نظرة على كاتب من كتاب: صبحة بغورة ومراجعات في حديث السياسة مع الفن والأمن والتاريخ



* لتأسيس سياسة رؤية التباينات كمنبع للقوة ومصدر النصر .           
* لتجاوز التصحر السياسي والسبات الإعلامي والتيه الثقافي .                                                                                                                                          
  تضمنت إصدارات دار النشر اللندنية E- kutub” " لعام 2019 كتابا هاما للشاعرة والقاصة والكاتبة الصحفية الجزائرية صبحة بغوره تحت عنوان " مراجعات حول حديث السياسة مع الفن والأمن والتاريخ " تناول الكتاب على مدى 255 صفحة مجموعة متميزة من المقالات انطوت مواضيعها على ثراء خاص ليس لأنه يشكل سجل أفكار ورؤى ومقاربات لكاتبة وأديبة جزائرية مرموقة بل لأنه يمسك بجوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية من زوايا  مختلفة  ليقدم من خلالها تحليلات موضوعية ، هادئة ، وعميقة ، تستلهم من تجارب الأمم وحياة الشعوب سر المغزى وعمق المعني ، ودلالة العبرة وخلاصة الدرس.
أنه كتاب قضايا تكاد تكون شغلا شاغلا لكل يوم ، نعيش مفارقاته أو نمسك بجمراته أو نعاني من عواقبه ، وما من قضية تناولها هذا الكتاب إلا وكتبت بقلم حار يكاد يكون صاخبا حتى لو حافظ على هدوئه لو أن يلاحظه القارئ لو أنه نظر إليه من خلال ما يعنيه من آثار صاغتها الكاتبة بعدما استخلصت الأفكار من تاريخ الشعوب وبلورتها، وصاغت المرئيات التي انتقتها لتمثل المحاور الرئيسية في علاقة السياسة بالفن والأمن والتاريخ  ، وحسنا استهلت الكتاب بتناولها معنى ومفهوم الكتابة السياسية في حد ذاتها ومكانتها كقوة ناعمة باعتبارها تتبع الفعل السياسي من حيث مواكبتها لمهامه التاريخية ، ثم ساقتنا الكاتبة بين الرواية السياسية والمسرح السياسي إلى عوالم الرومانسية السياسية وفن رسائل الأزهار بدون كلمات وبروتوكولات الهدايا الدبلوماسية ، لتنقلنا بعدها بسلاسة موضوعية إلى الحديث  الناعم عن الحضارة بين الفلسفة والفن ، وإبراز الدور السياسي والاجتماعي للفن ، والسياسة في ميزان الأخلاق ، وحدود حرية الإبداع ، وتحرير الرسائل بين عفوية التعبير والمهارة الأدبية ، وأدب الرحلة كسيرة مروية لإنسان غير مستقر، ومدلول الأماكن في الشعر والرواية. 
 إنه كتاب حوار مع السياسة ، عندما تتحاور السياسة مع كل شيء ، تارة لتطغى ، وتارة لكي تعثر على الطريق. ومن خلالها أرادت الكاتبة إظهار مدى استغراق السياسة في المجالات الفنية الحساسة والقضايا الأمنية الهامة والمواقف التاريخية الحاسمة تجاه المسائل السياسية الحرجة بأسلوب جذاب ومشوق ، فحققت ما أرادته في تمهيدها ، فكان التأكيد على أن العلاقة  بين السياسة وبين كل مجالات الحياة نلمس أثرها كحقيقة راسخة في كافة مظاهر النشاط الإنساني ، وهي علاقة أزلية ستبقى ما بقي الإنسان لأنه بالأساس فاعلها ولأنه المتأثر بها، لذلك استعرضت الكاتبة نخبة من الموضوعات المتعلقة بالثقافة لسياسية وقدمتها بشكل أكاديمي نافع للمتابعين ومفيد في بحوث طلبة المعاهد والكليات ومعدي البحوث الجامعية ، ويلبي في نفس الوقت شغف الإطلاع وحب المعرفة لدى المهتمين بالثقافة بشكل عام ، فانطلاقا من تحديد ماهية المسؤولية السياسية وضعتنا الكاتبة أمام تحديات طبيعة المناورات السياسية ، ومسؤولية الرؤية السياسية بين دواعي الوضوح ومسببات الغموض في بروز المظاهر السلبية للرداءة السياسية والتوحد السياسي والاستنساخ السياسي ، وصولا إلى إثبات أن تحول المشاركة السياسية إلى مجرد مشاهدة سياسية فقط تمثل في حد ذاتها جريمة سياسية ، تقتضي النظر بإمعان في قضايا الأمن الفكري والأمن الاقتصادي.
يضاف هذا الكتاب إلى الرصيد الفكري الإنساني لما يحتويه من قضايا دولية وعالمية تعرضت لها موضوعاته بعمق بعيدا عن الترف الفكري كالعولمة وحديث الحوارات ، والبعد الدولي والعالمي لدور الدبلوماسية البرلمانية، وقضايا الأمن الفكري ومفهوم التلوث التاريخي ، وأبعاد ودواعي المصالحة التاريخية ، ثم ينعطف بنا نحو قضايا أكثر تعقيدا من خلال بحث سبل ضمان مكانة أمن التنمية بين مشقة إقامة علاقات الثقة الدولية وبين تعثرات مسار السلم العالمي ، ومفهوم التفاوض ، والنظام العالمي بين صراع التعددية والأحادية القطبية، وجهود الإغاثة الدولية بين التسييس والتحديات ، وأهمية تحديد معايير جودة الإعلام. 
يجسد الكتاب بشكل مميز للغاية حزمة مترابطة من الانشغالات صاغتها الكاتبة صبحة بغورة أفكارا قلقة  هي عصارة تأملات عميقة لواقع بنية سياسية واجتماعية تسودها ثقافة لا تقبل على الإطلاق النقد في مسطح تفكيرها ،صاغتها بأسلوبها الخاص في الكتابة المتعدد الأبعاد والمتنوع الجوانب والذي يدور في كل الاتجاهات الفكرية ويتجاوز الحدود المتشابهة ، وبين خيبة الأمل والقلق ساقتنا إلى فراغ رهيب ولكن إلى حين ميسرة فوضعتنا بين حقيقة الموت الفكري والاندثار العقيدي والمذهبي الجاثمة ، وبين أمل الحياة الباقي وهي تدرك جيدا أنه لم يعد الوقت مناسبا للحديث عن الخطاب الجنائزي نحتفل فيه بجلد الذات،بل جعلت الكتاب إعلان بصوت قوي أن الفرصة الحقيقية ما تزال قائمة لتجاوز حالة الغيبوبة السياسية التي أدت إلى التصحر السياسي والسبات الإعلامي بعد ان صار الإعلام موجها اكثر من شارحا وموضحا ،وما تشكل بينهما من تيه ثقافي أدى إلى تناسل الأخطاء يعاني فيه مثقف السلطة ومثقف المعارضة على السواء من قلق الوجود ووجع الهوية وآلام الهم الإنساني ، وإذ لا توجد إيديولوجيا مسبقة على الواقع فلا واقع بلا إيديولوجيا ، والمثقف المستقل هو ناقد وصاحب فكر نقدي حر. تلكم كانت تأملات في المحطات الرئيسية التي توقفت عندها صبحة بغورة في رحلة سفرها ممتطية قلمها بحثا عن ما يمكن توظيفه لترميم وإعادة الإصلاح البنيوي العربي عبر ترسيخ مفاهيم تدعو لاستخدام العقل لا إغفاله.
تمثل موضوعات الكتاب وقفة تستنبط من وجاهة الفكرة مدى عمق المعنى وحجم واتساع دلالة الدرس لاستفزاز الإرادة وتحفيز الهمم وشحذ العزم  لأنها ليست مجرد كلمات تواجه بها الكاتبة الامتحان الأزلي في رحلة البحث الدائم عن الخلود ، بل من أجل البحث عن الحياة الحقيقية بكل أبعادها الحيوية ، لذلك تضمن الكتاب الكثير من التقاطعات في سياق السعي من أجل  التدقيق في الوقائع الممزوجة بإشباع القيم الإنسانية في المتعة الفكرية الراقية مع الاستفادة من التجارب. تؤمن الكاتبة صبحة بغورة بحتمية التطور لتجنب فوضى التغيير الذي يشابه في واقعه صعوبات عملية عبور سفينة مضيق الانتقال بالسلطة إلى بحر الاستقرار السياسي ، وذلك  من خلال رؤيتها الشاملة والواضحة لمحاور الكتاب وانطلاقا من نهجها الموضوعي السليم ، فتراها في وسط ظلمة التخلف تتسع عيناها لترى عكس ما يراه الآخرون أو ما يراد لهم أن يروه فتغرق في أفكارها لترسم خارطة طريق  في حاجة لوضع معالم تحدده ، تبين بدايته ونهايته  وتميزه وتدل عليه فتشير إلى اتجاه السبيل الصحيح إليه ، فألمس أمامي حكمة التطور السلمي المتدرج عبر المراحل ومن خلال الحوار والمشاورة وفي ظل الحضور الجليل الذي ينمو فيها مثل طوفان الرغبة للفكرة بالحضور في الكلمات ، وبروحها المليئة بالمعاني والصور لفجر البدايات ولعوالم أخرى من الحقول الواسعة للأحلام ، لقد زرعت الوعد ولم تضيع الطريق برغم تعرضها لأحداث تدور باللونين ، بين التشاؤم والاستبشار بين الخيبة والرجاء فمنحت الكتاب بعدا إنسانيا وروحا من التعايش ، ثم أكسبت أفكارها غناء بالدلالات والإيحاءات فاستفزت فينا قوة التمسك بالحياة ، وأثارت بنفوسنا الغيرة الحميدة على الوجود ، لقد تصدت بشجاعة لمؤامرات مواجه المستقبل بالماضي المقدس لتفجير الصراع الثقافي ولتقويض تحديث العقل بإثارة الحديث عن تلك المعضلة المفتعلة بين دعوات التمسك بالتراث والتشكيك في جوهر دواعي التطلع للحداثة ، إنها تعيش الحاضر مثقلة بتراكمات الماضي وبهموم المستقبل وغموضه ولكنها تعي تماما ثقافة عصرها وتتحرك بواسطتها مرشدة ومعلمة ، لقد أسست لسياسة أن ترى التباينات في كل جهة حتى تتمكن من بناء تقدير موقف صحيح وجعلها من روافد النجاح ومنبع القوة ومصدر النصر، فتحدثت عن التراث بكل ما يحمله من دلالة تاريخية وحضارية وإستراتيجية قوية في ماضي الأمة وحاضرها ، ومنها وجدت نقطة انطلاقتها المحمومة نحو التشديد على ضرورة إعادة إحياء التغييبات الثلاثة عن الوعي العربي ، العلم وقوة سلاح المعرفة والثقافة باعتبارها آلية بحث واستقصاء ونقد ، والتراث كحافظ على الهوية والأصالة ، والتضامن كشرط أساسي للوحدة الوطنية وكحائط الصد القوي أمام محاولات التقسيم ، وكم من مرة تم إخراج صراعات من طبيعتها السياسية لتعد حروبا طائفية وعنصرية.
إن الكتاب وثيقة هامة تضعنا أمام إشكالية الوعي بالوجود وسؤال الكينونة الملح في هذا الوعي ، ومع ذلك يشعرنا بالإشراقات الأولية حتى قبل أن تدخل في نطاق وعينا ، وعندما نقرأ الكلمات وهي تتناسخ وتنسخ الزمن تستيقظ فينا حواسنا فندرك حجم القوة التعبيرية المصحوبة بطاقة غامرة تبلغ ذروتها في تأكيد مطلق يمكن اعتباره البصيرة ، لقد تمكنت الكاتبة ببراعة الواثق أن تتحول في محاور الكتاب المتميزة إلى فضاء يحتوي بدفء كل العناصر وما بينها من علاقات ، وأن تمنحها المناخ الذي تفعل فيه ليكون هو نفسه المساعد على تطوير بناء المشروع الجمعي الذي سبق أن جمدت الأحداث المؤلمة  نشاطه وشلت المؤامرات الداخلية والخارجية حركته حتى لم يعد له ذلك الوجود الفاعل في الحياة والمؤثر في سيرورة المجتمع ، بل وتمكنت باقتدار من رسم الملامح الرئيسية للمشروع المؤسسي في نفس الفضاء الذي صنعته الأحداث بعدما لم يعد له وزن وفقد الكثير من قوة الجاذبية ، وأن تواجه في نفس الوقت بروح الواثق من سمو الهدف ونبل المقصد وشرف الوسيلة تحديات وسائل إعلام غدت مؤسسات اسطورية مهيمنة على الفضاء العام ولها القدرة المطلقة في صياغة الواقع وصناعته وتوجيه حركته نحو أهداف تصنع في غرف السياسيين .
نخلص من جملة هذه التأملات إلى أن حاجة الكاتبة وتطلعها إلى واقعية سياسية في التعامل مع متغيرات المشهد السياسي قد جعلتها فريسة لمصدومة في جوانب عديدة من واقعها في خضم رحلة استعراضها الطويلة للوجع أمام قرابين الألم سواء خلال ترصد تتابعها على مسرح الحياة ،أو في اجتهادها في توصيف الأحداث بدقة حتى أخرجت الحقيقة من صمتها ، لقد سافرت بنا بعد معاناة في مسار متسلسل إلى عدة نهايات صادمة دون أن تتخلى عن حمل بعض أفكارها أحلاما يافعة بعضها لم تتحقق بعد ،  تسلمها بكل حذر لمن يقدر على حمل المشعل ، وفي نفسها شيء من التوجس تجاه جدلية العلاقة بين نظام الأفكار الذي تجاوز مجرد التباين المعبر عن التعددية والاختلاف بمعنى التنوع ، إلى ملامسة حدود التناقض ثم التضارب ، وبين شروط النهضة ، إذ يخشى أن ينحرف دور بعض الأطراف فتخرج  مساهمتها عن كونها جزء من الحل إلى جزء من الأزمة . 
اشرأبت الكاتبة صبحة بغورة في كتابها " مراجعات في حديث السياسة مع الفن والأمن والتاريخ " نحو حزمة نور من الأمل في أبهة المفكر لتعبر عن ذات باحثة عن وجودها ، ذات ترصد ما حولها من مشاهد تراجيدية وتلم بتفاصيلها الدقيقة حتى تمتزج ذاتها المتعبة مع تشظيات المحيط لتقدم ما يلهم الناس للتوقف والشعور والتفكير والعمل من خلال بحثها المخلص الذي اتخذت له خلفية تبدو داكنة لتفسر ماضي التخلف الحضاري ثم تجعلها منطلقا لاستنطاق الواقع بكل ما يحمله من تناقضات ،ولتغوص بعدها في وجدانيات بأسلوب واقعي لتوصيف كل مقاييس العمل الجمعي المؤسسي الناجحة ، وتكون موضوعات الكتاب في مجموعها تفعيلا للتكامل المعرفي والانطلاق الحضاري ، باستعراضه الحيادي  للمعوقات وللمفعلات  لتشكيل ملمح للتطوير الحضاري ،كما أنه معين جيد للبحوث الاستقرائية للمسار المتأرجح بين التألق والتقلص في ترسيخ الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة ،ومع ذلك يبقى العمل النقدي أمر لازب لمن رام الترشيد الهادف والتمحيص الجاد.
* صبحه بغوره ، متزوجة وأم لثلاثة أطفال ، تعود بداية نشرها للأعمال الأدبية شعر وقصة قصيرة إلى عام 1999 في معظم الصحف والمجلات الجزائرية ثم اتجهت لتولي مسؤولية تحرير وإعداد صفحة يومية تعنى باهتمامات الأسرة وقضايا المرأة وعالم الطفل في الصحف اليومية "الصباح الجديد" و"النهار" و"الشروق" وأثرت صحيفة " الحقائق" الأسبوعية بعمود الرأي الشهير "فضفضة"  ثم انتقلت سريعا لنشر الشعر والقصة القصيرة في الصحف والمجلات العربية السعودية والقطرية والكويتية والإماراتية والبحرينية والعمانية واللبنانية والسورية والمغربية والعراقية... ثم اتخذت الكاتبة صبحة بغورة منحى آخر باتجاهها إلى كتابة المقالات خاصة المتعلقة بالثقافة السياسية والقضايا التربوية في المجلات العربية المتخصصة حيث نشرت عشرات المقالات حول الثقافة السياسية في مجلة "الدبلوماسي"السعودية التي تصدر عن وزارة الخارجية السعودية،ومجلة "الأمن والحياة " التي تصدر عن جامعة نايف للعلوم الأمنية ، ومجلة " آراء الخليج " الصادرة عن مركز دراسات الخليج ، وقد أصبحت هذه المقالات مراجع  مدرجة بالمستودع الرقمي في العديد من الجامعات الجزائرية في ولايات المسيلة وتلمسان ، وبالجامعات العربية في السعودية ومصر والسودان والأردن والكويت والبحرين ..   
صدر للأستاذة صبحه بغوره ديوانين شعر بعنوان " إمراة أنا " وآخر " لأني أحب " احتويا على عشرات القصائد الشعرية التي تكشف بكل كبرياء عن مكنونات المرأة العاطفية ،وتبوح بوحا جميلا بأسرار أنوثتها عندما تحب ، هذا إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان " وخزات على جراح مفتوحة " صدرت عن مجلة " الرافد"  الإماراتية احتفاء بإسهامات الكاتبة صبحة بغورة على مدى سنوات طويلة في إثراء صفحات المجلة بإبداعاتها الأدبية وتضمنت هذه المجموعة القصصية  أعمالا توصف "بالمؤلمة " لأنها تناولت بعمق الجوانب الإنسانية والاجتماعية لإفرازات واقع مأسوي خلال فترة مريرة ،وللكاتبة العديد من الحوارات الصحفية المنشورة حول تجربتها في مجال الشعر والقصة ونظرتها إلى قضايا الثقافة العربية ، وحصلت على تكريم خاص من المرصد الجزائري للمرأة الهيئة الاستشارية لأكاديمية المجتمع المدني بالجزائر عرفانا لما قدمته في حقل تخصصها.
وتصدر دار النشر اللندنية " أي ـ كتب" الكتاب بالشكل الورقي والالكتروني ، وتتولى وكالة  " أمازون" الأمريكية توزيع النسخ الورقية ، أما النسخ الالكترونية كل من" غوغل بوكس" و" كيندل"  و "بلاي ستور" ويمكن شراء النسخة الالكترونية عن طريق الرابط الموجود بصفحة المؤلف في موقع linked in  الذي ينقله مباشرة إلى صفحة الشراء عن طريق "باي بال " 
                                                                                                        علي محمد صدقي
                                                                                                         إعلامي مصري

