دنيا الكتب: شوقي مسلماني في ضوء آخر

 


ـ "موقع دنيا يا دنيا". 

هي الرؤى تتجسّدها أحلامنا وآﻻمنا حيث هي ملاذنا من نهارات معتمة، وتصير ظلالنا حين تتحقّق وتصير ضوءاً آخر. قطرة دمّ ابتدأت بين يومين: أوّل وأخير. شوقي مسلماني بين بعدين، فادح الحضور، والوقت إنسان، إنسان من لحم ودمّ، زعموا نيلاً منه في لعبة الوقت فإذا الوجوه شاعر بحضور وجودي، بانفعال سليل الفراغ.

وشوقي، في مجموعته الشعريّة "ضوء آخر"، هو الفكرة ﻻ الكثرة، يدعو بتماثل شبيب اﻹحتراق كي نضع إصبع الدﻻلة على الموت، وفعل الكتابة اعتمال أضواء، يتكاسرها الشاعر بقوّة تدفع قسوة الجلاّد، يبحث عن صدفة بمشاع إنسانوي ليلجم التوحّش، صادم، فرح باﻷقليّة الكريمة في الحياة، يراود انوجاده بالسنديان وبشرر اللهب كمن يتبع خطاه على دروب الجلجلة مع الحلاّج ولوركا حتى إذا ما استوت مواجهة أنطقها إمكان اﻷلوان ومكنة الصائغ.

والشاعر شوقي مسلماني له أن يخرج من عمره، لسوف نقف عند جنونه، لسوف يأتي بالخرافة من أزل، ويقول خدّ وردة على جناح طير. وهو الجهات، يجيئها وبيده هذا الوقوع، واﻹشكال لا يكون فيه إنما تائه بسرمد التيه، عكّازاه الليل والنهار. كلّما حفر في الصورة ترسو عند شرايينه أوردة العشق والشفق. يقلّب عين اليقين كأنّها مجرّد صفحة، وبكل جارحة فيه يرى هذه المحارق، يعيشها من رأس المكان اﻷوّل، وحفظ كلّ الأسماء، وعنها هو متألّم، ولها متأمّل، ويسبق إلى أصل الحكاية. 

هنا مقاطع من المجموعة: 

محاولات \ كلّها باءتْ بالفشل \ للجمِ هذا التردّي.   

**  

الكلُّ \ خطأُ الكلّ. 

**  

المسألةُ متراكمة \ سلوكٌ لا أعتقد أنّه صنيع رقّة \ هو صنيع آلات وخْز.  

**  

كلُّ جهة \ ليست أقلّ قسوة.  

** 

مجنون في الوسط \ مِنَ حيّزٍ مأهول كلّه بالرمل. 

**  

تحدّثني \ عن جرحٍ في يدك \ أنا طريح الفراش \ بسبب من جرح قاتل \ في قلبي؟. 

**  

ذاتها الخَرافة \ ما أكثر العقل فيها \ ذاته العقل \ ما أكثر الخرافة فيه  \ العلماءُ الطبيعيّون \ عملُهم أن يشيروا بالنصح \ لا يحرِّك ساكناً مثل الذي ينظر بألم. 

** 

السؤال إذا "المحرقة" \ تعني أنْ يحرقوا شعباً آخر؟. 

** 

حتى \ في الأعماق السحيقة \ حيث العتمة الموحشة \ أنامل رقيقة وعيون طفلة \ وضوءٌ آخر \ ينبض. 

** 

قومٌ \ من الأقوام \ يفرحهم النهيق \ ويحزنُهم تغريدُ الكنار. 

** 

عمّا تبحث فيما تقول \ عمّا تبحث فيما تقلق وتأرق \ فيما ترقد وتتأمّل \ عمّا تبحث وأنتَ تستعجل \ فيما ترسم وفيما تكتب \ عمّا تبحث؟.   

** 

عمّا تبحث \ عندما تدمع حزناً أو فرحاً \ عندما تشير إلى جهة \ عندما تكاد تختنق \ عندما بأعلى صوتك تضحك \ عمّا تبحث؟.  

** 

جهة \ عملها دفن موتى \ جهة  \ لا تفضّ التباساً \ جهة \ لا أحد له علاقة بها \ ولا هي لها علاقة بأحد \ جهة \ لم تولَد بعد \ جهة \ محمّلة بأكياس الفراغ \ الحصَاد يسجّل رقماً قياسيّاً \ الأكياسُ تكاد تتمزّق \ جهة فوق وحركة تحت \ جهة تمرّ \ وقلّما يلاحظ أحد \ ومع ذلك يركبها شيطان \ كلّما وقعتْ عيناها عليه \ وجهة خرجتْ \ ولم تعد.

** 

في النفق \ ليلٌ طويل ينام. 


جود أبو صوان الناسك المُتفرّد

 


كتب د. شوقي أبو لطيف ـ

11/1/ 2020

على كتف البحيرة، وبالقرب من أحراج خضر، وصخور مكتحلة بالتراب، كان هناك رجل ذو ملامح وسيمة، وهمّة علياء نبيلة، يزرع الأمداء بالمستحيلات، يوقظ، قبالة القرى المنثورة حول بحيرة القرعون، محابر ومنابر ومنائر.

لكأنه الناسك المُتفرّد، في حمأة زمن صاخب بالمجون، ناسك في المعنى، دونما تسمّر الشكل في كهفيّة الأثر الفني للجسد.

كان جود أبو صوان جودي اليد، حوذياً يمهر قيادة النفس وحث العقول على ارتياد منابت غير مألوفة من مناحي الغرس والقطاف، كيف لا وهو الناسك المُتفرّد، الباسق نوراً من سرائر الأرض المعطاء، التي أنجبت سُراة لبنان، من وجهتي جباله الساحليّة والداخليّة، أولئك الذين لطالما انجذب إليهم الوجد، منذ قديم الشرق، توقاً الى رؤية ورؤيا.

وإذ كنت لا أدري ما إذا كان هذا الفذ الراحل قد كتب سيرته المشرقة قبل المغيب عن دنياه، وتركها في أدراج مكتبته الأنيقة، فإن اللجوء الى الذاكرة، يجعلني أستعيد شريط الإصغاء الى أحاديثه وذكرياته وتجاربه ومغامراته الشيّقة، والتي يُستدل منها على عصامية تكتنز الكثير من المواهب والمهارات والمعارف، صهرها الفقيد الراحل في ذاته الغنيّة الفتيّة بيقظة عقل وكبر قلب وحب، على إيقاع فريد قلّ نظيره.

