قناديل الأسرى تضيء سماء مدينة نابلس




تقرير: فراس حج محمد

بحضور رسمي وشعبي وإعلامي وأهالي الأسرى وأصدقائهم، وبرعاية المحافظة في نابلس عقد منتدى المنارة للثقافة والإبداع أمسية رمضانية بعد إفطار يوم الخميس 29/4/2021، بعنوان "حروف مضيئة في عتمة الزنازين" احتضنتها مصبنة كنعان التي تعد من الأماكن الأثرية البارزة في البلدة القديمة في نابلس.

تناولت الأمسية تكريم مجموعة من كتّاب نابلس الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان على مجمل منجزهم الإبداعي وما قدّموه من فكر وأدب للثقافة، مؤكدين مقولة "الثقافة مقاومة"، وهؤلا الكتاب الأسرى هم: كميل أبو حنيش، وباسم خندقجي، وعمّار الزبن، ومنذر مفلح، وياسر أبو بكر، ووائل الجاغوب". كما تمّ في الأمسية إطلاق ديوان "أنانهم" وتوقيعه للأسير أحمد العارضة وتكريمه على منجزه الشعريّ.

بدأت الأمسية بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، ثم رحّبت الدكتورة لينا الشخشير، رئيس منتدى المنارة للثقافة والإبداع بالحضور، مثمنة دور المؤسسات والفعاليات الوطنية والشعبية في دعم الحركة الأسيرة ومساندتها، مشيرة إلى أن هذه الأمسية تعقد على شرف المناضلين الأسرى الذين أضاءوا بحروفهم زنازين الاحتلال البغيض.

وتحدث اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين مبيّنا جانبا من جوانب معاناة الأسرى جميعا داخل المعتقلات، مضيفا أن للكتاب الأسرى معاناتهم الخاصة، فهم لا يكتبون إلا وهم مهددون بمصادرة ما يكتبون عدا أن إجراءات السجن ليست مناخا مناسبا للكتابة، من هنا تأتي أهمية كتاباتهم.

أما ممثل وزارة الثقافة الفلسطينية، مدير مديرية الثقافة في محافظة نابلس الأستاذ حمد الله عفانة فقد بيّن دور وزارة الثقافة في دعم الكتاب الأسرى، حيث سبق للوزارة أن أصدرت مجموعة من الكتب التي أبدعها الأسرى.

وتناول الكاتب الحيفاوي المحامي حسن عبادي السيرة الإبداعية لهؤلاء الكتاب المكرّمين وعلاقته بهم، من خلال مبادراته المتنوعة، فتحدث عن كتاب كميل أبو حنيش "جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي"، والرواية الجديدة المعدة للنشر "الجهة السابعة"، كما تناول في الحديث سردية "الخرزة" لمنذر مفلح، وأضاء على ما كتبه باسم خندقجي فتوقف عند رواياته "نرجس العزلة"، و"خسوف بدر الدين"، و"مسك الكفاية"، و"أنفاس امرأة مخذولة"، وأشار إلى روايته الجديدة المعدة للنشر "محنة المهبولين".

وأما الكاتب وائل الجاغوب فتحدث عبادي عن كتاب الجاغوب "رسائل في التجربة الاعتقالية"، وعن كتب ياسر أبو بكر  "أسفار العتمة"، وسلسلة بعنوان "كيف ننجح" حيث صدر منها كتابان، وكتابه الأخير "أشكال الفساد ومخاطره على حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في سجون الاحتلال ووسائل علاجه". أما عمار الزبن فذكر عبادي كتبه وهي: "عندما يزهر البرتقال" و"من خلف الخطوط"، و"ثورة عيبال"و"أنجليكا" و"الزمرة"، متوقفا عند رواية الزبن الأخيرة "الطريق إلى شارع يافا".

في حين تحدث الكاتب فراس حج محمد عن ديوان أحمد العارضة "أنانهم"، وهو الديوان الثالث للشاعر الأسير، فقد سبقه ديوانان آخران هما "وشم على ذاكرة العدم" و"خلل طفيف في السفرجل"، ما زالا مخطوطين، وأشار إلى ما في "أنانهم" من لغة مكثفة، وصور شعرية لافتة، وإيقاع موسيقي هادئ، متوقفاً عند دلالة العنوان المصوغ من ثلاثة ضمائر (أنا ونحن وهم)، وحضور هذه الضمائر ودلالاتها في النصوص الشعرية. لافتا النظر كذلك إلى أن الشاعر العارضة قد استفاد في هذه العنونة اللافتة إلى ما تتيحه قوانين اللغة العربية من قواعد في النحت والاشتقاق. ورافق إشهار الديوان وتوقيعه إلقاء قصائد من الديوان، فقد ألقى الطالب زيد السيّد أحد طلاب الصف التاسع الأساسي في المدرسة الإسلامية قصيدة "أنتنّ أجمل" وبعض المقاطع من قصيدة (أ ن ا).


كأنّي حدائق بابل.. إصدار جديد للشاعرة فاتن مصاروة

 


كتب: شاكر فريد حسن  

عن دار الرعاة في رام اللـه ودار جذور الأردنية، صدرت هذه الأيام للشاعرة والناشطة السياسية ابنة كفر قرع فاتن مصاروة، مجموعة شعرية جديدة بعنوان "كأنّي حدائق بابل" وتشتمل على نصوص شعرية ونثرية تحاكي الحياة والوطن والأرض والإنسان والوجدان الفلسطيني. وهي المجموعة الشعرية الثالثة التي تصدر لها بعد "فرس المجاز" و"أقطف صمت التراب الجميل". 

ولعل أبرز ما يميز قصيدة فاتن مصاروة هو المزيج بين صوتها الداخلي الذي تعبر من خلالها عن لواعجها وهواجسها ووجعها الإنساني والفلسطيني وأحاسيسها الوطنية النابضة وروحها اللغوية، وبين الالوان والثيمات القابعة في كلمات القصيدة وموسيقاها الداخلية. 

فنصوصها التي اعتاد عليها القارئ والمتلقي متماسكة الصياغة، حارة العاطفة، تحمل في داخلها أبعادًا وطنية بالدرجة الأولى، ومشبعة برائحة التراب ومواسم الفصول، ويتجلى فيها المكان الفلسطيني، وتبقى صورها واضحة الرؤية والرؤيا، ونلمس فيها الخيال الشعري الخصب والرمزية الشفافة. 

ومن أجواء المجموعة ما جاء على الغلاف الأخير، حيث تقول: 

للمطرِ نبوءةٌ تُشبه الهمسا 

وتضبطُ قلبي على تراتيل عناقها شمسًا 

وعلى خمر جنونِها رجسًا  

تحملُ الأشجار بين الخُطى  

وتنصت لغيابكَ الموسوم بالأوجاع  

وتمسّد الأشعارَ عصيانًا وعرسًا  

         لتعود.. 

