ملتقى روّاد المكتبة ينظم حفل إشهار رواية " الأسير 1578" للأسير: هيثم جابر




قام الملتقى يوم  السبت ٢٥ فبراير  بتنظيم حفل إشهار رواية الأسير1578 للأسير الأديب: هيثم جابر من قرية حارس في محافظة سلفيت ، والمعتقل منذ عام  23-7-2002 حيث حكم عليه بالسجن لمدة 28 عاما قضى منها  حتى اليوم 21 عاما.

وقد أدار الحفل  باقتدار: الأستاذ الشاعر : عبد القادر مراعبة حيث استهل اللقاء  بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين وتركيا وسوريا ومن ثم رحب بالحضور وعزفت موسيقى السلام الوطني الفلسطيني… وقد قدم الشاعر مراعبة المشاركين بأسلوب شعري مميز حيث بدأ.

بالأستاذ: كمال سمور الذي بدوره تحدث باسم بلدية جنين مرحبا بالحضور ،ومبرزاً دور المكتبة والبلدية في دعم الأنشطة الثقافية والإهتمام بها. 

أما مديرة ملتقى روّاد المكتبة: الأستاذة   إسراء عبوشي فقد تحدثت عن مضمون الرواية وأسلوبها اللغوي والفني وأبدت شرحاً تفصيلياً لهذه اللوحة المعبرة عن سيرة ومسيرة مليئة بالأحداث والمواقف الإنسانية . .

وأثناء قراءته النقدية قدم الإستاذ الناقد: عمر عبد الرحمن نمر قراءة  تحليلة 

ربط  الصراع بالمكان وما انبعث عنه من معاناة، ... كما أشار إلى معمارية النص والتي تأسست في أربعة أروقة: الحبيبة وما تمثله من ماض مستقبل، والأم بما تمثل من واقع... والمعتقل وما يجسد من قيد... وتلك الرسائل التي خطها للأم والحبيبة والتي ربطت هذه الأروقة … .

 أما الأستاذ الأسير المحرر مفيد جلغوم …فقد قدم إضاءةً مشرقة تضمنت البعد الإنساني والاجتماعي والثقافي وبين أن مثل هذه اللقاءات تعتبر وقفات تضامن مع الأسرى الفلسطينيين، وهو جزء من الجهد الأخلاقي والوطني لإبقاء قضية  الأسرى حية في الحياة العامة .

ثم قدم الأستاذ : علي جابر شقيق الأسير هيثم جابر كلمة شكر للقائمين على هذا الحفل وتحدث بإيجاز عن مراحل اعتقال شقيقه  وإنجازاته الأدبية .

وفي نهاية الحفل قدمت الأستاذة : إسراء عبوشي باسم ملتقى روّاد المكتبة قلم باركر لذوي الأسير وهو رمز بسيط لتحقيق أمنية الأسير الذي منعته إدارة السجون من امتلاكه  كما قدمت الفنانة التشكيلية الأستاذة

ناهدة محمد عمر صورة للأسير هيثم جابر مرسومة بخط اليد لذوي الأسير

 وقد حضر الحفل  القائم بأعمال مديرية ثقافة جنين ،الأستاذة حنين امين،   وشعراء وكتاب ومثقفون ، وممثلون عن المؤسسات الرسمية ومجموعة من مراسلي وسائل الإعلام والصحافة وعلى رأسهم تلفزيون فلسطين " .  

يتقدم ملتقى رواد المكتبة بالشكر والتقدير لجميع الحضور  بلا استثناء وعلى رأسهم الإعلاميين الذين ساهموا بتغطية اللقاء باقتدار


ظلال هاربة من قيظ النهار للشاعر بن يونس ماجن


 

صدر حديثا عن مؤسسة لندن للطباعة والنشر والتوزيع، عمل شعري جديد للشاعر المغربي المغترب بن يونس ماجن، يحمل عنوان: " ظلال هاربة من قيظ النهار"

ويقع الديوان في 104 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم 23 قصيدة.

المجموعة الجديدة تضمن جملة من النصوص الجريئة شكلت بن يونس ماجن وعلاقته المتينة بالشعر ضمن مسيرة امتدت سنوات طويلة.

تأتي تجربة الشاعر مع هذا الاصدارالجديد مكملة للاصدارات السابقة

النص الشعري عند بن يونس ماجن له جماليته وصوره ولغته الخاصة

وكتابات الشاعر المغربي في هذا الديوان تعبر عن مآسي الانسان العربي وصراعه ضد العوز والفقروالحريات المكبلة والطغيان المستبد

وقد اهدى الشاعرديوانه الى ابطال وشهداء معركة "سيف القدس".

رئيس مركز فِكر : للكشف المعجل على المباني والشقق المتصدعة



أشار رئيس مركز فِكر ورئيس مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة المحامي شادي خليل أبو عيسى إلى ضرورة ابلاغ البلدية التي يقع ضمن نطاقها المبنى المتصدع بعد حصول الهزة الارضية  أو عند وجود تشققات في المباني السكنية والتجارية والمؤسسات التربوية والصناعية وسواها تمهيداً للكشف عليها حفاظاً على سلامة المواطنين، في ظل غياب الرقابة المتواصلة من قبل الجهات المعنية. وأضاف أبو عيسى: في هذه الظروف الصعبة يبرز دور البلديات ومصلحة الهندسة ونقابة المهندسين والهيئة العليا للاغاثة إضافة إلى الادارات الرسمية التي يقتضي أن تتحرك للتثبت من  عدم وجود مخاطر  في هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد والابتعاد عن الأخبار  غير الصحيحة التي تنتشر بين الحين والآخر الني تشكل هلعًا للمواطنين


ديوان "على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت": الجرأة والجمال




الكاتب: د. أحمد رفيق عوض| فلسطين

قصيدة الشاعر فراس حج محمد تتدفق بعفوية وحيوية فائقة، فالقصيدة لديه سريعة الاشتباك وسريعة الاشتعال والإشعال، تواجه وتشتبك، بحمولة لغوية وتصويرية قريبة ولكنها مفاجئة، عادية ولكنها صادمة إلى حدٍ بعيد. في ديوانه "على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت" الصادر عن دار بدوي مؤخراً، ينشغل الشاعر بالشعر والشعر فقط، فالقصيدة مرجعية ذاتها، والكلام سيد نفسه أيضاً، فقصيدة الشاعر لها تاريخ وطبقات متراكمة من الوجدان الموسيقي والذاكرة اللغوية، ولأقل الموسيقية أيضاً، ولهذا يترك فراس حج محمد قصيدة النثر أو قصيدة التفعيلة ليذهب أو لأقل يرتاح في أحضان القصيدة العمودية التي يجد فيها الفضاء الواسع ليغني أو ليرقص أو ليتحد المعنى العجيب بالموسيقى الظاهرة العالية الأعجب، فهو مسكون بأصدقائه الشعراء "العراة والقديسين والأنبياء". 

اكتفاء الشاعر بالشعر أو بالقصيدة جعله يكتفي أيضاً بذاته، إذ إن كل قصائد الديوان "السميك" الذي بلغ 246 صفحة على غير عادة الدواوين الحديثة، تدور حول ذاته، أصدقائه ومعارفه وقراءاته ونسائه المتخيلات، لم يخرج الشاعر من ذلك، لم يدع انشغالاً مفروضاً عليه أو مطلوباً منه، ولم يكتب ما يطرب الآخرين بل ما يطرب قلبه ووجدانه، وقد يقول قائل: لماذا لم يحضر الهم العام في هذا الديوان؟! وبرأيي أن هذا السؤال خارج عن الاهتمام، فالشاعر له أن يقول ما يريد وكيف يريد، بل إن انصرافه عن الهم العام– بالمفهوم الشائع– قد يكون رسالة ضمنية عن الرفض والاستنكار.

وقصائد هذا الديوان في مجملها لا تشبه الى حدٍ بعيد ما تراكم من شعر حولنا، فقد ابتعد فراس حج محمد عن الغموض المدّعى أو المتعمد، وفارق الابتذال أو التبذل ولم تُغْرِه تمثل التجارب الغربية لا شكلاً ولا موضوعاً، ولم يجعل من قصيدته كياناً يدعي الفهم والكشف والتنبؤ. قصيدة فراس قصيدة تشبه وجدانه وتشبه عالمه تماماً، جارحة وحارقة وتتقافز طيشاً وحكمة وألفاً وشقاوة.

وفي هذا العدد بالذات، يمكن القول إن مثل هذه القصائد– وغيرها قليل– يمكن أن تشكل ملمحاً جديداً للتجربة الشعرية الفلسطينية على الأقل هنا في الأرض المحتلة، وقد يكون في هذا الحكم بعض تسرع، ذلك أن القصيدة الفلسطينية– على اتساع التجارب والجغرافيا والأسماء والمؤثرات- تبدو بلا أب واحد ولا مرجعية واحدة، وربما أيضاً أن القصيدة الجديدة– وبسبب من شيوع التكنولوجيا وسهولة النشر وقلة النقد– فقدت الكثير من القواسم المشتركة التي كانت تحكمها ذات يوم، وقد نجت قصائد فراس حج محمد من مثالب كل ذلك، فهي قصائد تعرف مقاصدها، وتعرف منابعها وتتقن أدواتها اللغوية والبنائية والجمالية، وتخضع لقوانين الشعر كما عرفه العرب الأوائل، وإذ يلوذ فراس بالقصيدة العمودية تلك التي تم إهمالها بحجة القيود أو عدم الحداثة، إنما يفعل ذلك لتأكيد ذلك الجميل والغامض والشهي في الشعر، أقصد الكلام السحري المموسق، الذي يرفع فيه الكلام إلى مقام الترتيل أو التعويذة، وفي اشتباك فراس حج محمد مع الشاعر العظيم أبي تمام عن القصيدة، فإن كلا الشاعرين يتفقان على "أن وصل الشعر ماء حياة، أسطورة القول المقدس في قلوب الآلهة".