فلقد جمع جود أبو صوّان بين الفراسة والكياسة، بين الحدس والتحليل النفسي، بين التعليم والتثقيف، بين الحضور النخبوي والإنهمام الشعبي، بين سياسة النفس وسياسة الجسد، تسعفه في ذلك ثقافة موسوعية وعلم وافر وعقل نيّر ودأب على القراءات التي ترتكز الى نزعة نقدية متجاوزة.

لم تستهوِ جود أبو صوان التائق دوما الى حريّة، هي في الحقيقة نتاج تطوّر الوعي، أية أطر عقيدية أو حزبية، أو طائفية، أو غيرها، إذ كان يرى في كل منها هنات معيقة للتسامي العقلاني، والتحقق الوطني والإنساني. 

أما وقد جمعته بالمعلم كمال جنبلاط ذات يوم صداقة وطيدة، ونشاط حزبي في المنحى العقائدي، لكن ذلك لم يكن ليدوم، بسبب الحرب الأهليّة وما رافقها من تفكك ومآس وتداعيات، على أنه، ومنذ مدّة قصيرة، كان يستعيد وثيقة قديمة تبرز علاقة تاريخية طيبة بين جدوده من أبناء المختارة وآل جنبلاط.

لقد حدّثني الناسك المُتَفرّد عن اللاطقوس في كيان المؤمن، وعن اللانصوص في تبيان اليقين، وعن التاريخ عندما يُكتب لتمويه الحقائق وتوهيم الوقائع، وعن الأفكار الشائعة التي تتملك الأذهان بسبب من تلقين أو تعليم أو تعتيم. كان يقرأ الأسفار على غير ما يقرأها غيره، إذ ان هذا الراصد اليقظ سرعان ما يكشف عن لبس يشوب ما هو مكتوب، فلا يلبث أن يقرع جرس النقد ملتفتاً بعناية وحذق الى ما يعتري العبارة الملتبسة أو المتلبسة معرفياً، من انحراف عن موضعة العقل وإدراك الحس السليم، لكأنّه نُذر الى تنقية ما يكدّر المعارف من ذاتيات معتمة تكتنف المؤلفات والتعليمات على كثرتها.

في كتابه "شخصيتك والمستقبل في يدك"، يجمع جود أبو صوان ببراعة نادرة بين ما تأدت اليه مدارس علم النفس الحديث والمعاصر وما تقرّه الفيزياء وسائر العلوم الطبيعية، وبين ما أقرّته الهرمسيّة المصريّة والفلسفة اليونانيّة القديمة، ولقد اندرجت هذه المنهجيّة مرّة اخرى في مؤلّفه "العلاقة بين النفس والجسد"، حيث يقع القارئ على دستور علاج مختلف، قوامه استنهال الوعي بالطاقة الكونيّة، وتوليد قوة إرادة وتركيز عبر رياضة للجسد وترييض للنفس، من منافذ متشكلّة في هندسة رمزيّة، لا يفقهها إلا المتبصرون بالمعرفة اللدنيّة.

وفي هذا كله يتجلى الناسك المُتَفرّد، القابع بين حرج أخضر وصخور دهرية وبحيرة تستدعي الدموع كي تمتلئ... كان ناسكاً يدهم النتوءات المعيقة، فيحاول تهذيبها كي لا تخدش العقل والنظر، كان ناسكا في وداعة وجه أنيس ينقل على قرطاسه المسطّر بالإباء، مداد وجدان وإنسان... لقد كانت لهذا الناسك المختلف تفسيراته الخاصة للتاريخ الديني، لا تتطابق البتة مع ما هو سائد وشائع في المندرجات القدسيّة للاهوت، وخاض في سبيل ذلك حوارات حادّة، لكنها لم تكن لتتناقض مع الجوانب المنيرة من عقول كهنة أصدقاء لم يكونوا ليكتموا الإعجاب بجرأة معرفيّة، وحجّة ألمعيّة، ودماثة محبّبة.

بيد أن صداقات صدوقة جمعت الناسك المُتَفرّد بشخصيات فقهية وقضائية ودينية إسلامية على امتداد المذاهب كافة، ولقد أثمرت تلك الصداقات مظاهر احترام مشرقة في كل مناسبة بين مكونات المجتمع الأهلي، في منطقة البقاع عامة والغربي منه وراشيا بخاصة، وكثيراً ما كان الدكتور جود النجم اللامع والإسم الجامع في كل المنتديات والإستحقاقات، والأحداث، والسياسات على اختلافها. وكان يقف إزاءها وقفة ضمير وطني حر من أجل الحفاظ على وحدة الإشتراك الحياتي وروعة الفسيفساء اللبنانية في بهاء الرسالة.

ولئن كانت للراحل الصديق الحبيب رؤية خاصة في الإيمان، يقرأها كل من يدخل البيت الصومعة على مدخل صغبين الغربي، ليجد على العتبة عبارة "لتكن مشيئتك"، لكأنها رديف للعبارة المكتوبة على معبد دلفيوس "أعرف نفسك"، إذ إنه يؤمن بوعي ويقين أن التسليم للمشيئة الإلهية، هو مبتدأ المعرفة بالنفس وبالكون، لذا لم يكن ليرى، من وجهته الشخصية، انه ينبغي أن يطلب شيئاً كي يُعطى له، فالذات الصغرى مفعمة بالذات الكونية، وهنا يكمن سر تنسّكه المحدث، الذي لم يكن ليتقصّده كإطار وجود، بقدر ما يمكن لنا أن نتقصّده في توصيفنا لسلوكه النبيل. كما كانت له رؤية مدهشة في النظر الى الموت، مفادها أن الروح نفسها تستدعيه إليها، كلما ازداد ضيقها بظلم وظلامة العالم من حولها، فتجتذب الألم والمرض والوهن الى آلتها الجسميّة، من أجل أن يكون ذلك كلّه سبباً لتخلّصها وخلاصها وخلوصها.

