِقَاطُهَا، وَبِعَشْوَائِيَّةٍ لَذِيذَةٍ انْفَرَطَتْ قُطُوفُ أَسَارِيرِهَا عَلَى أَطْبَاقِ الْبَرَاءَةِ عَبْرَ صَفَحَاتِ النِّتّ، لِتُؤَبِّدَ دَهْشَةَ صَمْتٍ عَبَرَتْ كَالرِّيحِ، فَوْقَ ظِلَالِ الْفُصُولِ وَالْعُمْرِ، إِلَى أَنْ كَانَتْ وَمْضَةٌ مُخَصَّبَةٌ بِأَحْضَانِ سَحَابَةٍ مُتَنَكِّرَةٍ، تَرَاذَذَتْ مِنْ جِلْبَابِهَا "آمَال عَوَّاد رضْوَان"، وَمُنْذُهَا، وَآمَال لَمَّا تَزَلْ آمَالُهَا حَتَّى اللَّحْظَةِ تَتَلَأْلَأُ بـمنجزاتها الأدبيّة والثقافيّة. 

وداعًا أيها الشاعر العراقي الجميل فوزي كريم

كتب : شاكر فريد حسن ـ

توفي في عاصمة الضباب لندن ، الشاعر العراقي المبدع الكبير فوزي كريم ، أحد أطياف الثقافة العراقية ، ومن ابرز وأهم الاصوات الشعرية في الستينات من القرن الماضي ، الذي فتح الباب واسعًا أمام الحداثة الشعرية ، فضلًا عن المتابعات النقدية للتراث والشعر الحديث ، ومن أعلام الادب العراقي والعربي المعاصر .

فهو شاعر وناقد ورسام وكاتب موسيقي ، من مواليد بغداد ، انهى دراسته الجامعية فيها ، هادر إلى بيروت العام 1966 ، ثم عاد إلى وطنه العراق العام 1978 ، ثم سافر إلى لندن وبقي فيها حتى وافته المنية .

صدر له في الشعر : عثرات الطائر ، مكائد آدم ، لا ترث الأرض ، قارات الأوبئة ، قصائد مختارة ، قصائد من جزيرة مهجورة ، السنوات اللقيطة ، آخر الغجر ، ليل أبي العلي .

وفي النثر النقدي : ثياب الامبراطور : الشعر ومرايا الحداثة الخادعة ، العودة إلى كاردينيا ، يوميات نهاية الكابوس ، تهافت الستينيين : أهواء المثقف ومخاطر الفعل السياسي .

بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان " مدينة النحاس " .

رحيل فوزي خسارة جسيمة للشعر العراقي والعربي الأصيل الصافي ، وللإبداع الانساني الملتزم بهموم ووجع الوطن والإنسان .

فوداعًا أيها الجميل فوزي كريم ، والشاعر لا يموت ـ بل يبقى خالدًا في ذاكرة الشعوب والتاريخ الثقافي والأدبي ، وكيف إذا كان شاعرًا مجيدًا ساطعًا مثلك ..!!

لك الرحمة والذكرى الطيبة والإرث الشعري الباقي .

الذكرى الـ971 لميلاد الفيلسوف والفلكي والشاعر الكبير عمر الخيّام

إعداد عادل محمد ـ

في 18 مايو 1048م، ولد عالم الرياضيات، والفيلسوف والشاعر الفارسي الكبير عمر الخيّام

صاحب "رباعيات الخيام" الشهيرة، والذي اشتهر بكونه أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط.

أحد أبرز إنجازات الخيام كانت وضعه تقويما سنويا جديدا، الذي سار فيما بعد تقويما متبعا إلى هذا اليوم في بعض الدول، وأطلق عليه "التقويم الهجري الشمسي".

تفاصيل التقويم "الهجري الشمسي" الذي اخترعه عمر الخيام

وضع الخيام هذا التقويم بمعاونة سبعة من علماء الفلك ويعتبر أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حالياً، وحسب شهادات علماء الفلك الغربيين، حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد فقط لكل 3.8 مليون سنة، في مقابل نسبة الخطأ للتقويم الميلادي البالغة يوم واحد لكل 3300 سنة.

بداية الحساب

أساس قيام التقويم الهجري الشمسي هو البداية من السنة الأولى للهجرة النبوية، ثم حساب السنوات من وقتها بالتقويم الشمسي وليس القمري، فأول يوم للتقويم الهجري الشمسي 1 حمل (فروردين) سنة 1 الهجرية الشمسية، والذي وافق يوم الجمعة 29 شعبان سنة 1 قبل الهجرة، وافق 19 مارس يولياني الميلادي (22 مارس 622 الغريغوري الميلادي).

أشهر التقويم

تقسم أشهر التقويم إلى 12 شهراً، الأشهر الستة الأولى منه تكون 31 يوماً والخمسة أشهر التي تليها تكون 30 يوماً، أما الشهر الأخير فيكون 29 يوماً في السنة البسيطة و30 يوماً في السنة الكبيسة.

والشهوره الشمسية الهجرية تسمي بأسماء البروج الفلكي، وهي: الحمل - الثور - الجوزاء - السرطان - الأسد - السنبلة - الميزان - العقرب - القوس - الجدي - الدلو – الحوت.