نابلس تنشد الحرية والسلام بصوت شعرائها

تقرير: رائد الحواري ـ
انطلقت يوم الجمعة الموافق 21/6/2019 فعاليات المبادرة الشعرية للمهرجان العالمي للشعر في مدينة نابلس، وقد احتضن المنتدى التنويري الفلسطيني الأمسية الشعرية التي جمعت تسعة أصوات شعرية، ممثلة لخريطة الشعر في المحافظة، وتنوعت تلك الأصوات بين الكلاسيكية والحداثية، وتناولت الهم الذاتي والهم الوطني، وقد حضر الفعالية جمع من مثقفي المدينة والمهتمين. 
افتتح الجلسة، بعد عزف النشيد الوطني الفلسطيني، عماد عبد العزيز ممثل المنتدى التنويري مرحبا بالحضور منوها إلى ضرورة انفتاح المنتدى على النشاطات الثقافية، ومن ثم تحدث منسق المبادرة في محافظة نابلس الكاتب رائد الحواري منوها إلى أن هموم التحرر الوطني واحدة في كافة البلدان التي خضعت للاحتلال، مهما تباينت البلاد المحتلة واختلف زمان احتلالها. مستشهدا بمقاطع من قصيدة "شجاعة" الشاعر الفرنسي بول إيلوار التي تتحدث عن مدينة "باريس" عندما كانت تأنّ تحت الاحتلال النازي.
الشاعر مازن دويكات كان أول الشعراء، فقرأ مجموعة قصائد تناولت الهم الاجتماعي والفساد الرسمي العربي واقع الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، جاء بأسلوب ساخر ولغة سهلة وسلسة، ثم ألقى الشاعر سامح أبو هنود ثلاث قصائد تحدث فيها عن هموم الإنسان الفلسطيني وإصراره على الصمود والمواجهة.
وعبرت الشاعرة "حنان النمروطي" من خلال مجموعة قصائد عن هموم المرأة الفلسطينية وما تعانيه من ظلم تحت الاحتلال وتفاصيل الحياة اليومية، كما تناولت معاناة المرأة المصابة بسرطان الثدي. 
وحضر شعر الأسرى في الأمسية؛ ممثلا بقصيدة للشاعر "كميل أبو حنيش" المحكوم بتسع مؤبدات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقرأها نيابة عنه أخيه "كمال أبو حنيش"، وتحدثت القصيدة بلغة فكرية متأملة عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وأشار الشاعر فراس حج محمد إلى محنة الشاعر الفلسطيني المعتقل في السعودية أشرف فياض من خلال قصيدة "كيف أنجو من الأيدولوجيا؟"، متحدثا عن مصادرة النظام الرسمي العربي حرية الشاعر والكاتب والتضييق عليه، إلى درجة قد تصل إلى سجنه وتعذيبه.
وقدم الشاعر مفلح أسعد قصيدة تجمع بين التراث والمعاصرة تتحدث عن معضلة التعصب الفكري والقبلي في مجتمعنا، وضرورة التعامل الواقعي بمنظور عصري متحرر، والنظر إلى التنوع الفكري عند بني الإنسان واحترامه.
وألقى الشاعر إسماعيل محمد قصيدة، جمع فيها ما بين فلسطين والمرأة بجدلية فكرية وفلسفية، بعيدة عن لغة التعقيد، فظهر واقع القدس تحت الاحتلال بأسلوب بعيد عن المباشرة. وأما الشاعر عمار خليل فقد تراوحت قصائده بين الغزل والهم الاجتماعي والهم الوطني، فيما اختار الشاعر مهند ضميدي الحديث عن المرأة في قصيدته الغزلية، مبينا أوجاعه الذاتية في علاقته بالمرأة المحبوبة.
وفي نهاية الأمسية تم تكريم الشعراء المشاركين في الأمسية بشهادات تقديرية موقعة من إدارة المهرجان العالمي للشعر.
ويذكر أن هذه المبادرة كانت تحت رعاية الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وهي الأولى التي يعقدها المهرجان العالمي للشعر في فلسطين من خلال منسقة المهرجان والمبادرة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزال، وجاءت هذا العام تحت شعار "لا للحرب.. نعم للحرية والسلام"، وبمشاركة أكثر من (160) دولة، وكان هناك أربع عشرة أمسية شعرية أخرى في فلسطين بالتزامن، واحدة في مدينة الناصرة وأخرى في الجولان السوري المحتل، وقد منعت قوات الاحتلال إقامة الأمسية في القدس وفرقت الحضور بالقوة. 

وزير الثقافة اللبناني محمد داوود إلتقى رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال

 - التقى وزير الثقافة الدكتور محمد داود في مكتبه في الوزارة رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال ومستشارة الجمعية للشؤون التراثية المهندسة وفاء جعفر.

وتناول اللقاء البحث في عدد من المواضيع الثقافية ومنها تفعيل النشاط الثقافي في البلدات اللبنانية من خلال مشروع الجمعية الوطني بعنوان "بلدتي ثقافتي" وهو المشروع الذي تطلقه الجمعية على مستوى لبنان لتحفيز العمل الثقافي في المدن والبلدات اللبنانية كافة كما يطال جميع الفنانيين والكُتّاب والمبدعين ، وبحث دلال مع وزير الثقافة أمور تتعلق بالفن التشكيلي ودعم الفنانين والكتاب في المناطق النائية.