كأنها على وجهِكَ النعناع  

حكمةِ المطر  

وبدورنا نهنئ ونبارك للصديقة الشاعرة فاتن مصاروة بإصدارها الجديد "كأنّي حدائق بابل"، ونتمنى لها التقدم والنجاح والمزيد من العطاء والإبداع والتألق الدائم. 

صدور مجموعة وهيب نديم وهبة الشعرية: تولد في الألوان باللغتين العربية والانكليزية



 وهيب نديم وهبة

Waheeb Nadeem Wahbah

تُولدُ فِي الألْوَانِ / Born in the colors


ما بينَ أرضِ كنعانَ، أرضِ الأَنبياءِ والقداسَةِ... وبينَ أرضِ الكِنانَةِ، أرضِ الحضاراتِ والقيامةِ... ظهرَت تَبَاشِيرَ "الوِلَادَةِ "مِن غَياهِبِ الغَيبِ... في طَبعَةٍ أنيقةٍ وغَايَةٍ في جمَاليّةِ الإخراجِ بالعَربيّةِ والإنجليزيَةِ. 


Between the land of Canaan, the land of the prophets and holiness... And between the land of Kenanah (Egypt), the land of civilizations and resurrection... the heralds of “birth”  emerged from the unseen.. In an elegant and smart edition... In Arabic and English.



تُولدُ فِي الألْوَانِ / Born in the colors


المَجمُوعَةُ الشّعرِيّةُ: تُولدُ فِي الألْوَانِ

انسِكابُ الشّعرِ مِن قارورةِ القلبِ... مِن عَبَقِ الوَردِ، ما بينَ الجُرحِ والفَرحِ والعِشقِ والانكسارِ... خرَجَت بالعربيّةِ والانجليزيّةِ لِلحياةِ... المجمُوعَةُ الشّعرِيّةُ "تولَدُ في الألوَانِ" للشاعِرِ الأديبِ: وهيب نديم وهبة – الترجَمَة للّغَةِ الانجليزيّةِ - الشاعر المُترجِم حَسَن حجَازي حَسَن - جُمهورِيّة مِصرَ العربيّة. 


The Poetry collection: Born in the colors

The spilling of poetry from the flask of the heart... From the fragrant of  roses, between the wound and joy,  love and defeat... has come out in Arabic and English for life... The Poetry collection "Born in colors" by the poet Writer: Waheeb Nadeem Wahbah- The English translation by the poet and translator: Hassan Hegazy Hassan. Arab Republic of Egypt.


إِشَارَة: 

إِصْدَار دَار: اَلأَدهَم لِلنَّشر وَالتَّوزيعِ – اَلْقَاهِرَة/ مِصر 2021

Dar Al-Adham for publishing and distribution / Cairo - Egypt.

اَلْغِلَاف :يمنة حسن حجازي

Cover: Youmna Hassan Hegazy


حاتم جوعية: في زيارتي الكاتب والناقد الدكتور نبيل طنوس


           زارني مساء  يوم  الأربعاء ( 21 / 4 / 2021 )  الصديقُ الشاعر  والأديب  والناقد  والمُترجم الدكتور نبيل طنوس  من  قريتي المغار .. ودار الحديثُ بيننا في مواضيع الأدب والثقافة والنقد  الأدبي  والترجمة  وإصدار الكتب.. وتطرقنا إلى موضوع جائزة التفرغ السلطويَّة التي أنا مقاطعها  ولا أتقدم لها إطلاقا من  منطلقٍ مبدئي ، وهي لا  تشرفني .. وحسب إعتقادي لا تُشرِّفُ أيَّ إنسان فلسطينيٍّ وعربي وطنيٍّ حُرٍّ وشريف يحترمُ نفسه ويحترم كتاباته وأدبه ويحترم  شعبه..هذه الجائزة التي أصبحت  تُمنحُ كلَّ سنة  لكلِّ من هَبَّ  وَدبَّ  ولأشخاص  لا  توجدُ  لهم  أيَّةُ  علاقة  مع  الشعر  والأديب  والثقافة ويجهلون قواعد اللغة العربية وحتى أنهم  لا يعرفون  كتابة الإملاء  وبينهم وبين الثقافة  والأدب  والإبداع  مسافة  مليون سنة ضوئيَّة ..والهدف من هذه الجائزة  حسب  رأيي  ليس خدمة الثقافة  والادب  بل  تدمير الثقافة والأدب والفن والفكر والإبداع المحلي .

         والجديرُ بالذكر ان الدكتور نبيل طنوس  يعملُ الآن على ترجمةِ عدة  كتب أدبية  ودواوين  شعرية من العربيَّة  للغاتٍ أخرى .. ويعملُ أيضا على تأليف عدة كتب مدرسيَّة  للمناهج التدريسيَّة  للسَّنة  القادمة .وقريبا سيصدرُ له كتابٌ جديد وهام في النقد الأدبي وهو دراسة مطولة ومُسهبة عن الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم راشد حسين .

  ...هذا وقد أهديتُهُ  أنا  آخر كتابين لي ، وهما :

1 )   كتاب  دراسات  في أدب  الأطفال  المحلي  -  (  تأليف الدكتور حاتم جوعيه )

2 ) كتاب دراسات في أشعاري  بعنوان : (( دراسات  في الأدب الفلسطيني المعاصر  -   أثر جماليات  الموضوع  "  الشاعر الدكتور حاتم جوعيه  " أنموذجا ))  -   تأليف الشاعرة والأديبة  إيمان مصاروة  من الناصرة .


مجلة "الإصلاح" الثقافية في عدد جديد.. نيسان 2021

  


عرعرة- من شاكر فريد حسن  ـ


صدر العدد الجديد (الأول، المجلد العشرون، نيسان 2021) من مجلة "الإصلاح" الثقافية الشهرية، وجاء حافلًا بالمواد الأدبية المتنوعة، وتزين صفحة الغلاف الداخلية صورة قديمة وحديثة للجامع الكبير في بئر السبع. 


في كلمة العدد "العروة الوثقى"، التي يكتبها رئيس التحرير الأديب مفيد صيداوي، تودع المجلة ثلاثة من أعمدة الأدب والتربية في المثلث، وهم: المربي طلعت صالح شرقاوي من مصمص، والمربي عبد الرؤوف القربي من كفر قرع، والشاعر أحمد فوزي أبو بكر من قرية سالم. 


