قراءة في يوميات " أوراق من الذاكرة " للأديب عبد السلام العابد


 بقلم الأديبة: إسراء عبوشي



أوراق من الذاكرة للأديب الفلسطيني: عبد السلام أحمد عابد، من منشورات الوسام للثقافة والإعلام عام 2022 م، صورة الغلاف بعدسة نسيبة سعيد

تتسم هذه الأوراق بحالة خاصة مشبعة بجمال الطبيعة، وتتخذ لها هدوءا خاصا منسجما مع زقزقة العصافير، وتمايل حقول القمح في بداية الصيف، وصهد موسم الزيتون، هي مذكرات أو يوميات كما ذكرها الكاتب، بوح ممزوج بعطر الأزهار البرية، التي تنبت بين ضلوع الأرض، لا ندري هل أثرت به الطبيعة أم هو من آثر أن يتأثر بها، فغمر مفرداته بماء طهرها، وسحر خلقها، على الحالتين نحن أمام كيان أخاذ يظهر عظمة الخالق، وجمال الطبيعة وصدقها وعطائها.

ملامح لغة الكاتب رسمت صور نثرية لها إيقاعا يسامر الهضاب والسهول والجبال والوديان، حظه الوفير أنه ولد على أطراف مرج ابن عامر، خصوبة الأراضي فاضت على لغته، وعذوبة الوديان في مواسم الشتاء الفياضة منحت لغته عذوبة وغزارة.

لم يذكر الكاتب صعوبة حياة الفلاح وحالته الاقتصادية المتذبذة حسب المواسم، وكأنها لا تعنيه، ولا تستحق الذكر، مطبقا مقولة الشاعر. - إيليا أبو ماضي

أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيراً

وابغض فيمسي الكون سجناً مظلماً

انعكاس الكاتب من الداخل إلى الخارج يبعث الهدوء والمحبة للأرض والإنسان.

أدواته الكتابية ارتقت مع الزمن، لقد سعى وراء هدفه وحرص على تطوير ذاته، بالقراءة أولا حيث قرأ لعدد من كتاب فلسطين وتعلم النقد من خلال المطالعة، وبين أهمية وجود مكتبة منزلية في البيت، وأثرها في اهتمام الأسرة بالمطالعة، ثم الكتابة وقد عرض كتاباته على الصحف المحلية وشاركها، وتقبل النقد في ذلك درس للكاتب الناشئ، ولم ينس البدايات، أول كتاب حصل عليه، وأول قصيدة كتبها، وأول مقال، وكيف أنه اختار بعد ذلك النثر بعد أن اطلع على المدارس الشعرية القديمة والحديثة ودرسها جميعا.

هذا درس ضمني في نصوص يومياته ، وهناك دروس مباشرة، حيث استخدم الكاتب أسلوب المعلم "سؤال وجواب" ليرسخ في عقول أبنائه وذاكرتهم هزيمة حزيران، واحتلال ما تبقى من فلسطين وأجزاء من بعض البلاد العربية.

وأعظم الدروس التي فاض علينا الكاتب من ذكرياته، الجو الأسري والعائلة المتحابة المتعاونة، حيث يتقاسمون رغيف الخبز الساخن، من على الموقد، وتجمعهم مائدة بسيطة، أو كانون نار في ليالي الشتاء الباردة.

الكاتب إنسان عادي يمضي يومياته كما الآلاف الأشخاص، ينام احياننا في الحقل، ويشرب من ماء البئر، في ذلك رسالة عندما تخلد الروح للبساطة تكون أجمل، ويبقى لها أثر كالمطر يحل الخير بقدومه، يحفر الصخر ليس بالقوة بل بالصبر والمثابرة وطول العطاء.

أجاد تصميم الغلاف بحرفية وإتقان، ليعبر عن مضمون الكتاب، يضفي عليه لون الأشجار والنباتات الخضراء، ولون وزهر اللوز الأبيض، لتمزج لون المروج ولون روح الكاتب معا، وصورته وهو يجلس على الغلاف الخلفي بكامل طاقته التأملية، ينحني قليلا لعظيم صنع الله في الكون...  


عندما تُزهر ضفاف النّهر: إضاءة على قصّة "النّهر" لليافعين – للمبدع الأديب وهيب نديم وهبة



بقلم شهربان معدّي.


