صبر فقوعة إذا أثبت وجوده، كنافة نابلس لا يوجد لها حساب

كتبت صبا أبو فرحة ـ

رافقتُ الحاجة يسرى أبو فرحة (63 عاماً) في الساعات الأولى من شروق شمس ال30 من آب 2019، التي كانت تردي ثوبها الفلاحي، وتحمل بيدها سطل بلاستيكي أسود اللون، وقفازات سميكة حمراء، متجهة بنشاط لتجمع فاكهة الصبر.
وبعد أن سمت بالله وذكرت دعاء الرزق بصوت خافت، باشرت أبو فرحة  بجني الثمار عبر أداة قطف الصبر-قطعة معدنية مفتوحة  الجهتين مثبتة بعصا خشبية طولها حوالي متر- ، فكانت تقطف الثمار الحمراء والصفراء ، أما الخضراء فتتركها  ليومٍ آخر حتى تنضج.
فاستدارت يميناً وإذا بجدار الفصل العنصري أمامنا، فنظرَت وعيونها توحي بالحزن:"شايفة هالجدار هاد أكل الكثير من أراضي القرية، مليان أشجار صبر طبعاً ممنوع إحنا نوصلها" وبالرغم من هذه المعيقات، فإن فقوعة التي تقع شرق مدينة جنين، ما زالت تعد مركزاً مهماً لتسويق الصبر محلياً؛ ليكون في متناول الكثير لما يتمتع به من مذاق لذيذ وفوائد صحية متعددة.
وقالت أبو فرحة بصوت فيه تحدي: "الصبر سور قوي للمزرعة، محدا بفكر بمغامرة القفز عن الشجرة عشان في شوك".
وبالتزامن مع النسمات الصيفية الصباحية، كانت أشجار الصبر العتيقة التي تملئ الحقول المجاورة تتمايل وكأنها تعانق أشواكها الناعمة باشتياق، فهذه الثمرة متوفرة فقط خلال شهري تموز وآب.
فتذكرت المثل الشعبي" بتموز اقطف الكوز" الذي يردده الفلسطينيون كثيراً عند اقتراب موسم قطف الصبر.
فراودني سؤال عن سبب القطف في الصباح الباكر، وبنغمة فيها ثقة كشفت لي أبو فرحة عن السبب : "وجود قطرات الندى على الثمار، يمنع تطاير أشواكها الخارجية".
وبينما كانت أبو فرحة منهمكة في قطف الثمر، وأهازيجها تملئ المكان، رجعت بي الذاكرة عندما كنا نجسد العرس الفلسطيني في تشرين الأول من كل عام عند قطف الزيتون.
فهذه الفاكهة الحمراء التي تشبه التين، تحتوي من الداخل على اللب اللحمي الممتلئ بالبذور الصغيرة، أما قشرتها فهي سميكة تحتوي على مسام كثيرة، تنبت في كل منها أكثر من شوكة دقيقة جدا، وناعمة حادة  لا يكاد منزل في فقوعة يخلو منها إذ يعدونها مصدراً لدخلهم.
وبشكل مفاجئ جاء المزارع محمد أبو خميس الذي كان يرتدي قميصاً مقلماً و يركب حمار أبيض اللون مسرعاً والبسمة تملئ وجهه فبدا لي أنه جنى من الثمار ما يكفي ليسد قوت أولاده الصغار.
تجمع أبو فرحة في اليوم الواحد أكثر من 230 حبة من الصبر، وتضعها في سطل بلاستيكي أسود اللون، وتبيعها بـ 30 شيقلاً.
روت لي يسرى لحظات جميلة من الذاكرة، عندما كانت والدتها تنصحها بأكل الصبر يومياً  كوجبة صباحية، مع خبز الطابون أيام الحر الشديد (القيظ)،  وبضحكة خفيفة:" الصبر يشرح البال ويصلح الحال، ويجلب بنت الحلال".
وبعد نصف ساعة، بدأت أبو فرحة بتنظيف "الكوز" من الأشواك، مستخدمة  أغصان شجر الخروب، وكانت ترتدي القفازات البلاستيكية والضحكات تملئ وجهها القمحي،  فبدا لي أنها في غاية السعادة لهذا الانجاز، ثم  قدمت لي دلو صبر فصافحتها مغادرة صوب منزلي . 

عالم التناقضات.. مواطن أميركي يسجن بسبب 50 دولار ولاجئ فيتنامي يربح 45 مليون دولار!؟

كينارد مع محاميته في جلسة الإفراج عنه

اختيار عادل محمد
30 أغسطس 2019

قبل نحو 36 عاما، صدر حكم بالسجن مدى الحياة بحق شاب في العشرينات من عمره، مع عدم قبول العفو عنه، وظل قابعا في السجن أكثر من 3 عقود.
وبالتأكيد فإن الحكم بسجن الشاب ألفن كينارد، عام 1983، لا يتناسب إطلاقا مع السبب أو الجريمةالتي ارتكبها، لكنها جاءت وفق ما يسمى "قانون الثلاث ضربات"، وهو جزء من استراتيجية وزارة العدل الأميركية لمواجهة العنف.

ووفقا للروايات، فقد سرق الشاب ألفين كينارد، عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، مبلغا يصل إلى 50.75 دولار من أحد المخابز، واتهم في أعقابها بارتكاب جريمة "السطو من الدرجة الأولى"، وفقا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.

والآن، في أغسطس 2019 وبعد 36 عاما، تقرر الإفراج عن كينار، الذي بات يبلغ من العمر 58 عاما، بعد أن قرر قاضي الدائرة ديفيد كاربنتر الإفراج عنه من سجن دونالدسون الإصلاحي في بيسيمر في ولاية ألاباما، بعد أن أنهى مدة محكوميته الأساسية.

وجاءت العقوبة القاسية، وغير المتناسبة، بحق كينارد بموجب قانون الجنايات القديم المعتاد في ألاباما، والمعروف باسم "قانون الضربات الثلاث"، حيث سبق أن حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بسبب 3 جنايات سطو من الدرجة الثانية في العام 1979.

فاز بون ترونغ بـ60 مليون دولار كندي
فاز بــ45 مليون دولار في اليانصيب.. واستعد لها بطريقة غريبة

وكالات - أبوظبي
انتظر لاجئ فيتنامي في كندا، فاز بستين مليون دولار كندي، (45 مليون دولار أميركي) في سحب يانصيب، 10 أشهر لتسلّم هذه الثروة الطائلة، لسبب شخصي "غريب جدا".
وقال بون ترونغ خلال مؤتمر صحفي عقد مساء الأربعاء في مدينة إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبرتا "رحت أفكّر في تأثير هذه الجائرة على عائلتي. وخلصت إلى أنها ستغيّر أمورا كثيرة وحرصت على ضمان أن نكون مستعدّين للأمر"، وذلك بالاستعداد نفسيا لتسلم هذا المبلغ الهائل وتحديد طريقه إنفاقه.

وبعد 10 أشهر من اختياره الأرقام الصائبة في سحب اليانصيب الكندي التي دأب على اختيارها هي نفسها منذ عقود، توجه نحو هيئة اليانصيب الكندية لتسلم جائزته قائلا "نحن مستعدّون!".

ويعتزم ترونغ استخدام هذه الأموال لتسديد قرضه السكني، وفواتير أخرى، وأخذ إجازة قبل العودة إلى عمله كبستاني.

 وهو لم يخبر بعد أولاده الصغار بالجائزة التي فاز بها، حرصا منه على تلقينهم مبادئ العمل. وقال مازحا "قد أخبرهم بالأمر بعد 10 سنوات أو 20 سنة".

ووصل بون ترونغ (55 عاما) مع عائلته إلى كندا قبل 36 عاما، هربا من الحرب في فيتنام.

وقالت قريبته التي حضرت المؤتمر الصحفي "وصلوا إلى هنا معدمي الحال بعد الحرب في فيتنام وهم عملوا جاهدين. وأنا سعيدة لأجلهم".

المصادر: وكالات الأنباء

ذكرى ميلاد الطبيب والفيلسوف الفارسي زكريا الرازي

اختيار وإعداد عادل محمد
28 أغسطس 2019

أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (250 هـ/864م - 5 شعبان311هـ/19 نوفمبر 923م) طبيبٌ وكيميائي وفيلسوف ورياضيّاتيٌ ّمُسلم من علماء العصر الذهبي للعلوم. وصفته سيغريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب «أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق»، حيث ألف كتاب الحاوي في الطب، الذي كان يضمُّ كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام. بعد ذلك التاريخ درس الرياضيات و‌الطب و‌الفلسفة و‌الفلك و‌الكيمياء و‌المنطق و‌الأدب.

في الري اشتهر الرازي وجاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر، ومن أعظم كتبه «تاريخ الطب» وكتاب «المنصور» في الطب وكتاب «الأدوية المفردة» الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم. وهو أول من ابتكر خيوط الجراحة [محل شك]، وصنع المراهم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير. وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.
كتاب الطب

​زكريا الرازي سيرته ومؤلفاته
محمد بن زكريا الرازي  المعروف بالفارسي محمد زکریای رازی ، والمعروف أيضا باسمه اللاتيني الرازي ، وكان هو الفارسي الموسوعي ، الطبيب ، والخيميائي ، والكيميائي ، والفيلسوف وشخصية مهمة في تاريخ الطب ، والمفكر الشامل .

و أدلى الرازي مساهمات جوهرية ودائمة لمختلف المجالات العلمية ، وهي ما سجلت في أكثر من 200 من المخطوطات ، وحصل علي العديد من التقدم في مجال الطب من خلال ملاحظاته والاكتشافات التي أكتشفها ، ويعتبر من المؤيدين الأوائل في الطب التجريبي ، وقال انه أصبح طبيبا ناجحا ، وعين طبيب المحكمة ، وشغل منصب كبير الأطباء ،  وكان من بين أول من استخدم مذهب الأخلاط للتمييز  بين المرض المعدي وغيره من الأمراض ووصف  بوالد طب الأطفال ،  والرائدا في العيون ، والطبيب الممارس .

