التكامل عنوان مجموعة جو رعد لعروس 2024 Bridal Perfection




بأناقة وإبداع معهودين، أطلقت شركة Haute Coiffeur Official جو رعد- مجموعة إبداعاته المميزة لكل عروس بما تناسب لون شعرها ونوعه وشكل وجهها، وحتى مكان الاحتفال. 

فمن غروب الشمس تشرق إطلالة العروس ومن جذور الحدائق تنبت جمالاً بإشراقة مزهرة، تصاميم تناسب العروس سواء من ناحية التسريحات أو ألوان الشعر المختلفة.

قد تميزت مجموعة جو رعد ل"عروس 2024"، بإطلالة ساحرة بألوان متناسقة مع غروب الشمس من خلال الشعر الأشقر المائل إلى البيج والأشقر الغامق،  مع تناغم بين اللون الأحمر والقرميدي ليتكون خليط جمالي المائل إلى البنفسجي، اما تسريحات الشعر، فتنوعت بين الريترو إلى ذيل الحصان، وتسريحة الرفعة الملكية.

وعن هذه المجموعة اختصر المبدع جو رعد، بشرح يجعل الفتاة تحلم بإطلالتها وترسم لنفسها شكلاً خياليً، إذ قال: استوحيت تصميم شعر عروس 2024 من الأسلوب  الغجري والعربي، فانقسمت المجموعة إلى جزئين: الأول مستوحى من نوعية وتموّجات شعر سيدات العالم العربي، والثاني عبارة عن شنيون ذات أسلوب طبيعي. 

وجعل جو رعد عروس هذا الموسم مختلفة كليًا عن عروس الأعوام السابقة، مع مراعاته لذوق عروس وما يناسب الماكياج.

وينصح جو رعد العروس بالاهتمام بالاعتناء بشعرها لتظهر في ليلة عمرها بشعر صحي وبراق.

أما الإكسسوارات،  فيرى جو العروس لتكون ملكة ببساطاتها وابتسامتها. 

مكياج سامر بريطع 

تصوير محمد سيف 

ستايلست: إيلي


تجمع عرمون بلدتي يُكرم رئيس جمعية محترف راشيا الفنان شوقي دلال في عرمون




من ضمن فعاليات معرض عرمون للكتاب والعملات الخامس لهذا العام كَرّم "تجمع عرمون بلدتي" الفنان اللبناني شوقي دلال رئيس جمعية محترف راشيا بتقديم درع التجمع في إحتفال أقيم في قاعة عرمون العامة وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وفعاليات رسمية وشعبية . 

رئيس التجمع عامر المهتار قال في المناسبة "اليوم يسرنا في تجمع عرمون بلدتي ان نُكرم صديق التجمع الدائم  والجندي المجهول في نجاح معرض عرمون للكتاب والعملات منذ نسخته الأولى حتى الخامسة الفنان التشكيلي الدكتور شوقي دلال حيث لم يبخل علينا بتجربته الثقافية والفنية والإجتماعية على مدى ثلاثة عقود ونَيّف فكان لنا السند ولا يزال بجميع نشاطاتنا، لهذا نحن سعداء اليوم بتقديم درع التجمع عربون وفاء وتقدير ومحبة وسنبقى نعمل معاً من أجل إغناء الحياة الثقافية بنشاطات هادفة كما تعودنا عليها في تجمعنا منذ تأسيسه"....

من جهته شكر دلال رئيس تجمع عرمون بلدته عامر المهتار والهيئة الإدارية واعضاء التجمع على هذه اللفتة التي أقدرها عالياً خاصة انها تأتي من تجمع له مكانته في الحياة الثقافية اللبنانية وهذا ما أثبته من خلال النشاطات المتنوعة في عرمون ومنطقة الشحار الغربي والتي تركت وتترك أثراً كبير في بناء المجتمع، فألف شكر للتجمع ولأهلنا في عرمون بلدة العراقة والتراث والثقافة وسنبقى معكم والى جانبكم في مواسمكم الثقافية المُقبلة".

وفي الختام قدم المهتار واعضاء التجمع لدلال الدرع التكريمي 


بلدة كونين ـ لطائف وطرائف



محمّد مسلم جمعة. 

نجح الشاعر والأديب شوفي مسلماني في رسم أجمل الصور والمشاهد لوقائع ويوميات بلدته "كونين" ـ العامليّة ـ الجنوبيّة اللبنانيّة ـ في كتابه "كونين ـ لطائف وطرائف"، وهو كتاب حقّاً منعش وخصوصاً للذاكرة، يشدّ القاريء سهلاً في السرد ومشوّقاً، ما أسهم في رفع الكتاب ليكون إضافة كريمة الى مكتبة جبل عامل ـ جنوب لبنان. وها هنا كيفما اتّفق من الكتاب الذي أجاد في رسم غلافه الفنّان التشكيلي محمّد خالد.  


(حرام عليك!)   

 وفي الأربعينيّات من القرن العشرين كان مختار كونين هو الشيخ عبد الحسن حمّود والد المرحومين: موسى وجواد، والمشيخة له اعتباريّة وذلك لِسِعة عقله واتّساع صدره، وكان "صاحب بيت" وكريم النفس جدّاً. وكان له صديق بيروتي متموّل من آل الكردي يرتدي "قمبازاً" ـ ثوباً طويلاً و"طربوشاً" أحمر اللون، استضافه الشيخ أكثر من مرّة، فأحبّ كونين وأحبّ أهلها، واشترى فيها "كذا" قطعة أرض. ومرّة جاء إلى كونين مصطحباً زوجته البيروتيّة، وعند المغادرة عائداً إلى بيروت بالبوسطة ـ الحافلة الكبيرة ـ وقفتْ له خديجة الحاج حسين طالب ومعها طفلها يبكي وصرخت في "مقلب" من مقالبها الغريبة: "لوين رايح؟، لمين تارك إبنك؟، حرام عليك"!. وأُصيبت الزوجة البيروتيّة بالذعر، وأقسم زوجُها الكريم أنّه متّهم مظلوم، وبالطبع من دون جدوى. وأخيراً باع الأراضي التي سبق واشتراها وانقطع عن كونين، و"هيداكْ يوم وْهيدا بَدَاله". 