ومن المساهمين في العدد كل من: فتحية أمين بمقال نقدي بعنوان "الطريق إلى جورة الذهب.. قصة د. حاتم عيد خوري ما بين السرد وفن الحكاية"، ود. حاتم محاميد عن "لغتنا العربية يسرٌ لا عُسر"، وسعود خليفة في حكم واقوال مأثورة، والشيخ غسان الحاج يحيى في قراءة ومتابعة نقدية حول "ياسمينة تتذوق تبرعمها" للشاعرة د. رقية زيدان، ود. محمد حبيب اللـه عن مرور سنة على انتشار وباء الكورونا، ود. رقية زيدان في محطات من السيرة الذاتية، والأستاذ عبد الخالق أسدي يرثي زوجته وشريكة حياته، والمسرحي رياض خطيب بين الشاعر ناظم حكمت ومنوّر، والأديب شاكر فريد حسن عن يوسف ناصر الأديب المميز، ود. منير توما عن بلدة دير القمر اللبنانية ولّادة للعديد من الأدباء والشعراء اللبنانيين. 


أما د. بطرس دلة فيقدم قراءة في كتاب الشيخ كمال منصور " تأملات وخواطر"، والكاتب محمد علي سعيد في تفسير أسماء الأشهر العربية الهجرية- دراسة لغوية مختصرة، والكاتب عمر سعدي في الذكرى الماجدة الخامسة والأربعون ليوم الأرض الخالد، وسعيد نفاع في بيان عن التطبيع وترجمة الإبداع العربي الخارجي إلى العبرية، والأديب حسين مهنّا في زاويته عين الهدهد عن المصارعة وأخواتها. 


وفي العدد كذلك دراسة لعيسى الناعوري عن ذكريات الأندلس في المهجر، وحوار مع سماحة الشيخ عمر كسواني أجراه الصحافي محمود محاميد (خبزنة)، وقصيدة للشاعر مصطفى الجمّال، وقصيدة " القرد في السفينة " لأحمد شوقي، وقصة "نسمة حياة" لآمال دله كريني، وقصة "اجرام تحت الظلام" ليوسف صالح جمّال، بالإضافة إلى  الزوايا " نافذة على الأدب العبري" و"نافذة على الأدب العالمي"، و"جمال الكتب" و"وصلتنا رسائلكم"، وأخبار ثقافية ومقتطفات أدبية. 

رحلة استطلاعيّة على أعتاب الفردوس وقراءة نقديّة في لوحة الأديب والشاعر وهيب وهبة الإبداعيّة: الجنَّة

 


كتب علم الدين بدرية ـ


كتاب الجنَّة الطبعة الرابعة يقع في مئة صفحة من الحجم المتوسط باللّغتين العربيّة والإنجليزيّة، يضمُ أربعة وخمسين مشهدًا، صدر عن مركز التراث التوحيدي ودار الحديث للإعلام والنشر.    

للمرّة الثانية تتمحور اللّغة وتفقد ارتفاعها أمام نصٍ أدبي ضخم وعمل أبداعي متميّز يجمع النضوج الفكري والوعي الكوني في تخوم عطاء فريد وموضوع شائك يعبّر عن حاجة دفينة في روحانيّة الأنسان وهاجس إنسانيّ في تاريخ التّطور البشري عبر كل العصور، للمرة الثانية تترنّح البوصلة وتفقد اتجاهاتها بعد تداخل الأبعاد لتُصبح عوالم متوازية بين الحقيقة والخيال فتتألق مشاهد أبداعيّة في مسرحيّة الحياة، فبعد العمل الإبداعي الفريد للشاعر وهيب وهبة (خطوات فوق جسد الصحراء) الذي وصل ذروته في أعلى صور الثقافة الروحيّة والإبداعيّة الجامع لكلّ مقوّمات البلوغ الأدبي في واقع تاريخي وانصهار إنسانيّ في الحضارة الإسلاميّة وبعد الاكتمال في الشكل والظاهر بأنواره الجماليّة وتحديد الاتجاهات على أرض النبوءة، يأتي هذا النص موغلاً في الباطن، في عمق الأعماق في شامبالا الحضارة الإنسانيّة، أنها الجنّة البتول التي حاول وهيب أن يدخلها ويحلّ أسرارها ويفكّ رموزها عبر لوحة واحدة تتجسد فيها الصور في انعكاساتها الكونيّة وأبعادها الفيزيائيّة والأثيريّة أنها الجنّة ومداخلها الخمسة، فبين الإيمان والرجاء تُفتح البوّابات الأثيريّة الخمس لتطلّ على جنّة عرضها السموات والأرض، يأخذنا الوهيب بعدما جاورت خطواته خطوات الرسول الكريم وداست أعنّة أفكاره أرض النبوءة فأعلن ملحمة القصيدة في خطوات فوق جسد الصحراء... يعود إلينا وقد غرس شجرة أصلها العرفان وكوثرها الحكمة في نصٍ موغل في القدم من بدء التكوين حتى الكشف عن حدود الفردوس وكتابة المواثيق والعهود وإغلاق الباب لحين الظهور الأخير، يعود ألينا شاعرُنا ليُمسرح الكلمة ويتخطى الحرف عبر أربعٍ وخمسين صورة رسمها بريشته المخمليّة ولغته البليغة الأبداعيّة دون قيود تحدد الشّكل والمضمون، لتخاطب العقول وتلامس الفردوس المفقود وتُبحر بنا عبر وحدة الوجود لذلك المجاز، تُخلق الكلمة، يَنبثقُ النور يُضيء مشارف العوالم وتُفتح أبواب الجنّة على لهفة التساؤل وتخيّل الاحتمال وجمال ما لا يدرك في سبر أعماق الذات فيتجلى الشوق الكامن منذ الأزل في مرايا النفوس الخيّرة معلنًا أن الانتظار لن يطول في اكتناه المعنى ومعاينته وانهيار السدود والأسوار بات قاب قوسين أو أدنى لتشرق ثورة عرفانيّة معرفيّة في مفهوم الجنّة.

عندما قرأتُ خطوات فوق جسد الصحراء كتبت عن تجربة جماليّة فريدة  وقمّة إبداعيّة في ملحمة القصيدة، كان الشكلُ طاغيًا والظاهر مكتملاً في أبهى رسالة، لكننا هنا أمام باطن الباطن وسر الأسرار وحقيقة بين الواقع والخيال فجنّة الوهيب هي شامبالا، هي أرض المياه البيضاء، هي حلم البشريّة منذ فجر التكوين وانتظام سبعين دور، نعم أنها رؤى غارقة في القدم منذ ملايين السنين، أنها أرض الحكمة والحكماء عبر العصور، أنها واحة الأسياد والمعلِّمين المكرَّسين وهاجس الموحدين والباحثين والأتقياء.

ها هو يعلن في الصورة الخامسة والسادسة أن للجنّة مجالاً داخليًا حيث يسطع نور دافئ لطيف يتحكم بالاتجاه والوقت ومدارًا خارجيًّا يتحرك دوريًا كمدار الإلكترونيات حول النواة في الذرة، منحنٍ معلق يتحكّم في جغرافيّة المكان والزمان.

