إليكِ: فالحبّ ليس وجهاً واحداً: نصوص مهداة إلى الصديقة الشاعرة نداء يونس، من وحي وبمناسبة صدور ديوانها الجديد: "تأويل الخطأ"




فراس حج محمد| فلسطين


(أ)

السيّدة، الشاعرة، الحبّ، القصيدة. صباحُكِ جذّاب كأنتِ تماماً.

هكذا كنتُ، هكذا كنتِ، هكذا كنّا، هكذا تكونين

هكذا كنتُ إذ يشرحُ الحبّ لي أسبابه، لأكون فيه خليّة يحتاجها الجسدُ كما تحتاجها الروح، ترشح بي وبكِ معاً.

هكذا كنتِ، كما أنتِ، حاضرةً بهيّة الملامح، كمدينة طازجة نابتة على ضفاف من قصيدة عطر، تفوح في الأجواء والأرجاء والنجوى.

هكذا كُنّا مطراً ناعماً مصقولة غيماته بأنّاتنا/ أنواتنا، تتوحّد الكلمات، تطير التوقّعات، وتنسكبُ اللغة صوراً بذات اللحظة، نتكلّم الكلمة فتُلقى في رحاب النفس، فيبدو الشكل نفس الشكل، والمعنى كأنّه هو.

هكذا تكونين أغنية صباحيّة، ولقاء أبديّاً، وعناقاً سرمديّاً، وسناءً ليلكيّاً، تكونين المرأة المبتغاة لكلّ أمر كامل وعظيم، لكلّ فكرة سامية، لكلّ جلسة هادئة، لفنجان الصباح، لفيروز، لجدّتنا المهلّلة التي تصلّي الصبح في الموعد على سَجّادة خضراء، لكلّ لحظة عامرة بأنَاتنا الراضية المطمئنّة بجنب الحبّ أبدا أبداً.

في كلّ الظروف والأحوال، هكذا سنظلّ لا شيء يسعدنا سوى أنّنا هنا دوما نعاهد الحبّ صناعته في كلّ أوان حتّى وإن خان الفرحُ أو غاض البهاء الخارجي، ستشتعل الروح بالحبّ، لتنيرنا مصابيح في دهاليز الحياة القاسية.

هكذا نحن دائماً، فالحبّ ليس وجهاً واحداً، ولن نمتنع عن "تأويل الخطأ" بصواب الحبّ وشرعته وشرعيّته، فلو كنتُ أنا الخطأ فكوني أنتِ التأويل الذي يعدّل ويعتدل، ليكون الصوابُ المعتدل.


(ب)

هُوَ هَكذا الشوقُ يجري في دمائي راكضاً، لا يستكينُ، لا تعرفُ خيولُه الراحة، تسافر في أوردتي وتشدّني حيث أنتِ.

هو هكذا الشوقُ يأتي حارقاً متحدّياً جبّاراً لئيماً، لا يعرف التّصالحَ، ولا يطلب الهدنة، ولا يسعى إلى السلام مع الروح، مع الكائناتِ الرابضةِ لتلهوَ فيه/ به، يريد ما يريد بلا أدنى مساومة، فماذا بوسع الروح أن تفعل، وقد جابها طولاً وعرضاً واحتلّها الشوقُ المهيبُ إليك؟

هو الشوق هكذا يصبحُ أكبرَ وأشرسَ إذا حاولتِ التهربَ منه، يستفزّ كلّ خليّة فيّ ليجعلني على متنِ القلق، لا أعرف من النوم غير أن أهجس فيك، مستغيثاً، راجياً، مبتهلاً إليكِ.

هو الشوق يرجو أن تلبّي له الطلب، طلب اللقاء البريء من كلّ وصال غير وصل الروح للروح، وتأمّل ملامح الوجه الصباحيّ البهيّ، تلمع صفحته على تموّجات الشمس الناعمة، فلماذا لم تلبّي لأشواقي الطلب؟ لماذا تركت نيران أشواقي تحرق أحشائي، وتستعدي الجنون ليركبني بلا حدّ؟

 أصبحتُ لا أجيد سواك يوماً، فأنتِ كلّ ما تبغيه أشواقي العنيدة، فلا تقتليها.

سافرت قبلك ألف عامٍ، ومشيت تحملني لمعةُ العينينِ في قافية القصيدة.


(ج)

أنتِ، وجودك، حبّك مناسبتي، ومناسبة القصيدة، كلّ قصيدة.

كلّ ما أكتبه ليس له غير مناسبة واحدة، أن أظلّ مشتعلاً حتّى الرمق الأخير وألفظ أنفاسي الأخيرة، وأنا أصارع قصيدتي الأخيرة فيــكِ، فأنت مناسبتي الأبديّة لأنّك نبض دمي الأبدي.


(د)

كلّ النساء أجمل في القصائدِ إلّا أنتِ، جميلة في كلّ شيءٍ، وأجمل بكثير وأنت معي على قارعة الطريق نحتسي فنجاناً من القهوة ونغتاب المثقفين المحترقين في نار الغيرة والحقد؛ يكفي أنّ ضحكتكِ الورديّة ساعتئذٍ كانت تجعل المكان يرقص مترنحاً من شدّة الفرح.


(هـ)

إليكِ وقد سهرتُكِ حتّى مطلعِ القهرِ، وشابَ الليلُ بالفجر الذي صاح باسمك معلناً أسمائيَ الأخرى الجريحة في وسادتكِ الوحيدة في ليلة هي لم تنم، فكيف لي أنا أن أنام.

إليكِ وقد نبتَ الحجرُ بين شفاهي، واستفاض السجنُ فيّ وما تعلّقني بآخرة المحطّة السفلى في قاعِ الطريق الموصلِ للعيونِ الراجيات بعضاً من سلام.

إليكِ وقد فكّ الحنينُ قيوده هارباً منّي ليكون فيك خليّة معمورة بالوقتِ تبحث في كلينا عن المفتاحِ ضاع بكومة من غيابٍ لا يليق بنا، كقشّ طقطق بين أيدي النارِ، يحرقنا بإشعال التأّوّهِ في الضّرام.

إليكِ الكلّ من عاداتي المستميتة في كلّ ليلٍ لا يكون بكِ/ إليكِ/ سواكِ غير بعضٍ من هواجس في سماءٍ تَخَذَتْ لونها الكُحْلِيّ من وقتٍ تغيّمَ واعوجّ فيه سحابهُ بلا مطرٍ، يخزّ بنا جنونٌ لا يُعرّفنا إلينا سوى خَبَلِ السقام.

إليكِ فقط ما تصارع منذ أيّامٍ على ذاتي المهدّم ركنُها، فكيف أخرجُ منّي وأستلقي على راحتك أبحثُ في تفاصيلي وسطري عن أنايَ، وحلّ في جسدي أوارٌ يستبيح النهر من مجراه؛ مجرى الحلق تزفرُ بانتفاضتها مخايلُ من كلام.

إليكِ روحي فاقرأيها... لستُ أنا... نِيّاً، خؤوناً، ولستِ مشاعَ القارئينَ، ولسنا في ذاك الكتابِ سوى كتلٍ من جمرة الروح، فائرةً بنا، فاستفاقت بين فَخْذَيْ ورقٍ، وسارت في الحديث رواية عنّا، لتردّنا متكامليْنِ على شعاعٍ لا يُرام.

إليكِ وقد سهرتِ الليلَ مثلي، وعدَدْتني مثل النجوم، فأينَ أنا؟ أحَضَرْتُ بين كفّيك وصرت قاب قوسين وأدنى؟ لمَ لمْ تؤرّخني الدقيقة في سجلّكِ كي أكونكِ وردة تحبو رحيقاً بين سابلة السحابِ، لعلّنا نهمي، ويغتسل السّخامُ من السخام.


(و)

صباحكِ أغنيتي بلحن يؤدّيه الجمالُ نيابة عن كلّ الملحّنين والمنشدين، إليك وأنت مقام موسيقى الخواصّ، اخترعَتْها الطبيعةُ بلحنٍ، عازفه أنتِ، وسامعه أنا، إليكِ أنت وقد جئتني كأمنية لم تخطر على البال، جئت كما أنتِ طبيعيّة وطازجة شهيّة، جئتُ لأقول الشعرَ وتقولينه، ليحسن التأويل فيه، كأنّه بعض دمٍ حلال.