(بين السمرا والبيضا) 

 اشتبكت إثنتان بالغناء إحداهما سمراء وثانيتهما بيضاء، وكلٌّ منهما تُظهر محاسنَها ومعايبَ الثانية. وأخيراً قرّرتا الذهاب إلى القاضي ليبتّ في أمرهما ويقضي للأجمل. ويبدو أنّ القاضي فاسد، فيقضي للبيضاء التي تشير إليه بيديها خفيةً أنّ حزمة كبيرة من المال بإنتظاره إذا قضى لها. وكان حسين عبدالله "أبو فوزي" رحمه الله، وهو رجلٌ "فاكهة" بتعبير كامل مسلماني "أبو محمّد" ورجلٌ "فاكهة" مثل كلّ آل طعمة في كونين بتعبير شاهر مسلماني "أبو شوقي"، يغنّي هذه الأغنية وهو بالجزمة الطويلة والخيزرانة، "وْعمْيرقص"، وكلّ من في العرس "كورس" له فَرَحاً وضحكاً وتصفيقاً: "بين السمرا والبيضا \ صاير خِلفه قويّه \ السمرا بتقول للبيضا \ لي عندك مشروعيّه". وتقول السمراء: "أنا السمرا السمّوره \ بْناغي متل العصفوره \ يا بيضا يا مصفوره \ يا ليمونة المهريّه". وتقول البيضاء: "أنا ماني ليموني \ كلّ الشباب حبّوني \ يا سمرا يا مجنوني \ كبّاشك متل الجنيّه". وتقول السمراء: "متل الجنيّه كبّاشي \ بيخضع لي أمر الباشي \ عيونك متل الرشّاشي \  وْبينزّوا دايماً مَييّ". وتقول البيضاء: "متل الرشّاشه عيوني \ لكن حلوه ومزيوني \ قماشةْ وجّك مدهوني \ بزفت المركبجيّه". وتقول السمراء: بالزفت طاليتيني \ يا بيضا يا لعيني \ لونك متل الشنّيني \ وبْيمصل باللبنيّه". وتقول البيضاء: "اللبنيّه مأكول الناس \ ما هي زفت الأقرع راس \ يا لونِك أسود أغباس \  كأنِّك مشحرجيّه". وتقول السمراء: "مشحرجيّه وغندوره \ ومن وجّي تهلّ بْدوره \ يا بيضا يا مصفوره \ يا حوّارة البريّه". وتقول البيضاء: "أنا ماني حوّاره \ وجّي عالقمر طاره \ البيضا ستّ القمارا \ والسمرا خزمتشيّه". إلى أن تقول السمراء والبيضاء معاً، وقد اتّفقتا أن تحتكما للقاضي: "إيدي وإيدِك عالقاضي \ تنكفّي المشروعيّه". وتقولان: "يا قاضي السلام عليك \ نحنا بأرواحنا بنفديك \ ما تحكيلناش هيك وهيك \ واشرح بالحق سْويِّه". ويقول القاضي: "السلام بردّ عليكن \ ذبحتوني بعينيكن \ إحكوا أنا بين ديكن \ بْرايات المعنويّه". وعندما يعجز عن التميّيز أيّهما أجمل يقول: "والمعاني بْراياتي \ اسمعوني يا بناتي \ السمره رجوة حياتي \  البيضا رجوة عينييّ". وتقولان: "ما بدّها رجوات عيون \ إحكي كلامك عالقانون \ مين اللي فازت بالكون \ ع الستّات المخبيّه"؟. فتشير له البيضاء، بيديها، من وراء ظهر السمراء، كما أشرنا، إنّ شيئاً محرزاً بإنتظاره، فيسارع ويقول ناطقاً بالحكم النهائي: "بحكي كلامي عن أكيد \ لا بنقّص فيه وْلا بْزيد \ البيضا بْتضوّي لبعيد \ متل الشمس المضويّه". فتغضب السمراء وتقول للقاضي المغشوش: "إمشي أقعد ع الحفّه \ ما بتفهم ولا نتفه \ تاكلّك هاك اللفّه \ بتطلع دورة أرضيّه". ويطلب القاضي من البيضاء أن تفيه ما وعدته، فتستنكر أن تكون قد وعدته بشيء، وتقول إنّها كانت تشير بيديها لينتبه أنّ "قِرقه" كبير ـ خُصيتيه ـ فقط!. 


(شمس العروس)  

تزوّجتْ حمدة خنافر "أمّ محمّد" التي هي أصلاً من بلدة عيناثا المجاورة لبلدتي كونين سنة 1955 من عمّي كامل علي محمّد أسعد أمين مسلماني، و"زفّوها" على فرس، وكانت العادة أن يجرّ ناطور البلدة فرسَ العروس، وكانوا يعطونه بدل عمله هذا "تيّاراً" هو "إشارب" ثمين كان يُلفّ به عنق الفرَس. وهناك "حوربة" ـ أغنية أنشدها في الزفّة حسين عبدالله "أبو فوزي" نادرة: "يا شمس دَلّي حبالِك \ وتأمّلي بحالِك \ بالجوّ ما عاد لِك سكونْ \ طلعتْ عروس قبالك". 

