إصداران للأستاذ عبد الخالق أسدي عن أم كلثوم وجمال عبد الناصر

 



كتب: شاكر فريد حسن  

صدر مؤخرًا، كتابان للأستاذ عبد الخالق أسدي (أبو رامي)، ابن بلدة دير الأسد في الجليل الفلسطيني، الأول عن سيدة الغناء العربي كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم، قدم له الشاعر والناقد د. منير توما، والثاني عن الزعيم القومي العروبي الراحل جمال عبد الناصر، وكتب مقدمته الكاتب والصحفي زياد شليوط.  

وقد جمع عبد الخالق أسدي في هذين الكتابين مقالات سبق أن نشرها على امتداد سنوات طويلة في عدد من الصحف المحلية منها صحيفة "الاتحاد" العريقة، وفيها يتجلى مدى الحب والتقدير الذي يكنه الكاتب لهاتين الشخصيتين الرائدتين والاستثنائيتين في التاريخ الفني الغنائي والسياسي العربي. 

ويعرض المؤلف في كتابه عن ام كلثوم العلاقة الشخصية والإنسانية والفنية مع شاعر الحب والجمال أحمد رامي، الذي تفيض قصائده المغناة رقة ونبرات عاطفية، وإلى مواقفها الوطنية، ويورد مقتطفات من أغانيها، التي تؤكد عشقه لهذا الصوت الغنائي الخالد، وهيامه بكلماتها. 

أما كتابه الثاني الذي يحتوي على مجموعة مقالات عن عبد الناصر، فيستعرض تفاصيل كثيرة من حياة عبد الناصر والحقبة الناصرية، ويتناول شخصيات ومشاهير برزوا في الزمن الناصري كالصحفي محمد حسنين هيكل، وخالد محمد خالد، أحد الضباط الأحرار، الذي يكرس مقالًا عنه، ومقال آخر عن الصحفي الكبير هيكل، الذي كان موضع ثقة عبد الناصر، ويتناول كذلك الوحدة بين مصر وسورية وانفصالها وأبعاد ذلك على الأمة والشعوب العربية، ويتعرض إلى ما أصاب مصر والعرب من هزيمة العام 1967، وتحمل عبد الناصر مسؤوليتها عنها، وتداعيات رحيله عن الدنيا على الواقع العربي. 

وبدورنا نرحب بهذين الكتابين الهامين، نتمنى للأستاذ عبد الخالق أسدي الصحة والعافية والمزيد من العطاء والكتابة والإصدارات. 


نادي الندوة الثقافي في الخليل يطلق: نسوة في المدينة




نظم نادي الندوة الثقافي في مدينة الخليل يوم السبت 26/6/2021، ضمن مشروع السرد والمجتمع بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان ندوة لإطلاق كتاب "نسوة في المدينة" للكاتب فراس حج محمد، واستهل اللقاء الروائي أحمد الحرباوي مرحبا بالكاتب والضيوف، مبينا أن الكتاب يفضح ما خفي من تفكيرنا، بحيث استطاع الكاتب تجسيد تلك التخيلات الباطنية دون مواربة وبوضوح تام وصراحة مطلقة.

وقدّم المحامي الحيفاوي حسن عبادي قراءة في الكتاب تمحورت حول فكرة العلاقات الافتراضية التي تُبنى في الرسائل البينية بين الرجال والنساء في العالم الأزرق (الفيسبوك)، وما يتبع ذلك من تطور في العلاقة وصولا إلى ممارسة الجنس الافتراضي. وأشار الكاتب عبادي إلى الجرأة التي تحلى بها الكتاب في تسليطه الضوء على هذا الجانب المخفي من حياتنا.

أما الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر التي شاركت في الندوة عبر تطبيق الزوم، فأشارت إلى ثلاث نقاط رأت أنها مهمة في الكتاب وهي: "العبثية" و"الغرور" و"العاطفة الملتبسة"، ووقفت عند هذه النقاط بإسهاب.

وشارك الأسير هيثم جابر في الندوة برسالة خاصة حيّا فيها الكاتب والحضور قرأتها إحدى الحاضرات، وجاء فيها: "من يقرأ لفراس يستمتع كثير ا بكتبه وإنتاجه مهما كان لون هذا المؤلف أو موضوعه. فراس له أسلوب خاص يجعلك تقرأه دون توقف. وأنت تقرأ مؤلفات فراس أنت تقرأ فراس نفسه ذهابا وإيابا فوق قارعة السطور".

وقبل أن يتم توقيع نسخ من الكتاب للحضور وتكريم إدارة نادي الندوة الثقافي للكاتب، افتتح باب النقاش والمداخلات حول الكتاب وأفكاره. ويذكر أن الكتاب صدر عن دار الرعاة- رام الله، ودار جسور- عمان عام 2020.


قراءة في التَّيار الفَلسَفي الفينومينولوجيا



قراءة في التَّيار الفَلسَفي الفينومينولوجيا (فَلسفة الجمال في الشعر ) )

- مقارنة بين الشاعر الفلسطيني الدكتور حاتم جوعيه وشعراء وفلاسفة عالميين تأثروا بالكتاب المقدس والتعاليم والمعاني اللاهوتية -

 بقلم : ختام حمودة – السويد  - سكونا- 

يقول مارتِن هايْدغر الفَيْلسوفُ الألماني الذي تَكهَّنَ بفلسَفَة الأشياء "وَما القَلَق إلاّ حالة الخَوْف المُطلْقِ أمامَ العَراء المُطلق" ذلكَ الفيْلسُوفُ الألماني الَّذي عاشَ حياته بالقٌرْبِ مِنْ ضِفاف الجَمال الفَوْضَوْي حَوْلَ نَهْرِ النيكار في الرِّيف الألْماني حَيْثُ مَقايِيس الْجَمالِ المُطْلَقِ في وادي النيكار الذي عَّبرعَنْ جَمالِيَّة اللَّغة بِعِبارَةِ "إن لُغتِي هِي مسكنِيٌّ، وَهِي موطِنِيّ ومُستقِرِّيٌّ، وهِي حُدود عالمِيّ الحمِيمِ ومعَالِمِهِ وتَضَارِيسِه ومِن نوافذِها ومِن خِلال عُيُونِهَا أَنظر إِلَى بقِّيَّة أَرجاء الكونِ الواسِع ".

مِنْ هُنا أبدأ بالتوغل بالفلسفة الجمالية في المخيلة الشعرية التي يَرَى الكَثيرونَ بأنَّ الشَّاعِر الألْماني 

هولدرلين كانَ يَسْرَحُ في بَراري الجَمَال المُفَلْسَف بِعَفَويَّةِ الْمَنْطِقِ المُجَرَّدِ مِنْ سَطْوَةِ تَبَرُّج وَبُهْرجِ 

الذَّات لا سَيَّما أنَّهُ عاصَرَ ثَوْرة التَّيار الرُّومانْتيكي الَّذي ظَهَرَ مَسارُهُ في أوروبا في القَرْن الثَّامِن عَشَر

وَ أَخُصُّ بالذَّكْرِ أوروبا الغَرْبيَّة الَّتي شَهِدتْ ثُلَّةً منْ فُرْسان الأدَبِ والفلْسفةِ لكِنَّ * الكَثيرينَ يَنْتقدونَ 

أسلوبهُ الفَنّي الفلسَفي وذلك بِسَببِ التَّأطير العَقائِدي.