وكتب كتابا رائدا حول الجدري والحصبة وتقديم التوصيف السريري للأمراض من خلال الترجمة ، وبأعماله الطبية والأفكار أصبح يعرف بين الممارسين الأوروبين في العصور الوسطى وأثر في التعليم الطبي في الغرب اللاتيني تأثيراً عميقا ، وأنشأ بعض مجلدات من عمله  وهما كتب في الجراحة ، والكتاب العام عن العلاج ، وجزءا من المناهج الدراسية الطبية في الجامعات الغربية ،  كما عمل مدرسا للدواء ، وقال انه جذب الطلاب من جميع الخلفيات  وقيل يجب على المصالح أن تكون رحيمة ومكرسة لخدمة مرضاه ، سواء كان غنيا أو فقيرا .

نشأته :
ولد أبوبكر الرازي في عام 865 في مدينة الفارسية من مدينة الري ، بالقرب من طهران ، وتوفي في نفس البلدة عام 925 ، وتقع  هذه المدينة على المنحدرات الجنوبية لسلسلة جبال البرز التي تقع بالقرب من طهران ، وإيران ، وقبل أن يتعلم الطب درس الفلسفة، والكيمياء ، والموسيقى ، في سن مبكرة ، وحصل فضيلته عل لقب خبيرا في الطب والكيمياء ، و توافدوا إليها المرضى والطلاب من مناطق بعيدة عن آسيا .
دعي الرازي إلى بغداد حيث تولى مسئولية مدير في المستشفى الجديده الذي يحمل اسم مؤسسها المعتضد بالله ، وفي شبابه انتقل الرازي إلى بغداد حيث درس وتمارس في البيمارستان المحلي (المستشفى) .
وأمضى السنوات الأخيرة من حياته في بلده الأصلي ري ، ويتم وصف الرازي من قبل العلماء بأنه “الربوبي الصريح” و “المفكر الحر”  ،  وقيل أنه قام باختراع مرهم لعلاج العمي  . وتعتبر محاضرات الرازي من المحاضرات التي جذبت العديد من الطلاب ، كما قال ابن النديم في الفهرست اعتبر الرازي أنه شيخ، وهو اللقب الفخري الذي لقبه به ، وكان الرازي الشخص السخي من قبل الطبيعة ، مع مراعاة الموقف تجاه مرضاه ، وكان الخيري للفقراء فكان يراعيهم ولا ينساهم أبداً ، وتعامل من دون دفع بأي شكل من الأشكال .

اسهاماته الطبية :
تولى الرازي المركز الأول المسئول عن أول مستشفى رويال في ري، و سرعان ما انتقلت إلى موقف مماثل في بغداد وأصبح رئيسا للمستشفى الشهير مقتدري ، وانتقل من وقت لآخر لمختلف المدن ، وخاصة بين ري وبغداد ، لكنه عاد أخيرا إلى راي ، حيث توفي عام 930م ويحتفل سنوياً باسمه في معهد الرازي قرب طهران ، كما شغل منصب الطبيب في المحكمة السامانية في آسيا الوسطى .

كتب الرازي في العديد من المواضيع المختلفة ، وقد كتب له كتاب في  الطب العام ، وألف في الطب (كتاب الطب لمنصور) للحاكم الساماني من ري وهو أبو صالح المنصور ، كتاب المنصوري الذي ترجم إلى اللاتينية في القرن ال15 م ، ويضم عشرة مجلدات في التعامل بشكل شامل مع الطب اليوناني العربي ، وتم تجميع ملفات العمل و الكم الهائل من القراءات والملاحظات الشخصية بعد وفاته من قبل طلابه وتعميمها تحت اسم كتاب آل حاوي وألف في الطب أيضاً  ( كتاب الطب الشامل ) ، ويعتبر الرازي من أعظم أطباء القرون الوسطى .

ونشرت بعض من وحدات التخزين الخاصة به بصورة منفصلة في أوروبا ، وكان صاحب كتاب الجدري والحصبة وهي تعتبر الاطروحه الأولى على الجدري وجدري الدجاج ، وكان أول من رسم مقارنات واضحة بين الجدري وجدري الدجاج ، وكان آل حاوي أكبر موسوعة طبية مؤلفة من أي وقت مضى في ذلك الوقت ، ويحتوي على كل موضوع طبي في كافة المعلومات الهامة التي كانت متاحة من المصادر اليونانية والعربية .

وهناك سمة خاصة به عن النظام الطبي له حيث أنه شجع العلاج عن طريق الغذاء الصحي وتنظيمها ، وتأثير العوامل النفسية على الصحة ، وكان الرازي جراح الخبراء ، وكان أول من استخدم الأفيون و التخدير .

وكان الرازي أيضا الباحث ، ووصف بالتفصيل عدة تفاعلات كيميائية كبيرة ، ونظرا أيضا وصفا كاملاً للأدوات المستخدمة في التحقيقات الكيميائية ، وقد ترجم له وصف المعرفة الكيميائية إلى اللاتينية واستخدامها لسنوات عديدة كمصدر للكيمياء ، وكان أول من أنتج حامض الكبريتيك مع بعض الأحماض الأخرى ، وقال انه على استعداد أيضا لأنتاج الكحول عن طريق تخمير المنتجات الحلوة ، وفي مجال علم الأحياء ، وضع الرازي نظام تصنيف بدائي وتقسيم المواد في النباتات والحيوانات والمعادن ، واهتم أيضاً بطريقة فتح الطريق للكيمياء العضوية وغير العضوية .

مؤلفاته

1- مقالة في اللذه .
2-كتاب طبقات الأبصار .
3- كتاب هيئة العالم .
4- كتاب الكيمياء .
5- كتاب في الفصد والحجامة .
6- كتاب الطب الروحاني .
7- كتاب المدخل إلى المنطق .
8- كتاب الشكوك جالينوس .

​المصادر: موسوعة ويكيپيديا والمواقع العربية المعتبرة

الجسر/ منحوت من حجارة الكلمات الوطنية هندسة وبناء: مكتبة المنارة العالمية

كتبَ: نايف خوري ـ
القصيدةُ حين تخرجُ من سجنِ الورقِ وتسبَحُ في فضاءِ الصوتِ الرخيمِ يتّسعُ لها المدى والفلَك والملكوت.
كما يخرجُ السهمُ من القوسِ.. خرجَت الكلمةُ وتحرّرَت بالصوتِ - بإيقاعِ النغمِ المموسقِ للكلمةِ الشعريّةِ الشفافةِ الناعمة.
فالقصيدةُ مكنونُ العواطفِ ومخزونُ المشاعرِ، تنبثقُ من فيضِ الفكرِ لتحطّ رحالَها في نفوسِ القراءِ والسامعين. تهزّ قلبَك فتُبرقُ عيناك، يَقشعرّ بدنُكَ فترتَعدُ شفتاك، تَتملّكُ نواصي كلماتِك وتأخذُك معها إلى المدى اللا نهائي، إلى الأفقِ غيرِ المحدودِ، إلى أغوارِ هيامِ الروحِ وسموِّ الأقدارِ. تبعثُ فيك حرارةِ الحبّ ودفءَ السكونِ، تثيرُ فيك نورَ الشغفِ وعَطشَ الاكتشافِ، حتى يستقرّ بك المقامُ، وتُدركُ كُنهَ الحياةِ والحبِّ والخيرِ..   
والآن تأخذُك القصيدةُ بصوتِ القارئةِ الساحرةِ عبير شاهين خطيب إلى الضفةِ الأخرى من الجسرِ.. إنها الكلمةُ التي تبني بالحجارةِ قوسَ الجسرِ والصوتِ الذي يهندسُ البناءَ. 
هذه المجموعةُ الشعريةُ التي حلّقَت في وجعِ الأرضِ وهمومِ الوطنِ، حمَلت حِمَمَ العاطفةِ والغضبِ وتجلّت في البناءِ المُحكمِ للقصائدِ حتى تستطيعَ عبورَ الجسرِ.

عن المجموعة "الجسر"
صدرَت عن منشوراتِ مؤسسةِ "الأفقِ" للثقافةِ والفنونِ -2016- للشاعرِ والأديبِ: وهيب نديم وهبة. 
تقعُ هذه المجموعةُ في 108 صفحاتٍ من الحجمِ المتوسطِ، وتشملُ 36 قصيدةً. صمّمَت لوحةَ الغلافِ الرسامة "صبحيّة حسن" 

تعودُ في هذه المجموعةِ الشعريةِ النوارسُ إلى البحرِ، تمامًا كما تحطّ فراشةٌ فوقَ قنديلِ الضوءِ وتتوهّجُ بالنورِ وتحترق.. احترقَت أصابعُ الشاعرِ وهي تمُدّ الجسرَ ما بين الغيبةِ والغربةِ وبين جرسٍ ومئذنةٍ وبين أغنياتِ حنينِ الريحِ العائدِ في جسدِ الوردِ والنارِ "القصيدة".

يقولُ ناشرُ الكتابِ المديرُ العامُ لمؤسسةِ الأفقِ للثقافةِ والفنونِ الكاتبُ والفنانُ عفيف شليوط إنّ "القصيدةَ لدى الشاعرِ وهيب نديم وهبة هي سفرُ الفكرِ ما بين اللغةِ والصورِ الشعريةِ المتلاحقةِ في تشكيلِ عوالمَ وأقاليمَ وخيالاتٍ جديدةٍ بصريةٍ وذهنيةٍ تلاحقُ خيالَ القارئِ حتى الثمالةِ"

كما يتمتّعُ الشاعرُ بقدرةٍ فائقةٍ في رسمِ الصورةِ الشعريةِ والغوصِ في أعماقِ العامِ والتحرّرِ من الذاتية..
كما تُرجمَت نتاجاتُه الأدبيةُ إلى لغاتٍ أجنبيةٍ عديدةٍ.
مجموعةٌ مختارةٌ من قصائدِ الجسرِ مترجمةٌ للغةِ الإنجليزيةِ، ترجمةُ الشاعرِ: حسن حجازي حسن من جمهوريةِ مصرَ العربية. 

من قصائدِ الجسر / بالعربيةِ والإنجليزيةِ:
بالأبيَضِ والأسْوَدِ
 (بالأبيضِ والأسودِ عنوانٌ ضدَّ العنصريةِ
في جميعِ أَرجاءِ العالمِ.
المرأةُ هنا بيضاءُ البَشرةِ ولونُ بشرةِ الرجلِ
سوداءُ وكان لقاء)

في آخرِ المَقهى،
كانتْ مَعَهُ..
شعرُها الطويلُ الأصفرُ،
ينسابُ فوقَ وجنَتَيْهِ،
فوقَ عينَيهِ، يُغطِّى وجْهَهُ تمامًا،
برذاذِ الشتاءِ الذَّهَبيِّ..

