صباحكم أجمل.. في سبيل الحوريات/ بقلم وعدسة: زياد جيوسي




   لعلها الصدفة أن أزور بيت أسرة الفنانة التشكيلية ربا أبو دلو لأبارك لها ولأسرتها تفوق ابنتهم نوران بالثانوية العامة، هذه الطفلة التي كبرت في غفلة من الزمان فقد عرفتها من قبل عشر سنوات، وما زلت أشعر بها طفلة وإن كبرت، فشاهدت بعض من أعمال ولوحات الفنانة ربا ومنها مشهدين لمواقع أثرية لم أراها من قبل فسألتها عنها، فقالت: هذا سبيل الحوريات بعد أن تم ترميمه وافتتاحه قبل عام بمهرجان فني وثقافي، وهذه لوحات شاركت بها في مناسبة افتتاح المكان، ففوجئت بذلك فالمكان في ذاكرتي كان مهمل ومغلق ولم نكن نشاهد منه ألا قسمه الخلفي ملوثا بدخان السيارات، وحتى حين جرت عملية تنقيب وترميم لاحقة بقي المكان مغلق في وجه الزوار، فقررنا الذهاب إلى وسط المدينة ربا ونوران وأنا لنجول في هذا المعلم المهم بعد ترميمه.
   أوقفت السيارة في  مصف سيارات في شارع الأمير محمد قريب من قلب المدينة واتجهنا سيرا على الأقدام عبر شارع الملك فيصل وعبرنا فرع شارع السعادة إلى ساحة المسجد الحسيني الكبير ومنه إلى منطقة "حسبة الخضار" خلف سوق السكر لندخل إلى ساحة مرممة تشكل مساحة سبيل الحوريات، هذا المعلم التاريخي الذي كان يشكل جمالية معمارية مختلفة قبل 2000 عام حين كان الرومان يحتلون عمَّان ويسمونها فيلادلفيا، وكان هذا الأثر من أجمل الآثار التي تركها الرومان ومن أكثرها تميزا ولم أشاهد مثله في كل المدن التي تركها الرومان في الدول التي زرتها.
   عمَّان كانت محط أنظار الغزاة منذ القديم فهي تمتلك موقعا استراتيجيا مهما، والأهم وجود سيل عمَّان الذي كان يشكل نهرا صغيرا يمتد من منطقة رأس العين جنوب غرب عمَّان التاريخية، حيث كان يسيل بقوة من عين الماء التي كانت متفجرة هناك، وفي الشتاء كان يتغذى من مياه السيول القادمة من المرتفعات المحيطة به، وكانت أيام خير وكميات الأمطار مرتفعة فيفيض السيل في الشتاء ويقسم المدينة إلى قسمين الشرقي والغربي، وما زلت أذكر مشهد السيل حين يفيض في طفولتي المبكرة وكيف كان يستمر بجريانه حتى منطقة رغدان حيث كانت تغور مياهه في الأرض، وما زلت أتذكر كيف كانت حوافه غابات من الأشجار، ومياهه تعج بالأسماك الصغيرة، وكيف كان مقصدا للناس للتنزه والاستمتاع بالطبيعة والماء، وعمَّان قبل أن تصبح عاصمة سياسية وتتوسع ويزداد عدد سكانها بالتهجير من فلسطين عامي 1948 و1967، كنت أذكرها بطفولتي حيث قلب المدينة ممتد من المصدار جنوبا حتى جسر رغدان شمالا، ومن منطقة المحكمة في شارع الملك حسين حتى مطالع الجوفة والأشرفية والمهاجرين وصولا إلى مطلع جبل عمَّان من شارع الأمير محمد. 
   والرومان حين احتلوا عمَّان وبنوا فيها فيلادلفيا، تم البناء على النمط الروماني حيث كان هناك شارعين مبلطين تحفهما الأعمدة أحدهما من الشمال للجنوب "شارع كاردو" ويمتد إلى سيل عمَّان وتحديدا قرب منطقة طلوع جبل الجوفة القريب من وسط المدينة مارا بالمدرج الروماني ومسرح "الأوديون" الشتوي بجوار المدرج الروماني وساحة رغدان والشارع بعرض ثمانية أمتار ونصف من بوابة عمَّان، والآخر "شارع دوكيومانوس" من الشرق للغرب وعند نقطة اللقاء بين الشارعين تقريبا كان سبيل الحوريات، وأنشأوا أدراج تصعد لجبل قلعة عمَّان حيث معبد هرقل مقابل المدرج، وبنوا سبيل الحوريات قبل المدرج على حواف سيل عمان "نيمفيوم nymphaeum" وتعني مبنى أو هيكل حوريات الماء، وكان مجرى السيل من عهد الرومان تغطيه بهندسة معمارية مذهلة للمهندسين الرومان القناطر التي تسهل الحركة بين ضفتيه وتحفظ مجرى الماء من التلوث ، ولكن العبث وأطماع البشر أزالت هذه القناطر واحدة إثر الأخرى، ومن ثم تم سقف السيل في سبعينات القرن الماضي بعد أن انخفض منسوب المياه فيه كثيرا وتحول إلى مكرهة صحية وفقد أشجاره وجماله وأصبح سقفه من جسر الحمام إلى المصدار إمتداد لشارع رئيس حمل اسم شارع قريش يتوسط بين شارع الملك طلال وشارع الطلياني حتى يلتقي ثلاثتهم  مع شارع راس العين في جسر المهاجرين، والقسم الثاني من جسر المهاجرين وصولا إلى رأس العين تحول إلى متحف الأردن وساحات ومواقف سيارات وأبنية ومسرح وقاعات عرض للفنون التشكيلية وغيرها تتبع أمانة العاصمة بتصميم جميل ومريح، وأصبحت المنطقة أحد المراكز الثقافية المهمة في العاصمة عمَّان. 
   سبيل الحوريات من أهم الأثار المتميزة في فترة الرومان فقد بني على حافة سيل عمَّان وفوق كهف بداخله نبع ماء عذب كان يسقي المدينة، وكان الهدف من إنشائه أن يكون حماما ومسبحا وموقع ترفيه على قدر كبير من الفخامة يناسب علية القوم، فكانت الأميرات وكبار القوم يستخدمونه للاستحمام والسباحة والترفيه عن النفس، وكان بناءًا فاخرا متميزا حيث كانت واجهته الداخلية مكسوة بالرخام وحوض السباحة واسع وكبير، وفي أرجاء سبيل الحوريات كانت النوافير والأعمدة الرومانية المعروفة بطولها الذي يبلغ عشرة أمتار والتيجان عليها، وحسب بعض المصادر أن السبيل استخدم لنفس الغرض في عصور مختلفة منها البيزنطية والأموية والعباسية.
   ما إن دخلنا من البوابة المعدنية حتى كنت أقف بانبهار أمام هذا التاريخ وبدأت أتجول بكل المساحات المتاحة، فمن الساحة الأولى المكسوة بالحصى حيث السبيل على يميننا، اتجهت بعد جولة في الساحة التي وجدت فيها لوحات ارشادية تعطي معلومات أولية جيدة باللغتين العربية والإنجليزية، فهمست لربا ونوران أنني أتمنى أن يتم المحافظة على هذه اللوحات وتجديدها لأنها ستتأثر بالعوامل الجوية، كما تأثرت يافطات في مواقع أثرية أخرى وأصبحت بدون أية معلومات، ولم يتم الاهتمام بصيانتها أو بتجديدها، ثم إلى الساحة الداخلية المبلطة بالحجارة، والأعشاب تنمو بين البلاطات والمفروض إزالتها أولا بأول قبل أن تتحول إلى عوامل تخرب ما تم إصلاحه، وبين الساحتين سور حجري وشجرة تين تنبت من الكهف الذي كان تحت الأرض، وحول الساحة والسور بقايا الأعمدة الرومانية وتيجانها وحجارة منقوشة بالزخارف والمنقوشات البارزة لحيوانات وزخارف وطيور والتي دمرت عبر الزمان بعوامل الطبيعة وبعض الزلازل، وعوامل بشرية لم تكن على وعي بقيمة هذه الآثار وتتعامل معها أنها ليست أكثر من أطلال وخرائب، وقد أشارت يافطة إرشادية أن هذه الساحة بني عليها بالفترة الأموية ومن حجارة السبيل وأعمدته خزان مياه، وأنه بفترة هجرة الشيشان والشركس وبعض القبائل العربية لهذه المنطقة استخدمت حجارة السبيل وأعمدته في بناء المنازل والمباني، وقبلها وفي مرحلة لم تكن عمَّان متألقة كان سبيل الحوريات خان ينزل فيه المسافرون المارون ويربطون دوابهم في ساحاته، والمؤسف أيضا أنني رأيت غطاء لمنهل تصريف مياه هابط بالساحة وموضوع عليه بعض قطع البلاط الحديث القليلة والتي لا تحمي شخص غير منتبه من إمكانية انهيار الغطاء تحته وتعريض حياته للخطر.  
   بعد إنهاء الجولة بالساحة المبلطة عدنا للساحة المفروشة بالحصى للصعود إلى السبيل وآثاره، وقد أشارت إحدى اليافطات أن بعض التماثيل التي وجدت في السبيل محافظ عليها في متحف القلعة، وتجولت متأملا القاعدة السفلية للسبيل فوق هذه الغرف القوسية والتي تشكل القاعدة للبناء، ومنها ممر للساحة الخلفية فنزلت الدرج الحجري والذي تم وضع درج خشبي بجواره ولكنه بحاجة لتصليح درجة فيه، متجهين للساحة الخلفية المطلة على شارع قريش، وهي الواجهة التي كنت أشاهدها حين أمر بالمنطقة قبل عام 1997 قبل عودتي للوطن المحتل وغيابي عن عمَّان ما يقارب أحد عشر عاما متواصلة، في فترة كان السبيل مهملا تماما حتى جرى الترميم الأولي في تسعينات القرن الماضي حتى بدايات عام 2000م من خلال دائرة الآثار العامة، والتي قامت بالتنقيب فيه وإخراج كل ما كان تحت الأتربة والأوساخ من آثار حتى اكتشف ما تبقى منه، ولم أكن في عمّان ولكني شاهدت الترميم بعد عودتي لعمَّان وكانت البوابات مغلقة في وجه الزوار فالتقطت عدستي مجموعة من اللقطات من الخارج.
   في الساحة الخلفية جرى تنظيف الحجارة في عملية الترميم الأخيرة  التي قامت على أسس علمية خاصة بالترميم من السواد بسبب عوادم السيارات ومن الأملاح التي كانت تأكل حجارة السبيل، وجرى تبليط الساحة الخلفية والتي شارك بها طاقم متخصص كانت مدير المشروع فيه د. عبير البواب والتي شاهدت وقرأت العديد من المقابلات معها ومع زملائها والتي زودتني بها رفيقة الجولة الفنانة ربا، وشعرت حجم الجهد الكبير الذي بذلته د. عبير وزملائها، ومعها طاقم متخصص منه د. محمد الخليلي مدير أعمال الترميم والصيانة، د. رمضان عبد الله ونزار العداربة و د. يحي الشوابكة و د. مروان أسمر وكل له مهامه، إضافة للجنود المجهولين من العمال والعاملين والمتطوعين من الطلاب والطالبات، وهذه المرحلة كانت على مرحلتين بين أعوام 2014 و2018 بالتعاون مع دائرة الآثار العامة وأمانة العاصمة ومن خلال مركز حمدي منكو للبحوث العلمية بالجامعة الأردنية، وبدعم مالي من صندوق السفراء الأمريكي، حتى افتتح في تشرين أول 2018 باحتفالية كبيرة، فصعدنا عبر ممر خشبي للوصول إلى درج حجري يصعد للأعلى حيث سقف خشبي للمرور عليه، وهذا الجسر والسقف الخشبي أضيفا خلال عمليات الترميم لتسهيل حركة الزوار والمحافظة على المكان، بينما بالأصل كانت المياه تنزل من الأعلى إلى الأسفل على شكل شلالات لحوض السباحة والحمامات حسب ما أفادته لوحة إرشادية، وقفنا نتأمل الحنايا والأبنية والأقواس والأعمدة الضخمة والمثيرة للدهشة بجمالها بين البرجين المتبقيين وما بينهما من آثار، قبل أن نغادر البوابة حيث وقفت أنظر للرصيف أمام السبيل وعربات وأخشاب وصناديق كرتون ومخلفات تتناثر عليه، فنحن في حسبة الخضار وهذا موضوع يجب على الجهات المختصة حله حتى يكون الرصيف نظيفا وأنيقا أمام هذا الصرح الأثري الضخم، وأن يستقبل الجمهور حتى المساء وليس للواحدة والنصف ظهرا حسبما أفادنا الموظف هناك، فليس الجميع يتمكن من زيارته في الصباح وخاصة العاملين والطلبة، متمنيا فعلا أن الطموحات التي قيلت حين الافتتاح وأثناء العمل تتحقق، بأن الموقع سيعيد لعمَّان تألقها الثقافي والفني ويصبح سبيل الحوريات مركز جذب للجمهور المحلي والسياح والفنانين التشكيليين والفنانين عامة وأمسيات الموسيقى والشعر والأدب والثقافة.
   صباح عمَّاني لطيف ونسمات منعشة تداعبني مع فنجان القهوة في هذا الصباح الباكر على شرفتي العمَّانية، ومع شدو فيروز وهي تشدو: "عمَّان في القلب أنتِ الجمر والجاه، ببالي عودي مري مثلما الآه/ لو تعرفين وهل إلاك عارفة، هموم قلبي بمن بروا وما باهوا"، أهمس: صباح الخير يا عمَّان.. صباح الخير يا حلوة.. صباحكم أجمل..

منح (جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي) للباحثة والناشطة الثقافية الشيخة مي آل خليفة

جوائز «العويس» لفائزين من السودان والبحرين وتونس ولبنان والعراق

الاثنين -  30 سبتمبر 2019 

أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أسماء الفائزين بجوائز دورتها السادسة عشرة 2018 ـ 2019. حيث فاز بالجوائز كل من: الشاعر علي جعفر العلاق، والروائية عَلَوية صبح، والباحث حيدر إبراهيم علي، والناقد محمد لطفي اليوسفي، بينما منح مجلس أمناء جائزة الشيخة مي محمد آل خليفة جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي.
وقد صرح عبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة أن "لجان التحكيم منحت جوائز دورتها السادسة عشرة لهؤلاء المبدعين من أدباء ومفكرين من بين 1745 مرشحاً وهم إجمالي عدد المتقدمين لنيل الجوائز في هذه الدورة".