من يستخدمه؟

التقويم الهجري الشمسي يستخدم في إيران وأفغانستان،  وهو التقويم الثاني في كردستان،

عمر الخيام... مبدع الرباعيات وعالم الفلك والرياضيات

قال قومُ ما أطيب الحورَ في الجنة.. قلتُ المدامُ عندي أطيب
فأغنم النقد وأترك الدين وأعلم.. أن صوت الطبول في البعد أعذب

مَا أَسْرَعَ مَا يَسِيرُ رَكْبُ الْعُمْرِ.. قُمْ فَاغْنَمْ لَحْظَةَ الْهَنَا وَالْبِشْرِ
دَعْ هَمَّ غَدٍ لِمَنْ يَهِمُّوْنَ بِهِ .. وَالْلَّيْلُ سَيَنْقَضِي فَجِئ بِالْخَمْرِ

عرف عمر الخيام كشاعر من خلال عمله الشعري الأشهر "الرباعيات" الذي ترجم من الفارسية إلى مختلف لغات العالم، إلا أن هذا الجانب طغى على جوانب الإبداع في هذه الشخصية متعددة المواهب، وطمسها، فالخيام قبل أن يكون شاعرا كان عالما كبيرا في مجالي الفلك والرياضيات، وله فيهما العديد من الأبحاث والابتكارات التي تجعله من علماء الصف الأول في حضارة الإسلام، فاستحق الألقاب التي صبغها عليه معاصروه كـ"حجة الحق، وسيد حكماء المشرق والمغرب، وسيد المحققين".

ولد غياث الدين عمر بن إبراهيم الخيام في أواسط القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، في عصر كان يعد وبحق قمة تقدم علم الرياضيات في العالم الإسلامي في مدينة نيسابور الإيرانية، حيث تلقى علومه الأولى ونبغ في الرياضيات والهندسة منذ الصغر، وهو ما لفت نظر عالم الرياضيات الكبير الحكيم أبي الحسن الأنباري فقربه إليه.

وتعلم الخيام على يدي الأنباري وعلى أيدي غيره من علماء العصر مبادئ الرياضيات والهندسة والفلك، ومازال صيت الخيام العلمي في انتشار حتى سمع به السلطان الأعظم ملكشاه السلجوقي الذي أدناه وجعله فلكيه الخاص.

وبأوامر من السلطان بدأ مساعدة عدد من العلماء في إصلاح التقويم الشمسي، وهو ما أنهاه بعد خمس سنوات من العمل فأخرجه للناس كأول تقويم شمسي هجري تحت اسم "التقويم السلطاني" أو "التقويم الجلالي" المعروف في الغرب بـ"تقويم عمر" نسبة إلى عمر الخيام، وهو التقويم الذي يعد في نظر كل من درس تاريخ تطور العلوم في الغرب أدق تقويم أخرج إلى الناس ويتفوق على التقويم الجريجوري الباباوي المعمول به في التقويم الميلادي الحالي. فقد قام الخيام بإصلاح نظام التقويم الشمسي بشكل غير مسبوق ولا متبوع، فقد جعل السنة 12 شهرا، كل شهر مدته ثلاثين يوما إلا الشهر الأخير فجعله خمسة وثلاثين يوما، على أن تكبس سنة كل أربع سنوات، بينما جعل الخيام أول أيام السنة الجديدة يوم الاعتدال الربيعي الموافق 21 من شهر مارس في التقويم الميلادي.

ويعتبر هذا التقويم من أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حاليا، حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوما واحد فقط لكل 3.8 ملايين سنة في مقابل نسبة الخطأ للتقويم الميلادي البالغة يوما واحدا لكل 3300 سنة، لأن تقويم عمر الخيام جعل السنة 365 يوما و5 ساعات و49 دقيقة و5.45 ثوان، وهي بذلك تزيد على السنة الشمسية الحقيقية بمقدار 19.45 ثانية، بينما تزيد السنة الجريجورية عن السنة الشمسية بمقدار 26 ثانية، ما يعني أن السنة الجلالية أقرب إلى الدقة، على الرغم من أن تقويم عمر الخيام أسبق من التقويم الغربي بـ500 عام.

وفي مجالات العلوم الأخرى برع الخيام في علوم الرياضيات، واستطاع أن يحفر اسمه في هذا المجال بكتابه "الجبر والمقابلة" الذي وضع فيه حلولا للجذور الثلاثة للمعادلات التكميلية، وهو عمل كبير لم يتوصل إليه أحد من قبله، كما أنه قام بالتعريف بثلاثة عشر شكلا مختلفا من المعادلات التكعيبية، وأعطى حلولا جبرية وهندسية لعدد منها لم يصل إليه أحد من العلماء حتى الآن. كذلك نبغ الخيام في العلوم الطبيعية، فقد اخترع الخيام ميزان الماء المطلق لوزن ورصد الأجسام ووزن الهواء والماء والذهب والفضة وغيرها من الأجسام الدقيقة، وهو الميزان الثالث في التاريخ بعد ميزاني أرشميدس والبيروني.

لقد ترجم الشاعر الانجليزي ادوارد فيتزجيرالد رباعيات عمر الخيام إلى الانجليزية، والشاعر العراقي احمد الصافي النجفي برع في ترجمة رباعيات الخيام من الفارسية للعربية. 

ضريح عمر الخيام في نيشاپور - ايران

في الختام يجب التذكير بأن بعد غزو العرب لايران العديد من الايرانيين كانوا يستعملون الأسماء العربية، أو يبدلون الأسماء الفارسية إلى العربية خوفاً من المطاردة أو القتل.

حسب المصادر الايرانية التاريخية، والكاتب الايراني الراحل "صادق هدايت"، ومدير قناة مهر الايرانية في فرنسا "سياوش اوستا"، كان عمر الخيام يسمى "كيوان نيشاپوري".