ـ وكنتُ قد نشرت هذه الورقة على صفحتي في "التواصل الإجتماعي" ـ فايسبوك ـ وكان من التعليقات اللطيفة أيضاً تعليق "إبن العم" محسن مسلماني وهو كاتب من بلدة "الشعيثيّة" الجنوبيّة اللبنانيّة القريبة من مدينة صور: "وعنّا غنّوا في أحد الأعراس: يا شمس يلّي بالسما \ أنوارِك بتحيي النفوسْ \ لا تشرقِي فوقِ الحمى \ عالأرض في عنّا عروس".  


(ذات الكحل)  

مرّة ذهب محمّد شاهر مسلماني إلى المرحوم عبد الكريم محمّد مسلماني "أبو علي"، وهو شقيق جدّه، وكان مهجّراً من كونين، ويقطن في محلّة خندق الغميق ـ بيروت، إثر احتلال إسرائيل "للشريط" الحدودي اللبناني سنة 1978 وإثر تهجير جميع كونين، في ما بعد، تقريباً. وكان بين الإثنين، على رغم فارق السنّ الكبير جدّاً، مودّة ظاهرة وملاطفة ومزاح كأنّهما متجايلين، ولم يمكث محمّد قليلاً في منزل أبي علي زائراً حتى استأذن على غير عادة أنّه يريد الذهاب إلى "أبي إسحق"، سأله عن أبي إسحاق هذا، قال: "زلمي" ـ رجل "عنده صبايا للإيجار"!. ابتسم المرحوم، طيّب الله ثراه، بعدما فطن إلى مداعبات حفيد أخيه وقال: "والله ذكّرتني". وروى إنّ "محسن ذيب"، وذلك في الخمسينات من القرن الفائت، كان صديق أبيه المرحوم محمّد، المعروف كثيراً بشجاعته، وفي مرحلة من زمان هذه الصداقة كان محسن ذيب، وقد كان  نحيلاً وقصير القامة، قد استأذن، وهما معاً، أنّه سيفارق إلى عمل ضروري، حتى إذا سأله عنه قال "متشاوفاً" إنّه يعرف "واحدة" ولا أجمل، عيناها "مْكحّلينْ تكحيلْ"، أي هي من الحور العين، وإنّهما يلتقيان في "العريض" ـ غابة الضيعة. ويوماً قرّر المرحوم محمّد أن يعلم من تكون هذه "الواحدة" التي "يحرقصه" محسن ـ  يثير غيرته ـ بها؟، وتبعه خلسة حتى رآه أخيراً عند صخرة في طرف العريض ـ غابة الضيعة ـ "وْنازلْ سَفِقْ ـ يفعل ـ بِحمارَهْ". 


(مخاطباً الله)    

هناك رواية عن الحاج مصطفى فوعاني تقول إنّه كان قد زرع قطعة أرض قمحاً، ونضج القمح ولكن للأسف لم يبلغ طوله شبراً، وبعد البيدر والمورج جعل القمح الصافي في "خيشة" صغيرة ربطها وجعلها على حمارته إلى البركة الكبيرة التي عمرها ربّما من زمان ما قبل الرومان من أجل الغسل والصوصلة، وكان الحاج مصطفى طيّب القلب وإنّما عصبي جدّاً في آن، وكانت أيّام فقر، وعندما اقترب من البركة خطر له أن يرفع يديه نحو السماء وهو يقول: "يا ربّ حلّها وافرجها علينا"!. وكانت الحمارة قد وضعت قائمتيها الأماميتين في الماء كالعادة ولكن هذه المرّة لم يعجبها أن تشرب من أوّل البركة بل خاضت في الماء أمتاراً، وزيادة في الطين بلّة كأنّ أحداً حلّ ربطة الخيشة وهرَّ القمح في الماء. وانصدم الحاج مصطفى، ورفع يديه بعصبيّة نحو السماء مخاطباً الله وقال: "قلتلّك حلّها وافرجها ما قلتلّك حلّ الخيشهْ"!. 


(وداعاً)    

حصل كامل مسلماني "أبو محمّد" على "فيزا" ـ تأشيرة سفر له ولأسرته الكبيرة سنة 1977 بمبادرة من صهره اللبناني الأسترالي عبد علي مهنّا للهجرة إلى أستراليا، فاستدان ستة آلاف ليرة لإستكمال ثمن بطاقات السفر، ثمّ وهو في آخر يوم من عمله  في سوق السمك ببيروت تحلّق بعض أبناء كونين من آل رسلان  وصالح ومصطفى وغيرهم، وبدأوا بالتصفيق والعزف على تنكة كإنّها طبلة، وكامل مسلماني ذاته يعزف ببراعة على آلة المجوز. وغنّى أبو أنيس عبد المنعم طعمة: "يا محروق قبر جدّك \ وين رايح وين؟ \ صهرك ركّب عَ قلبك \ 6 الآف دين". وقال كرّومة طعمة: "يا محروق أبو جدّك \ ما كان يهصّ (أي كان يتكلّم دائماً ولا يصمت) \ بيْبيع 12 علبه (علبة السمك وزنها أكثر من 20 كلغ) \ ما بيربح فصّ". وقال محمود عبد الله طعمة: "يا محروق قبر جدّك \ بتبحّ القلب \ بتْروح الله لا يردّك \ بالناقص كلب". 

ـ وذاته عمّي "أبو محمّد" قصّ ذلك فرِحاً كطفل. 


