قاسم إسطنبولي مستشاراً ثقافياُ بعد نيله جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية


بعد نيل مؤسّس المسرح الوطني اللبناني الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في باريس للعام 2023، تم تعيينه مستشاراً ثقافياً في المجلس الاستشاري لمؤسسة التبادل الثقافي في بوسطن في الولايات المتحدة، وذلك لدوره البارز على الصعيد الثقافي في لبنان والمنطقة العربية وعمله على تحقيق مبدأ الفن حق للجميع في المناطق المهمشة ثقافياً . 

وتعتبر جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية واحدة من أهم الجوائز الثقافية الدولية، واختارت لجنة التحكيم إسطنبولي لمساهمته الرائدة والفريدة في إعادة تأهيل وافتتاح العديد من السينمات في لبنان، وتأسيس المهرجانات والورش التدريبية ، وتفعيل الحركة الثقافية في لبنان، وتعزيز الإنماء الثقافي المتوازي عبر فتح المساحات الثقافية المستقلة والمجانية ودوره البارز في توسيع نطاق المعرفة بالفن وتعزيز الحوار الثقافي وتنشيط الثقافة العربية ونشرها في العالم. وتأسست الجائزة عام 1998، بمبادرة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للاحتفاء بالمبدعين والمثقفين العرب .

وعلى مدار 15 عاماً قدّم إسطنبولي العديد من الأعمال المسرحية في أكثر من 23 دولة ، حيث أسّس فرقة «مسرح إسطنبولي» عام 2008 وساهم في تأسيس «جمعية تيرو للفنون» عام 2014، ومن الأعمال المسرحية التي قدّمتها فرقة مسرح إسطنبولي: «قوم يابا»، «نزهة في ميدان معركة»، «زنقة زنقة»، «تجربة الجدار»، «البيت الأسود»، «هوامش»، «الجدار»، «حكايات من الحدود»، «مدرسة الديكتاتور»، «محكمة الشعب»، «في انتظار غودو»، وشاركت الفرقة في مهرجانات محلية ودولية، ونالت جائزة أفضل عمل في مهرجان الجامعات في لبنان عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان «عشيّات طقوس» في الأردن عام 2013، وتعتبر مسرحية «تجربة الجدار» أول عمل عربي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان ألماغرو في إسبانيا عام 2011. كما حاز إسطنبولي جائزة أفضل شخصية مسرحية عربية في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح في مصر عام 2020، وجائزة الإنجاز بين الثقافات في فيينا عن مشروع شبكة الثقافة والفنون العربية عام 2021، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المنصورة المسرحي 2023 .


     https://www.youtube.com/watch?v=k5xQE4y44OM

رواية ( الشتات ) للكاتب مجدي جعفر

 


عن سلسلة الكتاب الفضي بنادي القصة بالقاهرة، صدرت رواية ( الشتات ) للكاتب مجدي جعفر، وهي الجزء الثاني من مشروع روائي طموح بدأه الكاتب برواية ( على شفا حفرة ) الصادرة أيضا عن سلسلة الكتاب الفضي بنادي القصة، وتصدر باقي الأجزاء تباعا، بصفتها متتالية روائية منفصلة – متصلة.

تتكأ رواية ( الشتات ) على التاريخ، واختار الكاتب الفترة التي تلت سقوط الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي لمصر، وترصد الرواية التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية في تلك الفترة الحرجة، ومحاولة الاحتلال المستميتة لتفريغ الشخصية المصرية من هويتها وثقافتها، وتكشف حالة الشتات التي عاشها الشعب المصري، ونضاله في سبيل نيل حريته واستقلاله.

**



نبذة عن المؤلف:

الاسم بالكامل : مجدي محمود عبدالقادر جعفر

وشهرته : مجدي جعفر

موجه رياضيات بالمعاش – عضو اتحاد الكتاب – عضو نادي القصة – عضو دار الأدباء.

صدر له :

1 – أصداء رحلة شاب  ( مجموعة قصصية ) – أصوات معاصرة 2000م

2 – أميرة البدو ( رواية ) – أصوات معاصرة 2000م

3 – أم دغش ( مجموعة قصصية ) – الهيئة العامة للكتاب 2003م

4 –الزيارة وتحولات الرؤى ( نصوص قصصية ) – سلسلة خيول – محافظة الشرقية بالتعاون مع مديرية الثقافة بالشرقية 2006م

5 – زمن نجوى وهدان ( رواية ) الهيئة العامة للكتاب 2006م

6 – على شفا حفرة ( متتالية روائية – 3 أجزاء ) سلسلة الكتاب الفضي – نادي 

القصة بالقاهرة 2011م.

7 – ليلة في حياة كاتب ( رواية ) – دار أوراق للنشر والتوزيع 2023م.

8 – الشتات ( رواية – سلسلة الكتاب الفضي – نادي القصة بالقاهرة 2023م )

9 – محمد سليم الدسوقي : سيرة وتحية ( تحرير وتقديم ) – أصوات معاصرة



عوالم تحت الأرض بالعربيّة والإنجليزيّة للشاعر الأديب: وهيب نديم وهبة



 

في هذا التَّوقيت بالذّات.. وما يحدث تحت الأرض من الكوارث الباطنيَّة والزَّلازل والبراكين.. وما يحدث فوق الأرض.. من الحروب والقتل والعنف والدّمار والحرائق.. تعود قصَّتي (عوالم تحت الأرض) بالعربيّة، مصحوبة بترجمة للّغة الإنجليزيّة للشّاعر المترجم الدّكتور: حسن حجازي حسن - جمهورية مصر العربيّة - ضمن المشروع الأدبيّ (الخيال العلميّ)، وتنتشر في فضاء عالمنا بمساهمة وإصدار الدّار العربية للنشر، لصاحبها الأديب: سهيل عيساوي – الذي نذر نفسه للتّقدّم بأدب الأطفال نحو العالمية.