يقول أرنست لوسين الفيلسوف الفرنسي صاحب مُؤَلَّف سلْسلة "فلسفة الروح" فيما يَخُصُّ فلسفة الرُّوح 

والجَمال بصفَة عامَّة أنَّ الفلْسفة هي"وصْف التَّجربة" فَما بالك في الشّعر الذَّي أُدْرجَ تحْت فلْسلفة الفنِّ

وعلى ذِكْر الشِّعر و من خِلال هَذه الرُّؤية المُقْتَضَبة عَنْ ماهيَّة ارْتباطِ الشَّعْر بالفَلسَفةِ يَجْنحُ الأمْر بي 

مِنْ زاويةٍ خاصَّة كَوْني أكتبُ الشَّعر إلى القَناعة الضئيلة بأنَّ الفَلسَفة هي _ حَسَب رؤيْة الفيلسوف

الفرنسي إرنست لوسين تلميذ هاملن"محاولةٌ لمَعْرفةِ الرُّوحِ" أي الشعور بماهية فلسفة الحبَ و الرُّوح 

والتَّعبير عنْها وفتْح نافِذة عَلى كَوامن الرُّوح منْ خِلال التَّعبير الشُّعوري الذَّهني عَلى مَساحات المُخيَّلة

في هذا النَّصَ قُمْتُ باقْتباس الجُزْء الَّذي تكلَّم فيهِ إرنست لوسين عَن فلسَفة الجَمال (الفَن ) في كتابِهِ 

(فلْسفة الرُّوح) الصفحة (639) حيث يقول : ( أنَّ جوْهر الجَمال يَجِب أنْ يَكون موْضوعًا حِسّيًا أمَامَ 

الحَواسِّ وأنْ يَكون على أقَلِّ تقْديرٍ تَصْويرًا ذِهْنيا لموْصوعٍ حِسّيٍ كَما هوَ الحال في الشِّعْر والمادَّةِ 

الجميلةِ تتجه إلى الحَواس والعَقل والرُّوح لأنَّ الوجود الحسِّي المَحْض ليسَ جَميلا لكنَّهُ يُصْبح جَميلا 

حينَ يُدْرك العقلُ تألّق الفكْرة منْ خِلالهِ ) (5) إلى هُنا ينتهي نص الفيلسوف الفرنسي إرنست وأشيرُ

مرَّة أخرى أن إرنست الفيلسوف الفرنسي يتَّفقُ مع الفيلسوف الألماني كانط في ماهيَّة فلسفةِ الجَمال و 

التّلقائية الذاتية لكنَّ الأخيرَ أضافَ على ماهيَّة فلسفة الجمال مبدأ التَّلاعب الحر في المُخيَّلة.

أمَا منْ ناحيَةٍ تُعْنى بالفلسَفةِ بما يَخُصّ الفُنون يرَى هيجل الفيلسوف الألماني و خرَيج كلية اللاهوت أنَّ 

الرُّوح التَّي تَعي ذاتها منْ مَنْظور "الوَعي المطْلق" وهو يشيرُ لهذا المصْطلح إلى الفَن,العقيدة والفلسفة

نعودُ إلى هولدرين مرَّة أخْرى ظَهرَتْ إحداثيَّات هذه النَّزْعة عنْد فريدرش هولدرلين (4) قبل أن 

يُصاب بمرض الشيزوفرينيا تحت ضَغْط عَوامِل حِسيّة داخليَّة متَداخلة وَمُترابِطة بالعَوامل الخَارِجِيَّة 

الَّتي تعرَّض لها مثْل المَورُوث العَقائدي والبيئة وإحْداثيات النَّشْأة والتَّكاثف العاطفي الغامِض الَّذي كانَ 

وًسيلة لانْبعاث الطَّاقات الهائلة المحبوسة في كَوامن روحِهِ بنزْعة فكرية فلسفية روحية خالصة وسلكَ

في مدارِج الرُّوح والفلسفة الرُّوحانية للحب تحت الطابع الكلاسيكي الرُّومانتيكي حيث ظَهرتْ العقدة 

الرَّئيسية الَّتي جَنَحتْ بشعْرهِ نحوَ فلْسفة الحبِّ المرْتبطة بِمَفاهيم الجمال الدَّاخلي وماهيات الرُّوح البَعيدة

عَن الغَريزة والشَّهوةِ الجَسَدية.

بدتْ اللُّغة في شعْرهِ تسْتهلك الرُّؤى المتَّحدة مع الرُّوح المنْفلتة بكثْرة واضحة تحْت تأْثير اللاهوت و

الحُب والفلسَفة المُقْترنة بتجرّد الذَّات الشَّاعرة من أَوَاطِرُ التَّكلف الذاتي والجنوح إلى التَّفلُّت العشْوائي 

لاسْتحضار ملامح الشّعر بحيث يتوافق الصَّوت الدَّاخلي والخارجي مع الصُّورة التي تَميلُ بعض 

الشَّيء إلى الكلاسيكي الرُّومانسي المتضامنْ مع الإيحاء التَّعبيري التَّخيُّلي والمعْرفة الخاصَّة الَّتي 

تُخاطب الخيالات التَّي تسْتمدُّ عنْفوانها وتناسخها من القُوى الباطنية المولّدة والباعِثة عَلى الابتكار.

على وجهٍ آخَرٍ وَ مِنَ الوهلة الأولى أسْتشْعرُ وأتلمَّسُ ظلالَ وجمال النَّسْغِ الفلسفيّ الفنّي في معظم 

قصائد الشَّاعر عمرو فودة الذي درس في جامعة الإسكندرية في كليّة التربية وهو شاعر مصري

أيضا.. لا يفوتني ذكر قصيدة (فلسَفَة الحُبِّ) للشَّاعر الفلسطيني  الدكتور حاتم جوعية الذي درَس اللاهوتَ 

والفلسفةَ مِن الأكاديمية العالميَّة لعلومِ الَّلاهوت وأصْدر ديوانَهُ عاشق من الجليل في آخر التسعينات..

تقاربت كِلْتَا ** القَصيدَتَيْن الشاعر حاتم جوعية (1)"فلسفة الحب "من قصيدة الشَّاعر الألماني

فريدريش هولدرلين(2) "ديـوتيـما" نجد أن المعشوقة ترتقي من ناحية اللاهوت إلى مرتبة 

(التَّقديس) ومرتبة (الحبّ الأبدي ) والتوغل في ( الحيّز الغارق في المدلولات التَّأملية الفلسفية ) 

في كوامن وخوالج النّفس الشَّاعرة بفلسفة وجْدانية بحْتة حيث خاطَبَ فريدريش هولدرلين حبيبته 

زوزيتّا التي خلَع عليها رداء الكاهِنة اليونانية ديوتيما في القصيدة التي حمَلتْ اسم الكاهنة اليونانية

كعنوانٍ لها وجعلها برتْبةِ الحبيبة المقدسة.والجدير بالذكر ان الشاعر الدكتور حاتم جوعيه لقد تأتر بالشعراء الكبار  العالميين،ونجد الطابع الفلسفي في شعره والنغحات الصوفيَّة  والرومانسية الحالمة وعنصر الإيمان  – سواء في قصائده  الكلاسيكية ( الموزونة والمقفاة ) أو في قصائده التي على نمط شعر التفعيلة أو المتحررة من قيود الوزن والقافية. وهو شاعر وأديب وناقد كبير له أسلوب وطابع مميز في  الكتابة. وهو إنسان وطنيٌّ ومناضل ومن شعراء المقاومة، ويُعدُّ في طليعة الشعراء والنقاد الفلسطينيين المحليين وحقق شهرة واسعة داخل الوطن وعربيا وعالميا رغم أنف التعتيم الجبان الذي مورس ضده من قبل أجهزة الإعلام المحلية الصفراء المأجورة والمذدنبة والعميلة والمتصهينة على مختلف أنواعها : ( صحف ،مجلات، إذاعات ومحطات تلفزة وغيرها )  . 