(ز)

إن أخبروك "أنّكِ كنتِ جميلةً، واليومَ أصبحتِ أكثر جاذبيّة، فما القصّة؟"

قولي لهم: "لقد جعل سيّدي الشعر ابتسامتي داخلي فقط ليراها هو، وامتلأ الكيان الهلوليّ به، فصرت أرهفَ، أجمل، أندى. صارت خلاياي تنضح من عطوره، تلمع فيه عيوني ببريق جنونه، سيّدتي القصيدة وحدها التي لا تحبّني فقط، إنّها تمنحني الحياة بجمالها، يا ليتكم الآن تدركون السرّ، يا ليتكم تدركون".


(ح)

كيفَ أصلُ إليكِ، وقدْ بلغَ الشوقُ بي ما بلغَ، أينَ ذهبتِ؟ الساعةُ صامتة، صفرٌ، هباءٌ، تخلّفٌ، تجلبُ الجنونَ المفضي للعبث.

ماذا أفعل وقد غبتِ عن النهارِ، الليلِ، أضواءِ الفجر، ألحانِ الصلاة؟

هل سيطول ما بي من شديد الانتظار؟

لم يعد للحرفِ بهجته، ولم تعد للشعر ألفتُه، ولم تعد الأغاني صادحة، والأصوات مكتومة، والألحان خافتة، تنتظر الوقت لتجعل الحياة أبهى وأجمل.

إليكِ وحدك أكتبُ في هذا الصباح الذي يحنّ لصوتكِ، صورتكِ، مباهج عطرك، صفاء اللونِ في شفتك، واختمار الكون في الضحكةِ الشاسعة، كأنْ كركرة الماء على جسدٍ تأنّق في تأنّي الاغتسال. فأينَ أنت؟ إنّك في شعاع القصيدة في أفق الشعر هناك.


(ط)

أيّ حركة غير محسوبة ستودي بي، فاحذري أن يتحرّك الكرسيّ بنا كثيراً، ها أنا أقف إلى جانبك بجوارك، أراك تعدّلين جلوسكِ، تتفقّدين ما يلزمك، تطمئنّين على جاهزيّتك، استعدادك، تطمئنّين عليّ أيضاً.

تُقْبِلين على مَن معك بوجه طَلِق، تُحيّين الحضور، ويردّون التحيّة، وتبدئين. ما زلتُ أنظر إليكِ، فلا تنسيْ أن تحيّيني بجملة سرّيّة بيني وبينك؛ فأنا أسمع دقّة القلب، وأرى اتجاهها حينما تتحوّل إليّ، أراكِ الآن تلتفتين إليّ وتضحكين، فيغمرني إحساس بالحياة.

سأظلّ هناك أنتظرك ريثما تعودين، مخبّئاً لك بين الحنايا قلباً يحدّثني في غيابك كلّ ثانية، ماذا عساني أن أجيبه؟ أأقول: إنّ "السيّدة" تعدّ لك مفاجأة كبرى سعيدة، وعليك أن تنتظر؟ أعرف أنّكَ لستَ طفلاً صغيراً، لتتلهّى بالكلام. لا حيلة لك إلّا أن تزيد في سعة الحلم قليلاً لتتّسع القصيدةُ لي ولها، لنكون أقدر على الاحتمال.

صبراً، صبراً أيّها القلب، لا شكّ أنّ "السيّدة" تعدّ لنا نفسها، فلنستعدّ لها نحن أيضاً، لنليق بها وبلقائها، غدونا على بُعْدِ خطوة من اقتراب المسافات المعلّقة على المشيئة والظروف المواتية، يا ليتها الآن هنا؛ لنكون أهدأ ممّا نحن عليه الآن.


(ي)

إليكِ وحدكِ هذا الصباح، لا أريد لأحد أن يشاركني فيه. كوني حيث أنت كما أنت، فصباحٌ لستِ فيه، لم تطلع على روحي فيه شمسُ حرّيّتي.

مسرح عكّا الأبيّة يستضيفُ الأديبةَ آمال عوّاد رضوان!





آمال عوّاد رضوان

أقامتْ إدارةُ مسرح عكّا أمسيةً أدبيّةً للكاتبة آمال عوّاد رضوان، على منصّةِ مسرح عكّا الأدبيّة، وبين جدرانِ أزقّتِهِ وعُقودِهِ العتيقةِ وفضاءاتِهِ الأنيقةِ، وذلك بتاريخ 27.6.2022، ووسط حضورٍ من أدباء، وشعراء، وفنّانين، ونساء "النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ عبلين"، ونساء "نادي نساء عكّيّات"، وقد أدار الأمسيةَ الإعلاميّ السّيّد زهير بهلول، في حوارٍ لبقٍ شيّقٍ ومُكثّفٍ، وفي جولةٍ سياحيّةٍ وامضةٍ كلمحِ البصر في حياة آمال عوّاد رضوان، تناول عدّةَ مَحاورَ حول نشأة الكاتبة آمال الأدبيّةِ والفنّيّةِ والرّوحيّةِ، وتساءلَ حولَ إصداراتِها الأدبيّةِ في شتّى الأجناس الأدبيّةِ الّتي تخوضُ كتابتها من: مقالةٍ، ونقدٍ أدبيّ، وشعرٍ في قصيدةِ نثر، وحواراتٍ، وتقاريرَ أدبيّةٍ في المشهد الثقافيّ المَحلّيّ، والكتب التّراثيّة، والقصّةِ مُؤخّرًا، وتناولَ مواضيعَ أخرى حولَ الأدبِ الشّعبويّ والنّخبويّ، وحولَ أهمّيّة الشّهرةِ وجدوى الانتشار.

   لقد دمجَ اللّقاءُ الأدبيُّ بين ألوانٍ إبداعيّةٍ امتزجت، فتخلّلَت اللّقاءَ وصلاتٌ غنائيّةٌ عكّيّة للفنّان سهيل فودي، وبمشاركةٍ فعّالةٍ مع الحضور، كما قدّمَ الممثّلُ المخرجُ خالد أبو علي مشهدًا مسرحيًّا لإحدى قصص الكاتبة آمال عوّاد رضوان، جسّدَ فيهِ دوْرَ البطلِ بتحدّيهِ للخوف وتَصدّيهِ للغيبيّات، بمشهدٍ مسرحيٍّ فيهِ مِن الدّعابةِ والفكاهةِ ما أضفى نكهةً خاصّةً بارعة، وبومضةٍ سريعةٍ بين الكلمةِ والنّغمةِ والبسمةِ، يتلاشى الوقتُ وينتهي اللّقاءُ، ليختتمَ الإعلاميُّ زهير بهلول اللّقاءَ، ويشكر الحضور، والمُنظّمين، والكاتبة آمال عوّاد رضوان، والفنّان سهيل فودي، والممثّل خالد أبو علي، ثمّ تمّ التقاط الصّور التّذكاريّة!


حصول المحامي شادي خليل أبو عيسى على افادة في الحق الكنسي


نظّمت نقابة المحامين في بيروت بالتعاون مع المحكمة المارونية الموحدة لقاءاً حاشداً في بيت المحامين، تخلله تسليم إفادات في الحق الكنسي وأصول المرافعة والمدافعة أمام المحاكم الروحية، وذلك إلى المشاركين في الدورة التأهيلية بهذا الشأن، بمشاركة وحضور المشرف على المحكمة المارونية الموحدة المطران حنا علوان ونقيب المحامين الأستاذ ناضر كسبار وعميد كلية الحق الكنسي في جامعة الحكمة المونسنيور الدكتور نبيه معوض والقاضي في المحكمة الاستئنافية المارونية الرئيس السابق للجامعة الأنطونية الأب الدكتور أنطوان راجح ورئيس المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية الخوري جوزف نخله وأعضاء مجلس النقابة الأساتذة: عماد مارتينوس وايلي بازرلي واسكندر نجار ومروان جبر وفادي المصري وشخصيات اجتماعية ومصرفية وتربوية وأهل المشاركين بالدورة وزملاء ومهتمين. وقد ألقى النقيب كسبار كلمة أكد فيها على أهمية زيادة التعمق في مجال القانون وتطوير المهارات والثقافة الحقوقية وعلى دور النقابة في نشر الثقافة وتحصين الحريات والمدافعة عن الحقوق.

أما المطران علوان فقد رحب بالمحاميات والمحامين في كل المحاكم الروحية الكاثوليكية في لبنان، مؤكداً بأننا في المحكمة نعمل كعائلة واحدة قضاة ومحامين في سبيل خدمة العدالة، فالمحامي في القوانين الكنسية يعتبر المعاون الأول القاضي في السعي للوصول إلى الحقيقة بهدف تحقيق العدالة وإعطاء الحق لأصحابه.