المصادر: موسوعة ويكيبيديا والمواقع العربية المعتبرة

الرواد الكبار في جولة في مدينة الحصن



بقلم وعدسة: زياد جيوسي ـ
   بدعوة من اللجنة الثقافية في نادي الحصن الرياضي والثقافي، كنت أشد الرحال قادما من ربوع بلدتي جيوس في شمال الضفة المحتلة من فلسطين الحالمة بفجر الحرية، لأشارك باستقبال منتدى الرواد الكبار القادم من عمَّان والتجوال معهم في مدينة الحصن  من ضمن البرنامج الثقافي للمنتدى القائم على التجوال في مناطق الأردن الجميل تحت عنوان "ذاكرة مكان"، وكان اعتزاز لي أن اشارك أحبتي في الحصن هذه الجولة وهذا البرنامج، فمنذ زرت الحصن عدة مرات وكتبت عنها سلسلة مقالات نشرتها الصحف بكثافة وأحبتي في الحصن لا يتركون مناسبة الا ويدعوني اليها كما ابن للمدينة، وكلما كان الوقت والظرف يسمح لا اتأخر عن تلبية الدعوة.
   حضر الوفد من عمَّان وكانت فرصة جميلة أن التقيهم فمنهم أصدقاء ومنهم من التقيتهم خلال ندوات وأمسيات ثقافية تعقد في منتدى الرواد الكبار، وكان على رأس الوفد السيدة هيفاء البشير مدير المنتدى هذه السيدة التي لا تكل ولا تمل عن النشاط في رسالة آمنت بها، والسيدة ميسون العرموطي رئيس جمعية الأسرة البيضاء التي تعمل على العناية بكبار السن وتوفير البرامج التي تملأ فراغهم بدلا من ان يعيشوا بوحدة وفراغ بانتظار الرحيل، وكذلك شعلة المنتدى الكاتبة والروائية والشاعرة سحر ملص مدير البرنامج الثقافي بالملتقى وعدد من اعضاء الجمعية وفنانين وفنانات يبوحون بالريشة بوح أرواحهم.
   بدأ البرنامج بعد احتساء القهوة بجولة في المعرض التشكيلي وبعض من منحوتات الفنان الكبير د. كرام النمري ولوحات الفنانة التشكيلية رنا حتاملة ونواة المكتبة التي بدأ انشائها، ومن ثم بدأت رحلة التجوال في مدينة الحصن بزيارة لمرتفع يعرف بإسم المطل لاشرافه على الحصن بمشهد بانورامي شامل، حيث تحدث الصديق باسل النمري للوفد باختصار عن الحصن ومعالمها وتاريخها، وكما عادة أهل الحصن بالكرم المتأصل أصر أحد الجيران "بيت الريحاني" على استضافة الوفد واستضافتنا في بيته لاحتساء القهوة، وبعد القهوة توجهنا والوفد إلى متحف الأديب والفيلسوف الراحل أديب عباسي حيث كانت السيدة يسرى العباسي شقيقة الفقيد بالاستقبال، ومن هناك إلى كنيسة ودير اللاتين التي تروي بعض من حكايات الحصن، حيث رافق الوفد القائمين على الدير وشرحوا عن اللوحات الفنية وبعض من تاريخ الحصن، ليتم التوجه بعدها إلى متحف الحصن الثقافي حيث كان بالاستقبال السيد سامح الحتاملة وهو الذي انشأ المتحف بالكامل بجهد شخصي، وهذا المتحف يروي الحكاية التراثية للحصن من كافة النواحي من ادوات والبسة ووثائق تراثية، وبعد جولة في المتحف اتجهنا لتل الحصن وهو تل تراكمي يحتوي بداخله تاريخ وتراث الحصن ومنه اتجهنا للبركة الرومانية التي كانت تروي الحصن بأكملها، لتختتم الجولة بعد اختصار في البرنامج حيث كان المقرر زيارة بيت عصفور التراثي ودير الروم الأرثوذكس وهو أقدم دير في الأردن وبعض المواقع الأخرى التي تروي تاريخ الحصن.
   الى متنزه القناطر كان التوجه لدعوة الغداء التراثية والتي حرصت اللجنة الثقافية على تقديم الوجبات التراثية فيها من المنسف الى المكمورة مرورا بالتشعاجيل وغيرها من وجبات تراثية وشعبية، وبعد الغداء كان التوجه مجددا الى نادي الحصن الثقافي لأمسية مختصرة رحب بها رئيس النادي بالحضور وتحدث عريف الحفل الشاعر مهدي نصير فيها كما تحدثت السيدة هيفاء البشير  واعربت عن سرور الوفد بهذه الزيارة وتحدثت عن منتدى الرواد الكبار ودوره ودور جمعية الأسرة البيضاء واعلنت ان المنتدى سيقوم بتقديم مجموعة من الكتب هدية لمكتبة النادي، والقى الشاعر نايف ابو عبيد بعض من قصائده وتحدث د. سليمان الأزرعي الى التاريخ الثقافي والأدبي في الحصن.
   اختتم الحفل بتقديم رئيس النادي درع تكريمي لمنتدى الرواد الكبار، وقدمت السيدة هيفاء البشير درع تكريمي لنادي الحصن، ومن ثم غادر الوفد مدينة الحصن بمثل ما استقبل فيه من حفاوة، وغادرت وزوجتي مدينة الحصن مساءًا بعد زيارة لبيت صديقنا ابو حسين "محمد الحتاملة" والفنانة التشكيلية رنا حتاملة وتلبية دعوة اللجنة الثقافية لنادي الحصن ليوم كامل في رحاب الحصن التي تسكن مني القلب والروح.