ولئن كان الخريف من عمر، أو فصول، أو جهد إنساني، مدعاة يأس وأسى ونذير انتهاء ويباب، فإنّه يبقى في شخص جود أبو صوّان مثلما في بعض تربة وشجر وماء ودفء وهواء، خدين ربيع نضير يستمر معه نمو وريقات على الغصون، التي يتساقط منها الورق الأصفر، لتبشّر بتبرعم جديد وثمر عتيد. ولئن كانت الثمرة، بعد أن تنضج، بصدد الإنفصال التدريجي رويداً رويداً الى أن تسقط، لإتمام دورة الحياة وتعاقب الفصول واستكمال دور الوعي في آفاق متتالية، فإن مثل الدكتور جود أبو صوّان، الذي دخل منتصف العقد الثامن من حياة نشطة ومفكّر فيها، مثل شجرة وارفة الظلال، وافرة الثمار، طيبة صلبة، لم تنحن لعواصف الدهر، وما أكثرها، بل بقيت شاهدة على وطن النجوم المتلألئة والتخوم السنيّة وإشعاع فكري يملأ المشرق العربي وهجا.

جود أبو صوان سنشتاق إليك صديقاً لا يتكرّر، كنت تجمع بين الرفقة والأبوّة والأخوّة، بين النصح والتعليم والتنوير، بين المودّة والحرص والتعاطف. جود أبو صوان سنفتقد إليك يراعاً لمّاعاً وكلمة شجاعة وفكراً مبدعاً، ومثقفاً راسخ الجذور في الأصالة، وفي توثيق عرى الإجتماع المزركش باللازوردي على متون المكان، والمتمازج في عطارة الحضارة كما الميرون، في سر من الأسرار، التي تستحق أن تقدَّس وتعلَّم، ذلك أنّه لبنان الوطن، الذي لم يكن ليفارق وجدانك المفعم بأُنس أثيل، فعلى ضفاف الرحيل نقول لك، وداعاً أيّها الناسك المُتَفرّد المشير المشيّد، المنير، لكأنّما في غيابك ارتكاسة فرقد من غسق شريد مديد، الى فضاءات الهدي على إيقاع مجيد سديد. 

سيبقى منزلك، الذي عرفناه مزار نسكك المُتفرّد مضيئاً بوجود "الست جميلة" شريكتك ورفيقة دربك الوفيّة النقيّة، ومزداناً بقرر عين من أبناء لك وأحفاد نتوسّم فيهم جود المحتد وديمومة فيض نمير.

* المفكر والأديب الدكتور جود أبو صوّان من بلدة صغبين في البقاع الغربي لبنان رحل عنا اليوم تاركاً للمكتبة اللبنانية والعربية عشرات الكتب والأبحاث التي ألفها 

أفكار وخواطر إصدار جديد للكاتب المربي حسني حسن بيادسة

 


كتب: شاكر فريد حسن  


صدر حديثًا للكاتب المربي حسني حسن بيادسة، من باقة الغربية، مؤلف جديد بعنوان " أفكار وخواطر "، وهو من سلسلة مكتبة عبق التاريخ والتراث، بالتعاون مع عطاء تطوع والزيتونة للإنتاج الإعلامي، وقام بتحقيقه وتدقيقه الأستاذ أحمد أبو طعمة. 


والكتاب عبارة عن خواطر وشطحات ومقالات في التراث والتربية والاجتماعيات، وهوحصيلة ما كتبه المؤلف، ابن الخامسة والثمانين، في ستة عقود ونيف. 


ويهدي حسني بيادسة كتابه إلى  والديه المرحومين، فلولا بصيرتهم - كما يقول – التي أودعاها في طريقه، ولولا دعواتهم ليلًا ونهارًا، لما تقدم خطوة واحدة. 


وفي مستهل الكتاب نتعرف على الأستاذ حسني بيادسة من خلال سيرته الذاتية والحياتية الزاخرة بالنشاط والعمل التربوي والتدريسي والكتابة في الصحافة. 


ويحتوي الكتاب، الذي جاء في 113 صفحة من الحجم الكبير، على مقدمتين، الأولى للأستاذ شريف مصاروة، والثانية لمحقق ومدقق النصوص الأستاذ أحمد ابو طعمة، حيث أشار إلى أن" رحلة هذا الكتاب تدمج محطات كثيرة، ومنها التراث، وحكايا الماضي، إلى جانب الأمثال الشعبية ومعانيها، والنقد البنّاء، وطرح الرأي الشخصي العملي". 


وفي كتابه يحكي لنا الأستاذ حسني بيادسة عن قصص بعض الأمثال الشعبية، ويتناول الأغاني المتداولة وأعراس زمان في باقة الغربية وزميلاتها في منطقة الشعراوية، ويتطرق لولائم الزفاف وزواج البدل أو المبادلة، وديوان زمان، وطابون الخبز في حياتنا وذاكرتنا. ويتوقف عند المواسم الفلسطينية التقليدية، وأشهرها موسم النبي روبين والنبي صالح والصحابي الجليل ميسرة، ثم يسرد قصة طريق الملايات في بلده وبير باقة كرمز للبقاء والانتماء، ويعرض لعادات اجتماعية سادت وبادت، كَهِدِم الخال وجلد العريس قبل الدخلة وطبخة الشباب وسواها من عادات لم تعد قائمة في زماننا. 


وكشاهد على العصر يروي لنا أستاذنا العزيز حسني بيادسة عن تاريخ المدرسة الثانوية في باقة الغربية كواحدة من الثانويات الأوائل في المثلث الصغير، ويقدم صورًا قلمية من ذاكرة معلم شاب مبتدئ، ومن دفتر ذكرياته في مدرسة برطعة الابتدائية، وهي المحطة الأولى في مسيرته التربوية التعليمية، وكذلك من يوميات مربٍ من قرية معاوية ما زالت في الذاكرة بعد أكثر من نصف قرن. 


كذلك يحدثنا حسني بيادسة عن تجاربه في مدرسة يمة الثانوية التي عمل مديرًا فيها، وعن تجربته بعد التقاعد، وزيارة طالبة له بعد نصف قرن من مغادرتها المدرسة الأولى التي علم فيها. 


وينتقد المؤلف في كتابه بعض الظواهر الاجتماعية السائدة كالاهتمام بالمظاهر الخارجية، ويعتبره قناعًا خادعًا، ويتطرق لمهر العروس وغير ذلك من الموضوعات في الجانب الاجتماعي الإنساني والتعليمي. 