   في نهاية البحث أودُّ ان أشير إلى أن التَّيار الفنومينولوجي قد لمح إلى ماهية الابداع و فن التَّأويل 

وفلسَفة الفهم على أنَّها ما خَرَج عن القانون وتمرَّد على نظام التَّقنين والتَّعبير المقتَصر فقط على

مُحاكاة الذَّات الشَّاعرة برؤية تقتصر على مولِّدات تُفْضَي إلى حيّز ثريَ من العمليَّة التأمليَّة 

وثرثرة قياثير الخَيال

.....................

الغاباتِ السَّوْداء (1) :عبارة عن منطقة غابات جبلية في جنوب غرب ألمانيا

(4) شاعر ولد في 20 مارس 1770 في مدينة لاوفن وأصيب بالجنون بعد 

وفاة حبيبته زوزيتّا 

(5) النص الذي بين القوسين مأخوذ من كتاب (فلْسفة الرُّوح) الصفحة (63


..................................................................................


ملاحظة : ..لقد كتبت عني هذه الناقدة والاديبة العربية الكبيرة مقالة وعملت مقارنة مطولة بين قصيدتي وقصائد كبار الشعراء الغربيبين الفلاسفة . وقصيدتي هذه قديمة وليست جديدة ،كتبنتها قبل اكثر من 15سنة .والشيىء المضحك ان هذه القصيدة الرائعة والتي وضعها النقاد والأدباء الكبار خارج البلاد في مصاف الأدب والشعر العالمي لم تعجب أحد النويقدين المحليين المأجورين والمذدنبين والمستكتبين العملاء .. وحسب رأيه وفكره ومستواه السخيف والهابط ان هذه القصيدة التي هي في قمة الحداثة والإبداع والغنية والمشعة بالصور الشعرية الحديثة والساحرة والإستعارات البلاغية الجديدة والمبتكرة لا يوجد فيها تجديد .

 


نابلس تخطّ بالريشة والقلم أملاً جديداً




تقرير: فراس حج محمد (نابلس- فلسطين)

نظم منتدى المنارة للثقافة والإبداع في نابلس فعالية ثقافية فنية تحت عنوان "بالريشة والقلم نخط الأمل"، وذلك يوم السبت الموافق 19/6/2021. تذكيراً بالنكسة التي تصادف هذا العام ذكراها الرابعة والخمسين، واحتضنت صبّانة كنعان هذه الفعالية التي اشتملت على معرض فني وأمسية شعرية.

وجاء هذا النشاط الثقافي تحت رعاية محافظة نابلس ووزارة الثقافة وبمشاركة منتدى الفنانين الأحرار (الناصرة) ومركز أوتار والمركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية (نابلس). 

ورحبّت الدكتورة لينا الشخشير رئيسة منتدى المنارة بالحضور مؤكدة أهمية عقد مثل هذه النشاطات الثقافية التي تجسد وحدة فلسطين الثقافية كما هي وحدة تاريخية ومصير واحد، وأشار ممثل محافظة نابلس الأستاذ محمد الحواري إلى أهمية العمل الفني الذي يحمل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، وأما السيد حمد الله عفانة مدير مكتب وزارة الثقافة في المحافظة، فأشار إلى أنه قد تكون ريشة الفنان أقوى من بندقية الثائر. في حين تحدث الدكتور عدنان عودة عن طبيعة عمل المركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية، حيث يقوم المركز بعمل أنشطة تؤكد الرواية الفلسطينية المناقضة للرواية الصهيونية. وعبّر السيد نصر العلي مدير منتدى الفنانين الأحرار عن سعادته لمشاركة فنانين المنتدى بهذه الفعالية التي تعكس مدى الانتماء لفلسطين الجغرافيا والتاريخ.

وقد شارك في المعرض الفني أربعون فنانا فلسطينيا ما بين فنان محترف، ومن الهواة الذين قدموا من مدن وبلدات وقرى فلسطين، عارضين لوحاتهم الفنية التي تعددت مضامينها التي جسدت معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والمعاناة اليومية، وكانت القدس حاضرة جنبا إلى جنب مع الإنسان الفلسطيني فلاحا وثائراً وعناصر الحياة اليومية الفلسطينية، وأبرزت اللوحات أيضا جانبا من معاناة الأطفال الفلسطينيين الذي ذهبوا ضحية الاعتداءات المتكررة على غزة وعلى مدن فلسطين كافة. وشملت تلك اللوحات الإشارة إلى مراحل فلسطين عبر  التاريخ، ومناطقها الجغرافية المتعددة والزي الفلسطيني والأسرة الفلسطينية وموسم الحصاد، والأدب الفلسطيني.

كما تعددت التقنيات التي نفذت فيها هذه اللوحات ما بين الرسم بالألوان الزيتية والمائية والرسم بالرمل والآكريلك، واستخدام تقنية السكب بالمعدن، وعكست تلك اللوحات اتجاهات فنية متعددة ما بين الواقعية والرمزية والسريالية.

وخلال فترة العرض المسائية وفي أروقة القاعة حيث اللوحات الفنية عقدت أمسية شعرية لمجموعة من الشعراء، وهم: فراس حج محمد وعبلة تايه، وكامل ياسين ومفلح أسعد، وقد تمحورت قصائدهم حول الهمّ السياسي والوطني والحرب الأخيرة على غزة.

ثم تحدث المحامي حسن عبادي عقب الأمسية الشعرية حول أهمية الفنون في حياة الشعوب، معلناً "أعطني فنّاً أعطك شعباً"، مستذكرا الفعاليات والمعارض الفنية التي حضرها وكتب عنها.

وفي نهاية الفعالية الثقافية كرّم منتدى المنارة للثقافة والإبداع المنتديات والمراكز الشريكة في هذه الفعالية، وكرّم تكريما فرديا أيضا جميع المشاركين من الفنانين والشعراء، وقدّم منتدى الفنانين الأحرار هديتين؛ عبارة عن لوحتين من إبداع الفنان نصر العلي؛ إحداهما لمنتدى المنارة والآخر للمركز الثقافي للذاكرة والرواية الفلسطينية.