لقد استيقظ شاعرنا على صراخ الأرض المثقلة بآلام البشر وآثامهم عبر العصور، أرهقه عذاب الملايين ومعاناة الأنسان فمد له يده ليدلّه على معالم الطريق.

لكل لونٍ دلالته المجازيّة والفيزيائيّة، اللون الأخضر لون العقل الذي هو جوهر غير مركّب وغير قابل للتجزئة عَرفه الشاعر منذ عَرف النُّطق فكانت الكلمة دليلاً عليه، لذلك البوّابة الخضراء المؤديّة للفردوس شامخة، شاهدة على قدوم أهل الخير ووصولهم الى الجنّة.

اللون الأحمر يثور حين يشتدّ الظلم والاستبداد وتفقدُ الإنسانيّة عدالتها وطريقها القويم، لذلك البوّابة الحمراء تقف في أرض الجنان لا تفتح الا حين يشتدّ ويعلو صراخُ المعذّبين في الأرض ويقرع أبوابَ السماء فيكون الخلاص ويبدّل حال الصابرين.

اللون الأبيض تدركه عندما تضع أول قدم في جنة النعيم، يكسو البيوت والطبيعة فيتّحد اللون والشكل ويعيش الإنسان والحيوان والنبات والجماد والعناصر جميعًا في تآخٍ وسلام فيسطع الأبيض بلونه الحي ووهجه الشفّاف البلوريّ الصافي. البوّابات الثلاث تقف صامدة من الأرض الى السماء، الخضراء تنتصب في الوسط، الحمراء على اليمين والبيضاء على اليسار والحياة رمز والجنّة لغز والغاية وحدانيّة الخالق.

اللون الأزرق يغيّر شكل الأرض، لون السماء وانعكاس البحر، البوّابة الزرقاء تتعالى تصل قبة السماء عناق جمالي، أنها حلم كل متأمّل، زاهد يُبصر الموسيقى المنسجمة فيتّحد ويغرق بالأزرق.

اللون الأصفر، لون السنابل الذهبيّة المنحنيّة تواضعًا بالحكمة، طريق الذهب حيث يلتقي الرمز بالصّورة فتشرق الشمس بروعة الأصفر عبر النور والضياء وهنا تعلو البوّابة الصفراء تلمع وتعكس شمسًا دافئة معتدلة تظلل المكان وتحمل القادم في خيوط من نور على جناحي فراشة تسمو نحو النور.

ويستمرُ شاعرُنا في طريقه وقبلته أرض الحكمة والحكماء ورحلته الإيمان والتوحيد والصفاء واصفًا كل خطوة وكل منظر من روعة المكان وتداخل الزمان وتشابك الأبعاد، ينجلي أمامه السراب وتظهر بوّابات الجنّة الخمس فيكون العبور الى مدائن تحمل الألوان الخمسة، يصفها وصفًا دقيقًا بجماليات إبداعيًة وريشة فنّان قدير .

ويختم الشاعر وهيب وهبة الصورة الرابعة والخمسين الأخيرة بمشهد العائد الى أحضان الفردوس... النفس دون الجنّة غريبة تعيش الغربة والجسد فانٍ والروح منفيّة في مشارق الأرض ومغاربها، يحثّك ان تكون معه مرافقًا ومقبولاً في أرض الحكمة والنعيم، فيقول: اِخْطُ معي نحو الأمام نحو الجنّة، أمامك أرض منبسطة عشبيّة تحت قدميك.

عزيزي القارئ والمتلقي، تحليل وقراءة هذه الصور والآيات والمشاهد تطول الى ما لا نهاية وتتركك مندهشًا من روعة الوصف وحبكة النص والرسم بالحروف والكلمات، إنها من أجمل المسرحيات ولا أريد أن أفقدك عنصر المفاجأة ولهفة اللقاء بسردي... وأبقي لك مساحة واسعة ليسرح عنان أفكارك راسمًا مشاهد في قراءة مسرحيّة القصيدة وألوانها الممزوجة بالرّوعة والإتقان.

وهكذا نجد أنفسنا أمام عمل ونتاج يصل ذُروته في أرفع الصور الأدبيّة والثقافيّة الروحيّة التي تحمل نوعيّة متطوّرة، مختلفة ومتميّزة وهي بحق قمة أخرى من القمم الإبداعيّة التي وصل إليها الأديب والشاعر وهيب وهبة. نرصد بها تداخل العوالم وتمازج الألوان وبروز عناصر التفاؤل وتألق الأمل الأخضر كسبيل للخروج من الظلم والظلام، الى أرض النور والسلام، لقد وفّق الشاعر بشكل باهر بأسلوبه البليغ وسلاسته في التعبير، في تبليغ رسالته الإنسانيّة وإشهارها.

للشاعر الفاضل أتمنى المزيد من التقدم والعطاء الراقي والمميز في الأدب وللقارئ الكريم أتمنى أن تكون له رحلة ممتعة عبر الطريق المرصوفة بمشاهدها الروحيّة والإبداعيّة الغنيّة بقيمتها الأدبيّة والجماليّة المؤديّة الى الجنّة وبوّاباتها الخمس.


دار الشروق تصدر أول أعمال الأسير أيمن الشرباتي


صدر في عمان ورام الله عن دار الشروق باكورة الأعمال الأدبية للكاتب الأسير أيمن ربحي الشرباتي، وجاء العمل تحت عنوان "أسرى وحكايات"، ويتناول فيه الكاتب جانبا من سيرته وسيرة من معه في المعتقل، وما يرافق رحلة الأسر من معاناة وقصص وما يتولد عن التجربة من حكايات إنسانية. ويشير الكاتب إلى أنه كتب هذه الحكايات في سجن نفحة الصحرواي، وانتهى منها بتاريخ 4/4/2020.

يقع الكتاب في (221) صفحة من القطع المتوسط، وقدّم له الكاتب محمود شقير، ومما جاء في التقديم : "يكتب أيمن عن معاناته في السجن وعن معاناة رفاقه، ولا تخلو كتابته من فكاهة عذبة ردا على تجهم الزنازين وجدران السجون". ويرى شقير أنه من الضروري التعجيل بإنهاء الانقسام الفصائلي، فهذه "واحدة من الرسائل الوطنية العديدة التي يحفل بها الكتاب". لأن الانقسام كان سببا في أن تسقط بعض الأسماء من قائمة التبادل.

أما المحامي الحيفاوي حسن عبادي فقد جعل التظهير تحت عنوان "لكلٍّ اسم وحكاية"، لافتا النظر إلى أن كل أسير له "قصة لم تحكَ بعد؛ بقيت مهمشة منسية ومغيبة، وهناك ضرورة ملحة لتوثيقها"، لأن في توثيقها كما يرى عبّادي تشكيل "فسيفساء لأسطورة نضالية يشهد لها التاريخ". 