(الشيخ علي)     

ورواية يزيد عمرها على سبعين عاماً، كان الشيخ علي ياسين هو مؤذّن كونين، ويؤذّن "يدويّاً" حيث لم تكن كهرباء وميكروفونات إلى الستّينات من القرن العشرين. كان الشيخ يصعد الدرج إلى مئذنة الجامع ويقوم بتأدية الآذان، وكما تعرف فالحال في ذلك الوقت، ولكلّ الناس سواسية تقريباً، كان بائساً، أي الجميع في مستوى واحد، إلاّ الشيخ علي فقد كان الأكثر فقراً لأنّه كان كفيفاً وزوجته مثله كفيفة وقد رزقهما الله خمس بنات "مفتّحات" إنّما لم يرزقهما صبيّاً. وللإستعانة على الحياة افتتح الشيخ علي دكّاناً صغيراً ولا مصدر رزق له ولأسرته غير هذا الدكّان  المتواضع جدّاً. وحدث أن اتّفق بعض الشباب "الشلمسطيّه" على سرقة الدكّان، ورسموا الخطّة، ولعبوا بعقل عبد الحسين طعمة الذي كان أصغرهم سنّاً، واستطاعوا إقناعه بدهاء، وبسّطوا له الأمر باعتبار إن الشيخ يثق به، وقالوا له بوجوب الذهاب للدكّان وشراء أي شيء، وأن يتحيّن الفرصة ويتّجه إلى باب الدكّان ذي "الدرفتين": الأولى متحرّكة  والثانية ثابتة، ومهمّته فقط أن يخفض قفل "الدرفة" الثابتة من الداخل  ففعل. وعند منتصف الليل جاء دور "فوج المغاوير" الذين "دفشوا" ـ دفعوا الباب ـ وفتحوه بسهولة، ونهبوا المحتويات عن بكرة أبيها. وعندما طلع الصباح لم تسكت شهرزاد وخاضت في الكلام المباح، وانكشف المستور وضجّت الضيعة لهذا العمل الأرعن، ومن جهتهم فإنّ أفراد العصابة أظهروا إنّهم أشدّ الناس إستنكاراً لما جرى أو حصل، وكان قائد العمليّة هو مصطفى، يصيح غضباً وأسفاً، ويصول ويجول، ويتقدّم ويتأخّر، ويصفّق، بعدما يرفع كفّيه نحو السماء ويقول: "يا ويلكم من الله يا أهل كونين"!. وكان عبد الحسين طعمة واقفاً مع الناس يراقب مندهشاً  ولا يصدّق غرابة أفراد العصابة. وندم على فعلته أشدّ الندم ولكن ظلّ الأمر سرّاً حتى تقدّم في السنّ وقرّر أن يذهب الى مكّة حاجّاً بيت الله الحرام، وذهب إلى إمام البلدة السيّد محمد باقر إبراهيم وروى له تفاصيل التفاصيل، وخمّن السيّد قيمة المسروقات مع احتساب فارق الزمن، فالأسعار تتغيّر، ودفع عبد الحسين المبلغ الذي تمّ توزيعه على الأكثر عوزاً في كونين عن روح المرحوم الشيخ علي ياسين. 


كنعان حاضرة في الجليل




آمال عواد رضوان

    وسط حضور كبير من المثقفين والمعنيين بالأدب، وتحت شعار - كنعان حاضرة في الجليل - أقام نادي الكنعانيات للإبداع أمسية ثقافية مميّزة، استضاف بها الأديبين د. فهد أبو خضرة لتوقيع كتابه (القاموس الوافي للإنجيل المقدس)، وهيام مصطفى قبلان لتوقيع كتابها القصصي (بعد أن كبر الموج)، وذلك في دار عقودة ناصر داود في عبلين، وضمن مهرجان عبلين الثّقافيّ السّنوي الأول الّذي أقامته جمعية عبلين في القلب، واستمرت برامجه الثّقافيّة الثرية من 6/ 2024.6.10، وقد تضمن معرض كتاب في القلب بإدارة "قهوة وشاي"، وبازار فن تشكيلي للفنان عوّاد عوّاد.

   تولّت إدارة الأمسية المربية رفقة عواد سليم، وقد رحبت بالحضور وبالضّيوف، ثم تحدث بإسهاب د. منير توما تحت عنوان - الفرادة الإبداعيّة "للقاموس الوافي للإنجيل المقدس" للدكتور. فهد أبو خضرة، ومداخلة أخرى مستفيضة بعنوان  الرّمزيّة في قصص مجموعة - بعدَ أنْ كَبُرَ الموج- للأديبة هيام مصطفى قبلان، تخللتهما معزوفة شرقية على العود بأنامل الفنان الواعد كريستيان عزام، ومشاركات شعرية لكل من هيام مصطفى قبلان من عسفيا الكرمل، وفاء عياشي من طمرة الجليلية، ووفاء فضل من حيفا، ثم حاورت الأديبة آمال عوّاد رضوان د. أبو خضرة حول منجزه الأخير، والمصاعب الّتي واجهته في البحث والتّحقيق، وحول رسالته وهدفه من هذا الكتاب.

   في نهاية اللّقاء قدم مؤسّسا جمعية عبلين في القلب السّيد أسامة دعيم والسّيدة عفيفة حاج أبو غنيمة دروع تكريم رمزية للمشاركين، وشكرت المربية رفقة سليم الحضور والضّيوف والقيمين على هذا التّنظيم، وتم التقاط الصّور التّذكارية.

  جاء في كلمة عرافة أمسية كنعان حاضرة في الجليل- المربية رفقة سليم:

مساؤكم أدبيّ نديّ ممتع أيّها الحضور الكريم مع حفظ المقامات والألقاب، أهلًا ومرحبا بكم جميعًا من أعماقِ القلبِ، وتقديري لذوي الوجوه الكريمة وكل من قطع مسافات لحضور هذه الأمسية الثّقافيّة الدّافئة الحميميّة الجليلة والمباركة بكم.