" أفكار وخواطر " كتاب ماتع ومشوق وهادف، كتب بأسلوب بسيط وواضح، ولغة سهلة أقرب ما تكون إلى لغة الصحافة، ونشرت الكثير من عناوينه وموضوعاته في مجلة " الإصلاح "  الثقافية الفكرية الشهرية، الصادرة عن دار الأماني في عرعرة، التي يشغل فيها الاستاذ حسني بيادسة عضوًا في هيئتها الاستشارية. 


إننا نهنئ ونبارك للصديق الأستاذ المربي حسني بيادسة بصدور باكورة أعماله، ونتمنى له العمر المديد، والمزيد من العطاء الإنساني التربوي الهادف الذي يخدم مجتمعنا وشعبنا وقضاياه.  

صدور ديوان "درب الأراجيح مغلق" للباحث والشاعر حسن العاصي


عن هيئة الكتاب الوطنية الدنماركية صدرت المجموعة الشعرية "درب الأراجيح مغلق" للباحث والشاعر الدنماركي من أصل فلسطيني حسن العاصي.

يعد كتاب "درب الأراجيح مغلق" الديوان الخامس في مسيرة الشاعر.

الكتاب عبارة عن نصوص شعرية نثرية. يضم سبع وثلاثون قصيدة متنوعة بين شعر التفعيلة والشعر الحديث. يقع الكتاب في 195 صفحة.  قدم للكتاب الشاعر والناقد المغربي أحمد الشيخاوي. الغلاف من تصميم مؤسسة كانفا.

من إهداء المؤلف:

من وهبَ الفصول ولادتها؟

ومن أوقع في اللحد شهقة الاندفاق؟

هنا صرير قلبي فوق التنور يفور

فمن يقبض على يقظتي قبل السقوط الأخير؟

إليهما وهما ينتظران.. أدنو

محمد وحسين العاصي

تحرسكما نمنمات النور الراقد في جوف الريح.

مما جاء في تقديم الكتاب:

"درب الأراجيح مغلق" جرعة ألم زائدة، ما تنفكّ تخيم على أفق الرؤى المؤثثة لعوالم المعمارية الشعرية لدى شاعرنا، وتوقظ المسكون بنُثار الذاكرة، داخل حدود توليفة تعبيرية مكمنها البوح القاهر والمتسربل بنفس ملحمي خفيض ومناوش بخلطة أيديولوجية جمالية يطبعها اختمار روحي طيفي صاقل لمرايا الماهية الموجوعة والمطعونة في قضايا المساس بقدسية البعد الهوياتي في لبوسه العروبي، حدّ اختزال القصيدة وسكبها فيه.

يشتقّ حسن العاصي معجمه الشعري، من تيارات حياتية تتقاذفها هواجس اغتراب روحي مزدوج، وتجليات ضاغطة مثلما تجرد صوغها ذاكرة المنبت، وتهمس بها الحالة النشاز في انشدادها وفلكلورية حلزونيتها والتفافها بالجذر.

قصائد تسري كأنها تدفّق معسول الأنهار الأخرى، التي هي وقف قاموس ضاربة بحفنة من ورد على خدّ مثالي يحاكي خدّ ليلانا جميعاً.

نحن إزاء كتابة جاذبة وراشقة. نصوص ترفل في الاستعارة الكلية، وتدبّج فسيفساء النعوت بتوحّد أغراضها، وانصهار بعدها الرسالي في بوتقة استنطاقات مفاهيمية تعنى بالانتماء.

توليفة كأنما تعزف على أوتار القلب، تعقد لها الذات بعضاً من قران طوباوي هامس، تختمر عبره تجربة الاغتراب ومفردات الهوية.

من قصائد المجموعة:

يتواطأ غيمكَ وكدري / موسم خارج الشجر/ كي نبرأ من اليباس/ يعانق الثوب مني الحجارة/

ما زلت في جنون العرائش صغيراً / لشوكها المتهدل شرفة / مكتظ بالطحالب الضريرة / وتكابدك سرة الغيوم /  حتى يشرق البحر/ ذرفت نهري وطيوري / كثيرة هي حماقاتي / أنتظر قلبي أن يكبر/ أحدثك عن وجع الحقيبة / قلبي يعاني الأرق / يعود الشجر إلى البحر/ بلا أجنحة يقع قلبي / وجهي نافذة هرمة/.


المؤلف في سطور:

حسن العاصي

باحث وكاتب وشاعر دنماركي من أصل فلسطيني.

باحث في قضايا اللجوء في منظمة مساعدة اللاجئين الدنماركية.

عضو  اتحاد الصحفيين الدنماركيين.

عضو  اتحاد الكتاب والمؤلفين الدنماركيين.

عضو  الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.

عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب.

عضو في جمعية الصداقة الفلسطينية الدانمركية.

عضو في لجان حق العودة .

باحث دكتوراه في علوم  الإعلام.

حاصل على ماجستير في الإعلام والصحافة.  

حاصل على بكالوريوس في الإعلام والصحافة.

دبلوم دراسات سياسية وبناء دولة.

دبلوم دراسات فلسطينية.

نشر مئات المقالات وعشرات الدراسات والأبحاث السياسية والفكرية والثقافية.

أصدر أربعة مجموعات شعر:

ثرثرة في كانون/ الدار البيضاء 2008

خلف البياض/ دار جزيرة الورد للنشر، القاهرة 2014

أطياف تراوغ الظمأ / مؤسسة شمس للنشر، القاهرة 2016

امرأة من زعفران / مؤسسة شمس للدراسات، القاهرة 2017

ـ تحت الطبع ويصدر قريباً:

كتاب الأهداف الاستراتيجية للاختراق الصهيوني للقارة السمراء.

ديوان "أغمضت الغابة عشبها".

-        تم تكريمه من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية ومؤسسة سيدة الأرض بلقب "النموذج الفلسطيني" عام 2018.

ـ فاز بالمركز الأول في مسابقة السلام العالمي عن قصيدة النثر.

ـ شارك ضمن 40 شاعر عربي في كتاب أنثولوجيا الشعر العالمي الصادر في الولايات المتحدة في ابريل/نيسان 2018.

ـ حاز على عدة جوائز:

ـ جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر للثقافة والإعلام/ العراق- كردستان.