وحينَ انتهى العناقُ،
أعادتْ خُصلاتِ الشَّعْرِ إلى الوَراءِ..
كانتْ قد تلونتِ البشَرَةُ البَيْضاءُ
بدَمِ وردةٍ عاشقةٍ أَنفاسَ الحَيَاةِ.

كانَ ليلُ وجهِهِ الأَسْوَدِ..
يُضيءُ المكانَ..
ابتسمَتْ لهُ..

ارتسمَت الابْتِسَامةُ فوقَ شفتَيْهِ
كالشَّمْسِ،
أشرقتْ بالعِشْقِ في العَيْنَينِ كالقمرِ
وسْطَ السَّوادِ..
وحينَ خَرَجا،
كانَ ذراعُها كأَفْعَى تلتفُّ حَوْلَ عُنقِهِ
بشدَّةٍ،
وذراعُهُ حولَ حديقةِ خَصْرِها يحضِنُها
بحنانٍ..
توقَّفا قليلًا ثم ابتَعَدا،
تاركَيْنِ خلفَهُما رائحَةَ العِشْقِ
تفوحُ في أرجاءِ المكانِ،
وكان البابُ الشاهدَ الوحيدَ
أنَّها إنسانٌ وأنَّهُ إنسانْ
وأن ريشةَ الخالقِ رسَمَتِ الطَّبيعةَ
بالأَلْوَان.


In black and white

(In Black and white) is a title against racism all over the world.
The woman here is white-skinned and the color of the man's skin is black, it was a meeting)

At the distant corner of the coffee shop,
She was with him
Her long yellow hair
is flowing over his cheeks,
above his eyes,
He completely covers his face,
With the spray
Of the golden winter..

When the hugging ended,
She was with him
She brought the hairs curls back ..
The white skin had colored with
The blood of a flower loving
the breaths of life..

The night of his black face..
Illuminating the place..
She smiled at him..

The smile was shown on his lips
Like the sun,
She shone with love in the eyes like the moon
In  the midst  of the dark ..
When they came out,
Blessed with love in the eyes like the moon
Central Black   
When they came out
Her arm was like a snake wrapped around his neck
Strongly,
And his arm was around the garden of her waist 
hugging her with affection..

They stopped for a little and then went away,
Leaving behind them the smell of love
Flowing around the place,
The door was the only witness
That she is human and he is human
And that the creator's feather
Painted the nature in colors.
الجسر / مكتبة المنارة العالمية

جمعية محترف راشيا ومن خلال دعمها لمواهب الأطفال والشباب تُطلق قصة للتلميذة المميزة حنين ربيع اللحّام بعنوان "معنى الهديّة" ورئيس الجمعية شوقي دلال ينوه بالتلميذة والقصة


من خلال مشروع "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا دعم الأعمال الإبداعية عند الأطفال والشباب تم اليوم إطلاق القصة الأولى لإبنة التسع سنوات من مدينة عاليه التلميذة حنين ربيع اللحّام بعنوان "معنى الهدية".

رئيس الجمعية شوقي دلال قال في المناسبة "اليوم سروري كبير بإبنة مدينة عاليه لبنان التلميذة حنين ربيع اللحّام البالغة من العمر تسع سنوات حيث شاهدنا إبداعات هذه الطفلة من خلال قصتها القصيرة الأولى بعنوان "معنى الهدية" الموَجّهة للمرحلة الأولى لتلامذة مدارس الإبتدائي وتعريفِهم على معنى الهدية السامية بأسلوب سَلس متوازن لطيف يدخل الى عقل وقلب الطفل ويعلّمه قيم نبيلة من خلال قصة حدثت لفتاة مع أُسرة صغيرة يغلب عليها طابع الفقر والعَوَز وكم عانت الفتاة لتسد قسط المدرسة حتى أتت معلمة في مدرستها وسدّدت القسط عنها نظراً لتفوقها، حينها قررت الفتاة رد المعروف للمعلمة فكان جواب المعلمة أن نجاحكِ  وتفوقكِ هو بمثابت رد المعروف لي، حينها أدركت التلميذة معنى الهدية الحقيقية،... ثم تطرح حنين في قصتها عدد من الأسئلة المرتبطة بالقصة كي تُحَفّز التلميذ على المشاركة في التفاعل مع النص ليكتب قصته من خلاله"...

وأضاف دلال " إننا نعتز بالتلميذة النجيبة حنين اللحام وهذا ليس بغريب على بيتها فوالدها الشاعرالشيخ ربيع اللحّام من الشباب الذين نعتز بشعرهم ونتاجهم الأدبي متمنياً أن تبقى حنين بهذا العطاء الواعد حيث نؤكد مع معلمتها نجوى المهتار التي كتبت مقدمة للقصة على مستقبل حنين المشرق بإذن الله، كما نوجه التحية لمدرسة العرفان صوفر على مساندتها لحنين ومواكبتها وللاستاذ مهران عاصم ابو فخر على وضعه رسوم القصة"...

في الصورة: شوقي دلال والتلميذة حنين اللحام وإطلاق قصتها القصيرة في مقر الجمعية راشيا الوادي.

جديد سعيد نفّاع الكتاب التوثيقي: بيت جن الزابود 1987 - ملحمة جماعيّة


الزابود هي أخصب ما تبقّى من أراض لبيت جن بعد أن صودرت معظم أراضي البلدة، وعملت السلطة سنوات على تجريد الأهالي من هذه الأرض بحجّة حماية الطبيعة، وكان الأوج عام 1987 بإضراب استمر 110 أيام شمل طلّاب المدارس، تخللته صدامات عنيفة مع السلطة وكان أوجها في تموز 1987 بصدام عنيف مع قوّات الأمن أدى لجرح العشرات من السكان وقوّات الأمن واعتقال العشرات، وأنقذ الأهالي أرضهم. 
الكتاب وهو المؤلّف ال-14 للكاتب، يوثّق الوقائع بالمستندات وبالصور المواجهة الشرسة، ويصدر بالألوان بالحجم المتوسّط ب- 280 صفحة. وممّ جاء في المقدّمة:  
أن تخرج قرية عن بكرة أبيها لإضراب عامٍّ دام 110 أيام، إضرابٍ تميّز بأعنف المواجهات مع السلطة وأروع التضحيات من الأهالي متسلّقا وسائل الإعلام تسلّقا، ليس بالأمر العادي... الأحداث الهامة في حياة البشريّة بمركباتها، أمّة كانت أو شعبا أو طائفة أو مجتمعا أو مدينة أو قرية، قليلة. الإضراب عام 1987م في قريتنا من هذه الأحداث، بزخمه وخصائصه وإسقاطاته التي تعدّت الحدود الزمنيّة، وتعدّت الحدود الجغرافيّة لهذه القرية الوادعة الرابضة على قمم أعلى جبال بلادنا، الجرمق والذي "قرّر" أن يحتضن الفريد والنادر من أشجار بلادنا وأزهارها وأندرها وأحلاها شجرة "القاتل" وزهرة "كفّ الدّب"، فحوّلتها المؤسّسة الإسرائيليّة وذراعها المسموم سلطة حماية الطبيعة، من نعمة حماها أهل بيت جن مئات السنين فأكلوا من قطوف الأولى خريفا وتمتعوا من أريج الثانية ربيعا، إلى نقمة محميّة من أهالي بيت جن!

الهايكو العربي ..( قصيدة التوقيعة الومضة) المدهشة، ولغة الحاسة السادسة

روعة يونس (سوريا)
يعتبر أدب “الهايكو” نوعاً من أنواع الشعر الياباني. وهو عبارة عن بيت شعر واحد، مكون من سبعة عشر مقطعا صوتياً باليابانية، ويكتب عادة في ثلاثة أسطر وأحياناً يتجاوز ذلك إلى خمسة أسطر , يحاول الشاعر “الهايكست” من خلال مفردات قليلة؛ التعبير عن مشاعر جياشة وأحاسيس عميقة تحقق عنصر المفاجأة للمتلقي. ازدهر هذا الأدب في القرن 17 بفضل الشاعر المعلّم “ماتسو باتشو” وتلاه “يوسا بوسون” ثم “كوباياشي إيسا” وكثر غيرهما (نتوقف لاحقاً مع نماذج الهايكو لديهم). بينما في القرنين التاسع عشر والعشرين بدأ “الهايكو” يتجاوز حدود اليابان ليصل إلى أميركا ودول الغرب. فترجموه ومن ثم تمّت محاكاته وكتابته وتطويره للاستغناء عن عدد المقاطع الصوتية اليابانية التي قد لا تتجانس مع باقي اللغات والصوتيات في العالم. ثم بعد العديد من الترجمات لهذا الأدب الياباني، سواء إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو اللاتينية. وصل “الهايكو” في منتصف القرن العشرين إلى البلاد العربية عن طريق ترجمة نصوص منه إلى اللغة العربية.
يقول (الشاعر المناصرة،رائد فن الهايكوالعربي ) ، ردّاً على القائلين بأن (الهايكو)، محصور في موضوع الطبيعة :
( الطبيعة جزء من مفهوم الوطن ، والوطن جزء من الكون ، بتنوعه، فإذا كان الوطن ، إديولوجيا،فإن العلاقة مع الطبيعة هي إديولوجيا أخرى ...فإذا أردنا توسيع الهايكو نحو فن التوقيعة الشعري ، فإن هذا التوسيع يعني أن نتفاعل مع ديالكتيك الطبيعة -الوطن...والإنسان يتفاعل مع داخله وخارجه سواء عندما يمارس الكتابة، أو أي تفاعل آخر).