لغة فراس الشعرية لغة أنيقة وعالية ولكنها لا تترفع أيضاً عن التقاط الجميل في العامية أو التقاط المضامين الشائعة لتوظيفها في نص أنيق ومحترف، ولأنها كذلك فهي أيضاً ترتفع في بعض الأحيان لتكون لغة قاموسية، فالشاعر مثقف وقصيدته كذلك أيضاً، وهو ما يزيد في جمالها وقيمتها، ولأن القصيدة مرجعية ذاتها كما ادعيت آنفاً، لهذا نجد أن الشاعر يتصرف بحرية ويكتب بحرية أيضاً لتبدو القصيدة وكأنها محكومة لمنطقها وسياقها، وهذا يطرح السؤال ما هي مرجعيات الشاعر أذن؟! وهذا سؤال قد يبدو خارج السياق أيضاً، ولكن قارئ الديوان لا يمكن له إلا أن ينتبه إلى هذا الملمح، وبعيداً عن الجواب، فإن فراس– وكما أعتقد– شاعر أصيل يقول كل شيء، الشاعر يقول الشيء ونقيضه. الشاعر يرى– أن حقاً أو غير ذلك– أنه قادر على هدم العالم وتركيبه من جديد... هذه هي أحلام الشعراء الدائمة، ولذا هم محبوبون عند كل الجماعات والشعوب... هم البراءة والجمال الباقي فينا.

وديوان فراس حج محمد في مجمله يدور حول العشق الحارق والكاوي، عشق ممتد وواسع، عشق يشمل الكون وتجلياته، منابعه الأول، نسغه الأول، دهشة الخلق، طزاجة العالم، ولا يتجسد ذلك إلا في المرأة، القادرة على الإزاحة الموت "وتمر نحو السوق لتشتري الفساتين الجديدة". لا أجانب الحقيقة إن قلت أن هذا الديوان هو ديوان مكرس للمرأة وأن الشاعر "يحوم في قصيدتها كروح". وأن الحب الذي يكتب عنه فراس "أكبر مما يظن قارئ متعجل مهووس". 

ولأن الأمر كذلك، فهو يكتب في هذا الديوان ذروة قصائده وذروة وجدانه "في مديح النهد" وهي مجموعة قصائد فائقة البذخ، راقصة، رقراقة، تفيض وجداً وهياماً، يرفع فيه الشاعر حسّيته العالية إلى تجريد بالغ الإيحاء، فالنهد هنا أرض أولى وامرأة أولى وفرح أول، وإذا كان في اللغة ما يوحي بشبقية ما، فإن هذا هو المستوى الأول للقصيدة ولكن وبقراءة ثانية نرى أن الشاعر– كما كل الشعراء الذين سبقوه في هذا المجال– يرى في المرأة "فاعلاً ومنفعلاً " في ذات الوقت، وكأنها الجذوة التي تضيء الوجود كله، الحسية أو قل الشهوانية التي تفيض بها النص الصادم والمفاجئ سرعان ما يتخذ تجريدية تقودنا إلى المعاني الأولى أيضاً، وبهذا فإن فراس حج محمد يأخذنا بقصيدته القريبة المفاجئة، العادية الصادمة، إلى مستوى من الشعر الجيد والجميل ما نحن بحاجة إليه. وقد يعترض معترض أن مثل هذه القصائد فيها جرأة عالية وقد تكون غير مُسْتَحبة أو أن الظرف لا يسمح بها أو أنها تبدو وكأنها تلامس تابوهات متعددة، وقد يكون في ذلك بعض حق، ولكن الشعر هو الشعر، وهو دائماً في أزمة مع محيطه وبيئته، حتى القرآن الكريم خصص للشعراء بعض آياته باعتبارهم أول الأشخاص الذين يقولون ما لا يفعلون ويحلمون في كل الوديان ويركبون المصاعب والمتاعب بحثاً عن المعاني الطريدة والأقوال الفريدة، هم الذين يطاردون الجمال باسمنا جميعاً، وسنقبل غلوائهم وعلوائهم قليلاً، ولنستغفر الله لنا ولهم جميعاً.


ملامح من الطبيعة البشرية في قصص من كتاب «الدّوري المهاجر» للأستاذ المحامي سعيد نفّاع


بقلم: الدكتور منير توما – كفرياسيف 14.2.23 

كان الأستاذ المحامي سعيد نفّاع مشكورًا قد أهداني مؤخرًا نسخًا من بعض أعماله الأدبية، وبعد أن قرأتها اخترت أن أكتب تعليقًا موجزًا عن بعض القصص الواردة في كتاب «الدّوري المهاجر» من باب «وجدانيات»، وباب «قروّيات» في الكتاب الذي يحتوي على عدة أبواب أخرى تحت عناوين مختلفة لا تقلّ متعة قراءتها عن هذين البابين المذكورين، ولكنّ هذا الاختيار جاء من النيّة في الإيجاز وتحديد موضوع أو ثيمات المقال وما يتشعّب من التعليق.

إنّ أول ما يسترعي الانتباه في قصص كتاب الأستاذ سعيد نفّاع تلك اللغة التي تندرج في إطار السهل الممتنع والتي تتحلّى بخفّة الظل في مواضع عديدة مما يبعث في نفس القارئ الراحة النفسية والاسترسال في القراءة دون توّقف أو ملل.