ذكر عبد الحميد أحمد أن "مجلس أمناء جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية قرر منح (جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي) للباحثة والناشطة الثقافية الشيخة مي محمد آل خليفة، كونها أحد رموز النهضة العلمية والثقافية في مملكة البحرين من خلال جهدها المتواصل في الفضاء الاجتماعي لتعزيز حضور الثقافة في الحياة العامة، ولإخلاصها في قراءة التاريخ وإعادة تقديمه بصورة حضارية مشرفة، عبر مجموعة الكتب والمؤلفات التي اتسمت بالأصالة والموضوعية، ملتزمة في ذلك الحياد العلمي، فضلاً عن دورها في العمل الثقافي المميز الذي تمثل في متاحف ومراكز وبيوتات ثقافية كان لها الأثر الواضح في تعزيز حضور الثقافة في المجتمع".

ضمن فعاليات معرض سوق السفر العالمي ببرلين ITB تم الإعلان عن اختيار الشيخة مَي بنت محمد آل خليفة بلقب شخصية التراث العربي لعام 1019

​تنويه
نشرت هذا المقال في أبريل 2012 دفاعاً عن الشيخة مي وضد القوى الظلامية السلفية التي قامت بتحشيد الجحافل والساذجين أمام مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث
عادل محمد
1 أكتوبر 2019

يا شيخة مي .. يا جبل ما يهزك ريح

أضم صوتي إلى أصوات البحرينيين الشرفاء الذين وقفوا بجانب وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، هذه المرأة الفاضلة التي تعمل دون كلل وبكل إخلاص من أجل رقي وتقدم مملكتنا الغالية وتبذل قصارى جهدها لنشر الثقافة والفن ولخدمة المجتمع والشعب البحريني بالإضافة إلى جهودها الرامية إلى تقديم التراث والتقاليد البحرينية إلى شعوب العالم من جانب ومن جانب آخر تعرّف المواطن البحريني على ثقافات وفنون شعوب الدول الأخرى.

لقد تعرّفت على الشيخة مي قبل أكثر من عشر سنوات عندما قابلتها في مبنى مؤسسة الأيام الإعلامية، حينما كنت أنشر الكلمات المتقاطعة في جريدة الأيام وصدى الأسبوع وبانوراما الخليج، وثم قابلتها عدة مرات عندما كنت أحضر الندوات في مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ووجدتها إنسانة لطيفة ومتواضعة ومحبة للجميع.

هذا وتعتبر الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إحدى أبرز القيادات النسائية البحرينية التي حصلت على درجة ماجستير في التاريخ السياسي من جامعة "شيفيلد" في المملكة المتحدة، وشغلت منصب الوكيل المساعد للثقافة والتراث في وزارة الإعلام في عام 2002، وتعتبر الشيخة مي كاتبة وباحثة في مجال التاريخ. وقد نُشر أول كتاب لها في عام 1993، وقد أسست عام 2002 مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وبيت (الكورار) لفن التطريز، وأعادت بناء بيت عبد الله الزايد للتراث الصحافي لتقيم فيه العديد من الندوات والفعاليات المرتبطة بالشأن الصحافي، كما أعادت بناء بيت محمد بن فارس، رائد فن الطرب الشعبي في البحرين. ونالت الشيخة مي جوائز عديدة منها جائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة في باريس، واختارتها مجلة "فوربس" من بين أقوى خمسين شخصية عربية، وذلك لتمتع الشيخة مي بخبرة عملية وسيرة ذاتية غنية بالمشاركة في الحياة الثقافية العامة، والتي لعبت فيها دوراً بارزاً في أنماء الحركة الثقافية والفنية في مملكة البحرين.

ومن أبرز الفعاليات الثقافية التي ترأسها الشيخة مي فعالية "ربيع الثقافة"، الذي يقام في مارس/آذار من كل عام، والذي يعد من أكبر المهرجانات الثقافية في المنطقة. ويشتمل ربيع الثقافة على فقرات محلية وعربية وعالمية، تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلي، إضافة إلى الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية، ويستقطب الحفل زواراً من جميع أنحاء العالم (سيرة الشيخة مي من موقع غوغل بحث). 

لا شك أن جميع البحرينيين الشرفاء والغيورين على وطنهم سيتضامنون مع الشيخة مي ويقفون بجانبها ضد دسائس ومؤامرات القوى التكفيرية الظلامية التي زادت من تحركاتها ونشاطاتها بفضل الخريف العربي متزامناً مع تواصل حركات الإسلام السياسي في مصر وتونس التي تسعى إلى مصادرة الحريات باسم الدين. 

وللشيخة مي نقول سيري وحلقي في سماء الثقافة ونحن من خلفك سائرون ، ولا نقولها للقوى الظلامية السلفية التي قامت بتحشيد الجحافل والساذجين أمام مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث من أجل منع المواطنين من تذوق الفن والفرح وبهدف تحطيم العود والصرناي وإجبارهم على سماع نعيق البوم والغربان بدلاً من سماع الغناء والموسيقى (غذاء الروح)، ومن المفارقات المثيرة للسخرية والإشمئزاز أن تزامناً مع ما حدث أمام مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، قامت عناصر من البسيج وبلطجية حزب الله الإيراني بإغلاق سينما "سپيد رود" في مدينة رشت الإيرانية في يوم الأحد من 8 أبريل 2012 بحجة أن السينما تعني الدعارة (موقع ايران برس نيوز المعارضة).

وفي الختام لا يسعني إلا أن أدعو بقلب البحريني المحب لأرضه وناسه أهل البحرين سنة وشيعة أن يقفوا صفاً واحداً ضد مؤامرات القوى والحركات الإسلامية المتشددة السنية أو الشيعية التي تهدف إلى الفتنة الطائفية وزعزعة أمن واستقرار مملكة البحرين لأغراض سياسية وجر البحرين إلى دوامة العنف والتناحر بين فئات الشعب. 

جمعية محترف راشيا تكرم "حلقة الحوار الثقافي" في قلعة الإستقلال راشيا ورئيس الجمعية شوقي دلال يشيد بهذه الزيارة الثقافية الهامة

لقاء ثقافي كبير إحتضنته قلعة إستقلال لبنان في راشيا اليوم حيث إستضافت "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا ورئيسها شوقي دلال "حلقة الحوار الثقافي" في لبنان وبحضور رئيس بلدية راشيا الاستاذ بسام دلال ورئيس حلقة الحوار الثقافي الدكتور  علي العلي وأمين عام الحلقة الاستاذ فرحان صالح ورؤساء الحركة السابقين والاعضاء الدكتور زاهي ناضر والاستاذ فؤاد ابو فرحات والدكتورة الهام كلّاب البساط والدكتور سعد كموني والدكتور عصام الجوهري ونوال ترشيشي وعدد كبير من أعضاء الحلقة من مختلف المناطق اللبنانية 

شوقي دلال قال في المناسبة: اليوم تزدهي راشيا الوادي بكوكبة من أهل الفكر من باحثين وشعراء وكُتّاب ومفكرين حيث نجدد اللقاء مع "حلقة الحوار الثقافي" الرائدة في العمل الثقافي الجاد والهادف إذ كان لنا في "جمعية محترف راشيا" العديد من النشاطات مع الحلقة منذ إنطلاق نشاطات جمعيتنا عام 1992 ولغاية اليوم فتحية من القلب لجميع الاخوة والاخوات في الحلقة على وجودهم بين أهلهم في راشيا ويشرفني أن أقدم بإسم جمعيتنا درع عربون وفاء وتقدير لرئيس واعضاء "حلقة الحوار الثقافي" حيث أردنا التكريم في قلعة راشيا وما ترمزه من أبعاد وطنية"...

من جهته توجه رئيس الحلقة الدكتور علي العلي بكلمة في المناسبة حيث قال: حلقة الحوار الثقافي التي تسعى منذ نشأتها في العام 1990 إلى التلاقي بين أطياف الشعب اللبناني بمشاربهم المختلفة حول الوطن والمواطنة بالحوار الثقافي، وقد انضم إلى هذا الحوار العديد من المثقّفين وأصحاب الفكر في لبنان... وأضاف العلي: والحلقة إذ تزور اليوم "جمعية محترف راشيا" الجمعية التي نعتز بنشاطاتها وحركتها الثقافية والإجتماعية الداعمة للمثقفين والمبدعين ورئيسها الصديق الفنان الاستاذ شوقي دلال ونزور راشيّا وقلعتها، إنّما تهدف عبر هذه السياحة الداخلية إلى توثيق عرى التواصل بين أعضائها ومثقّفي وفاعلي هذه المنطقة وباقي مناطق لبنان، كما تهدف إلى تجديد معرفة الأجيال الجديدة من أعضاء الحلقة على مفاصل الوطن اللبناني وتعميق معرفتهم بما هو خارج مناطقهم، وراشيّا برمزيتها، إنّما تشكّل الهدف المحوري لهذه الرحلة في البقاع الغربي. ونحن إذ نشكر جميع من استقبلنا ورافقنا ونخص بالشكر "جمعية محترف راشيا" وبلدية راشيا ورئيسها الاستاذ بسام دلال ونتمنّى لهم وللوطن كلّ الهناء والمستقبل الواعد"...

وفي الختام قدم شوقي دلال لرئيس واعضاء الحلقة الدرع التكريمي ثم كانت جولة على معالم قلعة راشيا والسوق والتراثي وجماليات راشيا

وسائد التجلي: جديد الكاتب أحمد ختاوي

صدر  للكاتب الروائي الجزائري أحمد ختاوي عن دار خيال للنشر  والترجمة كتاب  "وسائد التجلي" تأملات  في  تجارب  مبدعات  جزائريات، وهو  عبارة  عن  مقالات  وتأملات  في ذات  التجارب ..اقتفى  فيها  الكاتب  الجزائري أحمد  ختاوي  عينات  من  تجارب مبدعات  جزائريات  على أن يلحتق به  كتاب  أخر،  في  نفس  السياق،  وهو  جزء ثان  من  هذا  الاصدار .

تورط الأبرياء.. بسبب تشابه الأسماء

لكل حادث حديث

بعد بناء بيت العمر عام 1981 اقترح عليّ أحد الأصدقاء بالسفر إلى سنغافورة والفلبين. فقلت له ليس باستطاعتي دفع مصاريف السفر بعد صرف تحويشة العمر على بناء المنزل. فوعدني بدفع قيمة تذكرة السفر. فشكرت صديقي على سخائه وأبديت موافقتي.

وفي صباح باكر من 5 يناير 1982 وبعد الانتهاء من إجراءات الخروج من مطار البحرين وتسوقنا في السوق الحرة وأثناء الخروج من السوق سمعنا موظف الجوازات ينادي باسمي. بعد الاستفسار قال لي بأن مسؤول الجوازات يريدك. عندما قابلت مسؤول الجوازات قال لي بأنك ممنوع الخروج من البحرين، وطلب مني العودة إلى المنزل والذهاب إلى إدارة الهجرة والجوازات والاستفسار عن سبب منعك من السفر.

عندما قابلت الضابط المسؤول في الجوازات قال لي بأنك ممنوع الخروج من البحرين بسبب تطابق اسمك مع اسم شخص متهم في قضايا الدين العام. بعد عدة ساعات من حل قضيتي ذهبت إلى شركة السفر والسياحة وقابلت صاحبي مدير المبيعات حيث قام بتبديل تذكرة السفر إلى الشركة السنغافورية للطيران، ومن ثم التحقت بصديقي في اليوم التالي في سنغافورة.
عادل محمد
27 سبتمبر 2019

تشابه أسماء.. لبناني في ورطة بتهمة "خطف طائرة"

أفادت وزارة الخارجية اللبنانية، الثلاثاء، بأن مدير شرطة جزر سيكلاديس اليونانية نقل إليهم أن سلطات بلاده تلقت بلاغا من السلطات الألمانية بأن المواطن محمد صالح ليس هو الشخص المطلوب في حادثة اختطاف طائرة عام 1985.

ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان الشرطة اليونانية إلقاءها القبض على لبناني يشتبه بضلوعه في اختطاف طائرة عام 1985، وبعد ذكر عائلة محمد صالح والسلطات اللبنانية أن تشابها في الأسماء أدى إلى إلقاء القبض عليه مطالبين الإفراج عنه،

وقدمت الشرطة اليونانية اعتذارها لمحمد صالح، وأبلغته أن ببان اعتقاله سببه مذكرة التوقيف الصادرة عن السلطات الألمانية، ولا تتحمل مسؤوليته الشرطة اليونانية

وستقوم السلطات اليونانية بالإجراءات القانونية اللازمة لتسهيل عودة صالح إلى بيروت عبر مطار آثينا الدولي.

وأعلنت الشرطة اليونانية، الجمعة، أنها، وبناء على مذكرة توقيف ألمانية، ألقت القبض على لبناني يبلغ من العمر 65 عاما يشتبه بأنه ضالع في اختطاف طائرة وأفراد في جريمتين وقعتا عامي 1985و1987.

وذكرت وسائل إعلام يونانية أن الرجل يشتبه بأنه ضالع في اختطاف طائرة تابعة لشركة ترانس وورلد إيرلاينز (تي.دبليو.إيه) عام 1985، في واقعة أسفرت عن مقتل راكب أميركي.

وتبين لاحقا أن تشابها باسم محمد صالح الذي يقوم برحلة سياحية في اليونان برفقة عائلته، وهو صحفي لبناني، مع هوية شخص آخر أدى إلى توقيفه.

وأدى هذا الخبر إلى تحرك السلطات اللبنانية، حيث تواصل رئيس الوزراء والمدير العام للأمن العام ووزارة الخارجية مع الجهات المعنية اليونانية لوقف احتجاز محمد، وإعادته إلى لبنان.

واستنكر إعلاميون ومراسلون صحفيون في مدينة صيدا جنوب لبنان توقيف السلطات اليونانية لصالح، معتبرين أنه تم "إلصاق تهم به لا تمت للحقيقة بصلة، وهي بعيدة كل البعد عن صفاته طوال مسيرته المهنية".