    شرف لي أن أقف أمامكم اليوم في هذا الحفل البهيج، وأمام قامتين أدبييتين شامختين، د. فهد أبو خضرة، وهيام مصطفى قبلان، ويسعدني أن أستثمر هذه المنصة وأقول بفخر وبملء الثغر: إنّ أمّةً تجري بأقدامِها ولا تجري بعقولِها بين الأممِ، هي أمّةٌ عرجاءُ لا تستطيعُ أن تجريَ مع الأممِ إلى تحقيقِ أمانيها في موكبِ الحضارةِ المتدحرج! أضرعُ إلى اللّه أن يشملَنا جميعًا برعايتِهِ لخدمةِ الإنسانِ والإنسانيّة!

  باسمكم نشكر نادي الكنعانيات للإبداع، وعبلين في القلب، والنّادي النّسائي الأرثوذكسي عبلين، شكرا لآل داود من أتاحوا لنا عقودة دار ناصر للاحتفاء بهذه الفعاليات الّتي تداعب القلب وتُثرينا فِكرًا وروحًا، شكرا لكل القيّمين والجهات الدّاعمة الّتي ساهمت في إنجاح هذه الفعاليات المشجعة والمحفزة على المشاركة الفعّالة في بناء المجتمع وبلورة هُويّته، فالإبداع هو وسيلة للارتقاء بالمجتمع وكفاءته على كافة الأصعدة. 

محطتنا الأولى مع د. فهد أبو خضرة:   دعونا هذه اللّيلة نجوب في رحلة قصيرة ثرية، ونتوقف في محطتنا الاولى عند فارس اللّغة القادم على صهوةِ البحث المضني، إنه د. فهد أبو خضرة، يطل علينا بإبداع متميز جديد بعد عمل سنوات طويلة، يحمل في أحشائه مؤونة أدبية زخمة، يلقي الضّوء عليها الأديب النّاقد د. منير توما من كفرياسيف.. فليتفضل. 

 ومحطتنا الثانية مع هيام مصطفى قبلان: 

    لقد قال توفيق الحكيم: "إنّ عقل المرأة إذا ذبُلَ ومات، فقد ذبُلَ عقل الأمّة كلّها ومات". كمْ يطيبُ لي في هذه المناسبةِ العزيزةِ أن أعبّرَ عن إجلالي وتقديري العميقينِ للكاتبةِ المتألّقةِ هيام قبلان لقلمها الوضاء شعرا عاصفا، والسّيال أدبا زاخرا بموهبتها وحسها المرهف، تُطلُّ علينا من عسفيا الغراء ومن شوامخِ جبالِ الكرمل، بإبداعها القصصي الأخير، "بعد أن كبر الموج"، والّذي يتناوله د. منير توما بقراءة نقدية متمحصة.. فليتفضل.

  أمّا محطتنا الثالثة فهي مع الشعر ، ولأن الشّعر منحة إلهيةّ مقدسة وغاية إنسانيّة مبجلة، نفتح قلوبنا لنسائم شعرية: نبدؤها:  مع هيام مصطفى قبلان من عسفيا الكرمل، ثم مع وفاء عياشي من طمرة الجليلية، ومع وفاء فضل من حيفا.

   مداخلة د. منير توما - الفرادة الإبداعيّة "للقاموس الوافي للإنجيل المقدس" من وضع د. فهد أبو خضرة

   لقد قام الدّكتور الفاضل فهد أبو خضرة بعملٍ إبداعيّ فريد من نوعه، بوضعهِ معجمًا وافيًا للإنجيل المقدّس يتمشّى مع فن التّأليف المعجمي الحديث. ونحن حين نتفحّص هذا المعجم الثري لغويًا ومعرفيًا نُقدِّر ثقل العبء وخطر المهمة الّتي سعى الدّكتور أبو خضرة لإنجازها، حيث مضى في رأينا وهو يعلم أنّ هذا النّوع من التّأليف يتطلّب النّفس الطويل الّذي لا يقاس بمقياس الزّمن ولا يُحسب للوقت فيه حساب. ومن خلال إبحارنا في صفات هذا المعجم أو القاموس، يتضّح لنا أنّ هذا المعجم لونٌ جديد في عالم المعجمات المسيحية، فيه تأصيل وتحقيق، وجمع واستيعاب، ورجوع الى المصادر الأولى.

    يتصّف هذا القاموس بغزارة المواد، وجمالية الطباعة، وأناقة الإصدار مما يَدُّل أنّ الدّكتور فهد أبو خضرة قد عُنِيَ في تأليفِهِ ووضعهِ عناية خاصة بالوضوح والدّقة، فرُتِّبَ ترتيبًا دقيقًا، وبُوِّبَ تبويبًا سهلًا، والتّزم المؤلف فيه التّرتيب الحرفي، فجاء هذا القاموس متابعًا للعلم والأدب وسعة الأفق ثقافيًا وفكريّا في نصوصه المعجمية الشّاملة في سيرها وتطوّرها.  ومن اللّافت أنّ ما يميّز هذا المعجم دقة التّرتيب ووضوح التّبويت منهجيًا، الى جانب لغوي عُنيَ بأن تُصّوَّر اللّغة تصويرًا كاملًا يشهد بالدّقة والأصالة والتّجديد والسّهولة والسّلاسة.

   لا يخفى على الكثيرين أنه يمكن لأي شخص قرأ الإنجيل أن يواجه صعوبات عند قراءة بعض الأجزاء المربكة في الإنجيل. ولا يُفتَرَض بذلك أن يفاجئنا، ويجب الأخذ بعين الإعتبار أنّ هذا المعجم الّذي نحن بصدده يُسهم الى درجة كبيرة جدًا بوضوح كتب الإنجيل. فقد أعدَّ مؤلف هذا القاموس من أجل القرّاء الّذين قد يصعب عليهم فهم بعض عبارات الإنجيل، حيث يتم فيها توضيح الكلمات والعبارات الّتي قد لا تكون مألوفة أو عصيّة على فهم القارئ.