ولادة الهايكو العربي:
يبدو أن “الهايكو” ظل أدباً مقروءاً لدى العرب حتى منتصف ستينات القرن الماضي، التي شهدت بداية كتابته لدى بعض الشعراء، إذ يُذكر أن من أول اختبر كتابة “الهايكو العربي” وكان المؤسس الفعلي لقصيدة الهايكو العربية، هو الشاعر الفلسطيني  عز الدين المناصرة منذعام 1964.
وكما يُقدّر لكل جديد؛ سواء كان أدباً أو فناً أو مطلق فكرة أو مشروع؛ أن يعاني الرفض والتشكيك وقسوة الانتقاد! عانى (المناصرة) -مثلما عانى شعراء العرب في التفعيلة والنثر والأقصوصة- من الانتقاد ورفض نصوص “الهايكو”والتوقيعات التي كتبها ومن أشهرها “هايكو تانكا”.حيث أُشير إلى “خروجه عن إطار التصوير الشعري إلى توسيع الهايكو العربي إلى مستوى التوقيعة الشعرية، الذي يتنافى وقواعد “الهايكو” التقليدي. لكنه استمر في كتابة “الهايكو” وظل هذا الرائد العربي ويكتب (هايكو) لهذا نجد أن هذا الشاعر الرائد يقول : 
(1)- (رجعتُ من المنفى في كفّى (خُفُّ حُنينْ) 
حين وصلتُ إلى المنفى الثاني 
سرقوا مني الخفينْ).
(2)-  ويقول (المناصرة ) في هايكوآخر :
(سلاماً آهِ يا أبتاه ،إنْ تعبوا ،فلن أتعب 
وإن ركضوا إلى اعدائهم طمعاً 
فلن أذهبْ).
فالشاعر (المناصرة) الذي نقل هذا الأدب وعمل على تجديده بما يتلائم والنسخة العربية. فتحوّل النقاد إلى تأييده والثناء على منجزه في هذا الصنف الأدبي. يقول (المناصرة) في هايكو ثالث :
(3)- أنا أمير
أنت أمير
فمن ترى يقود هذا 
الفيلق الكبير”.
***
(4)- ويقول المناصرة في (هايكو) رابع: 
الأفعى لا تُخلي جحراً،إلّا بالفأسْ
الأفعى لا ترحل بالموسيقا
الأفعى لا ترحل، إلّا إنّ قُطع الرأسْ.
وحين انتصفت الثمانينيات بدأ معها انتشار “الهايكو” , وخلال عقد من الزمن استقر وازدهر تماماً في المنطقة العربية، فعرفت دول المشرق والمغرب العربي شعراءَ اتجهوا إلى هذا الصنف الأدبي، وبالطبع عانوا جميعاً ما عاناه قبلهم المبدع عزالدين المناصرة وسواه. لكن الإصرار دفع هؤلاء الشعراء والشاعرات إلى ضمّ “الهايكو” إلى قائمة الأدب وأنواعه من رواية ومسرح وقصة وشعر ونثر. وبعضهم أنجز “هايكو” الومضة المدهشة بلغة الحاسة السادسة، بينما اعتبر رائد الهايكو (المناصرة ) أن الهايكو،هو فرع من فروع (التوقيعة الشعرية).
نجوم الهايكو وأخواته: 
يؤكد الشغف والثبات على طرح فكرة ما؛ مدى الإيمان بها، وهو ما يدفع الآخر رويداً رويداً إلى قبولها أو ربما تجاهلها. فيكون المكسب الوحيد هو أن الفكرة مرّت. وهذا ما حدث مطلع القرن 21، حيث تكرّست قصيدة “الهايكو” وبات آلاف من الشعراء أو المواهب يكتبونها (!) وعني هؤلاء بقصيدة “الهايكو” فأنتجوا قصائد عديدة وأصدروا كتباً وأشهروا منتديات إلكترونية وأسسوا جمعيات وصحف ومجلات، وأقاموا أمسيات شعر “الهايكو” بل وأطلقوا مسميات متعددة عليه، منها : (ومضة وتوقيعة وإضاءة وتكثيف وقصيدة ناعمة و”إيبجرام”) وغيرها. ويعتقد (المناصرة) جازما أن اسم (التوقيعة الشعرية)، هو أفضل أسماء هذه القصيدة.
- وسجلت آنذاك قصيدة “الهايكو” تألقها الأكبر في( المغرب)  فتميز أديبها د.عبد الكبير الخطيبي، الذي ساهمت دراسته وتدريسه في جامعة “السوربون” وجامعات المغرب، وإجادته عدة لغات، واطلاعه على ثقافات العالم.
يقول الخطيبي في أجمل -وأقسى- هايكو له :
“مثل سيف ينغرز
في أحشاء طفل
إنه الحزن”.
فيما يعدّ حتى يومنا هذا (الشاعر الشاب المغربي سامح درويش (أحد أهم شعراء هذه القصيدة، وسبق أن عرّف “الهايكو” بكتابة “هايكو” عنه، يقول فيه :
“أن تكتب كطفل
بخبرة شيخ
هو الهايكو”.
- أما في سورية، وعلى الرغم من إنجاز العديد من قصائد وكتب “الهايكو” ظل الانتشار والازدهار من نصيب الشعر الحديث نثراً وتفعيلة، أي كما الحال في مصر والعراق ولبنان –بحسب النقاد-! إنما نسوق نموذجاً لقصيدة “الهايكو” خاض البعض مجالها منذ مطلع ألفيتنا الجديدة، ومنهم من شارك زملاءً له في كتاب مشترك، أو كتاب منفرد. كالسورية إيناس أصفري، في “هايكو” يتعاطف مع معاناة الآخر بدفء نبيل :
“أصابعه
ترى وجه حبيبته
الكفيف”.
في زمن الحرب على سوريا..
 يجد المتابع لقصيدة “الهايكو” خلال الحرب على سورية، أنها غالباً ابتعدت عن قصيدة الحب والشوق والهجر. واتجهت إلى الطرح الوطني والإنساني الاجتماعي. فها هو الشاعر علي ديوب، يتمسك بالأرض وأشجارها كرمز للوطن، ويقول في قصيدة “هايكو” يتماهى فيها الزيتون مع الوطن، والإنسان مع القلق من الحرب :
“يحرس الأرض
يقلّم الزيتون
وأفكاري
أبي”.
أما الشاعر قاسم حبابة، فيذهب بقصيدته إلى الناس المنكوبين، يتحسس آثار الحرب على جراحهم المعنوية لا الجسدية، فيقول في قصيدته :

“مع رائحة الشواء
يتناول الخبز
فقير”.
ولم يقتصر هذا التوجه على شعراء قصيدة “الهايكو” المخضرمين. فثمة تجارب شابة خاضتها في الحرب، لنقل إحساسها الوطني الإنساني الذي يحيي البطولة ويعبّر عن أخلاقيات أنبل بني البشر. يقول (سهم بسام) في “هايكو” الشهيد الحي :

“يحفر ببندقيته
دافناً أشلاء وحيده
قافلاً إلى ساحته
جندي”.
ولم يختلف الأمر بالنسبة للمؤسسات الثقافية الرسمية. ففي (ثقافي أبو رمانة) الذي استضاف مؤخراً لقاءً حول “الهايكو” أقامه فريق “ناي الثقافي” بإشراف رئيسه د.سامر زكريا. ومجموعة من شاعرات “الهايكو” كانت الحرب محور القصائد. إنما من المهم قبل عرض بعضها، أن ننوّه بأهم ما جاء في حديث زكريا،كان مختصاً في قصيدة “الهايكو” عن ميزة هذه القصيدة حالياً.
- يقول زكريا : تميز الهايكو في سورية خلال الحرب الكونية عليها بالجودة والتألق والازدهار والتطور، وشعراؤه كانوا بحاجة لإنجاز شيء إبداعي جديد يشعرنا بوجودنا رغم هزائمنا الروحية، فكانت تلك النصوص أو القصائد المختزلة العميقة التي أفرزت تطوراً عمودياً بعد التطور الأفقي الذي حصل، بحيث ظهرت أفضل وأروع قصائد “الهايكو” خلال السنوات السبع الأخيرة .

سيدات القصيدة الناعمة” ..
أصرت شاعرات “الهايكو” في فريق “ناي الثقافي” اللواتي قرأن نتاجهن من القصائد في ثقافي أبو رمانة، على تغليب القصيدة الوطنية الإنسانية المتصلة بالحرب. وألقت (الشاعرة ميسون عرفة) مجموعة من قصائدها، شبّهت الحرب في إحداها بالريح..
تقول ميسون عرفة :
“كل هذا الجدال
مع شباك مفتوح
الريّح”.