ـ  درع السلام الفائز الأول بقصيدة النثر/مؤسسة الفكر للثقافة والإعلام/ العراق- كردستان.

ـ وسام الأنتلجنسيا من مؤسسة أنتلجنسيا للثقافة والفكر الحر/ تونس.

 ـ وسام العطاء الإبداعي مرتين عامي 2015- 2016/ مؤسسة الصدى للإعلام/ الولايات المتحدة.

ـ ترجمت بعض أعماله إلى اللغات الإنجليزية والدانمركية والبلغارية. 

حنّا إبراهيم ، حجار الشاغور وابن البعنة الحمراء.. وداعًا!

 


كتب: شاكر فريد حسن 


غال الردى الشيوعي العريق،  القاص والروائي والصحافي وشاعر الوطن والتراب والمحجر ورجل الكفاح، حنّا إبراهيم ( أبو إبراهيم ) ابن البعنة الحمراء الذي أصبح رئيسًا لمجلسها المحلي ورفض ترشيحه للمرة الثانية بالتزكية من سكانها. 


ورحيل حنّا ابراهيم هو خسارة فادحة، وفجيعة أخرى، وموت آخر يضرب ويصيب جسدنا الأدبي الثقافي دون سابق إنذار. 


حنّا إبراهيم قصيدة فلسطينية وحكاية جليلية تهوى عن شجرة الحياة والإبداع والنضال، يغادرنا وهو يستنشق هواء الحنين، ويشم ريحة الوطن، ويرتل صلوات العشق للشاغور وتراب الجليل، ويحاكي الأرض والمشردين والحرية. 


حنّا ابراهيم، أيها الصديق والرفيق، صاحب المواقف الوطنية والطبقية الثورية، من الورد إلى الورد تعود، ومن الوريد البعناوي الأحمر، ومن عكا وأسوارها الحصينة، التي أحببت بحرها وطالما وقفت على شاطئها مغردًا صادحًا بالشعر والقصيدة، تسافر إلى العلياء في يوم خريفي، وتترك لنا إرثًا أدبيًا عظيمًا يشكل زادًا وزوادة لكل عشاق الحياة والأدب والحرية. 


وداعًا يا أبا إبراهيم، " نم في ثراك فلست أول عاشق قتلته أعين أرضه النجلاء"، ولك الخلود الأبدي وطيب الذكرى. 


 

حسن العاصي... شاعر يربّي عشق الانتماء بروح مغتربة: قراءة في ديوان درب الأراجيح مغلق


كتب أحمد الشيخاوي ـ

 بعد دواوين "ثرثرة في كانون" و"أطياف تراوغ الظمأ" و"خلف البياض" و"امرأة من زعفران"، وعلى امتداد خارطة إبداعية لافتة، وبحسب المستشفّ من مجمل منجزه الشعري الجدير بالغوص فيما ورائيات اللون، وسراديب الحكي المكتظة بالبياضات المثرثرة بوجعنا العروبي، ما ينفكّ الشاعر الفلسطيني المغترب حسن العاصي يسلك دروب الإخلاص للغصن الأول، بما الكلمة أشبه بانتحار إبداعيّ لاذع، وجَلد ذاتيّ مفخّخ لملف العروبة وشتى خيوط انجذابها لأزمتها الهوياتية. دوماً هنالك في كتاباته بسط لهيمنة أصوات الدفين والغائر في الذات، من حيث النزوع إلى بلورة نيوكلاسيكية ترتقي بشعرية القصيدة، وتوجّه خطاب تلافيف القابع في اللاوعي، تستقطبه إلى انصهار كريستالي في شتّى ما يترجم ثقل وتوهّج الإحساس بالانتماء إلى حقل إنساني لامّ ميسمه اللامحدود واللانهائي في تجربة تجاذب الأضداد.

ديوان "درب الأراجيح مغلق" جرعة ألم زائدة، ما تنفكّ تخيم على أفق الرؤى المؤثثة لعوالم المعمارية الشعرية لدى صاحبنا، وتوقظ المسكون بنُثار الذاكرة، داخل حدود توليفة تعبيرية مكمنها البوح القاهر والمتسربل بنفس ملحمي خفيض ومناوش بخلطة أيديولوجية جمالية يطبعها اختمار روحي طيفي صاقل لمرايا الماهية الموجوعة والمطعونة في قضايا المساس بقدسية البعد الهوياتي في لبوسه العروبي، حدّ اختزال القصيدة وسكبها فيه.

يشتقّ حسن العاصي معجمه الشعري، من تيارات حياتية تتقاذفها هواجس اغتراب روحي مزدوج، وتجليات ضاغطة مثلما تجرد صوغها ذاكرة المنبت، وتهمس بها الحالة النشاز في انشدادها وفلكلورية حلزونيتها والتفافها بالجذر.

لذلك، طالما شكّلت وعي شاعرنا، خيوط العنفوان في ميزان القضية الفلسطينية المسطورة أو المنقوشة في بكارة البياض، تبعاً لأحرف مدادها نفحات روح مغترب يجدّف مزداناً بفروسية العاشق الغاضب الأولى بقلبه الدامي أن يخفق شعراً مشبعاً بلغة الانكسار، نكاية في حثالة من زلزلوا مضارب ليلى تحت قدميه، بما المعضلة والاستشكال اغتصاب لملامح وطن عصي نابض ورافل في أريحية عروبته المكابرة، فطوبى لنظير كهذا مجنون ملء القصيدة وحقيبة اسمها القلب يتنفّس أقصى الدرجات وأنأى الأنجم تعشّق ليلاه المكناة فلسطين.