يتضح من قراءتنا لقصص الأستاذ سعيد نفّاع أنّه يتمتع بموهبة فريدة في السرد ، فهو راوٍ ومُحَدِّث لبق ، في سردهِ عذوبة ، وسلاسة بيان ، وفي قصصهِ في كتابهِ هذا يحاول أن يكشف عن طوايا نفوس أبطاله المنبثقة عن طبيعتهم البشرية ، وفي الأمثلة التي سنسوقها من قصص بابيّ «وجدانيات» و «قرويات» سنلتقي بأسلوب الكاتب الذي يتسِّم بأسلوب السلاسة والسهولة والانسياب ، والحافل بالتزامهِ الاجتماعي ، والنهوض في وجه الظلم والظالمين ، منتقدًا العديد من حالات الاعوجاج في المجتمع دون أن يفقد تفاؤله في أمل حياة مشرقة عزيزة على الصعيد الإنساني للمجتمع وذلك من خلال العبارات ، والألفاظ ، والمشاهد ، والأحداث التي تعبِّر بمجملها عن روحٍ وثّابة وعن نوازع ودوافع إنسانية ينفذ عن طريقها الى ضميرها الداخلي شاعرًا بشعبه وقومه ومجتمعه في مختلِف ما ينظم من موضوعات حتى في عواطفه الإنسانية العامّة . ومن هنا، نرى أنَّ قصصه صورة لواقعه وتصويرًا لشخصياته وتحليلًا للنفوس. ففي قصة «واخيرًا وجد الطريق» من باب «وجدانيات» يصوِّر لنا الكاتب شابًا من عائلة فقيرة متواضعة، تخرّج من دار المعلمين بعد أن عانى هو واسرته من ضيق العيش، ولم يتمكّن من إيجاد وظيفة في عمل ما مما دفعه لليأس بفعل عقبات وعوائق مجتمعية ذات خلفية ضبابية، ولكنه أخيرًا كما أخبرنا صاحبه السارد أو الراوي بأنّه قد قرأ له مقالًا مما حدا بصاحبه الراوي أن يهتف في داخله بأنّ هذا الشاب قد وجد الطريق أخيرًا، وقد «صار يحب ليس فقط اخوته بل وكل الناس». وعند نهاية القصة بهذه العبارة تستوقفنا رمزية كتابة المقالة فالشاب الذي كتب المقالة قد يكون بالطبع نشرها في صحيفة أو مجلة، ووجد بذلك عملًا قد يعود عليه بالنفع المادي مستغنيًا عن الوظيفة التي قد تكلّفة الكثير من كرامتهِ وحريته، فقلمه هو الذي سيجعله حرًّا ذا قيمة اجتماعية من خلال تقاضيه أجرًا عن المقالات التي سيكتبها على الأرجح في الصحافة. فالقلم هو وسيلته الى ذلك حيث يرمز الى موهبة الكتابة، والى الفِكر العالمي، والى الاستنارة الخلّاقة والمبدأ الإبداعي في الحياة (creative principle). أمّا في قصة «المولود» نجد الكاتب يسرد حكاية خالد الذي كان محرومًا من الأولاد، والذي بعد سنوات طويلة تحمل زوجته وترزق بطفلٍ ملأ نفس خالد وزوجته بالسعادة والبهجة، ولكن الطفل بعد ذلك يصاب بالحمى، وتتفاقم حالته الصحية، ويجد خالد صعوبة في أخذ طفلهِ المريض الى المستشفى بسبب المماطلة في منحه تصريحًا للخروج بسبب الإقامة الجبرية المفروضة عليه سياسيًا، ولكن أخيرًا تكون النهاية السعيدة فيخرج الطبيب ليخبر خالد وزوجته سميحة بأنّ طفلهما بخير ويتماثل الى الشفاء. ويُذكر أنّ صديق خالد المدعو زيدان وهو رفيق خالد في شبابه قد زاره في بيته أثناء مرض الطفل وأبدى وفاءً لصديقه باستعداده لأخذ الطفل زياد الى المستشفى، وبذلك كان وجوده حافزًا للنهاية السعيدة. إنّ المشهد العاطفي في هذه القصة تجاه الطفل المولود الذي كان عرضةً للموت بسبب الحمى، يعكس لنا أحد أنواع أو أنماط الحب، وهو حب العائلة الذي يَعرف بِ «سورجي» (storge) أي الحب الذي ينشأ بين الآباء والأبناء وهو أكثر أنواع الحب طبيعيّةً ويتطوّر غريزيًا، وهو الشعور الذي تتماسك به العلاقة الأسري. وفي هذه القصة نرى رمزية في أسماء الشخوص، فاسم خالد يرمز الى الخلود (immortality) الذي جسّدته ولادة الطفل ليجعل من الأب خالدًا يحمل اسمه لتستمر سلالته العائلية ، واسم الطفل زياد يمثّل رمزيًا الزيادة في سعادة وفرح الوالدين بقدومه الى الحياة ، أما اسم الصديق زيدان فيعني زيادة العناية والمشورة لإنقاذ الطفل المريض ، وفي هذا الموقف يتجسّد أيضًا نوع آخر من الحب أو المحبة ، وهو الحب الأخوي أو الحب بين الأصدقاء المعروف بِ «الفيليا» (philia) ، أي الذي يكنّه الأصدقاء لبعضهم البعض كالعلاقة الأخوية بين خالد وزيدان . وإذا انتقلنا الى قصة «الخطيفة» في باب «قرويات» يتناول الكاتب موضوع ما يطلق عليه «شرف العائلة» السائد في الوسط العربي، فها نحن نرى في أحداث القصة أنَّ والد ندى يريد تزويج ابنته ندى الى ابن عمها أمين الذي لا تحبه عريسًا لها، بل تحب راشد الذي أحبها واحترمها وطلب يدها من أبيها الذي رفضه وأخبره أنها سيتم تزويجها لابن عمها أمين. ولكن إزاء هذا الموقف تهرب ندى مع راشد حيث كان شائعًا ومألوفًا قبل هذا الحادث أن يقوم الأخ أو الأب بقتل اخته أو ابنته ليغسل عاره ويعيد للعائلة شرفها، ولكن هذه العادة قد انقضت رغم أنهم يزبدون ويرعدون في مثل هذه الحالات، وعاد أمين خائبًا واحتبس البيت خوفًا من السن الناس وشماتة العدو. وبعد مرور أشهر أخذت الحكاية تفتر، وتدخّل اهل الخير الذين اتصل بهم راشدًا سرًا، وقاموا بقناع الوالد بالصفح عن ابنته وزوجها راشد الذي دفع له مهرًا، مقسمًا الأب اليمين بمقاطعة ابنته الى الأبد، وحينما علم أمين بذلك قاطع هو واهله بيت عمه غضبًا واحتجاجًا عما حدث. وفي هذه القصة يقوم الكاتب بعملية «النقد الدنيوي» (Worldliness Criticism) بمصطلحات ومنهج البروفيسور ادوارد سعيد ، وهذا النقد يعني التأكيد على ضرورة تناول النقد للنصوص بوصفها نصوصًا دنيوية ، أي انها ذات ارتباط واشتباك وتعالق بعالم الدنيا البشري، لا العالم الطبيعي أو المقدّس ، الذي يشمل ظروف اجتماعية ، ووقائع وأحداث في نصوص تشكّل لتلك الظروف اجتماعية او اقتصادية كما لمسنا في حيثيات قصة «الخطيفة» التي تمثِّل مجتمعًا ما زال يلتزم ولو جزئيًا بالعادات والتقاليد التي عفا عليها الزمن والتي تحرم الفتاة من حرية اختيار شريك حياتها ، ومحاولات فرض إرادة أهلها عليها في هذا الشأن مما يدعوها الى التمرّد كالهرب من بيت والديها طلبًا لرغبتها في اختيار حبيبها  كشريكٍ لحياتها رغم أنف أهلها مما يعتبرونه فضيحة اجتماعية وعارًا يصعب محوه . ونأتي أخيرًا الى قصة أخرى في باب «قرويات» هي قصة «الأقحوانة المتكسرة» التي تحمل في ثناياها المبدأ ذاته «شرف العائلة» ولكن بصورة أكثر تطبيقًا بشكل عمليّ لهذا التصرف المميت حيث تكشف لنا القصة عن الأخ الذي قتل اخته لشكوكه وقناعته بالإشاعات حول كونها قد سوّدت شرف العائلة رغم فحص الطبيب الشرعي لها بكونها عذراء ، ومع هذا يخبرنا محامي الأخ القاتل أنّ هذا القاتل في سجنه قد صرّح للمحامي بأنه نادم على جريمته ، مخرجًا من جيبه زهرة اقحوان عانت انكسارًا في جيبهِ ، طالبًا من محاميه أن يزور قبر اخته ويضع هذه الزهرة عليه ويقرأ على روحها الفاتحة . وهنا نجد أنّ زهرة الأقحوان ترمز الى براءة الفتاة من تهمتها والتي ندم أخوها على قتلها، كما تمثل زهرة الأقحوان أيضًا الطهارة (purity)، وعدم لوم الفتاة لأنها لم ترتكب ما يدنس الشرف كما اثبت الطبيب الشرعي عذريتها، وبالتالي تكون بعيدة عن اللوم أو الملامة رمزيًا (blamelessness)، كذلك ترمز الاقحوانة الى الموت، وبطولة الاعتراف بالخطأ أو الاعتراف بخطيئة الأخ الذي قتل أختهُ، وأخيرًا ترمز الاقحوانة الى الحب الذي أُسيءَ فهمه وأدّى الى الجريمة.

وخلاصة القول، وبعد تقديمنا عددًا من نماذج قصصهِ في كتاب «الدوّري المهاجر»، وبعد قراءتنا الشاملة لقصص الكتاب فإنّه يمكننا القول إنَّ الأستاذ المحامي سعيد نفّاع رجل الالتزام والواقع، كما أنه رجل الثقافة والأدب الإنساني، يعالج نفوس قرائه معالجة المفكّر، وذلك ببصيرة مستنيرة، واتساع آفاق، ومتانة العبارة على بساطة وسلاسة واندفاق، فأسلوبه واضح العبارة ويدل على مهارته في تبيان الفكرة التي يقصدها في كل قصة من قصص كتابهِ.

وختامًا، نتقدم الى الأستاذ الكريم سعيد نفّاع بخالص التحيات واطيب التمنيات بموفور الصحة ودوام التوفيق والعطاء.


دعوة لحضور حفل توقيع كتاب وجع

 رواية وجع للكاتبين ليلى الداهوك ومحمد إقبال حرب تتناول قضية الأطفال المعنفين من والداتهم بطريقة إجرامية بشتى أنواع التعنيف. وتتوق الى اطلاق الصرخة للإصغاء من المجتمع المحيط حين يطلب هؤلاء الأطفال النجدة .




صدور كتاب جديد للناقد رائد الحواري



تقرير: فراس حج محمد (نابلس- فلسطين)

صدر مؤخراً عن دار الفاروق للثقافة والنشر كتاب "إضاءات على الشعر" للناقد رائد الحواري، وجاء الكتاب في (180) صفحة من القطع المتوسط، ويتناول قراءات في تجارب أربعة من شعراء محافظة نابلس، وهم: مازن دويكات، وإسماعيل حج محمد، ومفلح أسعد، وعمار دويكات، موزعة على أربعة فصول، تضمن بداية كل فصل سيرة ذاتية لكل شاعر من الشعراء محلّ الدراسة.

أهدى المؤلف كتابه إلى علمين من أعلام الثقافة الفلسطينية في الداخل المحتل (1948) وهما: المحامي الحيفاوي حسن عبادي، والناشط الثقافي فؤاد نقارة، مشيرا إلى جهودهما في التواصل بين أبناء فلسطين التاريخية ثقافياً وإنسانياً.

تناولت هذه القراءات النقدية في التحليل أعمال هؤلاء الشعراء، فتوقف أولا عند دواوين الشاعر مازن دويكات "المسرات"، و"مقامات قوس قزح"، و"وسائد حجرية"، كما يتوقف عند نصوص منفردة، وهي: "جناحان للحب وثالثهما لا يرى" و"سلام عليك، على أرضنا"، كما يتوقف الناقد عند كتاب دويكات المشترك مع الكاتبة عفاف خلف "حرائق البلبل على عتبات الوردة"، منهياً هذا الفصل بتحليل مجموعة من الومضات الشعرية، مجليا مظاهر الإبداع في هذه الأعمال.