تعود عوالم تحت الأرض بحلّتها الجديدة وطبعتها الأنيقة، تزيّنها رسومات الفنانة المبدعة آلاء مرتيني، متوّجة بالفكر والخيال المطلق، وسموّ المعاني بالتّماهي مع القصة وشخوصها.

تعود هذه العوالم من تحت الأرض لتطفو ثانية بالعربية وثالثة بالإنجليزيّة على سطح أرضنا، الكوكب الذي يجب أن نحافظ على سلامته.

وما من شكّ بأنّ الكتابة في الخيال العلميّ، التّرجمة، الرّسومات، التّصميم والإخراج لهذه الرائعة: عوالم تحت الأرض، فائقة الأهمّيّة وتضفي على كلّ تلك العناصر المجتمعة، تركيبة كيميائية متميّزة، أخرجت إلى النّور العوالم المظلمة – وأنقذتها من تحت الأرض.

يحدوها حبُّ المعرفة والمغامرة والاكتشاف، الرُّقيّ والتّفوّق على حضارات الشّعوب، ويدفعها حبُّ الاستطلاع لتكشف عن قدرات العقل البشري بالتّحرر من الجهل والانطلاق في عوالم المعرفة والاختراع.

حين يتحرّر الفكر من جاذبية الواقع، يسمو بالمطلق في فضاء الكون أو قد يهبط إلى أعماق الأرض.. إلى عوالم فقدت قوّة الجاذبيّة واستحالت السّيطرة عليها.

بطل قصّتنا– ينزل إلى الأعماق كي يكشف العوالم الأرضيّة، المخفيّة عن أنظارنا– لكنّها عامرة بالحياة وإقامة أوطان أخرى.

هذه القصة، وفقًا للمعايير العالميّة - تحمل مسمّى "أدب العائلة" لمحبّي العلم، المغامرة والاكتشاف.



شفاعمرو تحتفي بتوقيع رسائل "أتخلّدني نوارس دهشتك"





آمال عوّاد رضوان

    تحت رعاية جمعيّة حرّيتهم وجمعية تطوير وتنمية الموسيقى العربية، أقام منتدى عكاظ الأدبي، ونادي الكنعانيات للإبداع، وموسّسة الأفق، أمسية ثقافية حافلة بالتميز، احتفاءً بالشاعرين وهيب نديم وهبة وآمال عواد رضوان، وتوقيع كتاب رسائلهما "أتخلّدني نوارس دهشتك"، وذلك بتاريخ 17/1/2024، في قاعة مسرح الأفق في مدينة شفاعمرو الجليليّة، ووسط حضور كبير من شعراء وأدباء وأصدقاء من ذوّاقي الكلمة الراقية والنغمة النافذة.

   بحكمة ولباقة وحضور مميز تولت الكنعانية إنعام برانسي إدارة الأمسية الاحتفائية، والتي تخللتها وصلات موسيقية وغنائية عذبة، أدتها الفنانة ميري منسى وفرقتها الموسيقية، وقام الفنان المضيف عفيف شليوط مدير مؤسسة الأفق بإلقاء كلمة ترحيبية بالحضور والمنظمين والمتحدثين، وتعريفًا بمؤسسة الأفق وبرامجها الثقافية، تلاه د. عناد جابر مؤسّس ورئيس منتدى عكاظ الأدبي، مرحّبا ومؤهّلًا بالثقافة والحضور والنشاطات الثقافية لمنتدى عكاظـ.

   وحول كتاب الرسائل "أتخلّدني نوارس دهشتك"، قدمت د. روزلاند دعيم مؤسّسة ورئيسة نادي الكنعانيات للإبداع قراءة نقدية، حاورت من خلالها نصوص الرسائل، أمّا الناقدة إيمان مصاروة فقدمت دراسة مستفيضة حول لغة التراسل في رسائل الكتاب، وما امتازت به اللغة الشعرية بتحديثاتها وبلاغتها.

   في نهاية اللقاء قدّم المحتفى بهما كلمة عارمة بالشكر والعرفان للحضور والمنظمين والمتحدثين والجمعيات المشاركة في إحياء هذه الاحتفائية، ثم قامت ادارة منتدى عكاظ بتقديم درعين تكريميين للشاعرين المحتفى بهما، وتم التقاط الصور التذكارية.

جاء في كلمة المربية إنعام برانسي مايسترو الاحتفالية:

أيّها الحفل الكريم، طبتم وطاب مساؤكم بالخير والمحبّة والإبداع.. يسعدني ويشرفني بالأصالة عن نفسي، وبالنّيابة عن منتدى عكاظ، ونادي الكنعانيّات للإبداع، ومؤسسة الأفق، والنّادي النّسائيّ الأرثوذكسي عبلين، وعن راعيّتي هذا الاحتفال جمعيّة حريّتهم، وجمعيّة تطوير وتنمية الموسيقى العربيّة النّاصرة بمرافقة الفنّانة ميري منسي وفرقتها الموسيقيّة، أن أرحّب بكم جميعا، مع حفظ الأسماء والألقاب، أجمل ترحيب، وأبدأ بقول الشّاعر: بالصّبر تبلغ ما ترجوه من أملٍ/ فاصبر فلا ضيق إلّا بعده فرج            