ومن الجدير بالذكر أن أيمن ربحي الشرباتي قد اعتقل بتاريخ 17.03.1998، وحكم بالسجن مدى الحياة. ويلقبه الأسرى بـ (المواطن)، وكتب إضافة إلى هذا الكتاب مجموعة من قصائد الشعر الشعبي والأناشيد الإسلامية والوطنية.


استغاثة لوزير الداخلية المصري



انا المواطن محمود مصطفى  اقدم استغاثة للسيد وزير الداخلية لحمايتي من بطش رئيس مجلس ادارة احدى شركات البترول بمعاونة احد المسئولين بمحافظة السويس حيث فوجئت بقيام رئيس مجلس ادارة  الشركة بالتعدي على  قطعة الارض المملوكة  لي بمحافظة السويس   ولدي كافة المستندات التي تثبت ملكيتي لقطعة الارض  الكائنة بطريق نسيم بحي فيصل  بمحافظة السويس 

 وللاسف  قام  مدير الشركة بالاستيلاء على جزء من ارضي دون وجه حق ، فلجات الى القضاء واقمت الدعوى القضائية رقم 269 مدني كلي السويس لسنة 2020   

وبينما الدعوى تاخذ مسارها القانوني وانتظارا لحين فصل القضاء في القضية وبرغم  ملكيتي للارض ووجود بقيتها في حوزتي ، فقد فوجئت بتمادي استغلال نفوذ  رئيس مجلس ادارة الشركة بنزع اليافطة التي اضعها على ارضي متضمنة بيانات ملكيتي للارض ، واستقطاع وتخصيص جزء ثاني من الارض لصالح شركته بمعاونة نفس المسؤل ، وتم منعي بالقوة من وضع يافطة اخرى توضح بيانات  ملكيتي للارض  لذا ارفع هذا البلاغ  للسيد وزير الداخلية والتمس حمايتي  من بطش رئيس مجلس ادارة الشركة ومعه  المسؤل  لمنع استيلاؤهما على اجزاء اخرى  من ارضي لحين الفصل في الدعوى ألمقامه ضدهما.

مرفق صورة شخصية وصورة من  بطاقتي الشخصية 

مع خالص الشكر 

محمود مصطفى محمد حزين 

السويس


قبطي يوزع 1200 كرتونة رمضانية بالجيزة ويؤكد مصر نسيج واحد


أهدى المهندس روماني أبو ذكري، 1200 شنطة رمضانية، تحتوي على العديد من المواد الغذائية، للأهالي المحتاجين بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، مؤكداً أن مصر كانت وستظل نسيجا واحداً خاصةً في ظل الظروف الراهنة من الموجة الثالثة لجائحة فيروس كورونا وعدم السماح بإقامة أى موائد رمضانية حرصاً على سلامة المواطنين. 

قال المهندس روماني أبو ذكري، إنه قرر تجهيز عدد 1200 كرتونة رمضانية بها مواد غذائية وتوزيعها على ألف ومائتين أسرة تكفيهم طيلة شهر رمضان المبارك في محاولة لمساعدة الأسر الأكثر احتياجا، حيث لا فرق بين المسلم والقبطي، فمصر تحتاج أن يقدم كل شخص يده لجيرانه وأهل بلدته، بعيداً عن الإنتماء الدينى والعصبيات والتكتلات التي تهدد الروابط المجتمعية، فالأحياء قديما لم تكن تعرف الفرق بين منزل القبطي والمسلم، وعلينا الإجتهاد دائمًا لإعادة ترسيخ تلك المبادئ عن طريق التكافل الإجتماعى. 

وأكد "روماني"، أنه قام بتلك الخطوة ترسيخا لمبادئ الوحدة الوطنية، وأن مصر دائما نسيج واحد، والحرص الدائم على المشاركة في طقوس وعادات الأمة ومشاركتهم شهر رمضان الكريم، وأن رمضان فعلاً شهر الكرم والجود، ومحاولة للتخفيف عن كاهل المواطن المصري المحتاج في ظل تحديات أزمة كورونا الراهنة.

يذكر أن المهندس روماني أبو ذكري، أعتاد ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتوزيعها على أهالى منطقته بالعمرانية في مشاهد تجسد مفهوم الوحدة الوطنية والتكافل المجتمعي بين المسلمين والأقباط على حد سواء في مصر.



الشهيدة في الأمسية السابعة لمبادرة أسرى يكتبون



عقدت رابطة الكتّاب الأردنيين، وبالتعاون مع اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين يوم السبت 3 نيسان 2021 عبر تطبيق زوم، الأمسية السابعة من مبادرة 

"أسرى يكتبون"، تم فيها مناقشة رواية (الشهيدة)، للأسير في سجون الاحتلال الروائي هيثم جابر، وأدار الندوة الكاتبة والباحثة مريم عنانزة. شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء العرب، وبحضور أعضاء من الرابطة: أكرم الزعبي رئيس الرابطة، والروائي عبد السلام صالح، والأديبة هدى أبو غنيمة. 

قدمت في البداية الأديبة الفلسطينية المقيمة في لندن د. لينا أبو بكر قراءة نقدية للرواية، وقالت فيها إن الرواية الفلسطينية عمل مقاوم من الأسرى الفلسطينيين للاحتلال، وتحدثت عن إيجابية الرواية من حيث الصنعة الفنية والإبداعية، مبينة في تحليلها لرواية "الشهيدة" أهم المرتكزات الفنية والإبداعية للنص، كما قالت إن هيثم جابر كان منحازا للمرأة الفلسطينية، وتحدثت عن بعض محفزات النص، بخصوص حجاب بطلة الرواية سلمى، ما أثار نقاشا من الروائي أحمد الغماز بما تم طرحه من خلال الحجاب، فأوضحت أبو بكر ما كانت تقصده في تحليلها للنص الروائي.

وكانت مشاركة الكاتب هيثم جابر بكلمة ألقاها نيابة عنه أخوه علي جابر حيّا فيها المشاركين، وشكر رابطة الكتاب الأردنيين على هذه المبادرة، مضيفاً: نحن لا نكتب في الأسر كي نطلب الشهرة، بل نكتب من فعل مقاوم، فكما قاومنا بدمنا ونحن أحرار خارج السجن، نقاوم من داخل السجن بفعلنا النضالي الكتابي، وقال لا تتعاملوا مع أدب الأسرى من مبدأ الشفقة، ولكن حاكموا العمل فنيا، وليتم مناقشة الإيجابيات والسلبيات".

ثم فتحت مديرة الندوة للمشاركين المجال للمناقشة، فتحدث المحامي حسن عبادي حول علاقته بالأسرى الكتاب من خلال مشروع لكل أسير كتاب، وأشار إلى اهتمام هيثم بالقراءة وتطوير الذات وحرصه على أن تصله الكتب من خارج السجن، وخاصة الكتب النقدية.