ويتوقف الناقد في الفصل الثاني عند تجربة الشاعر إسماعيل حاج محمد، فتناول ثلاثة من دواوين الشاعر، وهي: "وعد"، و"راية"، و"سيدة الأرض"، وكذلك يتناول عملين منفردين للشاعر وهما قصيدة "تراتيل عاشق"، وقصيدة "المرأة"، ويحلل ومضتين شعريتين.

ويخصص الفصل الثالث للحديث عن الشاعر مفلح أسعد، فتضمن ستّ إضاءات حول أشعار الشاعر، متناولا مظاهر نقدية فيها، فدرس ظاهرة التناص الديني في قصيدة "أيها الإنسان"، و"التأثر بالاسم والفعل في قصيدة للشهيد عدي التميمي"، أما قصيدة "التيه" فأضاء على ما في مضامينها من "جحيم أرضي" ليعود إلى "اللغة الدينية" في قصيدة "وقضى أرباب الدولة"، ويتعمق في قصيدة "يا صاحبي السجن" ليضيء فكرتي التغريب واليأس في النص.

يختم الحواري هذا الفصل بعقد موازنة بين نص للشاعر أسعد ونص للكاتب الأسير كميل أبو حنيش يتناول كلاهما الحديث عن المناضلة والأسيرة هبة اللبدي، كاشفا عن الفروق الفنية والتعبيرية لدى الشاعرين في الحديث عن موضوع واحد وشخصية واحدة.

واما التجربة الرابعة فكانت تجربة الشاعر عمار دويكات، إذ يدرس الناقد ثلاثة عشر عملا أدبيا تمثلها، بدءا بديوانه البكر "على بعد عمرين"، فيقدم قراءة انطباعية تعرف بالديوان وما فيه من جماليات، ليتتبع بعد ذلك ثيمات محددة في قصائد متعددة للشاعر، فدرس الأنثى في قصيدة "أشك بأنك امرأة"، والفنتازيا والوجود في قصيدة "كنت أنا"، والإيقاع وأثر الأفعال في تخلقه في قصيدة "حلم في ملجأ"، كما يخصص مجموعة من القراءات لتتبع ظواهر فنية في شعر عمار، فدرس الصورة في قصيدة "أرصفة الشوارع"، وحكمة الحوار في قصيدة "الورد والمقصلة"، والملامح القصصية في قصيدة "توبة قابيل" واللغة البيضاء في قصيدة "احتفالية في حضرة الماء".

اعتمد الناقد في تحليله لأعمال هؤلاء الشعراء على ما تثيره النصوص المدروسة من جماليات فنية ومضامين، فظهرت ذائقة الناقد ذات الأبعاد العلمية أحيانا دون أن تعتمد فقط على الذوق والتأثر الشخصي بهذه الأعمال المدروسة.

وتأتي أهمية الكتاب في أنه يضيء على تجارب شعراء من أجيال متعددة، لاسيما الشاعرين: إسماعيل حج محمد وعمار دويكات، فيقدم تصورا عن نصوصهما وأساليبهما الفنية والموضوعات التي تشغلهما، فيكون بذلك قد جعل هؤلاء الشعراء ضمن الحركة الشعرية الفلسطينية المعاصرة التي تحتشدُ بأسماء متعددة، لكنها لم تحظ بالتلقي النقدي كما يجب، فجاء هذا الكتاب محتفيا بهم، ومعرّفا بإنتاجاتهم، لعلّ الدارسين الآخرين يلتفتون إليهم وإلى غيرهم، كما أشار الناقد إلى ذلك في مقدمته "فهناك مجموعة كبيرة من الشعراء ينتظرون من يتناول أعمالهم بالبحث والدراسة".



أمسية راقية يقيمها الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين – الكرمل 48 حول "الهوية والانتماء في أدب الأطفال المحلي ووقفة حداد على أرواح ضحايا الزلازل الأتراك والسوريّين





اللجنة الإعلامية - نظّم مجلس أدب الأطفال المنبثق عن "الاتّحاد العام للكتّاب الفلسطينيّين – الكرمل 48" وبالتعاون مع المجلس المحلّي والمكتبة العامة كوكب أبو الهيجا وفي مقرّها، أمسية ثقافية بعنوان "الهوية والانتماء في أدب الأطفال المحلي" يوم الجمعة 10/2/2023 بحضور عدد كبير من أعضاء الاتّحاد وعدد من الأهالي. 

افتتحت الأمسية وأدارتها بلباقة الكاتبة آمال أبو فارس، ابتدأتها بكلمات مؤثرة عن ضحايا الزلزال الأخير الذي وقع في كلّ من سوريا وتركيا، ودعت الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الزلزال.

وقدّم الكاتب مصطفى عبد الفتاح، كلمة باسم الاتّحاد العام للكتاب والبلد المضيف، توقّف فيها عند أهمية نشاط ودور مجلس أدب الأطفال وأسهب في عرض نشاطات وانجازات الاتّحاد العام للكتاب على أرض الواقع وفي الميدان، ومواصلته نشاطه المكثّف معتمدا على أعضائه ودعمهم وتضحيتهم. 

وألقت الشاعرة والكاتبة الدكتورة روز اليوسف شعبان، محاضرة قيمة حول "الهوية والانتماء في قصص الأطفال المحلية" توقفت فيها عند قصص عدد من كتّاب الاتحاد الذين أغنوا المكتبة المحلية بقصص الأطفال التي أصدروها وهم: يعقوب حجازي، فاطمة كيوان، سهيل عيساوي، سليم نفاع، حنان جبيلي – عابد، مصطفى عبد الفتاح، عايدة خطيب، انتصار بكري.

وتطرّقت المحاضرة في بداية محاضرتها إلى تعريف معنى الهوية والانتماء والعلاقة بين لغة الأم والهوية الثقافية مؤكدة بأن هناك علاقة وطيدة بين الهوية واللغة والانتماء. ثم تحدثت د. روز عن الهوية والانتماء كما تظهر في نتاج الكتاب المذكورين، ولاحظت أن هذه الجوانب تظهر على شكلين الأول صريح ومباشر والثاني من خلال التلميح والرمزية.

في نهاية المحاضرة أثرى الحضور الموضوع من خلال تقديم الأسئلة والملاحظات، ومنها ضرورة تناول النتاج الشعري للأطفال أيضا في الدراسة، وكذلك تناول الهوية بشكل مختلف ومعمق ودور المناهج التدريسية وضرورة تناول مواضيع تتعلق بمسيرة شعبنا وتوعية الأهل لرموز أدب الأطفال وغيرها، وشارك في النقاش كل من الكتاب والكاتبات: فاضل علي، سهيل عيساوي، تفاحة سابا، رياض مخول، حنان جبيلي – عابد، سائرة عابد، يحيى طه، محمد علي سعيد، أسيد عيساوي، فهيم أبو ركن، نبيل طنوس، سعيد ياسين، انتصار عابد – بكري، ميساء الصح. وقامت الدكتورة روز اليوسف شعبان بالرد على أسئلة زملائها واعدة بتطوير الدراسة والعمل بالملاحظات التي وردت في النقاش.

وشارك أطفال "جوقة المركز الثقافي – كوكب": مصطفى أبو الهيجا، رغد منصور، نايا عبد الفتاح، لين علي، تالين أحمد ومحمد قاسم، بفقرة فنية مميزة تخللها عدد من المعزوفات الموسيقية الجميلة والأغاني الشعبية، بقيادة الفنان فؤاد عبد الفتاح ومرافقة العازف المدرب زهير نصر الله. كما روى الطالب الموهوب كريم أبو الهيجاء، قصة للأطفال على مسمع الحضور لاقت استحسانهم.

التواصل رئيس اللجنة الإعلاميّة:

زياد شليوط 5663268-050


الكتاب الصَّوتي: عوالم تحت الأرض / وهيب نديم وهبة



في هذا التَّوقيت... وما يحدث تحت الأرض من  الكوارث الأرضيَّة  والزَّلازل والبراكين... وما يحدث فوق الأرض... 

الحروب والقتل والعنف... تعود قصَّتي (عوالم تحت الأرض) الكتاب المسموع (الخيال العلمي) وتنتشر في العديد من الفيديوهات المختلفة لصورة الغلاف وتطفو ثانية وثالثة على سطح كرتنا الأرضيَّة.

يعود الفضل لهذا الانتشار الواسع لمكتبة المنارة العالميَّة بالصَّوت الرَّخيم: عبير شاهين خطيب.

_ _ _

الكلمة التالية ما كتبت الكاتبة: شهربان معدّي – عن عوالم تحت الأرض:

الكرمل؛ أرض الحكاية الخالدة التي احتضنت عشرات الحضارات وما زالت سامقة، خضراء، عصّية على نوائب الدهر...

حديقة الله، أو كرمة الله، كما ذُكرت في التوراة والعهد القديم، باللغة السريانية والأرامية، قطعة من الجنة سقطت من السّماء، سويسرا الصّغيرة، كما يسميها البعض، اختارها النبي أيليا، ليواجه أنبياء بعل وعشتروت، وانتصر عليهم، فانتصر الخير على الشرّ، وارتفع الكرمل، بهذا الإنتصار، إلى الأعالي حيث تهب الريح، وحيث تصافحك يد السماء  وتلفحك روح الأنبياء..

وليس عبثًا اختارها الأستاذ الشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة، لتكون أرض الحكاية، فالكرمل مسقط رأسه، ملعب طفولته ومرتع صباه.