وبالمناسبة، نال المحامي شادي خليل أبو عيسى، رئيس مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة ورئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية (فِكر)، إفادة في الحق الكنسي من المحكمة الروحية الموحدة ونقابة المحامين. 

علماً بأن المحاكمات الكنسية تعني البحث والبت وفقاً للقانون - لدى محكمة كنسية - في نزاع على أمر يحق للكنيسة أن تنظر فيه. وللكنيسة ومن حقها أن تنظر في الدعاوى التي تدور على ما هو روحي أو ملازم للروحية وفي خرق الشرائع الكنسية وفي كل ما يمت إلى الخطيئة بصلة لتحديد الذنب وفرض العقوبات الكنسية. وأيضاً، في كل الدعاوى - حقوقية كانت أو جزائية - الراجعة إلى اشخاص يتمتعون بالحصانة القضائية تجاه المحاكم المدنية.


رائد الحواري يقرأ أدب محمود شاهين في كتاب جديد


تقرير: فراس حج محمد| فلسطين

صدر مؤخراً في نابلس عن دار الفاروق للنشر والتوزيع كتاب "قراءات في أدب محمود شاهين" للناقد الفلسطيني رائد الحواري، وجاء الكتاب في "176" صفحة من القطع المتوسط، صدّره بمقدمة قصيرة بيّن فيها تعرّفه على أدب الكاتب محمود شاهين أولا قبل أن يتم التعارف الشخصي بينهما، ثم أثبت تعريفا بالكاتب وأعماله الأدبية والبحثية والفكرية، مشيرا إلى أن محمود شاهين الكاتب المقدسي ليس روائيا وناقدا وباحثا ومفكرا، وحسب، إنما أيضا فنان تشكلي، له الكثير من اللوحات وأقام العديد من المعارض في سوريا وفي الأردن. كما أن شاهين "يكتب الشعر كهواية".

درس الحواري في هذه "القراءات" أولا الروايات الفكرية؛ فتناول كل من: "أديب في الجنة"، و"غوايات شيطانية"، و"عديقي اليهودي" و"زمن الخراب" ورواية "قصة الخلق"، وأبان الناقد في تحليله النصي الجمالي عن آراء محمود شاهين الفكرية والفلسفية في موضوعات الفكر الأساسية التي تناولتها هذه الروايات.

كما درس الناقد الحواري في الوقفة التالية مجموعة من الروايات القصيرة، وهي: "أبناء الشيطان"، و"النهر المقدس"، و"نار البراءة"، و"موتي وقط لوسيان". فناقش مفاهيم المعرفة والمأساة وتعدد الرواة وطبيعة الكاتب في هذه الروايات.

كما توقف الكاتب عند المجموعة القصصية "الخطار"، فوجه نقاشه حول المكان، وتتبع بعض الظواهر الفنية في قصص هذه المجموعة، ومن أدب الرسائل في مسيرة الروائي والقاص محمود شاهين تناول الحواري ما كتبه شاهين في أدب الرسائل، فدرسه تحت عنوان "رسائل حب إلى ميلينا".

وخصص الكتاب محوره الأخير لمناقشة الدراسات الفكرية، فتوقف عند كتاب شاهين "سفر أيوب التوراتي" وكتاب "ألوهية المسيح وفلسفة الألوهة"، فحلل المقولات الفكرية في هذين الكتابين كاشفا عن أفكار المؤلف فيهما، وارتباط تلك المقولات بالعالم القصصي والروائي للكاتب محمود شاهين.

يقدم هذا الكتاب صورة بيلوغرافية لأدب محمود شاهين ضمن آليات التعريف النصي والفكري والأدوات الفنية التي يوظفها الناقد الحواري في هذا الكتاب وفي كتبه السابقة التي تتفق معه في المنهج ذاته، ككتاب "إضاءات على إبداعات الأسير كميل أبو حنيش"، وكتاب "إضاءات على أعمال الشاعرين منصور الريكان وعبود الجابري". 

كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تُكرّم الدكتور محمد الداهي




تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط حفلا تكريميا للأستاذ الدكتور محمد الداهي بمناسبة إحرازه على جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب ـ فرع الفنون والدراسات النقدية برسم الدورة السادسة عشرة 2022 عن كتابه "السارد وتوأم الروح من التمثل إلى الاصطناع"، وذلك يوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران، اعتباراً من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمدرج الشريف الإدريسي (كلية الآداب الرباط - موقع باب الرواح)، وفق البرنامج الآتي:


. الكلمات الافتتاحية:

- كلمة السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور جمال الدين الهاني

- كلمة السيد رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها الدكتور محمد السيدي

. شهادات وقراءات نقدية في الكتاب المتوج بالجائزة، بمشاركة صفوة من الأساتذة، وهم:

د. سعيد يقطين، دة. زهور كرام، دة. فاتحة الطايب، د. يحيى عمارة، د. إدريس الخضراوي، د. عبد اللطيف الوراري، د. منور بوبكر، د. محمد جودات

. كلمة المحتفى به الأستاذ محمد الداهي

تسيير: د. محمد الدرويش

. اللجنة التنظيمية: د. جمال الدين الهاني – دة. إيجو الشيخ موسى - د. محمد السيدي - د. محمد الدرويش – د. المعتمد الخراز – دة. خديجة غلامي - د. محمد جودات – دة. نزيهة جابري – د. محمد الصغيري

حين تتعرى جهات عباس علي مراد

 


   من عادتي، حين يصلني كتاب، أن أقرأ ما كتب على الجهة الثانية من الغلاف، وإذا بي أتفاجأ بهذ العبارة اللاهوتية عن الحب: "في البدء كان الحب وسيبقى"، المأخوذة فكرتها من الإنجيل المقدس: "في البدء كان الكلمة"، وهذا ما يدل على ثقافة إنسانية واسعة.

   "حين تتعرى الجهات" هو المولود الأدبي الجديد للشاعر المهجري الصديق عباس علي مراد، مؤلف من 114 صفحة من القطع الوسط، وقد صمم غلافه الفنان علي سهيل مراد.

   الإهداء كان لاهوتياً أيضاً: "العزيز شربل.. صداقتنا راسخة في أرض العطاء"، أي الأرض المقدسة التي تجمع الناس، على اختلاف معتقداتهم، وألوانهم، على بيدر عطائها، لتطعم الجياع الى المحبة.

   يحتوي الكتاب على 50 قصيدة، ودّعها الشاعر بقصيدة "عيترون" البلدة التي أنجبته وأهدته الى الكلمة. فمن هي عيترون بنظر ابنها:

عيترون

الساكنة في تضاريس المجد

   لم يقل في سهول المجد، بل في تضاريسه، لأن من الصعب جداً أن يرتقي المجد من ليس أهلاً له.

   ومخافة ان تضيع خيرات عيترون، نرى عبّاس وقد سيجها بالهضاب، كي لا يصلها إلا من حرثها وسهر عليها:

هضاب سيجت خيراتك

كروم التين، العنب والصبّار

وزيتون يروي تاريخ الأحرار

   لقد أنطق عباس مراد زيتون بلدته، ليخبرنا عن تضحيات شهداء البلدة، الذين سقوا بالدم ترابها، ولهذا بقي:

صامداً شامخاً متجدداً

رفيق الأجيال

مغروس في الأرض كما في البال

 

  قصائد الكتاب كلها من الشعر الحر المنفلت على هواه، إلا هذين البيتين الموزونين تقريباً، واللذين يتمتعان بقافية واحدة "الأجيال والبال" وهذا يثبت لنا أن بمقدور عبّاس لو أراد أن يكتب شعر التفعيلة، ومن يدري فقد يفاجأنا في يوم ما بقصائد موزونة. كيف لا وقد كتب من قبل:

كروم التين، العنب والصبّار

وزيتون يروي تاريخ الأحرار

   وكمهاجر مغلوب على أمره، ينام باكياً، ويستيقظ باكياً لا بالدمع بل بالشعر، إذا أن الحب لمسقط رأسه، قوي وقاتل، تماماً كما الحنين وأكثر:

عيترون..

لك كل الحب

وأكثر بكثير من الحنين 

   ولك يا صديق غربتي عباس علي مراد كل الحب، وألف مبروك كتابك الجديد وعقبى لغيره بإذن الله.