*ليس لي وطن، يمكنك زرع عظامي إلى جانب أي نهر..

رافائيل البرتي - شاعر إسباني.


كما هو الحزن يحتاج لطاقات، الفرح كذلك يحتاج لطاقات، والإبداع يحتاج لطاقات، ومنذ بواكير الحياة، وعلاقة الإنسان بالنهر، علاقة اسطورية، سحرية، ترمز إلى الخلود والعطاء ومواسم الخير والجنى.. والمياه الجارية طاقة وحركة، والحركة بَرَكَة وهي سرّ البدايات كلّها.. وما نحن سوى أنهارًا صغيرةً متدفقة؛ تصبّ قطرة.. قطرة، في نهر الحياة العظيم..

 

كي ننجح ونسعد؟ فلنستمتع بهذه الهبة العظيمة، ونستغل هذه الطاقات الهائلة التي تتدفق معها، أسرار الحياة، لتزهر وتثمر حياتنا بالفضيلة والخير وحسن الخاتمة، والأجمل عندما يتدفّق النهر في النصّ، أو حين يوظّف الكاتب النهر لخدمة النّص، فكل ما يصل إليه، أو يقترب منه، سيعيش.. لأنه يرمز للعطاء الدائم.. للخير المتدفق؛ حيث يتحول الزمان والمكان والشخوص لقصّة رائعة من أقانيم الأدب، صاغها الأستاذ وهيب نديم وهبة، هدية ثمينة، لجميع اخوته في الإنسانية..

  

*المياه تردُّ الحياة.‏ قال الملاك لحزقيال:‏ «كل ما يصل إليه النهر سيعيش». ‏

وعندما يتحول النهر- الدلالة والرمز - مصدر إيحاء للكثير من الأدباء والشعراء الكبار، ميخائيل شولوخوف، أرنست همنغواي، ميخائيل نعيمة، وجبران الذي تجوّلنا بين غدران لبنانه ونشفنا عطر ريحانه من خلال أدبه الأنيق، هؤلاء حوّلوا هذا الرافد الطبيعي إلى طاقة للتعبير عن الأفكار والهواجس ومنحوه دلالات خاصة، استجابت للكوامن النفسية وأحلام الطفولة المختزنة. لطالما كان النهر ومصادر المياه كالبحار والآبار والأهوار، خير عون لكثير من الكتاب، حيث وظفوها دلالة على حركة الحياة، ونمو وتطور الفعاليات. لعل حنّا مينة، واحد من المبدعين العرب الذين اهتموا بالبحر، وأسقطوا أفكارهم عليه واستمروا في تأكيد دلالاته؛ في روايته الشهيرة "المستنقع". وهنا لابد من ذكر قصيدة ميخائيل نعيمة الموسومة “النهر المتجمد” ودلالاتها الفلسفيّة، ولكن الأستاذ وهيب وهبه، في قصّته الرائعة، النهر، التي استلمتها كهدية من يده الكريمة السخيّة، اتخذت منحنى فريد من نوعه، حيث وظّف هذا الخير المتدفق، ووظف الزمان والمكان والشخوص، والفكرة المركزية، لخدمة أصحاب الاحتياجات الخاصّة، شريحة أهملها المجتمع وقلّما كتب عنها الأدباء والشعراء، شريحة تغافلت عنها المجتمعات الإنسانية بأكملها، وحشرتها في أطر ومؤسسات ربحية، تجارية، غذّت الأجساد دون الأرواح، وحدّدت الاحتياجات ولم ترعى المواهب، شريحة حسّاسة، تحتاج لفطرة سليمة وضمائر حيّة، وبصيرة نافذة، وإرادة حديديّة، تأخذ بيدها نحو الإبداع والابتكار والتّفوق. 


يبدأ السرد الكلاسيكي، في هذا الكتاب الرائع، الذي يفرض عليك نفسه من خلال الغلاف الأنيق الذي صمّمته المبدعة، آلاء مارتيني؛ حيث تفوح من نوافذه المشرّعة للريح، رائحة الفضائل الإنسانية وشذا الإيثار والأريحية، اليس الإيثار أصل الفضائل كلّها؟ والتعاون سرّ النجاح؟ عائلة كاملة تعمل كخلية النحل ص 38 من أجل دعم الشاب معروفًا، "الأصم والأبكم" الذي قدّر قيمة هذا العطاء الأثير، درس وتعب، كي يثبت للجميع بأنّه جديرٌ بكلّ هذا الحبّ والرعاية.