ملتقى روّاد المكتبة ينظم نشاطاُ بعنوان " كتابة الصورة الفنية وتحليلها"

 



نظم يوم الأحد  الموافق 20|6|2021م ملتقى روّاد المكتبة نشاطاً تفاعلياً استهدف فيه الروّاد الصغار بعنوان " كتابة الصورة الفنية وتحليلها" حيث استضاف الملتقى الأديب والباحث: عمر عبد الرحمن نمر الذي قام بتدريبهم على مهارات مستهدفة من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة، بهدف  تعزيز قدرات الذات على التفكير والتعبير، وذك بصياغة العبارات، وتأليف القصص، وتوظيف مهارة الحوار، بالاتكاء على الرسم وتمثيل الأدوار، ومن خلال الأنشطة تشجع التلاميذ للحديث عن دواخلهم واستنطاق ذواتهم، وذلك بتوظيف أساليب مبتكرة وغير تقليدية اعتمدت على مراعاة الفروق الفردية، وتوظيف مخزون التلميذ الحكائي، ومساعدته في تطوير التعبير عنه.

 وقد شكرت مديرة الملتقى الأديبة: إسراء عبوشي الأستاذ: عمر عبد الرحمن نمر على أسلوبه المميز في خلق التفاعل الداعم لتعزيز المهارات، وشكرت أيضاً مدير مكتبة بلدية جنين الأستاذ: كمال سمور على الدعم، حيث ولد الملتقى في المكتبة ووضع أهدافه حسب حاجاتها، وشكرت كذلك مسؤولة قسم الطفل الأستاذة: منى مساعيد التي شاركت الأطفال وعززت لديهم روح المشاركة ورحبت فيهم.

 و شكر خاص  للأمهات المشاركات في النشاط.

 ومن الجدير بالذكر أن هذه الأنشطة التي تعزز الذات، وترسخ المواهب وتدعمها، وتنمي الشخصية وتحثهم على الإبداع والتميز، بالإضافة إلى تشجيعهم على المطالعة والكتابة، لا تتحقق إلا بمساعدة الأهل فعلي الأهل أن يكونوا على مستوى عالي من الوعي لمتطلبات أبنائهم وتشجيعها.


كلمات في حقّ هذه الخطوات/ أ.د. أحمد محمد ويس



أستاذ نظرية الأدب وعلم الأسلوب

جامعة البحرين / جامعة حلب

يختلف شعورك وأنتَ تشرع في خطوات وهيب وهبة عن شعورك بعد أن تصل إلى منتهاها: فأنتَ تلحظ بادئ ذي بَدء نمطًا من الكتابة يبدو الكاتبُ فيه وقد انساق وراء تجريبيّة تبتغي أن تستثمرَ إمكانيّاتِ الشعر والنثر والسرد والتخييل والمسرح وكل ممكنات فنّ القول إن جاز لنا أن نعبّر؛ وذلك لكي يوصل فكرته الكامنة في هذا النص.. 

وواضح من تقديم الكاتب لنصّه أنه تستهويه الصورة الأدبية بكل ما فيها من مجازات واستعارات وكنايات وتشبيهات، ولا شكّ أنّ الصورةَ الناجحة هي أَمارةٌ من أمارات فنّ القول ولا سيما الشعري منه، وقد قال عزرا باوند ذات مرة: "إن تقديم صورة واحدة في العمر كلّه هو أفضلُ من إنتاج أعمال ضخمة". ومن يقرأ هذه الخطوات يجدها مكتنزة بالصور.

فانظر مثلا إلى هذه الصورة اللافتة التي يفتتح بها الكاتبُ عتبةَ نصه فيقول:

 بَيْنَ يديْكَ الْآنَ... حريقٌ مِنْ حَطَبِ الْكلماتِ. 

صورة مثيرة أراد الشاعرُ منها فيما نقدِّر أن يَجتذبَ القارئ إلى نصِّه الملتهب والمُمتلئ بالكلمات المشتعلة التي تضيء مناطقَ في التاريخ الغابر يريد الشاعر أن تنكشف أمام القارئ المعاصر الذي جعلته المدنية الحديثة غافلا عنها. وتلك لعمري رغبة نبيلة يسعى الشاعر إلى تحقيقها في هذا النص الحميميّ الذي  لخص الكاتب ما قدّمه فيه على نحو متواضع بقوله إنه: 

مُحاولةٌ للدّخولِ في تاريخِ الْحضارةِ الْعربيّةِ الْإسلاميّةِ. 

وهو في هذه المحاولة يروم وصل الحاضر بالجذور كما عبر بعد ذلك، وما أحوجنا حقًّا إلى مثل هذا الوصل..!..

وفي هذا الشأنِ فقد برَعَ الشاعرُ في استحضارِ عدد غير قليل من الرموزِ والشخصياتِ التاريخيّة التي ارتبطت بتاريخ شبه الجزيرة العربية وبالتاريخ العربيّ والإسلاميّ ووظّفها ضمن نصّه بكلّ ما تحمله من معان ودلالات.

 ومهما قيل في النص الإبداعيّ من كلام فإنه يظلّ قادرًا أن يعبر عن نفسه بنفسه فهو الأصلُ، وما النقدُ إلا شَمعةٌ تضيء بعضَ الخفايا والزوايا التي قد تبدو للقارئ العاديّ غامضة وتحتاج حينئذ إلى واسطة هي عين الناقد التي ترى ما لا تراه عينُ القارئ العاديّ، وعسى أن تُتاح لي وِقفةٌ أخرى متأنّية مع هذا العمل أو مع أعمال أخرى لهذا الأديبِ الفلسطينيِّ الأصيلِ انتماءً والنبيلِ فكرًا وأخلاقًا.



عدد جديد ومميز من مجلة "الإصلاح" الثقافية



عرعرة- من شاكر فريد حسن  


صدر العدد الجديد من مجلة الإصلاح الثقافية الشهرية (عدد3، المجلد العشرون، 2021)، وهو عدد متميز ومتنوع بموضوعاته ومواده، ويشتمل على نصوص إبداعية وإضاءات نقدية ومقالات أدبية وأخبار ثقافية، شارك فيها مجموعة من الأساتذة الكتاب والأدباء في هذه الديار. 


يستهل العدد الأستاذ مفيد صيداوي بالعروة الوثقى، يستعرض فيها بالبداية مناسبات شهر حزيران، ثم يودّع خمسة من المربين والأدباء الذين ربطته بهم وبالمجلة علاقة بأشكال مختلفة ولكل منهم أثره الخالد، وهم: الكاتب والمربي أحمد سليم درويش، والأكاديمي بامتياز خلقًا ومعرفة أدبية البروفيسور جورج قنازع، والكاتب القصصي الأستاذ أحمد رجب غنايم، والمربي عصام عليمي من كفر قرع، والكاتب القصصي والروائي عدنان عبّاس. 


ويستحضر الأستاذ أحمد عازم  الكاتب والمناضل المرحوم عبد العزيز أبو اصبع في ذكرى رحيله الأولى، في حين يكتب الصحافي محمود خبزنا محاميد متابعة نقدية حول كتاب عمر سعدي "صقور ونمور"، والكاتب محمد علي سعيد عن تراثنا الشعبي وواجبنا تجاهه. 


أما الأديب شاكر فريد حسن فيقدم باقة من رياض الشعر والأدب عن مدينة القدس، والمسرحية رياض خطيب في المسرح والثقافة المسرحية، والشاعرة نهاية كنعان –عرموش في رسالة للناقد الأستاذ شاكر فريد حسن ردًا على نقده لديوانها "عتبات الحنين"، والدكتور محمد حبيب اللـه في مقال بعنوان "لا مساواة مدنية، بدون مساواة في التعليم"، والأديب حسين مهنا في زاويته "عين الهدهد"، والأديب علي هيبي عن جان دارك. 