"جمعية محترف راشيا" تُطلق كتاب "العشق في زمن كورونا" للكاتبة بدر علبي ورئيس الجمعية شوقي دلال ينوه بالكاتبة وإرادتها في النجاح

  


 جرياً على عادتها الوقوف الى جانب الكُتّاب والفنانين والمبدعين في لبنان أطلقت "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا الوادي اليوم كتاب "العشق في زمن كورونا" لإبنة راشيا بدر علبي وبحضور رئيس الجمعية شوقي دلال.

دلال أشاد بشخص الكاتبة بدر علبي وهي مثال للمرأة الريفية التي تملك الإرادة والعزم والإصرار على تحقيق النجاح وما هذا الكتاب اليوم سوى تأكيد على هذا الثبات حيث ولد الكتاب رغم جميع الصعاب والعقبات التي نمر بها في لبنان وهذا يدلنا على أن لبنان لن تقوى عليه الصعاب بفضل مبدعيه في كافة المجالات حيث قال عنهم يوماً جبران خليل جبران "أبناء لبناني يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم".. من هذا المنطلق يُسعدنا أن نُطلق هذا الكتاب اليوم ونحن على ثقة أن الكاتبة ستبقى لها نفس الإرادة لتحقيق المزيد في المستقبل ونحن في الجمعية الى جانبها وجانب جميع المثقفين والمبدعين على طول مساحة الوطن"...

من جهتها "شكرت الكاتبة علبي رئيس الجمعية شوقي دلال على وقوفه الى جانبها منذ الصفحة الأولى في الكتاب حتى ولادته وهذا ليس بجديد على جمعية محترف راشيا التي كانت منذ ثلاثة عقود مع الجميع من أبناء الثقافة في لبنان والعالم العربي ولا تزال لغاية اليوم، كما شكرت علبي دار ميرزا للطباعة والنشر على طبعها للكتاب والذي سيتوفر في المكتبات"..

- في الصورة دلال وعُلَبي أثناء إطلاق الكتاب

فعاليّاتُ نهايةِ العامِ الدّراسيّ في مدرسة مار إلياس الثانويّة في عبلّين الجليليّة!

 





كتبت آمال عوّاد رضوان ـ

    أقامتْ مدرسةُ مار إلياس الثانويّة في عبلين الجليليّة فعاليّاتٍ ونشاطاتٍ ترفيهيّةً، في نهايةِ العام الدّراسيّ 2021-2022، وذلك بالتّنسيقِ مع إدارة المدرسة، ومُركّزة التّربيةِ الاجتماعيّة جلوريا خوري، ومُركّز البرنامج عصام خليل، وآمال عوّاد رضوان رئيسة النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ/ عبلين، وقد ساهمَ النّادي النّسائيُّ الأرثوذكسيّ عبلين في إحياءِ هذا اليوم التّرفيهيّ الكبير، بمشاركةِ مجموعةٍ من نساءِ النّادي اللّواتي حضّرنَ كمّيّةً كبيرةً مِن المُعجّناتِ الصّحّيّةِ، والأطعمةِ والمأكولاتِ التّراثيّةِ المختلفة؛ "مُجَدَّرة"، "شُلباطو"، "غَليظة"، "مُغربيّة"، "تُرمُس"، و"فول"، وأحضَرنَ الخبّازةَ وأدواتِ وموادّ العجين، وقُمنَ بعمليّةِ العجْنِ ومَراحلِها، والمكوبجة، ورَقّ العجين، وخَبز المناقيش بشكلٍ حيٍّ ولافتٍ للانتباهِ، واعتمرنَ المناديلَ المُطرّزة، وشاركنَ الطّلّابَ بالزّغاريدِ والدّبكةِ الشّعبيّةِ في عُرسٍ احتفاليٍّ تراثيٍّ بهيجٍ بامتياز.

    وقد حضرتْ جهاتٌ إعلاميّةٌ مرئيّةٌ ومسموعةٌ ومقروءةٌ عديدة لتغطية الاحتفال الجميل، وقام الإعلاميُّ "بسيم داموني" و "تلفزيون هلا" بتغطية االفعاليّات، وإجراء مقابلة مع "آمال عوّاد رضوان" المسؤولة عن النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ، وقد تحدّثتْ عن مشوارِ نشاطاتِ النّادي الاجتماعيّةِ والسّياحيّةِ المختلفةِ منذ عقديْن، بهدفِ تدعيم المرأة وتمكينِها.

     وتحدثت آمال عوّاد رضوان عن أهمّيّةِ توطيد لقاء وتواصُل الأجيال، بين مجموعاتٍ مِن شرائحَ عُمريّةٍ مختلفةٍ في نسيج المجتمع الواحد، لتأكيدِ التّعاضدِ والوحدةِ بين أبناء مجتمعنا، وأهمّيّة المحافظة على تراثنا وترسيخ جذورنا، مِن خلال برامج إحياء مشاريعَ ومبادراتٍ تخدمُ المجتمع، وتُمتِّنُ العلاقاتِ وأواصرَ التّرابطِ بين الأجيال، كما تحدّثت عن أهمّيّةِ التوثيق الشّفويّ لقصص، وطرائف، وأمثال، وألعاب، وحزازير وإلخ من نساء النّادي كبار السنّ، وعن الكتب التّراثيّةِ الّتي أعدّتها بفضل الأبحاث وذاكرة النساء الشّفويّةِ الزخمة: "المهاهاة والملالاة في زغاريد الأفراح"، و "أمثال ترويها قصص وحكايا"، و "التراث في أناشيد المواسم". 

     وقد أجرى بسيم داموني مقابلاتٍ مع المرشدين المساهمين في إحياء الاحتفال، مَن درّبوا الطلابَ في الدّورات مثل: بناء طائرات إلكترونيّة، وعرض لوحات فنّيّة وجداريّات، ودورة تصوير فوتوغرافيّ، وإنتاج فيلم للسينسيلينغ والأوميغا، وفعاليات تسلية ومتعة أخرى مثل: فقاعات الصابون وبالون الصابون بداخله الطلاب، والبوب كورن، وغزل البنات، ووجود ديدجي وفقرات غناء تراثيّ، وتمّ عرض إنتاج الطلاب من خلال مشاركتهم بعدّة دورات ذكرناها، ضمن برنامج تجديدات. 

       



مكتبة المنارة العالميّة بالصّوت الرّخيم "عبير شاهين خطيب" عوالم تحت الأرض "وهيب نديم وهبة"


جماليات الطّبيعة خلعت ثوبها الأخضر المزركش بالألوان وفرشتها فوق الجبال والوهاد والسهول الكرمليّة الفائقة الرّوعة والجمال.

من هنا تبدأ قصّتنا... النزول إلى أعماق الحفرة من أجل البحث والاكتشاف، ثمَّ السّقوط في الهاوية، إلى عوالم مسكونة بالبشر... تعيش في باطن الأرض. 

هنا الصّدام العنيف، بين ما يحدث فوق الأرض وبين ما يحدث تحت الأرض.

فوق الأرض... صفير الحرب والتّهديد النّووي. وتحت الأرض... نسمة عطريّة من حدائق الإنسانيّة والفكر الخلّاق والبحث والاكتشاف. 

هنا يقف الضّمير الإنسانيّ بيننا... وبين شعوب باطن الأرض. تلك الشّعوب الَّتي تصنع حضارة الغد... وبين فكرنا الّذي يخترع أسلحة الدَّمار والقتل والخراب. 

هذه المفارقة تحدث في أعماق الأرض... بين حياتنا هنا والحياة تحت الأرض لتلك الشّعوب. 

حيث نتعرّف على حضارة تنبذ الحرب وتسعى للحبِّ، للسّلام. 

هكذا تتيح لنا جمعيّة المنارة لدعم أصحاب التّحدّيات من خلال مشروعها الرّائد، مكتبة المنارة العالميّة، عوالم تحت الأرض، تلك العوالم الباطنيّة... حيث ترتفع بنا من باطن الأرض إلى ما فوق الأرض وأعالي السّماء، عن طريق تسجيل مميّز بذلك الصّوت الرّخيم للقارئة النّاعمة، الرّائعة "عبير شاهين خطيب". 

هذه الهمسة السّحريّة الّتي تجعل من القصّة أن تحيا مرّتين، مرّة مخلّدة في كتاب... ومرّة حين تخرّج بصوت "عبير شاهين" إلى العالم الواسع بكامل الحرّيّة.