لقد نجح المؤلف الدّكتور فهد أبو خضرة في هذا المعجم في تقديم الشّروحات اللّغوية للكلمات، مصحوبة بنصوص من الإنجيل المقدّس تُبيَّن أساسيات الإيمان المسيحي والأفكار اللّاهوتية الأساسية في الإنجيل بأسلوب متعمِّق لكنه بسيط وسهل، حتى أنّ كل مَن سيقرأ في هذا القاموس سوف يجد ضالتّه في الفهم الرّوحيّ، بل أنّه سوف يجد من التّطبيقات العملية للحقائق اللّاهوتية الّتي تساعده في تحويل النّظريات والأفكار اللّاهوتية الى قرارات وخطوات تشكِّل علاقتنا باللّه والمسيح، وعلاقتنا بالإنسان عبر التّفسير اللّغوي المعجمي للكلمات الواردة في سياق النّص الإنجيلي وأمثلة توضيحية على ذلك.

     إنَّ "القاموس الوافي للإنجيل المقدّس" يؤكِّد للقرّاء ما يعرفه الكثيرون من أنّ هناك تشابهًا كبيرًا في مضمون الأناجيل. وهذه حقيقة ندركها في قراءة الأناجيل متى ومرقس ولوقا الّتي تتشابه؛ لذلك أُطلِقَ عليها اسم "الأناجيل الإزائية" والّتي تعني من 

"منظور مشترك".

   أمّا إنجيل يوحنا فهو فريد حيث يدعى بالإنجيل الإلهيّ. والأمر هنا مرتبط بكلمة منظور، perspective  فعلى الرّغم من أنَّ الأناجيل الإزائية تملك منظورًا مشتركًا، إلّا أنها ليست متطابقة. لهذا السّبب لدينا أربع وجهات نظر عن "حياة يسوع" تركِّز على مشاهد وأحداث مختلفة؛ والفائدة من تعدّد المنظور هي أنها تساعدنا أن نفهم بالتّمام أهمية شخص السّيد المسيح على الأرض والإنسانيّة. وبالتّالي جاء هذا القاموس ليشكِّل عنصرًا مهمًا إيضاحيًا يهدف الى الاستنارة الإنسانيّة والفكريّة والرّوحيّة.

    من الجدير بالإشارة أنّ هذا القاموس اللّغوي القيِّم لا ينفرد فقط بتفسير وتوضيح معاني كلمات الإنجيل، بل يضيف معنًى آخر هو إمكانيّة تبسيط اللّاهوت، ولو كان ذلك بشكل غير مباشر، فاللّاهوت علم علاقة الإنسان باللّه وفهمه لطرقهِ. إنّ البعض يدعو الى توصيل الأفكار اللّاهوتية للإنسان البسيط وشرحها بأمثلة ووسائل إيضاح سهلة.

   والبعض الآخر لا يستطيع إلّا أن يضع أفكار وشروحاته اللّاهوتية المتعمقة في إطارٍ مركب لا يستطيع القارئ فهمه، إن لم يكن باحثًا لاهوتيًا غارقًا في النّظريات اللّاهوتية، وبالتّالي لا يستطيع الدّارس البسيط أن يفهمها ويتجاوب معها. ومن حيث أنّ الدّكتور أبو خضرة لم يتوخَ في هذا القاموس تدريس اللّاهوت، وانّما لجأ إلى تفسير المعاني اللّغوية للكلمات الواردة في الإنجيل بصورة لمّاحة أدّت الهدف الأساسي المنشود، وأسهمت الى حدٍ لافتٍ جدًا في إيرادها مزيدًا من الشّروحات اللّاهوتية والتّفسيرات الدّراسية المتنوعة الّتي برز فيها أيضًا إشارات توضيحية نحوية في لغتنا العربية وهو بذلك يكون قد مارس أسلوب السّهل الممتنع في الشّرح والتّفسير اللّغوي البعيد عن التّعقيد والمواربة.

   وأخيرًا وليس آخرًا، سُئلَ أحد كبار اللّاهوتيين أن يلخص الإنجيل في جملة واحدة، فرنّم لهم ترنيمة مشهورة باللّغة الإنجليزية.

"Jesus Loves me yes I Know.. The Bible tells me so"، وترجمتها بالعربية: "أعلم يقينًا أنّ المسيح يحبني لأنّ الكتاب المقدّس يقول ذلك".

    وهكذا تنطبق عليك مقولة هذه التّرنيمة يا دكتور فهد العزيز أبو حبيب، فلك منّا كل محبة وتقدير، واحترام على هذا الإنجاز الرّائع، مع أطيب تمنياتنا لك بدوام الصّحة والعطاء والعمر المديد.

   مداخلة د. منير توما بعنوان - الرّمزيّة في قصص مجموعة - بعدَ أنْ كَبُرَ الموج - للأديبة هيام مصطفى قبلان