أما الأديب الفلسطيني محمود شقير فقد قال في مداخلته أن الشهيدة رواية غرقت "في التفصيلات الكثيرة، وكنت أتمنى أن يترك مجالا لخيال القارئ، وأن يكون هناك فارغات يعمل القارئ على تعبئتها ليكون مشاركا في العمل بصورة ما".

ثم تحدث الناقد رائد محمد الحواري عن فنيات النص، وقال: إن هيثم قاصاً أفضل مما هو روائي، وروائي أفضل مما هو شاعر. وأما الكاتب فراس حج محمد فقرأ قصيدة "بلادي" من ديوان هيثم جابر "زفرات في الحب والحرب -2". مشيرا باقتضاب إلى ما في القصيدة من نواحٍ جمالية.

وكان للأسيرة المحررة عبير عودة مداخلة أشارت فيها إلى التجاهل الذي يعاني منه أدب الأسرى، وأفصحت عن العمل الجديد القادم للأسير هيثم جابر وهو الحزء الثالث من ديوانه "زفرات في الحب والحرب". وأكدت الكاتبة أسماء ناصر ضرورة متابعة الأسرى وهمومهم عامة وللمبدعين في الأسر خاصة، أما الكاتبة الفلسطينية المقيمة في ليبيا جمانا العتبة فقرأت بعض المقطوعات من رواية الشهيدة وأبدت إعجابها بكافة أعمال هيثم الروائية والقصصية والشعرية.

وفي ختام الأمسية شكر عضو رابطة الكتاب الأردنيين الكاتب محمد عارف مشة، المشاركين جميعا، ورحب بكافة أعمال الأسرى والمحررين لتجد طريقها إما للنشر أو للمناقشة والإشهار عبر هذه الأمسيات.


عز الدين المناصرة .. وداعًا

 


عز الدين المناصرة، الشاعر الفلسطيني المعروف، كان أحد كتاب موقع "الغربة" البارزين، وقد تلقينا خبر وفاته برسالة وصلتنا من الكاتب الفلسطيني شاكر فريد حسن، فلفنا حزن شديد على أحد اعمدة الشعر العربي المعاصر. رحمك الله ايها الصديق الكبير. لك الجنة ولنا الصبر.

بقلم: شاكر فريد حسن  


خطف الموت الشاعر والمفكر والناقد والاكاديمي الفلسطيني، ابن بني نعيم، عز الدين المناصرة، إثر اصابته بفيروس كورونا، تاركًا وراءه ارثًا شعريًا وادبيًا ونقديًا، والكثير من العطاءات في خدمة شعبه وقضيته المقدسة. 

ويعد المناصرة من سدنة الشعر، وأحد أبرز الرموز الثقافية والوطنية الفلسطينية، ارتبط اسمه بالثورة والمقاومة، واستطاع أن يحول كل ما كان يقوله إلى شعر تمامًا كالملك الاسطوري ميداس الذي يحول كل ما يلمع إلى ذهب. وهو من رواد فن التوقيعات الشعرية وقصيدة الهايكو. 

كان القلم والشعر سلاح المناصرة الذي ناضل به إلى آخر رمق في حياته. وكان صاحب مبدأ وموقف، ولم يغير من مبادئه ومواقفه الوطنية والفكرية والسياسية والجذرية أبدًا. عاش ومات شريفًا، نقيًا، ونزيهًا صادقًا، وحافظ على الوصية والأمانة. 

في صوته عمل، وفي شعره أمل، وبرزت في أشعاره أبعاد التمسك بالأرض والوطن  والهوية الكنعانية والتراث الشعبي الفلسطيني، وكم تغنى بكنعان وجفرا. 

رحيل عز الدين المناصرة خسارة فادحة وعظيمة بكل المقاييس للحركة الوطنية الفلسطينية وللمشهد الثقافي والشعري الإبداعي الفلسطيني، لا تعوض. 

عز الدين المناصرة، لماذا رحلت؟! ولماذا تركتنا، وتركت الشعر والأرض، والقضية، والقمح، والسنابل، والزيتون، وعنب الخليل..!! 

وداعًا.. وداعًا.. وداعًا يا شاعر الوطن وعاشق كنعان، فأنت وإن فارقتنا جسدًا، فإنك ستبقى خالدًا مخلدًا بإرثك العظيم وإبداعاتك الشعرية ودراساتك النقدية ومنجزاتك البحثية التي لا تعد ولا تحصى. 


الروح الأدبية في كتاب "الإصحاح الأول لحرف الفاء" للشاعر فراس حج محمد


بقلم: رائد محمد الحواري/ فلسطين

من يتابع إنتاج "فراس حج محمد" يجده متعدد المواهب، فهو شاعر، وناقد، وناثر، وما يقدمه من أدب يعد استثنائيا، فمثلا أن يكتب كتاباً كاملاً عن القهوة، "من طقوس القهوة المرة" ليس بالأمر العادي، كما أن إصداراته من الشعر تصاعدية، فكل ديوان له (طعم) خاصّ به، بحيث لم يكرر نفسه في أعماله الشعرية، أما إصدارته النقدية فهي أيضا متعددة، منها ما هو متعلق بالرواية،  وآخر بالشعر، وآخر بالقصة وقصة الومضة، ومنها ما جاء كنظرية في النقد: "بلاغة الصنعة الشعرية"، أما آخر كتابين فهما "نسوة في المدينة"، و"الإصحاح الأول لحرف الفاء"، فاللافت فيهما المفارقة الجميلة، الأول يتحدث عن أحداث وعلاقات/ مغامرات الكاتب مع النساء، بمعنى أنه متعلق بالعمل/ بالفعل، بالعلاقة الجسدية، ومن يقرأ "نسوة في المدينة"  يعلم أن الكاتب تألق فيه، حيث أقنع القارئ (بواقعية) الأحداث/ المغامرات/ العلاقات، وأمتعه فيما قدم، أما الكتاب الذي بين أيدينا، فهو يتناول العلاقة الروحية بين الكاتب وامرأة خصّها دون غيرها، لهذا، فهو كتاب متعلق بامرأة واحدة، وليس بعدة نساء، لهذا كانت (الروح/ العاطفة) هي التي تسيطر على الكاتب، فالقارئ يشعر أنه أمام كتاب (حب عذري) ممتع يتحدث الكاتب عن حبيبته بطريقة ناعمة وهادئة، حتى عندما يتناول العلاقة الجسدية، فالمفارقة بين لغة الكتابين (الحب الصريح/ والحب العذري)  يشير إلى قدرة الكاتب على الإبداع في أي موضوع يريد الكتابة فيه، وعلى أن "فراس حج محمد" قادر على إمتاع القارئ في أي أسلوب/ شكل/ لغة/ موضوع يتناوله.