في كتابة تستوقد بالماء، تهشّ بزئبيقة المعنى الوالج في دوامة المائيات، والذات اكتواء وملحمة طافحة بذبول الراهن وتحجّر الآني، تنهش لُحمة الأنساق، ضاربة لنا الموعد المخملي مع حكاية الالتزام بالدورة الكاملة في المقامرات الكلامية المشحونة بهديل الهامشي والمعطّل والمهجور، من خلالها تتأمّم أو تحاول ذلك، ذات الانشطار والهذيانات المحمولة على تيميتين لا ثالثة لهما، الهوية والاغتراب، وكأنما تتوسل على عجل وخارج قيود الزمن ووفق استثمار جشع لمخزون الذاكرة، وتنشد علياء كأس الاحتواء، تماما وعلى مقاس مرثاة الأمة المشروخة والمهدّدة في مزيد من ثوابتها ودعاماتها، بما السيناريوات حياكة خسيسة بتواطؤ يدشنه تمازج أيادي الخونة والغرباء، مطيح ولا شك بالمتبقيّ، ومحيل على دنو تآكلات وأعراض جانية تنذر بخراب وحطام شاهد على فصول المحذوف من حكاية انكسار وانحسار في ليلته بداية لياليه الكالحة والمغرقة في سوداوية جحيمية، تحصد دونما هوادة، بؤر الغضّ والنضر والمزهر في إنسانيتنا المهدورة أصلاً:

جنائز الغرباء

على بعد طفولة

من باحة البكاء

نعش يسترق الحياة

لكن..

درب الأراجيح مغلق.


ثم في مكان آخر يقول الشاعر:

الوجع الضاري ينبت شوكاً

على أطراف كل لحظة

قصائد تسري كأنها تدفّق معسول الأنهار الأخرى، التي هي وقف قاموس ضاربة بحفنة من ورد على خدّ مثالي يحاكي خدّ ليلانا جميعاً، ونحن نتلمّظ من جهة العطشى للبرود من نبع القصيد وسلسبيله، ثمالة أمجادنا المتراقصة أو المحجوبة والمعطّلة عنّا فيها وهي المعشوقة النموذجية على مرّ السنين وتعاقب الأجيال، والتي ما تلبث تهزمنا غضاضة ومرارة الذبيح والمغتصب عبرها فينا دونما مواربة، وهل ليلانا إلّا عروس المستحمّات وملاكهن، السّليبة فلسطين؟

تنهمر أسئلة الذات، مخلخلة واقع القضية، وناكئة للجراحات الأبلغ غطساً في أخطاء التاريخ.

وهو ديدن دأب عليه العاصي في بلورة رؤاه ونسج مواقفه المسبوكة بنورانية الخلفية، والدفع بها إلى دوائر تضيق أكثر فأكثر مع التبخّر الروحي المنساق وشعرية توبيخ العالم، اتكاء على زحزحة نظرة لم تعد قادرة على المواكبة، آثرت أن تمكث في ثوبها القشيب فيما يخص حياة النضال بالكلمة والقول الشعري الذي يتغيّا قلب المنظومة المفاهيمية المحكومة بثالوث الأنوية والغيرية والكونية.

لوحات تراوح ما بين صفحات الإشراق والذبول، الحضور والغياب، مساهمة في تلقين الخطاب الإنساني الراقي المنصف للذات في ضوء ما يتفشى من وإلى جوانيتها الرّازحة تحت نير تقاطعات هوياتية ــ اغترابية، تمنح للشعر هشاشة إضافية، لا بل تضعه فوق الحياة كدالّ على جنون إدمان الحرف بعدّه السلاح الشرعي المتاح كضرب من تكريس لثقافة لملمة المفقود وتقمّص روح المشترك وتتحسّس ريح الخلاص، وترع حيّز الحكاية المنسية وملء غاية مقدّسة يلوّن متاهاتها حضور فلسطين:

النوافذ ملّت لعبة التوقع

ستكون الرحلة طويلة

فلا داعٍ للعجلة

ستحصد حزنك

حين يصرخ عصفور الوقت


وفي مقطع آخر:

هناك

تماماً هناك

خلف ستارة الجنون

جهة أقصى المتاهة

تمور شرفات الانتظار

تتدلّى منها

وجوه الراحلين


إذاً، نحن إزاء كتابة جاذبة وراشقة بطقوسيات إعادة ترتيب الأوراق فيما يرتبط بإقامة مصالحة حقيقية تنطلق من الذات كي تشمل سائر ما حولها، على احتكاك مع أفلاك الشاعرية المدغدغة بصفاء المعجم ودفق الرؤى المشكّكة.

نصوص ترفل في الاستعارة الكلية، وتدبّج فسيفساء النعوت بتوحّد أغراضها، وانصهار بعدها الرسالي في بوتقة استنطاقات مفاهيمية تعنى بالانتماء.

توليفة كأنما تعزف على أوتار القلب، تعقد لها الذات بعضاً من قران طوباوي هامس، تختمر عبره تجربة الاغتراب ومفردات الهوية، وفقاً لسريان تيارات خطابية حماسية متصادية ودوائر اغتراف القصيدة رعشة العذرية من تلاوين استحواذ المكوّن البصري على باقي الميكانيزمات التعبيرية والدلالية الأخرى. 

سبعة واربعون عاما من انتصارات أكتوبر المجيدة احتفالية خاصة تقدمها نانسى ابراهيم الليلة على قناة النيل الثقافية



القاهرة : خاص مكتب مؤسسة  الغربة 

تعود الإعلامية المتألقة نانسى ابراهيم لتضيىء شاشة قناة النيل الثقافية بظهورها الليلة فى الثامنة والنصف على الهواء مباشرة وعلى مدى ساعتين فى احتفالية خاصة عن ذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة و٤٧ عاما من العزة والكرامة والفخر والانتصار ، وتتضمن السهرة فقرات متنوعة مع كبار الشخصيات فى مجال الثقافة والفن التشكيلى والسينما والموسيقى والغناء والعمل العسكرى حيث تلقى نانسى الضوء على اهم منجزات حرب أكتوبر وظلالها على المجال الثقافى والفنى ومدى تأثير الاحساس العميق بالنصر فى دعم كل الامكانات لخلق أعمال فنية خالدة تتماشى مع هذا النصر العظيم فى مجالات عدة والتى ظهرت واضحة فى بحور كثيرة على الساحة المصرية وضيوف السهرة هم :  دكتور عادل عوض المخرج السينمائى والسيناريست .

دكتور محمد اسحاق النحات وعميد كلية التربية الفنية 

والشاعر الغنائى ايمن عوض .

السهرة اعداد : سامح محجوب 

واخراج : ايهاب جمال 

تلتقون بها فى الثامنة والنصف مساء الليلة على مدى ساعتين على الهواء مباشرة على شاشة قناة النيل الثقافية .

الجدير بالذكر ان نانسى ابراهيم ابنة أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وقادتها والحاصل على نجمة سيناء وأحد رموز النصر البارزة فى حرب اكتوبر وهو اللواء أركان حرب دفاع جوى إبراهيم عبد الهادى رمز البسالة والبطولة المصرية .