يأخذكَ الصّوت الرّخيم إلى أعماق متاهات النّفس، الحالمة بهذا العالم المرسّم بإيقاع الصّوت وتشكيل الصّور الخياليّة المبهرة في تنويع الإيقاع ومستوى الإِلْمَام بذهنيّة المستمع – المتلقّي، تلك هي النّغمات الصّوتيّة.  

لقد استطاعت القارئة المبدعة بفنّيِّة الصّوت والأداء... تقديم القصّة بصورة رائعة جذّابة، راقية... تتغلغل في فكر السّامع حتّى يتماها مع القصّة ويعيش في عالم خياليّ، إنسانيّ، جماليّ برحلة في باطن الأرض.

يشار إلى أنّ مكتبة المنارة العالميّة تُعدّ أوّل مكتبة عربيّة تمّت ملاءمتها للمكفوفين ولأصحاب التّحدّيات في القراءة في العالم العربيّ، وهي متخصّصة في إصدار الكتب الملاءَمة الصّوتيّة والرّقميّة وبطريقة برايل، وتوفيرها في موقعها على الإنترنت "www.arabcast.org"، وتطبيق الهواتف الذكيّة المجانيّ على الأندرويد وأبل تحت اسم "مكتبة المنارة". 


الرابط لموقع القصّة في المنارة.

https://arabcast.org/?mod=book&ID=5058

عوالم تحت الأرض: للشّاعر الأديب: وهيب نديم وهبة.

الرّسومات: إيمان كنعان

الإصدار: سهيل عيساوي 

كما يمكنكم الاستماع إلى عوالم تحت الأرض من خلال تحميل تطبيق مكتبة المنارة العالمية:

أندرويد: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.arabcast.almanarah

آبل: https://apps.apple.com/us/app/mktbt-almnart/id597383899


من نصّ القصّة:

يُمْسِكُ بِيَدِي وَنَدْنُو مِنْ كُوَّةٍ صَغِيرَةٍ نَدْخُلُهَا، وَيَسْتَقْبِلُنَا ﭐلدَّرَجُ ﭐلنَّازِلُ إِلَى ﭐلْقَاعَةِ.

الْقَاعَةُ فَسِيحَةٌ جِدًّا، وَﭐلْعُمَّالُ يَتَنَقَّلُونَ مَا بَيْنَ ﭐلزُّجَاجَاتِ ﭐلْمُعَلَّقَةِ وَبَيْنَ ﭐلْأَلْوَاحِ ﭐلْمُضَاءَةِ بِشِدَّةٍ. 

لَا يَقْوَى بَصَرِي عَلَى ﭐلتَّمَعُّنِ، لَحْظَةٌ كَانَتْ وَعُدْتُ لِلزُّجَاجَاتِ اَلْمُعَلَّقَةِ - بَعْضُهَا مُسَطَّحَةٌ – مُكَوَّرَةٌ – مُقَعَّرَةٌ - مُحَدَّبَةٌ... حَتَّى ﭐلْأَحْجَامُ مُخْتَلِفَةٌ - أُسْطُوَانَاتٌ دَائِرِيَّةٌ وَأُخْرَى مُرَبَّعَةٌ. 

يَهُزُّنِي صَدِيقِي ﭐلْمُرَافِقُ وَيَقُولُ: "هٰذَا هُوَ ﭐلْمَعْمَلُ، هُنَا نَصْنَعُ ﭐلْمَطَرَ وَنُقَلِّلُ مِنْ رُطُوبَةِ ﭐلْمُنَاخِ وَنَجْعَلُ لِلشَّمْسِ مَنَافِذَ كَيْ يَدْخُلَ ﭐلنُّورُ وَﭐلشُّعَاعُ وَﭐلدِّفْءُ إِلَى ﭐلْمَدِينَةِ."

أَلْأَجْسَامُ تَتَحَرَّكُ أَمَامِي كَأَنَّهَا تَطِيرُ، لَا تَسِيرُ. يَهُزُّنِي مَرَّةً أُخْرَى: "هَلْ تَسْتَوْعِبُ كَلَامِي؟" 

أَقُولُ: "نَعَمْ." 

يَقُولُ: "لَقَدْ شَرَحْتُ لَكَ ﭐلْقَلِيلَ حَتَّى تَسْتَوْعِبَ أَهَمِّيَّةَ وُجُودِ ﭐلْعُلَمَاءِ عِنْدَنَا وَﭐلْعَظَمَةَ ﭐلَّتِي تُحِيطُ بِهِمْ. هُمْ صَفْوَةُ ﭐلْقَوْمِ هُنَا."

أُدْرِكُ عِنْدَهَا أَنَّنِي فِي مَأْزِقٍ. أَصْمُتُ، أَلصَّمْتُ طَوْقُ ﭐلنَّجَاةِ، مِنْ اَلْمُفَضَّلِ أَنْ أَنْشَغِلَ بِخَلِيَّةِ ﭐلنَّحْلِ ﭐلَّتِي تَعْمَلُ أَمَامِي.

يَقُولُ: "قُلْ لِي ﭐلْآنَ، مَاذَا تَفْعَلُونَ فَوْقَ سَطْحِ الْأَرْضِ فِي مَصَانِعِكُمْ وَمُخْتَبَرَاتِكُمْ؟"


إسراء عبوشي: العاطفةُ في ديوانِ "أستَلُّ عطرًا" للشَّاعر فهيم أبو ركن

 



ديوان "أستَلُّ عطرًا" يقعُ في 130 صفحة من الحجم المتوسّط، صدر عن "دار الحديث للإعلام والطّباعة والنّشر" عسفيا، لصاحبها فهيم أبو ركن، لوحة الغلاف بريشة الفنّانة: سلوى عثمان، والتّصميم الدّاخلي الفنّانة: ملكة زاهر، كتبت المقدمة: الدّكتورة جهينة خطيب.

الغلاف

"الرُّوحُ المقاومة هي عطرُ الأرضِ" يتناسبُ هذا المعنى مع غلافِ الدّيوان، هذه الرُّوح جُبلتْ على الكفاحِ.

 السِّلاحُ والوردةُ سيّان في وطنٍ مرويٍّ بدماءِ الشُّهداء، أزهارُهُ الفوَّاحةُ تهيِّجُ عواصفَ الجراحِ وتغمرُها بالأنين. 

تنبتُ الوردةُ حين تُرْوَى بالدِّماءِ، ورُغمَ اكْتِمالِ زهرتها إلَّا أنَّها تقطرُ دمًا، إلى جوارِهَا عصافيرُ ميِّتةٌ منتفخةُ البطونِ، ذكَّرتْني هذه الصُّورةُ بجثامين الشُّهداء المحتجزةِ في صقيع ثلَّاجاتِ الاحتلال، اهتمَّتِ الرَّسَّامةُ بالتَّفاصيلِ فرسمَتِ الظِّلالَ لتَزدادَ الصُّورةُ ألـمًا، وتَقعَ في نفسِ القارئ، ومع ذلكَ لم تَغْفلْ عنْ صوتِ اللَّهِ الباقي فينا الَّذي يوحِّدُنَا ويجمَعُنا مسلمينَ ومسيحيّين، الغلافُ للفنَّانة المبدعة: سلوى عثمان.

لغةُ الدِّيوانِ مُبتكرةٌ متمكِّنةٌ سلسةٌ تَظهرُ جليًّا فيها براعةُ التَّعبير.  

يكتبُ الشَّاعرُ قَصائدَهُ بعيدًا عن حيرةِ الفكرةِ، برويَّةٍ وهدوءٍ، الفِكْرةُ امْتطتْ صهْوَةَ الأملِ والإرادة.

 نستطيعُ أنْ نُضيءَ شموعَنا لتنيرَ غَدَنا رُغمَ ظلامِنَا الدَّامسِ، هناكَ متَّسعٌ للْحَياةِ. 

كزَهرِ الوطنِ الَّذي يَتفتَّحُ، يَفتحُ أبو ركن جِراحَنا ويُحاصرُنا بينَ جمالِ المعْنَى وَبَينَ عُمقِ الألمِ، نتصفَّحُ "أستَلُّ عِطرًا" فنشعرُ بعواصِفِ جَبلِ الكرملِ، فالكَاتبُ ابنُ بيئَتهِ مِن جمالِ عسفيا تنبعُ المفرَداتُ، نظمَ قصائِدَهُ مُتغنِّيًا بجَمالِ الوطنِ ومحرِّضًا على ضَرورةِ التَّمَسُّكِ بهذا الجمالِ والدِّفاع عنه، وحِفظِهِ، فهو أمانةُ الأجْدادِ، ولحنٌ شجيٌّ آتٍ منْ قَصائدِ الشُّعراءِ الرَّاحلينَ.

