وفاء عمران محامدة تبحث عن "سر اختفاء فادي"


تقرير: فراس حج محمد (فلسطين)

صدر عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس مؤخراً رواية جديدة للكاتبة الفلسطينية وفاء عمران محامدة. جاءت الرواية تحت عنوان "سر اختفاء فادي" ومصنفة على أنها رواية للفتيان، وتقع في (140) صفحة من القطع المتوسط.

تحكي الرواية قصة الصحفي الصغير المدعو نادر ويصحبه زميل آخر يدعى "ذكيا"، ليحققا في مسألة اختفاء الطالب فادي الذي فاز بمسابقة مدرسية، وفي رحلة هذين الصحفيين تنشأ كثير من الأحداث والمواقف الفكاهية نتيجة شخصيتيهما المناقضة لاسميهما، فلا نادر نادرا ولا ذكي ذكيا.

تتشكل الأحداث في سبعة فصول، ويتخللها كتابة سبعة تقارير صحفية، يحاول أن يشرح فيهما الصحفيان سر احتفاء فادي. لتكشف الأحداث عن كثير من المفارقات الناتجة عن جهلهما بالعمل الصحفي وطريقته، لكن الرواية تعلم الفتيان باستخدام طريق الخطأ هذه وتدفعهم إلى التفكير في المسألة بشكل مغاير، إذ تثير الرواية وأحداثها الفضول لدى الفتيان ليتساءلوا عن سر اختفاء فادي والبحث عن حل.

تضمن الكاتبة روايتها هذه معارف ومعلومات مهمة في العمل الصحفي، وعلم الحاسوب، وشيئا من الأعمال الروائية العالمية، ما يجعلها نموذجا للأدب الذي تمتزج فيه الجدية بالفكاهة والتفكير المنطقي، والبحث الخاطئ الموصل إلى الصواب، لصنع مفارقة كلية تجعل العمل الأدبي برمته عملا فنيا ذا قيمة تربوية وعلمية وسردية عدا أنه ممتع ومشوّق.


قراءة في كتاب أ.زياد جيوسي"أحلام فوق الغيم"


بقلم: محمد المشايخ ـ


   يجمع هذا الكتاب، أربعة وخمسين قراءة نقدية حول كتب مختلفة، نشرها الأديب الوطني الملتزم، والفنان المبدع زياد جيوسي في السنوات الماضية، بالإضافة إلى مقالة حول(المرأة في الرواية العربية) ، ويتضح من مضامين هذه القراءات وما اشتملت عليه من آراء نقدية متميزة، موهبة الناقد وخبرته وتجربته النقدية الطويلة، وسعة مطالعاته وقدرته على الغوص في أعماق النصوص المنقودة وتحليلها وتقييمها وتقويمها. 

   ومثلما يوجد في الصحة "طبيب عام"، فإن أ.الجيوسي في النقد(ناقد عام)، فهو ينقد كتبا في مختلف الأجناس الأدبية، ولي أن أزعم: أن هذا الكتاب، لكثرة ما فيه من نقد لكتب أديبات عربيات، أن مؤلفه(ناقد نسونجي)، وقد سبقه إلى هذا اللقب بجدارة أ.نزيه أبو نضال في كتابه(تمرّد الأنثى).  

   يرى أ.زياد الجيوسي أن كل الكتب بحاجة إلى نقد، لأنها من إبداع البشر، ويقول عند أ.فدوى جريس(كل عمل إنساني ليس كتابا مقدسا)، ويرى أن قراءة الكتاب، هي التي تحدد المواقف النقدية التي سيكتبها الناقد، يقول عند أ.عز الدين الجوهري: (وخلال تجوالنا في الديوان نلمس...)، ويرى لدى توقفه عند أ.محمد خضير، أن بعض الكتب تفرض على قارئها إما نقدها (ومنها كتاب خضير رجع الكلام)، أو وضعها على رفوف المكتبات. 

كان أ.الجيوسي يبدأ مقالاته النقدية، بالحديث عن العتبات النصية للكتاب، من العنوان، إلى الغلاف، وحتى الإهداء، فيقول عند أ.عاطف القيسي: (اعتدت في قراءتي للآداب أن أركز على الإهداء لأنه يحمل بعض ملامح الكاتب). 

أحيانا يغلق أ.الجيوسي باب النقد عند حد معين، ولا يستمر فيه، يقول مثلا عند أ.عبد الله المكسور: (لن أدخل في تفاصيل ما يرويه بطل الرواية)، ويضيف في موقع آخر: (لست بصدد الإشارة لكل ما تناولته جمرات القاص شوقي يونس فهذا يحتاج إلى مساحة كبيرة من الكتاب). 

 ويعترف أ.الجيوسي أن العلاقة بين الناقد والمبدع تفرض ظلالها على الكتابة النقدية، فيقول: (لن أتحدث عن الكاتبة دعاء الزعبي ولا عن كتابها فشهادتي ستبقى مجروحة لصلة القرابة التي تربطنا)، وأحيانا يطرح أسئلة حول الآراء النقدية التي يتوقع الوصول إليها قبل قراءة الكتاب، يقول عند أ.ميرنا حتقوة:(هل سيكون الكتاب بحلاوة السكر كما هو العنوان، أم سيكون حافلا بمشاعر أخرى)، وأحيانا يطرح أسئلته المشروعة بعد الانتهاء من مطالعة رواية أ.ميسون الأسدي (هل كانت القصة كلها بعضا من جنون امرأة لا غير؟)، ويسأل: (بماذا يمكن تصنيف كتاب فراس حاج محمد الممتلئ بالحروف المجنونة؟). 

   ومن قراءاته النقدية، يتضح المكان الذي يقرأ وينقد فيه، وآلية الكتابة، فيقول عندأ.سليم صابر(كنت في طريقي إلى رام الله أحتضن الرواية بين يدي وأقرأ وأسجل الملاحظات طوال الطريق)، وتتضح أيضا نظرته العميقة في النصوص، ودور الكتب التي ينقدها في إلهامه النقدي، وتنمية علمه ومعرفته، وتوسيع افقه النقدي، فيقول: (إن من يقرأ ثريا وقاص عليه أن لا يقرأ الشذرات كما هي مرسومة بالكلمات، بل أن يقرأ الروح خلف الكلمات)، بينما يقول في قراءة أخرى: (إن التجوال في نصوص هشام خاطر يتطلب من القارئ التركيز في ثنايا النصوص وطياتها)، ويضيف: (من يقرأ لفراس حاج محمد عليه أن يقفز عما تقرأ عيناه وينحّي فراس جانبا كي يخترق مسافات الحكايات الأخرى)، وعند ديوان د.هناء البواب يقول: (أعتقد انه بحاجة لأكثر من قراءة تتناول كافة جوانبه)، وعن أ.جليلة الجشي يقول إنها: (أعطت المساحة للقارئ الناقد ليتعامل مع النصوص بروحها وليس بالأدوات النقدية الجامدة).  

   وأحيانا يشعر الجيوسي قراءه أن مبدعي الكتب التي يتناولها، تركوا أمر استجلاء ما ورائيات نصوصهم لقرائهم، فــ (رائدة شلالفة تترك المجال للقارئ لأن تجول روحه قبل عينيه في أروقة النص)،  ويتضح أيضا في كل مقالة نقدية كتبها أ.زياد الجيوسي عدد المرات التي قرأ فيها الكتاب، يقول عند أ.غصون رحال: (حين قرأت الرواية القراءة الأولى)، وعن جودة بلغيث يقول: (ورغم أني قرأت الديوان منذ عدة أعوام، إلا أنني عدت إليه أكثر من مرة للقراءة، وفي كل مرة أشعر أني أقرؤه لأول مرة)، ويضيف: (رغم اطلاعي على الأعمال الكاملة لفايز محمود سابقا، إلا أنني وجدت نفسي أقف بدهشة الإنسان البدائي حين اكتشف النار أول مرة). 

   كانت تأخذه الحالة، ويندغم في نصوصه المنقودة، ويدفعه الانسجام معها، لعدم التوقف عن الكتابة، فتمر عدة صفحات دونما فقرات تفصل بين أسطر الصفحة(تفاحة سابا، الصفحتان192-193مثلا). 

   انشغل أ.الجيوسي كثيرا بتجنيس بعض الأعمال التي نقدها، فرأى أن نصوص أ.جليلة الجشي عابرة للتجنيس، وأن أشعار أميمة يوسف ورفعة يونس تصنف ضمن النثيرة المعاصرة، وأن أ.رفعة يونس مبدعة في مجال القصة الشعرية، بينما أ.سميح محسن مبدع في مجال الرواية الشعرية. 

وكثيرا ما أشار إلى أهمية الكتاب الأول وما يتطلبه من مبدعه، تم ذلك عند حديثه عن الرواية الأولى لـ أ.تفاحة بطارسة، وعند أ.فاديا الحريرات قال: (المولود الأول من مسيرة الكتابة والتأليف يحتاج إلى اهتمام كبير فهو الأساس الذي يتم البناء عليه). 

   أحيانا لا يتفق أ.الجيوسي مع الأدباء الذين ينقد كتبهم في آرائهم ومواقفهم الوطنية والفكرية، فيقول عند أ.محمد سعيد: (قد يختلف القارئ حسب توجهاته وأفكاره مع الكثير من أفكار الكاتب، لكنه بالتأكيد لا يمتلك إلا أن يحترم الفكرة والأسلوب، ويقف باحترام أمام قدرات الكاتب وموهبته) وعند أ.سليم دبور قال: (أترك الخاتمة للقارئ ليقدّر صواب رأي الكاتب أم لا)، وأضاف عند أ.عبد الله المكسور: (إن من واجب المبدع أن لا يقف صامتا أمام مأساة يعيشها شعبه). 