وأكد الصحفيون، في بيان، أن "صالح الذي انخرط في مهنة الصحافة منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي ولا يزال، قد عرف كصحفي مهني لأقصى الحدود، وواكب كل أحداث المنطقة بصدق وموضوعية يشهد له بها وهو عضو في نقابة المحررين"، مطالبين بإطلاق سراحه الفوري.
 ​
المصادر: المواقع العربية المعتبرة

مقالات نقدية في الأدب الفلسطيني

اعداد الاستاذ عباس عبدالقادر ـ
(1)- حالة العداء للأدب الفلسطيني.. شهادات إسرائيلية: (غسان كنفاني/ عز الدين المناصرة / محمود درويش(

ترجمة : محمود البنّا
بتاريخ (16-2-1981)، أذاعت (وكالة رويتر) للأنباء خبراً موسعاً لقائمة من الكتب الفلسطينية، أصدرت بشأنها الرقابة الإسرائيلية(تسنزورا) ، قراراً بمنع تداولها ، من بينها روايات غسّان كنفاني ، وجميع دواوين (عزالدين المناصرة ) ، وبعض دواوين محمود درويش ، وسميح القاسم و فدوى طوقان . وقالت الوكالة نقلا عن الرقابة الإسرائيلية ، بأن أشعار (المناصرة )، تتحدث دائما عن (الألوان الأربعة) – ألوان العلم الفلسطيني، وتحرّض على العودة إلى (الجذور الكنعانية) ، ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي . وفيما يلي ، شهادات اسرائيلية تحريضية ضد ( الأدب الفلسطيني ).
1. بروفيسور دوف شينعار :
في عام 1982 ، لم تكن صحافة الضفة الغربية وحدها ، هي التي كشفت إجراءات الرقابة الإسرائيلية، بل كشفها أيضا صحافيون  إسرائيليون  وعالميون، مثل آموس إيلون (صحيفة هآرتس الإسرائيلية ) ، وأنثوني ليوس (نيويورك تايمز) ، وكشفوا أيضا عن إلغاء الأوامر التي أصدرتها السلطات العسكرية الإسرائيلية المحرجة ، والتي كانت قد صدرت 1977 ، ثمَّ أصدرت في أيلول 1982 ، قائمة رئيسية منقحة ، تحتوي على (1002) عنوانا، ثلثها أعمال شعرية، وقصصية ، وأدبية، وثقافية كذلك ، فإن أقل من 10% من الأعمال المراقبة ، هي كتب دينية :إسلامية ومسيحية، وفي الحقيقة أن الكثير من هذه العناوين المراقبة كانت لشعراء وروائيين وطنيين، من بينهم (غسان كنفاني – سميح القاسم –محمود درويش – عزالدين المناصرة ) . وهذا يشير إلى تشويه أهمية الأدب الفلسطيني من قبل الرقيب الإسرائيلي. إن نقد المعالجة الأدبية لمعضلة الكبرياء القومي ، في مواجهة البقاء اليومي ، ومفارقة المعالجة ، لواقع معاد ومشوش ، يثير أسئلة أكثر تحديدا، بالإضافة إلى نقد البلاغة المنمقة، المسهبة المحاكية لذاتها ، فإن التركيز العاطفي والعقلاني على الأسئلة ،حول ما إذا كان العمل الأدبي ، قد لازم الفعل ، وحول إذا ما كان بوسع المبدعين الفلسطينيين ، أن يشبعوا ميولهم الفردية في مواجهة الحاجة الجماعية ، نحو الإتزان الوطني ، السؤال الأول حول التوتر بين الحاجة  للتعبير النشيط عن المشاعر العظيمة ، والضغوطات الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي. وقد تمَّ تصوير الخيارين ، تصويرا مؤثرا . فالخيار الأدبي، تم توضيحه، أما الخيار الثاني (اختيار الفعل )، فقد مارسه : ( الشاعر عزالدين المناصرة ،والروائي غسان كنفاني ، وكمال ناصر ) الذين أضافوا إلى النشاط الأدبي، اختيار (الفعل الثوري الكامل) في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. والحقيقة أن كنفاني وناصر ،قد قتلا في عمل عسكري ، (أما المناصرة ، فما زال على قيد الحياة) ، مّما يجعل من التوتر بين الخيارين المتعارضين ظاهريا ، يجعله ملموسا بشكل أكبر.
2.  إيهود يعاري و زئيف شيف:
كان الشباب في المناطق المحتلة ، يتبادلون المنشورات ،وكراسات الإرشاد ، والتدريب السري ، ويستمعون إلى المحاضرات في جلسات مغلقة، تعقدها الخلايا السرية . جيل كامل من الشباب الذين تربوا على نظرية النضال ، وطرقه وأساليبه، الأمر الذي جعلهم متعطشين للعمل ، فالكراسات والمنشورات التي صودرت بأيدي السلطات الإسرائيلية ،...أُتلفت، واعتقل موزعوها ، وحكم عليهم  بالسجن بتهمة التحريض، غير أن التوزيع واسع النطاق (لأدب النضال ) ، لم يكن بإمكان السلطات الإسرائيلية ، منع استمراره ، مثلما لم يكن باستطاعة السلطات الإسرائيلية، منع الشباب من حفظ أناشيد وقصائد ، (معين بسيسو، وعزالدين المناصرة ) التي تمثل روح الصمود .
3.  جريدة (الأخبار الكندية اليهودية):
سوف يقيم (بيت الثقافة) في مونتريال ، أمسية للشاعر الفلسطيني الخليلي- عز الدين المناصرة ، بعد ثلاثة أيام، 29-10-2000، وقد سألنا بعض نقاد الأدب الإسرائليين عن هذا الشاعر ، فقالوا: إن قصائده، تحرض على (الانتفاضة) ، ضد إسرائيل ، وتدعو إلى البحث عن الجذور الكنعانية. 

هوامش:

 1- Dov Shinar : Palestinian voices, Lynne Rienner Publishers, Colorado, U.S.A, 1987- (P.124)+ (P.130+131)
  -  2   إيهود يعاري ( مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ) ، وزئيف شيف (المعلق العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية ) في كتابهما المشترك : انتفاضة – ترجمة دار الجليل ، عمان ،الأردن 1990- ص49 
3- The Canadian Jewish News, 26/10/2000, Canada
(2)-عباس عبدالقادر: شاعرٌ عالمي (مجهول!!)