قَسَّمَ الشَّاعرُ الدِّيوانَ إلى ثلاثةِ أجزاءٍ؛ وطنيَّاتٌ، وِجْدانيَّاتٌ ومَراثٍ، واسْتهلَّ قصائدَهُ بقصيدَةٍ عنِ الشُّهداءِ، لِيَكونَ الوَطَنُ أوَّلًا، وفي وجدانيَّاتِهِ تَتجلَّى عاطفةُ الشَّاعرِ الفيَّاضَةُ بانْسِيَابيَّةٍ أخَّاذَةٍ، وَرِقَّةٍ مُحَبَّبةٍ: 

أقْبِلي سَحَابةَ عطرٍ

واقْبُضِي على لمَعانٍ 

بَينَ الجفْنينِ بَرَقْ

اسْكُبي جمرَ قلبٍ قَيْسِيٍّ

عَلى أفقٍ سَابحٍ وقتَ الغُروبْ

دَمعٌ يُسْكبُ على الصَّخْرِ فيَذوبْ

ودَربُ إيقاعٍ باللَّوعةِ انْطلقْ..

يَبْغى الهُروبْ.

البداية 

يبدأُ الشَّاعرُ ديوانَهُ بقصيدةِ "الرَّكضُ نَحْوَ النَّار" ذاكرًا الفداءَ الأعظمَ حيثُ يَهِبُ السَّاردُ في القصيدةِ روحَهُ للوطن، رُغمَ معرفَتِهِ بعمقِ جُرحِ الرَّحيلِ وأثَرِهِ على الأمِّ والأختِ. الوداعُ المكلَّلُ بالغَارِ يُعْلنُ بُزوغَ الفجرِ. 

استطاعَ الشَّاعِرُ مِنْ خِلالِ هذه البِدايَةِ أنْ يَستدرجَ عاطفةَ القارِئِ لِيَتماهَى مع ما تحمِلُهُ القصيدةُ منْ مشاعرَ بينَ الفِداءِ وبينَ الحزنِ. تَنتهي القصيدةُ وفي نفسِ القارئ أملٌ رغمَ الألمِ:

هَا أنا أفتحُ صدْري

فاطْلقُوا نحوَهُ النَّارَ

لنْ تَقتُلوا فيَّ الرُّوحْ

وإنْ أثْخنتُمُ الجَسدَ

لنْ تقتلوا فيَّ الرُّوحْ

هذا التِّكْرارُ يؤكِّدُ المعنى ويُصِرُّ عَليْهِ.

 الوَطنُ الَّذي يَستحِقُّ الفِداءَ بِالرُّوحِ، يَجدُ بِهِ الشَّاعرُ روحَهُ، وتكونُ الحَبيبةُ وَطنًا:

فَلِلْوَطَنِ أنتِ الوَجيبْ

والقَلبُ معَ كُلِّ الوتنْ

أنتِ لَهُ 

روحُ الوطنْ

جمال الطبيعة

في قَصيدَةِ "أصرخْ أيُّهَا الخَيْر" تَظهرُ عاطفةٌ رقيقةٌ تنسابُ بينَ حروفِ القصيدةِ كشلَّالٍ عذْبٍ، ورغمَ قوَّةِ انْسيابِهِ يَبقَى رقيقًا، يُنبعُ الخيرَ رُغمَ اللُّؤمِ والشَّائعاتِ والأكاذيبِ والشَّرِّ المحيطِ والحقدِ، يُخاطبُ مرارًا القارئَ بقولِهِ: "إنَّ الخيرَ موجودٌ"، هذه الصُّورُ الجماليَّةُ وَظَّفَ الشَّاعرُ قوَّةَ وجَمالَ الطَّبيعةِ لِتَخدمَ المعنى بتلقائيَّةٍ وتمكُّنٍ، مَزجَ بَيْنَ مَعَانٍ مُتَضَادَّةٍ ما بَينَ الخَيْـرِ وَبَيْنَ الشَّرِّ!!  

فَأينَ وَجدَ الشَّاعِرُ الخَيْرَ؟

وَجدَهُ في حُبِّ الشَّاعرِ لِلطَّبيعةِ وَكأنَّهُ أحدُ شَعراءِ العَصْرِ الأنْدلسِيِّ، هُذِّبتْ كلماتُهُ وطَغى الخَيْرُ عليْهِ، تَنْفَردُ الطَّبيعةُ بجمالٍ خاصٍّ تمنحُ الحَياةَ، الأمَلَ، وتَزرعُ في نفسِ الإنسانِ الفَرحَ والإيجَابيَّةَ، تِلكَ الطَّبيعةُ هِبَةُ الرَّحمنِ هي عنوانٌ للجَمالِ، ومُؤشِّرٌ للخَيرِ. في هذا الجَمالِ شِفاءٌ للرُّوحِ، وصدقُ الخلقِ ومنَّةُ الرَّحمن وسببُ الخير:

كُلَّمَا يَعبقُ الأريجُ في الحَديقَةْ

وَتَرقصُ الأوْراقُ الرَّقيقَةْ

على إيقَاعِ النَّسيمْ

وبِاسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ

يُبْعثُ الفَرحْ

حَتَّى لو انْجرَحْ!

وَبِهِ خَميرَةْ

لِسَعادَةٍ كَبيرَةْ

أعْرفُ أنَّ الخيرَ مَوْجودْ.

يُحَرِّضُ الشَّاعرُ الخيرَ ليستفيقَ ويصرخَ، ويُحرِّضُ الخَيرَ في الإنْسانِ لِيَقولَ كَلمتَهُ ويَصْرُخَ.

يَسْتَخدمُ الشَّاعرُ التَّرغيبَ بأسلوبٍ يُظْهرُ خلقَ الشَّاعِرِ ورَهافَةِ رُوحِهِ، لِيُخْرجَ الخيرَ ويكونَ إيجابيًّا ويُغيِّـرَ الواقعَ الأليمَ ويغيرَ الْمَشَاهدَ الَّتي نَراهَا على الشَّاشاتِ، ولِيَأخُذَ دورَهُ الإيجَابيَّ في الحياةِ.

وَاحْرصْ على تُربةِ الوادي لأنَّ بِهَا 

مَجْدًا بِهِ الحَرفُ سَيفٌ والدَّواةَ دَمْ

دَافِعْ بعلْمِكَ واسْتلِمْ ... سَردَ الحِكايةِ بِالحِكَمْ

وجدانيات

وفي الفصلِ الثَّاني وجدانيَّاتٌ، يعودُ الشَّاعِرُ لألحانِ الطَّبيعةِ الخَلَّابةِ وينسجُ منها قصائدَهُ الوجْدانيَّةَ العذبَةَ، موسيقى شِعْرِهِ تَسلِبُ الأذْهانَ، وظَّفَ الشَّاعرُ العديدَ منَ الشَّخصيَّاتِ التَّاريخِيَّةِ والأسطوريَّةِ، وكأنَّهُ بِحُبِّهِ يَختزلُ كُلَّ العُشَّاقِ ويجمعُ الأساطيرَ في حكايتِهِ الخاصَّةِ، عَشتار، وَسِيزيفيّ، عبس، قيس، طروادة، أيوب.. وغيرهم، هوَ صُوفيُّ العِشْقِ ومع ذلكَ هوَ فارسُ الأفْراحِ: 

أقْبِلي سحابةَ عطرٍ

واقْبضي على لمعانٍ

بينَ الجفنينِ برَقْ

اسْكبي جمرَ قلبٍ قيسيٍّ

على أفقٍ سابحٍ وقتَ الغروبْ

دمعٌ ينسكبُ على الصَّخرِ فيذوبْ

ودربُ إيقاعٍ باللَّوعةِ انطلقْ

يبغي الهروبْ.

يقولُ أبو ركن: "إذا لم أبنِ لكِ بِشعري مَجدًا فلنْ يَبْنيَهُ لكِ أحَدٌ".

ذكَّرني بما قالَهُ شكسبير: "مَا دَامتِ الأنفاسُ تَصعدُ والعيونُ تحدِّقُ

سيظلُّ شِعري خَالدًا وعَليْكِ عُمرًا يغدقُ".

حِينَ يَعشقُ الشَّاعرُ يَبنِي للْحبيبِ مجدًا خالدًا

أحْلامُكِ لنْ تعرفَ الذُّبولْ

مَا دمتُ شِعرًا فيكِ أقولْ.