 وتمنى دلال على وزير الثقافة امكانية اقامة فرع للمعهد الوطني العالي للموسيقي "الكونسرفتوار في راشيا الوداي، نظرا لوجود مواهب شبابية مبدعة تهتم بالموسيقى والابداع ولِما لراشيا الوادي من رمزية في إحتضان قلعة إستقلال لبنان وجبل حرمون وما يرمزه من بعد حضاري وثقافي عبر التاريخ.

التدخين ... الآفة الخبيثة ولعنة العصر

اختيار عادل محمد ـ

حسب التجارب والدراسات حول الأضرار الناجمة عن التدخين "الآفة الخبيثة" في كافة أعضاء الجسم لها علاقة بإصابة المرء بأمراض عديدة وخطيرة أهمها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض تصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية، والكحة، والتهاب الشعبة الهوائية المزمن، والربو الشعبي، بل وسرطان الرئة، وسرطان الفم، والشفاه، وغيرها من الأمراض. 

أما لدى الحوامل فالنيكوتين يسبب مشكلات صحية، مثل: انفصال المشيمة المبكر، نقص وزن المولود، الولادة قبل الأوان، الإجهاض، موت الجنين، الموت المفاجئ للرضيع، وارتفاع نسبة تعرض الطفل لفرط النشاط، أو لمشكلات في النمو الجسماني.

أضرار التدخين على الحامل قد تكون كارثية

حوادث الحريق والوفيات بسبب التدخين

كشفت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" بأن حوادث الحريق التي حدثت بسبب التدخين مباشرة في السعودية خلال العشر سنوات الماضية بلغت 24347 حادث حريق نتج عنها 184 حالة إصابة ووفاة، إذ بلغت الإصابات 159 إصابة، بينما بلغت الوفيات 25 وفاة، فيما بلغت الخسائر المادية المباشرة نحو 17 مليون ريال. 

وأكدت الجمعية بأنها تحصلت على إحصائية دقيقة عن تلك الحوادث من «الإدارة العامة للدفاع المدني» شملت الفترة من 1421 وحتى 1430. 

والتدخين يسبب المشاكل الاجتماعية والأعباء الاقتصادية للمدخنين ولأجهزة الدولة. وحسب تأكيدات طبية يمكن منع 90% من أمراض السرطان عند التوقف عن التدخين. 

وفي إحدى المناطق مدينة المحرق توفي شاب بسبب التدخين، حيث كان يدخن في غرفة النوم وهو مستلق على السرير، فغالبه النعاس ووقعت السيجارة من يده وتسببت في حريق، فأصبح الشاب ضحية آفة التدخين. 

وكما تعلمون في البحرين يوجد لدينا مرسوم أميري صدر منذ نحو 15 سنة يمنع التدخين في وسائل المواصلات العامة وأماكن العمل والأماكن المغلقة، ولكن للأسف الشديد هذا المرسوم لم يتم تطبيقه بشكل كامل أو صارم في البحرين. في حين أصدرت حكومة سنغافورة قراراً يقضي بدفع غرامة مقدارها 500 دولار لكل من يدخن في مكان مغلق.

حسب الأبحاث الطبية، والأفلام الوثائقية، والتجارب الشخصية، أضرار التدخين في الأماكن المغلقة كمواقع العمل أو المنازل، تكون جسيمة على غير المدخنين كالأطفال، والزوجات، وزملاء العمل.

قبل عدة سنوات شاهدت فيلما وثائقيا في قناة اA247; "بي بي سي" عن التدخين السلبي، وإحدى القصص التي عرضها الفيلم إصابة زميل عمل أحد المدخنين بسرطان الرئة كان يعمل معه في مكتب واحد. وفي الدول الأوروبية زوجات المدخنين يصبن بسرطان الرئة بسبب مشاركتهن النوم في سرير واحد. 

وإحدى قريباتي التي أصيبت بسرطان الرئة وتوفيت بعد ثلاث سنوات من العلاج الكيميائي، كان طبيبها المعالج مستغرباً من لون رئتها السوداء، فسألها ذات مرة: "هل تدخنين؟" وفي ردها قالت بأنها لا تدخن لكن زوجها وأبناءها يدخنون؟؟!!. إذا التدخين السلبي قضى على حياة هذه المرأة 

البريئة، فماذا سيفعل بطفل بريء؟؟!!.

حذرت دراسة تشيكية من مخاطر التدخين على حياة الإنسان، مشيرة إلى أن كل سيجارة تقصر العمر بمقدار 5 دقائق. وأشارت الدراسة التي أجراها معهد الصحة في براغ، إلى أن نصف المدخنين يتوفون نتيجة التدخين معتبرة أن التدخين يلحق الضرر بالخلايا على مستوى الأنسجة ويضعف نوعية الجلد والرئة، وحذرت من أن الضرر بالخلايا نفسها يكون أساسياً ما يؤثر على الموروثات الجينية.

 "يا من شرا له من حلاله علة"

هذا المثل الشعبي ينطبق على الشخص الذي يصرف نقوده من أجل التدخين، يخسر أمواله ويضر نفسه. لكن مع عملية حسابية بسيطة عن شراء علبتين من السيجارة في اليوم بسعر دينار واحد، سوف ينفق الشخص المدخن على التدخين نحو 3600 دينار خلال سنة واحدة، وفي النهاية يخسر أمواله ويجلب لنفسه أمراضا وهو في غنى عنها.

بعد هذه القرائن والشرح الشامل عن أضرار التدخين، أرجو من المدخنين مراجعة أنفسهم والتوقف عن التدخين "الآفة الخبيثة"، والتخلص من هذه العادة السيئة وتغيير نمط حياتهم، وممارسة الرياضة، حتى يتمتعوا بصحة وعافية وحياة سعيدة خالية من الأمراض.

السجائر مسؤولة عن 50% من وفيات 12 نوعاً من السرطان

أظهرت دراسة حديثة أن السجائر مسؤولة عن نصف الوفيات بـ12 نوعا من أمراض السرطان في العام 2011.

وبحسب هذه الدراسة المنشورة في مجلة "جاما انترنال ميدسين"، فإن 48,5% من 346 ألف شخص توفوا بسبب واحد من 12 مرضا من أمراض السرطان تنتشر بين الراشدين فوق سن الـ35 كانت بسبب تدخين السجائر.

وتبين أن النسبة الأعلى من الوفيات بالسرطان كانت بسرطان الرئة (74,9%) والقصبة الهوائية، أما سرطان الحنجرة فنسبتها 1,7%.

وتبين أيضا أن التدخين مسؤول عن نصف الوفيات بسرطانات تجويف الفم والمريء والمثانة، بحسب ريبيكا سيغل، الباحثة في جمعية السرطان الأميركية وأحد معدي الدراسة.

وجاء في الدراسة "بعد 5 عقود من مكافحة التدخين، مازالت السجائر المسبب لأنواع كثيرة من السرطان".

وشدد الباحثون على ضرورة مواصلة التقدم في هذا الإطار للحد من الوفيات بسبب السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى، من خلال تعزيز جهود مكافحة التدخين.

وبحسب تقرير صدر في الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الحالي، فإن أكثر من 20 مليون أميركي توفوا بسبب التدخين في السنوات الـ50 الأخيرة.

ومازال 443 ألف أميركي يقضون سنويا بسبب التدخين رغم الجهود الكبيرة المبذولة في هذا السياق، والتي جعلت نسبة المدخنين تنحسر من 42% في العام 1964 إلى 18% اليوم

"سحبة" واحدة من الشيشة تعادل تدخين سيجارة كاملة

جدد متخصصون التحذير من التبغ بمختلف أنواعه، مركزين على مخاطر الشيشة التي يعتقد البعض أنها أقل خطورة من التدخين، مؤكدين أن "سحبة" واحدة منها تعادل تدخين سجارة بأكملها.

فالشيشة يختارها البعض لنكهتها، بينما يعتقد آخرون أنها أقل ضررا من السجائر، إلا أن مختصين أفادوا بأن جلسة تدخين واحدة للنرجيلة تعادل تدخين 20 إلى 30 سيجارة، بحسب منظمة الصحة العالمية، بحسب تقرير نشره خبراء في "أطلس التبغ".

وتتضمن النرجيلة كميات كبيرة من أول أوكسيد الكربون الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والسرطان، وعند تدخينها يستنشق المدخن مواد سامة كالقطران والنيكوتين والرصاص والزرنيخ.

ويؤكد متخصصون أن حرق الفحم لتسخين التبغ وتوليد الدخان يتسبب في الانبعاثات السامة والمسرطنة من تدخين النرجيلة، أما الماء الموجود داخل جسم الشيشة فيحتوي على نسبة عالية من الجراثيم التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة، كالالتهاب االكبدي الوبائي والسل، فضلاً عن التهاب القصبات الهوائية المزمن، إضافة إلى عدد من الأمراض المعدية التي يرجع متخصصون انتقال كثير منها إلى تدخين الشيشة كعدوى الجهاز الهضمي وهربس الشفاة.

المخاطر هذه لا تقتصر على الشيشة التقليدية، إذ حذر متخصصون من الإلكترونية أيضاً، خاصة أنها تتضمن مواد عطرية تسبب السرطان والحساسية وقد تؤدي إلى الإدمان.

شخص واحد يتوفى كل ست ثوانٍ تقريباً بسبب التبغ، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أكدت أن التبغ بأنواعه يقتل نحو 6 ملايين شخص سنوياً، أكثر من 600 ألف منهم تعرضوا للتدخين السلبي

التدخين يضعف قدراتك الجنسية!

أثبتت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن التدخين يؤثر بشدة على الرجال والنساء حيث يؤدى إلى العقم والضعف في الرغبة الجنسية، حيث تحتوي السجائر على مواد سامة مثل النيكوتين والقطران، وهذه المواد وخاصة النيكوتين يساعد على حدوث ضيق في الشعيرات الدموية والشرايين الدقيقة الطرفية وبالتالي لا يصل الدم الكافي المحمل بالأكسجين والجلوكوز اللازم لعملية البناء والهدم إلى النسيج المسئول عن تخليق الحيوانات 

المنوية داخل الخصية والنسيج المسئول عن تخليق البويضات داخل المبيض.

دراسة تكشف ما يفعله تدخين الأب بصحة الرضيع

 كشفت دراسة حديثة، أن التدخين على مقربة من النساء الحوامل، يزيد عرضتهن لإنجاب رضع يعانون الربو في فترة لاحقة من حياتهم.

وبحسب ما نقلت صحيفة "التليغراف" البريطانية، فإن علماء مختصين في الحمض النووياكتشفوا تغييرا في الشيفرة الجينية لدى المدخنين وأبنائهم.

وأوردت الدراسة التي أجريت في مستشفى "بو زين" تايوانأن الدخان الذي ينفثه المدخنون أو أشخاص آخرون من شأنه أن يؤثر على تطور الجهاز المناعي لدى الرضيع، وهذا الأمر يزيد عرضة الإصابة بالربو.

وتمكن أهمية هذه الدراسة في كونها أول دراسة جينية، أما في الفترة السابقة، فكان الباحثون يركزون بشكل كبير على النساء. الحوامل اللائي يدخنن

ويصل عدد من يعانون مرض الربو في المملكة المتحدة إلى 5.4 مليون شخص، ويشكل التدخين أحد العوامل التي تفاقم المرض.

وشملت الدراسة عينة من 756 طفلا تجاوزوا السادسة من العمر، وأجريت لهم فحوص طبية عادية وتحاليل الحمض النووي، وكشفت النتائج أمورا مقلقة.

ووجدت الدراسة الأطفال الذين كان آباؤهم يدخنون أكثر من 20 سيجارة في اليوم (خلال فترة وجودهم بالرحم)، أصبحوا أكثر تعرضا للإصابة بالربو بنسبة 35 في المئة.