قـصيـدة النـثـر ومـشـروعـيـة الـوجــود

  المناصرة 
                                           
بقلم الدكتور عماد الضمور(عمان -الأردن)
على الرغم من كثرة القراءات والاجتهادات في طبيعة قصيدة النثر: بن
يتها ومهادها وروادها إلا أن ما يقدمه الشاعر/ الناقد الفلسطيني عزالدين المناصرة في ورقته النقدية التي يُجمل فيها خلاصة رحلته مع قصيدة النثر شاعراً وناقداً يُثير كثيراً من القضايا المهمة حول قصيدة النثر.
إذ يطرح المناصرة آراء تمتلك قوة في الحضور والتأثير وتؤسس لأفكار وتأويلات تقترب في بعضها من آراء النقاد في قصيدة النثر، لكنها تأويلات تبدو متباعدة ـ أحياناً ـ عند الإتيان على التفاصيل.
في حدود السياق العام ومشروعية قصيدة النثر يكاد يتفق المناصرة مع كثير ممن اعترفوا لهذه القصيدة بمشروعية وجودها وروحها الشعريّة ورؤاه الفكرية، لكنه لا يتفق عمّا هو شائع حول ريادتها، إذ يعود بها إلى عام 1910 وصدور كتاب أمين الريحاني (ولد عام 1876) )هتاف الأودية) حيث الرغبة في اللقاء الحضاري بين روحانية الشرق ومادية الغرب التي ظهرت في مجمل نتاج المهجريين العرب بداية القرن العشرين، فكانت الثورة على التقليد في المنجز الشعري. وهنا لابد من التنبه إلى أن الزمن الذي أبدع فيه أمين الريحاني كتابه النثري مقيّد بالظرف الحضاري لتلك الفترة، وهو ظرف مختلف عمّا شاع في منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما ظهرت قصيدة النثر على صفحات مجلة شعر البيروتية منذ عام 1957م، حيث النضج الفكري الذي يظهر أكثر قبولاً للجديد من أي وقت سابق.
إنّ ما تنطوي عليه المقارنة بين العصرين لا يلغي ملامح الإبداع النثري للريحاني لكن لا يؤكد سطوته لهذا الفن الشعري أو حتى قصديته للنظم الشعر نثراً، فباث الخطاب صاحب رسالة ورؤيا لكنه لم يؤصلها فناً قائماً بذاته، يمكن التوافق عليه أو استخلاص أبرز مقوماته.
   أدونيس
لذلك لا غرابة أن يتبدّى المغاير والمنشّق والمختلف لكلّ مَنْ جاء بالفكرة الأولى. ولعلّ هذا شأن البحث في ريادة أي شيء. يطرح المناصرة في ورقته النقديّة قضايا نقاشية حول إشكاليّة تتمثل فيها خُلاصة تجربته الإبداعيّة بعدما عرف قصيدة النثر شاعراً وناقداً، إذ ينحى نحو المنهجية ويختار الكلام العلمي بدلاً من الانفعال أو النقد الانطباعي؛ ما جعله يُقدّم خُلاصة ثلاث طبعات لكتابه النقدي المهم: «إشكالات قصيدة النثر» فبعدما هدأت العاصفة أراد المناصرة أن يقول كلمته علّه يخرج برأي يحسم به النقاش الذي أُثير حول قصيدة النثر. يدعو المناصرة إلى دراسة قصيدة النثر من طبيعتها البنائية وليس كما نريد أن ننظر إليها، وهو بذلك يتبين وجهة نظر نقديّة جمالية تقوم على أسس نقدية منهجية واضحة وليست انطباعية جزئية. يحاول وضع تعريف للمصطلح أو تكوين بنائي للمصطلح، وكيفية التشكّل الأصول والروّاد. إنّ الإبداع يصدم أفق الانتظار في جزئيته حسب ما هو معلوم، فلماذا لا يصدمه في كليّته؟ حتى عبّر عن ذلك الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس) في»صدمة الحداثة»، فكان التجاوز على أساس الجنس الأدبي في حدّ ذاته، حيث نجدهم يقولون: لغة متفرّدة و نظم متفرّد و أسلوب متفرّد و صور جديدة وأخيلة جديدة ومواضيع جديدة وأصبحنا نقول:جنس جديد. 
   الملائكة
إنّ محاولة (التصنيف النصيّ (الجنس) والهويّة الفكريّة) لقصيدة النثر ظاهرة لافتة للانتباه في ورقة عز الدين المناصرة النقدية، وهي واضحة في شعر الحداثة العربية بعد مدرسة البعث والإحياء، فمنذ الرواد الأوائل، وأعني بهم: المعتدلين نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور، وحتى المتعصبين وأعني بهم أنسي الحاج ويوسف الخال وأدونيس، وكذلك دعاة المقاومة والطابع الثوري الوظيفي، وأعني بهم محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما ، ما زالت قصيدة النثر إحدى علامات الحداثة الشعريّة العربية في اتجاهها المكاني صوب أوروبا، والتأثر العربي بالغرب. لعلّ الجميع أيضاً يعرف أن المنظرين الأوائل للنص الشعري العربي منهم مَنْ رفض هذه الظاهرة، ومنهم مَنْ قبلها، و منهم مّن تحمّس لها، ومنهم مَنْ يقبلها على مضض مترقباً تحقيقها لذاتها، ومتماشياً مع سوسيولوجيا الإبداع، أو منتظراً متى تفرض نفسها في الساحة الأدبية ومتى تقاوم الدوائر النقدية والثقافية والأكاديمية العربية فتنتصر، فمثلما رفضتها نازك الملائكة في كتابها» قضايا الشعر المعاصر»، وتحمّس لها ودافع عنها دفاعاً مستميتاً في مجلة شعر كلٌّ من أنسي الحاج ويوسف الخال ومحمد الماغوط مطبقاً إياها، وممارساً لطقوسها بعيداً عن القيود العربية ومنظراً لها تنظيراً اعتراف به أدونيس في»صدمة الحداثة»و»الثابت والمتحول» في حين نجد عز الدين إسماعيل يقبلها على مضض .  فيما يتعلق بالتعريف فإن قصيدة النثر ما زالت تبحث عن كينونتها التي تجعل منها نصاً قابلاً للقراءة، وما تزال في طور التكوّن والتشكّل تبحث عن موقع لها في الإبداع الأدبي المعاصر، إذ إنّ تداخل الأجناس الأدبية جعل من استخلاص تعريف ثابت لها أمراً شائكاً، ومع ذلك فإنه يمكن من الورقة النقدية التي يقدمها الشاعر عزالدين المناصرة اقتناص أهم ملامح هذا الفن الأدبي، فهي تراعي الإيقاع والدلالة والذاكرة، ممّا يميّزها على القصيدة العمودية التي تقوم على نظرية النقاء الُلغوي، وبكارة اللغة ومثالية النظم، ويجعلها بنية دالة على معنى بروح شعريّة تشترك مع النثر بالسمة السردية ذات الصبغة الحكائية، وانبعاث الرؤيا في التعبير. إذ يُشير المناصرة في ورقته النقدية إلى خصوصية التجربة في قصيدة النثر، والمحور التفاعلي فيها، حيث تتمظهر قوة الخطاب الشعري لقصيدة النثر في التأثير المتبادل بين الناصّ والمتلقي، في رسائل نسقيّة ذات دلالة مختلفة الفاعلية.  تطرح مقاربة عزالدين المناصرة لقصيدة النثر كثيراً من الصعوبات النظرية والمنهجية والتطبيقية، فما زال هذا النوع الأدبي الجديد في الساحة الثقافية العربية في حاجة ماسة إلى أدوات تقنيّة وتصورات نظريّة ومفاهيم إجرائية لتقويم نتاج الشعراء النثري ودراسته دراسة موضوعية وفنية.  ومع كلِّ ذلك تبقى قصيدة النثر أكثر تمثيلاً لحراك إبداعيّ جديد، يُنجز أسئلته بعيدًا عن القياسات والأُطر التقليدية، ويفتح صفحة جديدة تسمح للجسد المقهور أنْ ينتج علاماته في حرب ثقافية هي الأشد قسوة في تاريخ الشعر، فهي قصيدة ذات بنية سائلة في طبيعة التعرّج والتشعّب، فضلاً على أنّ فضاءاتها الُلغوية والإيقاعية مفتوحةٌ، دون حدود أو قيود، وهذا ما يمكّن الشاعر من التعبير عن تجارب داخلية معقدة، ومكبوتة.