 الخاتمة

تَسَاءَلَ الشَّاعرُ فهيم أبو ركن في قصيدَةِ رثاءٍ للشَّاعرِ محمود درويش بعنوان "لنْ أكتبَ عنِ الدَّرويش.. بل الأولمبياد!" ماذا يمكنُ أن يُضيفَ، ونَحنُ نتَساءَلُ: ماذا أضَافَ هذا الديوان؟

لَقدْ صَالحَنا على أنفُسِنَا، بَعْدَ أنْ وضعَنَا أمامَ مسؤوليَّاتِنَا، وحَرَّضَنَا على الحيَاةِ:

إِنَّنا في العَالمِ بشَرٌ

بَشرٌ نَعيشُ نُفكِّرُ

نُشاهدُ، نُتابعُ، نَشْعرُ

نَترقَّبُ، نَتنفَّسُ، نَتأوَّهُ،

نَنْعسُ، نتَألَّمُ.. نَتشَاءَمُ

نَتشاءَمُ

نَتَفاءَلُ..

يَتفَاءَلونَ..

تَفَاءَلُوا، تَفَاءَلُوا.. تَفَاءَلُوا..

وَرُغمَ أنَّها قصيدةُ رثاءٍ يَأتي التَّفاؤلُ مِيلادًا جَديدًا. 

لَقدْ أجَادَ الشَّاعرُ أنْ يَسْتلَّ عِطْرَ أرْوَاحِنَا وَبِإتْقَان. 

"الجامعة اللبنانية كلية الآداب" تُكرم الفنان اللبناني شوقي دلال بمعرض من رسوماته بعنوان "نُزهة اللون في لبنان"

  






نظراً لإسهاماته الثقافية والفنية على مدى ٣٥ عام كَرّمت الجامعة اللبنانية وكلية الآداب والعلوم الإنسانية الفرع الرابع زحلة رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" الرسّام شوقي دلال بمعرض من لوحاته أُقيم في قاعة كلية الآداب الفرع الرابع  زحلة وبرعاية عميد كلية الآداب البروفيسور أحمد رباح وتنسيق مدير الفرع الدكتور ايلي حداد والدكتورة بهية الطشم

مدير الفرع الرابع الدكتور ايلي حداد مَثل راعي المناسبة عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور أحمد رباح وبحضور العديد من رؤوساء الأقسام في الكلية؛الدكتورة والباحثة بهية الطشم والمسؤول التربوي لمنطقة البقاع في حركة امل رئيس قسم العلوم السياسية والإدارية في كلية الحقوق الدكتور عمار مهدي؛ والممثل السابق لأساتذة كلية الآداب في الفرع الرابع الدكتور خضر نبها والمديرة السابقة للكلية د.مريام يارد؛ ورئيسة قسم اللغة العربية في الكلية لينا زيتون؛ الدكتورة الهام صليبا؛ الدكتورة مادونا مراد؛ الدكتور مصطفى ياسين؛ الدكتورة عائشة شكر ،الدكتورة ميراي ابو حمدان والدكتورة جاكلين الغصين وحشد كبير من طلاب الكلية والباحثين والمهتمين بفلسفة الفن....

أفتتح اللقاء بالنشيد الوطني وكلمة لمدير الكلية الدكتور ايلي حداد اكّد فيها على أهمية مثل هذه النشاطات في صرح جامعتنا الرائدة لمواجهة اليأس المستشري في وطننا الموجوع حيث نحتفل اليوم بالفنان شوقي دلال ولوحاته التي كان ولا يزال لها وقع فني وثقافي كبير في لبنان والعالم"...

وأشارت أستاذة مقرّر سيميائية الصورة والحضارة والفن في الجامعة اللبنانية صاحبة فكرة إقامة المعرض الدكتورة بهيّة الطشم إلى اهميّة دور الجامعة اللبنانية في نشر الثقافة وتعميم الجمال وأضاءت على اهمية فن الرسم في التعبير عن المشاعر والافكار"...

من جهته اكّد الفنان شوقي دلال على مدى الارتباط بين الفن الراقي والثقافة الرائدة وكم أشعر بإعتزاز على وحودي اليوم مع لوحتي في أهم كلية ثقافية علمية كلية الآداب والعلوم الإنسانية وما قدمته عبر تاريخها المُشَرّف من تثبيت مَيّزة لبنان الثقافية بحيث خَرّجت الكلية كِبار الأدباء والفلاسفة والمُثقفين، كما شكر دلال عميد الكلية ومدير الفرع على إحتضانهم لهذا المعرض وللدكتورة بهية الطشم على كل ما قامت به وتقوم في سبيل جعل الفن متلازم مع الثقافة وما هذا المعرض سوى دليل على ذلك"...

وفي الختام تم قص شريط إفتتاح المعرض وجولة على اللوحات الفنية التي تنوعت بين الطبيعة اللبنانية والحياة العامة وفي الختام كان نقاش مستفيض عن حنايا اللوحات ومكامن اسرارها....

منتدى المنارة للثقافة والإبداع يحتفي بكتاب "ترانيم اليمامة"

 


تقرير: فراس حج محمد| فلسطين

عقد منتدى المنارة للثقافة والإبداع يوم السبت 11/6/2022 لقاء ثقافيا في مقر التدريب المجتمعي التابع للإغاثة الطبية في نابلس، ناقش فيه كتاب "ترانيم اليمامة- مذكرات أسيرات محررات.

يقع الكتاب في (207) صفحات، ويضم مجموعة من النصوص الأدبية لعشر من الأسيرات المحررات، حضر اللقاء منهنّ: عطاف عليان ومي الغصين ونهاد وهدان وأريج عروق وجيهان دحادحة وعهود شوبكي، بالإضافة إلى أربع من الأسيرات لم يتمكن من الحضور وهن: لينا الجربوني، وتغريد السعدي وشريفة أبو نجم، أما الأسيرة منى قعدان فما زالت خلف القضبان فقد أعيد اعتقالها بعد انتهاء الورشة، وحضر نيابة عنها أخوها الأسير المحرر طارق قعدان.

 وكانت هؤلاء الأسيرات قد تلقين دورة في الكتابة الإبداعية أشرفت عليها الكاتبة الروائية ابتسام أبو ميالة. وهو الكتاب الثالث من سلسلة هذه الورشات؛ إذ سبق أن أشرفت أبو ميالة على كتاب الأسيرة المحررة نادية الخياط "احترقت لأضيء"، وكتاب مي الغصين "حجر الفسيفساء" في ورشات كتابة مماثلة، تشجيعا للأسيرات على توثيق التجربة بتفاصيلها كاملة أو بجزءٍ منها على الأقل.

استهلت الدكتورة لينا الشخير رئيسة منتدى المنارة اللقاء بكلمة ترحيبية بينت فيها أهمية اللقاء في تسليط الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال ونقل تجربتهن الاعتقالية للعالم الخارجي من خلال فعل الكتابة الإبداعية الذي يعد نوعا من التطهير النفسي، ثم تحدث المدير العام للإغاثة السيد غسان حمدان بكلمة مقتضبة مرحبا فيها بالأسيرات المحررات، مشددا على أهمية مساندة الأسرى الفلسطينيين ودعمهم.

حاور الأسيرات كل من الكاتبة عفاف خلف والكاتب والأكاديمي حسان نزال، فبدأت خلف حديثها بالتعريف بالأسيرات ووجهت لهنّ مجموعة من الأسئلة تتعلق بمضامين النصوص، أما نزال فقد تطرق في حواره مع الأسيرات إلى تجربة الكتابة، مشيرا إلى ما تتميز  به كتابات الأسيرات من عمق وسلاسة وتوثيق.

وأما المشرفة على الكتاب الروائية ابتسام أبو ميالة فقد عبرت عن سعادتها بالعمل مع الأسيرات، والمصاعب التي واجهتها خلال الورشة، ومتابعتها للأسيرات في حالة اليأس والملل، وأشارت إلى اختلاف الأسيرات في القدرة على الكتابة، كما أشارت إلى أن بعضا من الأسيرات لم يكملن العمل، ولم يكتبن تجاربهنّ وتوقفن عن ذلك؛ تبعا لظروف متعددة.

وقدم مداخلات قيمة كل من الأسيرات المحررات نادية الخياط، وهيام حمدان، وفدوى عباسي، والسيد سامي دغلس مدير مركز تدريب الشباب المجتمعي، والمحامي الحيفاوي حسن عبادي، ومظفر ذوقان منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى.