وفي بوابة الشعر نقرأ قصيدة "القدس" للكاتبة سامية شاهين، وقصيدة "ذكرى رجل المبدأ والنضال عبد العزيز أبو اصبع" للأستاذ عبد الرحيم الشيخ يوسف، وقصيدة متيم متفائل" للدكتور منير توما، وقصيدة "طفولة تمتطي طفولتها، تلاحق الكهولة لفيصل طه. 


كذلك يحتوي العدد على مجموعة من القصص للكاتبة آمال دلة كريني (صرخة)، وعبد اللـه عصفور(في ليلة رمضانية عصيبة)، وناجي ظاهر(معاقطة حمارية)، ونعمان اسماعيل عبد القادر(جلسة طارئة)، وسعيد نفاع (كيف أنقذ قسّام امُّه؟)، ويوسف صالح جمّال(بلدنا والشيطان). 


هذا بالإضافة للزوايا "نافذة على الأدب العبري"، و"نافذة على الأدب العالمي"، و"جمال الكتب" التي تستعرض ما يصل للمجلة من كتب ومطبوعات، وتقرير صحفي حول إحياء ذكرى المناضل الأديب عبد العزيز أبو اصبع، وتقرير عن المرحومة الحاجة حّبسَة محمد شحادة (أم يحيى) من دير حنا، وتحيات للمجلة بمناسبة عيدها الذهبي. 


ويزين الغلاف الداخلي صورة من يوم التراث في روضة العصافير- الخطاف، للمربية بيهس مرعي. 

خُطُواتٌ فوقَ جسدِ الصّحراءِ مَسرحةُ الْقصيدةِ الْعربيّةِ


قراءة وتحليل: أ.د. محمد مصطفى منصور 

جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - قسم الدراسات الأدبية-

جُمهورِيّة مِصر العربيّة.



يرسم الكاتب بنصه لوحة فنية تتزاحم فيها الألوان المستوحاة من عبق الزمن والممتزجة _بمقدرة_ بحقائق التاريخ، والنص يعكس خلجات الكاتب ومشاعره الآنية، ويتخذ من أحداث التاريخ وشخصياته منفذًا لعرضها أمام قارئه، فيحاول الدّخولِ في تاريخِ الْحضارةِ الْعربيّةِ الْإسلاميّةِ، ليعرضها برؤية معاصرة، يصل فيها حاضره بجُذوره، وقد صاغها الكاتب في سياق رحلة عبر الزمن، يقطع _من خلالها_ أزمنة التاريخ الغابرة؛ ليهيئ الكاتب لنفسه مهربًا من زمنه إلى الزمن الماضي ينفس به عن همومه ولواعجه، لعله يجد بذلك سلوى عما يعانيه.

وبين يدي الرحلة وضع الكاتب شروطًا لمن يريد صحبته فيها؛ لتأهيل قُرَّائِه نفسيًّا لقراءة نصه والتفاعل معه، قبل سبر أغواره والتعمق في دهاليزه؛ فاشترط على المصاحبين له في هذه الرحلة الزمنية أن يكون محبًّا لأرض الجزيرة العربية، في قلبه حرارة الشوق إلى تاريخها وأمجادها، كما اشترط عليه _كذلك_ أنْ يتركَ كلَّ مَتَاعِ الدُّنيا على عتبة باب مدينة النص حتى تتمكن روحه من الانطلاق ورؤية ما لا تراه الأجساد المثقلة بأعباء الحياة ومشاغلها. 

ولم يَفُتِ الكاتبَ أن يضع لرحلته برنامجًا محدَّدًا تكون نقطةُ الانطلاقِ فيه زمنَ الْجاهليّةِ، وينتهي مطاف الرحلة بحِجَّةُ الْوَداعِ.

لقد تعددت روافد الكاتب الثقافية لتشكل ثقافته المعرفية وشخصيته الأدبية؛ فلم يقتصر _في تحصيل ثقافته_ على رافد واحد من روافد الثقافة، وإنما تعددت روافده المعرفية فظهرت في النص مزيجًا من اللغة، والأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والفلسفة، والثقافة الدينية، والتصوف، وانعكس كل ذلك في إنتاجه الأدبي. 

ويتضح ذلك في استعانة النص _في بناء تكوين نسيجه الحكائي_ بمفردات الجغرافيا والتاريخ والثقافة الأدبية، ويعكس النص _بذلك_ خبرة كاتبه بالمكان الذي أراد أن يعلم بخطواته فوق جسده (الجزيرة العربية)، وظهر ذلك في زخم المواضع الجغرافية والأماكن التاريخية التي اشتمل عليها النص؛ فذكر منطقةَ اليمن، ومعالِمَ صنعاء، وخليجَ عدن، وبابَ المندب، والبحرَ الأحمرَ، والمحيطَ الهادي، والخليجَ العربيَّ، وخليجَ العقبة، والفراتَ، والعراقَ، والحيرةَ، والبحرينَ، ونجدَ، ومدينَ، والصّحراءَ الْغربيّةَ، والْمغربَ الْعربيَّ، وجُزُرَ الْكناريا، وواديَ الذّهبِ، والدّاخلةَ، وإسبانيا. 

ولم تقف خبرة الكاتب وثقافته عند حدود التضاريس الجغرافية، وإنما استدعى _إلى جانب ذلك_ ما يتعلق بالجغرافيا من ذكريات الأماكن والشخصيات التاريخية، والسير الشعبية، أو الملاحم والأساطير التي تداولتها الثقافة العربية في زمن الجاهلية؛ فذكر النصُّ جملةً من شعراء العرب وأماكنهم في الجزيرة كامرئ القيس، وطرفة بن العبد، وتأبط شرًّا، والغول، والشنفرى، وعُديّ بن ربيعةِ التّغلبيُّ، كما أشار النص لداحس والغبراء، والبسوس، كما استعان الكاتب في بناء القصة بتوظيف بعض الحكايات التراثية التي تناقلها الناس على مر العصور (بدر البدور وقمر الزمان). 

لقد نفى الكاتبُ أن يكون النصُّ معبرًا عن مؤلفه؛ فطلب من قارئه _في بدايته_ عدم البحث عنه فيه، وإنما كتبه الكاتب معبِّرًا عن كل عربي قادم، يهمه استكشاف حضارة العرب والوقوف على آثارها (لا تَبْحثْ عني بَيْنَ سُطورِ الْكتابِ! هُوَ أنتَ هذا الْعربيُّ الْقادمُ إلى الْجزيرةِ الْعربيّةِ).