عباس عبدالقادر January 13, 2018   

(عزالدين المناصرة) هو (شاعر الثورة الفلسطينية 1964-1994) الحقيقي العصامي، الذي حصل على كل شهرته في الوطن العربي، بجهده الخاص. فقد صدرت له (11 مجموعة شعرية)، وصدر له (25 كتاباً نقدياً ثقافياً). وصدرت له (سبعة كتب شعرية) بلغات أجنبية، وهي (الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والهولاندية). كما تُرجمت قصائده منفردة إلى عشرين لغة تقريباً. ورغم أنه أصدر مجموعته الشعرية (يا عنب الخليل، 1968)، فإنه حتى عام (1999)، لم يصدر عنه أي كتاب، ومعنى ذلك أنه تعرَّض للإقصاء والتعتيم في عصر الثورة الفلسطينية (1964-1994)، ونقول هذا لأن بعض (الاندماجيين) في أنظمتهم، الذين لم يشاركوا في الثورة، كانوا يشيعون كذباً بأن (شهرة المناصرة، جاءت من كونه عاش مرحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة!!). ثمَّ جاء عصر اتفاق أوسلو (1993-2018)، فكان الشاعر المناصرة هو من الكبار الذين تصدّوا لاتفاق أوسلو، بل أعلن أنه يدخل فلسطين عندما يحصل على (المواطنة الكاملة): (أنا فلسطيني من أصل فلسطيني، وكنعاني العروبة الديمقراطية – 1997)، و(لا أزور مسقط رأسي فلسطين كسائح)!!. والمعروف أن المناصرة غادر فلسطين إلى القاهرة بتاريخ (15/10/1964)، ولم يُسمح له بالعودة بعد كارثة 1967، التي عاشها كاملة في القاهرة، حيث ولدت من جديد (شخصية قناع امرئ القيس) في معظم قصائده.
– يقول القاص الفلسطيني (خليل قنديل) – (جريدة الدستور الأردنية، 19/11/2004) ما يلي: (لقد نهض الشاعر الكنعاني الساحر عزالدين المناصرة منذ منتصف الستينات – ممسكاً بقصيدة حضارية رعوية كنعانية – هي حقاً أكبر بكثير من مراحل منبرية، مرّت بها القصيدة الفلسطينية والعربية، قافزاً باتجاه جذور الأرض الموعودة لأهلها الأصليين. كان هذا يحدث في أرض تشتعل فيها الثورة في بيروت).
– ويقول الصحافي والمسرحي (سامر محمد إسماعيل) – (جريدة السفير اللبنانية، 11/8/2014) ما يلي: (لم يحصل سميح القاسم على نصف النجومية التي حصل عليها محمود درويش – كذلك، فإن مواطنهما الشاعر (عزالدين المناصرة)، البعيد كل البعد عن الضجيج السياسي والإعلامي، الذي رافق كلاً من (درويش والقاسم) منذ عام 1967 على الأقل – تتمتع قصائده (بخصوصية شعرية عالية، وموهبة نادرة، تضاهي هذين الشاعرين، وتتفوق عليهما في كثير من المواضع). ويقول (الدكتور علي حافظ) – (جريدة النور، دمشق، 10/3/2010) ما يلي: ((عزالدين المناصرة)، أيضاً، هو شاعر الثورة الفلسطينية، مثل محمود درويش، لكن لكل شاعر منهما، نبرته الثورية الخاصة، فالشاعر (المناصرة) (نبرته أسطورية كنعانية غامضة، لأنها رمزية). أما الشاعر محمود درويش، (فنبرته، حماسية مرتفعة)). أما عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، (كريم مروّة) فيقول في (موقع الحوار المتمدن، 6/8/2009) ما يلي: (أكثر مثقفي الثورة الفلسطينية في مرحلتها اللبنانية (1972-1982) – قرباً إلى قلبي ووجداني، هم: (عبدالكريم الكرمي (أبو سلمى)، وكمال ناصر، وعزالدين المناصرة، ومعين بسيسو، ومحمود درويش). لقد كانت تربطني بهؤلاء صداقة حميمة أعتز بها، إذْ هي شكّلت جزءاً من تكويني في ما أنا فيه اليوم بعد سنوات العمر التي انقضت). وقال (الطاهر وطار – 2004) في حفل تكريم مؤسسة الجاحظية في الجزائر العاصمة للشاعر المناصرة، ما يلي: (المناصرة شاعر عالمي جزئياً، معروف لدى مثقفي فرنسا، ومعروف جداً في الجزائر، وكُتبت عنه كتب كثيرة، بل هو مشهور جداً في إيران، فهو كما قال عنه الروائي (الطاهر وطّار): (لا يقل أهمية عن صديقه وزميله محمود درويش في (الشعر)، ولا يقل أهمية عن مواطنه إدوارد سعيد في النقد الثقافي المقارن)). ويقول الدكتور أمين الزاوي: (المناصرة… واحد من أكبر الشعراء العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، لكن تجربته الشعرية لم تدرس بعمق للأسف حتى اليوم… إنه (يوسف) الذي تركه إخوته في صحراء المنافي في قاع الجُبّ… و(عادوا إلى الوطن!!)). ويقول الشاعر والناقد المغربي (محمد بودويك – 2004): (نقول مع إليوت، بتحوير بسيط – يمتلك (المناصرة) مثل (تينسون)، ثلاث صفات لا تجتمع إلا في أعاظم الشعراء، هي: (الغزارة – التنوع – والإحكام الكامل).
– في عام (2003)، شارك المناصرة في أضخم مهرجان شعري عالمي في أوروبا (مهرجان روتردام)، وعلقت (جريدة (Volks Krant – الهولاندية)، بتاريخ 16/6/2003) ما يلي حرفياً: (ألقى المشاركون في(مهرجان الشعر العالمي) في روتردام قصائدهم، وهم من (إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، الولايات المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، يوغسلافيا، اليونان، والمكسيك، وشعراء عرب) وغيرهم- لكن الشاعر الفلسطيني (عزالدين المناصرة)، هو الذي كسر الحاجز اللغوي بينه وبين الجمهور الأوروبي، حيث أسرنا بموسيقية شعره، نصعد معه حين يعلو صوته، ونهدأ عندما يخفت صوته).
– ويقول كتاب (دراسات في الأدب الفلسطيني)، منشورات (جامعة القدس المفتوحة، رام الله، فلسطين، 2003) ما يلي: (حركة الشعر العربي في فلسطين – كما تكشف عنها تجربة كل من (محمود درويش، وعزالدين المناصرة)، تجربة غنية ومتنوعة، تستوعب اتجاهات وأشكالاً شعرية متعددة، فهمت، أي (المناصرة، ودرويش)، يشكلان حالة شعرية ناضجة متطورة باستمرار. وقد ارتقيا بالقصيدة العربية إلى آفاق متقدمة). وقد قيلت مئات الشهادات النقدية. الإيجابية حول (شاعرية المناصرة)، اقتطعنا منها القليل.
– أما (نضالياً)، فقد بدأ (المناصرة) نضالاته في سبيل قضيته فلسطين، منذ وصوله إلى القاهرة، (عام 1964)، أي في العام نفسه، الذي تأسست فيه (منظمة التحرير الفلسطينية في القدس)، بل غادر المناصرة إلى القاهرة من (مطار قلنديا) في القدس، ليلة (15/10/1964)، وفي الشهر التالي أي في نوفمبر 1964، أصبح عضواً في (الاتحاد العام لطلبة فلسطين- فرع القاهرة)، الذي تخرج منه معظم قيادات الثورة الفلسطينية مثل ياسر عرفات في الخمسينات، وقادة آخرون، وترشح عام (1966) كمستقل في قائمة للحصول على مقعد الهيئة الإدارية في الاتحاد – وأصبح المناصرة،أيضاً، عضواً في (الجمعية الأدبية المصرية)، بترشيح من (صلاح عبدالصبور، وعزالدين إسماعيل). وأصبح عضواً في جماعة (مقهى ريش)، الذين يحاورون (نجيب محفوظ) كل يوم تقريباً، وخصوصاً (يوم الجمعة)، طيلة السنوات (1964-1970) – ومنذ أكتوبر 1964 وحتى نهاية عام 1966 – كان المناصرة (في سن الثامنة عشرة) – مراسلاً صحفياً، لمجلة (الأفق الجديد) في القدس. وتلقى (دورة عسكرية) في جامعة القاهرة، صيف 1967. كذلك عمل المناصرة مراسلاً صحفياً لمجلة (الهدف) الناطقة بلسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ومراسلاً لمجلة أدونيس: (مواقف) اللبنانية منذ عام 1968. وقد تعرّف على معظم أدباء مصر، وتعرّف في القاهرة على (أحمد الشقيري) – مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية، كما يؤكد ذلك في مقال منشور له، كتبه زميل دراسته في (كلية دار العلوم- جامعة القاهرة) – (نبيل خالد الآغا). وشارك في (مؤتمر اتحاد كتاب فلسطين الثاني، القاهرة، 1969).
– أما في (الأردن)، فقد ساهم في تحرير (عدد واحد، ديسمبر 1973) من (مجلة أفكار)، التي كان يشغل فيها نائباً لرئيس التحرير محمود سيف الدين الإيراني، وفُصل من عمله. وقام بتأسيس (رابطة الكتاب الأردنيين) في ديسمبر 1973، قبل رحيله إلى بيروت، فكتب نظامها الداخلي وأعلنه في (المؤتمر التأسيسي) بنفسه، في (نادي خريجي الجامعة الأردنية)، وأشرف مع (الإيراني، عيسى الناعوري، محمود السمرة) على اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية الرسمية، بصفته (مقرر الهيئة التأسيسية (التحضيرية)). وكان في عمّان (ممنوعاً من السفر) في هذه الفترة، حيث أعيد من حدود مدينة (الرمثا)، آخر مرّة، لكنه استطاع بعد تدخلات أن يسافر إلى بيروت.
– في بيروت، كان (الشاعر الفلسطيني الوحيد، الذي حمل السلاح، في المرحلة اللبنانية، وشارك في المعارك العسكرية، دفاعاً عن المخيمات، والجنوب اللبناني)، حتى قال شاعر فيروز، (جوزف حرب) بصفته رئيساً لاتحاد الكتاب اللبنانيين في تقديمه للشاعر المناصرة في مهرجان (صور) عام (1999) مازحاً – (المناصرة شاعر جنوبي لبناني، فلسطيني، لكنه يحب الجنوب اللبناني، (أكثر مني)، لأنه يعرف الجنوب مدينة، مدينة، وقرية، قرية، لهذا جاء عدد من أصدقائه الجنوبيين إلى هذه الأمسية يحيونه بعد غيابه الطويل). وجوزف حرب، هو الذي وصف (المناصرة) بأنه (صنّاجة العرب في العصر الحديث)، وصفاً لطريقة المناصرة الاحتفالية في إنشاد شعره.
– وتقول الإيرانية (مريم سادات ميرقادري)، (عزالدين المناصرة، هو شاعر عالمي بكل المقاييس النقدية). كما أكد الحقيقة نفسها كثيرون منهم: (الطاهر وطّار – الدكتور غسان غنيم) – وفيلسوف التفكيكية (جاك ديريدا) الذي وصف قصيدة (جفرا)، بأنها (السحر بعينه) في مسرح موليير الباريسي، بعد أن ألقاها المناصرة بالعربية، وألقاها ممثلان فرنسيان محترفان بالفرنسية عام 1997. كذلك وصفه (كلود روكيه) بأنه (لايقلُّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام في النصف الثاني من القرن العشرين). ولا ننسى أن (المناصرة مع درويش وفدوى طوقان)، هم من بادر إلى (ضرورة تسمية (يوم الشعر العالمي) في 15 أيار 1997). بل إن الشاعر والصحافي اللبناني (أحمد فرحات) يقول بأن محمود درويش اعترف له في باريس عام 2004، بأن (الفكرة نبعت من رأس المناصرة، وعرضها علينا، فوافقنا عليها فوراً، وقمنا معاً بصياغة البيان الذي سلمّناه إلى (مايور، مدير اليونسكو الدولية).
– غنى قصائده عدد من المطربين، أهمهم (مارسيل خليفة)، الذي غنى له قصيدتين هما: (جفرا – وبالأخضر كفناه)، رددهما ملايين العرب. وغنى له المطرب المقدسي مصطفى الكرد (يا عنب الخليل). وغنى له البحريني خالد الشيخ (وكان الصيف موعدنا). وغنى له (كمال خليل – عمّان)، قصيدته (الباب). وغنى له عصام الحاج علي (1977) قصيدته (مواصلات إلى جسد الأرض).
– هذا هو الشاعر الفلسطيني العربي الكبير (عزالدين المناصرة)، المناضل، الناقد، والأكاديمي، والمفكر – (المجهول في وطنه فلسطين!!).
*        *        *
– عزالدين المناصرة (الشاعر، والمناضل، والناقد، والمفكر، والأكاديمي) – هو (شخصية كارزمية)، تقول (حدّة حزّام – رئيسة تحرير جريدة الفجر الجزائرية في افتتاحية الجريدة – 16/9/2011) ما يلي: (يا (هذا)… ما هكذا تكلم (ياسر عرفات، وعزالدين المناصرة، ومحمود درويش)… قضية فلسطين بحاجة إلى شخصيات كارزمية كهؤلاء الثلاثة).
– وقال المثقف الباحث الفلسطيني (محمد سعيد مضية) ما يلي: (الشاعر، والمفكر المناصرة، شاعر غزير الثقافة، ينتمي إلى الوفاء وعزّة النفس، تنبأ وحذّر، ونظم الأهاجي في التخاذل المتبوع بالتصحر والصمت القاتل، فـ(المناصرة) ينتمي إلى كوكبة المتمردين على الزيف، وقد ظل طيلة حياته، مسترشداً بمرجعية الحقيقة وحدها. وكان في قصيدته (أرى، 1976)، قد حذّر القيادة الفلسطينية: (يا سيّدي، إنّي أرى ما لا يُرى، وأشمُّ رائحة، أرى سُمّاً شهياً قدّموه لقتلنا هو في طعامكْ – وأرى الخليل حبيبتي، نهباً لتجار الممالك)، ونصح بإخلاص ووفاء. ونمّت نصائحه عن بصيرة ثاقبة في قصيدته (حصار قرطاج، 1983)، التي منع من إنشادها (بقرار من ياسر عرفات) أمام أعضاء المجلس الوطني في الجزائر، وهي بالضبط القصيدة الموازية لقصيدة محمود درويش (مديح الظل العالي) في ذلك الزمن، مع أن (أبو عمّار) كان قد وجّه دعوة خطية إلى الشاعر المناصرة (محمد سعيد مضية، مجلة أفكار، العدد 306، عمّان، تموز 2010).
– ويقول الشاعر (ماجد أبو غوش، رام الله، موقع ديوان العرب، 8/5/2006) ما يلي: (شاعر كبير حقاً هو عزالدين المناصرة، مورس ضده (طوال عقود): – (التعتيم، والإقصاء، والحذف المتعمد)، رغم أنه شاعر عظيم.
– ويقول (فوزي الديماسي، (تونس) – موقع جهة الشعر، 5/8/2007)، ما يلي: (لم تحدث نقلة كوبرنيكية في مجال (قصيدة النثر) في تونس، كما هو الشأن لبعض أصوات (المشرق العربي) – على غرار (عزالدين المناصرة – أدونيس، أنسي الحاج، محمد الماغوط، وبول شاؤول). لقد أصدر المناصرة أحد عشر ديواناً من الشعر الحر التفعيلي، من بينها، مجموعتان من نوع (قصيدة النثر الرعوية): (مذكرات البحر الميت، 1969) – (كنعانياذا، 1983)، وهما مختلفتان عن جماعة (مجلة شعر).
– ويقول (نبيل سليمان): (كنعانياذا)، هي ملحمة الشعب الفلسطيني في القرن العشرين… وربما لسواه)- في كتابه (فتنة السرد). وقد اعترفت (مجلة السجل الأردنية) بأن (المناصرة) هو (رائد قصيدة النثر في الأردن)، منذ (عام 1969).
– عندما ننظر لشهادات الشعراء والنقاد العرب المختصرة جداً في نهاية الطبعة التاسعة لمجلدي الأعمال الشعرية – وهي شهادات موثقة، نجد بعض الحقيقة هي أهمية هذا الشاعر الكبير، والخلاصة هي:
– بدأ الشاعر المناصرة، شاعراً ناضجاً، منذ (1967)،كما قال عنه (صلاح عبدالصبور)، و(عزالدين إسماعيل)، وكتب الشعر عام (1962، غزال زراعي). وكان (مراسلاًصحفياً) لمجلة (الأفق الجديد) المقدسية (1964-1966)، وكما قال القاص خليل السواحري (المناصرة هو من أطلق مصطلح (جماعة الأفق الجديد)، في مقابل (جماعة مجلة شعر) البيروتية. آنذاك، لم يكن (بعض زملائه) يكتب الشعر والنقد. أما أبناء جيله من الشعراء في (الأفق الجديد)، فقد كانوا سابقين له تاريخياً بعام أو عامين، لكنهم ظلوا (تقليديين في إطار حداثة الشعر). لقد تطور (المناصرة) وسبقهم في قفزات متوالية، وبعضهم تلاشى تماماً، أو أصيب بالغيرة القاتلة، والحسد القاتل، ولم يبق منهم (شعرياً) سوى القليل، الذين يعيشون على (الذكريات)، وليس على (الشعر).
– هكذا (بجهده العصامي الخاص)، أصبح (الشاعر المناصرة) هو الأعلى مرتبة في الشعر والنقد والثقافة، في فلسطين والأردن على الأقل، وفي عام (2017)، قرأ المناصرة في ندوات، قصائده التي كتبها في الستينات والسبعينات دون أن يلاحظ الجمهور أنها قديمة. وكان يهدف إلى اختبار (حركية شعر الحياة الباقي، الذي تشاجر مع حركية الحياة وتبدلاتها، وهكذا ظل هو (الشعر الباقي الحقيقي)، لأنه بالضبط (تشاجر مع الحياة). بينما كان الاتجاه الآخر هو الذي يحاول البقاء ويكتب (شعراً شفافاً، لكنه (شعر بلاستيكي) ميت يتمحور حول الذات النرجسية).

– (شاعرٌوناقدٌ عظيمان):
كان يقال بين الأكاديميين (المناصرة شاعر عظيم)،  وكان يقال بين الشعراء، (المناصرة ناقد عظيم)… ولكن مؤخراً، انهمرت الاعترافات النقدية لتقول: (المناصرة… شاعرُ وناقد عظيمان). وكان هذا كله، بسبب (الإقصاء والإبعاد والظلم النقدي الذي تعرّض له هذا الرجل طيلة عقود من الزمن!!!. 