جمعية محترف الفن راشيا لبنان تُنفذ لوحة من الفسيفساء لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مشغولة من حجارة جبال لبنان تحية لروحه


 لأنه الجبل أردنا صورته أن تكون من حجارة جبال لبنان ، هكذا عَرَّفَ الفنان شوقي دلال رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" و"أمين عام تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" اللوحة الفنية المشغولة بالتعاون مع فنان الفسيفساء عبد الكريم إمامه..

دلال أشار في كلمته خلال إطلاق اللوحة قال "اليوم نحن على عهد الوفاء مع دولة الكويت الشقيقة المحزونة مِثلنا على رحيل أمير الإنسانية والمحبة المغفور له بإذن الله الأمير الشيخ  صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ، على العهد حيث نقدم من جمعيتنا والفن في لبنان لوحة فنية من الفسيفساء تُمثل صورة الأمير الراحل مشغولة من حجارة جبال لبنان وبالتعاون مع الفنان القدير إبن بلدة مجدل عنجر عبد الكريم إمامة.... أضاف دلال "اللوحة أردناها من حجارة جبال لبنان هدية لروح هذا الجبل الكبير صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد وما له من أفضال على لبنان ولي شاهد في منطقتي راشيا الوادي البقاع مستشفى راشيا الوادي الحكومي الذي بناه سمو الأمير بمسعى منه شخصياً ناهيك عن عشرات المشاريع وآخرها التبرع ببناء إهراء القمح بعد الإنفجار في بيروت، لهذا نقدم هذا العمل الفني من جبال لبنان لروح فقيدن الكبير وللكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وللقيادة الحكيمة والشعب الكويتي الشقيق كما نقدمها لسفارة الكويت في لبنان ولوزارة الإعلام الكويتية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت لما للمجلس من أفضال على الفن العربي والثقافة العربية والعالمية، وشكر دلال للفنان عبد الكريم إمامه على تنفيذه هذا العمل بكل حِرفية عالية.

في الصورة: شوقي دلال والفنان إمامة خلال إطلاق اللوحة

نبذة عن رواية الطّيف لحسن سالمي الفائزة بجائزة توفيق بكاّر للرواية العربية


 لمحة عامة

     نظرا لسمة التشظّي، المهيمنة على رواية الطّيف، فإنّه من الصّعوبة بمكان أن تختصر دلاليا أو فنيّا، لكن يمكن الإشارة إلى أنّها ابتدأت بصرخة كاتب مغمور يشعر بحسيس الكلمات تتدافع في ذهنه ولكن دون أن يجد لها قدرة على إخراجها.. ذات خلوة يستحضر قُرّاءً ونقّادا افتراضيين يمثلون في خياله كالحقيقة أو أشدّ، وشيئا فشيئا يدخل معهم في لعبة طريفة تقوم على الاشتراك في بناء نصّ سرديّ..  ويحتدم معهم في جدل متواصل طيلة الرّواية، مما يولّد حركة متدفّقة في النّص تنتشر على عدّة مساحات ودوائر تتقاطع وتتداخل وتتشابك فيما بينها، تطال المواطن التّونسي قبل وأثناء وبعيد الثورة.. ومن هنا فإنّ رواية الطّيف خلقت في عالمها ثلاثة خطوط كبرى اتّسمت بالتّمايز والتّجاور.. الأوّل تضمّن عالم الدّم والأعصاب (الواقع المعيش)، والثّاني عالم الحبر والورق (القصّة المتخيّلة)، أمّا الثّالث فيحتلّه عالم القرّاء والنقّاد، (النّقد في بعده النّظري).. 

التّجريب في رواية الطيف

    " الطّيف"، رواية اختارت أن تخوض مغامرة التّجريب والذّهاب فيه إلى المدى الأقصى، لا يقتصر على ناحية دون غيرها، بل يشمل دوائر لا متناهية تتّسم بالتّشعّب والتّشظي والامتداد على مستوى الدّلالة والشّكل والفنّ عموما.. ومن هنا فإنّ المبدأ العام الذي تقوم عليه هو التعدّد.. تعدّد في الرؤى والمواقف ووجهات النّظر والأصوات والضّمائر والرّواة والشّخوص والأحداث والأزمنة والأمكنة والقضايا والهموم والمشاغل، فضلا عن تعدّد مستويات اللّغة والتّقنية والآليات الفنيّة وما إلى ذلك.

     من مظاهر التجّريب في رواية الطّيف هو اشتغالها الملفت على الروائيّــــــة كأداة فنيّة مستحدثة مازالت بعد قيد التّجربة والبحث.. ورغم أنّ المدوّنة السرديّة العربيّة على وجه الخصوص لم تظفر بعد بمفعوم محدّد لهذه الأداة، فإنّ "الطيف" غامرت بالقول -على طريقتها-واعتبرتها في كلمة موجزة: هي كواليس الكتابة المستثمرة في النّص المنجز. وهذه الكواليس لها دوائر زمنيّة سابقة للإبداع، ومتساوقة معه ومستبطنة له، وواقعة بعده. تتناول الحالة المصاحبة للكتابة وتكشف عن الورشة السريّة التي صنع فيها النّص.. وهي تتّسع لأكثر من مجال وتنتشر على مساحات متعدّدة، منها المساحة النفسيّة والوجدانية للكاتب.. كذلك بيئته الاجتماعية والمعيشيّة، وما إلى ذلك من تفاعلات المبدع مع واقعه المتداخل المتشعّب.. لقد حاولت "الطيف" أن تستوعب الروائيّة في دلائلها وتجلّياتها وفق ما سمح به النّص، وتزعم إنّها حرّرته من الفضاء النّظري وأنزلته منازل التّطبيق ما وسعها المجال.

     هذا وإنّ رواية الطّيف تحمل في طواياها أكثر ممّا اختزلته هذه الكلمات، يضيق المجال لعرضها جميعا.