فيما قرأت الشاعرة (شرف الطحان). مجموعة من قصائدها، تقول في إحداها :
“خطّ كلمات عن الوطن
انحنى تقديراً
القلم”.
من جهتها قالت الشاعرة (تمارا عثمان) : من حق الشاعر أن يمارس حقه في التجريب والابتكار والإضافة إلى الهايكو العربي. لأن المنجز لا يقتصر على تقديم ما هو مماثل، بل ما هو جديد مبتكر.
ورصدت الشابة (غدير حنّا )المكان، بقصائد عن مدن سورية، أضرمت الأفئدة حزناً وشوقاً إلى إعادة إعمارها وشموخها. وأخرجت بتأملية جميلة “هايكو” مشبع بجمال التشبيه، رغم قسوة المفردة والمعنى على القلب،تقول حنَّا :
“الشجر واقف على ميلِه
وما من ريح
طريق حمص”.
نماذج من الهايكو الياباني” ..
نقتطف نماذج للرواد اليابانيين الذين أطلقوا وأسسوا قصيدة “الهايكو” قبل نحو 500 عام. مع تذكير بأن “الهايكو” كشعر تطور حتى في اليابان وبات له أسماء وتفرعات عدة. شأن أي أدب أو علم. مثلما بات لشعراء وكتّاب “الهايكو” لقب : “هايكست” لكننا استخدمنا هنا لقب “شاعر” مع شواهد مادة تحقيقنا، لأن ثمة بينهم من هو شاعر قصيدة عمودية أو تفعيلة.وتعكس النماذج المختارة هنا، ملامح فلسفية تسطّر مأساة ومعاناة الكائنات بمفردات بسيطة وعميقة في آن معاً، دون تنظير وتهويل. لنتأمل قصيدة “هايكو” تختزل إنسانية وتعاطف المعلّم “ماتسو باتشو” :
“على جانب الطريق
أزهرت نبتة.. قضمها
الثور”.
ونجد في “هايكو” لأحد الروّاد “يوسا بوسون” سدرة الحكمة والذكاء :
“في هذه الدنيا الزائلة
هي أيضاً
لها عينان
الفزّاعة”.
ويعكس “هايكو” لرائد آخر “كوباياشي إيسا” الظلم الذي يعانيه الكائن :
“تنح جانباً
خيل السيد آتٍ
أيها الدوري الصغير”.
لا بد في الختام من القول بأن أي مادة تتطرق إلى فن أو أدب أو علم أو فكر أو نظرية أو مفهوم، لا يمكن أن تحيط بكل الجوانب المتصلة به، إذ تدعو الحاجة حينها إلى مجلدات. وإلى ذكر مئات بل آلاف الأشخاص ممن قدموا منجزاً في ذلك الاختصاص أياً كان نوعه. وما سياق هذه المادة إلاّ معلومات مختزنة في الذاكرة مع بعض اجتهاد شخصي متواضع. أما مصادر قصائد “الهايكو” فمنقولة على ذمة (مواقع شبكة الإنترنت) فيما “الهايكو” الياباني من ترجمة الكاتب صلاح صلاح. أوردناها بهدف إلقاء بعض ضوء على “الهايكو” باختزال وتكثيف تماماً كما جنس “الهايكو”.
****
-(عزالدين المناصرة) ، رائد قصيدة (التوقيعة الشعرية )،ومنها (الهايكو العربي) منذ عام 1964، وما زال يكتبها حتى اليوم (2019) . هو من مواليد فلسطين(محافظة الخليل،في 11/4/1946).أصدر (12 ديواناً شعريا)، أشهرها : (ياعنب الخليل ،1968)، و (بالأخضر كفناه ،1976)-و(جفرا أمّي,1981)، و(كنعانياذا ،1983)- و (لا اثق بطائر الوقواق ،2000)- و(توقيعات ،ط3، 2019) – و(البنات، البنات،البنات،2009)،وغيرها .وهو أحد شعراء الثورة الفلسطينية المسلحة (1964- 1994) ، يعيش حاليا ،(مؤقتا) في العاصمة الأردنية ، عمّان، حيث لم يستطع الدخول إلى مسقط رأسه (فلسطين)، حتى اليوم (2020). وهو أحد معارضي (اتفاق أوسلو، واتفاق تقسيم الخليل ) ، منذ 1993 وحتى الآن .ويحمل (المناصرة )، رائد الهايكو العربي ،شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن (جامعة صوفيا ، 1981)، وحصل على رتبة الأستاذية (prof.dr) عام 2005. أُحيل إلى التقاعد منذ (1/9/2017)، بعد أن عمل أستاذاً في خمس جامعات عربية لمدة (35سنة). 
-صدر كتاب (توقيعات عزالدين المناصرة )، في طبعته الأولى التجريبية،عام 1969، وصدرت الطبعة الثانية ،2013، وصدرت الطبعة الثالثة في عمّان عام 2020 - (المحرر)

دراسة جديدة عن الشاعر توفيق زياد للكاتبة الباحثة د. رقية زيدان

كتب : شاكر فريد حسن

صدر للشاعرة والكاتبة الباحثة د. رقية زيدان ، ابنة قرية يمة في المثلث ، كتاب جديد بعنوان " توفيق زياد .. الغائب الحاضر ، دراسة في الشكل والمضمون ".

جاء الكتاب في ١٧٠ صفحة من الحجم الكبير ، ويتناول سيرة حياة الشاعر والمناضل المرحوم توفيق زياد ، وتتطرق الباحثة د. رقية زيدان من خلال أبوابه المتنوعة الى العوامل السياسية وأثرها في أشعاره ، وتتوقف عند السجن والأممية والانسانية والوطنية والأرض والمكان والمرأة والتراث الشعبي في شعره ، وتسهب في الحديث عن الشكل والصورة واللغة الشعرية والبناء اللفظي في قصائده الوطنية والطبقية .

والكتاب جدير بالقراءة والاهتمام ، ويشكل اضافة نوعية للمكتبة الفلسطينية ، ودراسة هامة عن واحد من شعراء الوطن والألم والوجع والتراب الفلسطيني ، الذين تركوا بصمة هامة في شعر المقاومة والالتزام .

يذكر أن صاحبة الدراسة د. رقية زيدان هي شاعرة وباحثة ، ولها الكثير من الدواوين الشعرية والدراسات والأبحاث الأدبية ، وصدر لها في مجال الدراسة والبحث والنقد الأدبي : " وجع القصيدة ونبضها ، عن الشاعر راشد حسين ، والأدب الشعبي في الشعر الفلسطيني ، وأثر الفكر اليساري في الشعر الفلسطيني " .

وكان موضوع اطروحتها للدكتوراه " التغيير الدلالي في شعر سميح القاسم " .

نبارك للصديقة الشاعرة والباحثة د. رقية زيدان بصدور دراستها عن شاعرنا الكبير توفيق زياد ، مع اجمل التمنيات بدوام العطاء والتألق ، مع خالص التحيات .



سفير السعودية في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله بخاري في لقاء خاص مع رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال

سفير السعودية في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله بخاري في لقاء خاص مع رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال من خلال معرض "الذاكرة الدبلوماسية السعودية اللبنانية" ولمناسبة اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي تحت عنوان "شواهد نابضة" الذي أقيم في بيت بيروت الصوديكو برعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري

السفير بخاري "هذا المعرض رسالته أن المملة العربية السعودية تُكن للبنان كل الحب والتقدير ورسالتها الحفاظ على أمن وإستقلال وسلامة لبنان".

بعد جولة للسفير السعودي ودلال على صور المعرض الذي شمل مئات الصور النادرة عن تاريخ الدبلوماسية السعودية اللبنانية طرح رئيس "جمعية محترف راشيا" سؤال على السفير بخاري وهو "عندما نُصَوّر نُجَمد الزمن، فنحن رأينا في هذا المعرض الزمن مُتَحرّك في الذاكرة الدبلوماسية السعودية اللبنانية، .. ما هي الأهداف التي أردتم إيصالها الى لبنان والعالم من خلال معرض اليوم ومن بيروت؟؟..".

أجاب السفير بخاري "بلا شك معرض اليوم الدبلوماسية السعودية اللبنانية إستعرض عمق العلاقات الأخوية والمحبة والسلام بين لبنان والمملكة العربية السعودية ، وها نحن اليوم نشاهد إستعراض للتاريخ الدبلوماسي السعودي اللبناني منذ بداية عهد مؤسس المملة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وصولاً الى عهد خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله رأينا عمق وجمال هذه العلاقة في كُل مراحلها وظروفها ومتغيراتها والنتيجة كانت من خلال هذا المعرض أن المملة العربية السعودية تُكن للبنان كل الحب والتقدير ورسالتها الحفاظ على أمن وإستقلال وسلامة لبنان"....

في الصورة سفير المملكة العربية السعودية الدكتور وليد بخاري وشوقي دلال في المنصة الرسمية للمعرض

دار طباق تطلق ديوان ما يشبه الرثاء للشاعر فراس حج محمد


نظمت دار طباق للنشر والتوزيع في مقرها الكائن في مدينة رام الله، مساء الأحد 18-8-2019 حفل إشهار لديوان "ما يشبه الرثاء" للشاعر الفلسطيني فراس حج محمد الصادر عن الدار في شهر آذار من هذا العام، ويقع الديوان في (194) صفحة من القطع المتوسط. وحضر الأمسية جمع من الكتاب والمثقفين وأصدقاء الشاعر.
قدمت الشاعر والديوان الشاعرة فاطمة نزال، حيث أشارت إلى تميز الصورة الشعرية في النصوص، وتناولت مجموعة منها، مبينة الأفكار التي تتضمنها، وجاء في كلمتها: "والشاعر حج محمد في "ما يشبه الرثاء" يكسر المرايا، فلا يريد لنا أن نرى وجها واحدا نتفرّسُه ونتعرف على خارطة الزمن التي حفرت في ملامحه، بل تجاوز ذلك وحطمها لنمسك بكل شظية منها بوجه وبحالةٍ شعوريةٍ تنتابنا، يريد أن يدلقنا أمامنا ويبعثر ما نخفيه وما نخشى مواجهته، قاسيا في رسم الصور، عنيدا في جلد الذات وقهرها، وساديا بسوداوية يائسة منه ومنا ومن محيطنا، إنها صرخةُ سيزيف المكتومة وعرقه الذي ينزُّ مع كل دحرجة وكل زفرة".
وقدم الكاتب سمير التميمي مداخلة أشار فيها إلى العنوان، وأهميته، وما يمكن أن يدل عليه، والكتاب الجيد هو الكتاب الذي يثير الأسئلة لدى القارئ، موجها سؤالا للشاعر حول سبب اختيار العنوان بهذه الصيغة. وأشار الكاتب شريف سمحان إلى أن فراس حج محمد كاتب متمرد حتى على نفسه، وأحياناً نجده يرى ما لا نراه، وهذه من صِفات الكاتب المُتمرس، وفي نفس السياق نجد أن (فراس) ما زال يحتفظ بداخله بذلك الطفل البسيط والزاهد في أمور كثيرة؛ وهو "كاتب تنويري" بكل ما للكلمة من معنى".
وأما الشاعر خليل العانيني فقد قال "لا شيء يشبه الرثاء إلا الرثاء نفسه، ويتمتع الديوان بأنه روح واحدة، ويصلح أن يكون قصيدة واحدة"، وأشار إلى "أن كثيرا من القصائد تبدأ بـ "لا"، وهذا ينسجم مع السؤال الوجودي المتعلق بالموت". وتناول الكاتب رائد الحواري في مداخلته "أن العنوان فاتحة لما في الديوان"، وأضاف أن الشاعر بشكل عام فيه من صفات النبوة في صدقه ويعبر عن مشاعره ومشاعر الناس، وأشار إلى حضور المرأة في الديوان، وبعض الملامح الأسلوبية الخاصة التي تكشف أن الشاعر لم يكن يكتب في حالة الوعي فقط، بل كان يمتح من منطقة اللاوعي أيضا، وأعتقد أن الشاعر قدم للقارئ ما هو بحاجة إليه، وما يشعر به، ولكنه لا يستطيع أن يكتبه".
وفي رد الشاعر على المداخلات والأسئلة أشار إلى سبب اختياره العنوان المفتوح على صيغ ثلاث: إما الاستفهام أو النفي أو جملة مفتوحة مبدوءة باسم موصول لم تكتمل إلا بالنصوص، كما تحدث عن تجربته الخاصة مع الإعاقة وأثرها الباقي في نفسه منذ أيام الطفولة أو عندما كان معلما، إذ اصطدم بموضوع في المقررات يتحدث عن الإعاقة، فتحدث للطلاب عن تجربته الخاصة بذلك، مؤكدا أن حالة الضياع التي تعيشها البشرية لا يستوعبها مفهوم "الرثاء" التقليدي، ولا بد له من مفهوم غير ذلك، إذ هي حالة أكبر من الرثاء نفسه، فجاء الديوان معبرا عن هذه الحالة.