ملاحظات (المحرر):
1. صدر لعزالدين المناصرة كتاب (إشكالات قصيدة النثر: (نصّ شعري تهجيني مفتوح، عابر للأنواع، ومستقل)، صدر في ثلاث طبعات منذ 1998، 2002، و2015، وأفضلها الطبعة الثالثة الصادرة عن دار الراية – عمّان، الأردن.
2. يقول الكاتب اللبناني (جهاد فاضل): (كتاب المناصرة هو أهم مرجع صدر بالعربية حتى اليوم، (مجلة الحوادث اللبنانية، لندن، 21/6/2002).
3. استخرج المناصرة (45 اسماً لقصيدة النثر) من بينها، مصطلح (كتابة خنثى) مثل الوردة الجوري – (1997)، وأعلن المناصرة أنه استوحى هذا المصطلح من الأسطورة اليونانية: (هيرمس – أفروديت)، لكن بعض الجهلة هاجموا الكتاب، والمفارقة أن هؤلاء أصيبوا بمرض الخرس والصمت، عندما صدر (الجزء الثاني) من كتاب سوزان برنار عن قصيدة النثر عام (2000) بترجمة راوية صادر، ورد فيه مصطلح (الشكل المخنّث) حرفياً – ص (211).
4. قالت (جريدة القاهرة، عدد 18/11/2003) حرفياً: (منذ كتاب طه حسين (في الشعر الجاهلي)، لم يحدث ضجيج نقدي  في مجال نقد الشعر، كما هو الضجيج النقدي الذي أحدثه كتاب عزالدين المناصرة: (إشكالات قصيدة النثر: نص تهجيني مفتوح).
5. أكد عزالدين المناصرة أن (رائد قصيدة النثر الحقيقي)، هو أمين الريحاني، في كتابه (هُتاف الأودية، 1910). وأن شعراء مجلة شعر من كتّاب قصيدة النثر، هم الدفقة الثالثة في تاريخ قصيدة النثر.
6. ألقى عزالدين المناصرة، محاضرة في العاصمة الأردنية، عمّان. بعنوان (إشكالات قصيدة النثر: بعد أن هدأت العاصفة)، بتاريخ (8/5/2016)، نشرتها كاملة (جريدة الدستور، 13/5/2016). ويبدو أن مقالة الدكتور (عماد الضمور)، هي تعليق نقدي جيدعلى المحاضرة، وليس على الكتاب، (651 صفحة، دار الراية).