أما الأطفال الذي دخن آباؤهم أقل من 20 سيجارة في اليوم، فكانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الربو بنسبة 25 في المئة، أما الذين لم يدخن آباؤهم نهائيا فهم الأفضل صحة على الإطلاق.

السجائر تقتل 60 ألف شخص في إيران سنويًا

قال الأمين العام لجمعية مكافحة التدخين في إيران، محمد رضا مسجدي، اليوم الجمعة 31 مايو (أيار) إن تدخين السجائر يقتل سنويا 60 ألف شخص في إيران.

وأفادت وكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا) بأن هذا الرقم يعني استهلاك 6 مليارات سيجارة سنويًا في إيران.

وقد حذر المسؤولون الإيرانيون والإعلام الإيراني بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الموافق اليوم 31 مايو (أيار)، من تداعيات التدخين على الصحة والاقتصاد.

وفي السياق ذاته، أكد مسجدي أن الإيرانيين ينفقون ما لا يقل عن 20 مليار تومان يوميًا (الدولار يساوي 4200 تومان بسعر الصرف الرسمي الإيراني) لشراء السجائر، مضيفًا أن تكلفة علاج الأمراض الناجمة عن التدخين تصل إلى 60 مليار تومان سنويًا.

وانتقد الأمين العام لجمعية مكافحة التدخين في إيران عدم موافقة البرلمان الإيراني على زيادة 100 تومان في سعر كل علبة سجائر، موضحًا أنه وفقًا للائحة الميزانية للعام الإيراني الحالي، لو أن سعر السجائر شهد ارتفاعًا، لربحت البلاد عوائد بقيمة 300 مليار تومان، ولكان هذا الارتفاع في الأسعار قد حال دون "انتشار الإدمان وزيادة الأمراض والوفاة الناجمين عن التدخين".
فرانس برس

اصدار كتاب جديد: الشعرية الفلسطينية: نسقية العلامة وتحولات المعنى... عز الدين المناصرة ومحمود درويش

صدر عن دار الصايل للنشر والتوزيع في عمان، كتاب نقدي حمل بعنوان «الشعرية الفلسطينية: نسقية العلامة وتحولات المعنى... (عز الدين المناصرة ومحمود درويش) للناقدة الجزائرية د. فتيحة كحلوش، يقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب جاء في خمسة فصول وملحق، وتعالج الناقد د. كحلوش في فصول كتابها العديد من القضايا مثل: حين تضيق الأرض تتسع السماء: قراءة في قصيدة المناصرة: القدس عاصمة السماء القدس عاصمة الجذور، وانزياحات الخطاب الشعري الفلسطيني وبلاغة المكان من الأنسنة الى التأليه «درويش والمناصرة»، و الشعر الفلسطيني من الهجرة في المكان الى الهجرة عبر النصوص: «المناصرة ودرويش»، وكما تبحث في:أسئلة المكان وأسئلة الكينونة: قراءة في قصيدة درويش:»لا عب النرد»، و شعرية التوقيعة في شعر المناصرة.

أما الملحق فهو عبارة عن قراءة في قصيدة «في القدس»، للشاعر الشاب تميم البرغوثي- وتبرر الناقدة وجود هذا الملحق على النحو التالي بقولها: وجدت نفسي أعالج قصيدة الشاعر الشاب تميم البرغوثي إلى جانب الشاعرين الكبيرين المناصرة ودرويش تأكيدا لاستمرارية المقاومة الشعرية الفلسطينية وتكذيبا للزعم الاسرائيلي البائس: «الكبار يموتون والصغار ينسون»، وقد نشرت الباحثة الجزائرية على غلاف الكتاب الأخير أقوالا سبق نشرها للشاعر اللبناني أحمد فرحات عام 1987 يقول: «فلسطين لها مركز الصدارة في الشعر العربي الحديث. يكفي أن شاعريها: عزالدين المناصرة ومحمود درويش هما في «الطليعة في خارطة الشعر العربي الحديث»، وما قاله الشاعر الفلسطيني نمر سعدي 2007: «هناك جيل كامل من الشعراء العرب تأثر بالثلاثي الشعري الفلسطيني الحداثي: درويش والمناصرة والقاسم ...فنحن نستطيع أن نرى شظايا قصائدهم متناثرة في قصائد شعرية عربية كثيرة»، أما مجلة جون أفريك الفرنسية فقد قالت 2005: اشتهر في فرنسا من الروائين الفلسطينيين منذ عام 1967: (غسان كنفاني وجبرا ابراهيم جبرا وإميل حبيبي وثلاثة شعراء هم: عزالدين المناصرة ومحمود درويش وسميح القاسم).

د. مصطفى الحلوة: عَبْرَ كتاب "شربل بعيني منارةُ الحرف"* د. بهية أبو حمد تروي "تغريبة" شاعرٍ من عالم آخر


مدخل/ صدقتْ الآيامُ وعدَها.. فكانت "ستّ البهاء" وذات الحضور الأدبي الآسر!
ما كان الأستاذ ألبير وهبه مجانباً الصواب، يوم تنبّأ لطالبتِهِ بهية أبو حمد، وهي على مقاعد الدراسة في معهد سيدة لبنان، بمستقبلٍ باهر، في عالم الأدب والشعر اللبناني. فقد "كانت تحفظ- والقول له- معظم اشعار خليل روكز، وكانت تُبدي اهتماماً منقطع النظير وشغفاً في ملاحقة شعراء الزجل اللبناني"، ولطالما كان يُردِّدُ في سِرّهِ أن هذه الطالبة ستكون شخصية مميزة في الحياة العملية" (راجع مقدمة الكتاب، ص ص : 6-7).

د. مصطفى الحلوة
أمين عام الاتحاد الفلسفي العربي
. ها هي السنونُ تمضي، فترتقي تلك الطالبة سُلّم المجد، عابرةً من نجاحٍ إلى آخر، فإذا هي المحامية المُشتهرة، وصاحبة الصالون الأدبي في سيدني، بما يُعيد إلى الأذهان مي زيادة مُتقمّصةً في بهيّتنا!.. وإذا هي تحوز، منذ أيام معدودات وسام الملكة إليزابيت الثانية..!

ولعل آخر مآثرها ولوجها عالم التأليف الأدبي، فكانت باكورتها "شربل بعيني منارةُ الحرف".. هو مؤلَّفٌ يُقاربُ عميدَ الحركة الأدبية في المغترب الاسترالي، يُسلّط الضوء على مشهدياتٍ مُتعدِّدة من مسيرته الشعرية الظافرة، التي ترقى إلى خمسين سنة خَلَوْنَ.

أن تكتب د. أبو حمد عن شربل بعيني، حيث لا يجرؤ كثيرون، فهي تغورُ على منجمٍ، ذهبُهُ أربعة وعشرين قيراطاً... تستحضر ذلك "الشاعر الذي ارتشف رحيق الشعر، ودغدغ أريجَ الحرف، ونهل عبير القافية، وأزهر دواوين شعرية قيّمة، أغنت المكتبات، وتأرجحت على خدود الورد لتُناجي الحب وتداعب العشق" (راجع الكتاب، ص 59).

"منارة الحرف"/ عندما يُطْبَقُ الحصار على البعيني، أديباً من طراز رفيع!
على مدى 228 صفحةً، أحاطت المؤلفة د. بهية أبو حمد بالأديب الشاعر شربل بعيني إحاطةً شبه شاملة، على رُغم ضخامة نتاجه الأدبي الذي يملأ بطون عشرات الدواوين والكتب التي وضعها بين أيدي قُرائه، والمسيرة لما تنتهِ، بل هو مُصعِّدٌ في مراقي الإبداع، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً!

فشربل بعيني لا يعرف الراحة، بل ليس في قاموسه مصطلح الراحة، طالما يتنفس الإبداع، ملء رئتيه، شهيقاً وزفيراً!

على مدى 228 صفحة، ومن خلال خمسة عشر ديواناً شعرياً، أحد عشر بالمحكية اللبنانية، وأربعة بالعربية الفُصحى، كان للمؤلِّفة د. أبو حمد أن تُوثّق مسيرة البعيني، مُتوسِّلةً لونين أسلوبيين، أولهما حوار افتراضي، بصوتها وصوت شاعرنا- والصوتان صوتها نهاية المطاف- وثانيهما عبارة عن مُناجاة، يتلو علينا البعيني مزاميره، نُُصيخ إليه السمع، فيأخذ بمجامع القلوب!

تضعنا الكاتبة بإزاء أديب عملاق، عركته الحياة، وزادته الغُربة نضجاً على نُضج، فأتحفنا بآراء، لا تُغادر قضية من قضايا الحياة والوجود!

هكذا يشفُّ الكتاب عن "المانيفستو" (Manifesto) البعيني- إذا جاز القول- فنتملّى من دواوينه المُترعة حكمةً وفصل خطاب! 
وإذْ تعمّقنا دواوينه الأربعة، التي صاغها بالعربية الفصحى، فقد أسفر عن شاعرٍ لا يقل إبداعاً عمّا باح به بالمحكية في الدواوين الأخرى، وليحتلّ مرتبةً رفيعة بين الشعراء الكلاسيكيين العموديين، الذين توسّلوا البحور الخليلية! ولا عجب، فالعبقرية تتبدّى، تكشفُ عن نفسها، في أية حالةٍ وفي أي لبوسٍ تتزيّاهُ، وفي تقلّباتها المتعدّدة والاختبارات!

" شربل بعيني منارة الحرف".. سيرةٌ ذاتية، بل مسيرةٌ حافلةٌ، بمحطات من حُلو الحياة ومُرِّها.. التزمت المؤلِّفة، في استعراضها، أسلوباً أدبياً ممتعاً شيقاً ، يتسم بحيوية لافتة، كونها لجأت إلى حوار افتراضي، مادتُهُ مادةٌ حقيقية وليس من بنات أفكارها، إذْ أفادت من مجموعة دواوينه، مُفردةً بضع صفحات لكل منها، مُثبتةً صورة لغلاف كل من الدواوين، مع تعريف موجز به، ولتنتقل بعدها على اختيار مقتطفات شعرية، تعمل على إثرائها وتقديمها بحلّةٍ جديدة.

وإذْ يتخذ الكتاب صيغة السيرة الذاتية بل المسيرة- كما أسلفنا- فإن المؤلِّفة تعود القهقرى إلى يوم ترك البعيني قريته مجدليا، فتتوقف عند الوالدة "بترونله"، مصوِّرةً أساها، وهي ترى فِلذة كبدها يُنتزع منها، انتزاع طفلٍ من بين أحضان أمه ( ص ص : 10- 12).

.. تُطوى هذه الصفحة، صفحة الهجرة في بدايتها، ولتُشرَّعَ صفحات وصفحات على تلك الغُربة المتطاولة التي ترقى إلى خمسة عقود، ولتكون المرحلة الأسترالية، عبر هذا العنوان " وابتدأ المشوار الثقافي في أستراليا!".

إبّان تلك الغُربة، تتوثَّق أواصر الصداقة بين أديبتنا المحامية د. أبو حمد وبين البعيني، يوم زفّها بشارةً ولا أجمل: ".. لك عندي بشارة سارة.. لقد وقع الاختيارُ عليك من بين عدة مرشحين، قرّرنا أن نمنحكِ جائزة الشاعر شربل بعيني، تقديراً للجهود الثقافية الجبّارة التي تقومين بها، وبالأخص الجهود المبذولة للحفاظ على الأدب المهجري من الاندثار" (ص 16).

.. هي أمانةٌ، تُشفِقُ الجبالُ من حملها، وحملتها د. بهية! هي أمانةٌ بين يديها ، فراحت ترفع من وتيرة حرصها على إكمال الرسالة الثقافية، في الحفاظ على الأدب المهجري، وكان الجواب الحاسم:".. لك مني العهد، على أنني سأصونُ الأمانة" ( ص 17).

... وإذْ تلٍِجُ الكاتبة إلى صُلب أطروحتها، فَعَبْرَ مدخل تمهيدي عنوانه "الأدب المهجري" ( ص ص : 19- 28)، يضعها على أبواب الدواوين الخمسة عشر، كي تُقاربَها من منظورٍ وجداني حميم، إنطباعي تفاعلي، نائيةً بنفسها عن جفاف البحث الأكاديمي، الذي يُضعِفُ ، بقدرٍ، من حرارة الروح التي يختزنها الشعر!