(3)-عز الدين المناصرة: (يتوهَّجُ كنعان) بين الخليل وبيروت – بقلم : طلال سلمان
30 مايو، 2019
طلال سلمان (بيروت): مؤسس جريدة السفير اللبنانية …
اختلفت الأزمنة علينا، فافترقنا، وتباعدت المسافات ما بيننا، وغامت الأسماء وسط افتقاد العناوين، لا سيّما بالنسبة إلى المخلوق الفلسطيني، الذي يُراد له أن يكون خارج الزمان، وخارج المكان، إلاّ إذا صارت الأرض، (دار حرب).
-عز الدين المناصرة… ما زال للاسم رنينُه، وما زالت في الذاكرة بعض الملامح، والكثير من الأبيات، والمقاطع المتحدّرة من قصائده، التي حفظت بيروت، بعضها، أو تلك التي جاءت أصداؤها من دمشق، وعمّان، والجزائر، وكلها تأتينا بفلسطين، وتأخذنا إليها.
-شعَّ الاسم (عز الدين المناصرة) على الغلاف الذي تحتلُّ صدره لوحة الصنوبر، حارس البحر للفنّان مصطفى فَرُّوخ. وأما عنوان الديوان (يتوهَّج كنعان)، فهو جديد – قديم، لأنه عبارة عن (مختارات شعرية)، من مجلَّدي أعماله الشعرية، ومع أنّ بعض قصائده تنتمي زمنياً إلى النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى مطلع الألفية الجديدة، فقد وجدتُ فيه الكثير من ملامح الغد. و (بشيء من التسامح، يمكن أن يُعدَّ عز الدين المناصرة، رائداً من روّاد الحركة الشعرية الحديثة)، كما وصفه حارس الذائقة الشعرية العربية، (إحسان عباس، 1993). أو كما قال محمود شريح: (بعد نزار قباني، وأدونيس، جاء إلى بيروت، ثلاثة شعراء، كانوا يساهمون في تشكيل ملامح بيروت الشعرية في السبعينات هم: محمود درويش (العكّاوي)، وعز الدين المناصرة (الخليلي)، وسعدي يوسف (البصري)، ممّا ساهم في تحوّل جذري في خريطة الحداثة الشعريّة(.
-وبشيء من التسامح، وجَّه عز الدين المناصرة إهداء ديوانه الجديد- القديم إلى (الصديق العتيق المُعتَّق)، فاتحاً أمامه، مرّةً أخرى، أبواب (سنوات النهوض)، التي كادت تكون ثورة، بشعر أقرب إلى (الحُداء)، مُتدرجاً عبر النزول المتسارع سقوطاً مع الزمن الفلسطيني إلى بكائيات، هي أقرب إلى (التحريض)، وليس الرثاء: ينهض (محمود درويش، وعز الدين المناصرة)، أمام أسوار عكّا، وجبال الخليل. فكلاهما أعطانا عبر فلسطين، ملحمة النضال العربي في هذا العصر. (والأخطر) أنّ كليهما، رسم لنا (طريق الغد)، يقول المناصرة:
(حين تكون الجُملةُ مخفيَّةْ / بدهاليز الفتنةِ، أو في قلب الريحْ/ وتكون الجملةُ ضوءاً يجهل زيتَ القنديلْ/ لا تشرحْ أسرار المنديلْ/ بل يكفي أنْ تتركَ شيئاً للقال وللقيلْ/ يكفي أنْ تترك للقارئِ، فَسْحةَ صمتٍ بيضاءْ/ من أجل التأويل). وما أكثر التأويلات، وما أحوج القارئ العربي إلى فسحة صمت بيضاء، بعدما ازدحمت فوق صدره الخيبات، التي التهمت الآمال العريضة، والتي كانت لا تلبث أن تجدد نفسها بدم الشهداء، فتزهر ربيعاً جديداً.
-(خليليٌّ حتى العظم، هو عز الدين المناصرة)، وهو لشدّة عشقه للخليل، يوزّعَها على كل شيء بفلسطين:
(مَنْ مُجيري إذا طاردوني، وكانت شعاراتُهم واحدةْ./ آخر الليل، حتماً تجيء الخليلُ إليَّ على شكل طفلٍ يُفجّرُ فيَّ شقاوته، وأنا ساهمٌ، والمقاهي هنا علَّمتني السَهَرْ./ صِحْتُ: إنَّ الخليل، رمادٌ، ترون، ولكنَّها عندما يبلغُ النهر أعلى الجبال، تكون الخليلُ رعوداً مُجلجلةً، ثمَّ برقا، تكون الخليل شَرَرْ). وفي مقطع آخر من قصيدة (القبائل): (قَدَمٌ في الريح وفي التابوت/ قَدَمٌ أخرى في بيروت/ قلبي في المنفى يا (باجسُ)، يخضرُّ قليلاً، ويموتْ).
-بيروت، بيروت، بيروت… المدينة التي توهمها (بعض الفلسطينيين) وطناً، لم تكن الوطن، قدَّمت نفسها معبراً، ولم تكن تريد، أو تهيئ نفسها لتكون (مقبرة)، لكن البريق مخادع، ووهم السلطة قاتلٌ للأوطان:
(يا هِلي، إنَّ بيروت في دمنا، إنْ سكنتُمْ بها/ قبِّلوا نحو باب الخليلْ… يا هِلي…/ شمِّلوا باتجاه بحار الجليلْ، يا هِلي، يا هِلي، يا هِلي).
-حتى (جفرا)، تستحضر بيروت، التي غدت تميمةً فلسطينية، يُعلّقها الشاعر في رقبتها، لعلّها تدرأ عنه (خطرها)، ثمَّ يقبّلها باشتهاءٍ، لأنه يتمنى أن تعود جفرا إلى وطنها، حتى لا يتخذ من بيروت، (وطناً بديلاً):!!
(منديلكِ في جيبي تذكار/ لم أرفع صاريةً إلاّ قلتُ: فِدى جفرا/ جفرا ظلَّت تبكي في الكرمل، ظلَّت تركض في بيروتْ/ وأبو الليل الأخضر من أجلِكِ يا جفرا/ يقذف من قهرٍ طلقته.. ويموتْ).
-عز الدين المناصرة، لم يكن في يوم من الأيام (شاعر سُلطة). كتب جورج ناصيف (جريدة السفير، 28/1/1981)، ما يلي: (الثورة، أملُنا… والسلطة الثورية، مأساتنا.. هذا التوقيع لعزالدين المناصرة، أستأذنه، لأضع توقيعي إلى جانب توقيعه، تماماً)، لكن قيادة الثورة الفلسطينية، لم تكن تقدر، ولم تكن تريد، ولعلّها لم تكن تستطيع أن ترفض (السلطة)، حتى لو وعت السلطة مقتلها وتابوت الأحلام:
اذبحوا الخوف فينا، يُشرِّشُ، حتى يثور الذليلْ/ واركلوا جُثَّة الخوف في حُفرةٍ، وبلا أثرٍ، أو دليلْ/ خَرَسٌ وارفٌ كالنخيلْ/ من خليج المحيط/ من محيط الخليج/ بكاءٌ يزلزل أركانَ هذي البيوتْ/ نحاول مُلْكاً، وقد لا نموتْ/ بثوب السُموم الذي أرسلته لنا الرومْ/ خلفك رومٌ، حواليك رومٌ، وفي الماء رومْ/ وفي الشاي رومْ/ في الصحافةِ رومٌ، وفي كتب الجامعاتْ/ في أَسرَّةِ زوجاتنا والبيوتْ.
-أما حين وقعت جريمة اغتيال المبدع (ناجي العلي)، فقد تفجَّر غضب عز الدين المناصرة، واندفع يطارد (الريح السوداء)، التي قتلت فلسطين مرّة أخرى:
رَجُلٌ من عنبٍ، قهوائيُّ السِحْنةِ، لا فرق إذا كان المطرُ الصيفيُّ، يحاصرنا بخليط الألوانْ/ رجلٌ يحمل أسئلةً، ويطوف بها فوق الأمواجْ: / خُذ سيفاً يا بوشكينْ، خُذ وتراً يا ناجي، خذ حِذْرك يا حلاّجْ./ رجلٌ من جسدٍ مهترئٍ مكسورْ، لكنْ ما طأطأ أبداً لهدير الاضواء/ أين إذنْ حنظلةُ، وكنعانْ: / الأوَّل قبرٌ في لندنَ، الأوَّل رسمٌ في صُحُفٍ، والقاتلُ أوَّلُ من يرثيه/ الثاني شعرٌ ممنوعٌ يركض في التيهْ/والثالث يشرب قهوته في البار، ويعنيهِ الأمرُ، ولا يعنيهْ./ يا كنعانيَّ الطوب الأحمر يا ناجي، وحدك عوسجةٌ ومديحْ/ يا سيف الدولة في تطوانْ/ يا شجر الدولة في وهرانْ/ مَنْ يوقف هذي الريح السوداءْ، مَنْ يشفطُ من قلبي هذا الشيحْ. 
-تتهاوى الحماسة تحت ضغوطات اجتياحات اليأس، ثمَّ لا تلبث أن تجدد نفسها بقرار واع: على الفلسطيني أن يستمر في المقاومة، وإلاّ انتهى: يقاتل العدوّ، يقاتل اليأس، يقاتل العالم، يقاتل ضدَّ نفسه أحياناً، لكنه، إن توقَّف عن القتال، خرج من فلسطين، ولم يعد:
سنخترعُ البحرَ، ثمَّ نرشُّ البهار عليهِ، ونجلبُ من جبل الشام أقمار غوطتها، ومن القدس صخرتها، مِنْ ضلوعك، بيروت، رَوْشتكِ القرمزية، نَشْوي على الفحم، فوق التلال المحيطة، قلْبكَ يا بحرُ، أحجاركَ المرمريّة، ننشرها فوق حبل النهارْ/ جهِّز جوادَكَ للرعي في مرج ذاكرة الغيم قبل المساءْ/ كعاصفةٍ من صباح كروم اليقينْ/ بطيءٌ بريدُكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصل العاشقينْ.
-عز الدين المناصرة، شكراً أنك ما زلت حيّاً، تقول فلسطين شعراً، وتغني (الخليل، وجفرا، وكنعان، وعكا، وبيت لحم، وأريحا والناصرة، والبحر الميّت)، وتواصل (المقاومة حتى الشهادة)، ونحن مثلك، نردّد:
(ما الذي سوف أُعطي لطفلة هذا الشهيدْ: ناشفٌ غَضَبي/ جارحٌ عَتَبي/ ناحلٌ قَصَبي/ فاردٌ حُجُبي/ غامضٌ طربي/ واضحٌ عجبي/ مُسْدلٌ كُتُبي/ مُشرعٌ تعبي/ مازجٌ خَبَـبي/ فاعلنْ، فعلنْ…وفعولن سأحشرها في المحيط الذي طوَّق الدائرةْ/ القصيدةُ زعلانةٌ مثل أسوارها الناطرةْ). 

(4)-قصة تأسيس اليوم العالمي للشعر: (فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة)    March 17, 2018
باريس ـ (خاص):
انعقد في باريس، ومدن فرنسية أخرى (بوردو – غرونوبل – مارسيه)، مهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية) لمدة أسبوعين، في (مايو، 1997)، بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين، هم: (محمود درويش – عز الدين المناصرة – فدوى طوقان)، وهم على التوالي ينتمون للمدن الفلسطينية التالية (عكا – الخليل – نابلس) –كما شارك في هذا المهرجان الهام، عدد من القصاصين والروائيين من مدن فلسطينية أخرى، أبرزهم: (سحر خليفة – أنطون شمَّاس – زكي العيلة – غريب عسقلاني – ليانة بدر – رياض بيدس)، والمؤرخ الفلسطيني (الياس صنبر). وقد وصفت (جريدة القدس العربي 2/3/2014)، المهرجان بأنه (يشكّل نقلة نوعينة، وغير مسبوقة على الصعيد الأوروبي). وقد حضرت حشود عربية وفرنسية، فعاليات وأمسيات المهرجان، يتقدمهم مثقفون ومفكرون ونقاد فرنسيون منهم: (جاك ديريدا – مكسيم رودونسون – تسفتيان تودوروف).
كانت أبرز فعاليات المهرجان (ندوة الأدب والمنفى)، كذلك أقيمت أضخم ندوتين شعريتين: إحداهما: صباحية محمود درويش الشعرية في جامعة الصوربون – وأمسية عز الدين المناصرة وفدوى طوقان الشعرية في (مسرح موليير الباريسي). وأقيم حفل توقيع لديوان (رذاذ اللغة) بالفرنسية لعز الدين المناصرة في (مكتبة ابن سينا في باريس) وأقيم حفل توقيع آخر لهذه المختارات الشعرية في (مدينة بوردو)، بمشاركة ناشر الكتاب مدير دار سكامبيت (كلود روكيه)، الذي قال في كلمته: (بعد أن قرأت مختارات (رذاذ اللغة ) – أعتقد أن الشاعر المناصرة، لا يقلّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام في النصف الثاني من القرن العشرين) وأقيمت أمسية ثقافية في (معهد الحضارة)، كذلك أمسية ثقافية في (مدينة غرونوبل)، وفي (مدينة مارسيه).
وفي ظل النجاح الكبير لفعاليات المهرجان (ربيع الثقافة الفلسطينية)، اجتمع الشعراء الثلاثة (درويش والمناصرة وطوقان) في (فندق لوتسيا التاريخي) في باريس، بتاريخ (15/5/1997)، وتفاهموا حول فكرة (المبادرة الفلسطينية لتأسيس اليوم العالمي للشعر) فأرسلوا إلى فيديريكو مايور (مدير عام اليونسكو الدولية)، عبر ممثل فلسطين في اليونسكو (عمر مصالحة) – رسالة – بيانا بعنوان: (مانيفستو: الشعر شغف الإنسانية – الشعر بوصلة العالم) – ووقع الرسالة الشعراء الثلاثة: (فدوى طوقان، مواليد 1917 – محمود درويش – 1941 – وعز الدين المناصرة– 1946) وطالبوا بتخصيص يوم عالمي للشعر في نهاية الرسالة.
أطلق على هذه المبادرة صفة (المبادرة الفلسطينية، 15/5/1997). أرسلتْ (اليونسكو) – الفكرة – أو المبادرة الفلسطينية إلى (30 منظمة ثقافية في العالم) أو أكثر، وتمت مساندة (المبادرة) من قبل (اللجنة الوطنية المغربية) … بتاريخ (29/11/1998). وفي عام (1998، 1999) تواصلت الاستشارات، حتى أصدرت اليونسكو عام (1999) قرارها بالموافقة على فكرة (تأسيس يوم عالمي للشعر). وأعلنت أن يوم (21 مارس) من كل عام، هو يوم عالمي للشعر.
كتب كثيرون عن هذه المبادرة، ومن بينهم الشاعر والصحافي اللبناني (أحمد فرحات) بعنوان (تحية إلى شعراء العزلة الكبار) في (جريدة الاتحاد الإماراتية – بتاريخ 24/3/2016) ما ننقله حرفيا: (لا بُدّ من التنويه بما أعلنته منظمة اليونسكو في عام 1999، بتكريس يوم عالمي للشعر في 21 مارس من كل عام، بناء على اقتراح ثقافي عربي فلسطيني مسبق، أعقبه دعم ثقافي مغربي، قدمته (اللجنة الوطنية المغربية 1998)، لليونسكو – كان تقدم به في عام 1997، الشعراء العرب: (فدوى طوقان – محمود درويش – عز الدين المناصرة) إلى مدير اليونسكو وقتها، الإسباني فيدريكو مايور، الذي رحَّب بالفكرة، وسهَّل تنفيذها، انطلاقاً من كونه شاعراً في المقام الأول، ولكونه أيضاً ينتمي لعائلة برشلونية مُطعَّمة بجذور عربية أندلسية، تعود إلى القرن الثامن الميلادي). ويضيف أحمد فرحات في مقالته قوله: (ينبغي أن نذكر هنا بأن فكرة قيام يوم عالمي للشعر، نبعت أساساً من رأس الشاعر عز الدين المناصرة، باعتراف الشاعر محمود درويش، الذي تبناها من فوره مع الشاعرة فدوى طوقان – وذلك كما أسرَّ لي الشاعر درويش نفسه في باريس، عام 2004). ويختتم فرحات مقالته بالقول: (في كل الأحوال … من المهم جدّا أن نسجّل للعرب، هذه الفكرة الريادية في المحافل الثقافية الدولية، ولا سيما الشعرية منها). 
(5) - عز الدين المناصرة - الشاعر الأهم بين الفلسطينيين
 بقلم عادل سمارة  الخميس ٢٣ أيار (مايو) ٢٠١٩

كلام موجز وحميم إلى العزيز عز الدين المناصرة تعقيبا على ما نشره الصديق عادل سالم في ديوان العرب
حديث ممتلىء وموثق، أعادني إلى سؤال طالما فكرت فيه وسمعته من كثيرين وهو: حبذا لو قيل هذا من العزيز الشاعر الأفضل عز الدين المناصرة ومن آخرين في المقاومة سواء فيما يخص هذا التنظيم أو ذاك، ومع ذلك فإن تأخير الحديث لا يقلل من أهميته.
أمّا وأن هذا الشاعر المميز ظل خارجا عن التدجين، فأهنئه بالسلامة لأن من وقف خارج التيار السائد والقابض، لم يكن في أمان، ولا أعتقد أنه في أمان حتى الآن، رغم انهيار البناء القمعي للمغفور لها م.ت.ف.
وبعيداً عن تقديري العالي لشاعرية عز الدين المناصرة منذ البدابات حيث كنت قرأت له «باجس أبو عظوان يزرع اشجار العنب» على ما اذكر عام 1975. كان ذلك عن مقاتل غواري في جبال الخليل، وحتى قصائده المغناة وآخر ما أتحف به مكتبة الرفض الشعري الفلسطينية، فإنني أرى المناصرة هو الشاعر الأهم بين الفلسطينيين فهو الأكثر التزاما وطنيا حيث حافظ على شرف الشعر بشرف الموقف. أما وقد كلفه ذلك تمييزاَ ضده، فذلك يؤكد أن ما كان ليس سوى حركة مقاومة وليست ثورة، ولا تزال حركة مقاومة فقط. لقد خدم المناصرة الوطن في الكثير كمقاتل وشاعر وثابت على الثوابت. أما في هذا اللقاء فقد أدهشني ما قاله:
لنتذكر أن هذا حدث في نفس عام اغتيال ناجي العلي. لعل هذا مثابة تأكيد بان ما وصل المرء إليه بالتحليل تأتي الوثائق لتدعمه. وأعتقد أن هذا أخطر من القبول بصفقة القرن.
ربما لا يعرف الشاعر عز الدين المناصرة بأنه وقد حورب، فإن الراحل أحمد حسين قد حورب أكثر، ولذا لم ينتبه مناصرة إلى أهم شعراء الأرض المحتلة وهو المفكر والفيلسوف ايضا.
أما عن 25 شاعر مرتزق، فحبذا لو نشر الأسماء حتى في حينه، لكان أسدى للشعر على الأقل خدمة جُلّى، ذلك لأن كشف هؤلاء مثابة تنظيف الحقل الشعري بما قد نسميه 
- بالمناسبة، فإن (إلتر تركمان) الذي كان المدير العام للأنروا في جنيف، هو أساساً جنرال متقاعد من حلف شمال الأطلسي، وقد عرفته حينما عملت مستشارا اقتصاديا للأنروا عام 1994 حيث قابلني هو وسكرتيرته الباكستانية نُزهة حسن، وأخبرته بأنني شيوعي وأرياه أطروحتى للدكتوراة وعنوانها
Industrialization in the West Bank: A Marxist Socio-Economic Analysis.
ومع ذلك اصر على اختياري للمنصب. ربما راهن بأنني سوف اسقط، وحيث لم يحصل فقد تم تذويب منصبي لأنني رفضت المشاركة في محادثات بروتوكول باريس الاقتصادي المفعم بالتطبيع.
وفيما يخص تسمية «شعر المقاومة في الأرض المحتلة» أذكر ان هذا كان عنوان كتاب للشهيد غسان كنفاني عام 1965. وبالصدفة استمعت إلى مراجعة له بالمذياع في اكتوبر 1965 من صوت العرب حيث كنت أقطف الزيتون.
بقي أن أذكر العزيز عز الدين بأن إيلان هليفي هو الذي أنقذني من الاغتيال جرَّاء موقفي ضد اغتبال الرفيق ناجي العلي في لندن. ولهذا حديث ذات يوم.
مع تحياتي ومحبتي
عادل سمارة 
مشاركة منتدى
17 حزيران (يونيو), 04:31, بقلم عايد العلي - لبنان
دواوين عزالدين المناصرة ( 11ديوانا شعرية) صدرت في الخارج في عشر طبعات - لكن للأسف لم تصدر أعماله الشعرية ( الديوان الكامل ) في مسقط رأسه فلسطين حتى اليوم 2019:
1. يا عنب الخليل 1968
2. مذكرات البحر الميت
3. قاع العالم
4. قمر جرش كان حزينا
5. بالأخضر كفناه
6. جفرا أمي
7. كنعانياذا
8. مطر حامض
9. حيزية- عاشقة من رذاذ الواحات
10. لا أثق بطائر الوقواق
11. البنات البنات البنات – 2009
12. توقيعات عز الدين المناصرة