الإنسان بطبيعته؛ فضوليّ، ومُحبًّا للإستطلاع، غزا الفضاء الخارجيّ، وجاب أرجاء البسيطة، نقب جوف الأرض، وغاص في أعماق المُحيطات، بذل قُصارى جهده ليكتشف كلّ شبر وفتر على أديم كُرتنا الزّرقاء الباذخة الجمال، لكي يضع يده على كنوزها الخفية والظاهرة منها للعين المُجرّدة، ولم يعبأ بتشويه ملامحها السّاحرة، أو تلويث مياهها الصافية، وتسميم هواءها النقي، كان هدفه الأول والأخير، استغلال مواردها الطبيعيّة.


ولكن في ذلك الصباح الباكر، حيث تدور أحداث بطل قصتنا – الراوي – الذي رزم أغراضه الشخصية، الحبل والطوق وآلة الحفر الصّغيرة، جهاز الإتصال، وصندوق الأدوية، ولبس بدلته الخفيفة التي تليق بهذه المُغامرة، وشد الرحال، لعالم المغامرات والعوالم الخفيّة، ليأخذنا معه عبر سرديته الرائعة، ومن خلال لغته الشعرية، الحالمة، لعوالم خفية تحت الأرض، ولكنها ليست ككل أرض، أنها أرض الكرمل الأخضر...


الرابط للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=d8cwcEE8irE&t=54s

عوالم تحت الأرض / قِصَّة للشَّبيبة / الخيال العِلميّ / الرّسومات: إيمان كنعان / الإصدار: سهيل عيساوي 2021.

 


المحامي جورج ابو انطون يعلن عن جائزة باسم والده الشاعر جورج ابو انطون بالاشتراك مع جمعية انماء الشعر والتراث برئاسة الدكتورة بهية ابو حمد



وفي الختام،
نعلنُ باسم العائلة، وباسم جمعية إنماء الشعر والتراث في سيدني استراليا بشخص الدكتورة بهيّة أبو حمد، وبالتعاون والتنسيق اللاحق مع النقابة ووزارة الثقافة، عن إطلاق جائزة جورج أبو أنطون الزجلية لتشجيع المواهب الشابة.

أبو عيسى: للكشف على الأبنية المتصدعة حفاظًا على السلامة العامة



أشار رئيس مركز فِكر المحامي شادي خليل أبو عيسى في حوار معه إلى ضرورة ابلاغ البلدية التي يقع ضمن نطاقها المبنى المتصدع أو عند وجود تشققات ظاهرة في المنازل والمباني من أجل الكشف عليها حفاظاً على سلامة المواطنين، خاصة بعد العاصفة التي ضربت لبنان والهزة الأرضية التي أصابته، في ظل غياب الرقابة المتواصلة من قبل الجهات المعنية. وأضاف أبو عيسى: في هذه الظروف الصعبة يبرز دور البلديات ومصلحة الهندسة فيها إضافة إلى الادارات الرسمية التي يقتضي أن تتحرك من أجل حفظ الاستقرار الاجتماعي السكني…حفظ الله لبنان والمواطنين 


قراءة في كتاب "أحلام فوق الغيم." للكاتب زياد جيوشي



بقلم: صباح بشير ـ


   النّقد الأدبيّ هو عملية تحليل الأعمال الأدبيّة وتقييمها، يرتكز على النّظريّات الأدبيّة التي تطرق أبواب النّصوص، لتفسيرها وتحليلها ومناقشة عيوبها وثغراتها، وبيان ما جاء فيها من مواطن الجمال، وذلك من خلال ذوق الناقد ورؤيّته الفكريّة والجماليّة، فالأدب يحتاج إلى النّقد، والنّقد يستقي دوره من الأدب، فلا يزدهر أحدهما بمعزل عن الآخر. 


   نتحدّث اليوم عن كتاب "أحلام فوق الغيم" للكاتب زياد جيوسي، الصّادر عن جفرا ناشرون وموزعون، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنيّة، وهو مجموعة من القراءات النّقديّة لبعض الأعمال الأدبية؛ لكتّاب وشعراء من الوطن العربيّ. 

   يتألف هذا الكتاب من مئتين وخمس وستين صفحة، ومن أربع وخمسين قراءة نقدية مختلفة، نشرت في السّنوات الأخيرة، مضافا إليها مقالة بعنوان: "المرأة في الرّواية العربيّة".  

   


الكتاب جدير بالقراءة، فهو يقرّب القارئ من موضوع النصّ دون فذلكة لغويّة تضيّع عليه متعة القراءة، وتقصيه بعيدا عن جوهر المقال النّقديّ، خطّه المؤلّف بعين النّقد التي تجعل من نظرة الناقد موازية للغة الكاتب، واضعا تصوراته النّقديّة، مقتربا من أسلوب الشاعر أو الكاتب وطريقة سرده ولغته، ومدى التزامه بالمعايير الأدبيّة السليمة، محاولا التأويل والتفسير بذوقه المصقول وفهمه العميق، وما يتمتّع به من دراية وثقافة. 

   قُسّم هذا الكتاب إلى ثلاث باقات، تحمل كلّ باقة منها بعض النّصوص والأعمال الأدبية؛ لكتّاب وروائيين وشعراء، وتحتوي على بعض القراءات والآراء، التي تظهر بوضوح موهبة النّاقد وسعة اطّلاعه ومهاراته، في سبر أغوار النّصوص المنقودة وتحليلها والكشف عن دلالاتها، وذلك لفتح المجال للمتلقّي التّواصل معها وتذوّقها واكتشاف جوانب الإبداع فيها. 

   "مرافئ الرواية" هي الباقة الأولى، يتناول هذا القسم عددا من الروايات لبعض الأدباء، منهم: أحلام بشارات، أسماء ناصر أبو عياش، تفاحة بطارسة، سليم دبور، رشا سلامة، عامر طهبوب، قمر عبد الرحمن، ميسون أسدي، وغيرهم. 

   أمّا القسم الثاني "مرفأ السرد" فيتناول فيه قراءات حول بعض الكتابات النثريّة لبعض الكتّاب، أذكر منهم: الكاتبة عدلة شداد خشيبون، ثريا وقّاص، دعاء زعبي، فايز محمود وغيرهم. 

   أمّا القسم الثالث فهو "مرفأُ الشعر" الذي يحلّق فيه بذائقته الأدبيّة والجماليّة، فيسلط الضوء على الصور الحديثة في الشعر العربيّ، وغيرها من مجازات وبلاغة وصور فنيّة، ويقدّم ملاحظاته بلباقة ورصانة.  نال نصيبه من هذه القراءة: رفعة يونس، أحمد أيوب، تفاحة سابا، أميمة يوسف، والشاعر عاطف القيسي وغيرهم. 

   إذن فهذا العمل هو حصيلة جهد ومثابرة لسنوات، انخرط فيها الجيوسي في الساحة الثقافية العربية؛ ليمتاز بالانتقاء والوقوف على مواطن الجمال والدّقة، والتّحديد لكلّ ما قرأ، ابتعد عن التحليل المفرط الذي يأخذ النصّ بتأويلاته بعيدا خارج المعنى، فبرزت قدرته واضحة على الغوص في جوهر الكلمة، وفهم النّصوص الشّعريّة والنّثريّة على حد سواء. 

   تقوم القراءات على محاور عدّة، بدءا من الغلاف والعنوان، الراوي، الشّخوص، وحتى الوصول إلى كافة العناصر الّلغويّة والبصريّة في النصّ أيا كان نوعه شعرا أو نثرا، فيبدأ الحديث في كلّ قراءة من قراءاته عن العتبات النصيّة لكلّ الأعمال التي طرحها للنقاش، لم يقللّ من قيمة أيّ عمل، طرح الأسئلة الضّرورية، التي تثير التّفكير وتجذب انتباه القارئ، وتقوده إلى البحث عن النصّ لقراءته، وبعد نظرة شموليةّ تكامليّة، وموازنة عميقة بين المحتوى والشّكل والمضمون الفنيّ والأدبيّ، يصدر أحكامه بشفافيّة، آخذا في الحسبان ظروف العمل وقت كتابته وإصداره، وظروف مبدع النصّ، وكشف العوامل النفسية التي اشتركت في تكوين عمله، فيعلّلّ ويفسّر أراءه بحياديّة تامّة، دون أن يخضعها للعاطفة أو الميول الشخصيّة، مستثمرا خبرته وثقافته، مسترشدا بالعناصر الفاعلة داخل النصّ، موضّحا الجوانب النّقديّة، مستفيضا حينا وموجزا حينا آخر.  

   نجده في بعض الصّفحات أكثر ميلا إلى التّفكير النّاقد، من خلال التّدليل المنطقيّ والحجّة والاستنباط والاستقراء، ونجده في صفحات أخرى يتطرق إلى العاطفة؛ ليحرّك مشاعر القارئ، فهو يعلم جيدا أنّ النصّ الجامد يبعث في النّفس الملل، لا يحرّك المشاعر ولا يترك أثرا في النّفس، لذا فقد اختار من بعض النّصوص ما يلامس القلوب ويستهـوي الأفئدة، فلا يخاطب عقل المتلقّي فقط، وإنما يخاطب عاطفته؛ ليدفع به للتّفاعل أكثر مع ما كتب، لم يكتف بالشّرح والتّفسير والحكم على مكامن الأعمال، والتعرّف على أوجه القوّة أو الضّعف فيها، بل بثّ المشاعر، تلك التي تداخلت في قراءاته بجمال خاص، عبر سطور حيّة تفيض بالحركة والمعنى.  