حيث تقول الوالدة سلمى: "بفضلكم، فلولا رعايتكم واحتضاننا كأسرة واحدة لما اجتزنا كلّ العراقيل والمصاعب والعقبات، بصبر أطفالك ومحبتهم، منحوا ابننا معروفًا الخلفيّة الثقافيّة التي شكّلت الصورة الذهنيّة والدماغيّة والمعرفيّة، في تطوير عملية القراءة والكتابة وساعده السفر والتنقّل لمشاهدة ألوان الطبيعة، حتَى تنسكب بفرشاة الألوان" ص 36. 


بفضل رعايتهم تطورت موهبة معروفٍ ليغدو رسّامًا معروفًا.. في زمن معدني، أغبر، وقلوب غلّفها الران، وانهكها ثقل المادة، التي حوّلت إنسان هذا العصر، لمستهلكٍ كبيرٍ لا يشبعه شيئًا، ولا يملأ عينه غير التراب؛ يشقّ لنا كتاب النهر، مجرى مغايرًا، كتبه لنا "الوهيب"  بلغة شاعرية، مرهفة، متمكنة، ووصف دقيق جميل، للأماكن والأحداث والشخوص، مجرى يشق عبابه بالخير والعطاء المغلّف بالمسؤولية، وفهم الأمور على حقيقتها، وذلك تجسّد في بطل القصّة، الراوي باسم، الذي قال: "وحده الفكر طريقنا للمعرفة" ص 13 حيث ساقته موسيقا جريان الماء إلى ذلك النهر العذب، السلسبيل، والصدفة إلى الطفل معروف ووالدته التي كانت تصنع له السّفن الورقية، وترسلها للمجهول، عبر مياه النهر المتدفقة، وكأن لسان حالها يكشف عن خوفها من مصير مجهول ينتظرها، وهي الأرملة التي أتت بصغيرها معروفًا، كي تنفّس عنّه قليلا في غمرة هذا الواقع الأليم، وهنا تكمن رمزية النهر في أحداث القصة، حيث يتغير مجرى الأحداث في هذا اللّقاء العجيب الذي ربما رسمته يد القدر لإنقاذ هذه العائلة الصغيرة المكونة من الأم وابنها الأصم الأبكم، التي يقرر أن يحتضنه الراوي ويساعده بكلّ ما لديه من قدرات وامكانيات ودعم، ليرعى هذا الطفل اليتيم ويؤمّن له بيئة دافئة، حاضنة، ترعى مواهبه وتؤمن بقدراته وذكائه، رغم اعاقته التي لو بقي عليها؟ ولم يتجاوزها بمساعدة ودعم الراوي وزوجته جوري دمثة الأخلاق وأولاده أصحاب الأخلاق العالية والتربية السليمة، الذين أصبحوا خير أخوة لمعروف وشركاء له في كلّ مجالات الحياة، "أليس ربّ أخ لم تلده أمّك؟"

قد استعان الأستاذ وهيب بأسماء استثنائيّة، في قصَته، وقد ارتأى ذلك حسب اعتقادي؛ كي تكتمل لوحته الفنّيّة، الإنسانيّة الرائعة؛ بطل القصّة هو نفسه الراوي باسم، وزوجته جوري وأولاده شذا ورامي، الأم سلمى، وابنها معروفًا، كلّها أسماء جميلة، تحمل أسمى المعاني، وأعمق الكلمات.. وينساب سياق القصة مع مجرى النهر، لتنقسم لقسمين، الأول عندما يغير مجرى حياة عائلة بكاملها! وكيف تتحول لعبة صغيرة إلى لعبة كبيرة في ملاعب الحياة. لقد توزعت مفردات الكتاب إلى قسمين، تناول الأول منه لبيان الدلالة في القصّة – النهر – الذي يرمز للخير والعطاء حين وجد السيّدة سلمى وابنها بجانب النهر، وكانت المفاجأة عندما حاول التحدث مع الطفل، ولم يجبه، حيث أخبرته الوالدة بصوت مخنوقً حنون: "معروف لا يسمعُ.. معروفُ أصمُّ.." 

- "سقط الجواب على قلبي كالصاعقة.. كلّ هذا الجمال وتلك البراءة والطفولة الناعمة، ولا يسمع؟ ص 11. 