سنحاول إضاءة شيء مما جاء في كتاب "الإصحاح الأول لحرف الفاء". بداية العنوان متعلق بالدين/ بالكتاب المقدس، وهذا يأخذنا إلى بعد/ عزوف الكاتب عن اللغة/ الأحداث/ الأفعال الصريحة التي تخدش الحياء، فكانت الأخلاق الدينية/ المقدسة حاضرة فيه.

أما حرف الفاء فهو متعلق بالكاتب الذي يبدأ به اسمه "فراس"، وبامرأة مجهولة يبدأ اسمها بحرف الفاء، وقد فضّل أن تبقى وراء الستار محافظا عليها، وهذا يخدم فكرة الأخلاق، ويتماثل مع تعاليم الدين.


لغة النصوص منها ما  جاء بضمير نحن: " على مرمى حزن نقاومه بكل ما أوتينا من صلابة روح، نكتب أوجاعنا، لا لنتصالح معها..."ص14، ومنها ما جاء بضمير أنا الكاتب: "لقد جعلتني أرى الدنيا بعينيك، كأنها لم تكن جميلة إلا عندما أنعم منك بــ "صباحك حب، فحبي لك لم يكن أكبر معجزة كونية خارقة، بل كان وعدا بلقائك القدري، كيف لا؟ وأنا أشعر بك، عالمي داخل عالمك" ص96، ومنها ما جاء بصوتها، صوت المرأة: "سأسال عينيك، ولحن يديك، فروحك معي، وقلبك في قاعة تحقيق مجحفة داخلي، أراد أن أسأله كيف به شق فؤادي دون تحذير، وأصبح جنته بظلال وارفة تغني لي ولك وكل نسمة صباحية تهب من تلقاء روحك، يا عشقي الوحيد، فأنا أحن لك كل وقتي، هكذا هو الحب يا فارسي الجميل، أحس أن قلبي قد ذاب هوى وارتحالا بك وإليك ولم تعد له معالم بادية" ص18،  فالقارئ يشعر بتباين اللغة بين الضمائر، فالأنثى/ المرأة تركز على الألفاظ المذكرة، وهذا واضح في المقطع السابق، بينما نجد لغة الكاتب/ الرجل/ المذكر "أني منتظر تلك المحكمة لعلني أشفى من كل تهمة، لأكون لك أبد الدهر، فأنا أحب سكون قلبك وهيجانه، وأعشق كل تفاصيلك، من أخمص قدميك حتى الرأس مرورا بكومة ثمارك الناضجة الشهية" ص19، وهذا ما يجعل الكتاب مقنعا (واقعيا)، فالقارئ يشعر بصدق مشاعر الكاتب تجاه المرأة التي يحب، حتى  أنه كان/ كاد يلفظ باسمها دون أن يعي عندما قال: "... فبك وحدك يحلو الهوى وتحلو الحياة ويغدو الصباح أكثر إشراقاً، فأنت أمنية الزمان، ولن يكون غير ما يجب أن يكون، فاطمئني، وأسكني بلابل الأسئلة بالحب والوصال"، ص17، فهذا المقطع الذي تكرر فيه "تكون، تحلو/ يحلو"، ومعنى "الصباح/ إشراقا، الحب/الهوى" كثرت الكلمات التي فيها حرف الحاء والمكون لكلمة حب: "وحدك، يحلو، تحلو، الحياة، بالحب" يشير إلى تماهي الكاتب مع الحالة الروحية/ العاطفية التي يمر بها، فانعكس ذلك على الألفاظ والحروف التي استخدمها، ومن ثم كان/ كاد يبوح باسمها حين استخدم "فاطمئني".

الألفاظ (تكشف) لغة المتحدث وجنسه، لأنه يتماهي معها، حتى يبدو أحيانا أسيرا لها، ولتبيان هذا الأمر سنأخذ هذا المقطع: "لحظات من الفرح الكوني الغامر جعلك تسهرين معي حتى الصباح بين إحجام وإقدام، وبين وله مكتوم ومناجاة تشف عما في النفس من رغبة حانية لعناق أبدي يجعلني أنثر الورد قبلات ترتسم على محياك البهي، وتجعل الدم المتخثر في العروق يشعر بحرارة أنفاسك، أشعر بك قربي تتنفسينني، فتستقيم اللغة تخطر في تبخترها وجنونها، كأنها وجدت ضالتها فينا، فيزلزلني إحساسك بي فتقشعر كل ذرة في جسدي شوقا لوصال يحلو ويعذب ويرقى إلى معارج الروح.

دمك أحيا قلبي، فتغيرت خلايا جسمي، وأصابها كيمياء التحول، لنصبح كيانا واحدا متصلا أبداً، فأنت مدرستي، تعلمت في صفوفها فنون الغرام، وأريدك أن تزيديني علما وارتواء، فأنا دونك أشعر كأنني صحراء تشتهي قطرات الندى، فما زلت أحس بأنني طالب يحبو في مدارج روحك، فيحملني إحساسي المشتاق لأكون بين أحضانك تمنحينني الحب صافيا عذبا كأنه الخمرة المعتقة". ص26 و27. لغة المقطع الأول لغة الرجل/ الذكر، وهذا نستدل عليه من خلال: "وتجعل الدم المتخثر في العروق يشعر بحرارة أنفاسك، فتستقيم اللغة تخطر في تبخترها وجنونها"، فالمعنى متعلق بحالة الرجل، بينما المقطع الثاني يأخذنا إلى المرأة التي نجدها في: "دمك أحيا قلبي، فتغيرت خلايا جسمي، وأصابها كيمياء التحول، لنصبح كيانا واحدا متصلا أبداً، صحراء تشتهي قطرات الندى"، فالمفارقة بين اللغتين الأولى تدفع/ تلقي، والتي تتلقى/ تقبل تشير إلى وجود متحدثين، متكلمين، يستخدم كلّ منهما ألفاظاً خاصة به ومتعلقة بمشاعره، وهذا ما يجعل القارئ يشعر بأن الكتاب لم يكتبه شخص واحد، بل اثنان، هو وهي.

قلنا إن "فراس حج محمد" يتقن الكتابة في أي شكل/ موضوع، وإذا ما أخذنا قصيدة "أغنيات لسمو نهديك" وما فيها من (حب صريح/ مكشوف) وقارناه مع ما جاء في كتاب "الإصحاح الأول لحرف الفاء"، نتأكد أننا أمام كاتب متألق، يتحرر عندما يجنح، ويلتزم عندما يحافظ سنأخذ شيئاً مما جاء في كتابه الأخير لتبيان كيف استطاع أن يشير إلى العلاقة الجسدية بلغة أدبية روحية: "هذا هو ندائي ونداؤك الأبدي، عندما يسيل العسل من خليته، فترتوي الخلايا برذاذ الوصال، وتغتسل الروح بأشواق الحنان، وتبتل الجوانح بغيمة تهمي بين أودية تتلهف  حجارتها لرشقة أو لرشفة من صريح خمرتك المسكوبة بين بينك في احتدام الاضطرام، وتنتشي وتنتشي كأنها بعقل خاص ومنطق خاص، فقط عندما يسيل العسل من خليته" ص45، ثنائية اللفظ أو المعنى في: "ندائي/ نداؤك، خليته/ الخلايا، تغتسل/ تبتل، لرشقة/ رشفة، تنتشي، خاص، يسيل،  العسل" تأخذنا إلى حالة التوحد بينهما، إلى العلاقة الجسدية، التي كانت حاضرة من خلال الإيحاءات الجنسية.