   وتتبدى ثقافة الناقد الموسوعية عندما يتحدث في الأبعاد الميثولوجية والأسطورية للنصوص المنقودة (تفاحة بطارسة وغصون رحال مثلا)، وثمة حديث عن أسطورة أفروديت في شعر أحمد ايوب، كما تبدو ثقافته الموسوعية عندما يجري مقارنة بين الأدب العربي وغيره من الآداب الأجنبية، فيقول عن رواية ميسون الأسدي (إنها قريبة من الأدب الروسي)، وعندما كان يربط بين الهم الوطني المشترك بين اسماء أبو عياش ووالدها عبد الغني ناصر، وبين غيرها من المبدعين والمبدعات(شهلا الكيالي، تمام الأكحل، مثال القمبرجي، الفرد طوباسي، أنور السقا، سامي أبوعجوة)، وعندما كان يقتبس آراء نقاد وشعراء غيره حول ما كتب وكتب غيره من المبدعين، فعند أ.عامر طهبوب يقتبس قولا لـ أ. موسى حوامدة، وأيضا للجيوسي أحكام عامة، فيقول عن أ.ردينة آسيا (إنها شاعرة في مرحلة كثرة الشعر وقلة الشعراء)، وعن أ.رشا سلامة يقول (إنها من القلة الذين علقوا الجرس وبدأوا الدق على جدران الخزان)، وعند أ.رفعة يونس يقول : (إن الأحلام في النصوص الشعرية ليست مجرد خيال كاتب أو غيّ شاعر، بل هي أفكار)، وعند أ.محمد رمضان الجبور يقول: (كم واحد منا شخـّـص مشكلات المجتمع العربي وأحالها إلى نصوص أدبية تدفع إلى التغيير)، وعند أ.نضال الألفي قال: هذه القصة يجب أن توزع على المدارس ليعرف الطلبة بعضا من حكايات الآباء والأجداد، ولقد أكثر من الحديث عن انثيال الذاكرة، ولكنه قال عند مسرحية أ.عواد علي : (إن فيها إسقاط للتاريخ البعيد والقريب على الواقع المعاصر). 

وعدا عن تمكنه من اللغة العربية وبلاغتها وعروضها، فإنه أبدى معرفة بعلم الصرف حين قال عن عنوان كتاب أميمة يوسف (ابتهال)، إن هذه الكلمة على وزن(افتعال)، وفي الوقت الذي تحدث فيه عن استخدام أ.عامر طهبوب للهجة الخليلية، ولاستخدام أ.عبد الرحمن منيف اللهجة العراقية، فإنه رفض استخدام أحد أساتذة الجامعات المصطلحات الأجنبية والعبارات المكتوبة باللغة الإنجليزية، كما كان جريئا وهو يذكر لكل كاتب أخطاءه النحوية والمطبعية. 

كانت بعض الكتب التي ينقدها أ.الجيوسي تثير شجونه، وتجعله مجبرا على التحدث عن نفسه، فيقول (شدتني رواية أ.هاشم غرايبة، لأنني وجدت نفسي فيها)، وعند الرواية نفسها يتحدث عن ردود الفعل إزاء رسمه لوحة زيتية، وعند أ.اسماء أبوعياش يتحدث عن وصية جده له، ويقفز في أثناء نقده لرواية ميسون الأسدي ليستذكر سبعينات القرن الماضي عندما كان يسكن وأهله عند أطراف حي الأرمن قرب الأشرفية في عمان، وأحيانا يغادر الدراسة النقدية ليتحدث عن اهتمامات المبدعين الأخرى، ففي أثناء نقده لرواية أ.قمر عبد الرحمن، نجده يغادر النقد مؤقتا ليتحدث عن برنامجها الإذاعي"وتر النصر" . 

ومن أجمل الملاحظات النقدية في هذا الكتاب قول مؤلفه: (رغم توجه الكثير من الكتاب للشعر النثري بشكل كبير حيث رأينا شعراء كثر وقلة في الشعر، وبعدها اتجه معظمهم للرواية بحيث لم نعد نستطيع متابعة هذا النهر الجارف من الأعمال الروائية التي تتفاوت بمستوياتها وقدرات من يكتبون عنها، ورغم ابتعاد الكثير من الكتاب عن فن القصة.. بحيث ظن كثيرون أن فن القصة مات.. إلا أن فن القصة ما زال متألقا ويلعب دوره وله قراءه ومتابعيه). 

   أ.زياد الجيوسي صاحب طاقة نقدية ووطنية غير عادية، وقارئ وكاتب من طراز رفيع، غزير النشر، مهتم بأدق التفاصيل، يعتمد المنهج التكاملي في النقد في معظم كتاباته. 

الرسام اللبناني شوقي دلال يزور هولندا ويطلق مشروع رسم معالم تراثية وثقافية




تحت عنوان "رسالة محبة من لبنان لبلد الفن هولندا" قام رئيس جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون لبنان بزيارة الى هولندا حيث سيُنفذ مشروع فني مهم وهو رسم عدد من اللوحات الفنية لكافة الحوانب الثقافية والفنية والإجتماعية في العاصمة امستردام وباقي المناطق الهولندية.

دلال أشار الى ان المشروع إنطلق لتكريم دولة هولندا فنياً لما أسهمت به من فعل محبة تجاه لبنان من خلال مشاركة هولندا في قوة حفظ السلام مع الامم المتحدة في جنوب لبنان وما عكسته من محبة بين اهالي القرى اللبنانية ولا تزال لغاية اليوم تساهم بدعمها للبنان،.. وأضاف، كما ان هولندا هي من بين البلدان الأولى في دعم الفنون على مختلف انواعها ولها دور كبير في حفظ العمارة التراثية خاصة في العاصمة امستردام ونتمنا نقل هذه التحربة لعاصمتنا بيروت والمحافظة على تراثها، كما واننا سنسعى لإقامة معرض للرسوم المُنفذة في هولندا ولبنان ويكون رسالة محبة وتقدير لبلد الفنون والثقافة

في الصورة لوحة الرسام شوقي دلال لطواحين الهواء في بلدة زاندام هولندا


المحامي شادي أبو عيسى: للحفاظ على البيانات الشخصية للمواطنين

 


أشار المحامي شادي خليل أبو عيسى رئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية- فِكر، في لقاء، إلى ضرورة الحفاظ على داتا معلومات المواطنين وبياناتهم الشخصية وحمايتها من أي تعرض للقرصنة خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وعدم القيام بالأعمال اللازمة لحماية تلك الداتا من قبل أجهزة الدولة كافة مما يعرضّها للقرصنة وانتهاك خصوصية المواطنين وكشف بياناتهم، كما وخرق حقوق الملكية الفكرية عبر خطر داهم يتمثل بوضع تلك الداتا تحت يد جهات متعددة داخلية أو خارجية من دون وجه حق. وأضاف المحامي أبو عيسى: رغم الصعوبات التي يعانيها المواطن، سواء مالياً ومصرفياً واجتماعياً وتربوياً وصحياً، أصبح هناك قلق اضافي يتعلق بمخالفة حقوق الملكية الفكرية والبيانات الشخصية.


حاتم جوعيه: في زيارتي مجموعة من الشعراء والكتاب

  



            زارني بعد ظهر يوم الجمعة ( 21 / 10 / 2022 ) في بيتي في مدينة المغار - الجليل للإطمئنان على صحتي، بعد خروجي من المستشفى ، مجموعةٌ من الشعراءِ والكتاب ، وهم :  الكاتب والإعلامي  الاستاذ  زياد شليوط  والكاتب   والناقد الأستاذ  محمد علي سعيد    والشاعر عمر رزوق  الشامي  والشاعر صالح سواعد  وبحضور بعض الأصدقاء . ودار الحديثُ بين  الجميع  في المواضيع  الثقافية   والأدبية ،  وخاصة  ظاهرة  الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحة الأدبية  المحلية  وإقامة الندوات والأمسيات  التكريميَّة  لأشخاص لا توجدُ  لهم  أيَّةُ علاقة مع الشعر والأدب والثقافة من قبل   بعض  المؤسسات  والمنتديات  المشبوهة   وتجاهل   القامات  الأدبية الإبداعية الباسقة  والتعتيم على خيرة  شعرائنا  وأدبائنا المحليبين .. وأزمة النقد المحلي وغيرها .

       وقد أهداني الشاعر القدير عمر رزوق الشامي مجموعة من دواوينه الشعريّة  التي صدرت  مؤخرا..وأهداني الكاتبُ والناقد الأستاذ محمد علي سعيد مجموعة من الكتب الادبية والعدد الأخيرمن مجلة ( شذى الكرمل).. وأهديتُ أنا الأستاذ محمد علي سعيد مجموعة من كتبي الصَّادرة (الشعرية  والنثرية ) وسيقومُ هو بإهدائها لبعض المكتبات المحليَّة .

   وفي نهاية هذا اللقاء الأدبي والثقافي الجميل قدم الفنانُ المُخضرم عازف الشبابة واليرغول الملقب بملك الشبابة محمود جرادات ( أبو حسن ) بعض المعزوفات على آلة الشبابة التي نالت إعجاب الحضور .

 


المجنون والبحر في قراءة تفسيرية




كتبَ: نجم قرا


عاد المجنون والبحر... وصدرت الطبعة التاسعة 2022 وعادت الذكريات لعام 1995  حين كتبتُ مُداخلتي التفسيرية لرائعة وهيب نديم وهبة المجنون والبحر.

حينها كتبتُ هذه الكلمات بشغف القارئ الذي وجد في المجنون ضالته الأدبية... لشخصية تعرى الوجود -العالم- والآن أعود لأوراقي القديمة – أقدم للقارئ كيف فاجئنا الوهيب بهذه الرائعة الإبداعية. 


القراءة التفسيرية:

يعود إلينا الشاعر وهيب نديم وهبة في كتابه المجنون والبحر ولكن عودته هذه ليست ككل ألعودات- ففي كتابه هذا عمد أن يقول لنا كل الحقائق عن المجتمع البشري الذي بدأ من الدوائر الشخصية، المحلية والعالمية.

 

كل ما لم نبح به مراعاة للثوابت الاجتماعية والقيم السائدة والأعراف المتعارف عليها في مجتمعنا... والتي باتت غير واضحة من ناحية السلب والإيجاب. نراه يقول بأسلوب وأضح وكأنه بذلك يتحدث عن صوت العديد، العديد منا.

"والْعالمُ يسقطُ...

يسقطُ في الرّذيلةِ...

والْكلُّ يتحدّثُ عنِ الْأخلاقِ".


هذه الحقائق رسمها الشاعر، بصور كلامية، ألوانها الأخلاق والحب والخوف وإطارها الإنسان والمجتمع، لكن الحديث عن الإنسانية المصطنعة والحقيقة الكاذبة جعلت منا أضحوكة ليكون المجنون فيها عاقل والعاقل مجنون والواقع كذب مصطنع والزيف إيمان ودين وبهذا:

أصبحَ الْإنسانُ الطيّبُ النّزيهُ، منبوذًا ومرفوضًا وكافرًا 

في استغلالِ الْفرصِ... 


لهذه الصور المرسومة في الحلقة الأولى من مسرحة القصيدة... منحته مساحات فكرية وأدبية واسعة كالبحر... والحب والجنون... وسلوك الإنسان على خشبة هذه المسارح... رسم لنا الشاعر الوهيب أبهى  وأوضح صورة عن حياة الإنسان في هذه الدنيا الواسعة التي تارة يدخل فيها حربا ضروسا وتارة أخرى نُصادف عذوبة الكلام عن الحب والإنسانية وفي كل حالة نجد كم أصبح هذا الإنسان (غير إنساني) وهذا الواقع الوهم والخيال القاتل:

بينَ الْحُلمِ، والْوهمِ، والْخيالِ...