أقول: إن كان الكاتب قد صرح بذلك _بين يدي عمله_ إلا أنه لم يتمكن من إخفاء ملامح شخصيته إخفاء تامًّا؛ فهو الإنسان المغرَّب عن وطنه الذي يعاني _مثل كثيرين_ تداعيات الاغتراب ويجتر مرارتها (تركَني معلّقًا، لا أرضَ تجمَعُني، لا سماءَ تأويني، لا وطنَ يأخذُني ويَمضي في سَفَري، سواكَ سواكَ يا قمري)

ومما زاد من مرارة الغربة عن الوطن وألمها حيلولةُ خلق كثير _من أصحاب المنافع والأغراض_ دون الظفر بالوطن والرجوع إليه، وهم قومٌ خلع النصُّ عليهم صفات الشر والخراب، فمنهم الغرباء وغير الغرباء، ومنهم اللصوص وقطاع الطرق، ومنهم المعذِّبون للخلق، الذين يحققون متعتهم في إعمال أدوات العذاب فيهم (أَضاعَني قَدَري وبَيْني وبَيْنَ مملكتي، يقِفُ الْغَريبُ وقاطِعُ الطَّريقِ، والسَّيفُ والجلّادُ وَالْمِقصَلَةُ)

ولم يتمكن الكاتب من إخفاء نفسه كاتبًا يتخذ صنعة الكتابة ملجأ للتسري وملاذًا للتنفيس عن مرارة الواقع واستدعاء أحداث التاريخ والأزمنة الغابرة (خُذْني، أُجاوِرُ خُطُواتِكَ في ليلِ الْغُربةِ وَالتَّرْحَالِ، خُذْني معَكَ، أدْخُلُ خَيمةَ التّاريخِ، عَباءَتي الشّمسُ، والصّحراءُ يدي، وأصابعي أَودِيةٌ دائمةُ الْجَرَيانِ بالْحِبرِ والْكِتابةِ)

وقد اختار الكاتب _بعناية_ من أرض الجزيرة العربية منطقة «الربع الخالي» لتكون معادلًا موضوعيًّا لحاله وتعبيرًا عن وطنه؛ لذلك لم يستطع أحد أن يعلن ملكيته لهذه البقعة من أرض جزيرة العرب، ولكن الكاتب يعلن انتماءه لهذه المنطقة (الربع الخالي) انتماء الأصل، فإن طينته _التي تشكَّل منها جسدُه_ من أرضها، ليضفي بذلك على الفلسطيني الظلال التي تلقيها أرض «الربع الخالي» في أذهان الناس؛ فهي أرض موحشة قاحلة ينفر الناس من اجتيازها فضلًا عن الإقامة فيها وعمرانها (لا يَسهرُ في ليل الرُّبعِ الْخالي، إلا مَنْ هَجرَ في موسمِ اَلْمَطَرِ إلى خِصْبِ الْمكانِ، أرضٌ لا يمْلكُها أحدٌ في الْجزيرةِ الْعربيّةِ)

كذلك كل من انتسب إلي أرض «الربع الخالي» أو تشكل جسده من طينتها، فإنه محكوم عليه بالضياع والغربة والعذاب (وتركُضُ أمامي أوجاعي وعذاباتُ الرّحيلِ، يأخذُ الرُّبعُ الْخالي منْ صِلصالِ الطّينِ، طينةً أخرى يتشكّلُ منْها جسدي)، ومع ذلك فإن الكاتب لا يجد له مكانًا غير هذا المكان القفر الموحش (وأنا في الرُّبعِ الْخالي مكاني).

وينعكس الإحساس بالمكان على الحالة النفسية للشاعر، لأن وحشة المكان تورث في النفس انقباضًا ومرارة وتصيب صاحبها باليأس، فلا يشعر معها بقيمة الأشياء، ويصير كل ما يعالجه أو يتفاعل معه في الحياة جزءًا من المكان الذي يعيش فيه (أعرفُ أنَّ إقدَامَكَ فوقَ الْأرضِ هَباءٌ، وما ملكَتْ يداكَ، وأنَّ كلَّ الْأرضِ وما عليها هيَ الرُّبعُ الْخالي) 

ويتخذ الكاتب من رحلة «الإسراء والمعراج» قبسًا يسلط ضوءه على مكانة النبي ﷺ عند ربه، وجهوده في أداء تكليفات وظيفته (قَمَرٌ، لا يَحلُمُ فوقَ الْحبشةِ هيَ ليلةُ الإسراءِ، سيّدُ الزّمانِ يَفتحُ سماءَ الْعرشِ، يدخُلُ سيّدُ الْأرضِ في غَياهبِ الْغيبِ) ويوظف النصُّ بعض ما ورد عن النبي ﷺ من أقوال وأحاديث في رسم الصورة (لقدْ صَلّيْتُ معكمُ الْعشاءَ الأخِيرَ، ثمَّ جئْتُ بيتَ المَقدِسَ وصَلَّيْتُ فيهِ)، ويوالي النص ذكر مفردات «المعراج» ليعين القارئ على تذكر ما اقترن به من أحداث، وليعلن الكاتب بتلك المفردات عن ثقافته الإسلامية التي لا تقل عن ثقافته العربية في الشعر والأدب والفلسفة (ثمّ يسجُدُ فوقَ عَرشِ اللهِ، ويَدخُلُ السّماءَ السّابعةَ، ثمَّ حمَلَتْهُ دابّةٌ عجيبةٌ هيَ الْبراقُ، لها وجهُ اَلْمَرْأَةِ وأجنحةُ النّسرِ، وذَنَبُ الطّاووسِ إلى السّماءِ السّابعةِ).

ويعرج النص على «قبة الصخرة» التي اتخذها  النبي ﷺ مرتكزًا لانطلاقه من الأرض إلى السماء في رحلة «المعراج» (قمر يَصعَدُ في صُعودِ الْمِعراجِ، ويَحُطُّ فوقَ محطّةٍ، هيَ رِحلةٌ فوقَ صخرةٍ، تنطِقُ الصّخرةُ كما الصّحراءُ، باسمِ اللهِ في بيتِ الْمقدسِ، تجمَعُ الْقدسُ شراشِفَ الْحريرِ، وتنامُ عندَ الْفجرِ، مُسَلِّمةَ الرّوحِ والْجسدِ فوقَ زُنودِ مكّةَ) 

والكاتب _بذكره لقبة الصخرة_ يعقد مقاربة بينها وبين «الكعبة المشرفة»، ليعكس بها شجونه ومواجيده، بوصفهما قبلتين للمسلمين، فيستقر مفهوم القبلة في وجدانه ومشاعره؛ ويرى القبلة الأولى (مكة) بعين المشتاق لوطنه، فهي _بالنسبة له_ رمز للخلاص ورمز للوطن الغائب، وفي الوقت نفسه تداعب القبلة الثانية (قبة الصخرة) خياله وأمنياته، ويتمنى أن تكون مقصودة من المسلمين في كل بقاع الأرض كما تقصد القبلة الأولى (الكعبة)، والكاتب يخاطب «مكة» في الظاهر، ولا تغيب «قبة الصخرة» عن مكنون نفسه وقرار  مشاعره (صخرةٌ، هنا قُبّةٌ وهناكَ كَعبةٌ مُشرِّفةٌ)

وإن كانت «فلسطين» تداعب خيال الكاتب من خلال «مكة» _التي هي رمز للخلاص_ فإن الوصول إلى خلاصها من الأسر صعب المنال، طال انتظاره عبر الأزمنة المتلاحقة، ولكن الطريق إليه صعب عسير صعوبة الوصول إلى مكة وأنت في «الربع الخالي» (والطّريقُ إلى رِحابِ مَكّةَ طويلةٌ، ولَيْلٌ مِنَ الضّبابِ كثيفٌ، زمنٌ يَرْفَعُ على رؤوسِ الرِّماحِ، قلعةَ اَلِانْتِظَارِ، وصَمْتَ اَلْمَكَانِ وعَطَشَ الْقلوبِ)

ويعكس النص معاناة الإنسان من الحيرة ولحظات الشك والضياع في الأمم والحضارات قبل البعثة المحمدية، فكل الحضارات والممالك زالت، وكان زوالها دليلًا على بقاء صانعها ومنشئها (أَنظُرُ... حَجَرًا مَتروكًا لِمَعبدٍ وَثَنِيٍّ. بِدايةُ الزَّوالِ، كلُّ مَتاعٍ على وجهِ الْأرضِ زائلٌ، وعرشُكَ باقٍ عرشُ اللهِ)

ويجد النص في شخصية النبي ﷺ ملاذا للخلاص من أوضاع البشرية السيئة على المستويين الفكري والواقعي؛ فلم تقم حضارة _على مر التاريخ_ إلا أصابها التلف وضاعت معالمها عبر الزمن لأنها لم تكن تحمل في طياتها مقومات البقاء الأبدي كما حملت رسالة الإسلام.