ويحدث الأسوأ عندما يبتعد الراوي عن الطفل ووالدته، حزينًا مهموما، تقوده خطواته إلى لا مكان، ليعود أدراجه كالمجنون عندما يسمع صوت الصراخ والبكاء حيث تجمهر عددٌ كبيرٌ من الأشخاص المتنزّهين بحثًا عن طفل سقط في النهر. 

- "لحظة، لحظتين.. وصرخت بكلّ عنفواني وأعصابي وقدرتي الصّوتيّة: معروفُ.. معروف.. وغاب صوتي مع جريان النهر في الفضاء سُدى" ص 12. 

- "حيث يصبح النهر سيد الموقف، والدموع تكتب عجزنا أمام جبروت النهر، والكارثة الكبيرة" ص 13. 

وتنقشع الغيمة ويتبدد الخوف ويتفرق القوم عندما يكتشف أن الطفل الغريق ما هو سوى دُمية كبيرة سقطت من يد أحد الأطفال، وظنّها الناس أنّها طفلٌ حقيقيّ، وكانت هذه نقطة التحوّل في القصّة؛ حيث يقرر الراوي، الأستاذ باسم النبيل أن يحتضن هذه العائلة المُحتاجة بعد أن يدرك من خلال تبادله أطراف الحديث مع الوالدة سلمى، بأن معروفًا ولد يتيم بالإضافة لإعاقته التي أثارت شجونه وعزّزت موقفه الإنسانيّ الأصيل. ليبدأ الفصل الثاني من هذه القصّة الرائعة التي تحمل رسالة مهمّة للأجيال القادمة.


كي يتمكن الإنسان من العطاء والإبداع والابتكار، يجب أن يعيش في بيئة داعمة، نظيفة، تعجّ بالقيم والخير والعطاء والجمال، لأنه لا يمكن لبذرة الإبداع أن تنمو في بيئة عدوانية مريضة، "لولا البرّ لم يُبعث رسولٌ - ولم يٌحمل إلى قومٍ كتابًا" أحمد شوقي. 


عندما تعانق البذرة المغلّفة بالظلام، ضوء الشمس وتمتصّ عطر التراب وماء الحياة، تصبح بذرة صالحة، حيّة تُرزق، تغمرنا بخصب المواسم، ولولا هذه المصادفة العجيبة، التي جمعت الراوي مع معروفٍ، الصبي حلو الشمائل، الأبكم والأصم، ووالدته الأرملة، التي كانت مستعدة أن تفعل له المستحيل كي تمنحه حفنة فرح.. ويحتضن الراوي العائلة المحتاجة، ويدعمها بكل ما لديه من قدرات وإمكانيات بعد أن يمنح الأم عملا ومأوى، ويرعى موهبة الصّغير في فن الرسم والتّصوير، ويعزّزها، فهو رجل مثقفٌ، يدرك قيمة الإبداع وقيمة الإنسان المُبدع، ويدرك إن الأيام دولٌ، وأنّه مهما شيّدنا من بنايات وعمارات، فإنها آيلة للاندثار والخراب، كما لا يبقى في النهر إلاّ حجارته، فلا خلود سوى للأدب والفن والجمال.. وقد ينسى جهابذة الاقتصاد وأصحاب البورصة، أن سعر الدقيق في زمن هوميروس، كان قرشً، أو قرشين، ولكنهم لن ينسوا الإلياذة.. ولوحة الموناليزا وحدها تجذب سنويًا تسعة ملايين زائرا لمشاهدتها في متحف اللوفر؛ ومقطوعة الدانوب الأزرق ليوهان شترواس خلّدت اسم النهر للأبد؛ إذن الإنسان تخلّده الموهبة مهما اختلفت مشاربه وأصوله.. كما يخلّد النهر مجراه، ورعاية الأولاد الموهوبين واجب وطني، واجتماعي، حسب اعتقادي، يحسّن فرص اشتراكنا وحضورنا في النظام العالميِّ الجديد. ولذلك يصرّ الراوي، السيَد باسم، هو وعائلته الكريمة على عرض كل لوحات معروف في معرضٍ فاخر، وتكريمه قبل أن يسافر للدراسة والبحت وتقديم رسالة الدكتوراه ضمن بعثة جامعيّة، تدرس مهارات لغة الإشارات ومهارة الهجاء بالأصابع، الأبجديّة المبكرّة لدى الأطفال – ص 55 لأنه يدرك أن ملايين البشر بحاجة لهذه الدراسات القيّمة ولذكائه الفذّ. 