   في مقاله عن ديوان "مرافئ الغيم" (ص221) للشاعرة رفعة يونس يقول: إن الأحلام في النّصوص الشّعرية ليست مجرّد خيال كاتب أو شاعر، بل هي افكار ذات أبعاد فنيّة وفكريّة، إذ يأخذ الحلم فضاءات أخرى حين تتحدّث الشّاعرة عن الرّاحلين من الأحبّة. "يرحلون ويتركون لنا غيمات الشّوق، ومرايا الحلم الأخضر في صفحات العيون". 

   عن ديوان الشّاعرة تفاحة سابا (ص198) يقول: أجمل الشّعر الذي يثير في الرّوح الدّهشة، فكيف حين تكون هناك ألف دهشة، في ديوان حفل بالتمرّد وتمرّد الّلحظة. وعن خلاخيل للكاتبة دعاء زعبي (ص١٠٥) قال: أرادت الكاتبة أن تسمع صوت خلاخيلها الكنعانيّة بعد طول صمت. 

   في مقاله عن رواية "تماثيل كريستاليّة" للكاتبة رشا سلامة (ص22) يقول: رغم تألّقها في روايتها، إلا أنها تمتلك نظرة تشاؤميّة، فقد صوّرت الواقع تصويرا سوداويّا مطلقا، كما غلبت القتامة على سطورها. أشار إلى الألم الذي يجول في روحها رغم أنها في ريعان الشّباب، وانتقد طريقة إنهائها للرّواية بعبارة "ليل ما فتئ يسلّمه لليل.. بلا كلل". 

   في مقالته عن رواية "أيام في بابا عمرو" (ص38) للكاتب السّوري عبد الله المكسور يقول: تمتاز هذه الرّواية بقوة الحبكة وقلة الثّغرات فيها، تعتمد أسلوب استدراك الذّاكرة، من الشّوق في الاغتراب عن الوطن، إلى الأمكنة والمدن، وطرح العديد من الأسئلة التي حضرت بقوة، فمثلا: "هناك من ينتظرُك دوما في الأوطان، ليسألك عن سبب عودِتك، لا عن سبب غيابِك الطّويل! لماذا توقفنا أوطاننا على أبوابها، وكأننا متّهمون حينما نعود إليها؟. 

   في مقاله نبضات روح مع نبضات ضمير (ص113) يتحدّث عن نصوص الكاتبة عدلة شدّاد خشيبون، التي تكتب بطريقتها الملهمة، وتجسّد الحبّ وتصرخ للوطن، وتبكيه بلغة جميلة، فيقول: لا تملّ الكاتبة من البحث عن الضّمير الإنسانيّ، لاقتناعها الشّديد أن الضّمير لا يكفّ عن طرق القلوب، لعلّ الغمامة تزول، ويعود البشر إلى ضمائرهم، فالضّمير هو بداية الوعي والطّريق إلى الحريّة، وهو الفكرة والوطن الذي تصبو إليه كل نفس. 

   في دوائر الكاتبة المغربيّة ثريا وقّاص (ص100) يستشعر التّشاؤم المغرق في السّوداويّة، وحجم التّخبّط والتّناقضِ بينَ نصٍّ وآخر، فيقول: تدّل عباراتها على الخوف الذي يسود روحها، إذ نجد الحبّ محلّقا في نصوصها مرّة، وعابر سبيل مرّة أخرى، حيّرتني هذه المفاهيم المتناقضة، فهل هي انعكاس لتجربة تركت أثرها، أم هي رغبة بالحبّ، يسودها الخوف الذي يكبح المشاعر؟ 

   ونجده يلاحظُ الحزن، الذي رافق الكاتبة الأردنيّة ميرنا حتقوة حين خطّت شذراتها في نصوص: "رحلة في قلب السّكر"(ص162)، التي تنقّلت ببعض منها بين البوح على لسانها كأنثى، وبين البوح في بعضها الآخر على لسان ذكر، وكأنّها تتقمّص شخصيّة الآخر الذي تكتب له، فيتساءل: هل ستذوب حروفها كحبّة سكّر؛ لتعبّر عن روحها؟ بعد أن تغلّبت عليها مشاعر وأحاسيس مختلفة، كالعتاب ومخاطبة الذّات، والحزن الذي لم يفارقها في محاولة لقهر الألم عبر الكتابة، حيث تقول: "ما لون حزنك سيدتي؟ وفي نص آخر تقول: ساذجة من تعتقد أنها ستكون الأخيرة، في حياة رجل يعشق الشّعر والكتابة، ثمّ تتساءل: أيّهما أشدّ صدقا؟ ورقة مكتوبة بيد امرأة عاشقة، أم ورقة بيدِ رجل عابث؟ وفي نصّ "حبة السكّر" تقول: جرحتني حبة سكّر. فيكتب الجيوسي: هل كان الكتاب بأكمله نزيفا ووجعا من حبّة السّكّر رغم حلاوتها؟ يتكرر هذا الإحساس بالجرح في نصوصها، فنرى الوجع والمعاناة تتجلّى واضحة بنماذج مختلفة. 

   في مقالة عن ديوان "نافلة الحلم" للشاعرة التونسية جودة بلغيث (ص195)، يكتب عن فكرة الرّحيل والموت الحاضرة بقوة في هذا الديوان، فيقول: الموت حلم أنيق، تحلم به الشّاعرة، وترى أنّ الحياة تكون به وفيّة، فهل وصلت الشّاعرة إلى مرحلة الرّفض للحياة، ليصير الموت هو الحلم؟ أم أنها وصلت إلى مرحلة من التصوّف والانسلاخ عن الحياة الدنيويّة؟  

   وعند الوصول إلى المقالة المعنونة "المرأة في الرّوايّة العربيّة" (ص92)، يناقش صورة المرأة في الرّوايّة العربيِة، التي لا تزال تحاكي ثقافتنا الشعبية، فكتب: نحن غالبا أمام صورة مستهلكة ونمطيّة للمرأة العربيّة، فهي عادة ما تقدّم على أنها مقهورة، سلبيّة ومقموعة، وخاضعة للهيمنة الذّكوريّة. يتراوح هذا القمع بين العادات والتّقاليد وظروف المجتمع، وتعامله مع المرأة، التي لم تخرج حتى الآن عن تلك الصّورة، إلا في حالات محدّدة، ولعلّ الرّوايّة العربيّة الحديثة، لعبت دورا في إظهار المرأة العربيّة في صورة مغايرة، فغدت مناضلة وشريكة للرّجل في تحمّل المسؤوليّة، فهل ينعكس هذا التغيير بالنّظرة إلى المرأة في الأعمال الأدبيّة المعاصرة؟ وهل سيترك أثره على المجتمع، أم سيبقى حروفا مرسومة بالحبر؟ 

   أخيرا.. فقد بُذِل جهد واضح في هذه القراءات، والساحة الثقافية اليوم في ظل انتشار وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وظهور الآلاف من المدوّنين والكتّاب والشعراء، أحوج ما تكون إلى من يمحّص الغثّ من السمين، يقلَّبه ويدرسه بعناية، لتقويمه فنيّا وموضوعيّا، وذلك للنهوض بالأدب، وتوجيهه نحو الكمال. 

   هذه نبذة مختصرة عن هذا الكتاب، أما الحديث عن الأستاذ زياد لا يفيه حقّه، فأسلوبه الكتابيّ يتّصف بالموضوعيّة والسّلاسة، وهو صاحب مسيرة تحفل بالعطاء، فضلا عن متابعته للمشهد الإبداعيّ العربيّ، وقراءاته التحليليةّ لفكّ ألغاز النّصوص الأدبيّة المختلفة، تلك التي يحلّلها كبنيّة دلاليّة ورمزيّة، يبحث في أبعادها وتفاعلاتها مع بنيتها الثقافيّة؛ ليحرّرها بذلك من جمود الدّراسات الكلاسيكيّة. 

      نبارك للأستاذ زياد جيوسي هذا الإصدار، ونتمنى له الصّحة والعافية، والمزيد من التألّق والعطاء. 

مهرجان شعري فني كبير في مدينة الطيبة يشاركُ فيه الشاعر الدكتور حاتم جوعيه

  






             بمبادرة من إتحاد الأدباء الفلسطينيين  القطري والدكتور أسامة مصاروة نائب رئيس الإتحاد ومنتدى المثلث الثقافي أقيم  مساء يوم السبت ( 2 /2 / 2023 ) مهرجان شعري فني كبير شاركَ فيه نخبة من الشعراء والأدباء الفلسطينيين  المحليين  وحضرة  جمهور غفير من مختلف  أنحاء البلاد. 

   إفتتحَ المهرجان  الأستاذ محمد صادق وألقى كلمة باسم المنتدى الثقافي. وألقى بعده السيد مالك عازم نائب ريس البلدية  كلمة باسم البلدية  رحب فيها بالضيوف والشعراء والأدباء المشاركين في هذا المهرجان .