.. تسألُ شاعرنا عن غيبةٍ له طالت، فيردّ بأنه لا يغيب إلا إذا كان منهمكاً في كتابةِ ديوان وإصداره.. ويُستكمل الحديث بينهما، فيخبرها عن لوعة الاشتياق إلى مسقطِهِ التي تستبدّ به: " لقد اقترنتُ بالغُربةِ الموحشة، أتوقُ شوقاً إلى قريتي مجدليا، إلى أصدقاء الطفولة، إلى أجراس الكنائس إلى رائحة الأرض الطيبة، إلى الهواء العليل المنعش، إلى عنقود العنب الأشقر، إلى البيت والجدار، ورائحة أمي وأبي"( ص، 24).

في هذا المدخل التمهيدي، تتوجه كاتبتنا بالدعاء إلى السيد المسيح، مُلتمسةً من لدُنه العون والمدد، وهي تُعِدُّ نفسها للرسالة التي نُدبت لها:" اعطني السلام، يا إله السلام/ أعطني القوة والصبر لأتابع المسيرة/ مسيرة الثقافة والشعر والتراث/... لقد أتيتُ إليك، فاستجِبْ ندائي" (ص 28).

في "منارة الحرف"/ محطات ومشهديات ورؤى!
خمسة عشر ديواناً شعرياً، تحتلّ المساحة الأكثر اتساعاً من الكتاب، وهي على التوالي: مراهقة/ رباعيات/ الله ونقطة زيت/ عبلى/ مناجاة علي/ اشتقنا/ أوزان/ ظلال/ قصائد مسلية/الغربة الطويلة/ ابن مجدليا/ جنيّة الشعر/ مشِّي معي/ قصائد ريفية/ أُغنية حب إلى أستراليا.

إشارةٌ إلى أن عدداً من هذه الدواوين طبع عدة مرات (لمرتين ولخمس مرات)، مما يُؤشِّر على نفاد الطبعات الأولى، بسبب أهمية القضايا التي تُثيرها، ناهيك عن شهرة صاحبها!

وقد أتبعت الكاتبة هذه الدواوين بدراسة تحليلية مُبسّطة، سلّطت فيها الأضواء ساطعةً على أسلوب شاعرنا الفكاهي، عَبْرَ عناوين فرعية ثلاثة: قصائد مسلية، إضحك ببلاش ومن كل ذقنٍ شعرة!

وقد أُقفل على الكتاب بخاتمة ، جاءت بعنوان: " وأُهدي لكم بكل فخر واعتزاز عُصارة دراستي هذه" ( ص ص : 225- 228).

* استهلالاً بباكورة شعره "مراهقة"، فقد أبدع شاعرنا هذا الديوان، في العام 1968، وهو في حداثة سنّه (14 عاماً)، مُترِعاً إياه رائحة عشقٍ، راحت تفوح في الأرجاء، وليغدو "الحب- بحسب الكاتبة- الدواء الوحيد الذي توسَّلهُ البعيني لإطفاء النار التي لفحت كيانه" ( ص 39)، وكان له، جرّاء هذا العشق الجنوني أن يبني لمحبوبتِهِ "منزلاً من ضلوعه" (ص 41).

* وإذْ نأتي إلى "رباعيات"، المستوحى تسميةً من " رباعيات الخيام"، فإن شاعرنا يُبشِّر ، عبره، بالمحبة والسعادة، ويدعو إلى التآخي، ويثور على اللئام وناكري المعروف ( ص 54).
في مقلب آخر، بقدر ما يأسى شاعرنا لزمن الشعر الجميل ولفطاحله الذين غابوا، يُعلنها ثورة على الجهلة، أدعياء الأدب:" كُلْ واحِدْ صار بالغُربة أديبْ/ وأستاذْ ناقِصْ يحملْ بإيدو قضيبْ" ( ص 49).

* "الله ونقطة زيت"!.. حقاً ، هو أروع دواوينه الخمسة عشر، كما تحصّل لنا، وأوفاها تجسيداً لنضجه الفكري والاجتماعي، وأكثرها التصاقاً بقضايا الحياة وإشكالياتها! ففي هذا الديوان، يتبسّط الشاعر في تعليل علاقته غير النمطية مع الله، مُعلناً على الملأ موقفه العدائي ممّن نصّبوا أنفسهم وكلاء لله على الأرض.. يتكلمون باسمه، وهو منهم براء!

لقد كان لتجّار الهيكل، بل لسائر تُجّار المعابد والمساجد والكنُس نصيبٌ من شواظِ ناره!ّ كيف لا وقد زوّر هؤلاء التجار حقيقة الله، وجيّروه، باسم الدين، لمصالحهم الشخصية الضيقة، مُفترين عليه كذباً وبُهتاناً! 

وإذْ يُدركُ شاعرنا أهمية هذا الديوان، فهو ينصح د. أبو حمد بقراءتِهِ ، كونه من نمطٍ أدبي غير معهود:" إقرأي هذا الديوان، يا صديقتي، كتبتُهُ عن قناعة (اقتناع) شخصية، وبصراحة مُطلقة، معتمداً  على الأمور والمستجدات التي تدور حولنا كل يوم". وهو يسمُ نفسه بالجرأة، ليُواجه الظلم والكفر اللذين يُمارسان من حولنا! (راجع ص 58). 

في هذا الديوان، يُناجي البعيني خالقهُ، بشكل مباشر، فهو أقربُ إليه من حبلِ وريده ! يُناجيه بشفافية مطلقة، ناقلاً إليه ما يكابدُ من ألم، يعتصر فؤاده، وهو يُعاين السلوكيات غير السوية بل المنحرفة، التي يمارسها بعض رجال الدين، مُستغلين الثوب الكهنوتي! فهم يأكلون أموال الناس بالباطل، ويكدّسونها لتحقيق مآرب شخصية:" تجاره.. تجاره صفّى الدينْ/ بايدَيْنْ رجالْ ملاعينْ/ شيوخْ وكهنهِ وحاخاماتْ/ عَ شفاهن مطبوعة الـ(هاتْ)/ وبجيوبُنْ خبُّوا ملايينْ/... برمتْ الدنيي طُولْ وعرضْ/ تا أعرِف ليش الكفّارْ/ انقرضوا من شوارِعنا قَرْضْ/ وصفّوا بمعابدنا كتارْ" (ص ص : 63- 64).

.. ولآن الله غدا ذات الشاعر بل مرآته، يتوجه إليه بالقول:" وحياتكْ يا الله عارفْ/ إنّكْ مِتْلِي عمْ تتألّمْ!" ( ص 65).

لقد زالت الحُجُب بين شاعرنا وبين باريه، بما يردّنا إلى  المتصوّفة العارفين السالكين، سبيلُهُم الحبّ بل العشق الإلهي:".. ومهما الشهوة تغرّ شبابي/ بستبدلْها بكلمة حُبْ/ حتى لو زتّوني بغابِهْ" ( ص 66).

وإذْ يقفُ شاعرنا على باب الله، مُتوسِّلاً ، لا يرتجي سواه، كي يشمله برعايته ورضاه، يُحذّره من الفرّيسيّين السارقين الذين لم يُقدّر لهم أن يُهدوه إلى سبيل ربه:"خِدْني وارميني عَ جريكْ/ يا ما تاجَرْ فيك حرامي/ يا الله فتِّحْ عينيكْ" (ص 72).

.. تسقُطُ "الكلفة" بين الله وشاعرنا، فيتطارح معه إشكالية الخطيئة، متمثلةً بارتكاب الزنا، ومثالُهُ: أم تعمد إلى هذا الخيار، وليس إلاّهُ بين يديها، كي تطعم أبناءها الجياع، وَقْتَ تخلى عنهم ربُّ الأسرة والمجتمع! 

يستفتيه الشاعر، بصيغة تجاهل العارف، ويُنكرُ أن يُحتسبَ عملها خطيئةً!:".. والأم ال زوجا قمّرجي/ وما بتشوفو للصبحيهْ/ جاعوا طفالا.. كرجِتْ كرجَهْ/ وفتحتْ بابْ البيتْ وصارْ/ الجنسْ يطعمي ولادْ زغارْ/ هيدي رح تحسبها خطِيّهْ؟!" (ص 68).

.. وفي حُمّى تعلُّقِهِ بالله، يُجسِّدُ حبه الخالص له، لا يبتغي جنة، بل نور الله الذي يُضيءُ دربه ويهديه إلى سواء السبيل:" ما بدّي إطمعْ بالجنّهْ/ بدّي كونْ بقربك بسْ/ تاحتى انواركْ مني/ تسطعْ وتصيِّرني شمسْ" (ص 75).

أفلا يردّنا هذا الموقف المترفع عن كل غاية إلى المتصوفة رابعة العدوية التي أحبّت الله، لا طمعاً بجنةٍ ولا خوفاً من نار، بل كان حبها لوجهه الكريم ولأنه أهلٌ لهذا الحب:" أُحبك حُُبيّن، حُبَّ الهوى/ وحُبّاً لأنك أهلٌ لذاكَ/ عرفتُ الهوى مُذْ عرفتُ هواكَ/ وأغلقتُ قلبي على من عداكَ"! 

.. في هجمةٍ جديدة.. وإمعاناً في تعرية تجار الهيكل وفضح أحابيلهم، ها هم يعلّقون الصلبان على الصدور، من مقاساتٍ كبيرة، ليوهموا الناس بعظيم تديُّنهم المزعوم، وستراً لما يُبطنون من شرور!:"".. وبيعلّقوا الصلبانْ عَ صدورُنْ/ وبيكبّروا القياسْ/ تايستّروا بصلبانُنْ شرورنْ/ عنْ عيونْ الناسْ"(ص 76).

في مقلب آخر وضّاء، من "خطاب" البعيني الديني، يستحضر شاعرُنا عدداً من القديسين أصحاب المعجزات والكرامات وعلاماتٍ على تجلّيه في الأرض، اصطفاهم الله، فاتحتهم القديس شربل مخلوف، إلى القديسة رفقا، إلى القديس نعمة الله الحرديني.. ويتوقف عند العذراء مريم، ذات المكانة الكبيرة في حياة البعيني، وصولاً إلى القديس مارون، أبي الطائفة المارونية، والقديسة فيرونيكا، وانتهاءً بالطفل يسوع، طفل ا لمغارة، الذي علّم شاعرنا المحبة، فإنزرعت في كيانه إلى يوم يُبعثون! ( ص ص : 86- 94).

* نروح إلى "عبلى"، فنجدُنا بإزاء أبياتٍ شعرية رقيقة، يتغنّى بمحبوبتِهِ، فتنسابُ في خبايا الروح! وثمّة في الديوان ثورةٌ على الإنسان الشرير ، فيرى إليه ذئباً يعوي! ولَكَمْ تمنّى البعيني أن يُؤدِّي دور الله، ولو لبرهةٍ، كي يُحقّق ما ينهدُ إليه من آمال وأحلام، في عِدادها طمرُ جهنّم بالورد والحب، ومحو الخطيئة المعشِّشة في القلب، وإلغاء الموت، وإعدام زارعي الفتنة بين الأديان!( ص ص : 96- 97).

.. في مجال الحب، ثمة مفارقة اختصَّتْ بالشعراء، فهم لا يشيخون مهما طعنوا في السن! هكذا ما فتئ شاعرنا مُقيماً على عشقه، وهو في الخامسة والستين من عمره:" صِرتْ بالخمسة وستينْ/ وبتحومْ عليّي فساتينْ/ انتي بقلبي ليلْ نهارْ/ وما بعشَقْ غيرِكْ حلوينْ"( ص 97).