"امتلأت القاعة، التّصفيق يعلو، المشهد لا يحتاج ترجمةً.. الكل يصافح الفنان، الرّسام، المرهف معروفًا، وينطق بكلمات الإعجاب والمديح على جمالية المعرض ورقي اللّوحات.. الافتتاح يسير بالتوفيق من الله، أجمل من التّخطيط على الورق. كلمة باسمٍ جعلت المآقي تسيل كالنّهر الجاري، هناك التقينا ومن هناك أبحر الموكب" ص 50.


في النهاية؛ 

وفي زمن أغبر عصيب، يتقلّب فيه العالم على كفيّ عفريت، يشعر القارئ بالامتنان والامتلاء، حين ينتهي من قراءة هذا الكتاب الثمين الذي بهمس لنا أنّه "الدُّنيا من زالت بخير" ما دام هناك أشخاصٌ عقلاء، أصحاب هممٍ عالية، ونوايا طيّبة، كالسيّد باسم، الذي أعطى كلّ ما لديه، ودون أن ينتظر تصفيقًا من أحد، كي يحصد طيب الثمار.. لم يترك يد معروف ولو للحظة واحدة، حتى ولج بوابة النور.. وارتقى بالعلم والعطاء والإبداع.. إلى أعلى المراتب..


هؤلاء هم سادة القوم، يحملون السّماء على أكتافهم، يمسكون بيد الصباح، واللجام.. وكم نحن بحاجة لهؤلاء الأشخاص في مجتمعنا الذي تحكمه المادّة والأنانية والمنفعة الشخصية، في زمن فقدنا فيه البوصلة والقدوة وصلة الرحم وحتى قيمة الحياة، زمن تتخبط فيه البشرية بدمائها، وتغتسل بدموعها، وتختنق بغصّاتها، وكم من مواهب وُئِدت قبل أن تعانق النور وكم من شباب وصبايا توسّدوا التّراب بدل أن يتسلّقوا سلالم المجد وينهلوا ماء الحياة..

رسالة الكاتب؛ "الله سبحانه وتعالى منحنا مفاتيح الحياة، وجعل الاختلاف بيننا عقيدة وشريعة وسلوكًا، كي تزداد الطبيعة جمالًا وروعةً وتنوّعًا" ص37.

رسالة معروف قبل سفره لإتمام رسالة الدكتوراه: "لو خرج صوتي من حنجرتي الآن، لقلت للعالم، كلّ العالم: أحبُّ الحياة وكلّ الناس، يا ربّ امنح صغار الدّنيا، أن يحيوا في كنف العوائل الطيّبة" ص 51.


كتاب النهر:

إصدار: دار الهدى - أ. عبد زحالقة – 2024

الرسومات الداخلية: بريشة بثينة حلبي

لوحة الغلاف: بريشة آلاء مرتيني

المراجعة والتدقيق: محمود مرعي


صدر حديثاً رواية " هذا أوان الحبّ" للأديبة الفلسطينية: إسراء عبوشي




صدر حديثا عن مكتبة كل شيء الحيفاوية-- ناشرون، للأديبة الفلسطينية روايتها الجديدة:

"هذا أوان الحب"

الرواية تقع في 126 صفحة من القطع المتوسط، تصميم الغلاف: أ شربل إلياس، تدقيق لغوي أ. دلال عتيق وأ. سحر أبو زينة.

تحت عنوان "واقعنا القاتم يبدد ظلامه الحب" الكاتبة تقدم لنا في هذه الرواية، جرعة من طاقة الحب هذه الطاقة كفيلة بإنارة الجزء المظلم في مشاعر القارئ، وسط الدمار حولنا والكوارث والحروب نحتاج لاستراحة محارب، وهذه الرواية بمثابة استراحة محارب.

قيود الاحتلال تحول دون اجتماع الحبيبين وزواجهما، إشارة لأن للاحتلال يدا في كافة شؤون الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، والفلسطيني يعيش حالة خاصة يؤثر الاحتلال في مجريات حياته اليومية.

يشار أن هذا هو الإصدار الثالث للأديبة: إسراء عبوشي، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان "ياسمين" عام 2017، ورواية "رادا" عام 2023...