وهناك مقطع آخر يدخل في التفاصيل أكثر: "يطول بنا اللقاء، فتزداد وردتك القطنية نعومة وطراوة، فينبت عليها بعض من الشعر المتطفل على ملمسيها الحريري، تسارعين لاستتباب النعومة الناصعة البياض، لتظهر الوردة كأنها درة من ماس بريقا وانجذابا، يسيل من فتحتها بعض ماء، فيعبق الجو بك، ورويدا رويدا، وإذا بالنبع ينبجس ثرا، فينغمر في مراقدها في وردتك، وتنعم الألف المنتصبة بطقس اغتسال في مرقدها في وردتك، فتروح وتجيء مرات ومرات لعلها تصبح أكثر صلابة مما هي عليه، وأكثر انتفاخا، والقلنسوة الحمراء أشد حمرة، والفتحة متهيئة لانبجاس الماء لتتلقاه يدك الناعمة، فيفيض من بين أصابعك، تلقين في مسمعي نشيد شهوتك الحنون، فتأتمر الألف بأمر الطلب وتعتمد مرة أخرى وتنتصب لتعاود الكرة من جديد، لا تكل ولا تمل" ص48، رغم أن المقطع يثير شهية القارئ، لما فيه من ألفاظ وصور تأخذه إلى الشهوة الجسدية، إلا أن الكاتب بقى محافظا على مسار الإيحاء دون التصريح/ المباشرة، وهذا ما يميز فراس حج محمد.  

الكتاب من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى، 2021      


اجتياح جنين في عمل جديد لأسامة المغربي


تقرير: فراس حج محمد

تحت تجنيس سردية صدر في نابلس مؤخراً عن (المكتبة الشعبية- ناشرون) العمل الثالث للكاتب الفلسطيني والأسير المحرر أسامة مغربي. ويتناول العمل الذي حمل عنوان "اجتياح" ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح مخيم جنين عام 2002. ويأتي هذان العملان بعد روايتيه "العناب المرّ" و"اغتراب".

اعتمد الكاتب في بناء سرديته على الأحداث التي رافقت الاجتياح الإسرائيلي في الأول من نيسان لمخيم جنين عام (2002)، وتهدف بشكل عام إلى تسليط الضوء على الجانب الإنساني والوجداني للمحارب الفلسطيني في تلك الفترة وتفاصيل المعاناة الإنسانية للمخيم والمجتمع الفلسطيني أثناء الحروب غير المتكافئة، كما تهدف وبشكل خاص إلى توثيق حدث بطولي وإعجازي لافت في الثبات والصمود في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصر. كما يكشف العمل عن الظروف التي ساهمت في تشكيل المحارب الفلسطيني، ودور المرأة الفلسطينية في حركة النضال الوطني.

تقع السردية في (89) صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها يوسف خندقجي، إذ احتلّ مشهد من مشاهد الاجتياح الغلاف الأول للسردية.

ومن الجدير بالذكر أن الكاتب يحمل شهادة الماجستير  في المحاسبة، ويعد لشهادة الدكتواره في القانون العام والعلوم السياسية.


اصدار ملحق خاص بمرور 50 عامًا على صدور مجلة الإصلاح


عرعرة- من شاكر فريد حسن ـ  


أصدرت دار الأماني للطباعة والنشر والتوزيع في بلدة عرعرة- المثلث، ملحقًا خاصًا بمناسبة مرور 50 عامًا على صدور مجلة "الإصلاح" الثقافية الشهرية، استهله رئيس تحريرها الأستاذ مفيد صيداوي بكلمة تحت عنوان "الإصلاح خمسون عامًا من العطاء الفكري والأدبي"، تحدث فيها عن مسيرة المجلة وتوقفها لسنوات ثم عودتها للصدور بشكل منتظم كل شهر، شاكرًا القراء والداعمين والمساهمين في الكتابة للمجلة. 

وشارك في الملحق النقابي جهاد عقل عن ذكريات في ذكرى العقد الخامس لتأسيس الإصلاح، تطرق فيها إلى فكرة تأسيس المجلة كرافد من روافد البرنامج الثقافي والاجتماعي في قرية عرعرة، بينما النقابي دخيل حامد فيقدم تهنئة للمجلة، وفادية محمود خبزنا محاميد كتبت عن المجلة كقيمة أدبية فكرية وثقافية، والكاتب محمد علي سعيد عن هدف المجلة هو كاسمها الإصلاح في المجتمع، وأشاد بالمجلة كإنجاز ثقافي عظيم جدًا، والأديب شاكر فريد حسن فأثنى على المجلة والقائمين عليها كون الإصلاح أحد المنجزات الثقافية والروافد الفكرية المهمة، وصرحًا ثقافيًا ومنبرًا حرًا يلتف حولها أهم وأبرز الكتاب والمبدعين والمثقفين في البلاد. 

أما الشاعرة والكاتبة انتصار عابد بكري فتكتب عن الإصلاح باعتبارها مجلتها، في حين يكتب الصحفي محمود خبزنا عن الإصلاح سنديانة من الخطاف انبثقت ونمت، وكمال جمّال فيهنئ المجلة ورئيس تحريرها ببلوغها الـ 50 عامًا من عمرها الغني بالعطاء الثقافي. 

ويسلط د. يوسف بشارة الضوء على مسيرة المجلة وعلاقته بها كواحد من كتابها ومن أعضاء هيئة تحريرها. ويقدم أحمد أسعد عزب تحية للمجلة، والمربي المتقاعد أحمد نمر خواجة عضو هيئة التحرير فيقدم شهادة معتبرًا الإصلاح مجلة الفكر النيّر والثقافة الأصيلة يكتب فيها كوكبة من فرسان القلم الذين يتطرقون في مقالاتهم إلى موضوعات أدبية متنوعة، أما جمعية "أبداع" للفنانين التشكيليين فتقدم تحية وتهنئة بهذه المناسبة الطيبة.  

ويحتوي الملحق كذلك على قصيدتين لابن الخطاف، وترجمة للبروفيسور حسيب شحادة لقصة من كتاب "الحداد". بالإضافة إلى كلمة العدد الأول من المجلة ومقتطفات من أعدادها على مدار سنوات متعددة وغير ذلك من صور.