  ويذكر أن ملايين العرب يحفظون بعض قصائده المغناه مثل :( جفرا أمي + بالأخضر كفناه) يغنيها منذ 1976 وحتى اليوم مارسيل خليفة
  يا عنب الخليل+عتم الليل يغنيها منذ 1984 المطرب المقدسي مصطفى الكرد.
  وكان الصيف موعدنا - يغنيها منذ أول الثمانينات المطربان البحرينيان الجميري - وخالد الشيخ.
  جفرا أمي تغنيها التونسية امال المثلوثي منذ 2008
(6) - الدكتور محمد جمال صقر: التوقيعة الشعريَّة عند الشاعر المناصرة  

الدكتور محمد جمال صقر(جامعة القاهرة) March 13, 2019
التوقيعة اسم مرة ،التوقيع الذي هو إيقاع شيء على شيء من أشياء دون شيء، وهذا من عجائب العربية؛ فعلى رغم دلالة صيغة التفعيل على تكثير الفعل، تدل على المراوحة بين الفعل وعدم الفعل، فكأن التكثير قد شمل مع الفعل عدم الفعل؛ فإذا هما كلاهما كأنهما فعلان، لا فعل وعدم فعل! من ذلك توقيع المطر أي إصابته بعض الأرض دون بعض، ومنه توقيع الدَّبَر (الحفاء) أي إصابته بعض الجلد دون بعض؛ فأما هذا فمنه أُخذ توقيع الكتاب أي إجابته بعبارة بليغة نافذة، تضاف إليه من آخره بلون غير لونه، وأما ذاك فمنه أخذ تنسيق الأصوات الموسيقية، أي المراوحة بين إطلاقها وحبسها.
ولـعل الـدكـتـور أحـمـد بـسـام ساعي حين سمى الشعر الحر شعر التوقيع، بكتابه حركـة الشعر الــحـديـث فـي سـوريـة مـن خلال أعلامه”، الـمـنـشـور أول مرة عـام 1398 … 1978، بدار المأمون الدمشقية- إنما نظر إلى معنى تنسيق الأصوات الموسيقية، من حيث يستبيح الشاعر فيه لنفسه أن يستحدث ما شاء من الأوضاع الصوتية العَروضية وغير العَروضية. ولكن الدكتور عز الدين المناصرة الشاعر الفلسطيني الكبير، المتخرج عام 1968 في كلية دار العلوم من جامعة القاهرة، المشتغل بتوقيع الشعر منذ 1964 إلى 2013، إنما نظر إلى معنى إجابة الكتاب بالعبارة البليغة النافذة المضافة بلون غير لونه، ولعله الذي نبه الدكتور أحمد بسام ساعي نفسه، إلى تسمية الشعر الحر شعر التوقيع!
- لقد ألقى الدكتور عز الدين المناصرة عام 1965 ( الجمعية الأدبية المصرية) -وكان أحد أعضائها- نصًّا سماه “توقيعات”، بعشر توقيعات مُرَقَّمة غير مُعَنْوَنة- ثم عام 1968 نشره بكتابه الشعري “يا عنب الخليل”، فإذا فيه نص ثانٍ سماه “توقيعات مرئية”، بتوقيعتين اثنتين مرقمتين ومعنونتين. ثم عام 1969 ضمَّن كتابه الشعري “الخروج من البحر الميت”، نصا ثالثا سماه كذلك “توقيعات”، بعشرين توقيعة مرقمة غير معنونة -وكتابه النثري “مذكرات البحر الميت: قصائد نثرية رعوية”، نصا رابعا سماه “لا تغازلوا الأشجار حتى نعود: توقيعات”، بتسع عشرة توقيعة مرقمة ومعنونة. ثم عام 1974 ضمَّن كتابه الشعري “قمر جرش كان حزينا”، نصين خامسًا سماه “توقيعات مجروحة إلى السيدة ميجنا”، بأربع عشرة توقيعة مرقمة غير معنونة- وسادسًا سماه “توقيعات في حفل التدشين”، بخمس توقيعات مرقمة غير معنونة. ثم عام 2000 ضمَّن كتابه الشعري “لا أثق بطائر الوقواق”، نصا سابعا سماه كذلك “توقيعات”، بعشرين توقيعة مرقمة ومعنونة. ثم عام 2013 اختار من ذلك كله كتابه “توقيعات عز الدين المناصرة: إبيجرامات شعرية مختارة”.
لقد شمل بكل نص من تلك النصوص السبعة، تسعين نُصَيْصًا مُرَقَّمًا، أي منصوصًا على تميزه من داخل نصه، بل عَنْوَنَ من هذه التسعين واحدًا وأربعين، مبالغة في تمييز بعضها من بعض، ثم لما دعته فاتن أنور منصور  إلى تسميتها غير ما سمَّاها، قال مما نشرته بعنوان “عز الدين المناصرة… رائد شعر التوقيعات (شعر هايكو عربي) 1964″، بصحيفة رأي اليوم اللندنية، في 26/12/2017:
–  “البداية كانت مع بداية نشوء منظمة التحرير الفلسطينية في القدس 1964. عام 1964 كان انطلاق الشعر الحقيقي لي ولمحمود درويش، ولغيرنا من شعراء فلسطين. إنّ الذي أثر فعليا في كتابتي للتوقيعات، هي التوقيعات العباسية النثرية، وقصيدة البيت الواحد، والمقطعات الشعرية الجاهلية، والهايكو الياباني المترجم والإبيجرام، والسونيتات الإنجليزية… هذه كلها دفعتني لكتابة التوقيعات.
–  هل التّوقيعة هي الهايكو العربي؟
–  نعم؛ سمّيتها أولا هايكو، ثم عدت وأسميتها توقيعة، لأن فن الهايكو الياباني هو أحد مصادري الشعرية الهايكو فرع من فروع التوقيعة الشعرية.
–   نحن نسميها هايكو أستاذ وهناك نادي الهايكو العربي!
–   لماذا لا تسمّونه توقيعة، توقيعات؟ وهو فن نثري ظهر بالعصر العباسي يقوم على الاختصار والتكثيف. أنا لست ضد إدخال كلمة هايكو أبدا؛ إنما أخشى على اللغة من التبريد ومحو الهوية وتقليد غيرنا. أنا مع الشّعر العربي. ليس كل شعر موزون شعرا، وهنا أشير كمثال الى ألفية ابن مالك (اللاشعر).
–        إذن التوقيعات كانت في سنة 1964؟
–        نعم؛ وقد ألقيتُ تلك القصائد في القاهرة منذ عام 1964 حتى فبراير 1970. كنت عضوا في الجمعية الأدبية المصرية، والتي كان الدكتور عزالدين اسماعيل رئيسا لها. وبعيدا عن ذلك هي منشورة في مجلدي الأعمال الشّعرية في طبعاتها العشر”. ومؤخراً تذكر أحد النقاد العراقيين بأنني ألقيت (قصيدة توقيعات) عام 1971 في مهرجان المربد الشعري في البصرة، لفت اليه الانظار.
ثم تداول المشتغلون بظاهرة النص القصير قوله في تعريف التوقيعة -وقد أوردته فاتن أنور منصور في حوارها السابق نفسه-: “قصيدة قصيرة جدا، من نوع جنس الحافة، تتناسب مع الاقتصاد والسرعة، وتتميز بالإيجاز والتركيز وكثافة التوتُّر. عَصَبُها المفارقة الساخرة، والإيحاء، والانزياح، والترميز. ولها ختامٌ مفتوح قاطع أو حاسم، مدهش، أي إنَّ لها قفلة تشبه النَّقْفَة المتقنة، ملائمة للحالة. تحكُمُها الوحدة العضوية؛ فهي متمركزة حول ذاتها، مستقلة. أو تكون مجتزأة يمكن اقتطاعها من بناء القصيدة الطويلة. وهي في شفافيتها وسرعتها تشبه ومضة البرق، لكنها ليست مائعة الحدود كالومضة. وتستخدم التوقيعة أحيانًا أساليب السرد. وكلُّ توقيعة هي قصيدة قصيرة جدا، لكن ليست كلُّ قصيدة قصيرة توقيعة”.
لكأني بالدكتور عز الدين المناصرة الشاعر الناقد، يقول –وإن لم يقل-: ألست الذي استحدث لكم هذه التوقيعات؛ أولستم منذئذ تحطبون في حبلي وتنهجون نهجي صغارا وكبارا منكرين وعارفين؛ أفلست الأولى إذن بتعريف التوقيعة وتحديد حدودها؛ ألا قد فعلت؛ فاللهم اشهد!
للدكتور عز الدين المناصرة (تسعون توقيعة) في سبعة نصوص:
–    أما نصه الأول “توقيعات” -وفيه عشر توقيعات- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، إلا توقيعته الأخيرة التي كانت من النثر، بخمس وخمسين كلمة، على ستة وثمانين سطرا.
–  وأما نصه الثاني “توقيعات مرئية” –وفيه توقيعتان اثنتان- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، بثلاث وأربعين ومئة كلمة، على اثنين وثلاثين سطرا.
–   وأما نصه الثالث “توقيعات” –وفيه عشرون توقيعة- فقد كان من الشعر الحر، متعدّد الأوزان والقوافي، بست وأربعين وأربعمئة كلمة، على ثمانية ومئة سطر.
–  وأما نصه الرابع “لا تغازلوا الأشجار حتى نعود (توقيعات)” –وفيه تسع عشرة توقيعة- فقد كان من النثر، بأربع وثلاثمئة كلمة، على خمسة وتسعين ومئة سطر.
–   وأما نصه الخامس “توقيعات مجروحة إلى السيدة ميجنا” –وفيه أربع عشرة توقيعة- فقد كان من الشعر الحر، متعدّد الأوزان والقوافي، بسبع وعشرين وأربعمئة كلمة، على اثنين وتسعين سطرا.
–   وأما نصه السادس “توقيعات في حفل التدشين” –وفيه خمس توقيعات- فقد كان من الشعر الحر، متعدّد الأوزان والقوافي، باثنتين وأربعين ومئة كلمة، على واحد وثلاثين سطرا.
–  وأما نصه السابع “توقيعات” –وفيه عشرون توقيعة- فقد كان من الشعر الحر، رمَليّ الوزن متعدّد القوافي، بأربع وسبعين وخمسمئة كلمة، على أربعة وثلاثين ومئة سطر.
تتخرج أوزان التوقيعات الشعرية –وهي إحدى وسبعون من التسعين، بنسبة 78.88%- بأبحر المتدارك والرمل اللذين انفرد أولهما بنصين اثنين وآخرهما بنص واحد، واشتركا هما والوافر والمتقارب والرجز في أربعة النصوص الباقية- كل ذلك بأربع وأربعين وثلاثة آلاف كلمة، متوسط ما في التوقيعة الواحدة منها 33.82، على ثمانية وسبعين وستمئة سطر، متوسط ما وزعت عليه التوقيعة الواحدة منها 7.53.
أقصر تلك التوقيعات كلهن هاتان التوقيعتان (الثانية والسادسة عشرة من نصه الثالث “توقيعات”):
– “أَنْتَ أَمِيرْ
            أَنَا أَمِيرْ
           فَمَنْ تُرَى يَقُودُ هَذَا الْفَيْلَقَ الْكَبِيرْ”.
–  (2)   “رَحَلَ الْأَحْبَابُ بَقِيتُ هُنَا وَحْدِي
          صِرْتُ يَتِيمًا كَالنَّخْلَةِ فِي الصَّحْرَاءْ”.
          وأطولهن هذه التوقيعة (الثامنة من نصه الرابع “لا تغازلوا الأشجار حتى نعود (توقيعات)”:
– (3)    “لَا تُغَازِلِ الْأَشْجَارَ حَتَّى أَعُودَ
          أَصْفَرَ أَصْفَرَ كَالْغَيْرَةِ وَالْفِرَاقِ
         هَكَذَا كَانَ وَجْهُهُ الْإِجَّاصِيُّ وَقْتَ الْمَسَاءِ
أَشْقَرَ أَشْقَرَ أَشْقَرَ كَتُنْبَاكٍ عَجَمِيٍّ
كَزَبِيبِ الْخَلِيلِ
يَا مَجْنُونَةَ الْقَلْبِ وَالشَّرَايِينِ
لَا تُغَازِلْ سَمَاءَ الْجَلِيدِ
لَا تُغَازِلْ أَشْجَارًا مُثْمِرَةً مَسْمُومَةً
لَا تُغَازِلْ أَفْعَى الْمَاءِ الشَّقْرَاءَ
لَا تَجْدِلْ لَهَا ضَفِيرَةً مِنْ عَسَالِيجِ الْعِنَبِ
لَا بَأْسَ إِذَا غَازَلْتَ شَجَرَةَ الْحُمَّى
لَا بَأْسَ أَنْ تَشْرَبَ كَأْسَكَ حَتَّى النَّزْفِ
آخِرَ اللَّيْلِ سَتَقُولُ لِي
بَعْدَ الْمَطَرِ تَأْتِي الْعَصَافِيرُ يَا رَفِيقُ
مُبَلَّلَةَ الرِّيشِ لَيْسَ لَكَ سِوَى ارْتِعَاشِهَا
لَهُمُ الْبَحْرُ وَحِيتَانُ الْبَحْرِ
لَكَ زَبَدُ الْبَحْرِ الْأَبْيَضُ يَا هَذَا
لَهُمُ الثَّرَوَاتُ الْفِضِّيَّةُ
وَالْفِيلَّاتُ الْغَامِضَةُ السِّحْرِيَّةُ
لَكَ مُتْعَةُ الْخَدِيعَةِ وَالْفُرْجَةُ يَا هَذَا
لَكَ قَبْرٌ فِي الْمَنْفَى تَحْتَ الشَّجَرَةِ يَا هَذَا
حَقًّا إِنَّهُ زَمَنٌ أَسْوَدُ
يَا بِرْتُولْدْ بِرِشْتْ”.
وأوسطهن هذه التوقيعة (السادسة من نصه الخامس “توقيعات مجروحة إلى السيدة ميجنا”):
–  “أَزْرَعُ نَخْلًا فِي السَّاحَاتْ
يَا مِيجَنَا وْيَا مِيجَنَا دُومِي
أَتَمَنَّى أَنْ تَلْدَغَنِي أَفْعَى الْمَرْجَانْ
تَرْقُدَ تَحْتَ الْعُشْبِ الْأَصْفَرِ
تُنْهِيَ أَشْجَانِي وَهُمُومِي
حَتَّى لَا أَسْمَعَ عَنْكِ أَسِيرَةَ سِجْنِ الرُّومِي
أَوْ خَادِمَةً فِي قَصْرٍ أَوْ خَانْ”.
(كلية دار العلوم ،جامعة القاهرة) 