"شذى الكرمل" فصليّة الاتّحاد العامّ للكتّاب الفلسطينيّين- الكرمل48 ترى النّور في عددها الأوّل لسنتها العاشرة


هيئة التحرير- صدر العدد الأوّل من مجلّة الاتّحاد الفصليّة “شذى الكرمل” وذلك للسّنة العاشرة على التّوالي. جاءت المجلّة في 156 حمل الغلاف الأمامي لوحة الفنّان التّشكيلي الفلسطينيّ سليمان منصور: "القرية تستيقظ"، والغلاف الخلفيّ صور من نشاطات الاتّحاد.

كلمة العدد طرحت موقف الاتّحاد من الحرب تحت العنوان: "الكُتّاب والحرب بين الصمت وال-"ما عند قريش خبر!""، واختُتمت: "الحروب عادة توقظ الإبداع الملتزم لا بل تستفزّه، وإن كانت الحرب في سياقنا خنقته أو قيّدته أو أقامت عليه الحدود، فبغضّ النظر عن الأسباب يستطيع الكتّاب أن يتابعوا المسيرة؛ إبداعًا وإشهار إبداع وتكريم مبدعين ولا ضير في ذلك، ولكنّ البون شاسع بين هذا وبين أن يعطي بعض الكتّاب أنفسهم الحقّ أن يقيموا أو يشاركوا في أمسيات "تكريميّة" و"إشهاريّة" و"رمضانيّة" ممهورة بالأكل الدسم والغناء المصحوب ب"تحميس على التصفيق"، وقاب قوسين أو أدنى منهم أطفال يأكلون الأعشاب ويرقصون ارتجافًا بين دمائهم، وحتّى إن لم يكونوا ذوي قُربى منهم فكرًا أو عصبًا، وبغضّ النظر عن السبب والمُسبّب... إن لم يكن المبدع إنسانيّا فلا كان الإبداع!"

اشتمل العدد على عدّة محاور وأبواب؛ دراسة للدكتورة لينا الشّيخ حشمة عن خطاب المكان والوطن في المجموعة القصصيّة "الدّوري المهاجر" للكاتب سعيد نفّاع. وقد كتب في باب النّقد والقراءات كلّ من د. نبيل طنّوس- كتاب: طرق على جدار الذاكرة لمصطفى عبد الفتاح. د. روز شعبان- حول كتاب: مسّني جن، لتفاحة سابا. غادة عيساوي- قصّة: النجمات تريد النوم لبراءة غسّان وسهيل عيساوي- قصّة: ضيف الصباح لماجدة درواشة.

ضمّ باب القصص والنّصوص أقلام كلّ من؛ زياد شليوِط، أسعد مغربي، سليم أنقر، مصطفى عبد الفتّاح، أمين زيد الكيلاني، معين أبو عبيد، أمّا في باب المقالات فإنّنا نقرأ للكتّاب سامي مهنّا، كميل شقور، د محمود أبو فنّة، فيصل طه، عفيفة خميسة وسليم شومر.

جاء باب القصائد والنّصوص غنيًّا بمحتوياتِه فاشتمل على قصائد لكلّ من؛ ناظم حسّون، مفلح طبعوني، تفّاحة سابا، علاء مهنّا، عمر رزّوق الشّامي، آمال قزل، مقبولة عبد الحليم، زيدة عطشة، انتصار بكري، هيام شلح، حسين جبارة، كرم شقّور، سائرة عابد، عبد القادر عرباسي، آمال أبو فارس، محمّد بكريّة، محمّد زعبي، فوز فرنسيس ويحيى طه.

هذا وتضمّن الباب الأخير أخبار الاتّحاد ونشاطاته المتعدّدة؛ 1. تجديد تشكيل هيئات الاتّحاد. 2. اجتماعات الأمانة العامّة ولقاءات عمل بين الاتّحاد وفعاليّات ثقافيّة في محافظة جنين، ولقاء آخر مع مجمع اللّغة العربيّة والتّعاون بهدف العمل المشترك لتعزيز مكانة اللّغة العربيّة. 3. ندوات "بين طيّات الكتب" للشاعرين أسيد عيساوي وزهدي غاوي. 4. تشرّف الاتّحاد بالمشاركة في إحياء أيّام اللّغة العربيّة في بعض المدارس؛ الكرمة - حيفا، أجيال - جتّ، آفاق - دالية الكرمل، الجليل - النّاصرة. 5. رصد إنتاجات الكاتبات للسّنة 2023.