ويستعرض النص لحظات القَدَر المحتوم بإعلان السماء عن اختيار «محمد ﷺ» رسولًا إلى الناس من قبل ربه، وسيدًا للأرض (هوَ أنتَ سيّدُ الْأرضِ، خرجْتَ رسولا، وأُنزِلَ عليكَ الْكتابُ)، وأعلنت السماء أن سيادة الأرض من نصيب صاحب الغار (غار «حراء») حيث يتخذ النبي ﷺ منه متعبدًا وملاذًا للفكر والتأمل، وأن موعد ذلك هو ليلة القدر (يَجلسُ سيِّدُ الزَّمانِ، على حَجَرٍ مَتروكٍ لمَعبدٍ وَثَنِيٍّ، يَكُتُبُ فوقَ الرّملِ، يُعْلِنُ: سيّدُ الْأرضِ، سيأتي يَهتِفُ باسمِ الْواحدِ الْأحَدِ، سيأتي الصّوتُ مِنَ الْغارِ، مِنْ أعالي «جَبلِ حرّاءَ»، وتكونُ ليلةُ الْقدرِ) 

ويرصد النص تنزلات أنوار الوحي وإشراقات الهداية للبشرية، للتعرف على سيده الحقيقي، الإله الواحد الحق وعبادته، بعد أن تلطخ الإنسان في وحل الشرك وعبادة الأوثان (صَلصَلةَ أجراسٍ تَتَدلّى، موسيقى مِنْ ذَهَبٍ، وحْيَ اللهِ، في ليلةِ السّابعِ والْعشرينَ مِنْ رمضانَ، بِرِسالةِ التّنويرِ وعصرِ اَلْإِنْسَانِ)

ويرسم النص لشخصية النبي ﷺ صورة تعكس الحالة النفسية لكاتبه، فأظهره في صورة طبيب متمرس خبير بأدواء النفوس، يسكب فيها _بحكمة_ ما يناسبها من دواء يستخلص به أدواءها المزمنة العنيدة، ويخلصها من الخضوع لغير سيدها الواحد (سيأتي مِنْ عِبادِي، يَسكُبُ في النّفوسِ، ماءَ الْحِكمةِ كالدّمِ في الشّرايينِ يَسري، وتَجري في عَتمةِ النّفسِ وظُلْماتِ الْوجودِ، نورًا يُشرِقُ فوقَ الْكونِ في صلاةٍ أبديّةٍ، سيأتي حاملًا جَفافَ الرّملِ، كلامًا يشبهُ السّحرَ وما هوَ بالسّحرِ، داخلًا عوالِمَ الْعالَمِ وأقاليمَ الْبلدانِ، مُهاجِرًا في شريعةِ التّوحيدِ، وَتَحطيمِ الْأصنامِ... الْأوثانِ)

يتخذ النص من أحداث السيرة النبوية العطرة خيوطًا لنسج ملامح لرسم الصورة الفنية التي أرادها الكاتب، فبعد ظهور الدعوة المحمدية لم يعد نطاق مكة مجالًا لحلم القمر، فالقمر لا يشع بضوئه الحالم إلا على أرض يصدح في أرجائها ذكر خالقها وخالق الكون (يَشربُ الْقَمَرُ الْحالِمُ هذا اَلْمَسَاءَ، ماءَ الصّوتِ في آياتِ اللهِ، مرحى بلالُ،... لكَ اَلْمَجْدُ، لكَ ما بَسَطَ اللهُ منَ الْوحيِ، ما أَنزَلَ منَ الْحكمةِ، ما أبدعَ في التّنزيلِ)، وبعد أن ضيقت «قريش» الخناق على المسلمين واضطرتهم إلى الخروج من أوطانهم إلى أوطان أخرى غريبة عنهم (أرض الحبشة) فرارًا بدينهم وعقيدتهم (قَمَرٌ، لا يَحلُمُ فوقَ مَكّةَ، يَهجُرُ الْمكانَ في سكونِ صَمتِ الْحركةِ، ويَدخُلُ بلادَ الْحبشةِ، تُغلِقُ «قريشُ»، طوقَ الاختناقِ حولَ أعناقِ اَلْمُسْلِمِينَ، ويَخرُجُ سيِّدُ الْأرضِ، كما تَخرُجُ الْبِذرةُ مِنَ التّربةِ، وينبعثُ الصّوتُ مِنْ مِئذنةٍ، كما يَنبثِقُ الضّوْءُ مِنَ الْعتمةِ، هذا الزِّنجيُّ مِنَ الْأحباشِ، يَرفعُ الْآنَ الْآذانَ فَوقَ مِئذنةٍ حَبشيّةٍ، مرحى بلالُ، مَرحى بلالُ)

وتتوالى أحداثُ السيرة العطرة خيوطًا متناثرة في نسيج النص الفني، ويشير النصُّ لحادث الهجرة إلى «المدينة المنورة»، كما يشير لغزوة «الأحزاب» التي أشار فيها «سلمانُ الْفارسيُّ» (بِحَفْرِ خَنْدَقٍ حولَ الْمدينةِ)، ورسم النص من خلال تعبيره عن تلك الغزوة صورة جميلة للنبي ﷺ بخروجه من عند الله في الوقت الذي خرجت فيه الوثنية لحرب الله (خرَجَتِ الْوثنيّةُ لحربِ اللهِ، وخرجْتَ أنتَ مِنْ عندِ اللهِ، رسولًا منصورًا، لكَ يومُ الْجمعةِ للصّلاةِ، وشهرُ الصّومِ في رمضانَ، والْحجُّ إلى الْكعبةِ ولثمُ الْحجرِ الْأسودِ).

ويستمر توالي الأحداث حتى يحين موعد لقاء مكة في يوم الفتح، لحظة لقاء الوطن بعد غيبة وهجرة، وهي لحظة دخول أرض الوطن بانتصار بعد انكسار، ولحظة توافق المتباعدات وتواؤم المتفارقات، (هيَ لحظةُ خلقٍ في التّكوينِ، أنْ تعودَ إلى مَكّةَ)، وجعل النصُّ من العودة إلى مكة انعكاسًا لما يعترك في العقل الباطن لكاتبه من لواعج حنين العودة إلى موطن القبة في فلسطين (هيَ لحظةُ الْوجْدِ في التّوحيدِ، ما بَيْنَ الْخَلْقِ والْخالقِ، ما بَيْنَ كتابِ اللهِ، وكتابِ الْماءِ والْحَرَمِ الشّريفِ والْكعبةِ، هيَ لُغَةٌ لا تعرفُ إلا الرّمزَ، ما بَيْنَ النّاسخِ والْمنسوخِ والظّاهرِ والْباطنِ). وفي نهاية المطاف تصل الأحداث إلى ذروتها بحجة الوداع، التي أراد الله تعالى بها إتمام الدين وإكمال النعمة وتثبيت أركان التوحيد الخالص (وأنْ تكونَ «حجّةُ الْوداعِ» لا إلهَ إلا اللهُ).