وفي نهاية اللقاء تم توقيع الأسيرات والكاتبة أبو ميالة على نسخ من الكتاب للحضور.

اصبوحة شعرية تحت عنوان " الصحفيون عين الحقيقة"


 قام يوم السبت  11|6|2022م  ملتقى روّاد المكتبة بتنظيم اصبوحة شعرية تحت عنوان " الصحفيون عين الحقيقة" 

بمناسبة مرور شهر على استشهاد شهيدة الكلمة الحرة: شيرين أبو عاقلة،  لإلقاء الضوء على أهمية السلطة الرابعة ممثلة بأبطال الميدان من الصحفيين والإعلاميين في إثبات الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال، حيث استضاف الملتقى الصحفي الإعلامي: 

أ.علي السمودي، والصحفية الأستاذة: إيمان السيلاوي، وعدد من الشعراء.

في بداية الندوة التي أدارها بإقتدار وتميز:

أ. عبد القادر مراعبة، تحدث  بالنيابة عن بلدية جنين الأستاذ: كمال سمور مرحباً بالحضور وذاكراً مناقب الشهيدة وجرأتها في نقل الخبر ، وكيف أن رحليها كان مؤثراً وعظيماً.

ثم قدمت كلمة ملتقى روّاد المكتبة مديرة ومؤسسة الملتقى الأديبة: أ. إسراء عبوشي، مرحبة بالحضور ومثمنة الرسالة الهامة التي يحملها  الإعلامي والشاعر والكاتب الفلسطيني، وأثر الكاتب في بث الوعي في الضمير الإنساني بقول الكلمة الحرة، التي قد تكلف الإنسان حياته كما حصل مع شيرين.

ثم القي كل من  الشاعرين د. كامل النورسي والشاعر حسين عبد الله قصائد رثاء تبين مناقب الشهيدة  شيرين، بعد ذلك تحدث الأستاذ علي السمودي عن تجربته كمراسل في الميدان، ذاكراً بعض المواقف الإنسانية التي يجد نفسه وجهاً لوجه أمامها، وكيف أن بعض الصور قد تختزل الحدث أو تعيد رؤية الخبر من جديد ، كما حدث باستشهاد شادي نجم وأثر صورة شقيقه  فادي _ ذو الإحتياجات الخاصة_ على إعطاء بعد إنساني للحدث الذي انتشر عالمياً وفضح ممارسات الاحتلال.

وكيف أنه يحرص على أن ينقل الخبر بمصداقية في الزمان والمكان المناسبين مع التحلي بمعاني الإنسانية وضبط النفس عند نقل الخبر. 

وتحدثت الأستاذة الصحفية إيمان سيلاوي عن بعض المواقف الإنسانية التي حركت بها مشاعر الأمومة نحو أطفال في الميدان يتعرضون لآلة القمع الصهيوني، وتحدثت عن خبرتها بالمجال الصحفي والمعيقات والدافعية الإنسانية التي تجعلهم يخوضون المجال بجرأة، وتحدثت  عن وقع خبر استشهاد زميلتها شيرين وتأثر الصحفيين من رؤيتها على هذا الحال.

ثم قدم الشاعر الزجال أبو الناجي وصلة زجلية حماسية، ثم شارك كل من الشاعرة : منال ضراغمة والأديبة: صفاء غليون ، والشاعر من الداخل المحتل: أسامة مصاروةبقصائد شعرية  عن شيرين. 

وقدم كل من الأستاذ: عماد محاسنة والأستاذة: سحر أبو زينة ، والأديبة حمدة مساعيد مداخلات عن طبيعة العمل الصحفي ودوره في كشف الحقيقة وأهمية توثيقه  للحدث والتاريخ.

وقد بارك الملتقى للشاب وسيم أبو الرب صدور ديوانه الأول: وحي الذات، الذي سيكون له حفل إشهار قريب.

كل الشكر لمن حضر وساهم في إثراء هذا اللقاء . .


آية ناصر تحصد نجاح أعمالها وتتعاون مع سامي الشيخ

 


حصدت الشاعرة آية ناصر النجاحات المتواصلة من خلال أعمالها الغنائية التي كتبتها وغناها مجموعة من الفنانين اللبنانيين والعرب.

فبعد النجاح الباهر الذي حققه أغنية "محكوم بالغرام" لتي غناها فادي بيروتي، طرح عمل جديد يجمع الشاعرة آية ناصر والشاعر سامي الشيخ بعنوان "كيفك يا قلبي" التي أطلقها أخيراً الفنان محمد العلي الفائز بجائزة أفضل صوت في مهرجان مصر الدولي.

كما قدمت الشاعرة آية ناصر أعمالا غنائية  لعدد من النجوم لاقت صداً جماهيرياً نذكر منها: "انتو اللي لازم تموتوا" للفنان علاء زلزلي، و"تحية" للفنان عماد حاوي قدمها إلى الجيش اللبناني والطاقم الطبي، و"حبيب الملايين" للفنانة مارغو قصار التي قدمتها للراحل شعبان عبدالرحيم "شعبولا"، وغيرها.

صرّحت الشاعرة آية ناصر أن أعمالاً جديدة لعدد من النجوم ستجمع بينها وبين الشاعر سامي الشيخ قيد التحضير ستبصر النور قريباً.


آية ناصر

الشاعرة آية ناصر درست اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية، لمع نجمها في سماء المهرجانات الشعرية العربية، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الأمسيات الشعرية في لبنان.

تحضر الشاعرة آية ناصر ديوان شعري جديد ستطلقه خلال أمسية قريباً، هذا بالإضافة الى اهتمامها الكبير في كتابة القصائد الغنائية لنجوم لبنانيين وعرب.



سامي الشيخ

سامي الشيخ بريطاني الجنسية من أصل تونسي، حائز على دكتوراه في علم النفس وعلم الاجتماع، خريج من جامعة أوكسفورد في بريطانيا، وحاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها.

على صعيد الآدب أنجز خمسة دواوين شعرية، هي: "ارتل في عيونك السلام"، و"إليك الروح أقطعها"، و"ليلاء"، و"جسدي على غصن يميل"، و"بنت السماء".

كما كتب أغنية "تمهل قليلاً" للفنانة اللبنانية غادة يزبك.

النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين يحيي يومًا تراثيا في مدرسة مار إلياس الثانوية!




كتبت آمال عواد رضوان

     أحيى النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين يومًا تراثيا بامتياز في مدرسة مار الياس الثانوية في عبلين، وذلك في إطار مبادرة اجتماعية في المدارس الثانوية، وضمن برنامج إحياء مشاريع ومبادرات تخدم المجتمع، وتوطد التواصل بين مجموعات من شرائح عمرية مختلفة، وتمتن العلاقات وأواصر الترابط بين الأجيال في المجتمع الواحد، وبالتعاون مع أكثر من محاضر ومفعل.

   وقد اختارت مدرسة مار إلياس الثانوية في عبلين مشروع الاستدامة (קיימות)، بالتنسيق مع مركزة التربية الاجتماعية جلوريا خوري، ومركز البرنامج عصام خليل، وآمال عواد رضوان رئيسة النادي النسائي الارثوذكسي عبلين، من خلال العمل على أكثر من محور في هذه النشاطات العملية والفعاليات التثقيفية، ومن خلال تحضير ورشات أكلات تراثية وصحية لطلاب صفوف العواشر، ولقاءات حول كتب التراث الثلاثة التي أعدتها آمال عواد رضوان من ذاكرة النساء الشفوية والأبحاث: "المهاهاة والملالاة في زغاريد الأفراح"، و "أمثال ترويها قصص وحكايا"، و "التراث في أناشيد المواسم"، وقد تفاعل الطلاب مع الفعاليات والكتب بشكل مبهر، من خلال التسابق والتنافس الجميل، وعبروا عن مدى سرورهم وانبساطهم من خلال تفاعلهم وردود فعلهم.

     وقد ختم اللقاء حضور المطران إلياس شقور، وبارك هذه الفعاليات، وأكد على التعاضد والوحدة بين أبناء المجتمع الواحد، وأهمية المحافظة على تراثنا وترسيخ جذورنا. 

     ومما يجدر ذكره، أن هذه الفعاليات يقوم بها النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين منذ سنوات، ولا زال يتابع مشواره في دعم وتمكين المرأة، فشكرًا لجميع العاملين الداعمين، ولا ننسى إدارة المدرسة الداعمة دائما وأبدا لمثل هذه النشاطات بتوجيهاتها.