   مرّت علينا شهور ونحن في أمسّ الحاجة إلى الصّبر، بسبب الحرب التي راح ضحيّتها الكثير من الأبرياء، الأطفال والنّساء والشّيوخ. وإلى العنف المستشري في مجتمعنا منذ سنين فإلى متى؟ إلى متى؟

    لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقدّم تعازيّ الحارة إلى ذوي القتلى والضحايا، وأن أتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى، وكلّ ما أتمنّى أن تعمّ المحبة التي نصحنا بها الشّاعر الفيلسوف جبران حين قال:

  "إذا المحبّة أومت إليكم فاتبعوها/ إذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها/ إذا المحبّة خاطبتكم فصدّقوها/ المحبّة تضمُّكم إلى قلبها كأغمار حنطة/ المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثّلج أنقياء"

   ليتنا نصبح جميعا أنقياء الفكر والقلب والروح. فبالرغم من الظروف السّيّئة التي نمرّ بها لا بدّ لنا من معين يعيننا على تخطّي هذه المرحلة، وخير معين أن نغذي الفكر بالاحتفاء بهذه الأمسيّة الثقافيّة لتوقيع كتاب "أتخلّدني نوارس دهشتك" للمبدعَيْن، وهيب نديم وهبة وآمال عوّاد رضوان، وأن نغذي الروح بالموسيقى التي قال فيها أفلاطون: 

"الموسيقى هي قانون أخلاقيّ يمنح الرّوح للكون، ويمنح أجنحة للعقل تساعد على الهروب إلى الخيال، وتمنح السّحر والبهجة للحياة"، فهيّا بنا نهرب إلى الخيال ونستمتع بسحر غناء الفنّانة القديرة المتألقة ميري منسّي، فأهلا بك يا ابنة قريتي الرّينة، أعتزّ وأفتخر أن تكوني في أمسيتنا هذه، تزيّنين لقاءنا بصوتك العذب الذي يشبه عذوبة ماء عين جكلة في قريتنا. فتفضّلي يا ميري بمرافقة فرقتك الموسيقيّة لإمتاعنا بما تجودون به. 

وللأستاذ والكاتب والممثّل والمخرج عفيف شليوط، مدير مؤسّسة الأفق للثّقافة والفنون، بصمات واضحة وأكيدة في رفع مستوى الحركة الثّقافيّة والفنّيّة في بلادنا، خاصة الفن المسرحيّ، الذي كانت له اليد الطّولى في تطويره. وقد استضافنا في قاعة مسرح الأفق وليس هذا بغريب، فهو الدّاعم دائما لكلّ حركة ثقافيّة، والسّبّاق في تقديم كلّ ما في وسعه من أجل الرّقيّ والارتقاء بمجتمعنا العربيّ نحو الأفضل، فلك جزيل الشّكر والامتنان ولتتفضل لإلقاء كلمتك.

وعن د عناد جابر: منتدانا منتدى عكاظ عقد مسبوك ومحبوك بإحكام، تناظمت فيه الجواهر تناظما جميلا، واسطته الشّاعر المبدع الدّكتور عناد جابر، الّذي لا يكلّ ولا يملّ ليظلّ منتدانا شامخا نعتز به، ومنهلا عذبا يتزاحم المبدعون لوروده. أرجو أن تبقى راعيا لمنتدانا وسندا داعما لأعضائه، وكن كالورد كما قلت في قصيدتك ذاكرة الجنين: وكن كالورد لا يرجو ثناء/ إذا ما جاد بالعطر الدّفين.           

   فتفضل يا أستاذنا وجد علينا بعطر كلماتك.

وعن د. روزلاند دعيم: "كن عظيما ليختارَكَ الحبُّ العظيم"! هكذا استهلّ النّاقد العراقيّ علوان السّلمان مقدمته، الّتي جاءت بعنوان رسائل وجدانيّة لكتاب "أتخلّدني نوارس دهشتك" للعظيمين المحبّين المحتفى بهما، وهيب نديم وهبة وآمال عوّاد رضوان، فرسائلهما أدهشت القرّاء والنّقّاد، وإذا ما نظرنا إلى عنوان الكتاب وهو عبارة عن سؤال ندهش ونتساءل ونتشوّق لمعرفة الإجابة، وهذا السؤال يثير تساؤلات كثيرة تبدأ لماذا تسأل آمال هذا السؤال؟ وكيف ستخلّد؟ ولماذا استعملت كلمة النّوارس؟ ولماذا دُهش وهيب؟ ومن الّذي بدأ هذه المراسلات الّتي تجوس في خبايا الرّوح حتّى أنّ القارئ يشعر أنّه يطير بعيدا، لهذا فإنّه يحتاج إلى ناقد يجيب عن اسئلته، ومَن لنا غير المحاضرة والنّاقدة والكاتبة ومؤسّسة ورئيسة نادي الكنعانيّات للإبداع الّتي لا يجفّ يراعها، ولا تنضب أفكارها، الدّكتورة روزلاند دعيم؟ فتفضّلي وأتحفينا بما عندك. 

وعن إيمان مصاروة: جاء في مقدمة الكتاب "إن الرّسائل وثيقة أدبيّة تعلن عن دواخل الذّات الإنسانيّة، واشتغالاتها الحالمة باعتماد

 التّكثيف والإيجاز، مع الابتعاد عن التّكلّف، والمبالغة والاستطراد بتوظيف الأساليب البّلاغيّة".

فهل هذا ما كان في رسائل أتخلّدني نوارس دهشتك؟ وهل كانت لغة الرسائل غريبة تجاوزت القوالب الجاهزة، وحلّقت لتصل إلى درجة عالية من الانزياح؟ وللحديث عن هذه التّساؤلات وعن غيرها أدعو الشّاعرة والباحثة والنّاقدة إيمان مصاروة

 لتقديم مداخلتها فلتتفضلي.