  وتحدث أيضا الأستاذ محمد هيبي الأمين العام لإتحاد الأدباء القطري  والدكتور والأديب محمد حبيب الله عن نشاطات  وفعاليات الاتحاد القطري  ورحبوا بالحضور والمشاركين في هذا المهرجان. وبعدها جاء دور الشعر

 والكلمة الجميلة.. والشعراء الذين شاركوا في هذا المهرجان :

        الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه   والشاعر الدكتور إسامة مصاروه والشاعر يحيى عطا الله والشاعر إلياس ريناوي والشاعرة  رائدة  زرعيني والشاعر الأستاذ علي هيبي والشاعر فتح الله سرطاوي  والشاعر مصطفى أمارة  .

  وتخللت القراءات الشعرية عروض فنية رائعة قدمها كلٌّ من :

طلاب مدرسة الشافعي الإبتدائية وطلاب مدرسة الخوارزمي الإبتدائية وطلاب مدرسة ابن رشد  الابتدائية - الطيبة - وبأشراف ومشاركة  الفنانة القديرة المربية حنين مصاروة .

  وقدم الفنان وعازف الجيتار رأفت الحاج يحيى  بعض الأغاني بصوته .

  وفي نهاية الإحتفال وُزّعت الشهادات التقديرية والدروع على المشاركين في هذا المهرجان .


زمن الذئاب جديد جورج عازار

 


صدرت قبل أيام المجموعة القصصية الثانية لي وهي بعنوان "زمن الذئاب" وهي مجموعة تتكون من ثماني عشرة قصة قصيرة

 تدور في عالم الطفولة والشباب والمجتمع في مدينة القامشلي في سورية، كما تتحدث عن القضايا الإنسانية وعلاقات الحب، كما تغوص في عوالم حميميات الأسرة المختلفة.

الكتاب من القطع المتوسط ويشتمل على 170 صفحة صدر عن دار نشر الاديب صبري يوسف والذي قام بالتقديم له أيضا، كما قامت الأديبة والناقدة الجزائرية نوميديا جروفي بتسليط الضوء فيه على القصص التي ضمتها المجموعة.

صورة الغلاف والصور الداخلية من لوحات الفنان التشكيلي يعقوب اسحق، وأما تصميم الغلاف فهو من تصميم الكاتب.

القاص السوري جورج عازار ستوكهولم -السويد

يمكن تحميل مجموعتي القصصية هذه وكذلك مجموعتي القصصية الاولى والتي هي بعنوان من عبق الماضي من صفحة جوجل بلاي 

https://play.google.com/store/search?q=george%20azar&c=books 


قراءة في إبداع الفنان التشكيلي يعقوب اسحق






كتب جورج عازار  السويد - ستوكهولم 

يرسم الفنان التشكيلي الأستاذ يعقوب اسحق لوحاته بألوانِ الرُّوح يغمس فيها ريشته المُضُمَّخة بأريج الخيال يبعثر الذِّكرى طوراً بغضب الفنان الذي لا يرضيه غير الكمال وطوراً يعانقها بحميمية العاشق الذي يحنو على تفاصيل المكان والزمان.

ولأن الطبيعة هي الأم الحانية التي ترعانا، وحتى وإن متنا تبقى ملازمة لنا تضمُنا بحبٍ داخلها، لذلك فهو يقدم لها كل فروض الاحترام يعشق حالتها وتحولاتها فهو عاشق حقيقي لها بامتياز.

يعشق انفعالاتها ويكنُّ لها كل الاحترام، فيهيم عشقاً في أعاصيرها وفي جنونها وفي سكونها وفي هداة أشجارها وشموخ جبالها ووهادها.

كأنه مصورٌ فوتوغرافيٌ أنيقُ يستهويه نقل الحدث والصورة يسافر إلى البحر فيختطف منه سحر لوحاته في غفلة أمواجه،

فإن استدار البحر نحوه وأمسكه بالجرم المشهود متلصصاً وماتزال ريشته مضرجةً بزرقة الموج، حينها يرغي اليمُّ مزبداً ويثور فيغتنم الفنان تلك الثورة فتلتقط ريشته هياج البحر ببراعة المحترف الذي لا يثنيه عن غايته سخطٌ او إمتعاض فيواصل إعمال ريشته بغير هُدىً في ابتداع حالاتٍ مختلفةٍ في جسد الطبيعة. 

يُضحِكُها حيناً بألوانه كأنه يروي لها أحدث النُّكات فتاتي لوحاته راقصةً مبهجةً تضج فرحاً بأزهى الأشكال، وحيناً يرسم ببراعة حزنها وقد عرَّاها خريف الزمان أو يجعلها ترتجف من برودة الشتاءات القاسية أو يصوِّر لنا شجيرات متناثرة نالت من خضرة أثوابها زعرنة الخريف الأهوج.

ويعود ليفرحنا بعودة الحياة إلى شرايين الطبيعة الظمأى فيختط لون الخضرة مثل بساطٍ على مدِّ النظر يفوح منها بوح شقائق النعمان ووشوشات الياسمين وهمسات الورد الجوري حين يستفيق مع ساعات الفجر النَّدي.

 لا يُعمِّدُ الفنان يعقوب اسحق ريشته بجرن الألوان المقدس إلا حينما يدرك اكتمال الحلم وبلوغ الفكرة الوليدة سنَّ النضج، كي تصبح موضوعاً على صفحة الخام البتول، فالمزاوجة بين اللون وخامة الكتان تستلزم طقوساً متميزةً وشعائر معينة لا بد من إنجازها كي ترى النور لوحة ساحرة خلابة تنعش الروح وتدفع الخيال إلى سفر بعيد في متاهات تنساب مع كل إمعانٍ في تفاصيل الحكاية. 

ففي عمق لوحاته نرى نحن ذواتنا فيها عندما نصعد على ظهر مركب تتقاذفه بلا رحمةٍ أعاصير هوجاء فيدركنا الرعب ونختار أن نعود مجدداً إلى اليابسة، نسير في تلك السهول الغنَّاء المفروشة بقطرات النَّدى في بداية صباحٍ ربيعي، وحالما نعبر وسط غابة الأشجار المتعانقة تحاول طيور عديدة أن تُلفت نظرنا بزقزقةٍ أو تغريدات ممتعةٍ فتضفي على المشهد تأثيرات ساحرة خلَّابة.  

 الفنان التشكيلي يعقوب اسحق رسَّام عاشق لألوانه يبث فيها أحاسيسه وخيالاته يغازلها بلمسات الحب، فتزهر فرحا كزهراتٍ بريّةٍ في أقاصي الوديان فتتلوى بمتعةٍ مثل راقصة تانجو بين ذراعي الرفيق على خشبة مسرحٍ، تموج بحميميات الروح تارةً وتضج بالنشوة والمتعة تارةً أُخرى.

لا تحتاج أن تختبر سحر الطبيعة وجنونها، يكفي أن تبحر بناظريك في فضاءات لوحاته المعجونة بالفتنة والممتدة على جبين الجمال حتى تأخذك في تأملاتٍ عميقةٍ، ترحل بك إلى عوالم من عبقٍ يفوح بأريج الزَّهرات البرية ورائحة العشب الندية وتمايل شجيرات السرو والحور ووشوشات الطيور في سماءٍ سكبت بقصائد من عشقٍ وزُيّنت بمصابيحٍ من رجع صدى رونق الحسن والبهاء.

الفنان التشكيلي يعقوب اسحق مُتيَّمٌ بالطبيعة، سحرته في زمنٍ من الأزمان جنيةٌ هاربة من تفاصيل عالم الدهشة الآسر والخلاب، فانصاع راضياً لأوامر الخيال يتحفنا باياتٍ من الجمال، يُشَكِّلُها بكلِّ مهارةٍ وبتمكُّنِ العارف لما يريد، يبدع بأسلوبٍ جذابٍ يصوِّرُ لنا قطرات المطر وندف الثلج وزمجرة الرياح وغضب البحر وانصياع الموج إلى أوامر الخُلجان.

جاء هذا الفنان من زمن النَّقاء، من رحم الأرض المعطاءة، من صفاء سماء الضيعة المزركشة بالريحان والورد والعوسج والمسقيةٍ حُباً وعشقاً وخيالاً، والمعجونة بشذى الزنبق والياسمين وقطرات المطر العذبة على مشارف نيسان.

هناك حيث تمرح من غير خوفٍ حملان وخرفان وجديان، وحيث تغرِّد العصافير وترنم الحساسين والبلابل وطيور الوروار بعيداً عن عيون وبنادق ومَكرالصَياد. 

يعقوب اسحق ليس مجرد فنان يرسم، فهو شاعر عبر ريشة الإبداع، وهو روائي يتحدث إلينا بوحيٍ من حكايا الطبيعة الساحرة، وهو قبل هذا وذاك الفنان الإنسان الذي يقدِّسُ الجمال، ويغوص في محرابه متعبداً وشاكراً لله على نعمة الخلق في هذا الإعجاز المتمثل في كل تلك البدائع المتجسِّدة حولنا من ألقٍ ورقيٍ وجمال.

ريشة جميلة وطبيعة يتمثل له جمالها مثل عري إمراةٍ فاتنةٍ يَهمُّ برسمها أو يشكِّل ملامحَها نحاتٌ يعشق تفاصيلها وينتشي بملامحها فيذوب في سِّحرها ويتوه في دوّامات النشوة القصوى.