صدور كتاب تطبيقات فلسفية للدكتور زهير الخويلدي

" تسمح الفلسفة التطبيقية للمرء بأن يفكر بنفسه وأن يوضح علاقته بالعالم ويستخرج معنى الوجود ويفهم الوضع البشري عبر شبكة من القواعد والقيم التي تخاطب عقل الجمهور وتنظم الفضاء العمومي "

صدر عن دار نور بألمانيا بتاريخ 10-01-2019 كتاب طريف بعنوان "تطبيقات فلسفية ، عينات ميدانية من فلسفة جمهورية"، وهو مولود جديد يُضَافُ للمكتبة الفكرية التي ألفها الفيلسوف التونسي زهير الخويلدي، ربط فيه بين الفلسفة والحياة وبين المعرفة النظرية والتطبيق العملي وبين الحقيقة الموضوعية والمنفعة الذاتية وراوح فيه بين النقد الجذري والتخطيط الاستراتيجي وبين الإصغاء الشعري للحكمة العملية والإنصات للضمير الإنساني وتوغل عبره نحو تخوم الحضارة الغربية وجذور الثقافة الإسلامية.

تبدو الفلسفة محبة، الفيلسوف مسافر، التفلسف تجاوز، الحقيقة الفلسفية حدث: اذ "ليس التفلسف الأصيل مجرد القيام بإطلالة على تاريخ الفلسفة ولا تقديم ورقة نظرية في الفلسفة العامة بل إجراء التفكير بصورة شخصية وممارسة النقد الذاتي بالاعتماد على المنهجية العلمية وعن طريق العودة إلى الحياة اليومية والاتصال بالناس والتعرف على مشاكلهم وملامسة اهتماماتهم وإدراك مطالبهم وتجميع تساؤلاتهم وانجاز ورقات بحثية في الفلسفة التطبيقية وانتقاء عينات عملية من مجموع الواقع الاجتماعي وذلك من خلال إعداد بحوث ميدانية حول بعض الملفات المستجدة في عالم الحياة باختيار عدة قضايا غير مطروقة سابقا وفرز طرق تشخيص مبتكرة ومنهجية عمل للبحث وتطبيقها عليه والقيام باستنتاجات عمومية".

والحق أن التنوير العمومي هو الهاجس الأبرز للكاتب الفلسفي والتغيير الاجتماعي هو البوصلة التاريخية والمنعطف السردي هو الوسيلة والتأسيس الإيتيقي هو المعول القيمي وإنتاج المعنى هو المضاد للعدمية.

لقد ضم الكتاب مقدمة وخاتمة وأرع وعشرون فصلا بالتمام والكمال في 266 صفحة تطرق فيها الدكتور إلى عدد كبير من القضايا التي تشغل الناس وقدم فيها جملة من التوصيفات المستفزة وجرى فيها عدد من العمليات العميقة وجلب خلالها الكثير من المناهج المعاصرة بغية تشريح الذات العربية ومعالجة أسقامها.

الفلسفة التطبيقية هي الاختصاص الفلسفي الذي يهتم بالأفعال والأنشطة التي يقوم بها الناس وتتضمن الفلسفة الأخلاقية والفلسفة السياسية ولكنها أصبحت الآن تضم فلسفة الحق وفلسفة الاقتصاد والتقنية وتشير إلى الممارسات الجديدة للفلسفة التي تشمل ميادين البيئة والمهنة والحياة والطب والصيدلة والصورة ...

لقد أعاد الأستاذ الفلسفة إلى حاضنتها الشعبية وعقد العزم على اجراء حوار استثنائي بين الفكر والجمهور وإبرام اتفاق بين الفيلسوف والمدينة واتجه نحو مقاومة التصحر والهمجية والتوحش وزرع الأمل والثقة.

لقد أراد من الفلسفة أن تكون دروب مضاءة بالعقل والحكمة ومسارات نحو تحقيق الكينونة واعتمد على الحرية والالتزام والتحضر والإبداع من حيث مسالك إيتيقية نحو بلورة عقلانية فلسفية تطبيقية تقوم بتدبير الاختلاف وتعمل على فض النزاعات سلمي وتستثمر الإيتيقا الطبية ضمن أنثربولوجيا ما بعد كلونيالية. اللافت أن النظرية الفلسفية التي يدافع عنها في الفضاء العمومي تتكون من الديمقراطية الجذرية والسياسة الحيوية والهوية السردية والتنوير العقلاني والثورة الثقافية والاقتصاد التضامني والكتلة التاريخية والدين المدني. لقد راهن الفيلسوف على سلاح الفهم السليم والذاكرة المتصالحة مع ذاتها والرأسمال الافتراضي من أجل الصعود بمسار التدبير الإنسي نحو التعقل الكوني والتأليف بين الرغبة في الوجود وإرادة الحياة المشتركة. فهل يمكن أن تكون الفلسفة التطبيقية هي الأرضية العملية للبناء الأنثربولوجي للفكر المواطني؟

الرابط:


صدورُ عدد جديد من مجلة الغد الجديد

خبر ثقافي للنشر - من:  الشاعر والإعلامي  حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين 
    
        صدرَ مُؤخَّرا العددُ الجديد من مجلة  الغد الجديد بحلة جديدة وفاخرة، ويحوي هذا العددُ العديد من المواضيع والمقالات المتنوَّعة ، منها : 
*-  كلمة العدد  -  بقلم : أسرة تحرير المجلة  .
* - دراسة نقديّة مطولة لديوان : ( مفاتيح ومنازل الكلمات) للشاعر الأستاذ   رشدي الماضي  -  بقلم  : الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه .
*-  لقاء مع الكاتب والأديب الكبير محمد علي طه  - حاورهُ : محيي الدين خلايلة .
* -  الإستشراق والسينما : هولييوود وجدت "آخرها " في الشرق - بقلم : باسل خلايله .
* - فلسفة الخراب – قراءة في مجموعة علي قادري الشعريَّة ( ثلاثون خرابا وجثّة ) -  بقلم :  د. فياض  هيبي  .
* - ترانيم  "شيطانيَّة " في رحاب الحياة -  بقلم : عبد  عنبتاوي .
* - خذلنا النرجس -  بقلم  الأستاذ محمد علي طه .
* - أرواح  كليمنجارو  -   بقلم : محمد  نجيب حسين  .
* - عرب المدن  المختلطة بين مطرقة  التغريب  وسندان  التهميش - بقلم : الاستاذ  رشدي الماضي .
* -  بحاجة لوحدة  أهاليها -  بقلم :  غالب سيف 
* -  هل يقرأ كتّابنا  بعضهم  بعضا ؟!  -   بقلم : سعيد  نفاع .
*- من ذاكرة الوطن  - المجاهد عز الدين محمد حسين  خلايله  -   بقلم : عمر السعدي .
* -  بأيَّة طرق  تتعامى المحاكم عن الجوانب الإنسانيَّة  في  قضايا هدم البيوت لدى المواطنين العرب  -  بقلم : المحامي  قيس يوسف ناصر .
       والجدير  بالذكر أن  الغد الجديد هي مجلة فصليَّة تصدر في قرية مجد الكروم  وصاحبها ومحررها المسؤول الزميل الأستاذ محيي الدين خلايلة . وقد تكون المجلة المحلية الوحيدة التي تصدر اليوم  بشكل متواصل وتتناول المواضيع والأمور البنَّاءة، وأهمّها :المواضيع الأدبيَّة والإجتماعيَّة والفكريّه والثقافية ، وهي مجلة غير تجاريَّة  وتهمُّ  وتعني جميع شرائح المجتمع .

جمعية محترف راشيا تطلق كتاب الدكتورة فيفيان حنّا الشويري بعنوان "عِلم أسماء الأَماكن، عِلم مساعد للآثار وللتاريخ وللحضارات" وشوقي دلال يشيد بهذا الكتاب النوعي

اليوم كان لنا لقاء  ثقافي مميز في "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" في راشيا مع أستاذة الفنون والآثار في الجامعة اللبنانية  الدكتورة فيفيان حنّا الشويري حيث تشرفنا بإطلاق كتابها النوعي بعنوان "عِلم  أسماء الأَماكن، عِلم مساعد للآثار وللتاريخ" الصادر عن دار صادر للنشر.

 رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال قال في المناسبة "إعتزازنا اليوم كبير أن تحتضن جمعية محترف راشيا كتاب مهم وفريد في المكتبة اللبنانية والعربية للأديبة والباحثة الدكتورة فيفيان حنّا الشويري بعنوان "عِلم  أسماء الأَماكن، عِلم مساعد للآثار وللتاريخ" بحيث يطرح الكتاب سؤال مِحّوَري وهو: لماذا عِلم أسماء الأماكن؟، وما هي الغاية منه؟ وهل هو ضرب من التَرَف العلمي؟.... فمن المعروف أن هذا العِلم هو من أهم علوم  اليوم ويُبرزعلوم العصر كغزو الفضاء والكومبيوتر والهاتف والكيمياء والفيزياء والأشعّة والذرة، إذ أن هذا العِلم هو حافز للإنسان في مختلف ميادين حياته اليومية، وهو حافز لمعرفة الإنسان لهويته، وحافز لإكتشاف التاريخ والحضارة، وحافز للوطنية والقومية والحرية والإنسانية والإنتماء غاية الوجود"..

وأضاف دلال " نرحب اليوم بإبنة بلدة ترشيش البقاعية  الدكتورة فيفيان حنّا الشوير أستاذة الفنون والآثار في الجامعة اللبنانية  وهي الأديبة والباحثة التي أَسّهَمت ولا تزال في إغناء المكتبة اللبنانية والعربية بالعديد من المؤلفات والأبحاث النوعية"...