وعن وهيب نديم وهبة: للأستاذ وهيب نديم وهبة الفضل الأوّل في خروج هذا الكتاب إلى النّور، فأنت الّذي أشعلت الجذوة الأولى لتأليفه بعد إعجابك بديوان الشّاعرة آمال "سلامي لك مطرا" خاصة قصيدتها التي تحمل عنوان الكتاب فوهبتها أيّها الوهيب الرسالة الأولى ومما قلت فيها "أيّتها الفراشة آمال أنت تمنحين للإبداع قيمة ووجودا وكيانا" فردّت عليك آمال الّتي لم تخيّب آمالك "حقا تنعّمت بلذائذ أغنيتك" واستمرّ التّواصل بينكما حتّى تمخضّ عن إصدار هذا الكتاب المميّز المستحق وبكل جدارة الاحتفاء به وبمبدعَيْه.

فتفضل يا الوهيب كما نادتك آمال وجد علينا بطيب كلامك.

وعن آمال عوّاد رضوان: التّوّاصل الفعّال يحتاج إلى التّناغم والرّقيّ والذكاء والعمق والصّدق وتبادل الأدوار، وإيجاد المشترك، فالمشترك بين الشاعرين واضح فموطنهما واحد حيفا عكا يافا القدس الخليل أريحا، وتراثهما الثقافيّ واحد، وكلّ منهما مغرم بالأساطير والإشارات وهذا يتطلّب قارئا مثقفا باحثا عن سيزيف ومجنون ليلى ونرسيس والحلّاج وغيرهم.   

    وأخيرًا يا آمال أيّتها الأديبة المبدعة الشّاعرة المتمردة "أيا امرأةً تجيد طهي اللّغة" مقاديرك دقيقة تتكوّن من عمق الفكر، والتّكثيف والقدرة التّعبيريّة الخاصّة والعالية، وموروثك الثّقافيّ الواسع، وكلّ ما يحتاجه المبدع. فاطمئنّي يا عصفورة الوهيب وتأكّدي أنّ نوارس دهشته ستخلّدك. فتفضّلي يا آمال وغرّدي وأسمعينا أعذب الكلمات.

وأخيرا كلمة شكر ودعوة الى الضيافة

    هنيئا لمبدعينا ولنا هذا الاحتفاء الرائع، وأخيرا لا يسعني إلّا أن أشكر كلّ من شارك وساهم في إنجاح هذا الحفل، وأخصُ بالذكر جمعيّة حريّتهم المهتمّة بالرّفق بالحيوان وبالتّغذية النباتيّة. على دعمهم لهذا الاحتفال وجمعيّة تطوير وتنمية الموسيقى العربيّة بمرافقة الفنّانة ميري منسي وفرقتها الموسيقيّة على تبرعهم بالمشاركة، كما وأشكر الدّكتور عناد جابر وأعضاء منتدى عكاظ الّذين بادروا ونظّموا لإقامة هذا الاحتفال، ومدير مؤسسة الأفق الأستاذ عفيف شليوط على استضافتنا في هذا البيت الدافئ. 

   ومن القلب أوجه كلمة شكر، مشفوعة بالامتنان والتّقدير إلى عضوات النادي النّسائيّ الأرثوذكسي عبلين. اللّواتي جادت أكفهنّ بصنع ما لذّ وطاب من المأكولات النّباتيّة الشهيّة، فتغذيتنا اليوم شملت غذاء الفكر والعقلً الرّوح وما بقي علينا الّا تغذية الجسد فتفضلوا جميعا إلى طاولة الضيافة وألف صحة وهنا. دمتم ودامت احتفالاتنا.


سكرايب للنشر تصدر رواية "بعد الطوفان" للكاتب شريف بحيري



صدر حديثا عن دار" سكرايب" للنشر والتوزيع بالقاهرة رواية "بعد الطوفان" للكاتب شريف بحيري تنتمي الرواية لأدب ال"فانتازيا"و


تدور أحداثها فى جو تاريخي أسطوري تبدأ الأحداث من منزل الجد وحفيدته ثم ننتقل عبر التاريخ لمقابلة زرقاء

اليمامة التي تبصر على مسيرة يومين من الترحال فهل هذا قوة بصر أم قوة بصيرة وما سر أسطورة الملك عمليق والأسود السبع وقدرة العراف أنمار للتنبؤ بالمستقبل وإلى أين سينتهى الصراع بين عمليق زعيم قبيلة طسم وبين قبيلة جديس التي تعانى من الظلم وهناك صراع من نوع آخر بين الكاهن بليعال والمعلم ابن ربيعة  وما هى قصة المصري الفرعوني وما السر وراء   زيارته للمعلم ابن ربيعة

 الرواية هي الإصدار الخامس للكاتب "شريف بحيري " فقد صدر للكاتب من قبل روايات"بنات الحور" و"عروس ليبيا"و"أرنونا"و"جريمة إلا ربع"


من أجواء الرواية "

"خطف بصره توهج لهيب النار الذي يتلوى فى كل أتجاه كراقصة ترقص بدون موسيقى أو إيقاع فكر فى ما هية النار ومكوناتها فهى لهيب ملون لا يوجد حد فاصل بين ألوانها حينما يطيل التأمل والنظر إليها يزيغ بصره وتحمله على عدم الثبات وتصيبه بالاضطراب بسرعة حركتها ومفاجاتها ويصاب بالقلق فقد تنتشر فى اى مكان وتقضي على كل شئ ومع كل هذه القوى الخارقة الخفية يهزمها القليل من الماء.. فلماذا يعبدها البعض؟ كان أول أن يعبدوا الماء!. "