نادية الخيّاط تحلّ ضيفاً على رابطة الكتاب الأردنيين


تقرير: حسن عبّادي/ حيفا

بعد توقف في شهر رمضان وعطلة عيد الفطر استأنفت رابطة الكتاب الأردنيين ندوات مبادرة "أسرى يكتبون"، فعقدت مساء السبت 05.06.2021 في العاصمة الأردنية عمّان عبر تطبيق زوم الندوة الثامنة للمبادرة، وخصصت لمناقشة كتاب"احترَقَتْ لتُضيءَ" للأسيرة المحرّرة نادية الخياط، وأدار الأمسية الدكتور إسماعيل القيام، مستهلًا القول: "عشت لحظات أليمة في السجن ولحظات عزّ وكرامة وأنفة مع الأسيرات الحرائر حين قرأت الرواية". ونادى بضرورة قيام دراسات واعية عن أعمال الأسرى وترجماتها للغات أجنبيّة.

كانت المداخلة الرئيسة للكاتب أبو علاء منصور، ونوّه إلى كون الرواية كتاب توثيقي تناول مجموعة قضايا إنسانيّة، فبعد أن اعتدنا على أن نتعامل مع الأسرى كأبطال وأرقام، جاءت الكاتبة لتحيي فينا مشاعر إنسانيّة، فالأسير إنسان بطل/ بطل إنسان والسجن حياة، وآن الأوان لأنسنة قضاياهم.

أما الكاتبة نادية الخياط فقالت: "إنها جاءت لتوثّق تجربتها الاعتقالية بشكل إخباري/سردي، عشت التجربة ورغبت في إيصالها على أتم وجه"، وبينت أنها لا تريد أن تتركها للآخرين كي لا يشوّهوها، عمدًا أو عن غير قصد، وشكرت المنظّمين لهذه الندوة وأشارت إلى أهميّتها.

وشارك في الأمسية كلّ من: الكاتب أحمد الغماز، والأسيرة المحرّرة مي الغصين، ولبنى أحمد، والناقد رائد الحواري، والقاصّة مريم عنانزة، والكاتب محمد مشّة.

وتحدّث المحامي الحيفاوي حسن عبادي وشكر بدوره عريف الندوة الدكتور إسماعيل القيام والمشاركين، ورابطة الكتاب الأردنيين التي ترعى هذه المبادرة، وأشاد بدور الكاتبين: محمد مشة وعبد السلام صالح وعملهما الدؤوب لإنجاح المبادرة، كما نقل عبّادي تحيّة الأسرى في سجون الاحتلال وسعادتهم للمشاركة في هذه المبادرة التي تعتبر متنفّسًا لهم، ويحرصون من داخل القضبان على مشاهدة حلقاتها المسجلة التي تشكّل بالنسبة لهم عرسًا ثقافيًا يحتفلون به.


منتدى المنارة للثقافة والإبداع يعلن نتائج مسابقة: قناديل الأدب/ أسرى مبدعون


تقرير: فراس حج محمد/ نابلس

برعاية وزارة الثقافة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين أعلن منتدى المنارة للثقافة والإبداع اليوم الأحد 6/6/2021 في مقر وزارة الثقافة الفلسطينية نتائج المسابقة الرمضانية "قناديل الأدب/ أسرى مبدعون" التي أعدت مادتها، وقدمت حلقاتها الثلاثين رئيسة المنتدى الدكتورة لينا الشخشير، وبثّت في حينه على قناة المنتدى في "اليوتيوب".

وتهدف المسابقة إلى التعريف بالكتّاب الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، واستطاعت المسابقة أن تعرف بثلاثين كاتبا توزعت كتاباتهم على حقول إبداعية وفكرية وبحثية متنوعة، وكانت المسابقة مفتوحة لمشاركة جميع الفئات، وجاءت المشاركات من جميع الجغرافيا الفلسطينية، بالإضافة لمشاركات عربية من الجزائر ومصر والأردن.

افتتح حفل إعلان النتائج الذي احتضنته قاعة "صالح علماني" بكلمة الدكتورة لينا الشخشير، بينت فيها أن فكرة المسابقة انبثقت من مبادرات المحامي الحيفاوي حسن عبادي المهتم بالأسرى وكتاباتهم ويتابعها بشكل مستمر وفاعل، وأرادت المسابقة أن تلفت نظر المجتمع إلى هؤلاء المبدعين والتعرف على إنتاجاتهم الفكرية، وتدفع المتابعين والمعنيين إلى التفتيش عن هؤلاء الكتّاب الذين لم يكونوا معروفين لدى قطاع كبير من القراء والمهتمين.

وقال وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف في كلمته بهذا الخصوص: "إن مثل هذه المسابقات والنشاطات هي انتصار للقيمة النضالية التي يمثلها أسرانا البواسل وانتصار لروح الإبداع الفلسطيني والإصرار الفلسطيني على الإبداع".

وأكد أبو سيف أن الكثير من الكتّاب والقادة خرجوا من السجون والتجربة النضالية تجربة مختلفة من جميع الجوانب، لأنها تعني أن هذا الإنسان الذي أُريدَ عزله ونفيه وقتله تغلب على جلاده وواقعه المرير واستطاع أن يقدم أدباً وفكراً مختلفاً.

أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الدكتور قدري أبو بكر فقال: "الاحتلال أراد للمعتقلات أن تكون مقبرة للأحياء، لكن الأسرى الأبطال حولوا هذه المعتقلات إلى مدارس وأكاديميات وخرجوا الكثير من الكوادر التي يفخر فيها شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي، مضيفاً أن الهيئة تنظم كل عام مسابقة لكل من يكتب عن السجون، ولكنها توقفت هذا العام، نظرا للحالة الوبائية التي مرّت فيها فلسطين والعالم.

وتم استعراض الكتاب الثلاثين الذين كانت الحلقات تستهدف التعريف بهم، وبإنتاجهم وتعرف أيضا بمحكومياتهم العالية. وقد تم اختيار الفائزين العشرين عن طريق القرعة، من بين (47) مشاركاً، كانت جميع إجاباتهم صحيحة. ويذكر أن الجوائز مقدمة من وزارة الثقافة الفلسطينية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وشركة سوبر لينك للاتصالات، ومنتدى المنارة للثقافة والإبداع، والمهندس فخري الصفدي، وحرص المنظمون للمسابقة أن تكون كتب هؤلاء الأسرى جزءاً من الجوائز المقدمة للفائزين، تعميما للتعريف بكتاباتهم وقراءتها والتفاعل معها.

وقد حضر حفل الإعلان عن النتائج نخبة من المثقفين والكتاب، وبعض موظفي وزارة الثقافة وموظفي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ومندوب شركة سوبرلينك للاتصالات، بالإضافة إلى أعضاء الهيئة الإدارية لمنتدى المنارة السيد واصف معلّا والشاعر مفلح أسعد.