جمعية محترف راشيا تستقبل طلاب "جامعة رفيق الحريري" في قلعة الإستقلال راشيا من ضمن مشروع بلدتي ثقافتي

إستقبل رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" شوقي دلال اليوم طلاب وطالبات "جامعة رفيق الحريري" في راشيا الوادي ويأتي هذا اللقاء من خلال التعاون القائم بين الجمعية والجامعة في المشروع الذي اطلقته الجمعية بعنوان "بلدتي ثقافتي" وبحضور رئيس بلدية راشيا الاستاذ بسام دلال 

رئيس الجمعية شوقي دلال قال في المناسبة: تشرفت اليوم بهذه الزيارة الكريمة والمثمرة من  طلاب "جامعة رفيق الحريري" قسم الغرافيك ديزاين وفي قلعة إستقلال لبنان راشيا وما ترمز من أبعاد وطنية حيث أردناها جولة مع الطلاب على معالم راشيا الوادي التراثية ومنتجاتها الحرفية والغذائية من صناعة الصوبيات والفضة ودبس العنب والعسل إضافة الى سوقها التراثي وبيوت القرميد والمعالم الدينية وتأتي هذه الزيارة من ضمن مشروع "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" بعنوان "بلدتي ثقافتي" والذي يطال جميع القرى والبلدات اللبنانية بحيث سيقوم طلاب جامعة رفيق الحريري بتصميم موقع للمشروع مع كافة مطبوعاته وستكون المحطة الأولى فيه راشيا الوادي وهو عمل وطني كبير نعد بأن يكون المدخل لتسليط الضؤ من خلاله على كافة الجوانب الإبداعية والثقافية والإجتماعية لكل بلدة يطالها المشروع ونحن اليوم نؤكد على أهمية هذا المشروع الثقافي الهادف"..

من جهته رئيس بلدية راشيا المهندس بسام دلال أجرى  شرح مفصل للطلاب عن راشيا وإنجازات البلدية خاصة ما تم تحقيقه مؤخراً بإقرار مجلس الوزراء اللبناني مشروع إنشاء ثاني أكبر محمية طبيعية في لبنان بعد محمية أرز الشوف وسوف تُنفّذ في جبال راشيا الوادي وقد بدأنا الإستعدادات لإطلاقها  إضافة ما تعمل عليه البلدية من تأمين الكهرباء والمياه لكل منزل على مدار اليوم والمحافظة على تراث راشيا وتنشيط السياحة إليها "...

 وتخلل اليوم لقاء للطلاب مع العديد من الحرفيين والفنانيين واهالي راشيا من ضمن خطة مشروع "بلدتي ثقافتي".

في الصورة: شوقي دلال ورئيس بلدية راشيا بسام دلال والطلاب المشاركين في قلعة راشيا

سيمفونية “شهرزاد”، أحد أعذب المؤلفات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية

اختيار وإعداد عادل محمد ـ
20 سبتمبر 2019

ريمسكي كورساكوف عبقرية تبحث عن النغم في أساطير الشرق

هذا هو مؤلف سيمفونية “شهرزاد”، أحد أعذب المؤلفات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. والواقع ان إنجاز هذا الروسي عمل مستوحى من أغلى كنوز التراث الأدبي الشرقي “ألف ليلية وليلة”، لم يكن مجرد افتتان بسحر الشرق، وإنما كان ايضا قرارا “آيدلوجيا” متعمدا سنأتي إليه خلال التعريف بهذا المؤلف والمنظّر الموسيقي الذي أوتي موهبة فذة في التوزيع والهارموني بشكل خاص. ولد نيكولاي ريمسكي ـ كورساكوف في 18 مارس (آذار) 1844 لأسرة ارستقراطية في تيخفين، الى الشرق من سنت بيترسبرغ. ومنذ طفولته أبدى موهبة موسيقية واضحة بتعلمه العزف على البيانو. وكانت رغبته في صباه اتباع هذا الخط واحتراف التأليف الموسيقي. لكن أسرته كانت ترى في احترافه هذا الفن تقليلا لمكانتها الاجتماعية. وتحت ضغط أبويه التحق بكلية الرياضيات والملاحة في سنت بيترسبرغ ومنها الى الأسطول الامبراطوري الروسي.
كان ذلك فقط إرضاء لأبويه لأنه لم يتخل عن دراساته الموسيقية على البيانو، التي تلقاها على يد معلم يدعى يوليخ وجد فيه موهبة غير عادية.
وبعد حين عهد به الى من هو أعلم منه وهو تيودور كاني الذي عرّفه بتيارات موسيقية جديدة بما فيها مؤلفات ميخائيل غلينكا وروبرت شومان. على أن أخاه، الذي كان أيضا ضابطا بحريا ومسؤولا عن شؤونه المالية أوقف دروسه الموسيقية.
لكن هذا لم يمنع كاني من استضافة تلميذه في عطلة نهاية الأسبوع، ليس لدروس رسمية وإنما للعزف الثنائي والنقاش. ولما أيقن من حماسته للحوار وتعطشه للمعرفة قدّمه إلى المؤلف ميلي بالاكيريف في ما أثبت انه أهم منعطف موسيقي في حياته.

لم يكتف بالاكيريف بتعليم ريمسكي ـ كورساكوف وتشجيعه على التأليف الموسيقي، بل حثه بشدة على إثراء نفسه في مجالات أخرى. ويقول هذا التلميذ في معرض عرفانه: “سمعت منه للمرة الأولى في حياتي أن على الإنسان ألا ينقطع عن القراءة والتحصيل... أن يتولى تعليم نفسه بنفسه... أن يسعى لدراسة التاريخ والأدب السياسي والنقد وغيرها من مختلف تيارات المعرفة. ولكل ذلك فله مني الشكر والعرفان”.

جماعة «الخمسة»
عبر بالاكيريف، تعرّف ريمسكي ـ كورساكوف على ثلاثة موسيقيين هم الكسندر بورودين وموديست موسورسكي وسيزار كوي. وشكل هؤلاء الرجال الخمسة مجموعة “الحفنة الجبارة” التي عرفت خارج روسيا باسم “الخمسة”.
كان هدف هذه المجموعة من الموسيقيين ـ المنظرين، الذين تزعمهم بالاكيريف، هو تأليف موسيقى “روسية” بدلا من تقليد الموسيقى الأوروبية والتقيد بتعاليم الكونسرفتوار الغربي. وهكذا صارت الجماعة على نحو ما جزءا مما يسمى “الحركة الرومانسية الوطنية الروسية”. التي سعت لإحياء التراث الروسي (الشرقي) في مواجهة التيارات الفكرية والفنية الغربية.
وتمثل أحد أكبر الأعمدة التي شيدت عليها جماعة “الخمسة” بنيانها الفكري في “انتماء روسيا للشرق”. وهكذا تبنت الثقافة الشرقية وتراثها الموسيقي من أجل “تمييز الموسيقى الروسية الأصيلة عن أعمال مؤلفين روس سقطوا في براثن الموسيقى الألمانية مثل أنتون روبنشتاين وتلميذه النجيب بيتر ايليتش تشايكوفسكي”، كما قال زعيم الجماعة بالاكيريف.

ولما ألّف ريمسكي ـ كورساكوف سيمفونيته الأولى اعتبرتها الجماعة “أول سيمفونية روسية”. وكتب اليه سيزار كوي قائلا: “هذه موسيقى روسية حتى النخاع ولا يمكن لمؤلفها إلا أن يكون روسيا. فلا رائحة فيها لأي أثر ألماني أو غربي راكد. لقد أنجزت السيمفونية الروسية الأولى”. وكان هذا التأكيد على أهمية الهوية الروسية هو الذي حدا بريمسكي ـ كورساكوف في العام 1888 لترجمة “ألف ليلة وليلة” الى رائعته “شهرزاد” التي تصبح بذلك نتاجا مباشرا لفلسفة جماعة “الخمسة”.

شهرزاد... السيمفونية
أكد ريمسكي ـ كورساكوف في اختياره للآلات الرئيسية لهذا العمل مكانته، التي طغت على سمعته كمؤلف، وهي انه أحد أمهر الموزعين في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. وعمل مثل “شهرزاد” لا يستطيع الوقوف على قدميه الا إذا كان متشربا روح الشرق. ولهذا اختار المؤلف لسرده الموسيقي هذا الكمان المنفرد بمتابعة الهارب (صوت شهرزاد) إضافة الى عائلة المزامير: زوج من الفلوت وزوج من البيكولو (الفلوت الصغير) وزوج من الأوبوا وآخر من الكلارينيت... وكل هذا للتأكيد على جغرافية المكان لأن هذه الآلات جميعها تصب في خانة الناي الشرقي.
ثم اختار الآلات النحاسية لتصوير غضب شهريار ولتكثيف الدراما التي تنسجها شهرزاد في حكاياتها الفنتازية التي أبقت على حياتها ألف ليلة وليلة قبل أن ينسى شهريار غضبه وقراره إعدام زوجته هذه في ختام سعيد لأروع القصص. ثم وضع الكمان والمزامير والنحاس في إطارها الطبيعي الكبير المتمثل في الأوركسترا الوترية.
والسيفونية تتألف من أربع حركات عرفت بأسمائها الأصلية. ويذكر أن ريمسكي ـ كورساكوف حاول عبثا في ما بعد إزالة هذه الأسماء طلبا للحكم على مؤلفه كعمل موسيقي قائم بذاته وليس ترجمة نغمية لقصة معروفة. والحركات الأربع هي:
الأولى: “البحر وسفينة سندباد”. تفتتحها الأبواق النحاسية تصويرا لغضب شهريار وهياجه وطلبه عنق شهرزاد. ثم يترك النحاس الساحة للكمان والهارب إيذانا ببدء شهرزاد مشوار خلاصها الطويل.
الثانية: “أمير القبيلة” التي تتبع فيها المزامير السلالم الموسيقية الشرقية لتصوير غموض الشرق وسحره.
الثالثة: “الأميرة الفتيّة والأمير الفتي”، وهي قصة الحب الرئيسية في السيمفونية ولذا تعين أن تكون أعذب الحركات الأربع بلحن شجي تغلب عليه الأوركسترا الوترية.

الرابعة: “احتفال بغداد. البحر. تحطم السفينة. الخاتمة”، إيقاع متسارع عبارة عن شد وجذب بين آلات النحاس من جهة والكمان المنفرد والهارب من الأخرى. النحاس في مطلع الحركة يصور نفاد صبر شهريار وطلبه معرفة نهاية القصة ويمضي لتصوير هياج البحر وتحطم السفينة. يعود الكمان المفرد و”يحكي” ويختتم السيمفونية النحاس مجددا ولكن في تناغم حنين مع الكمان فكأنه امتداد له... فندرك، نحن السامعين، مغزى هذا التناغم.

أعمال أخرى

بعد تقاعده من البحرية العام 1873 عين ريمسكي ـ كورساكوف مفتشا للفرق الموسيقية في الاسطول الامبراطوري وفي الوقت نفسه بروفيسيرا للتأليف التطبيقي والتوزيع الموسيقي في كونسرفتوار سنت بيترسبرغ (المسمي الآن باسمه). ومن 1886 إلى 1890 قاد أوركسترا المدينة السيمفونية وأكمل العمل في أوبرا “الأمير ايغور” التي بدأ تأليفها زميله في جماعة “الخمسة” الكسندر بورودين وحالت وفاته دون إتمامها.

توفى نيقولاي ريمسكي كورساكوف في 21 يونيو 1908 تاركا بعد موته تراثا موسيقيا ثريا، ومنه 15 أوبرا وبضعة مؤلفات سيمفونية وعشرات الأغنيات الرومانسية.