رأيت خلفي جُثَّتي ديوان شعري جديد للشَّاعر د. وليد العرفي


صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ديوان جديد للشَّاعر الدُّكتور :  وليد العرفي بعنوان  ( رأيت حلفي جُثَّتي )،

 وقد جاء الديوان في مئة وثلاث وسبعين صفحة ،  ضمَّ  بين دفتيه قصائد تنوعت في موضوعاتها ما بين الموضوعات الغزليَّة  والاجتماعيَّة و الوطنيَّة والقوميَّة ، وقد تعدّدتْ في أشكالها ما بين القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وقصائد الومضات الشعرية ، ومن هذه الأخيرة نختار ومضة بعنوان  ( محاولة ) يقول فيها :

حاولْتُ فتحَ الحزنِ 

كي أتعرَّفَ الجسدَ الذي فيهِ انطوى

 ألفيْتُ داخلَهُ مرايا 

كسّرْتُها فوجدْتُني تلك الشَّظايا 

ومن قصائد الديوان العمودية قصيدة يقول فيها  :

 أُريدُكِ داخلي جُزءاً وكلّا                                   ومعنى لسْتُ أدركُهُ وشكلا 

أُريدُكِ أن تكوني ملءَ نفسي                               أحسُّكِ دون أنْ أدري المحلّا 

فكوني العطرَ يغمرْني شذاهُ                                    ومـرّي نســـمةً أهـتزّ نـخـلا 

فأنتِ الرُّوحُ لو فسَّرْتُ معنى                                     وكنـْهُ الرُّوحِ عِـلمُ الله جلّا 

وأنتِ بدايةُ التَّاريخ حرفاً                                      وبعدَ ولادةِ الدُّنيا وقبلا 

تخيّرَكِ الإلهُ فكنْتِ مسرى                                     دياناتِ السَّماء وكنْتِ مُثلى  

يطاوعُكِ الزَّمانُ بغير أمرٍ                                   ولو شئْتِ المحالُ يصيرُ سهلا 

فأنتِ حضارةُ الدُّنيا بلاداً                                   وما إلّاكِ  في الأوطان فُضلى 

أريدُكِ أن تكوني بعثَ عيسى                                  وآيـاتٍ مـن القــرآنِ تُــتــلى 

فقومي مثلما العنقاءُ وعياً                                   يزيدُ السّـيفُ بالنّيرانِ صقلا 

أريدُكِ أن تكوني الشّعْرَ رفضاً                            يصيحُ على طغاة ِ الأرضِ : مهلا 



بمناسبة مئويّة دولة لبنان الكبير.. كتاب بعنوان: "القوميّة اللبنانيّة في فكر فيليب سالم" للاعلامي اسعد الخوري


 أصدر الكاتب والإعلامي أسعد الخوري كتاباً بعنوان «القوميّة اللبنانيّة في فكر فيليب سالم» تناول فيه تاريخ القوميّة اللبنانيّة وتاريخ لبنان الممتدّ منذ آلاف السنين، وصولًا إلى تأسيس دولة لبنان الكبير في أيلول 1920. لبنان الأرز والبخّور كما ورد في الكتب المقدّسة. لبنان المكرَّس والمقدَّس في ضمائر اللبنانيين مقيمين ومنتشرين في كل أصقاع الدنيا. اللبنانيون الذين ركبوا البحار بحثًا عن الحرية والثروة بعيدًا من مصطبة البيت ووروده الحمراء في القرى اللبنانيّة المعلّقة بين الأرض والسماء.

من البطريرك اسطفان الدويهي وما قبله وما بعده، الى يوسف السودا وميشال شيحا وجواد بولس وكمال يوسف الحاج وسعيد عقل وشارك مالك، وعشرات المفكرين والأدباء والشعراء الذين صاغوا أفكارًا وطرحوا آراءً متعددة عن تاريخ الفكرة القوميّة للكيان اللبناني. وصولًا، الى مفكّرين وأكاديميين طرحوا وناقشوا أفكارًا حول القوميّة اللبنانيّة، وبينهم الطبيب اللبناني البروفسور فيليب سالم ابن بلدة بطرّام في الكورة بشمال لبنان، وهي البلدة التي أنجبت الدكتور شارل مالك أحد منظّري ودعاة القوميّة اللبنانيّة البارزين.

واعتبر الناشر في مقدمة الكتاب "أنّ الفارِقُ بين مُفكِرَيْ البلدة اللبنانيّة الواحدة، أن شارل مالك صاغَ فكرة القوميّة اللبنانيّة، كما صاغها عديدون سواه، انطلاقًا من «مسيحيته» أكثر من «لبنانيته». أي أن «الفكرة المسيحية» كانت أساسًا لدعوته وإيمانه بالقومية اللبنانية. كما أن شارل مالك رفض دومًا انتساب لبنان الى العالم العربي، شأنه شأن مفكرين كثر... أما فيليب سالم، فعلى عكس هؤلاء، يؤكد على قوميةٍ لبنانيّةٍ تقومُ على أُسس لا طائفيّة ويتمسّك بمقولة أن لبنان يشكّل امتدادًا للعالم العربي. وأن «لبنان عربي من رأسه الى أخمصِ قدميه» وليس فقط «ذا وجه عربي». وينطلق سالم من هذه الفكرة ليطرح مقولة أن لبنان ليس «ذيلًا للعالم العربي ودوره أن يكون قائدًا للعرب»... وطرحه القومي اللبناني ينطلق من مبدأ أن لبنان وطن حيادي وغير طائفي."

وأضاف: لبنان اليوم، في ذكرى مئويته يواجه مصيرًا صعبًا، فالكيان يهتزّ ويضطرب. لكن إرادة اللبنانيين تبقى أقوى من كلّ الصعاب والتحديات القاسية. إن القوميّة اللبنانيّة هي صيغة تجمع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبم في وطن اسمه لبنان، ارتضاه أهله، ضمن مساحة 10452 كيلومتر مربع، بجباله وسهوله ومدنه وقراه وغاباته، وأرزه الخالد، وبحره الأزرق شرفته على العالم وعلى دنيا الله الواسعة.

وختم: اليوم، هل ينهض لبنانٌ جديد من بين ركام الدّمار في بيروت ومينائها وأبنيتها الأثرية؟ ...هل ينهض لبنانٌ جديد من حطام البؤس والإفلاس والبطالة والضياع؟ هل ينهض لبنانٌ جديد من واقعٍ لبناني مؤلم ومُفجع؟ أم أن «لبنان الكبير» يتحوّل الى وطن للرحيل والهجرة، حيث ينهار تحت وطأة المحاصصة وفساد أهل السلطة؟