الدكتورة الشويري أشادت "بجمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" على ما تقدمه من إسهامات في مجال الثقافة والإبداع منذ تأسيسها عام 1992 ونحن مَن واكبناها في الجامعة اللبنانية كما يواكبها كافة المفكرين والأدباء والشعراء والفناننين في لبنان والبلدان العربية وأتوجه بشكري العميق لرئيس الجمعية الصديق الفنان الاستاذ شوقي دلال على ما يبذله من جهد في تعزيز الثقافة الهادفة الملتزمة وأتشرف أن يكون كتابي اليوم على منبر هذه الجمعية التي نعتز بها"..

وفي الختام أطلق دلال والشويري الكتاب من مقر الجمعية راشيا الوادي

الأطفال ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي

اختيار وإعداد عادل محمد ـ
12 أغسطس 2019

طفل سعودي ينتحر لغياب التفاعل مع مقاطعه على يوتيوب
تمكنت النيابة العامة في تحقيقاتها في المملكة العربية السعودية من فك غموض واقعة  انتحار طفل 

يبلغ من العمر 11 عامًا، في منطقة الباحة، عبر ربط سلك شاحن جوال حول رقبته.

ووفق صحيفة ”عكاظ“ المحلية، فإن التحقيقات كشفت أن الطفل كان هاويًا للألعاب الإلكترونية، ويتابع موقع ”يوتيوب“ بشكل مكثف ويشارك فيه.

وبعد فحص مقتنيات الطفل الإلكترونية وحساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن الطفل، وفي يوم انتحاره، تحدث عبر 3 مقاطع فيديو من خلال ”يوتيوب“، عن قصص للجن والأماكن المهجورة، كما تم اكتشاف 3 مقاطع فيديو أخرى محذوفة، تحدث فيها عن المواضيع ذاتها.

وفي التفاصيل، ذكر مصدر عدلي أن الطفل كان مستعجلًا الشهرة، حيث شعر بالخيبة بعد نشره فيديو عن عالم الجن لم يلقَ من الإعجاب والتفاعل ما يرضيه، ثم حاول في مقطع فيديو آخر حيث أظهر فيه شخصه، أملًا في الحصول على عدد أكبر من الإعجابات والتعليقات، لكنه فشل مجددًا، فقام بعد عودته من المدرسة بربط عنقه بحبل توصيلة كهرباء، وشنق نفسه، ولم تعلم والدته بهذا إلا بعد مفارقته الحياة.

كما عثرت النيابة العامة على لعبة ”بوبجي“ ضمن المقتنيات الإلكترونية للطفل، فيما أكد تقرير الطب الشرعي أن الطفل توفي ”منتحرًا“ نتيجة الشنق.

يذكر أن عدة حوادث انتحار أطفال انتشرت مؤخرًا في المملكة، كان من أبرز أسبابها الألعاب الإلكترونية، وعلى رأسها لعبة ”الحوت الأزرق".

ودفعت حوادث انتحار الأطفال إلى إعلان هيئة الإعلام المرئي والمسموع في وقت سابق قائمة من 47 لعبة تم حظرها.

مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين

مواقع التواصل الاجتماعي التي تشبه سلاح ذو حدين تحولت من منابر نشر التوعية والثقافة إلى أدوات نشر الدعايات والإشاعات والتشهير والتحريض على الإرهاب... وتقوم التنظيمات الإرهابية باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب، وتستغل العصابات هذه المواقع لنشر الدعارة والابتزاز وسرقة الأموال!... لقد ابتكر طالب جامعي روسي يدعى "فيليب بوديكين" لعبة "الحوت الأزرق" عبر الإنترنت، التي تسببت في انتحار مئات المراهقين في أنحاء العالم!... وفي السنة الماضية ضجّ العالم العربي بخبر انتحار طفلين في الجزائر بعد أيام من الإدمان على لعبة "الحوت الأزرق"، هذا الحيوان الذي من المفترض ان يكون حيواناً لطيفاً، تحول بفضل هذه اللعبة المحرّضة الى وحش يودي بحياة العديد من المراهقين حول العالم انتحارا...ً وقبل هذه الحادثة في الجزائر تسببت هذه اللعبة كذلك بانتحار الطفلة أنجلينا، 12 عاماً، من الطبقة الرابعة عشرة بروسيا، والطفلة فيلينا، 15 عاماً، التي قفزت من الطبقة الثالثة عشرة بمنزلها في أوكرانيا وتوفيت على الفور، كما توفيت الطفلة خلود سرحان العازمي، 12 عاماً، في السعودية بسبب اللعبة نفسها... فما هي هذه اللعبة وكيف تأسست ولماذا تدفع الأطفال والمراهقين نحو الانتحار!... هي لعبة "الحوت الأزرق" أو تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا.ً.. بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف... وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين... ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم... في أكتوبر 2017 نشرت الصحف الخبر التالي: "أكد بيان للشرطة الإيرانية رسميا، انتحار فتاتين من فوق جسر للمشاة في أصفهان بسبب لعبة الحوت الأزرق... إنها المرة الأولى التي تؤكد فيها الجهات الرسمية في إيران سقوط ضحايا تحت لعبة التحدي الشهيرة التي سجلت سقوط ضحايا في مناطق مختلفة من العالم... وقال بيان للشرطة إن فتاة 15 عاما توفيت بينما الثانية 16 عاما في حالة حرجة بعد انتحارهما من فوق الجسر في مدينة أصفهان... ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد شرطة أصفهان قوله إن الفتاتين سجلتا رسالة وداعية في طريق العودة من المدرسة وقبل لحظات من الانتحار.

عادل محمد
 صورة لمكان انتحار الفتاتين في مدينة اصفهان الايرانية

كلفة جرائم الإنترنت 550 بليون دولار سنوياً

قدّرت شركة «مكافي» خسائر جرائم الإنترنت أو النشاطات غير المشروعة المُمارسة عبرها بما بين 375 بليون دولار و550 بليوناً سنوياً، كما تُكشف يومياً نحو 300 عيّنة من البرمجيات الخبيثة. وقال خبراء خلال مشاركتهم في مؤتمر الأمن في قطاع الطاقة الذي عقد في إطار «معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول» (أديبك) في أبو ظبي، إن قطاع الطاقة الإقليمي «تخطّى قطاع الأعمال المصرفية والمالية في قائمة الأهداف التي يسعى مجرمو الإنترنت الى الوصول إليها في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الشركات في القطاع تترك ذاتها أكثر انفتاحاً أمام هجمات ربما تكون ناجحة».
وأشار المدير التنفيذي للعمليات في «المركز الوطني للأمن الإلكتروني» التابع لوزارة الداخلية السعودية إبراهيم الشمراني، إلى أن «المتخصصين في مجال أمن المعلومات يكتشفون يومياً نحو 300 عيّنة من البرمجيات الخبيثة»، لافتاً إلى أن مؤسسته «رصدت ارتفاعاً في عدد الهجمات التي تُشنّ على الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الطاقة».
وأكد أن «قطاع الطاقة يتجه إلى أن يصبح ثاني أكبر القطاعات المستهدفة بالهجمات الإلكترونية الخبيثة في المملكة خلال هذه السنة بعد القطاع الحكومي، متخطياً قطاعي المالية والاتصالات». ومع ذلك، أوضح أن «المهاجمين أكثر نجاحاً بثلاث مرات في استهداف شركات الطاقة من مؤسسات القطاع المالي، وعلى المسؤولين في شركات النفط والغاز إعادة النظر والإمعان في التدقيق، إذا كانوا يعتقدون في هذه الحقبة الزمنية عدم تعرّض شركاتهم للهجوم ولا حتى للخطر».
ولم يستبعد رئيس الأمن كبير مسؤولي أمن المعلومات السابق لدى «بنك إنكلترا» دون راندل، أن «تبلغ كلفة الهجمات الالكترونية نحو 400 بليون دولار، وهذا الرقم ينمو بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة سنوياً». واعتبر أن «القرصنة والتصيد الاحتيالي والهوية المزيفة لا تزال في مقدمة المشهد، ولا يهم إذا كانت الشركة تعمل في القطاع المالي أو في الطاقة أو خدمات الماء والكهرباء أو في القطاع الحكومي أو غيرها، إذ إن هجمات الإنترنت هي سواء، لكن العواقب ستكون متباينة ومختلفة».
وشدد راندل على أن «احتمال الكشف عن هجمات الإنترنت يبقى منخفضاً»، موضحاً أن «في الأشهر الستة الأولى من السنة، تم الإبلاغ في بريطانيا عن وقوع 350 ألف هجوم إلكتروني، فيما تشير التقديرات إلى أن هذا الرقم لا يشكل سوى 40 في المئة من العدد الحقيقي للهجمات».
وأعلن أن التحقيق يطاول 10 في المئة فقط من الهجمات المبلّغ عنها من أجهزة تطبيق القانون، لكن لا يبلغ سوى 1.5 في المئة من تلك الحوادث الإجراءات القضائية»، مؤكداً أن على المعنيّين في ملف أمن المعلومات أن «يكونوا متزمّتين في طريقة تنظيم المسؤوليات والأدوار، لدى أولئك الذين يتوجب عليهم حماية أنظمة المعلومات».

المصادر: المواقع العربية المعتبرة

جمهورية مصر العربية تكرم الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة

​اختيار وإعداد عادل محمد
8 أغسطس 2019

كواحد من أبرز المثقفين العرب المشتغلين في ميدان الثقافة الشعبية

 كرمت جمهورية مصر العربية مؤخرًا الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة كواحد من أبرز المثقفين العرب المشتغلين في ميدان الثقافة الشعبية لما يقرب من نصف قرن. جاء هذا التكريم رفق ثلاثة من كبار علماء الفولكلور المصريين هُم عبدالحميد حواس، نبيلة إبراهيم ومحمد عمران، وقد سلم وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة الأستاذ حلمي النمنم درع التكريم إلى الشاعر في حفل افتتاح المؤتمر العلمي العالمي السادس للفنون الشعبية بمدينة الأقصر 18-20 ديسمبر 2017 بحضور محافظ المدينة وكبار المسؤولين ومشاركة 80 خبيرا من 15 دولة عربية.