نمر سعدي.. حلف مجازي مع المرأة الوطن


دارين حوماني / شاعرة وناقدة من لبنان


"أنتِ لا تُكتبينَ ولا تُرسمينَ ولا تُشربينَ على عجلٍ.."- هكذا يختصر نمر سعدي (فلسطين) مجموعته الشعرية "نساء يرتّبن فوضى النهار" (وزارة الثقافة الفلسطينية، 2021) التي تتعايش مع عنوانها بشكل تام، فقد كتبها كاملة عن المرأة في فعل شعري حيّ وثنائي بمفردات الشغف والحزن على خط أفقي واحد، ومكتنز بأسباب الحياة في القصيدة. وهي المجموعة الخامسة عشرة للشاعر يغرينا فيها بقراءة منمنماته العشبية والمائية في جردة حساب تتّسع لكل من سبقوه في كتابة المرأة مستهلًا ديوانه بأبي تمام "فكأنَّني مُذ غبتَ عنَّي غائبُ"، وابن الرومي "أُعانقها والنفسُ بعدُ مشوقةٌ"، مستحضرًا صديقة ليل امرئ القيس، وحزن جلجامش الأبديّ، والمرأة السمينة التي يبحث عنها محمد الماغوط، وحصان تو فو الذي يبحث عنه سركون بولص، وصوت آنا أخماتوفا الناري، ومدام بوفاري غوستاف فلوبير، ونساء لوركا، وغزليات ريلكه. يريد سعدي أن يكمل عنهم كتابة المرأة عن كثب، قصائد تعتني بها وبرسمها بهدوء، فلا توضع في قالب مجازي متسرّع وتقليدي قد يشتغل على تذويب الشغف العميق الذي يكنّه الشاعر للمرأة بدل أن يحييه.

يبدأ نمر سعدي بتعريف نفسه بـ "الشجر" في قصيدة مطوّلة ومصفّاة مكتوبة وفق تخطيطات تفعيلية متفرّقة أو متواصلة: "شجرٌ أنا، شجرٌ قديمٌ طاعنٌ في الحبِّ أو في اليأسِ، أبحثُ في الحياةِ عن القصيدة.. أقولُ للمعنى: أنا شجر..". وفي هذا التشبيه يشير إلى الطبيعة الأنثى المتجدّدة رغم تصويره لها بالطاعنة في السنّ مثل عمارات محمّلة بذاكرة بلاده المتعبة، وبحبّه اللامتناهي، وبالحياة التي تصبّ من ناحية اليأس كيفما حاول الشاعر اجتذاب الفرح: "أقولُ لبائعِ الأحلامِ: خذ حبقَ الظهيرةِ وانصرفْ عنيِّ/ ولامرأةٍ يرفرفُ وجهها الشتويُّ في وجهي وأطرافِ الأصابعِ:/ جنَّتي كوني، لأهبطَ مثلَ آدمَ من سمائي.. واحتويني/ من توقُّفِ رغبتي في المنتصفْ/ لا تُطلقي نارًا على فرحي فلستُ أنا الهدفْ". وفي مكان آخر يقول "أُفكِّرُ مثلَ الحديقةِ، يا ليتني شجرٌ عاشقٌ/ ليتني شجرٌ مثلَ بعضِ النساءِ"، وبالمعنى نفسه يسير سعدي بين "أنا شجر" و"أفكر مثل الحديقة، يا ليتني شجر"، وهو معنى البقاء والاستمرارية، وبين تماهيه مع الشجر وتماهي الأنثى مع الشجر يفرد لنا خيطًا جامعًا بينه وبين المرأة التي تجسّد خلاصة العناصر الكونية الأزلية.

يعرّف سعدي لنا حياته بقصيدة كاملة عن الأنثى "حياتي قصيدةٌ عن امرأةٍ تهوي في ثقبٍ أسود/ أو في هاويةِ روايةٍ منسيَّةٍ لهمنغواي"، وفي مكان آخر يقول: "حياتي ليستْ قفصًا من الذهبِ المصفَّى/ علَّمتني ألَّا أقيسَ المسافاتِ بمكعبَّاتِ القهوةِ ولفافاتِ التبغِ المستورد"، "حياتي مضغوطة في كتابٍ على الرَّفِ/ منسية بين هاويتينِ/ ومحشورة في ظلالِ الغبارْ"، هنا لا يخاطر سعدي ولا يصدم؛ إنه يكشف لنا بانسيابية بالغة القشرة الباطنية لحياته بمنظور فني مجازي يؤدي معنى الخسارة والخيبة مرتقيًا بالذاتي ومزاوجًا بين حياته والأنثى في قصائد بصرية تمامًا.