ندوة التراث السرياني






كتب نزار حنا الديراني ـ

عقدت لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الآباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية ندوتها الرابعة على مسرح الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان تحت عنوان ( التراث السرياني) شارك فيها  :
المطران جورج صليبا / 
          تأثير اللغة السريانية في اللغات السامية
المونسنيور روفائيل الطرابلسي / 
    "القوانين الأولى للكنيسة الكلدانيَّة بحسب ايليّا الجَوهَري 
الأديب نزار حنا الديراني / 
          توظيف إسطورة نزول عشتار وعيد أكيتو ( من الأدب السومري ) في تجسيد فكرة الجحيم والخلاص في الأدب السرياني المسيحي
أدارت الندوة الأديبة والأعلامية القديرة سمية التكجي التي طلبت من مدير الجامعة اللبنانية د.كابي الخوري  إلقاء كلمة الجامعة بعد أن نوهت بدور الجامعة بشخص الدكتور كابي الحريص على دعم النشاط الثقافي ومجتمعات الفكر و على انخراط الجامعة في القديم والتراث كي يكون دورها مكتملا .  وبدوره  رحب الدكتور بالحضور والمشاركين مضيفا : (لأنني لا أجيد السريانية لذا سأخاطبكم باللغة الأقرب لها وهي اللبنانية المحكية والتي هي إحدى رواسب السريانية .... فنحن يوميا نتكلم السريانية من غير أن ندري فالعديد من الأفعال والأسماء التي نستخدمها في حياتنا اليومية هي سريانية وحتى قواعد اللبنانية المحكية هي نفسها الى حد ما مع قواعد السريانية  ، وزجلنا الذي ننشده ونغنيه هو الآخر سرياني ... كل هذا يدل على سريانيتنا التي لازمت عوائلنا الى حيث القرن الثامن عشر ... وكجامعة لبنانية دولية دورنا في نشر العلم والمعرفة للحفاظ على التراث وخاصة أن التراث السرياني تراثا عريقا ولعب دورا مهما في ترجمة العلوم والفلسفة اليونانية والفارسية والأرمنية الى السريانية أولا ومن ثم العربية والعكس صحيح) بعد ذلك نوهت مديرة الجلسة عن أهمية هكذا ندوات وأضافت :
في رحاب هذه الندوة سوف نتلمس قبسا من الماضي لنضيء به الحاضر ونحرك الساكن فيه و من دروس التاريخ سنـأخذ العبر كي لا نكرر أنفسنا وبخيط الدين ونوره سننسج إنسانية ترى الله وراء كل باب نفتحه بالمعرفة و العلم ومن وحي كل هذه المعاني إنبثقت ندوتنا , وعلى هدى تعاليم العلامة الحجة الأباتي جبرائيل القرداحي ستتناول ندوتنا السريانية و أهلها ,لغة و كنيسة و تراثا و أدبا ,آملين تحقيق خطوة الى الأمام على طريق تحقيق ما تصبو اليه لجنة المتابعة من أهداف النهوض بهذه اللغة العريقة و تأمين الدعم الرسمي لها و الوقوف على قيمتها التاريخية في كل العصور .
ثم قدمت الأساتذة المشاركين للحضور من خلال تسليط الضوء على سيرتهم الذاتية وكان سيادة المطران جورج صليبا أول المتحدثين الذي قالت عنه : (مطراننا الجليل يرفض أن يقال عن السريان انهم أقلية بل نخبة ، ونحن نشد على اياديك  و نقول إن الكرام قليل ، وأن التاريخ لا يكتبه العدد بل العظماء و مهما جار التاريخ لن يقدر أن يمحو نفائس التراث السرياني ) بعد ذلك سلط المطران جورج صليبا الضوء على مؤتمر القاهرة مادحا الجامعات المصرية التي سبقت جميع جامعات الوطن العربي لتدريس اللغة السريانية في جامعاتها على أمل أن تحذو حذوهم الجامعات اللبنانية أولا والجامعات الأخرى في دول الشرق ... بعد ذلك  تحدث عن تأثير اللغة السريانية الآرامية في اللغات السامية قائلا :
ان اصطلاح ( اللغات السامية ) برز في العصور الوسطى بتصنيف اللغات القديمة وما تفرع عنها من لغات ولهجات،استعملتها شعوب العالم القديم وتداولتها وتبادلتها في مختلف القارات ولاسيما قارات وحضارات الشرقين الأدنى والآوسط .وصارت سمة تميّز سكان هذه البلاد.... وتصنّف وتحصر هذه اللغات باللغة الآرامية ، لغة الانسان الأول في الشرق الأدنى القديم .حيث تكلمتها شعوب المنطقة بلهجتين رئيسيتين نسميهما الشرقية والغربية ... تأثرت اللغة العبرية كثيرا" بامها اللغة الآرامية لاسيما في السبي البابلي .. وهناك خلال سبعين سنة من هجرتهم وجلائهم الى بلاد بعيدة نسوا اللغة العبرية لذا كان كهنتهم ومعلموهم يترجمون التوراة والتلمود من الآرامية الى اللهجة العبرية ... فاللغة الآرامية اثرت في اللغة العربية التي نقلت قواعد الآرامية والسريانية الى اللغة العربية وصارت الآرامية لغة العالم المتمدّن لمدة خمسة عشر قرنا  اعتبارا" من القرن السادس قبل الميلاد الى القرن السابع بعد الميلاد ....