وإذْ يرتدُ إلى "عبلاه"، ، فهو يجولُ بها في أرجاء الوطن، وقد تزيَّت طرحةً بيضاء... يزوران سويةً ضيعته مجدليا.. يشتري لها الذهب والألماس من مدينة طرابلس، يصحبُها في جولاتٍ على البترون والكورة وإهدن وأميون وبشري وزغرتا، فيُذيقُها أشهى ما في هذه البلدات، ويُمتِّع ناظريها بأبهى ما تحوي من طبيعة خلاّبة!

لقد كان للهاجس الطائفي المقيت الذي يُؤرق شاعرنا، أن يُطلَّ برأسِهِ، في هذا الديوان! فها هو ذي شاعرنا يتوقف عند معاناة الشرق الذي يحترب أهلوه من أجل الدين (ص 104).

.. يُقفلُ الديوان على مأساة حبّ الشاعر، فقد تركته عبلى وحيداً، وارتحلت إلى البعيد البعيد، غير مكترثةٍ بعواطفه النبيلة تُجاهها!

* في "مُناجاة عليّ" ، يُطِلُّ شاعرنا، بلُغة المزامير النبوية، لُغةِ الكتاب المقدّس، مثمّناً التعايش الإسلامي المسيحي، وذلك من منطلق التقاء الأديان جميعها عند حقيقةٍ جوهرية واحدة:" دينك ديني دينْ الحبْ/ الحبّ اللي بيجمع أكوانْ" (ص 110).

في هذا المجال، ينمُّ شربل بعيني عن رؤيا إيمانية غائرة في أعماقه، نتبيّنُها جليّةً عند كبار المتصوّفة، وفي مقدّمتهم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، إذْ يتلو علينا "خطاب وحدة الأديان"، إذْ تتمحورُ جميعها حول أطروحة الحب. من هُنا نقرأ في "ترجمان الأشواق": " لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ/ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبانِ/ وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائف/ وألواحُ توراة ومصحفُ قرآنِ/ أدينُ بدينِ الحبّ أنّى توجهتْ/ ركائبُهُ، فالحبُّ ديني وإيماني"!

* عَبْرَ " إشتقنا"، يذهبُ شاعرنا إلى فكرة مُبتكرة، إذْ يتناغمُ الفنُ والحجرُ ليُنشِدا الحب، فيُقدّمان بذلك أمثولة لبني البشر- وهم من لحم ودم-: " الإزميلْ لمَّنْ بوّسْ خدودْ الحجَرْ/ صاروا البشر يتباوسوا متلو" (ص 113). وكأننا بشاعرنا يتوجّه إلى بني قومه قائلاً: "واعتبروا يا أُولي الألباب!".

.. هي ثورة عارمةٌ على حكام لبنان يُعلنها البعيني، مُطالباً ببُدلاء أخيار منهم، فهم ليسوا أهلاً للمواقع التي يشغلون:"... أطخنْ شنبْ.. ما عاد عندو شَعرْ/ يا ريتْ مرّهْ بتحكم النسوانْ" (ص 115).

في هذا الديوان، لعمالقة من لبنان حضور، من صاحبِ الحنجرة الذهبية الفنان وديع الصافي، إلى الشحرورة صباح، إلى الشاعر الملهم سعيد عقل، إلى صديق شاعرنا بطرس عنداري، وصولاً إلى أمه "بترونله"، وانتهاء بمثلّث الرحمات سيادة المطران بولس صليبا.. كما كانت لبيروت مكانة خاصة في قلب الشاعر.

* في "أوزان"، تغدو بيروت عروساً جميلةً، تذوب حُبّاً وغراماً. وما يلفت أن الشاعر، إذْ كتب هذا الديوان باللغة الفُصحى، فقد أسفر عن عُلوّ قدمٍ في لغة الضاد، على عكس بعض الشعراء المهجريين الذين ضُعفت لديهم اللغة الأم، هذا ما يُدلِّل على استدامة تواصله مع الفُصحى، ناهيك عن تعلُّقِهِ بها.
وعن بيروت التي عشق، فهي باقيةٌ وشماً على يده، لا يمكنُ لعوامل الزمن أن تُغيِّبَهُ: "بيروتُ يا بيروتُ لا تتردّدي/ كلُّ المدائنِ ضيّعت عُنوانَها/ إلاّكِ يا بيروتُ، يا وشمَ اليدِ" ( ص ص : 123- 124). وقد التزم شاعرنا بحر الكامل ، في نظمه هذه القصيدة.

.. هو الشعر الحلال، من لدن شاعرٍ له صِلةُ قُربى بجنيّات وادي عبقر، أوحينَ إليه ما أُوحين.. هو حقاً الشعر الحلال ما نقرأ، ولتشفَّ قصائدهُ عن شاعرٍ، حَجَزَ لنفسِهِ موقعاً مُتقدِّماً في الشعر العربي، فصيحِهِ ومحكِّيهِ!

وكما بيروت، فلبعض العواصم والبلاد العربية موضعٌ أثيرٌ مُنحفرٌ  في قلب شاعرنا وفي عقله... لبغداد ومصر وعمَّان ودمشق الشام وتونس الخضراء وللقدس الجريحة!

.. في هذا الديوان، يُعاوده الحنين إلى "عبلى"، تُدغدغُ أحاسيسه المرهفة... هي طائرهُ الساكِنُهُ ولا ارتحال! :" قد يرحلُ طيرٌ عن عُشٍّ/ لكنّ طيوري لن ترحل" (ص 131).

وإذْ يثور شاعرنا على جبران خليل جبران، بل يُعاتبهُ عتاباً رقيقاً، فلأنّه صامتٌ بإزاء تدهور الحرف والشعر ويباس الزرع وهجر الأرض والكروم ( ص ص : 131- 132). وكأننا به، عبر هذا العتاب الرقيق، يحثُّ جبرانه على إعلانها ثورةً، لا تُبقي ولا تَذَر!

* في "ظلال"- هو ديوان بالفُصحى أيضاً- يستهلُّ شاعرنا بالثورة على الحكّام والزعماء (اللبنانيين بالطبع وليس الأوستراليين!) الذين جنوا على البلد، وجرّوا عليه الويلات والخراب. وبالمقابل يُشيد بالجيش اللبناني، حامي الوطن، مُعلّقاً عليه آمالاً عريضة، لانتشاله مما يتردّى فيه من سوء عاقبة ومصير مشؤوم! 
وعلى غرار ما خلصنا إليه آنفاً، فإن شاعرنا يبدو، عبر هذا الديوان، سيّداً من أسياد الشعر العربي، لا يُشقُّ له غُبار! وحدِّث عن تلك الإنسيابية والرقة اللتين تطبعان قصائده، إلى عُمقِ معانٍ، تتواءم والأسلوب التعبيري، وليخرج النص الشعري من بين يديه خَلْقاً سويّاً! 

.. في "ظلال"، واستكمالاً لخطاب المدن، يُعبِّر البعيني عن حُبّه للرباط (المغرب)، للعراق وشهدائه، لبيروت، مُقيماً صلة رحم بين بيروت الحزينة وبين بغداد الجريحة التي اجتاحها الغُزاة الأميركيون (2003):" هذه بيروتُ يا بغدادُ تبكي/ امسحي الدمعاتِ إنّ الدمعَ أحمرْ/ إن بكيتِ اليوم نبكي كُلَّ يومٍ/ كلُّ شبرٍ منكِ يا بغدادُ جوهرْ" (ص 136).

.. في "ظلال"، يُناجي البعيني أبا الطيب المتنبي، مالئ الدُنيا وشاغل الناس.. يُنبئه عن الكفر العميم الذي يملأ دُنيانا:" يا أبا الطيب مهلاً/ هاهنا الكفرُ يسودُ/ نحنُ نحيا كلَّ يومٍ/ دمعُنا للحزنِ عيدُ" (ص 138).

.. ولعهد التميمي الطفلة الفلسطينية البطلة حضورٌ أيضاً، وهي التي تحدّت الاحتلال الصهيوني بشجاعة فائقة، لهج بها العالم من أقصاه إلى أقصاه: " عهد التميمي أصبحت أملاً/ بنتُ النشامى هزَّتِ الجبلا/ .. والقدس قالت: هذه فرحي/ مثل التميمي لم أجد رجلا" (ص ص : 138- 139).

* في "قصائد مسليّة"، ديوانٌ بالمحكية، يثور شاعرنا على الزواج، مُبدياً رغبةً بالبقاء عازباً، مؤْثِراً التنقُّل، كما النحلة، من زهرة إلى زهرة، يعتصر منها الرحيق! وهل لمتنقِّلٍ من معشوقةٍ إلى أخرى أن يُطيق صبراً على الانحباس في قفص الزوجية؟!:"وأعزَبْ متغنّج ضِليتْ/ تا قطِّع عمري فرحانْ/... الجازه فيها خرابْ البيتْ/ إن ما ظبطِتْ بتصيرْ عريانْ/ .. الله بيعرِفْ مهما عطيتْ/ مُشْ ممكِنْ ترضي النسوان" (ص ص : 144- 145).
.. في هذا الديوان، من باب الثورة على حكّامنا، ثمة ثورةٌ ضد النائب الذي ينتخبه الشعب، واصفاً إياه بالسارق والكاذب:" الشعب انتخبوا وقلّلو: كونْ/ ممثّلنا بمجلس هـَ الشعبْ/ تاري هـَ النائبْ ملعونْ/ معوَّدْ عَ السرقه وعَ الكذبْ" (ص 146).

* عن "الغُربة الطويلة"، فهو يُناجي، عبر هذا الديوان، الوحدة الموحشة، جابلاً من تُرابها إنساناً، ليُشاركه في حياته ويُؤْنِسُ وحدته.

وقد كان لمعاناة شاعرنا، جرّاء غربته المديدة وهجرانِهِ مسقطه، أن تُرسِّخ لديه هاجساً يُعاوده في كل حين، فيؤرِّقُهُ أيّما تأريق:"... يا غُربة الأيام الطويلة/ يا غُربة الشقا والضنى/ قبلْ ما تحكيلُنْ حكيلي/ شو اللّي متخبّالي أنا؟!" ( ص 150).

وفي مواجهة هذه الغُربة، بل تلك "التغريبة"، طفق البعيني يُغنّي للبنان، زارعاً اسمه على شفتيه، وحاملاً صليبه على كتفيه، علَّه بذلك يردُّ له بعضاً من فضلٍ سبق: " صوتي مبحوحْ.. وإيماني/ فيكي يا بلادي خلاّني/ إرفع الصوت وغنّيلِكْ/ رح إزرعْ إسمك عَ شفافي/ وإحملْ صليبك عَ كتافي/ وإطفي بالدمعة غليلكْ/ بركي يا بلادي الحنونهْ/ بصوتي وبدمعات عيوني/ بردِّلكْ نتفِه من جميلِكْ" (ص ص : 152- 153).

في وقفة ذات اعتبار، ومن منطلق واقعي، بل تشاؤمي، لم يَرَ البعيني في الحياة سوى "مشوارٍ يُزنِّرهُ الألم والظلم والشرّ": " مشوارْ جينا.. وكيف رحْ نرجَعْ/ وكل ما ضحِكنا.. العين عَمْ ِتِدْمَعْ" ( ص 155). فهو، عَبْرَ هذه الرؤيا المتشائمة، يأخذنا إلى أبي العلاء المعري، في موقفه من الحياة:" تعبٌ كلها الحياة..."!

وإذْ يُبدي البعيني حُبّه الجارف لمسقطِهِ، بل لوطنه الأم، فإن هذا الوطن لم يُبادله حُباً بحب ووفاءً بوفاء، وهو لا يرغبُ بعودة ابنه إليه!" .. رجوعْ الوطن متل الهموم تقيلْ/ ولبنان مُش عَمْ يشعر بجوعي!" ( ص 158). إشارةٌ إلى أن شاعرنا لا يعني هُنا وطن النجوم، وطن الأرز، بل يعني الوطن الذي أحكم عليه الساسةُ الفاسدون قبضتهم وملأوه من بشاعاتهم والارتكابات!