أما القصيدة التي يبحث عنها نمر سعدي فيمنحها أيضًا الشكل الأساسي للأنثى في أكثر من مكان "والقصيدةُ ظلٌّ على الأرضِ/ وامرأةٌ كلَّما رقصتْ مونيكا بلوتشي غارتْ/ من الوهجِ الأُرجوانيِّ في خصرها/ كيفَ لي أن أُعلِّمها أن تحبَّ بدونِ مقابل/ أو تقرأَ الآخرينَ بلا لغةٍ". وفي قصيدة أخرى يقول: "القصيدةُ أُنثى تلوِّحُ من شرفةِ الصيفِ/ للغرباءِ الحيارى وللشعراءِ السكارى"، و"ظلُّ القصيدةِ في تفاصيلِ الحياةِ دخانُ عنقاءٍ"، ثم يدلّنا على تراجع القصيدة وانحدارها العذب كأصابع امرأة "القصيدةُ التي أحلمُ بها في كلِّ ليلةٍ/ تنسحبُ كأصابعِ امرأةٍ/ من قلبي ومن حدائقِ المجازِ/ وأنساها بكاملِ جمالها وحزني"، فتظهر لنا القصائد كلوحات حية عن الأنثى، مع نفحات غنائية كئيبة تذكّرنا بمقدمة كلود روي عن أحزان بودلير الباريسية: "ستجدون في هذا الكتاب رجلًا مغرمًا بامرأة مثالية بلا حدود، إنها غير قادرة على ارتكاب خطأ في العاطفة أو في الحسابات". إن نمر سعدي يبحث في حياته عن القصيدة التي ليست سوى امرأة، يعطيها شكلًا مثاليًا، يحبها بهدوء عاشق حزين، يعترف بذلك ليتحرّر ربما من يأسه وصمته ووحدته، وهو يعيدنا هنا إلى عنوان مجموعته الشعرية "يوتوبيا أنثى" التي يصطبغ فيها البحث عن الأنثى بالبحث عن عالم سديمي مجرّد من أحزان الأرض.

ويتّجه صاحب "وصايا العاشق" إلى الثنائية التي عكف عليها شعراؤنا العرب في عدد من قصائدهم، يقول سعدي: "في البيتِ يسكنني اثنانِ: شخصٌ يؤوِّلُ معنىً غريبًا برائحةِ امرأةٍ كانَ ضيَّعها في سرابِ القرى أو دخانِ المدينةِ/ وآخرُ يحلمُ كيفَ سيجعلُ من هذهِ الأرضِ يوتوبيا"، ويقول أيضًا: "قالتِ امرأتانِ: الفراشاتُ رزقُ الفقيرِ/ نصيبُ المُحبِّ الذي ليسَ يرضى"، وفي مكان آخر :"لوحةٌ ينسلُّ منها عاشقانِ ملوَّعانِ/ ويذهبانِ إلى حدودِ العطرِ بالليمونِ أو أقصى الشغف"، ويُكمل إثنيته في قصيدة أخرى "وكلَّما حدَّقتُ في وجهِ البحيرةِ تخرجُ امرأتانِ منها"، و"في القلبِ شبَّاكانِ منسيَّانْ/ يتفتَّحانِ على حدائقِ بابلٍ وضرورةِ العبثيِّ في المعنى/ أو المنسيِّ في الأحلامِ/ والتقبيلِ في نيسان". وقد استعار سعدي هذه الثنائية من الخطاب العربي بالمثنى، وهو "خطاب جمالي محض، ويعوّل فيه على سحر البيان والأثر الموسيقي للصوت في النفس البشرية"، كما يعرّفه محمد علي شمس الدين في كتابه "الكشف والبرهان ونقيضه". إن هذه الثنائية التي نجدها لدى امرى القيس: "قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل/ بسقط اللوى بين الدخول وحومل"، وابن الرومي: "يا خليليّ تيمتني وحيد/ ففؤادي بها معنّى عميد"، والمتنبي: "يا ساقييّ أخمرٌ في كؤوسكما/ أم في كؤوسكما همّ وتسهيد" إلى قصائد تخاطب المثنى من مالك بن الريب والمعري وغيرهما، يستقي منها نمر سعدي سحر الثنائية وجماليتها ويجدّدها في شكل شعري معاصر فلا يبدو شاعرنا فقط شاهدًا على تراثنا العربي، الذي يتوجّب على كل شعرائنا أن يرثوه قبل البدء بالكتابة، إلا أنه يضع هيروغليفية محدّثة لهذه الثنائية ويستخدمها بأشكال شعرية متنوعة.


وباء كورونا

لا تنأى تجربة نمر سعدي الأخيرة عن وباء كورونا الذي توغّل في مفردات الشاعر في أكثر من قصيدة. وفي قصيدة مطوّلة يصعب تفكيكها، ينتقل سعدي من صورة إلى أخرى ومن ومض إلى آخر، لا يخترع فيها لغة جديدة ولا يتمرّد عليها؛ إنه فقط يرتّب معجمه اللغوي الذي ينتمي الحزن إليه دون خطأ في الترتيب، فلا تهدأ الكلمات قبل أن تهتزّ أغصاننا الداخلية وتهدِّدنا باللا-عودة إلى حياتنا قبل هذه الجائحة، والتي تحوّلت كائناتها إلى أحجار تحت جلد كمامة تفصلنا عن الزمن، "في الشارعِ العشبيِّ كورونا/ على غبشِ النوافذِ/ في الأزقَّةِ/ في هواءِ البحرِ كورونا/ وكورونا على وردِ الأسرَّةِ/ في الحدائقِ أو على طلعِ الزنابق/ في البيوتِ.. وراءَ روضِ الشايِ.. في عطرِ الأُنوثةِ/ وفي الرواياتِ الجديدةِ / في دواوينِ الغبارِ/ يقولُ شخصٌ في الطريقِ لآخرٍ: لا تقتربْ منِّي.. فإنِّي السامريُّ/ تقولُ سيِّدةٌ لأُخرى في العيادةِ: كم تعبتُ من الحياةِ.. وكم ندمتُ على الذي قد فاتَ/ تقودُ كورونا الأرضَ في هذا الربيعِ إلى متاهتها/ فهل تُجدي القصائدُ في مديحِ جمالِ سيِّدةِ السنابلِ أيَّ نفعٍ أيُّها الشعراءُ؟".