ومن ثم قدمت المتحدث الثاني المونسنيور روفائيل طرابلسي الى الحضور قائلة عنه : (في حديقة الكنيسة تنمو ورود العذارى و المتزوجين و الأرامل و الشهداء ،فلا تكون الكنيسة الا اذا كانت من اجل الآخرين ،خدمة وتضحية ومحبة ومعان كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها،المونسينيور طرابلسي في شخصه و سلوكه تتجلى هذه المعاني ، يحمل لواء التوق الى الآخر ،الى استعادة الوحدة ، و يسلط الضوء على الجذور المشتركة للكنائس ) بعد ذلك تناول المونسنيور في محاضرته عن كتاب "القوانين الأولى للكنيسة الكلدانيَّة بحسب ايليّا الجَوهَري" (الذي حقّقه سيادة المطران ميشال قصارجي ) قائلا : (في الأوانِ الذي نشهدُ فيهِ على تَشْويهٍ ممنهجٍ ومستمرٍ لحضارة بلاد الرافدين، التي صدّرت للعالمِ قانونَ حمورابي، وهو الأولُ من نوعِهِ في تاريخِ البشريةِ، وفي زمنٍ رديءٍ نعاني فيه نشوبَ حربٍ ضَروسٍ طالتْ أرضَ العراقِ وبلادَ الشامِ، نقدِّم لكم مؤلفاً وضَعَهُ أسقفٌ من كنيسةِ المشرقِ، في القرنِ التاسعِ، ودوَّن فيه ِ مجموعةً قانونيةً مستقاةً ايامَ البطريركِ الجاثليق تيموتاوس الكبير في القرن الثامن، فاماط اللثامَ عن التعليمِ العامِ لكنيستهِ حولَ الموضوعاتِ التي تطالُ الشأنَ القانونيَّ وتحتوي ايضاً على مواضيعَ عقائديةٍ ورعويةٍ وتربويةٍ وطقسيةٍ وسواها... إنه المطران ايليا الجوهري المعروف بالدمشقي.
هذه المجموعةُ القانونيةُ التي عَرَفتْها كنيسةُ المشرقِ تتمتَّعُ بلا شكٍ بطابَعٍ مسكونيٍ بامتياز، اذ إنَّ واضَعها يتّصف بانفتاحِهِ على التراثاتِ الكنسيَّةِ المتنوِّعَةِ، .. لرُبما اعتَبَر البعضُ أنَّ كنيسةَ المشرقِ ظَلَّتْ بعيدةً عن الحركةِ المجمعيَّةِ والنشاطِ التشريعيّ والفكرِ العقائديّ الذي كانتِ القسطنطينيةُ وانطاكيا أو سواهما من المناطقِ والكراسي الرسوليةِ مَرْتَعاً له، في حينِ أنَّ هذه المجموعةَ القانونيةَ التي قام سيادتُه بتحقيقها وتحليلها ونشرِها تُقدّم اولَ مجموعةٍ قانونيةٍ متكاملةٍ عرفتْها كنائسُ الشرقِ باللغة العربيةِ ... 
وكان الاديب نزار الديراني آخر المتحدثين قائلة عنه : (قيل الحياة لا تكفي ،لذلك كان الأدب، نزار الديراني يعطي الكثير من حياته للأدب و يعطيه الأدب الكثير من الحياة، معه سنقوم بترحال في حقول الخبر والغواية و الخصب و ربنا نزلنا الى الجحيم لنختبر الخلاص و الانبعاث . وأنوه ، كثيرا بما يقوم الاستاذ نزار من ترجمة نصوص لكتاب العربية الى اللغة السريانية و جعلها تتخطى حاجز اللغة لترتبط بخيط الانسانية .)
تحدث الأديب نزار حنا الديراني في محاضرته عن توظيف إنشودة نزول عشتار الى العالمي السفلي وعيد أكيتو في تجسيد فكرة الجحيم والخلاص لدى الشاعر السرياني  قائلا:
(.. ومن اجل التوفيق في تجسيد و تقريب فكرة الخلاص والجحيم الى القارئ ، وظف الشاعر السرياني الكثير من هذه المفاهيم كاسطورة نزول عشتار الى العالم السفلي وعيد اكيتو وقصة الطوفان و..في شعره. 
ففيما يخص فكرة الخلاص نجد الشاعر السرياني يزاوج في قصائده ما بين اعياد اكيتو وعيد القيامة اللذان يشتركان في وقت الحدوث أي شهر نيسان ، هذا الشهر الذي يرمز الى عيد راس السنة عند البابلين والاشورين والى عيد القيامة (الخلاص ) عند المسحيين كما الحال لدى مار افرام ونرساي والسروجي و.. فمثلما يكون الخلاص في أكيتو بواسطة الاله مردوخ لا الملك يكون الخلاص في انشودة القيامة (3:7 ،9:11) لمار افرام من خلال المخلص / المسيح بدلا من أحبار اليهود كما يشترك النصان ايضا في تقديم القربان ، في أكيتو يطهر المعبد من خلال دم الحمل الذي هو خروف ليكون القربان ، وفي نشيد القيامة يكون التطهير من خلال دم المسيح المصلوب ...
وهكذا الحال في مفهوم الجحيم ، فلو اجرينا على سبيل المثال دراسة مقارنة بين قصيدة نزول عشتار الى العالم السفلي من الأدب السومري والبابلي وقصائد الشعراء السريان في القرون الاولى ( 4،5،6) لوجدنا هناك تشابه في المفهوم .
 فعلى سبيل المثال نجد ان مار افرام يجسد فكرة الجحيم (العالم السفلي) اي نزول المسيح الى القبر في قصائده من خلال الحوار المطول الذي يجري بين المسيح والشيطان أما فكرة نزول المسيح الى العالم السفلي لدى يعقوب السروجي هي من أجل المساواة بين العبد وسيده ، فيقول (السروجي) ان المحبة (حب المسيح للبشر) هي التي قادت المسيح للنزول الى العالم السفلي ان فكرة نزول المسيح الى الجحيم عند الأديب السرياني يعني حقيقة موته كإنسان وإنتصاره على الموت بالقيامة ، فالمسيح ( وعلى ضوء فكرة الأديب السرياني )  بموته إنتصر على الموت ونزوله الى الجحيم (العالم السفلي ـ القبر )أادى الى تدمير أبواب الجحيم حين قام وصعد الى العالم العلوي وهذا واضح ايضا في مدراش الموتي الذي هو لاحد الملافنة السريان وتتجلى فكرة تجديد المصالحة والاتحاد بين الخالق والخليقة اكثر لدى الشاعر السرياني مار نرساي (القرن السادس للميلاد) من خلال قصيدته كياسا (اللص) ، نجد هناك تشابها في المضمون والفن الروائي في كلا القصيدتين وهناك رعب وخوف في ذاك العالم (ان كان العالم السفلي او العلوي)، وكذلك هناك عملية تحرير الإنسان اي الصعود من العالم السفلي الى العالم العلوي فكلا الشخصيتين ـ إنانا او كياسا ـ يرومان الوصول الى العالم العلوي ، في القصيدة السومرية تتخلص أينانا من عالمها بواسطة الوزير ننشوبور المرسل من الإله آنكي اما في القصيدة السريانية يتخلص الإنسان ( الذي يمثله كياسا ) من عالمه السفلي (القبر) بواسطة الصليب (أي صليب المسيح ) ، وفي نهاية الحوار يضطر كل من نيتي والملاك الى فتح ابواب العالم (السفلي اوالعلوي ) لإينانا وطيطوس ... 
بعد ذلك فتح باب النقاش فأغنى المتحاورون الندوة من خلال نقاشاتهم .