التواصل: محمّد عليّ سعيد 4833749-054، مصطفى عبد الفتّاح 2216623-054

فهيم أبو ركن 7595427-054


شركة ميتسوبيشي للمواد Mitsubishi Materials تحدد المسار الصحيح لتصنيع التيتانيوم

مقال بقلم الآنسة خلود وسام أبو لطيف، مهندس أبحاث وتطوير أعمال لدى شركة ميتسوبيشي للمواد في فرنسا، أعدّته باللغة الفرنسية وقام  بترجمته إلى العربية جدها الاديب محمود شباط:

في عام 2001، بدأت شركة ميتسوبيشي للمواد عملية تطوير واسعة النطاق لأدوات الـقَطَع المُخَصَّصة لِـصناعة الطيران.

في مواجهةِ المنافسة من المنتجات عالية الجودة الموجودة بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة، تقوم الشركة بعملية التطوير المستمر.

واليوم، تُـقدمُ شركة ميتسوبيشي للمواد مجموعةً متنوعةً من الأدواتِ العاليةِ الأداءِ لصناعةِ الطيران.

 وقد قدم هذا القسم منذ ذلك الحين الدعم الفني الذي يهدف إلى تحسين الإنتاجية وخفض تكاليف التصنيع، مع الاستجابة لاحتياجات العملاء على وجه التحديد.


منذ ستة أعوام، أنشأت شركة Mitsubishi Materials قسمًا متخصصًا في مجال الطيران لتوفير حلول استثنائية لعملاء الصناعة. وقد قدم هذا القسم منذ ذلك الحين الدعم الفني الذي يهدف إلى تحسين الإنتاجية وخفض تكاليف التصنيع، مع الاستجابة لاحتياجات العملاء بشكل خاص. لقد تم تطوير حلول متخصصة لتصنيع المواد المعقدة مثل السبائك الفائقة المقاومة للحرارة والألياف الكربونية المُدعَّمة بالألياف والمواد المركبة الأخرى.

يتمُّ تصنيع المُكوّنات الهيكلية الرئيسية من سبائك خاصة مقاومة للظروف القاسية. أدت الحاجة إلى الكفاءة والدقة والجودة إلى تطوير أدوات القَطع المتخصصة لكل مادة.

 بالنسبة للتيتانيوم، تستخدم أداة القطع اللولبية ASPX من شركة ميتسوبيشي للمواد أحدث التطورات التكنولوجية التي تجمع بين القوة والصلابة والدقة مع سلوك الاهتزاز الممتاز. إن درجة الالتفاف المتغيرة وتحسين اتجاه كل شريحة قطع فردية يجعل من الممكن تلبية هذه المواصفات الصعبة.


ولزيادة صلابة ومتانة الأداة، يتوفر هيكلان جديدان من طراز HSK-A. مثل جميع قواطع الطحن في مجموعة ASPX، تحتوي هذه الأجسام على قنوات تبريد داخلي تضمن وجود سائل تبريد موثوق به وفعال لضمان عمر ممتاز للأداة وإخلاء جيد للرقاقة حتى عند تصنيع كميات كبيرة.

شهدت السنوات الست الماضية إدخال حلول تصنيع جديدة إلى السوق. وتلتزم شركة ميتسوبيشي للمواد بمواصلة تحسين هذه المنتجات وتوسيع نطاقها لتلبية الطلب المتزايد. تأثرت الصناعة التحويلية العالمية، وخاصة قطاع الطيران، بشكل كبير بجائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من أن التعافي قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن توقعات الصناعة تشير إلى العودة إلى نُمُوِّ ما قبل الوباء.

هذا وتواصل شركة ميتسوبيشي للمواد استهداف سوق الطيران وتلتزم بالمساهمة في تطويره ونموه المستقبلي.