    إنّ أول ما يستوقفنا عند قراءة قصص كتاب "بعدَ أن كَبُرَ الموج"، أنَّ الأديبة الشّاعرة هيام مصطفى قبلان قد انتهجت في هذا الكتاب النّهج الشّعريّ أو ما يُعرَف باللّغة الشّعريّة (poetic language)، من خلال رؤية تشاؤمية لحياة المرأة في مجتمعٍ ما تَغْلُب عليه الرّوح المحافظة، حيث تعاني الأنثى بشكل عام من الغُبن الاجتماعيّ وحرمانها من الحرية حتى ولو كانت هذه الحرية معتدلة ومحدودة الممارسة مما يعكس كره الكاتبة لمضامين مثل هذه الحياة بصورة نقدية مفهومة ايحائيًا، فهي تنظر الى مثل هذه الحياة وكأنها بمثابة حياة بدائية ساذجة للمرأة الّتي تصبو الى التّحرّر من الكبت بكونها ضحيّة فَرَض عليها المجتمع الذّكوري قيودًا حرمها من أن تكون وليدة الرّفاهية والاسترخاء، بل كانت قرينة سلسلة من المحن والآلام. فقد انتجت الكاتبة في قصص الكتاب نساء مغموسات في الأسى، فكان انتاجها أقرب الى الصّيحة تنطلق من قلبٍ جريح. عند قراءة قصص كتاب "بعد أن كَبُرَ الموج" نستنبط أنّ الكاتبة قد آمنت بأن الإبداع الأدبي عن معاناة الأنثى في المجتمع، محور حديثنا، يوقظ وجدان البشرية، وأن مستوى هذا الإبداع اذا ما ارتفع شكّل نظرة جديدة قوامها العدالة والرّحمة والمحبة، وجعل حياتنا طيّبة خضراء حقيقيّة سماوية وواقعًا قدسيًا تُكرِّم فيه المرأة أو الأنثى وتُمنَح الحرية والاحترام الإنسانيّ على أقل تقدير.

    لقد ضّمّنتْ الكاتبة في هذه القصص كثيرًا من الصّور الرّمزيّة الّتي تشارك الألفاظ همسها وإيحاءَها، لم تخْلُ من غموض في عيون بعض القرّاء الّذين اختلفوا في تفسيرها.

   إنّ الشّخصيات النّسائية الّتي تصورها الكاتبة تنطق بشعور الحياة، وتنبض في طياتها ما يشبع نفس الكاتبة ويحقّق ما تبتغيهِ.

إنّ لغة الكاتبة الشّعريّة جعلتها قادرة على تحويل عباراتها النّثرية الى ما يشبه القصائد الّتي تحمل رنين الشّعر، وإن لم تحمل أوزانَهُ، وتلوينها بالظلال ونبضات العواطف، مما أضفى على لغة الكاتبة تألقًا وقدرة على التّأثير والإيحاء.

   أما إذا انتقلنا الى التّطبيق الرّمزيّ على عدد من قصص الكتاب كنماذج، فإنّه من الأجدر بنا اولًا أن نتناول بالتّحليل الرّمزيّ لعنوان الكتاب "بعد أن كَبُر الموج"، فهذا العنوان يشكِّل مفتاحًا لثيمات مضامين الكتاب الرّمزيّة، فالموج يرمز الى المبدأ الأنثويّ (the feminine principle) الّذي يحتاج الى التّجديد والتّجدّد (regeneration)، والى الإنبعات الرّوحيّ المجتمعي بحيث يؤدي ذلك الى جريان للأحلام الأنثويّة بانحسار وارتداد الكبت والقهر والقمع والحرمان، مع الحفاظ على ما في اللّاوعي من طهارة في خضم التّغيُّر الواجب إحداثه في ظروف وحياة الأنثى المتبلورة في قصص الكتاب،  والّتي تعكس لنا حتمية ووجوب انقلاب جوهري في حياة الباطل القهرية الّتي تتعرض له الأنثى، والّتي تحلم بنشاط وقوة روحية متجدّدة، من خلال تغيُّر جذري في الأفكار (radical change in ideas) ونبذ كل الأوهام (illusions) الّتي يتبناها أفراد المجتمع ذكورًا وإناثًا بأفكارهم التّقليدية الرّجعية البائدة.

   وفي بداية حديثنا عن القصص بالتّحديد، نجد في قصة "أفقد نفسي" (ص 5) مضمونًا يرمز الى الأمومة والموت (maternity and death)  المتمثّل في خيانة الزّوجة الجنسية، وغرورها وخيلائها (vanity) تجاه بنات زوجها، وخداعها للزوج الّذي يموت في نهاية المطاف قهرًا، بعد مغادرة ابنته (راحيل) بيت أبيها وزواجها ممن اختارته بعد عدم نجاحها في اقناع والدّها بخيانة زوجته المرائية المفترية.

   وفي قصة "أشتهيتك يا موت" (ص 30) نرى رمزية الرّغبة الجنسية القوية والشّهوة (lust) للرجل الّذي يعتدي على الفتاة الأنثى، ويستغلها جنسيًا ويفض بكارتها ملاحقًا إياها بعد محاولتها الهرب منه، حيث يمثل عكاز هذا الرّجل المعتدي في مشهد اللّحاق بها رمزًا جنسيًا قضيبيًّا (phallic symbol).، لتحقيق اصطياد فريسته الأنثى الفتاة الّتي تحاول الهرب منه.

   وتصادفنا مرةً أخرى حادثة خطيب إحدى الفتيات المدعو (سالم) الّذي تسلمه هذه الخطيبة نفسها جنسيًا، ثم يتخلّى عنها بعد ان تحمل منه، فتقوم أمها بقتل الطفل المولود لإخفاء عار ابنتها المدعوّة (سماح). وفي مشهد مكان العمل أي حقول التّفاح تكمن رمزية هذه الحقول الّتي ترمز في هذا السّياق الى الموت والحرمان من الأمومة، واغتنام الذّكر للفرص للوصول الى مآربهِ الشّريرة ولا مبالاته بفضيحة مَن عاشرها وسبّب لها بمأساة حياتها. وفي جوهر هذه الحادثة تَدين الكاتبة رمزيًا الرّجل الّذي لا يلتزم بمبدأ الرّعاية الرّوحيّة أو التّهذيب الرّوحيّ (spiritual cultivation).