بينَ الْعشقِ الْعاديِّ... 

والْعشقِ الْممْزوجِ بالدّمِ، 

والْخيانةِ والنّفاقِ، هذا الْوهمُ الْقاتلُ...

الّذي يجعلُ للْمادّةِ قدمينِ وكفّينِ ويحملُ الْأرضَ... 

على كفّ هاويةٍ.


ويستمر الإنسان بحياته وكأنه في حرب للحصول على الأكثر من غريزة الأنانية والجشع وهذا لا يقبله المجنون لأنه هو يعلم ما لا يعمله الإنسان العاقل أو يتجاهله: 

كلُّ واحدٍ منهُم يُريدُ أنْ يأكلَ الدّنيا، 

والدّنيا كما هيَ...


أثناء هذا العراك تتسلط المادة علينا وتحملنا إلى وضع نكون فيه بضياع لا أهمية لشيء سوى لذواتنا، مناصبنا السياسية... وحتى إيماننا الذي يجعل من الناس يعيشون مؤقتًا في هذا الكون دون الاهتمام بالاستمرار ومستقبل الذين يأتون بعدنا حتى نصل بواقعنا المرير إلى ضياع المستقبل:   

قلْتُ: "مهلًا... الْغناءُ يوجعُ الْقلبَ... 

ونحنُ لا نحتاجُ إلى روضةِ أطفالٍ"


"نحنُ، يا سيّدي الْمجنونَ، لا نشتهي 

أنْ نشتريَ لعبةً أوْ كتابًا... نحنُ لا نحلمُ، 

سيّدي، في مستقبلِ الصّغارِ.

مجرّدُ الْحلمِ جريمةٌ... نحنُ أمّةٌ مؤمنةٌ، 

نؤمنُ بالْقضاءِ والْقدرِ، والْأجلِ الْمحتومِ"


أن تسلسل الصور في حلقات المسرحة تجعلك في غاية التشوق لمعرفة المزيد عن هذا النوع من البشر وعن الحياة في هذا الشرق... الذي زهقت روحهُ الحروب واليوم ينتظر ان يفتح العالم ذراعيه للسلام:

وَيُنادي: "على الشّرقِ السّلامُ" 

ويسهرُ لا ينامُ.


دائما قضايا المجتمع والإنسانية مواضيع للمداولة والحديث والتغني بها – من أجل التغيير إلى الأفضل والأجمل والأكمل.

هالةُ: "لقدْ دارَتِ الْكرةُ الْأرضيّةُ آلافَ الْمرّاتِ... 

يعجزُ التّاريخُ أنْ يجمعَ كلَّ تلكَ الشّعوبِ 

الّتي انْدثرتْ، وتلكَ الدّولِ الّتي قامَتْ... 

والدّولِ الّتي تحطّمَتْ... 

والْإنسانيّةُ بقيَتْ أضيقَ منْ خرمِ الْإبرةِ."


هذا الجوع الذي لا يمكن (غلق فيه) يجعلك تعيش الم الشعوب الذين يعانون نقص التغذية بينما:  

"على موائدِ الْأغنياءِ الّتي تشبهُ حياةَ الْآلهةِ، 

والْملوكِ الْغابرينَ – تستطيعُ أنْ 

تأكلَ وتشربَ كلُّ قططِ الْعالمِ."


من هنا الشاعر يُنادي إلى الإنسانية الحقيقية، إنسانية المجنون الذي أصبح سرا للعقلانية والواقعية لهذا المجنون الذي علمنا كيف أن الناس يتعاملون مع الشرف والعرف والتقاليد وكأنها سلع ويتداولون بها، هذا المجنون علمنا كيف أن: باسم الشرف تداس القيم بلا شرف.

 

إشارات:

نجم قرا: مُدير المدرسة الابتدائية (آفاق) دالية الكرمل

المقالة التي نشرت عام 1995 في الصحافة وتظهر الآن على المواقع.

كما تمَّ تسجيل المجنون والبحر في مكتبة المنارة العالميَّة بصوت الإعلاميّة القديرة فادية نحّاس.

لوحة الغلاف والرّسومات الدَّاخليّة للرَّسّامة الرَّائعة – هيام يوسف مصطفى... الإصدار الأخير بالاشتراك مع الرّسامة الأردنية آلاء مرتيني.

آفاق - المدرسة الابتدائية على اسم عبد قدور  دالية الكرمل


ملتقى روّاد المكتبة ينظم حفل اشهار كتاب " الكتابة على ضور شمعة"






قام يوم السبت 15|10|2022 بتنظيم حفل اشهار كتاب" الكتابة على ضوء شمعة" إعداد وتحرير المحامي: حسن عبادي والأديب الشاعر: فراس حج محمد، يتناول الكتاب شهادات ل 36 أسيراً وأسيرة خاضوا تجربة الكتابة داخل سجون الاحتلال، وهم: أحمد العارضة، أسامة الأشقر، أيمن الشرباتي، حسام زهدي شاهين، خليل أبو عرام، راتب حريبات، رائد السعدي، رائد صالح أبو حمدية، سائد سلامة، عمار الزبن، عمار محمود عابد، قتيبة مسلم، كميل أبو حنيش، معتز الهيموني، منذر مفلح، ناصر الشاويش، هيثم جابر، وليد الدقة، ياسر أبو بكر، أمير مخّول، جمعة الرفاعي، جيهان فؤاد دحادحة، خالدة جرار، رأفت حمدونة، سعيد نفاع، سلام أبو شرار، صالح أبو لبن، عائشة عودة، عبد الكريم زيادة، عصمت منصور، عيسى قراقع، ميّ الغصين، نادية الخياط، ناصر أبو خضير، وداد البرغوثي، وليد الهودلي.

وقد حضر الحفل _الذي كان على شرف أهالي الأسرى:ر ائد السعدي، عمار الزبن، ناصر الشاويش، ياسر أبو بكر من محافظة جنين وأسامة الأشقر من محافظة طولكرم_ عدد من المثقفين والأدباء، وممثلين عن المؤسسات والجمعيات والبلديات، ومهتمين بالشأن الثقافي وأدب الأسرى شمل الكل الفلسطيني، ولم يستطع الأستاذ فراس حج محمد من الحضور بسبب حواجز الاحتلال.


بدأ الحفل الذي أدارته الكاتبة: مروى حمران باقتدار بالوقوف دقيقة صمت على أروح الشهداء الأبرار وقراءة الفاتحة، ثم تحدث الأستاذ كمال سمور مدير مكتبة بلدية جنين مرحباً بالحضور، وقيمة الكتاب في نقل معاناة الأسرى، وتوثق لحظاتهم ومشاعرهم ، وقيمة ادب  الأسرى حيث كسر حواجز الاعتقال  وتحدى الظروف .

وفي كلمة مديرة ملتقى روّاد المكتبة الأديبة: إسراء عبوشي،  بينت أننا  من خلال هذا الحفل الذي ينظم خصيصاً لأجل أسرانا البواسل في ظل الظروف التي تمر على مدينتنا ومخيمها، ما هو إلا لنأخذ دورنا ونقف على مسؤولياتنا أدباء وكتاب وشعراء  ومثقفين ،  نواجه حواجز الصمت ونرفع راية الكلمة الحرة ونناضل ونشد على أيد  أسرانا التي تمسك القلم وتحرر الكلمات. 

وقدمت قراءة في الكتاب مبينه أن الكتاب احتوى على سرد حكائي تلقائي مؤثر، قربنا من الأسير الإنسان إلى جانب الأسير البطل.

ثم تحدث المحامي حسن عبادي عن تجربته مع الأسرى، وقيمة عمله في مساندتهم والرسائل التي حملها من خلال تواصله معهم وزيارته لهم وتبادل الكتب داخل زنازين الإعتقال وفرحة الأسير بهذا المنجز ، وأن طقوس الكتابة قد يظنها البعض ميسّرة للأسير لكنها نوع من المقاومة والتحدي يخوض معها الأسير صعوبات جمة، ومن منجزات هذا الكتاب أن يجلس بيننا أهالي الأسرى ذاكراً والد الأسير ناصر ابو الشاويش الذي يرافق كلمات ابنه المحرره.

ثم قدم الاستاذ مفيد جلغوم ، قراءة في الكتاب مبيناً أن الكتاب كان للإجابة عن سؤال: ما هي طقوس الكتابة داخل الأسر؟ وقدم من خلال القراءة نجارب عدد من الأسرى في الكتابة، ثم عرض الدفاتر التي يجبر الاسرى على استخدامها

وقد قدم الدكتور محمد كميل قصيدة لأحمد مطر بعنوان: لا تهاجر، والأديب الشاعر: كامل النورسي قصيدة بعنوان: عهد الشهداء، والأديبة: صفاء غليون قصيدة بعنوان: جنين تتغنى بها عن المدينة التي كسرت شوكة المحتل.

والقى الطفل : براء الأشقر إبن أخ الأسير: أسامة الأشقر قصيدة بعنوان فلسطيني.

تلى ذلك عدد من المداخلات قدمها كل من: الأستاذ نضال أبو ناعسة قائلاً: أن الكتاب تجربة رائعة وجهود الحركة الأسيرة في تحصيل مكاسب وتوفير متطلبات الكتابه للأسير ، والاستاذة: سحر أبو زينة قائلة: أن وجودنا هنا جاء لإحياء قضيتنا وسند لمقاومتنا فنحن بأي موقع دورنا الإبقاء على جذوة المقاومة، ، والأستاذ: محمد حبش تحدث فيها عن الأهداف التي وضعها الأسرى نصب اعينهم في سجون الاحتلال وهي تتلخص ب 1) قهر السجّان2) اساليب التحرير 3) التبادل الثقافي وجعل السجن جامعة ، والشاعر: سائد أبو عبيد تحدث فيها عن دور اتحاد الكتاب لدعم الحركة الاسيرة.

وتم عرض فيديو عن سيرة ابطالنا المكرمين إعداد الأستاذ: مفيد جلغوم.

في ختام الحفل كرم ملتقى روّاد المكتبة د. محمد كميل على جهوده في تحكيم القصة القصيرة التي نظمها الملتقى لفئة الشباب

ثم قام الأستاذ حسن بدعوة الأسيرة المحررة: منى قعدان وإدارة الملتقى لتكريم الأسرى. .

شكر خاص للجنود المجهولين الذي دعموا الملتقى وللصحفيين الأعزاء.