جمعية محترف راشيا تُطلق اعمال الفنانة ليلى الاحمدية من إعادة تدوير الثياب القديمة

 


أطلق رئيس "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا وأمين عام تجمع البيوتات الثقافية في لبنان شوقي دلال اليوم أعمال الفنانة ليلى الأحمدية المُكَوّنة من إعادة تدوير الاقمشة المستعملة وذلك في مقر الجمعية راشيا الوادي 

دلال أشاد بجهود إبنة بلدة صوفر الفنانة ليلى الأحمدية وقال: اليوم نلتقي لإطلاق مشروع فني بيئي مهم على مستوى ما نشهده في يومنا من حالة إنتهاك صارخ للطبيعة وما يخلف الإنسان من تلوث جراء المخلفات الصناعية، فهل نعلم أن قطعة واحدة من ثياب الجينز يلزمها إستهلاك ماء ما يوازي حاجة الفرد للمياه على مدى سبع سنوات، لهذا أي مشروع يخفف هذا الضرر علينا وعلى الطبيعة يجب دعمه وتشجيعه، من هذا المنطلق نلتقي اليوم لنُطلق أعمال الفنانة ليلى الأحمدية والتي تقوم بجهود مهمة وهي جمع الثياب المستعملة المنوي تلفها وتحويله الى قطع فنية تُستعمل في الحياة العامة كجزادين وقطع تزيينية إضافة الى لوحات فنية ، لهذا بإسم "جمعية محترف راشيا" و"تجمع البيوتات الثقافية في لبنان" أقترح على وزارتي البيئة والشؤون الإجتماعية تلقف هذا العمل ورعايته فالفنانة الأحمدية على إستعداد لإقامة دورات بهذا الخصوص في مختلف المناطق اللبنانية كما وأضم الدعوة للجمعيات التي تُعنى في مجال البيئة"..

وفي الختام شكرت الفنانة الاحمدية جمعية محترف راشيا على رعايتها لهذا المشروع وقدمت لدلال لوحة من الاعمال المُنجزة،

في الصورة: شوقي دلال والفنانة الاحمدية مع أحد اعمالها المُنجزة


جمعية الإعلامييين والصحفيين العرب تقيمُ إفطارا جماعيًّا في متحف من زمان كان في قرية شعب






خبر للنشر من : الشاعر والإعلامي  الدكتور حاتم جوعيه  - المغار -  الجليل  -

      أقامت جميعةُ الإعلاميين والصحافيين العرب مساء  يوم الأحد ) 31 /  3 /  2024   إفطارا جماعيا  في  متحف  (  من زمان  كان للتراث  )  في  قريةِ  شعب حضرهُ مجموعةٌ من الشعراءِ  والكتاب  والمثقفين  من  أعضاء وأصدقاء الجمعية .    وبعد الإفطار كان هنالك أمسية شعرية  تولى عرافتها الأمين  العام  لجمعيَّة  الإعلاميين  والصحفيين العرب  الشاعر  والإعلامي الاستاذ علي  تيتي  حيث رحَّبَ ، بدوره ، بالحضور وشكر مدير متحف من زمان كان الدكتورعيسى حجاج لإستضافته لاعضاء جمعية نقابة الصحفيين  وللأصدقاء من الإتحاد  القطري  للأدباء  الفلسطينيين  ممثلة  بالنائب  العام  للإتحاد  الكاتبة أسمهان خلايلة ولجمعية الود الممثلة بالشاعر كمال دراوشة ( أبو مالك )  .

  الشعراء والمُتحدّثون الذين  شاركوا  بقصائدهم وكلماتهم في هذه الأمسية: 

الشاعر والكاتب الأستاذ عادل  شمالي  رئيس  جمعية  الإعلاميين  العرب  والشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه والكاتبة أسمهان خلايلة والشاعر والإعلامي الأستاذ  علي  تيتي والشاعر أبو مالك  كمال دراوشة   والشاعر والفنان  يوسف أبو  خيط   والشاعر  حسين حمود  والشاعرة أسماء نعامنة  والشاعرعطا الله معدي  والشاعرة هيام شحادة شلح  والكاتب غسان عبد الله والدكتورعيسى عجاج  مديرمتحف كان من زمان للتراث والشاعر الدكتور مروان  مصالحة  والشاعر كمال دراوشه   ومحاسب  جمعية  الإعلاميين  العرب مصطفى  تيتي  .

       واستمرّت  الأمسية  لساعات  طويلة ، وقد وُثِّقَتْ وَصُوِّرَت من قبل الإعلامي  القدير حسام  إدريس  مدير موقع  العين  الساهرة ، وكان  هذا ببث حي ومباشر على الهواء  .