الفنان التشكيلي يعقوب اسحق عطاءُ عشرات السنين من فنٍ وإبداعٍ، يترك في كل لوحةٍ من لوحاته نفحةً من رُوحه، وشذىً من خياله، تداعب أنفاسه خطوط الألوان فتمتزج في خليطٍ من روحٍ وحياةٍ وخيالٍ، فهو يعيش في خلاياها، ويعيش بين ثناياها، ويغوص مثل أسماك البحر في طيَّاتها، يتنفس هوائَها في الدَّاخل ولكنَّه أبداً لا يغرق، أبداً لا يتوه، وأبداً لا يخطئ في التضاريس واستكشاف بوصلة البَحرِ والأرضِ وفضاءات السَّماء.

لقاءُ نوادٍ نسائيّةٍ في عَبَلّين الجليليّة!





كتبت آمال عوّاد رضوان ـ

ضمن مشروع سلسلة لقاءات النّوادي النّسائيّة وتبادل الزّيارات، قام النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ عَبَلّين بتاريخ 2.2.2023، باستضافة نادي القدّيس بتريكيوس – الجديدة/ الجليل،  بإشراف السّيّدة إيلزا منصور، ونادي حاملات الطيب – المكر/ الجليل، بإشراف السّيّدة هيلانة بولس، في مقرّه في وقف الرّوم الأرثوذكسيّ عَبَلّين، ومن نادي الكنعانيّات للإبداع الأديبة الكنعانيّة هيام مصطفى قبلان، والكنعانيّة الرّوائيّة فاطمة يوسف ذياب، حلّتا ضيفتَيْ شرف على هذا اللقاء. 

قدّمت السّيّدة ميلادة شحادة كلمة ترحيب جميلة بالضيوف جاء فيها:

ضيفاتنا عضوات النّوادي النّسائية؛ المكر، الجديدة، وضيفتا الشرف من نادي الكنعانيّات للإبداع هيام قبلان من عسفيا الكرمل، وفاطمة ذياب من طمرة الجليليّة، أهلًا وسهلًا بكنّ وبكلّ الحضور.. الله يصبحكنّ ويربّحكنّ بخيرات السّماء والأرض، وأطال الله في أعماركنّ وعطائكنّ.

باسمي وباسم أخواتي عضوات النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ عبلين، وعلى رأسهن الشاعرة الأديبة آمال عوّاد رضوان - المسؤولة والمنظّمة لجميع الفعاليّات والنّشاطات النّاجحة في النّادي وخارجه، لنا الشّرف الكبير باستضافتكنّ في هذا اليوم الماطر البهيج، في نادينا المتواضع، نرحّب بكنّ أجمل ترحيب، وقد حللتنّ أهلًا ووطئتنّ سهلًا، ونطلب من الله عزّ وجلّ، أن يكون هذا اللقاءُ الأخويُّ ناجحًا ومُثمرًا بكلّ ما في الكلمة من معنى، فأهلًا وسهلًا بكنّ في بلدتنا العامرة عبلّين الجليليّة الحبيبة.

وتحدّثت آمال عوّاد رضوان مسؤولة النّادي النسائي الأرثوذكسيّ – عَبَلّين الجليليّة في قضاء عكّا، عن نشاطات النّادي وما  يشهدُه من  حَراكٍ لافتٍ، ثقافيًّا واجتماعيًّا وتراثيًّا وسياحيًّا وفنّيًّا، وبكامل مسؤوليّةِ عضواته، نجحَ  في مُستهلّ عام 2022 بإحياء بازاره الأوّل في مقرّهِ (وقف الرّوم الأرثوذكس - عبلين)، فقامت العضوات بصنع المعجّنات والحلويّات التّراثيّة، وقمن بفعاليّات مشتركة مع طلاب مدرسة مار إلياس الثانويّة في عبلّين على مدار أربعة شهور، وأيضًا قمنَ بفعاليّات عَبَلّين في القلب (طشّة ونتشة)، إضافةً إلى لقاءاتهِ الأسبوعيّة، وبرامجه التّرفيهيّة والموسيقيّة الفعّالة، والرّياضة والمحاضرات، وزيارة المرضى وكبار السّنّ، ومواساة المحزونين وجبر الخواطر.

كما قام بلقاءَيْن في مسرح عكّا مع المخرج خالد أبو علي والإعلامي زهير بهلول في لقاء المسؤولة الأديبة آمال عوّاد رضوان، وحضور مسرحيّة من إخراج هشام سليمان، وحضور العمل الكروانيّ الفنّي الموسيقيّ "وديع الصافي الأسطورة" لجوقة الكروان العَبَلّينية في قاعة الياجور- حيفا، إضافة إلى رحلات في ربوع البلاد: عكا، طبريّا، كفرناحوم، عيلبون، الجولان، بانياس، حرشات تل، نهر الأردن، أريحا، القدس، وقضاء بيت لحم، وأنهى العام 2022 بالرّحلة السّنويّة إلى اليونان لمدّة عشرة أيّام، وأيضًا قام بمبادرة زيارة النّوادي النّسائيّة في القدس، المكر، الجديدة، كفرياسيف، عكا، شفاعمرو. 

وتحدّثت عن مكانة المرأة وأهمّيّة تمكين أدوارها في الحياة، وتعزيز ثقتها بنفسها وتحدّيها، وتنمية مهاراتها الإبداعيّة، ولأنّنا نفتخر  بالمرأة، نؤمن أنّ المجتمع يرقى بها، فهي أرضٌ خصبة بالخيرات والثمار، من خلال شراكتها وتأثير أدوارها البنّاءة الفعّالة، والتّي تساهم في بناء ذاتها والعائلة، وبناء المجتمع الواحد مُتعدّد الطوائف والأطياف.

ولأنّ الله محبّة وجَمال، فللمبادرات واللّقاءات النّسويّة أهمّيّة كبرى في لمّ شمل القلوب وشحن النفوس بطاقات إيجابيّة، تُساهم في في تقليص الفجوات، وتعمل على توطيد التّواصل الاجتماعيّ والإنسانيّ والجماهيريّ، وعلى ترسيخ أواصر المحبّة والعطاء والتّسامح والاحترام، وتعزيز علاقات التّعاون والصّداقة والانتماء. 

كما تحدّثت عن أهمّيّة النّقاشات والاستفادة منها، وتبنّي الآراء البنّاءة المناسبة، بهدف تشجيع هذه النوادي في الاستمراريّة، وتعزيز تبادل الخبرات، وتعميق العلاقات الاجتماعيّة، والرّوحيّة، والتّراثيّة، والثقافيّة، والوطنيّة، خاصّة في ظلّ ظروفنا وأوقاتنا المضطربة التّي نمرّ بها في الفترة الأخيرة.

وقد تعطّرت أجواء النّادي النسائيّ الأرثوذكسيّ عَبَلّين بعبق المحبّة والتّآخي بجميع الحضور، فتقاسمنَ على مائدة المحبّة الغداء من مأكولات وحلويّات تراثيّة وقهوة عربيّة، من صنع سيّدات النّادي.

أمّا الأديبات هيام قبلان وفاطمة ذياب، فقد تحدّثتا عن مسيرتهما كنساء من أجل تحقيق الذّات، وعن نضالهما في شقّ طريقهما في مجال الدّراسة والعمل والكتابة، وعن منجزهما الإبداعيّ، وتحدثّت هيام قبلان عن كتابها القصصيّ الأخير الجديد (بعد أن كبر الموج)، وتمّ توقيعه وتوزيعه على الضّيوف والحضور.

    وفي نهاية اللقاء شكرت السيّدة هيلانة بولس وإيلزا منصور النّادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ عبلّين للاستضافة الأخويّة البنّاءة، وقدّمتا للأديبة آمال عوّاد رضوان درع تكريم، لتبرّعها المتواصل وعطائها ونشاطها الدؤوب لخدمة النّساء والنّوادي النسائيّة، ومن ثمّ تمّ التقاط الصّور التذكاريّة.   


شباك الحرية / حكاية وطن / للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة


من منصة مكتبة المنارة العالمية إلى فضاء عالم الفيديوهات (اليوتيوب) تم رفع شباك الحرية.

 

القصة:

شباك الحرية، وحشية الحرب... قصف الطائرات وأزيز الرصاص... فوضى الرحيل والنزوح، البقاء أو الزوال والاندِثار.

كل هذا الزخم المتراكم من العنفوان في مسح قرية بكاملها من الوجود... 

قصة (شباك الحرية) إتاحة مساحةٌ من الرَّويَّةِ للمرحلةِ الإعداديَّةِ والثَّانويَّةِ، من أجلِ مشاهدةِ وحشيَّةِ الحربِ مقابلِ النُّبلِ والعطفِ الإنسانيّ... 

"ما يبقي في العالمِ – إنسانيّةُ الإنسانِ"

تم اختيار مكتبة المنارة العالمية للقارئة المتميزة، نهى الأسرج – من القاهرة، بجدارة ومقدرة ومعرفة بمكنونات الصوتيات. 

جمالية صوتها المتشابك كشبكة الصياد، كل حلقتها محكمة، لصيد السامع الكريم.


إصدار دار الهدى – كريم عز الدين عثامنة / كفر قرع – 2020. 

الترجمة للغة الإنجليزية: الشاعر والمترجم/ حسن حجازي حسن. 

لوحة الغلاف والرسومات الداخلية: منار نعيرات.