ويصل نمر سعدي إلى طفولته فيأخذنا معه إلى أقصى بهجاته الهاربة، وتتكشّف لنا الصور المجازية التي يقدّمها الشاعر عن علاقته الحميمية بأمكنة الطفولة البريئة والمتشرّدة التي توقّع شاعرنا لمستقبلها أن لا تعرف السعادة، "أبحثُ عن صورتي في الطفولةِ/ عينانِ حالمتانِ بسربِ أيائلَ/ لا تعرفانِ طريقَ السعادة"، "نداء ما خفيَّ الجرحِ يذهبُ للطفولةِ/ ساكنًا في أجملِ الأشجارِ أو ورقِ الهواءِ"، "أستبدلُ تفَّاحةَ حواءَ بأثرِ قُبلةٍ على حجرٍ/ قصائدَ الغزلِ الحسيِّ/ بطفولةِ الشاعرِ المتشردَّة". وتجمع حقول الشاعر الدلالية بين الطفولة والحزن وبين الطفولة والطبيعة، فيبتبدّى لنا انشغال الشاعر بهروبه إلى أكثر الأمكنة ابتعادًا عن غبار هذا العالم.

"أُريدُ أن أحضنَ صوتكِ/ صوتكِ فقط/ أن أتخاصرَ معهُ في الشارعِ/ أن أُمسِّدهُ كما أفعلُ عادةً مع العصافيرِ الخريفيَّةِ وأنتِ تقولينَ لي: ماذا أفعلُ بقصائدِ حبِّكَ/ في هذا الشتاءِ؟/ هل أتدفَّأُ عليها؟/ أم أُسدِّدُ بها فاتورةَ البيتِ والكهرباءِ؟".. "توسَّديني كأني الأرضُ أو حبقُ الغاوينَ في كلِّ واد/ وسدِّي جسدي/ كلُّ النهودِ وسادٌ حينَ تُتَّسدُ/ كلُّ النساءِ بلادٌ.. أينَ لي بلدُ؟". إن صورة المرأة في قصائد نمر سعدي هي مرآة لنوازعه الداخلية والعاطفية الصافية، حنان متدفق لا يختبئ، بل يصير كيانًا متوهّجًا قائمًا بذاته لا يحيلنا إلى امرأة واحدة من لحم ودم، بل تصبح المرأة بلادًا ترتّب فوضى الشاعر كما سمّى عنوان مجموعته، ويتمسّك بها ليصير له وطن ينتمي إليه.

يوغل نمر سعدي في عذوبة الكلمات والمجازات إلى الحدّ الأقصى للتفوّق على مرارة الحياة، تتوارى قصائده حيث يبدأ الوجود، في ظل امرأة حضورها ثابت في كل قصائد الديوان، ويتجسّد اندفاعه نحوها في البحث عن الدفء في مدن تمارس عنفها على نفسها، وفي عالم يخلق مفارقاته المأساوية وصدماته المعاكسة لأحلامنا التي لا نستطيع نفضها عنا لأننا بها فقط نبقى ونستمر.

***

رسائل الكاتب فراس حج محمد في كتاب جديد



صدر مؤخّراً عن دار الفاروق للثقافة والنشر في مدينة نابلس، كتاب "الثرثرات المحببة". يضم مجموعة من الرسائل التي كتبها حج محمد إلى مجموعة من الشاعرات والكاتبات. يقع الكتاب في (292) صفحة، صمم الغلاف الفنانة ميسم فراس، وتصدّره لوحة "القارئة الحسناء" للفنان الفرنسي جان هونوري فراجونارد". 

ناقشت هذه الرسائل موضوعات متعددة، اجتماعية وأدبية وفلسفية وتربوية وتعليمية، عدا موضوع العلاقة الحميمة بين الطرفين الذي سيطر على كثير من الرسائل، بغض النظر عن موضوعها والقضايا التي يناقشها. واستحوذ الموضوع السياسي على كثير من الرسائل، إذ يظهر في هذه الرسائل موقف الكاتب المعارض للسلطة الفلسطينية وسياستها، ومؤسساتها الثقافية، وأمراض تلك المؤسسات التي كانت كارثية في جميع مفاصل المجتمع الفلسطيني. 

لم يصرّح الكاتب بأسماء هؤلاء الكاتبات سوى بتوقيع أسمائهن بحرفين من أسمائهنّ، وبلغ عددهن (6) نساء وهن: "أميرة الوجد (ش. ح)، صوفي، ف. ع، إ. س، ر.غ، ص. ز".

بدأ الكتاب بإهدائه "إلى كل امرأة راسلتها وراسلتني مع خالص الحب والتقدير، وإن انتهت العلاقة إلا أن اللغة لن تنتهي، فما زال في جعبتها الكثير لتقوله". وقدّم الكاتب لهذه الرسائل، بثلاث مقدمات، أجاب في الأولى عن سؤال "لماذا توقفت عن كتابة الرسائل؟"، فكانت الإجابة الأولى بسبب التكنولوجيا التي قضت على الظروف الطبيعية لكتابة رسالة حب، وفي موقع آخر يقول إنه توقف عن كتابة هذه الرسائل مرغماً- وإن بقي شيء منها في نفسه- بسبب أن "المرسل إليه لم يكن يحفل بتلك الرسائل". 

وفي المقدمة الثانية (في معنى النبل: لن أكون رجلاً نبيلاً إذاً) يناقش مسألة تثار مع كل كتاب للرسائل؛ وهي مدى أخلاقية نشر رسائل الطرف الآخر الذي يشارك الكاتب الكتابة والرد على الرسائل، ليحسم الجدل لصالح النشر، بقوله: "أنا أعتقد أن كلّ شخص يرسل لي جملة من أي مكان، وبأيّ شكل كانت، أصبحت جزءاً من معرفتي، ويحقّ لي أن أقتبسها وأستخدمها، فقد قيلت لي، فهي ملكي إذاً بمعنى أو بآخر". ويختم مقدماته بمجموعة من الاقتباسات لأدباء وأديبات، تبين وجهة نظرهم من فن الرسائل وأهمية هذا الفن بين المرسل والمرسل إليه، إذا كانا حبيبين أو على علاقة ما.