تقرير الأديبة: إسراء عبوشي


إصدار كتاب - عشْتَار الْعَرَبِيَّة- رُؤْيَةٌ حَضَارِيَّةٌ في الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِم- للد. روزلاند كريم دعيم وَدِينِيَّةٌ

 


بقلم: آمال عوّاد رضوان

     عن (دار الوسط للنشر في رام الله)، أصدرت الباحثة الدكتورة روزلاند كريم دعيم كتابها الجديد في حُلّته وطبعته الثانية: "عشْتَار الْعَرَبِيَّة- رُؤْيَةٌ حَضَارِيَّةٌ في الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِم"، وأهدته إلى والدتها تريز النابِلسي أمدَ الله بعمرها، وإلى روح والدها كريم الدَّعيم طيب الله ثراه، وإلى أبناء أسرتها نبع المحبة والعطاء، والدعم على تجربة غنية بالأعياد والمواسم والمناسبات، وعلى تحديات كونِيّة طُرِحت أمامها، لتستوعب العالم بنظرة إنسانية دون فوارق بين بني البشر، قبل أن تدرك النظرية، وإلى أبناء مدينتها الجميلة "حيفا" التي يتنازع عليها الكرمل بشموخه، والمتوسط بأمواجه، وإلى أبناء موطنها عمومًا في البلاد والشتات.

    وتقدمت د. روزلاند دعيم بشكرها الجزيل لكل من أسهم بإخراج هذا الكتاب إلى النور، بالقراءة والملاحظات والحث على الإصدار والتدقيق، وخصت بالذكر: د. زاهي سلامة، د. رنا صبح، الأستاذة نادرة يونس على دعمهم وتشجعيهم وحثهم اليومي، على القراءة والملاحظات والتدقيق اللغوي، والبروفسور علي صغيّر على قراءة فصل الموحّدين الدروز، وإبداء الملاحظات والاقتراحات، والأستاذة مرلين دعيم عيساوي على ترجمة المقدمة باللغة الإنجليزية، والأستاذة الشاعرة آمال عوّاد رضوان على مرافقتها منذ البداية، ومتابعة الطباعة والتدقيق والنشر، دار الوسط للنشر والإعلام متمثلًا برئيسه ومديره الكاتب والإعلامي الأستاذ جميل حامد،  على التعامل المهني خلال المراحل المختلفة لإصدار الكتاب.

   وقالت الباحثة في مقدمة الكتاب: "استمد الكتاب فلسفته من المجتمع في لحظة حياته الآنية، وتم جمع جزء من المادة خلال العمل الميداني، ولا ندَّعي في عملنا هذا الكمال، إذ لا مجال لاحتواء كل ما جاءت به الحضارة التراكمية والفكر الإنساني في فصل أو كتاب، فنحن ننهل من حضارة كنعانية ممتدة عميقًا، تمازجت وانسجمت مع ثقافة بابلية، وفينيقية وفِرعَونية لا تقل عنها أصالة وعمقًا، إلا أنها تشكِّل لَبِنَة في فكر معاصر لحضارة راسخة، ولعلها دعوة للباحثين، لتوثيق ملامح إضافية من الحضارة المحيطة بهم، وربما تكون مرجعًا للأجيال اللاحقة".

   تبدأ فصول الكتاب الذي جاء في 208 صفحات من القطع فوق المتوسط، بطرح مفهوم الأديان والأعياد والمناسبات والمواسم الدينية بشكل عام وخاص، وما يرتبط بها من نواحٍ وعواملَ وأسس تاريخية ودينية وحضارية، فتضمّن المحتوى ثلاثة فصول مُدرّجة: بأعياد المسيحيين، وأعياد المسلمين، وأعياد الدروز، فشمل المحتوى:

  الإهداء، الشكر ،المحتوى ، المقدمة، مدخل حول الدين والأعياد والمناسبات الدينية، ثم الفصول: 

الفصل الأول: أعياد ومناسبات المسيحيين: 

1. عيد الميلاد المجيد بين الماضي والحاضر. عيد الميلاد المجيد. رسالة السيد المسيح. الاحتفال بالعيد. بداية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد تاريخيًّا. شجرة الميلاد. شموع العيد، زينة الشجرة وبيئتها الطبيعية، مغارة الميلاد، بابا نويل وهدايا العيد، الطابع الشعبي لعيد القديس نيقولاوس، بطاقات المعايدة والتوال الاجتماعي، مائدة عيد الميلاد، وصلوات عيد الميلاد.  

2. عيد رأس السّنة الميلادية، يشمل الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، والتقويم الميلادي. 

3. عيد الغطاس أو الظهور الإلهي (إبيفانياEpiphany )، ويشمل الاحتفالات الشعبية في عيد الغطاس/ الغطس في الماء، العجين والخمير  دايم دايم، حلوى العيد، الأمثال الشعبية المرتبطة بعيد الغطاس، والقصص الشعبية المرتبطة بعيد الغطاس.

4. عيد القديس ڤالنتايْن: يشمل قصة القديس ڤالنتايْن، أصول العيد الوثنية، مهرجان الخصب؛ العيد الروماني الوثني، مهرجان لوبركاليا الروماني Luper Calia، تقديم الڤالنتايْن على الطقوس الوثنية، احتفالات عيد الحبّ المعاصرة، بطاقات عيد الحبّ، الورود الحمراء، الدببة البيضاء (الدباديب)، والقلوب الحمراء. 

5. جولة في حضارة الفصح الفلسطينية بين الماضي والحاضر، ويشمل الصوم الأربعيني الكبير، استقبال العيد، كعك العيد، بيض العيد المسلوق الملون، أرنب الفصح، ديانات عديدة وحضارة واحدة: خميس الأموات والجمعة العظيمة، المعايدة 

6. تجليات الزمان والمكان في احتفالات سيدة الكرمل العذراء مريم في حيفا، ويشمل السيدة العذراء، الفترة الافتراضية،  الاحتفال بتطواف سيدة الكرمل  وبداية مئوية جديدة، الإعلان عن المسيرة، علاقة السيدة العذراء بجبل الكرمل، تطواف سيدة الكرمل التقليدي، الخلفية التاريخية، تمثال السيدة العذراء، الطريق وطقوسها، استقبال الزوار وتكريمهم 

7. عيد رفع الصليب المحيي الكريم، شمل القسم الأول: الخلفية الحضارية، والعادات الشعبية في عيد الصليب، ومكانة عيد الصليب في حياة الفلاح الفلسطيني، وعادات زراعية مرافقة لموسم عيد الصليب، والأمثال الشعبية. وشمل القسم الثاني:  الخلفية التاريخية، البحث عن الصليب، قسطنطين الكبير، هيلانة القسطنطينية، الإعلان عن إيجاد خشبة الصليب، بناء كنيسة القيامة وكنيسة المهد، سرقة الصليب وإعادته إلى المدينة المقدسة، طقوس وتقاليد قديمة مرتبطة بالصليب، الطقوس الدينية في عيد الصليب، رموز عيد الصليب، الرمان، الرمان بمفهوم الكنيسة، الحبق.  

8. عيد اللد  أمير الشهداء مارْ جريس الفلسطيني، من الألقاب والأسماء التي ترافقه، حياته وسيرته، مدينة اللد، معالم مدينة اللد، بناء كنيسة اللد، أيقونة القديس جوارجيوس ورموز تحملها، أسطورة القديس جوارجيوس وأصولها البدئيّة، أسطورة أندروميدا في المثولوجيا اليونانية، أسطورة بيليروفون في الميثولوجيا اليونانية، مديحة مار جريس في الأدب الشعبي، احتفال عيد اللد، عيد اللد في الحضارة الفلسطينية، أمثال الفلاح الفلسطيني في عيد اللد، وكيف تمازجت شخصية جوارجيوس  جريس مع شخية الخضر في التراث الفلسطيني  

9. عيد القديسة بربارة العظيمة في الشهيدات: سيرة حياة القديسة بربارة، يوليانة الوثنية تنال الشهادة، الاحتفالات الشعبية في عيد البربارة، صينية  البربارة من القمح المسلوق، الطقوس التنكرية، البربارة في المدائح الدينية، البربارة في الأمثال الشعبية. 

الفصل الثاني تضمن أعياد ومناسبات المسلمين، ومفهوم العيد في الثقافة الإسلامية. 

1. رأس السنة الهجرية، التقويم العربي قبل الإسلام، النسيء قبل الإسلام، الكبس عند العرب، رأس السنة الهجرية، التقويم الهجري، تحريم النسيء، الاحتفال بالمناسبة، الحكمة والتخطيط السليم بين الدعوة الإسلامية والهجرة النبوية، الهجرة الى الحبشة، عام الحزن، الهجرة الى الطائف، يثرب، الدخول في الإسلام، العقبة الأولى، العقبة الثانية، الهجرة الى يثرب، الثقة والأمانة؛ الاستعانة بالدليل عبد الله بن أُرَيْقِط، معجزات الطريق: غار ثَوْر، سراقة بن مالك، قُباء وتأسيس أوّل مسجد في الإسلام، المسجد النبوي، الاستقبال في يثرب، يثرب المدينة المنورة وتأسيس الدولة الإسلامية.   

2. ذكرى المولد النبوي الشريف بين الجانب الديني والجانب الحضاري، شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، ولادة الرسول   وسيرة حياته، حادثة شقّ الصدر، بين جدّه وعمّه، الراهب بَحيرى وشارات النبوة، الحجر الأسود، زواجه، رسالته، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. 

3. ذكرى الإسراء والمعراج، معنى الإسراء والمعراج، تاريخ حدوث الإسراء والمعراج، الخلفية التاريخية، أحداث الرحلة، والبُراق. 

4. لمحات رمضانية بين الجانب الديني والجانب الحضاري، رمضان في الجاهلية، الصوم في رمضان، ممارسات رمضانية بين الدين والمجتمع، الصلاة، صلاة التراويح، المدائح والتوحيشات، المؤذن، مدفع الإفطار، المسبحة، الطعام، فطرة رمضان وزكاة المال، وجبة الإفطار، وجبة السحور، مأكولات خاصة، المسحِّر وفانوسه وطبلته، والفانوس.  

5. الحج إلى الديار الحجازية بين الفترة التكوينية والفترة الافتراضية، يشمل: بعد الحج "بمرحلة"، عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين والموحّدين المعروفيين الدروز، الحج في الحضارة العربية، الفترة التكوينية للحج، سارة وهاجر، البيت العتيق، وتقاليد الحج المعاصرة. 