* عَبْرَ "ابن مجدليا" ، يُجسِّد البعيني حُبَّه الجمّ لمسقطِهِ مجدليا، تلك القرية الوادعة، التي تستبطنُ اسم المجد والحنان، فتذكرها التوراة، إذْ شُيِّدت قبل أن يبني الملك سُليمان قصره من أرز لبنان:"... قالوا: انبنيتْ قبل ما سليمانْ/ قصرو يعمِّرْ من خشبْ أرزاتْ!" ( ص 160).

لقد وصل عشق الشاعر مجدليا إلى حدّ التقديس والعبادة، فأشركها بعبادة ربه، وليغدُوَ لديه ربّان!:" يا مجدليا.. بحبِّك عبادهْ/ رغم الضياعْ بغُربةْ المجهولْ/ ... المجدلاوي بينعطى شهادِهْ/ إنسانْ مخلِصْ بالتقى مجبولْ/ بالمُغترَبْ بيشرِّفْ بلادي" (ص 160).

وإذْ يهيج في قلبه حُبّ مجدليا، يُبدي رغبةً في العودة إلى أحضانها: " ما عادَ بدّي عيشْ بالهجرانْ/ قِرفانْ من كلمة هجرْ قرفانْ/ إبنكْ أنا ومشتاقْ تاشوفِكْ/ عايشْ وحيدْ بغربتي ضجرانْ/... مشتاقْ إرجَعْ بوِّس حروفِكْ/ واوقفْ عَ باب كنيستِكْ ندمانْ!" ( ص ص : 162- 163).

ولم يكتفِ البعيني بالتعبير عن رغبةٍ جارفةٍ للعودة إلى مجدليا، بل يرى أن على المجدلاويين جميعهم أن يعودوا إليها من مغترباتهم، فهي أرض الجود، وهي الجميلة جداً:" .. يا غايبْ يلْلاَ تانعودْ/ عَ الضيعه عَ ارض الجودْ/ وكلّ ما عمّرنا عامودْ/ صوتْ بيصرخْ: آويها" ( ص ص : 165- 166).

* في "جنيِّة الشجر" – ثالث الديوان بالفُصحى- يستهلّ شاعرنا، بصوتٍ صارخٍ للحب والعشق والهُيام، لامرأةٍ استهوتْ القلوب وسحرت الأبصار!
ولقد إنماز "الديوان" بجرأة ملحوظة، حين عبَّر شاعرنا عن حُبِّه العارم، من خلال صورة جنسية، يُهديها لعشيقتِهِ "فافي" (اسم الغنج والدلع)، التي لا ينساها: "أخبرتُها عن حبِّي/ تطايَرَ الشَررْ/ وجلستْ بقُربي/ تناستِ الحذََرْ/ امسكتُها/ قبَّلتُها/ حبستُها في قلبي/ أهديتُها احترافي/ بعالم التجافي/ هنا فقط يا "فافي"/ سنقتُلُ الضجَرْ/ وتقطفُ الثمرْ/ جنيّةُ الشجَرْ" ( ص ص : 168- 169).

* "مشِّي معي"، في هذا الديوان، يذهب البعيني إلى أن شعره هو إيمانُهُ، نامّاً بذلك عن شاعر ملتزم. ففي عُرفِهِ، الشعر، إلى كونِهِ بوحَ وجدانٍ وعاطفة، فهو ثورةٌ عارمةٌ على الظلم والبغي والعدوان ومفاسد المجتمع:" الشعر عندي.. دموع بيّ وأمْ/ وثورة شعبْ بـِ وجُّ ظلاّمُو/.. الشعرْ منّو وزنْ.. مهما يصيرْ/ نِحنا الـ خلقنا الوزنْ وعبدناهْ" ( ص ص : 172- 173).

.. في وقفةٍ عند آلام الغُربة المبرِّحة، ها هو البعيني يعود إلى الوطن، مُتأبِّطاً "حبّه القديم"، يلتقي الأصدقاء القُدامى، يُشاركهم الدبكة: "رجعتْ من الغُربه/ زَلغِطْ يا قلبي/ بكرا رحْ إرجَعْ اتلاقى/ مع حُبّي.. وقدّملو باقهْ/ وقلّو يا حُبّي/ يقطعْ الغُربهْ شو صعبهْ/ يقطعْ الغُربهْ ... والضيعهْ اللّي بعدا هيِّي/ راجعْ تاحوشا بعنيِّي/ وخبِّيها بقلبي" ( ص ص : 177- 178).

وقد كان للشاعر أن يستذكر أمه، مُستعيداً أقوالها له والدُعاء، غير ناسٍ فضلها عليه حتى الممات، وبذا يُجسِّد المحبّة البنوية خير تجسيد، مُرتقياً بهذه المحبة إلى حد التقديس والعبادة:" أمي.. يا أمي.. يا فكرْ شارِدْ/ طول الليالي ساهِرْ وساجدْ/ ما بتنسى ساعة الـ كنتي تقولي/ إلهي يحرسكْ من عينْ حاسِدْ/ لا تفكّري رح ينتسى فضلِكْ/ مهما يا ماما بالدنى بيصيرْ/... يا أم متلا ما انوجَدْ/ يا جفنْ فايقْ للأبدْ/ تاغمِّضْ العِنينْ/ بعُمري عبدتْ تنينْ/ الله الساكنْ بالسَّمَا/ وانتي يا نور العينْ" ( ص ص : 180- 181).

* في " قصائد ريفية"، رابع الدواوين بالفُصحى، يُناجي الشاعر والدته بحنانٍ وألم. وإذْ تُعاوده موجةُ حنين، فهو يتمنّى العودة إلى بلاده، بسُرعة الضوء الأكثر سُرعةً من الصوت:" إحملني أيها الضوءُ إلى ربوعِ بلادي/ فأنت أسرعُ من الصوتِ/ وأخفُّ من الهواءِ/ مُشتاقٌ أنا لتلك الأرضِ الطيبةِ/ التي زرعتُها بأشجارِ الزيتونِ الخضراءِ" (ص 187).

.. أما عن الحبيبة، فمهما بعدت فإن صورتها ستبقى ساكنةً عينيه، ولحناً وابتسامةً على شفتيه، في وحشة تلك الغُربة القاتلة:" مهما بعُدْتِ/ وابتلعتِ المسافاتُ آثارَ قدميكِ/ فلسوف تبقين في العينين صورةً/ وعلى الشفتينِ لحناً وابتسامةً/ تتتلمذُ عليها ثُغورُ الفتياتِ" (191).

* عَبْرَ "أغنية حب لأستراليا"- مسك ختام الدواوين- يتغنّى شاعرنا بموطنه الثاني، الذي شرّع له الأبواب واسعةً، فابتنى فيه مجداً، وأيَّ مجد! يُحدِّثنا عن بلادٍ يُحترمُ فيها الإنسان، بخلاف ما نعهده من أسفٍ في بلادنا! :" شو بخبِرِّكْ عن أرضْ أبعد من خيالْ/ عن شعب عندو للبشر قيمهْ/ حبّيتها والهجرْ أتقلْ من جبالْ/ بصخرةْ همومي زرعْتْ  الآمالْ/ وسِهْرِتْ ليالي تزيد تعليمي" (ص : 195- 196).

وإذْ يروح شاعرنا إلى التبسُّط في "المزايا" التي تتمتع بها أستراليا، يتوقَّفُ عند مشواره الغرامي مع "عبلى"، وهما يَعْبُرانِ "سيرفس برادايس"، الذي يُعدّ من أجمل وأطول الشواطئ في العالم:" اسمك جنّهْ .. وشطّك جنّهْ/ وشمسك عَمْ بتغازِلْ شمسْ / .. زرتكْ مع عبله مشوار/ ما حبِّتْ ترجَعْ عَ البيتْ/ انغرمتْ فيكْ!.. وقلبي إنهارْ/ وما عادتْ تنفَعْ (يا ريت)!".( ص 197)

هكذا، فإن جمال هذه البلاد يُنسي المرءَ حبّه، فتغدو معشوقةً بديلةً من معشوقٍ أو عشيقة!
.. وعن المدن الاسترالية، فلكل واحدة صورةٌ رائعةٌ في الديوان، من بريزبن، إلى أديلاد، إلى تازمانيا، إلى بورت ماكواري، إلى بونداي، إلى مالبورن، إلى فيكتوريا، إلى نيوكاسل... وصولاً إلى داروين وبحورها، وانتهاء ببرث، يمسحُ الوجع عن مدمعها!

أستراليا هي الطبيعة المطبوعة الباهرة، زادتها الطبيعة المصنوعة جمالاً على جمال!

"شربل بعيني منارةُ الحرف" في عيونِ النقد وميزانه!
.. وبعد ماذا تبقّى في الجعبةِ، وقد تتبّعنا الكتاب، خطوة خطوة، أكببنا عليه، استعراضاً وتحليلاً، وتفكيكاً للكثير من مفاصله ومشهدياته والمحطات!

وإذْ وضعناه في ميزان النقد الأدبي، فإننا نرى إليه مُنجزاً إبداعياً من طراز رفيع، وضعته مؤلِّفتُهُ بلغةٍ إبداعيةٍ وجدانية خلاّقة، فأضفتْ على شاعرية البعيني شاعريةً من لونٍ جديدٍ، وبتنا أمام ديوانٍ للدكتورة بهية أبو حمد، يحتوي خمسة عشر ديواناً، ولنغدو أمام شاعرين، وإنْ لَم تحشرْ مؤلفتنا نفسها بين الشعراء! لغتُها، وإن جاءت في إطار النثر، ففيها من روح الشعر وتوهجه ما يرقى بها إلى لغة الشعر!

هو مؤلَّفٌ "نوعي" غيرُ نمطي، لا يُشبه سواه من كُتب السِيَر، وإن جاء في قالِب سيرةٍ ذاتية، بلسان واضعتِهِ وبلسان الشاعر، يُؤرّخ لمحطاتٍ ويُبرزُ مشهدياتٍ مضيئةٍ من حياة شربل بعيني، الذي ملأ دُنيا الاغتراب اللبناني الأسترالي، وبات نجماً لا يخفتُ له ضوء! 

عَبْرَ مروحةٍ من المعطيات، أحسنت المؤلّفة استلالها من خمسة عشر ديواناً شعرياً، هي من عيون دواوينه ونتاجه الأدبي، استطاعت د. أبو حمد أن تُقدِّم لنا شاعرنا، في أحسن صورة وأبهى حضور. 

وقد التزمت الموضوعية، ما وسعها الجهد، على رُغم البُعد الوجداني التفاعلي الذي يسِمُ أسلوبها التعبيري!

وبخلفيةِ المحامي البارع- وهي المحامية والحائزة دكتوراه في القانون- راحت إلى استنطاق شاعرنا، برقةٍ وسلاسة، من دون أن تضعَهُ في قفصِ الاتهام، وراح يُفضي بكل ما لديه، من دون زيادة أو نُقصان!

ولقد كان للحوار الافتراضي الكموني، الذي هندستهُ د. أبو حمد ببراعة فائقة، دوره الفعّال، في إضفاء حيوية على مسار الكتاب، مُخرجاً إياه من مطبّ السردية المملة التي يعتمدها أكثر كُتّاب السِيَر!

هكذا، والحال هذه، ينتمي المؤلَّفُ إلى الأدب التفاعُلي، حيث يتم إشراك الكاتب ومَن يكتب حوله أو عنه، في عمليةٍ يكون لكليهما صوتُهُ ورؤيته، بما يزيد من صُدقية ما نقرأ!

كتابٌ ، بأسلوبه المتفرِّد، يغدو بمنزلة سياحة أدبيةٍ جميلة، في ربوع شاعرنا، وما أجملها تلك الربوع، وفق ما ذهب إليه الأستاذ يحيى السماوي، في تقويمه المقتصد لهذا الكتاب!

بهذا الكتاب، فإن "بهية أبو حمد، سفيرة السلام العالمي، وصاحبة الصالون الأدبي المميِّز في سيدني، "وست البهاء" ، والحائزة ميدالية الملكة إليزابيت الثانية، منذ أيام معدودات، ها هي اليوم تضيف لقباً جديداً إلى ألقابها، فتغدو سفيرة "فوق العادة" إلى فضاء الأدب الاغترابي اللبناني والعربي، ونجمة وضاءة من أنجمه الزُهر!