بدأت الرسائل بمجموعة رسائل موجهة إلى "أميرة الوجد" (ش. ح)، وكان تاريخ أول رسالة 5/6/2012، وآخرها 27/4/2021، وتضمّ هذه المجموعة (8) رسائل، بما فيها ردود أميرة الوجد على تلك الرسائل.

واشتملت رسائل 2016 و2018 على أكثر من (100) رسالة والرد عليها، في حين اشتملت مجموعة رسائل (2019) على (18) رسالة وردّ. أما رسائل 2020 فكانت (6) رسائل فقط، ورسائل 2021 (42)، و(5) رسائل في باب رسائل 2022. وأما الرسائل المتبادلة بين
الكاتب وصوفي فيفرد لها مجموعة خاصة، واشتملت على (4) رسائل و(نص) وجداني ذي طابع أيروسي، كتبته صوفي تخاطب فيه الكاتب. 

يختم الكاتب الرسائل بقصيدة "عشرون قنديلا لحبيبتي الغائبة"، وما جاءه من رد؛ رسالة تبين فيها كاتبتها إعجابها بالقصيدة وتعبر فيها للكاتب عن حبها له بقولها: "أنار وجه قصيدتك بكل حب وبكل اشتهاء". 

وأخيرا ينهي الكاتب كتاب "الثرثرات المحببة" بمجموعة من تعليقات الكتاب والكاتبات والقراء حول الرسائل وموضوعاتها عندما نشرت في المواقع الإلكترونية والصحف أو على صفحات الفيسبوك. ويثبت بعد هذه التعليقات مقال: "لقد آلمني أن حبيبتي تسرقني القصيدة"، وفيه يسجل موقفا بينه وبين واحدة من هؤلاء النساء اللواتي راسلنه، وقد كتبت قصيدة تحاكي قصيدة أرسلها لها.


محمد حسين: اللوح الطيني بين التزييف والحقيقة


رواية مسلة آديم المفقودة للكاتب الفلسطيني نضال عبد العال الصادرة عن دار الفارابي في بيروت هذا العام من القطع المتوسط،

في الرواية نجد الكاتب  يتحدث عن سرديات من  زوايا متعددة تشمل المكان الأصلي قريته الغابسية والمكان الآخر مخيم نهر البارد حيث أطل منها على قطاع واسع جداً من الشخصيات وعلاقتها بالمكان والهوية.

ينكشف ذلك من خلال حوادث مطردة متلاحقة الغابسية ،مخيم نهر البارد، تتكئ على مفاصل تاريخية لا تخلو فداحة الأحداث من وظيفة تؤديها أداءً فنياً، فهي تمثل هيكلاً يجمع ما في هذه السرديات من حوادث متناثرة ومتداخلة، تسودها تقنية التقديم والتأخير تارة، والاسترجاع باستدعاء الماضي تارة، والاستشراف أو التنبؤ بواقع يحدث تارة أخرى، وهذه المفاصل التاريخية تساعد على تنضيد تلك الحوادث المتناثرة في نسق يخدُم القضية.

أما الحدَث الذي يحتل موقع البؤرة في البناء السردي لهذه السرديات هو الصراع الأزلي بين الاحتلال والشعب الفلسطيني ،الذي بدأ من تزييف الحقائق التاريخية كما حصل مع محمود العبد الله الذي أوكله أبوه محمد العبد الله بالحفاظ على اللوح الطيني الذي يحمل نقوشاً كنعانية، غير أن المهمة لم تكتمل عندما وجده الخواجا اسماعيل الذي كان يعمل مع بعثة أجنبية للتنقيب عن الآثار ، وضربه على رأسه ففقد عقله، بعد أن فقد محمد العبد الله عقله ضرب رجلاً وقتله وأودع في السجن حتى مات فيه، الخواجا اسماعيل التركي الذي كان يعمل مع البعثة الأجنبية لم يدرك إلا متأخراً أن هناك أيادٍ خفية كانت تعمل على سرقة وتزييف الحقائق،

وصف الكاتب تفاصيل ومشاهد مهمة داخل مخيم نهر البارد مسقط رأسه، ربما كانت الضرورة الفنية هي التي أملت على الكاتب الدخول في أدق التفاصيل داخل المخيم، وظهر ذلك جلياً من خلال اللجوء إلى البناء الدرامي جعل متانة في الحبكة. فالرواي في هذه السرديات يمثل المؤلف.

يقوم بدور الصحفي الذي ينقل الصورة من قلب الحدث بدقة واحتراف وعمق، يضيء على مأساة الشتات الفلسطيني وتفاعله مع محيطه،يسلط الضوء على أناس اقتلعوا من أرضهم ومدنهم ليزرعوا في أرض أخرى،

استخدم الكاتب اللغة الرشيقة بعيداً عن الغرق  بالصور الرمزية والحشو الزائد فلجأ إلى التكثيف لذلك كانت الرواية لا تتجاوز المئة والعشرون  صفحة،

تحدث الكاتب عن قرى عديدة بالوطن الأم ينحدر منها أبناء مخيم نهر البارد لكنه كان لابد من الحديث أكثر عن هذه القرى قبل النكبة وأهم الحوادث التاريخية لإعطاء القارئ لمحة عنها.

محمد حسين كاتب وقاص فلسطيني.  سورية.