الفصل الثالث عن أعياد ومناسبات الموحّدين الدروز، ويشمل: 

1. الموحِّدون الدروز، ألوان العَلم الخمسة، المقامات والطقوس الدينية في الجليل والجولان، زيارة المقامات في الجليل والجولان، أنواع الزيارات، أهداف الزيارة، تقاليد الزيارة العامة، آداب الزيارة الخاصة، مقام بهاء الدين (صلى الله عليه)، الست سارة (رضي الله عنها)، مقام الست شَعْوانة (رضي الله عنها) في عين قينيا، الجولان، ومقام سيدنا اليعفوري (صلى الله عليه) في مجدل شمس، الجولان.  

2. سيدنا الخضر (صلى الله عليه) مخترق الزمان وعابر الأديان، عابر الأديان، مقامات الخضر (صلى الله عليه)، مغارة سيدنا إلياهو الخضر (صلى الله عليه) في حيفا، مقام سيدنا الخضر (صلى الله عليه) في كفرياسيف، أقسام المقام، مغارة سيدنا الخضر (صلى الله عليه) في البعنة  دير الأسد، قصص ومعجزات، سيدنا الخضر والاستسقاء. 

3. زيارة مقام النبي شعيب (صلى الله عليه) في حطين، النبي شعيب (صلى الله عليه)، زيارة مقام سيدنا النبي شعيب (صلى الله عليه) في حطين، والاحتفالات الشعبية والدينية. 

4. كرامات النبي سبلان (صلى الله عليه)، النبي سبلان (صلى الله عليه)، قدسية المكان، بين القصص العامة والقصص الخاصة، من القصص العامة، قصة عين الدِّرِّة، قصة وادي الحَبيس، قصة البَليلة، قصة عنزات النبي سبلان (صلى الله عليه)، قصة شجرات النبي سبلان (صلى الله عليه)، قصة السارق الذي انعقد لسانه. 

وتختم البحث بالمراجع والمصادر،  INTRODUCTION، وعن المؤلفة د. روزلاند كريم دعيم في سطور .

المؤلفة د. روزلاند كريم دعيم في سطور:

       د. روزلاند كريم دعيم من مواليد وسكّان مدينة حيفا.

    حاصلة على شهادة الدّكتوراة في الفلسفة، في قسم الأدب العبراني والمقارن، جامعة حيفا. 

      موضوع الرّسالة: "قصص إيليّا النّبيّ، إلياس والخضر الّتي رواها زائرو مغارة إيليّا الخضر ودير الرّهبان الكرمليّين في حيفا" - دراسة إثنو-أدبيّة.

     أستاذة جامعيّة برتبة محاضر كبير في الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتّربية، حيفا. وتشغل منصب عميدة شؤون الطّلبة.

     باحثة في الحضارة والأدب والإثنوغرافيا الوصفيّة وأدب الأطفال، لها عدّة مقالات وأبحاث منشورة في دوريات محكَّمة.

 لها أكثر من دراسة في الأغنية الشّعبيّة للطفل، تعزيز اللّغة والهُويّة لدى الطّفل، وتقديم الأعياد للأطفال في المؤسّسة التّربوية

    كتبت عدّة قصص للأطفال، وترجمت عدّة قصص إلى العربيّة. 

  ناشطة في مؤسّسات المجتمع المدنيّ؛ رئيسة جمعيّة الجليل، للجمعيّة القطريّة للخدمات والبحوث الصّحّيّة، ومقرّها في  شفاعمرو (2009-2013)، عضو الهيئة التّمثيليّة للمجلس المِلّي الأرثوذكسيّ، ولجنة المعارف الأرثوذكسيّة - حيفا، وعضو إدارة جمعيّة التّطوير الاجتماعيّ (1986-2005) - حيفا.

ومؤسِّسة ورئيسة (نادي الكنعانيات للإبداع) في البلاد. 


إشهار كتاب: أحلام فوق الغيم آخر مؤلفات الكاتب زياد جيوسي




   بحمد الله سبحانه وتعالى صدر كتابي الجديد "أحلام فوق الغيم" وهو مجموعة من القراءات النقدية بدعم مشكور من وزارة الثقافة الأردنية وجهد اثني عشر عاما، وقدم له مشكورا الصديق الشاعر مختار العالم ودققته مشكورة الشاعرة رفعة يونس، والكتاب يتكون من مئتين وخمس وستين صفحة من القطع الكبير، ولوحة الغلاف اهداء من الصديق الفنان رائد يوسف قطناني، والناشر جفرا ناشرون وموزعون/ عمَّان، وتكون الكتاب من ثلاثة مرافئ هي: الرواية، السرد، الشعر، ورتبت مواضيع الكتاب حسب الحروف الهجائية للكُتاب، وسيتم حفل الإشهار للكتاب يوم الأربعاء 19/10/2022 في المكتبة الوطنية/ عمَّان تحت رعاية د. نضال العياصرة مدير دائرة المكتبة الوطنية، وبدعوة من منتدى البيت العربي الثقافي وجفرا ناشرون وموزعون بحفل تقدم فيه د. مرام أبو النادي اضاءة عن الكتاب، ويقدم الشاعر مختار العالم قراءة ابداعية، وادارة الحفل ستكون للكاتب مراد سارة وجنان رزمك، والكتاب سيقدم من المؤلف إلى الحضور هدية عن روح الصديق الشاعر عاطف القيسي إحياء لروحه، وسيتشرف بحضور الأحبة والأصدقاء والكُتاب والشعراء والمبدعين وأصدقائهم. 


مرافئ الكتاب: 

   مرفأ الرواية: وحسب التسلسل فراشة/ أحلام بشارات، يافا أم الغريب/ أسماء ناصر أبو عياش، الرصاصة 666/ تفاحة بطارسة، تماثيل كريستالية/ رشا سلامة، صابر/ سليم دبور، في حضرة ابراهيم/ عامر طهبوب، أيام في بابا عمرو/ عبدالله المكسور، من السما/ غصون رحال، كوفيد الأحلام/ قمر عبد الرحمن، عابر في الماضي/ محمد الرفاعي، الروايات: مثلث توت الأرض/ تراحيل الأرمن/ فيتا أنا عدوة أنا/ للكاتبة ميسون الأسدي، القط الذي علمني الطيران/ هاشم غرايبة. 

 مرفأ السرد: وحسب التسلسل ثرثرة الأيام/ جليلة الجشي، الدائرة في المنتصف/ ثريا وقاص، خلاخيل/ دعاء الزعبي، جمرة/ شوقي يونس، نبضات ضمير/ عدلة شداد خشيبون، قناع السموأل/ عواد علي، أفكار وأحاسيس أنثى/ فاديا الحريرات، رحلة في كتب الكاتب والمفكر فايز محمود، نسوة في المدينة/ فراس حاج محمد، حياتنا الصغيرة/ فدى جريس، رجع الكلام/ محـمد خضير، أكاذيب المساء/ محمـد رمضان الجبور، أحمد ومردخاي/ محمـد سعيد، حبة سكر/ ميرنا حتقوة، كلام غير مباح/ ميسون الأسدي، باع أرضه ليشتري مقعدا في صفه/ نضال لافي، شباطيات/ هشام خاطر. 

  مرفأ الشعر: وحسب التسلسل رسائل إلى أفروديت/ أحمد أيوب، إبتهال القرنفلة/ أميمة يوسف، مداي ألف دهشة/ تفاحة سابا، نافلة الحلم/ جودة بلغيث، تشوقات/ د. حسن محمد الربابعة، مطر وتراب/ رائدة شلالفة، نصف الحكاية/ رانيا جوري، في كفها حناء شمس/ ردينة آسيا، مغناة الليلك/ مرافئ الغيم/ بين قصيدتين/ الفرح والوطن/ للشاعرة رفعة يونس، جمرة الماء/ سميح محسن، الموت على أهداب الشمس/ عاطف القيسي، تقريبا على ميقات الجمر/ عز الدين جوهري، بسطة ابداع والإبداع الشبابي/ محـمد راضي عطا، لعنة الشعراء/ د. هناء البواب. 

  والإهداء لشجرة اللوز الأخضر 

   ختام لطفي جيوسي، زوجتي ورفيقة الدرب، والتي عانت الكثير من غيابي عنها سنوات قاربت ستة عشر عاما، ما بين الغياب خلف القضبان، وما بين الغياب خلف حراب الجند والأسلاك الشائكة. 

ولأبنائي الرائعين 

ذؤابة ومصطفى والمعتز بالله ومحمد 

   الذين رفعوا رأسي عاليا في كل الظروف التي عشتها بعيدا عنهم وأنا اتنفس عشق الوطن. 

ترقبُّوا صدورَ كتابٍ جديدٍ للكاتب والباحثِ الأستاذ كريم شداد بعنوان : شخصيَّات من بلدي


 -  بقلم :  الدكتور حاتم جوعيه  -  المغار - الجليل -  

    سيصدرُ قريبا كتابٌ جديد  للكاتب والباحثِ والمؤرِّخ الأستاذ  كريم شداد  (أبو امير )  بعنوان   : شخصيَّات من بلدي  – عطاء وانتماء...  شخصيَّات تركت  تأثيرا وأهميَّة في حياتنا  في مدينة الناصرة  وفي جميع مدن  وقرى بلادنا الحبيبة  -  

     الكاتبُ الأستاذ كريم شداد من مدينة الناصرة  ومن مواليد  عام 1948 ،  عمل مديرا  لبنك مركنتيل عدة سنوات...وبعدها عُيِّن  مديرا للمعهد  العالي للفنون - بيت الكاتب - ثم كلية الفنون في مدينة الناصرة. والجديرُ بالذكر أن المعهد العالي للفنون هو أولُ معهدٍ في الوسط العربي - في الداخل -  يُدرَّسُ فيه موضوع الموسيقى  والفنون . وكان الطالبُ المُتخرِّجُ  من المعهد العالي  يحصل على شهادة  مُدرِّب مؤهل في الموسيقى والتربية والفنون..وبعد عدة سنوات أقيمت  كلية  الفنون ، وهي استمرار للمعهدِ العالي للفنون  ويحصلُ المتخرج من هذه الكلية بعد أربع سنوات من الدراسة المُتواصلة على شهادة البكالوريا (  b. a ) .

          يقع هذا الكتابُ - الذي نحنُ في صددهِ -  في 500 صفجة من الحجم  الكبير، ستتمُّ  طباعتهُ على  نفقةِ  الكاتبِ الشخصيةِ حيث  لم  يتلقَ  دعما  أو  مساعدة لطباعته من أيَّةِ مُؤسسةٍ أو جمعيّة  ودار نشر محلية رغم أهمية هذا الكتاب ومُستواه الراقي .