​المصادر: المواقع العربية، موسوعة ويكيپيديا واليوتيوب
----------

جائزة سيارة SAIPA في العشاء السنوي لنادي النصر الرياضي



نظم نادي النصر الرياضي حفلة العشاء السنوي للعام 2019 في THE MATE FACTORY ALEY، تقدم الحضور رئيس اللقاء الديمقراطي الاستاذ تيمور جنبلاط ممثلاً بالأستاذ طارق التيماني، ورئيس المصلحة الإدارية في وزارة الرياضة الاستاذ محمد عويدات، والشركات الراعية وشخصيات اجتماعية وسياسية تجاوزت الـ 400 شخصية من كافة المناطق اللبنانية. 
وألقيت بالمناسبة كلمات أشادت كلها بمناقبية العمل الرياضي والتأكيد على أهمية شعار هذا العام للنادي مُثُل وأخلاق وكيفية غرس هذه الشجرة بالأطفال لتُزهر وتنمو وتطور. واستمرت الحفلة بأجواء الفرح والسرور بين الحضور حتى وقت متأخر. وأجريت خلال الحفلة سحب تومبلا على عدد من الجوائز، وهذا وجرى سحب تومبولا سيارة TIBA من شركةSAIPA ، وقد فاز فيها صاحب الرقم ٣٧٨٤.
ومرة أخرى تُثبت عائلة النصر أنها قادرة على الإبداع من خلال تنوع النشاطات التي يقوم بها على مدار العام، وتثبت بأن من سار على الدرب وصل.
وفي اليوم التالي تمَّ تسليم أول من أمس رابح سيارة TIBA من شركةSAIPA MOTORS ، السيد غازي الزند ، بحضور رئيس نادي النصر الرياضي الأستاذ سلمان عبدالخالق وصاحب الشركة السيد بطرس فرام والشركات الراعية وإدارة نادي النصر بناءً للسحب الذي حصل بالعشاء السنوي وكان الرقم 3784 صاحب الحظ،، وتم التسليم من محطة توتال عاليه، وكانت مناسبة لطيفة وجامعة وتم المباركة للرابح، وعلى أمل اللقاء بالنشاطات الدائمة والناجحة.

درع إمتياز ثقافي أسترالي لشوقي دلال رئيس "جمعية محترف راشيا" لبنان

منحت "جمعية إنماء الشعر والتراث" في استراليا عبر رئيستها سفيرة السلام في هيئة الأمم المتحدة الدكتورة بهية ابو حمد اليوم درع الإمتياز الثقافي في استراليا لرئيس "جمعية محترف راشيا" لبنان الفنان شوقي دلال خلال لقاء في راشيا الوادي ضم ابو حمد ووفد من الشخصيات الثقافية. 

السفيرة الدكتورة بهية أبو حمد قالت في المناسبة "شوقي دلال إسم نعتز به في بلاد الإغتراب وخاصة في استراليا واميركا لأنه عمل ومنذ أكثر من ثلاثين عام على إبراز ثقافة وتراث أهله في راشيا ومن ثم لبنان والعالم وقد رفع إسم لبنان في كافة المحافل الدولية التي وصلها ناقلاً التراث والثقافة والحرف والفنون اللبنانية وقد أعطتنا أعماله ونشاطاته نحن المغتربين الفرح والبسمة عندما نراها وخاصة لوحاته في الرسم عن لبنان بحيث نرى جمال وطننا الطبيعي التراثي في الفن المعماري فراح يرسم لنا روح لبنان التي فَيَّقَت فينا الحنين وشعرنا مع هذه اللوحات أننا في ضياعنا اللبنانية ومع أهلنا نتشارك معهم في اللوحة شرب القهوة على سطح الدار تحت ظلال العريشة تلفحنا نسمات وديان لبنان ورائحة الأرض والفلاحين وننتشي بزقزقات عصافير لبنان التي لا تُشبه أصواتها أي طيور في العالم فيأتي شوقي دلال بريشته ليُفَيّق فينا الذاكرة الجميلة ونحن في الغربة فيدفعنا للعودة إلى أحضان أرزه وجباله وسهوله"... وأضافت أبو حمد "شوقي دلال هذا المسكون في جمال لبنان رفع إسمه عالياً لهذا أتينا اليوم خصيصاً من استراليا الى بلدة إستقلال لبنان راشيا الوادي لنقدم له درع الإمتياز بإسم الثقافة التي نُمثل في استراليا عربون وفاء مع تمنياتنا أن يبقى بهذه الهمّة والنشاط والتألق"...

من جهته توجه شوقي دلال بكلمة في المناسبة قائلاً "يقول جبران خليل جبران :أبناء لبناني يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم، وها هو جبران يتكلم عن نموذج حيّ معنا اليوم المرأة اللبنانية التي أعطت للبنان صورة جبران الدكتورة بهية ابو حمد التي إعتزّ بها لبنان والثقافة في استراليا حيث إختارتها الأمم المتحدة سفيرة السلام والثقافة وكم أشعر بفخر ومسؤولية اليوم بمنحي درع أهم هيئة ثقافية في استراليا حيث يزيدني إندفاع في العمل لتقديم وجه لبنان الجميل وهو عمل أتشارك به مع كافة المثقفين في لبنان الذين يصنعون تاريخ لبنان بحبر القلب"...

وفي الختام قدمت أبو حمد لدلال الدرع التكريمي ثم جولة على المعالم التراثية والتاريخية لقلعة راشيا الوادي والسوق التراثي ومنازل القرميد كما تم تعريف ابو حمد والوفد المرافق على منتجات راشيا التي تتميز بها من دبس العنب وعسل جبل الشيخ .

من حليب الحمير.. إلى بول البعير

​فوائد زيت بول الإبل للعناية بالشعر!؟

اختيار وإعداد عادل محمد
18 سبتمبر 2019

​تطرقنا في السابق إلى موضوع فوائد حليب الحمير واليوم نتحدث عن فوائد بول البعير

المعلومات التالية شهادة على المثل: العرب ما خلوا شيء!

بول الإبل أثبت جدارته في علاج العديد من الأمراض المزمنة التي يتعرض لها جسم الإنسان، ومن فوائد بول الإبل الصحية ما يأتي: لبول الإبل القدرة الفعالة على علاج الأورام السرطانية ومنع انتشارها في الجسم مثل سرطان المخ وسرطان الرئة والدم وسرطان القولون. يدخل بول الإبل في علاج العديد من الأمراض الجلدية المزمنة مثل: مرض البهاق، ومرض الأكزيما ومرض الصدفية. يساعد بول الإبل في علاج الحروق والالتهابات الجلدية والتقرحات. تم استخدام بول الإبل في علاج مشكلة الصلع ومنع تساقطه وذلك عن طريق قدرته على تقوية بصيلات الشعر وزيادة معدل نموه. يعالج بول الإبل مشاكل الجهاز الهضمي التي يصعب علاجها وأبرزها تضخم الطحال وتورم الكبد والتهابهما، ومشاكل القولون الصحية. يساعد بول الإبل على علاج المشاكل المتعلقة بالصحة الجنسية مثل مشكلة العقم وذلك عن طريق زيادة معدل الخصوبة عند المرأة والرجل، وزيادة الرغبة الجنسية والقدرة الجنسية أثناء العلاقة الزوجية. يستخدم بول الإبل كغسول للعين لمعالجة مشاكل التهاب العين. يساعد بول الإبل في التخلص من حالات الحمى الخطرة. يساعد في القضاء على مشكلة البواسير. يعالج بول الإبل مرض اليرقان. يساعد على حماية الأسنان واللثة من الإصابة بالأمراض. كما أثبتت الدراسات أن بول البعير يعالج الشخير والبواسير!. 

ما فوائد بول البعير 

انقسمت الآراء حول التداوي ببول البعير إلى قسم مؤيد مرجعيته الأدلة من الطب النبوي على ثبوت فوائده، وقسم معارض متخوّف من الآثار السلبية التي قد تنجم عن تناول بول البعير، ونعرض في هذا المقال الرأيين المختلفين.

يُوصف العلاج بالبول بأنّه أحد أشكال التداوي بالطب البديل أو الشعبيّ، ويعود تاريخ استخدام البول في العلاج إلى مئات السنين قبل الميلاد، ولا يزال إلى عصرنا هذا يُستخدم في العديد من الدول لعلاج بعض الأمراض المختلفة، وتعتمد طريقة العلاج بالبول على استخدام بول أحد أنواع الحيوانات كالأبقار، أو الأحصنة، أو الفيلة، أو البعير، وغيرها من أنواع الحيوانات الأخرى، أو يتمّ استخدام بول الشخص المريض نفسه في بعض الحالات، ومن الأمراض التي جرب الناس علاجها باستخدام البول؛ الأورام البطنيّة، ومرض السل، ومرض الجذام، والبواسير، وانتفاخ البطن، وفقر الدم، واشتهر عند العرب استخدام بول البعير في علاج بعض الأمراض أيضاً، ولا تقتصر طريقة العلاج بالبول على بعض البلدان المشهورة باستخدام الطب البديل مثل الصين والهند، بل تمّ استخدام هذه الطريقة في بعض البلدان المتقدّمة مثل المملكة المتحدة، وأمريكا، وبعض الدول الأوروبيّة الأخرى لعلاج بعض الأمراض، على الرغم من عدم وجود أدّلة علميّة كافية لتأكيد بعض الفوائد من استخدام هذه الطريقة في العلاج.

مخاطر استخدام بول البعير

مثل أيّ من منتجات الحيوانات الأخرى يجب اتخاذ إجراءات السلامة العامّة عند استخدام أحد منتجات البعير مثل لحومها، أو حليبها، أو بولها، ولكن يجدر الحرص على اتّباع المزيد من إجراءات الصحة والسلامة العامّة عند التعامل مع حيوانات البعير حيثُ يُعتقَد بوجود علاقة بين انتشار فيروس كورونا الشرق الأوسط وبين حيوانات البعير، لذلك يُنصح بعدم إجراء اتصال مباشر مع البعير والحرص على طبخ لحومها بشكلٍ جيد قبل الأكل، واستخدام الحليب أو البول المعقّم فقط، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة أحد المراكز الصحيّة في حال ظهور أحد الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا على الشخص بعد اتصاله بشكل مباشر مع حيوانات البعير أو تناوله لأحد منتجاتها، لما قد يدلّ على إصابته بعدوى بفيروس كورونا الشرق الأوسط.

فوائد بول البعير

تمّ مؤخراً إجراء العديد من الدراسات العلميّة على بول البعير للكشف عن فوائده العلاجيّة، وتجدر الإشارة إلى إثبات بعض هذه الدراسات لبعض فوائد بول البعير العلاجيّة وفي ما يلي بيان لبعض فوائد بول البعير التي تمّت دراستها: علاج بعض أمراض السرطان: أظهرت مجموعة من الدراسات المختلفة فوائد بول البعير في علاج بعض أنواع مرض السرطان بعد ازدياد اهتمام العلماء بآليّة قضاء بول البعير على بعض الأورام السرطانيّة، وذلك بعد استخدامه في العلاج من قِبَل بعض الأشخاص المصابين بالسرطان، وبعد القيام بعدد من الدراسات المختلفة تبيّن للعلماء أنّ لبول البعير خصائص سامّة على الخلايا السرطانيّة، بالإضافة لبعض الخواص الوقائيّة، ممّا يؤكد على إمكانيّة استخدام بول البعير في علاج بعض أنواع السرطان في المستقبل.

 علاج بعض أمراض الكبد

ورد عن العرب قديماً استخدام بول البعير في علاج بعض أمراض الكبد الالتهابيّة وبعض المشاكل الصحيّة الأخرى المتعلّقة بالكبد، كما أثبتت أحد الدراسات فوائد بول البعير المضادّة للفيروسات ممّا يساعد على علاج بعض أمراض التهاب الكبد الناتجة عن الإصابة بأحد أنواع الفيروسات، كما أثبتت الدراسات فوائد استخدام بول البعير في علاج الاستتسقاء البطنيّ   الناجم عن وجود أحد المشاكل الصحيّة في الكبد.

 علاج القرحة الهضمية

في دراسة تمّ القيام بها للكشف عن فوائد استخدام بول البعير في علاج التقرحات الهضميّة، كشفت نتائج الدراسة عن شفاء القرحة الهضميّة لدى مجموعة من فئران التجارب بنسبة 84% تقريباً، ويعتقد العلماء أنّ تأثير بول البعير في علاج القرحة الهضميّة يعود إلى احتوائه على بعض المواد المضادة للأكسدة، وإلى خواصه التي تؤمّن الحماية الخلويّة.

 علاج بعض أمراض القلب

لبول البعير بعض الفوائد في علاج بعض أمراض القلب والوقاية منها، بسبب وجود بعض الدراسات التي تؤكد فوائد بول البعير في الوقاية من الجلطات الدمويّة، والوقاية من الضرر الحاصل على أنسجة القلب والأوعية الدمويّة من المواد المؤكسدة، كما لبول البعير بعض الخواص الحالّة للخثرات الدمويّة، ممّا يساعد على منع تقدّم بعض أمراض القلب والوقاية منها، كما أظهرت إحدى الدراسات أنّ فاعليّة بول البعير في منع تجمّع الصفيحات الدمويّة قد تصل إلى فاعليّة بعض الأدوية المستخدمة حاليّاً في الوقاية من تخثّر الدم.

 تاريخ العلاج ببول البعير

يعود استخدام العرب لبول البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة إلى مئات السنين، وقد ثبت عن العرب قديماً استخدام بول البعير في علاج بعض أنواع العدوى البكتيريّة والفطريّة، وبعض مشاكل الكبد، والجروح، والحروق، بالإضافة لاستخدامه للمرأة الحامل، وللتخلّص سمّ لدغة الأفعى، وللتخلّص من الشعور بالجوع والعطش، وألم المعدة والأسنان، كما كانت تستخدمه بعض النساء في علاج مشاكل شعر الرأس، وبعد ظهور الإسلام لم يتمّ إنكار استخدام بول البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة، كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم حديث يدلّ على جواز استخدام بول وحليب البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة.

أكدت الخبيرة السعودية "خولة الكريع" أن "بول الإبل" أو "لبن الإبل" لا يعالجان مرض السرطان، مشيرة إلى عدم وجود إثبات علمي على تلك الادعاءات.

وأوضحت خلال حديثها لبرنامج "في الصورة" على قناة "روتانا خليجية"، أن مرض السرطان ليس مرضا واحدا، وليس هناك شيء واحد يمكن تعاطيه لعلاج كل أنواع السرطان.

وأضافت أن هناك قوانين دولية معروفة ومعتمدة لمنهج البحث العلمي؛ وهذه القوانين تعتمد مراحل متعددة يجب أن يمر بها العلاج؛ كي يثبت أنه مفيد وناجح.

ولفتت إلى أن من يدعي بأن "بول الإبل" يعالج السرطان عليه إثبات ذلك بالطرق المعتمدة دوليا، ونشر بحثه في إحدى المجلات العلمية، التي لديها مُحكمات موثوقة لاعتماد البحث العلمي.