.. وإذا كان البعيني شربل، في موضع من "رباعياته"، قد دعانا إلى تدبُّر شعره وقراءته من جديد:"قريتْ شعري.. بحبّ إنكْ تفهمو/ وترجعْ تعيدْ قرايتو من جديدْ"، فقد قُدِّر لنا، عبر هذا المؤلَّف، أن نقرأ شعرك، بل أن نقرأكَ بكُلّيتِك، فأسفرت عن شاعرٍ شاعر، أُعطيت نصيباً وافياً من مجدِ الشعر اللبناني الاغترابي، إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها!
***
* - من وحي اللقاء الذي عُقد حول كتاب د. بهية أبو حمد "شربل بعيني منارةُ الحرف"، في القصر البلدي- جديدة المتن (لبنان)، يوم الخميس الواقع فيه 14/6/2019، وقد تكلّم فيه، إلى المؤلِّفة، مدير عام وزارة الثقافة د. علي الصمد وثُلّةٌ من الشعراء.

رئيس منتدى النور الشاعر المحامي نهاد زرعيني يزور الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه

كتب حاتم جوعيه ـ
   زارني مساء يوم الثلاثاء ( 11 /  6 / 2019 ) في بيتي في قرية المغار  - الجليل الشاعرُ والكاتبُ  المحامي نهاد زرعيني- ( الناصرة - طرعان ) - رئيس منتدى النور للفن والشعر والمنثور. ودار الحديثُ  بيننا في مواضيع وأمورالشعروالأدب والثقافة وأزمة النقد المحلي وظاهرة الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحة الأدبية والثقافية  في الآونة الأخيرة، حيث أصبح كلُّ من هبَّ ودب شاعرا وأديبا تركزُعليه الأضواء وتقامُ له الأمساتُ التكريمية بفضل   بعض  المنتديات  والجمعيَّات  ووسائل  الإعلام  المحلية  الصفراء وبعض النويقدين الذين يعملون  بشكل مقصود كما يبدوعلى تزييف الحقائق والواقع  والتاريخ  وتشويه المشهد الأدبي والثقافي المحلي .
  والجدير بالذكر ان منتدى النور الذي يرأسه ويديرهُ  الأستاذ المحامي نهاد زرعيني يضمُّ  أكثر من  50 شاعرا وأديبا محليًّا ، ولهُ  نشاطات  وفعاليات  كثيرة وواسعة على الساحة الأدبية والثقافية المحليَّة .
  وتمَّ الإتفاق بيني وبين الأستاذ  نهاد على التعاون المشترك وتكثيف النشاط الأدبي والثقافي محليًّا وإقامة  ندوات وأمسيات شعريّة  وأدبية  بشكل مكثف في جميع أنحاء البلاد ..
 ...هذا وقد استغليت هذه الزيارة المباركة وأجريت معه  لقاء صحفيا مطولا  سينشر قريبا في وسائل الإعلام.

الفردوسي.. الشاعر الملحمي الذي أنقذ اللغة الفارسية من الاندثار

اختيار وإعداد عادل محمد ـ

حكايات "شاهنامه فردوسى" التي كان الراحل زوج شقيقتي يقصها علينا باللغة الفارسية بأسلوب شيّق ومثير في مطلع خمسينيات القرن الماضي ظلت راسخة في ذاكرتي منذ نشأة طفولتي وعندما كنت تلميذًا في مدرسة العجم بالعاصمة المنامة.

كانت حكايات الشاهنامه وخصوصاً قصص البطل الأسطوري الفارسي رُستَم وابنه سُهراب تدور في

مخيلتي وتشوّقني على قراءة الكتب الفارسية.  فبدأت بقراءة الكتب الفارسية بعد تخرجي من مدرسة العجم الابتدائية في نهاية عام 1955.

"بسي رنج بردم در اين سال سي ... عجم زنده كردم بدين پارسي"

(لقد عانيت آلاماً كثيرة خلال هذه الثلاثين سنة, فأحييت العجم بهذه الفارسية)!

الفردوسي هو أول من أحيى اللغة الفارسية وأنقذها من الاندثار، صاحب ملحمة “الشاهنامة” (رسالةالملوك) وهو ديوان شعر ضخم، وينشد الفردوسي في الشاهنامة، حكايات وأساطير الفرس القديمة شعرا.

ويعتبره الفرس، مؤسس اللغة الفارسية الجديدة -قياسا بالقديمة الرائجة قبل الإسلام- ومحييها ومجددها،ويحبونه لدوره في الحيلولة دون رواج اللغة العربية بين الفرس كما حصل في مصر وبلدان أخرى.

ففي أحد الأيام سُئل محمد حسنين هيكل، الكاتب المصري الشهير، "أنتم المصريون مع هذه الخلفية الثقافيةالرائعة، كيف أصبحت لغتكم عربية؟"

فرد هيكل وقال: أصبحت لغتنا عربية لأننا لم يكن لدينا فردوسي!

وهنالك دليل آخر على ذلك في دور اللغة الفارسيّة في إحياء القوميّة الإيرانيّة على يدي الفردوسي صاحب(الشاهنامه) ملحمة الفارسيّة العظمى. فقد أعلن فيها بوضوح قائلاّ ما ترجمته بالعربيّة وقد صدق, فالشعراء والمفكّرون رؤيويّون، يستشرفون مستقبل أُممهم ويستنهضون الهِمم لبعثها مِن رماد الأجيال.
حكيم أبوالقاسم الفردوسي هو واحد من الشعراء الايرانيين الأكثر شهرة وأحد أعظم الملاحم في 
العالم. يتم تسمية يوم 25 ارديبهشت من التقويم الشمسي (15 من شهر مايو) من كل عام يوم 

إحياء ذكرى هذا الشاعرالكبير.

الشاهنامه ملحمة فارسية ضخمة تقع في نحو ستين ألف بيت، من تصنيفأبو قاسم الفردوسيالمتوفى 329 هـ ، و«تُعتبر أعظم أثرأدبي فارسيفي جميع العصور».

نظمها الفردوسي للسلطان محمود الغزنوي مصوراً فيها تاريخ الفرس منذ العهود الأسطورية حتى زمن الفتح الإسلامي وسقوطالدولة الساسانية منتصف القرن السابع للميلاد. نقلها إلى العربية، نثراً، الفتح بن عليّ البُنداري المتوفى 643 هـ.

تعريف
كان نوح بن منصور الساماني، وهو من أمراء بنو سامان التي كانت تحكم ما وراء النهر، أول من اقترح نظم الشاهنامه، وبدأ الشاعر أبو منصور الدقيقي بنظمها لكنه قتل فأتمها الفردوسي، بعد إشارة من السلطان محمود الغزنوي. وقيل أنه سلخ في نظمها خمساً وثلاثين سنة.

النظم في أقسامها الأولى محشوة بالخرافات، حافلة بالخوارق. أما في أقسامها الأخيرة التي يستعرض فيها الفردوسي تاريخ ملوك الفرس منذ عهد أردشير مؤسس الدولة الساسانية؛ فإن الأحداث والأخبار التاريخية تقترب من الحقيقة، وتعتمد التوثيق، وتتقيد بالتسلسل الزمني.

يقول المستشرق بروكلمن في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية»: «والواقع أننا نقع في الشاهنامة على روح الأسلوب الملحمي الفارسي في قمة اكتماله، وأنها تتكشف برغم نمطيتها ورتابتها عن عبقرية شعرية رائعة».

الترجمة العربية
أمر الملك المعظم بن الملك العادل الأيوبي، أمر الفتح بن علي البنداري الأصفهاني بترجمة الشاهنامه إلى اللغة العربية، فنقلها نثرابين جمادى الأولى سنة 620 هـ وأتم الترجمة في شوال 621 هـ ، وهي الترجمة العربية الوحيدة للشاهنامه. حققه المصري عبد الوهاب عزام على خمس مخطوطات واحدة في برلين، وأخرى في كمبرج ، ونسختين في طوب قبوسراي ، والخامسة في مكتبة كوبرلي، وأعتمد نسخة برلين الأصل، كونها أتم النسخ. وطبعت في مجلدين بالقاهرة سنة 1350 هـ.

ترجم البنداري الشاهنامه ترجمة شبه كاملة في أسلوب غير متكلف، وبيانه في جٌملته، ليس مسفا ولا عاليا. ويقول المحقق عبد الوهاب عزام أن البنداري يّسر الترجمة «وأوجزها فقرّب له حوادث الكتاب. وأحسب أن القارئ العربي، بهذه الترجمة، أقدر على الإحاطة بقصص الشاهنامه من القارئ الفارسي».

الطبعات
نشر المستشرق يوليوس فون مول نص «الشاهنامه» للفردوسي في ست مجلدات (باريس، 1838 – 1866 م) ثم نشر باربييه دي مينار مجلداً سابعاً في 1878 م. ثم ترجم مول «الشاهنامه» إلىالفرنسية، في ست مجلدات من الحجم الصغير وزود هذه الترجمة بمقدمات و تعليقات وفيرة. وقد وصف عزام هذه الطبعة بأنها «أعظم طبعة للشاهنامه عرفت في العالم كله».

​المصادر: موسوعة ويكيبيديا ومواقع الفارسية والعربية المعتبرة
​ 

جمعية محترف راشيا تكرم سفير لبنان في الهند ربيع نرش في قلعة الإستقلال راشيا الوادي

كرّم رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال سفير لبنان في الهند ربيع نرش في قلعة إستقلال لبنان راشيا الوادي وبحضور رئيس بلدية راشيا الاستاذ بسام سلمان دلال 

شوقي دلال قال في المناسبة: اليوم تشرفنا في "جمعية محترف راشيا" بإستقبال الاخ العزيز سعادة سفير لبنان لدى دولة الهند الاستاذ ربيع نرش وهو السفير النشيط القدوة في السلك الديبلوماسي اللبناني الذي عكس صورة لبنان الجميلة في جميع مواقع الإغتراب التي تسلمها ولا يزال لغاية اليوم يعمل بكد وجهد كسفير للبنان في دولة الهند وقد وصلتنا أخبار ما أرساه من روح المحبة بين لبنان والهند من خلال العديد من المشاريع التي تهم بلدينا الصديقين 

وأضاف دلال " إننا في "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا و"تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" وصالون إينانا الثقافي" نشعر بفخر اليوم أن نقدم لسعادة السفير ربيع نرش درعنا التكريمي بين أروقة قلعة إستقلال لبنان راشيا وبين الغرف التي سُجن فيها رجالات الإستقلال وما تحمله من رمزية تاريخية لنقول ها هي قلعة راشيا وبحضور رئيس بلديتها الاستاذ بسام دلال  ستبقى وفية لرجالات لبنان الذين يحملون إسم الوطن لينشروه حُباً في كافة أصقاع الأرض "...

وإلى رئيس بلدية راشيا بسام دلال "الذي نوه بزيارة سعادة السفير ربيع نرش الى بلدته راشيا الوادي وثقته بتراثها وجمالياتها ودعا جميع اللبنانيين المغتربين لإدراج راشيا الوادي على جدول زياراتهم عند قدومهم الى لبنان ونحن نرحب بالجميع في بيتهم وبين أهلهم"..

من جهته شكر السفير ربيع نرش لهذه اللفتة الكريمة من الاخ الاستاذ شوقي دلال و"جمعية محترف راشيا" وما تمثله من حضور ثقافي في لبنان وبلدان عالمية متعددة مبدياً كل الإعجاب بما شاهده من جماليات تراثية في منازل راشيا القرميد وقلعتها التاريخية وسوقها التراثي مشجعاً الجميع لزيارتها والتمتع بجمالياتها ، كما شكر رئيس بلدية راشيا والجميع على ما لمسه من حفاوة وترحيب"...

في الصورة: شوقي دلال يقدم الدرع التكريمي للسفير ربيع نرش والى جانبه رئيس بلدية راشيا بسام دلال