       كتبَ مقدمة الكتاب الشاعرُ والناقدُ والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه ... والكتاب تأريخي توثيقي هام وفيه يؤرِخُ  وَيُوثقُ  المؤلفُ ( كريم شداد )  لشخصيَّاتٍ وأعلامٍ  كثيرة محليَّة : أدبيَّة  وثقافيَّة  وعلميَّة  وفنيَّة واجتماعيَّة ..إلخ .. لها بصماتٌ هامَّة  ودورٌ رائد  في الحياة  الإحتماعيّة والثقافيَّة  وفي الإبداع المحلي .   

      وهنالك شخصيَّاتٌ عديدة ( إجتماعيَّة وثقافيّة وعلميَّة  وغيرها ) توفيت قبل عقودٍ من الزّمن  وتوارت في غياهب النسيان  ولا أحدٌ يذكرُها اليوم  أو يسمع عنها شيئا ، وقد اهتمَّ  بها  المؤلفُ وكتبَ عن مسيرةِ حياتها  وأعمالها  وإنجازاتها  بشكل  موسع  وشامل...وبهذا العمل  الرائد الأنساني  والوطني المسؤول  يُعيدُ  ذكرَها إلى الأذهان  وإلى ذاكرةِ  ووجدان الشعب ، وخاصة  للأجيال القادمة .

  وهنالكَ أيضا العديدُ من الكتاب والشعراءِ والمبدعين المحليين الذين ظلموا  ولم تُسلط عليهم الأضواءُ من  قبل الأجهزةِ الإعلاميَّة  الصفراء والمشبوهة والمأجورةِ ، ولم يكتب عنهم  وعن أعمالهم الإبداعية الرائعة حتى الآن  أيُّ  نُويقدٍ وَمُستكتب محلي من أولئك المرتزقين والمأجورين، وخاصة المقربين من الاجهزة  السلطويَّة...وقد كتب عنهم المؤلفُ ( كريم شداد ) بشكل موسع وشامل ... وتناولَ  سيرتهم  الذاتية  وحياتهم   وتحصيلهم  العلمي  وإنجاتهم وأعمالهم   وإصداراتهم   ومكانتهم  ومنزلتهم  الشعرية  والأدبية   والثقافية  ودورهم الهام  في مجتمعهم . 

       إن هذا الكتاب (شخصيَّات من بلدي ) قيِّمٌ  وهامٌّ  جدا وربَّما يكونُ أولَ كتاب  يصدرُ حتى الآن - محليًّا  - فيه  فيه الشموليَّةُ والإسهاب والمصداقيّة  والأمانة  والنزاهة ، ونلمسُ  فيه  البحثَ  الجاد  والعمل  الميداني  الصحيح  والمثمر . وهو كتابٌ  تأريخي توثيقي صادق وأمين لمبدعينا المحليِّين  كُتِبَ بلغةٍ أدبيَّة منمَّقةٍ  وبأسلوب جميل وسلس متناغم  وشائق  يجذبُ كلَّ شخص وكلَّ  قارىءٍ  لقراءتهِ  وتصفح  فصوله والتمتع  والإستفادة  من المعلومات  والأمور الهامة  التي يحتويها  .   ويجبُ أن يكون هذا الكتابُ القيِّم  والنفيس  في كلِّ بيت وكلِّ مكتبةٍ في مدننا وقرانا العربية في بلادنا .

وأخيرا وليس آخرا : نُهنِّىءُ  للكاتبَ والباحث والمؤرخ القدير الأستاذ  كريم شداد ( أبو الامير) على هذا الكتاب القيِّم والإنجاز العظيم..ونأملُ أن  يتحفنا  بأعمال وإصدارات أخرى إبداعيَّة  في الفترة القريبة  .


جمعية محترف راشيا تُطلق الاعمال الحرفية في الصابون للفنانة ديانا ابو سعد من بلدة الخلوات حاصبيا


    جرياً على عادتها في إحتضان الطاقات الإبداعية في جميع المناطق اللبنانية أطلقت "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا اليوم المنتجات اليدوية الحرفية في الصابون البلدي للفنانة ديانا غشام ابو سعد من بلدة الخلوات قضاء حاصبيا

رئيس الجمعية شوقي دلال أشاد بهذا العمل الفني البيئي الصحي الذي تقوم به فنانة صناعة الصابون البلدي ديانا ابو سعد وبإحتضان من زوجها كنج ابو سعد بحيث نشهد عن صناعة حرفية بلدية تحاكي تطلعات العصر من أشكال في الصابون غاية في الإتقان إضافة الى مُنتج طبيعي خالي من أي مواد كيماوية مضافة مشغول من خلاصة الزيوت الطبيعية وخاصة زيت الزيتون البلدي المتوفر بكثرة في حقول الخلوات ومنطقة حاصبيا إضافة الى الأعشاب الطبيعية التي تدخل في الصابون والتي تنبت في جبال المنطقة وحقولها، هذا وقد اطلقت الفنانة على المنتج إسم (the lilac Foam) ، لذلك فإننا نشجع هذه الفنانة التي صمدت في ارضها وضيعتها وأثبتت أننا نستطيع العيش في أرضنا إذا إمتلكنا الإرادة وحُسن التدبير دون الحاجة الى ترك وطننا واهلنا"...

 

من جهتها شكرت الفنانة ابو سعد جمعية محترف راشيا على تسليطها الضؤ على ما أقوم به من اعمال فنية في الصابون ووعدت أن تبقى هذه المنجات محافظة على جودتها ونوعيتها الطبيعية. 


وفي الختام أطلق دلال وابو سعد منتجات الصابون من مقر الجمعية راشيا الوادي.


وهيب نديم وهبة في مسرحة القصيدة العربية المجنون والبحر

   


كتبَ الشاعر: مالك صلالحة

أول ما تبادر بذهني حين التقطت أصابعي كتاب المجنون والبحر للشاعر الأديب وهيب نديم وهبه... هو لماذا أختار هذا العنوان؟!

وسريعًا ما توصلت للإجابة، إذ أن هنالك قاسمًا مشتركًا بين البحر والمجنون... فالمجنون تارة هادئ وأخرى صاخب... مرة وديع ومرة أخرى هادئ... شأنه بذلك وشأن البحر... فالبحر على هدوئه وودعته، إلا أنهُ يحمل في طياته كل رعب الصخب والهدير فالاثنين متقلبين دائمًا... وأن ما قاد وهيب إلى تقمص شخصية المجنون ما هو إلا ردة فعل إلى الواقع والمحيط والعالم المجنون من حوله...

 

كأني بالشاعر الوهيب يتذكر شخصية الملك الحكيم... الذي جاءته ساحرة في أحدى الليالي ووضعت سائلًا في بئر المدينة أدت إلى جنون أهلها حين شربوا من مائها... وأخذوا يتهمون الملك ووزيره بالجنون لأنهما امتنعا عن شرب ماء البئر، مما حدا بالملك ووزيرة إلى شرب الماء والجنون كما هم أهل المدينة والمملكة حيث خرج الناس يهتفون بحياة مليكهم الذي عاد إليه رشده وشفى من جنونه...

قدْ يكونُ الْجنونُ...

في هذا الزّمنِ بالذّاتِ، أكثرَ واقعيّةً منَ الْواقعِ الْحياتيِّ الْمعيش... وحقيقةً حتميّةً مفروضةً... وقوانينَ اجتماعيّةً وسياسيّةً تدقُّ بعنفٍ بصلابةٍ على الْعقلِ والأعصابِ... أصبحْنا بحاجةٍ إلى قضاةٍ ولجانِ تحكيمٍ... 

في ما بينَنا من علاقةٍ...


وهذا ما نلمسه يوميًا إذ أن الإنسان الطيب النزيه، أصبح منبوذا ومرفوضًا وكافرًا إما الخائن والغشاش والمخادع فهو المحترم والشريف، وهو صاحب أحسن الفرص للتقدم في حياته الاجتماعية – السياسية أو الثقافية ألخ...


كما أنهُ ينظر إلى القضية الأزلية الأبدية وهي آدم وحواء، حيثُ أن النظرة إلى حواء لم تتغير منذُ قصة الخليقة فهي ما زالت المتهمة الأولى والسبب المباشر في خروج آدم من الجنة وهي التي ما زالت تشبه الأفعى لمكرها وحيلها... حتى أنهُ في الكتب المقدسة حذر الأنبياء والرسل من كيدها ومكرها حيث جاء (وكن من خيارهن على حذر.../ وأن كيدهن عظيم) حيث يقول وهيب على لسان المجنون...

 

قلْتُ: "إنّ كلَّ امرأةٍ يُمكنُها أنْ تكونَ سمكةً"

ضحكَ الْمجنونُ، وقالَ:

"ويُمكنُها أنْ تكونَ ملعقةَ السّمِّ في الْحنجرةِ." 


الأمر الذي يذكرنا بالمثل الشعبي القائل أن النساء ثلاثة أنواع: "هنالك امرأة وهنالك مرمرة وهنالك مسمار في القنطرة" كما ويحذرنا من الاستسلام والاستكانة للمرأة. 

ثم يضيف عن جشع الإنسان وعدم قناعته ورضاه بما كسب وبما قسمه لهُ الله... حيثُ جاء:

"لماذا هذا الرّكضُ الْباكرُ للْإنسانِ 

وكلُّ شيءٍ كانَ...

هزَّ رأسَهُ مرّةً أخرى. أينَ يمضي؟

وهذا السّباقُ الْعنيفُ. 

كلُّ واحدٍ منهُم يُريدُ أنْ يأكلَ الدّنيا، 

والدّنيا كما هيَ..."


الأمر الذي يذكرنا بالقول المأثور الذي ينصح الإنسان بالقناعة إذ أن (القناعة كنز لا يفنى)... إضافة إلى المثل الشعبي القائل: (يا راكض ركض الوحوش غير نصيبك ما بتحوش)


ثم ينتقل الوهيب إلى انتقاد الوضع السياسي في العالم اجمع ومحيطنا العربي خاصة... حيث ما زالت الزعامة السياسية تنتقل بالوراثة أو بقوة السلاح والانقلابات العسكرية أو الثورة؟

بعدها ينتقل أديبنا وشاعرنا إلى الوضع الاجتماعي وقضية النفاق الاجتماعي والمداراة ومحاولة طمس الحقيقة، وتغطية الشمس بالغربال... وكأن قرانا بألف خير... رغم معرفتهم الحقيقة المؤلمة لوضعنا المزري: اجتماعيًا، سياسيًا، صحيًا وثقافيًا، فها هي المحاكم على قدم وساق بين من يدعون الزعامة... وها هو (نشر الغسيل) القذر من على شاشة التلفزيون من خلال البرامج المختلفة... فها هي قرانا ما زالت تسبح في مياه المجاري وأولادنا في الغرف المستأجرة وهاهم أصحاب البيت الواحد والعائلة الواحدة والقرية الواحدة والشعب... تعمل فيهم معاول التفرقة الطائفية والعنصرية والدينية والسياسية الخ...