جمعية محترف راشيا" تتطلق أعمال الرسام اللبناني صائل زيدان

حين يختزن الابيض والاسود روح الثورة يكون صائل زيدان قد رسم.

من بلدة رويسة البلوط "جمعية محترف راشيا" تتطلق أعمال الرسام اللبناني صائل زيدان

من خلال تواجهاته في دعم الإبداع اللبناني أطلق رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال اعمال الفنان صائل زيدان من بلدته رويسة البلوط ، 

دلال قال في المناسبة:

نعم تشرفنا اليوم في "جمعية محترف راشيا" إطلاق أعمال الرسام صائل زيدان إبن بلدة رويسة البلوط العزيزة ،

 فالفنان يرسم بالحبر الصيني والفحم والرصاص متماهياً مع الابيض والاسود حيث أراد هذا الاسلوب ليُعَبّر عن ما في داخله من قلق وحرية وثورة بأسلوب واقعي جميل أتقن معه المقاييس والنِسَبْ فراحت لوحاته تشد الناظر اليها لتبحث في مكنونات خطوطه وتعابيره ليستنبط الهواجس والقلق المرافقة لنا في حياتنا وتأخذنا الى خيال فيه روح الحرية والتعبير الجميل..

لهذا نتشرف اليوم في "جمعية محترف راشيا" بإطلاق أعمال الرسام صائل زيدان وهي مبادرة نقوم بها في الجمعية منذ تأسيسها عام 1992 ولغاية هذا اليوم بالوقوف الى جانب المبدعين الذين يغرسون في أعمالهم إبداعاً لأجيال لم تولد بعد. 

في الصورة: شوقي دلال والفنان صائل زيدان مع أعماله 

فِكر: تحية تقدير إلى العمال في كافة المهن

وجه المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فِكر تحية تقدير إلى العمال في كافة المهن، مشدداً على ضرورة تنشيط الحركة الاقتصادية والصناعية والزراعية والحرفية والابداعية من أجل رفع المستوى الانتاجي.
وقد شدد المركز ضمن ورشة عمل على أهمية تأمين الاستقرار من أجل تجاوز العقبات والصعوبات المالية في البلاد التي دخلت في نفق مظلم، وأصدر في ختامها جملة من التوصيات تتلخص بالآتي:
-         مطالبة الجهات التشريعية والتنفيذية لتبني قوانين وتشريعات تحافظ على حقوق العمال وأصحاب العمل في آن معاً.
-          إنشاء صندوق خاص للعمال لتقديم قروضات متوسطة وطويلة الأجل لدعم ظروفهم المعيشية والاقتصادية الحالية الصعبة، وأيضا لمساعدة المؤسسات العاملة الصغيرة والمتوسطة لسد العجز في ميزانياتها على أن يتم تمويل هذا الصندوق من قبل السلطة الحكومية بدعم من المصارف المحلية والصناديق العربية والأوروبية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة.
-         رفع الحد الأدنى للأجور بما يتلاءم مع واقع الحياة المعيشية الكريمة.
-         تشكيل مجموعة ضاغطة لتطبيق قانون المعوقين في العمل الذي يحفظ كرامتهم وحقهم في العيش.
-         عقد ورش عمل للعمال وأصحاب العمل والحقوقيين والقضاة والمحامين والإعلاميين والتربويين والأمنيين حول مفاهيم العمل وحقوق وواجبات العمال وأصحاب المؤسسات من أجل رفع الوعي الاجتماعي والدعم بالمطالبة بإقرار تشريعات وقوانين متطورة تحافظ على حقوق الجميع بصورة عامة.
-         تعزيز دور النقابات مع الحفاظ على حقوق العمال وأصحاب العمل معا من دون أي تناقض فيما بينهما.
-         إنشاء نواة من الحقوقيين والصحافيين والاعلاميين للمدافعة عن حقوق العمال والمستخدمين وحقوق الانسان بصورة عامة.
- تفعيل دور وزارة العمل من حيث الرقابة والاشراف والتوعية على مختلف ظروف العمال في القطاعات والمجالات كافة.
-         تسريع العمل في الملفات القضائية العالقة أمام مجالس العمل التحكيمية ومكننة الدعاوى وتنظيم قاعدة معلومات متخصصة حيث أن التباطؤ من شأنه أن ينعكس سلبا على حقوق العمال وحتى على أصحاب العمل.
- تفعيل دور الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وفتح فروع جديدة في المناطق وتسريع العمل في انجاز المعاملات الادارية والمالية خدمة للمواطن.
- تنفيذ مشروع بنك المعلومات الموحد لربط المؤسسات العاملة بشبكة موحدة للمعلومات يشتمل على إعداد ذوي الخبرات واحتياجاتهم وأولوياتهم والتدريب والبرامج المقترحة والمشاريع المنفذة من قبل المؤسسات الأهلية والحكومية. 
- تنفيذ مسح شامل لمختلف التشريعات الخاصة بالعمل والعمال من اجل معرفة كافة الثغرات والسعي إلى تخطيها وتطوير مختلف القوانين والتشريعات والقرارات الوزارية.

وختاما، أشار مركز فِكر إلى أنه رغم التشريعات المتعددة، فإن مخاطر انتهاك حقوق العمال في تدهور مستمر مع تنامي الغلاء المعيشي وضرورة تأمين الحماية القانونية للعاملين في القطاعين العام والخاص، على أمل أن تسعى الدولة، عبر أجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وعبر وسائل الاعلام، إلى ايلاء هذه الناحية الاهتمام الجدي لمعالجة مختلف الانتهاكات كي يصبح لبنان ضمن الدول الرائدة في مجال احترام حقوق العمال وكرامتهم.