وجاء تكريم الشاعر البحريني لجهوده المتميزة والمتواصلة على النطاق الوطني والإقليمي والعربي والعالمي ولنجاح أعماله المبكرة لجمع وتدوين ودراسة وصون التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية على مدى أكثر من 47 عاما بدأها بممارسة الجمع الميداني في ستينيات القرن الماضي رفق البروفيسور الدنماركي بول روفسنج أولسون والبروفيسور السويسري سايمون جارجي أتبعها باستلهام أدق مظاهر الحياة الشعبية في ديوانه الأول «أنين الصواري» برؤية فنية وفكرية أظهرت لأول مرة معاناة بحارة صيد اللؤلؤ في مواجهة الإقطاع البحري ذلك الوقت، ومن خلال هذه التجربة الشعرية انغمس في استحضار نصوص فن الموال عماد أغاني العمل في البحر وعكف على تدوينها وتغمص روح كبار مبدعيها، فصدرت له في بيروت عام 1970 مجموعة شعرية جددت روح هذا الفن وطورت أوزانه وعمقت مضامينه واستعادت مكانته التراثية وجعلت منه فنا في واجهة الأعمال الدرامية والغنائية الحديثة. 

وفِي بداية ثمانينيات القرن الماضي قاد فريق بحث ميداني لتصوير وتوثيق ما تبقى من أصول أغاني وأهازيج دول الخليج العربي أتبعه بمشروع توحيد جهود سبع دول عربية لتأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.. وضع رؤية تأسيسه ودراسة جدوى إنشائه وتولى إدارته بنجاح لافت لخمس سنوات نظم خلالها أربعة مؤتمرات عالمية كبرى استقطبت خيرة العلماء العرب إلى جانب ندرة من خبراء وعلماء عالميين لوضع خطط الجمع والتدوين والتصنيف وأصول حفظ المادة التراثية ختمها بإصدار أول مجلة علمية عربية متخصصة بمجالها في الخليج العربي هي «المأثورات الشعبية» التي فتحت صفحاتها لكل الباحثين والدارسين العرب، في الوقت الذي كان فيه علي خليفة عضوا استشاريا في هيئة تحرير مجلة «التراث الشعبي» العراقية. 

وعلى النطاق العالمي شارك علي خليفة أوائل الثمانينيات في عدة مؤتمرات لخبراء اليونسكو بباريس ومنظمة الوايبو في جنيف لوضع نصوص اتفاقيات صون التراث الشعبي وحمايته من الاستغلال غير المشروع، كما شارك في تأسيس المنظمة الدولية للفن الشعبي بالنمسا عام 1979 التي عمل فيها بنشاط إلى أن كلف بتولي مهام الأمين العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2007 ثم نائبا للرئيس في العام 2012 وانتخب رئيسا لهذه المنظمة في عام 2016.

تتجلى الجهود الاحترافية الدؤوبة لهذه الشخصية العربية الفريدة في تأسيسه «أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر» في البحرين عام 2007 وتأسيسه لإصدار «الثقافة الشعبية» مجلة علمية محكّمة باللغة العربية مع ملخصات بست لغات سدت لعشر سنوات وما تزال فراغا في ميدان النشر العلمي التخصصي بحرية وانتظام قل مثيله. ويحسب لعلي خليفة -على امتداد الوطن العربي- احتضانه وتشجيعه للمبادرات الفردية والأعمال الأهلية العاملة بجد واجتهاد في حفظ وصون ودراسة كل ما يتعلق بالتراث العربي المادي وغير المادي وهي جهود تستحق الالتفات والتقدير والتكريم.

علي عبد الله خليفة، شاعر وكاتب بحريني، ولد عام 1944 في المحرق في البحرين. منح الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة سيكلونا الأمريكية 1989. درس في كتّاب البحرين 1951 وحصل على الثانوية العامة 1962. أسس دار الغد للنشر والتوزيع في البحرين 1974, ومجلة (كتابات) الأدبية الفصلية, ورأس تحريرها 76-1985, ومجلة (المأثورات الشعبية), ورأس تحريرها 85-1987, كما أشرف على تأسيس مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية, وتولى إدارته لخمس سنوات 82-1987.

(مستشار لبرنامج الدراسات الاستراتيجية الدولية وحوار الحضارات) د. محمد نعمان جلال
الوطن البحرينية - 21 نوفمبر 2018

علي عبدالله خليفة.. الشاعر بين جيله وتلاميذه

منذ أن وطئت قدماي أرض مملكة البحرين كان علي عبدالله خليفة الشاعر والأديب والمثقف من أوائل من تعرفت عليهم. ولذلك كتبت عنه عدة مقالات، وكذلك دراسة عن أحدث دواوينه، «قال المعنى»، ونشرت في مجلة كانو الثقافية. كما ازدادت معرفتي به لقراءتي لمعظم دواوينه إن لم يكن جميعها. ثم تواصلنا عبر المنتدى الثقافي الأهلي الذي تحول لمركز كانو الثقافي وألقيت عدة محاضرات وندوات، كذلك فعلت زوجتي الفنانة التشكيلية كوثر الشريف فأقامت أكثر من معرض فني في المركز تحت رعاية الشاعر علي عبدالله خليفة.

سعدت بحصول علي عبدالله خليفة على عدة جوائز أدبية من الشرق والغرب ومن الخليج العربي وإذ أسجل هذه الكلمة فإنني أرى أن لهذه الشخصية سمات فريدة من بينها:

* أنه شاعر متمكن ومتميز وصاحب إنتاج غزير

* أن أسلوبه يتسم بالجمع بين العامية البحرينية وبين العربية الفصحى

* أنه يتسم بالتواضع الجم في تعامله مع أقرانه وتلاميذه ومحبيه

* أنه يدير مجلس إدارة مركز كانو بديمقراطية هادئة وبتعاون ومحبة بينه وبين زملائه

* أنه يتميز بالأداء الدقيق في أعماله المنوطة به في الديوان الملكي أو في دوره كعضو مجلس إدارة جائزة صاحب العظمة المغفور له بإذن الله تعالي الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وفي مختلف المهام التي تسند إليه. ولهذه الأسباب وغيرها استحق الإعجاب كما استحق الجوائز الكثيرة التي تنهال عليه فيتقبلها بصدر رحب وبتواضع وبلا غرور.

علي عبدالله خليفة
نائب رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي
رئيس مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي (الملتقى الثقافي الأهلي) بمملكة البحرين – منذ العام 1994
مدير إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي بمملكة البحرين منذ العام 2001
المدير العام لأرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر منذ نوفمبر 2007
رئيس تحرير مجلة "الثقافة الشعبية" – منذ يناير 2008
أمين عام جائزة عيسى لخدمة الإنسانية منذ أكتوبر 2010

قصيدة علي عبدالله خليفة الشعبية المؤثرة عذاري وين الماي 

عذاري وين الماي وينه عذاري وين الماي وينه 
عذاري لو تدرين .. لو تدرين زرعي مات
انا سنين يا عيني كنت اسقيه ببحر العين
زرعنه بالعرق حبات روينه ورود
مع الايام يا عيني يموت الزرع في يومين
عذاري لا تبكين على اللي راح نور الصيف يا عيني
يرد الورد مثل ما كان
لو تبي عذاري تحكي اليوم روح قولها
يا عذاري الماي وينه ايش غيره
عذاري وين اغاني حق عصافير الهوى
وين اغاني الليل وينها يا ترى
عذاري وين فلاح العمر اللي روى 
اراضي زينه كلها مخضره
ياما شمس القيظ في الحر ياعذاري اسجدت
والقمر صلى لسيفك واعشقه
يا عذاري يا عذاري
انشيل غصون ونزرع غصون ونعيش ايامنه حق عذاري
يا عذاري .. يا عذاري
يغني الطير ويرقص الطير ويضحك الطير حق عذاري
يا عذاري يا عذاري
**
​  المصادر: المواقع العربية المعتبرة + موسوعة ويكيبيديا وقناة فرانس 24
----------
​الفنان محمد الجميري - قصيدة عذاري للشاعر البحريني علي عبدالله خليفة

​فرانس 24 - ضيف ومسيرة مع الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة

جمعية محترف راشيا تطلق أغنية حاصبيا للفنان أنور محمود

 حاصبيا التاريخ المجيد في وادي التيم أصبح لها أغنية خاصة كتب كلماتها وألحانها إبن بلدة شويا قضاء حاصبيا الفنان أنور محمود حيث كنا على موعد اليوم في "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا لإطلاق الأغنية المعبرة والهادفة.

رئيس "جمعية محترف راشيا" شوقي دلال قال في المناسبة " نتشرف اليوم في جمعية محترف راشيا أن نطلق عمل فني راقي للفنان والملحن الاستاذ أنور محمود عضو مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان حيث أراد لهذه الأغنية أن تُعبّر عن أصالة وتاريخ مدينة العراقة والتراث حاصبيا وما شكلته من تاريخ مجيد في وادي التيم فأتت الأُغنية على نول من عندنا من حيث اللحن والكلمات لتُصبح نشيد حاصبيا ومنطقتها خاصة بعد وضع لمسات المايسترو إحسان المنذر عليها من خلال التسجيل والتوزيع وعزف سيد القانون الفنان محيي الدين الغالي والفنان رشاد الحلبي والعازف فادي الحلبي،.. وأضاف دلال "كما تتقدم جمعية محترف راشيا بالشكر للنائب أنور الخليل على رعايته الكريمة وإحتضانه لهذا العمل حتى أمكنه من إبصار النور".. 

من جهته شكر الفنان أنور محمود "جمعية محترف راشيا ورئيسها شوقي دلال على إحتضان جميع الطاقات الفنية والإبداعية على مساحة الوطن وما هذا الإحتضان اليوم لأغنيتي عن حاصبيا إلّا دليل على ذلك وأعد أن أبقى وفياً لمنطقتي حاصبيا التي كان لها أفضال عَلَيّ متمنياً أن تكون هذه الأغنية عربون وفاء ومحبة وتقدير لأهلي في حاصبيا ووادي التيم"..

وفي الختام أطلق دلال ومحمود الأغنية من مقر الجمعية راشيا الوادي.

...