مع هذا الوضع المزري يأتي من يقول ويتبجح أن وضعنا بألف خير وأننا نعيش في بحبوحة. أضف إلى العداء المستحكم بين رجال الدين والجهال بين الرجعيين والتقدميين... فهناك من يرى بالموسيقى " وجع قلب" (وأنهُ لا حاجة لنا بروضات أطفال ومراكز شبيبة) وهمهم الوحيد هو الأكل والشرب والنوم...


ثم يعود الوهيب لينتقد وضعنا المأساوي الاجتماعي... الذي يرى (مجرد الحلم جريمة) ويتباهى بأننا (نحنُ أمة مؤمنة/ تؤمن بالقضاء والقدر/ والأجل المحتوم) تلك الأشياء التي تربى على الخنوع والاستسلام للأمر الواقع وتقبل الأمر والمصير الذي وصلنا إليه والتأخر الذي نحنُ فيه، غير متجرئين على مد أصبع الاتهام نحو المتهم الحقيقي...


فكيف لا يجن الوهيب وأمثال الوهيب من هذه الشرذمة... التي ما زالت تسرح وتمرح على هواها إلا أن المجنون لا يقطع الأمل ويرى (بهالة) بطلة الكتاب... الأمل المنشود الذي يمكن أن يعيد الفرح ويهزم الحزن، ويجئ بالنصر ويمحو الهزيمة ينير الدرب ويبدد الظلمة...

 

ويرى شاعرنا الوهيب (بهالة) رمزًا للحرية القادمة:

"يضحكُ لها الْمجنونُ بالْفرحِ الْمتساقطِ كالْمطرِ، 

هيَ قادمةٌ، منْ تحتِ أقواسِ النّصرِ... 

وأكاليلِ الْوردِ والْغارِ... حاملةً طيبَ الدّنيا... 

والْمحبةَ في العينينِ الواسعتينِ وهي باسمةٌ."


ثم يضيف المجنون منتقدًا الوضع المأساوي للحرية في بلادنا العربية إذ يقول: 

الْمجنونُ: "الْحريّةُ امرأةٌ، جاءَتْ منْ كتبِ 

التّاريخِ إلى هذا الشّرقِ... ودخلَتْ داخلَ 

زجاجةِ عطرٍ وأغلقَ الشّرقُ فتحةَ الزّجاجةِ."


وإذا يقول بلسان هالة (ممثلة الحرية) المخنوقة في هذا الشرق، والتي تريد أن تخرج من عنق الزجاجة والتي سُجنت فيها... فها هي الحرية تنادي:

 هالةُ: "أحبُّ أنْ أحيا في ضوْءِ النّهارِ. لا 

تُسرَقُ لحظةُ حريّةٍ، وعلينا أنْ نحياها.  

نتعطّرُ بها، ولكنْ في عزِّ ضوْءِ النّهارِ."


ولذا فان مجنوننا لا يفقد الأمل بقدومها ويؤمن بحتمية هذا القدوم...

الْمجنونُ: "الْحريّةُ سوفَ تأتي ذاتَ نهارٍ... 

منَ النّجمِ الْعالي، وتلعبُ معي هنا، 

على الشّاطئِ."


ولكنه سرعان ما يستدرك ويُنادي:

"هالةُ، تعالي نذهبُ نحنُ إلى الْحريّةِ."

هالةُ تُنادي: "الْحريّةُ لا تأتي إلينا. 

نحنُ نذهبُ إلى الْحريّةِ."


وكأني بالمجنون قد تذكر مقولة "سلطان باشا الأطرش" رحمه الله، الزعيم العربي، قائد الثورة السورية الكبرى: "أن كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الحياة مع الذل" و " وأن الحرية تؤخذ ولا تعطى"

 

ثم ينتقل إلى نقد حضارة العالم المادية التي استفحل أمرها حتى كادت تطغى على الحضارة الروحية التي امتاز بها دومًا شرقنا الحبيب: "وكادت تدوس القيم الاجتماعية والإنسانية فنتيجة لهذه الحضارة المادية هنالك الملايين من البشر بلا مأوى... ينخر في أمعائهم الجوع والمرض... بينما في الدول الغنية المسماة بالمتقدمة والمتحضرة. هنالك جمعيات لحماية الحيوان... وهنالك الآلاف أن لم يكن الملايين من أطنان الأغذية ترمى في البحر تحت شعار حماية الأسعار... بينما هنالك ملايين الأفواه تتوق للقمة العيش وتتضور جوعًا ويفتك بها المرض والحر والبرد"


الأمر الذي يحدو بالمجنون أن يتوجه إلى "هالة الحرية" ليقول:

"تعالي بكلِّ هذا الْخيرِ، الرّزقِ 

والْحبِّ، نصنعُ منْ هذهِ الدّنيا عالمًا آخرَ

لا يعرفُ الْجوعَ، والْعطشَ والْأحزانَ."


ويعلو صوته بالنداء والحث على الثورة ضد الواقع المر والظلم والتقاليد البالية.

"كيْ تعيشَ، يجبُ أنْ تهربَ منَ الْحياةِ، 

وتقتربَ منَ الْموتِ، وتكسرَ يدَ الظّلمِ.         

يجبُ أنْ ترتديَ ثيابَ الْقوّةِ والْعنفِ."

                        

ويستدرك في الشرح مذكرًا...

"إنَّ الْحياةَ غابةٌ كثيفةُ الْأشجارِ، وكثيرةُ الْأفاعي. 

تلدغُ، تقتلُ وتميتُ...

اهربْ منَ الْحياةِ إلى الْموتِ – لا تموتُ، 

اهربْ منَ الْحياةِ إلى الْحياةِ – تمتْ."


فمن لم يكن ذئبًا أكلته الذئاب.


بعد هذا يعود أديبنا وشاعرنا وهيب نديم وهبة من خلال المجنون لينتقد الظلم والقتل في هذا العالم... ليؤكد أن رغم وجود الموارد الطبيعية الهائلة والأماكن الشاسعة التي يستطيع أن يعيش فيها الإنسان براحة وأمان حيث أن هنالك متسعًا للجميع إذا ما ساد السلام والحب هذا العالم الا أن الوضع هو على العكس تمامًا... فالحروب والنزاعات ما زالت منذُ التاريخ مستمرة حول مصادر المياه والموارد الطبيعية والثروة السمكية والأرض...


فلو أن الحب والسلام موجودان لما كانت حروب ونزاعات... إذ أن المجنون يقول: 

"مَنْ منّا يقتلُ الْآخرَ! هنا على هذهِ الْأرضِ وفي هذا الْعالمِ، يا هالةُ، هناكَ منْ يملكُ مهنةَ الْقتلِ... وهناكَ منْ يملكُ مهنةَ الْحبِّ... ومنْ يملكُ مهنةَ الْحبِّ لا يقتلُ!"


لذا نرى المجنون يثور ضد القتلة ويرفع راية التحدي... ليعلن الثورة على الواقع الذي يسود هذا الشرق بالذات والعالم أجمع ليرفع صوته قائلا:

هالةُ: "أصبحْتُ مثلَ الْبحرِ، موجي ثورةٌ... وثورتي تحدٍّ. لنْ أهربَ بعدَ الْآنَ، سوفَ أكسرُ ذاكَ الْقيدَ. نحنُ ملكُ الْحياةِ، ولسْنا ملكَ الْموتِ."


كيف لا يثور الوهيب وفي شرقنا ما زال يُمارس الظلم باسم الحرية والقتل باسم العدالة... والحرب باسم الدفاع عن الكرامة والشرف... ويرفض مجنوننا هذه المقولة التي تدعو إلى الاستسلام والخنوع. (العين ما بتلاطم مخرز) ليقولها بكل ثقة وتحد.

الْمجنونُ: "معي سوفَ تدخلينَ... ومعي 

سوفَ تكونينَ، عيني الّتي تلاطمُ الْمخرزَ، 

أنتِ لي."


اللغة هنا موجه إلى الحرية. ورغم أنهُ يتوقع الصعاب... لكنه لا يفقد الأمل والثقة بالنفس.


عبلين الجليلية تكرم ابنتها آمال عواد رضوان





بقلم: هيام مصطفى قبلان ـ

    حَدَثٌ مُدهشٌ حقّا في لقاء الأجيال والشرائح العمرية والثقافية المتنوعة، فقد تسربلت قاعة المركز الثقافي (الفانوس) في عبلين بحُلّة تراثية وأجواء تراثية بامتياز، وغصّت بحضور حافل وكبير من أدباء وأصدقاء من المثلث والناصرة وحيفا والكرمل والجليل وعبلين، ونخبة من الجمهور المثقف الراقي المُصغي، وذلك احتفاءً بتكريم عبلين الجَليليّة بابنتها الأديبة الشاعرة آمال عواد رضوان، وتوقيع كتبها التراثية الثلاثة بتاريخ 30.9.2022، بمبادرة وتنسيق وتنظيم جمعية عبلين في القلب، بالمشاركة مع قسم المعارف في مجلس عبلين المحلي، والنادي النسائي الارثوذكسي عبلين، وجوقة الكروان، ونادي الكنعانيات للإبداع، والكشاف الأرثوذكسي وجمعية فسيلة، وأطر وجمعيات عبلينيّة عديدة  أخرى.

   تولت إدارة الأمسية د. روزلاند دعيم الغالية رئيسة نادي الكنعانيات للإبداع، فقدّمت البرنامج بكل ثقة وبأسلوب وصوت وكلمات رائعة تليق بآمال، فهي فعلًا الجسر الذي يوصل بين القديم والحديث كما قيل عنها على المنصة. 

   ابتدأت د. روزلاند كلمتها بالترحيب بالحضور والضيوف، وقالت: يبحث الإنسان بشكل دائم عن وسيلة للتعبير عن مشاعره من فرح أو حزن، والغناء واحدة من هذه الوسائل التي تخدم الفرد والجماعة، والفنون الشعبية تعبر عن الآمال والأماني الخفية، وترافق المجتمع في مراحل دورة حياة الإنسان ودورة الحياة في الطبيعة؛ وحتى الحالات السياسية الثورية، فالفن الشعبي، إذًا، عمل فني شعبي له غرض اجتماعي ونفسي، وبالحالتين هو مخزون حضاري قيمي. 

   ولأن الفلاح الفلسطيني يبدأ سنته الزراعية مع موسم الخريف في عيد الصليب، ولا يكتفي بالتعبير عن تطلعاته وأمنياته الزراعية من خلال الأرض، وما تُغدق عليه فقط، بل من خلال كل المواسم الدينية والتراثية، فينتج أرشيفًا غنيًّا من المادة التراثية، وإن كنا نتحدث عن أمنا الأرض، فإننا نتقدم بجزيل الشكر للسيدات الرائعات من النادي النسائي الأرثوذكسي على الضيافة. وللتنويه، فإنّنا نتحدث عن منتجات أرضنا الصحيّة، وعن بوفيه أخضر داعم للبيئة.

   كان من المفروض أن تتحدث المربية حنين عودة عن كتاب المهاهاة والملالاة في زغاريد الأفراح، لكنها تغيبت لظروف وفاة عمّها، فباسمي وباسم الجميع نقدّم تعازينا الحارة، ونلتقيها لاحقا على خير وإبداع. 

   وأثنت د. روزلاند على كلّ من ساهم في تنظيم وتخطيط هذه الأمسية التراثية بامتياز، إذ ازدانت القاعة بحُلّةٍ وأوانٍ وديكوراتٍ وأمثال وأطعمةٍ تراثية، وبفقرات تراثية وشرائح عمريّة متعددة، ومداخلات ثقافية: أدبية ودبكة وتمثيل وغناء.

    تلاها د. خالد شيخ أحمد مدير قسم المعارف بكلمة ترحيبية وتكريمية باسم مجلس عبلين المحلي، وقد أشاد بدور ونشاط آمال عواد رضوان الأدبي اللافت، في عبلين وداخل البلاد والعالم العربي.

    قدمت جوقة الكروان بقيادة المايسترو نبيه عوّاد الأغنية التراثية (ع اليادي) بصوت أليسار حاج، بمرافقة عازفين من جوقة الكروان: صافي دعيم- قانون، سيمون أبو شحادة- كمان، موران عواودة- إيقاع/ رق، وساهر جبور- إيقاع/ رق.

    أمّا د. إلياس روحي زيدان؛ المحاضر لموضوع الإدارة التربوية في جامعة حيفا، والمستشار التنظيمي صاحب الخبرة الواسعة، فقد أتحفنا بمداخلته الشيقة عن التراث في (كتاب أناشيد المواسم - آمال عواد رضوان)، وضرورة إحياء هذا الجمال في الأجيال الصاعدة، وختم كلمته قائلًا: أمسية تليق بآمالنا - آمال الخوري عواد رضوان- وتليق بالتشكيلة متنوّعة النكهات من ثمارها الادبيّة، وبقيادتها وتمكينها للعديد من نساء عبلين، ومنحهنّ دورا وحيّزا يليق بهنّ وبقدراتهن، دمتِ آمالنا ودام عطاؤك وإنجازاتك، ودامت الأخوّة بين بنات وأبناء صفّنا.

   ثم دعا أبناء صفها وزملاء الدراسة الرائعين الذين نسقوا فيما بينهم مؤامرة جميلة، ليفاجئوها ويكرّموها ويقدموا لها أروع تكريم في هذا الحفل. 

   تلتها وصلة فولكلورية لفرقة جفرا للدبكة والفنون الشعبية، وقام المدرب محمود خطيب بتقديم درع جفرا  للأديبة آمال عواد رضوان.

  أمّا الكنعانية المربية كفاية نجمي الشيخ أحمد، فقدّمت مشهدًا مسرحيًّا جميلًا بعنوان "بساط ستّي"، من تأليفها وإخراجها، وتمثيل الطالبتين :صهيل كامل عودة، وعرين أمير مواسي، للمَثل "رجعت حليمة لعادتها القديمة"، من وحي الكتاب "أمثال ترويها قصص وحكايا" لللأديبة آمال عوّاد رضوان"، ثمّ تحدثت الكنعانية كفاية عن هذا الكتاب  بإسهاب، وعن القصة التي تقف وراء كلّ مَثل.

   ولأنّ الراوي اعتاد أن يحمل تاريخ القبيلة، والحكواتي يحمل هموم الناس وأحلامهم، قدّمت السّيدة نيلي سعيد - أم إيليا عضوة النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين، حكاية المَثل "النصيحة بجَمَل"، من الكتاب "أمثال ترويها قصص وحكايا"، بسردٍ جميل مُشوّق. 

   أما الكنعانية د. روزلاند دعيم فقدّمت نبذة عن كتاب المهاهاة والملالاة في زغاريد الأفراح، ونوّهت إلى  أنّها قدّمت الكتاب بمقدّمة مستفيضة جميلة.

   وكان لونٌ آخر لنساء النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين المبدعات، فقد اعتليْنَ المنصة، وغنّيْن ألوانًا من الأغاني التراثية بتدريب الأديبة آمال، وقدّمن وصلةً غنائية من أهازيج ومواويل وعتابا وميجانا بصوت ميلادة أبو شحادة (أم ونس) وابنها ونس، برفقة المايسترو نبيه عواد وعازفين من فرقة الكروان، فأضفنَ للجوّ رونقًا وجَمالًا تراثيًّا مميّزًا أصيلًا، وحلّقت في أجواء القاعة أصواتُ الزغاريد والأوف والميجنا والمهاهاة بأصواتهنّ العذبة.

   وفي نهاية اللقاء تحدّثت عروس الاحتفال آمال عواد رضوان؛ مديرة نادي الكنعانيات للإبداع، ورئيسة النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين، وشكرت كلّ الحضور والمنظمين والمتحدّثين والمشاركين، على ما بذلوه من جهود في إنجاح الأمسية الثراثية: 

   جمعية عبلين في القلب، مجلس عبلين المحلي، د. روزلاند دعيم ونادي الكنعانيات للإبداع، د. خالد الشيخ أحمد، د. إلياس روحي زيدان، جوقة الكروان والمايسترو نبيه عواد، جمعيّة جفرا للدّبكة بمدربها محمد خطيب، المربية كفاية نجمي الشيخ أحمد وفريقها، مصممة الديكور التراثي ياسمين غنايم سكران، نساء النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين بكل التشكيلات والمأكولات والأهازيج التراثية، وشكرت كل المؤسسات والأطر العبلينية، وشكرت د. محمد خليل مدير منتدى الفكر والإبداع مع أعضائه، وكل الحضور من أهالي عبلين الشمّاء، وكلّ الأدباء والأصدقاء من كافة أرجاء البلاد، كما ثمّنت عاليًا الدور الإعلامي وتغطية الأمسية، متمثلا بتلفزيون هلا وكادره، والمصور الإعلامي رائف حجازي.

   نعم.. كانت أمسية تراثية بامتياز بكل ما فيها، من أجواء تراثية ازدانت بها القاعة،  فالمسرح والمنصة فرشته ياسمين سكران بطراز بُسُط وألوان تراثية جميلة، الديوان، المقاعد، الشراشف، الأواني الفخارية والنحاسية القديمة، أدوات منزلية قديمة كالمهباج، وأطباق القش، الغربال، البريموس، المكوى، دلة القهوة، وكراسي القش القديمة.

    أمّا موائد الضيافة الشهية والتنسيق الخلاب، فقد ضمت تشكيلة لذيذة من مأكولات وحلويات تراثية بيتية، ساهم بصنعها وتحضيرها نساء النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين الحبيبات، بإدارة آمال عوّاد رضوان: دقّة، زعتر، زيت زيتون، مناقيش، زيتون أخضر مرصوص، وزيتون أسود، خبز مقلي، رُبّ الخرّوب، مُربّى تين وعنب وخوخ ومشمش وتفاح من صنع نساء النادي، بليلة وقمح مسلوق، قريش بأنواعه المختلفة وسمسم لتزيين القمح المسلوق (بربارة)، حبوب ترمس وفول، وحلويات: الغريبة، كعكات ستي بالقالب، مبروشة، هريسة، فستق عبيد بقشره، عنب وأكواز رمان وخيار تشريني، ومجففات قطين ومشمش وتمر وزبيب، وزينت الموائد القهوة العربية بنكهتها التي لا تقاوم.

    والجدير بالذكر، أنّ جدران قاعة الفانوس ازدانت بلوحات لأمثال شعبية وحزازير وأناشيد تراثية بقلم الشاعرة آمال عواد رضوان، والمدونة بكتابها (أناشيد المواسم)، وهذه الامثال تماثلت مع المعروضات للضيافة وتزيين القاعة، وكأني بآمال تريد أن تعيدنا بهذا اللقاء الحميم الى خيرات الأرض، وعفوية الناس، وتمسك الفلاح بأضه.

    ولأن الطبيعة الخلابة والسهول الخضراء تتعانق فيها الاشجار الباسقة وارفة الظلال بشموخها ورائحتها، الأمر الذي يحتم على من يرافق آمال ويقرأ لها، أن يشعر بأنها ترى بعيون خضراء كل ما حولها، فهي الطفلة العبلينية الخضراء التي درجت وتربت في بيت دافئ، تحت كنف والدين مُحبّين روحانيّين مدا لها يد العون، وغرسا في نفسها عشق الأرض ومَحبّة الآخرين.

   هكذا أنا عرفت آمال بتواضعها وعنفوانها، ببساطتها وتألقها، بدعمها كل من حولها، بتسامحها ومحبتها، وبتضحيتها من أجل الغير، ولا يسعني إلّا أن أشدّ على يديها، وأوجّه شكري الخاصّ لنساء النادي النسائي الأرثوذكسي عبلين الفعّال، واللواتي حملن جرار العمر، وعملن جاهدات للتمسك بالتراث من حكايات ومفاهيم تربوية، فتركن للأجيال القادمة إرثًا لا يُعوّض، فالشكر الجزيل لكلّ من شارك وحضر.

   وكتب د. محمد خليل: العزيزة آمال عواد رضوان، تستحقين ذلك وأكثر. بصراحة كان الحفل يليق بك وأنت تليقين به. كان احتفالًا رائعًا ترتيبًا وتنظيمًا ومضمونًا. شكرًا للكلمة الطيبة والنابعة من القلب. تهانينا مرة أخرى، وإلى المزيد من الإبداع والتميز وقطف الثمار. 

   وكتب الفنان موسى إبراهيم: حضوركم في توقيع كتب الأخت امال عواد رضوان أضفى على المشهد رونقًا وزاده ألقًا ومحبة . أدام الله عطاءكم ومحبتكم، وألف وردة للأخت الأديبة آمال عوّاد رضوان، وشكرًا على ما قدّمته في احتفالية توقيع كتبها الثلاثة، وعلى البرنامج الأكثر من رائع، فقد عدنا تملؤنا الطاقة والأمل، وغُمِرنا بكرم ضيافة عَبَلّين وأهلها الكرام.