   وفي قصة "بعد ان كبر الموج" (ص 58) الّتي يحمل الكتاب هذا العنوان، نجد أنّه جاء في نهاية نص القصة على لسان الفتاة: "كيف باستطاعتي أن أترك قطعة مني بعد أن كبر الموج بداخلي؟ كيف باستطاعتي ان اترك قطعة مني، بعد ان بَنَت العصافير 

اعشاشها بين ضلوعي، لتعيش بأمان؟" وفي كلمة العصافير في هذا السّياق رمزية الى روحانية النّفس في الفتاة، وأفكارها المُتسِمّة في التّحرّر والتّمرد على الحرمان، وذلك بفعل ثراء خيالها الّذي يهفو الى تجاوز التّقاليد البالية والقيود المتعارف عليها، والسّير   في اتجاه الإبداع والحب المنشود في اطار الحرية الّتي ترمز إليهِ العصافير.

   وباستمرارنا في التّعامل مع الرّمزيّة في قصص الكتاب، نأتي الى قصة "ذاكرة العسل المر" (ص 68)، حيث يرمز العسل المر الى فقدان كلٍ من الأمور التّالية: الهناء الأبدي  (loss of eternal bliss)، الحلاوة  (sweetness)، الحكمة الرّوحيّة  spisitual wisdom)، الوفرة  (abundance)، المبادرة  (initiation)، والأنا العليا للذات  (the higher ego of self).، ومعاني هذه الرّموز يعكسها ويجسدها النّص التّالي في ختام هذه القصة:

"  وبين شهقتين، يلتقط ستيفانوس بقايا حلمه.. يطفو على وجه الماء خيال، لجسد يعبق برائحة الكرز الممزوج بعسل مرّ!"

وهنا يرمز الكرز الى العذرية  (virginity)، وإلى الإثمار (fruitfulness) الّذي لا يكتمل جانبه الإيجابي بوجود العسل المرّ الموحي بخيبة الأمل والإحباط.

   وختامًا، نكتفي بهذا العدد من قصص الكتاب، ولكن لا بُدَّ لنا أخيرًا أن ننوه الى الحقيقة بأنّ الموج الوارد في عنوان الكتاب مرتبط بالبحر واقعيًا ورمزيًا، حيث يرمز البحر في سياق مضمون الكتاب إلى المرأة، والى المصدر المولِّد للحياة (the generative source of life)، والى القوة الدّيناميكية لها  (dynamic force)، والى الشّوق للمغامرة  (longing for adventure)، وارتباط المرأة بالرّغبة الجنسية  (sexual desire)، والتّطهُّر  (purification)، والضّمير (conscience) والاستكشاف الرّوحيّ (spiritual exploration)، والموت والتّجدّد، والوحدة  (loneliness)، والفوضى  (chaos)، والهاوية أو الجحيم  (abyss)، والحرية (liberty). وبهذا فإنّ معاني رمزية البحر هذه كلُّها تؤكِّد أنَّ الوقت قد حان ونضج للسير بالمرأة قُدُمًا، لتجاوز السّلبيات المجتمعية الّتي تحدثت عنها الكاتبة رمزيًا، وايحاءً لتحقيق الآمال المرجوة في انفراج حالات وظروف المرأة الإنسانيّة "بعد أن كَبُر الموج" بكل تداعيات وتشعبات معاني هذا العنوان الرّمزيّ.

   فللأديبة الشّاعرة الفاضلة هيام قبلان أطيب التّمنيات بالصّحة ودوام الابداع والعطاء. 


لكل نهاية بدايات محتملة



د. محمد الداهي

أكاديمي مغربي


كان في عداد طلبة الفصل الثالث للسنة الجامعية الحالية (2023-2024) طلبةٌ فيتناميون. وبما أنهم كانوا يجدون مصاعب في متابعة الحصة المشتركة (وحدة "سرد حديث") مع أندادهم المغاربة، ارتأيتُ أن أخصص لهم حصصا إضافية تراعي مستواهم التعليمي والإدراكي في اللغة العربية.  ولحفزهم على تنمية رصيدهم اللغوي والثقافي، ومعاينة علامة من العلامات الفارقة في العلاقة المغربية-الفيتنامية، طلبتُ منهم إنجاز تقرير عن سيرة "حكاية أنه ما Anh Ma سيرة جنرال مغربي في حرب فيتنام" لعبد الله ساعف.  وضعتُ الكتابَ رهن إشارتهم، وبينتُ لهم مقاصده ومراميه، لكن لا أحدَ منهم سلم لي منجزه؛ ربما لسوء التواصل والتبليغ، أو لصعوبة قراءة الكتاب واستيعاب محتوياته أو لبرغماتية مُتأصِّلة في سلوك معظم الطلبة بميلهم إلى المُقرَّر وتفاديهم ما سواه كما لو كان أَمرَّ من الحنظل.


وأنا أعيد قراءة الكتاب مقدرا الجهد الذي بذله عبد الله ساعف في استقصاء أرشيف امحمد بن عمر لحرش، والتحري في أخباره ومَاجَريَات حياته بالتنقل إلى باريس وغيرها من مدن المعمورة كلما تهيأتْ له الفرصُ، وجدت تعليلا أخر كان وراء استبعاد المترجم له من هانوي، وهو عدم سوغ الفيتناميين إثبات أي اثر أجنبي في حربهم الضروس ضد فرنسا بمؤازرة حلف الناتو. أدى ابن عمر-الذي كان ينعته هو شي منه بـ"الأخ الأكبر"- دورا كبيرا في حرب "ديان بيان فو" التي انتهت بحسم الفيتناميين المعركة لصالحهم تطلعا إلى انتزاع الاستقلال التام وتوحيد الشعب الفيتنامي. سبق له أن شارك في معركة " مونتي كاسينو عام 1944" التي أسالت كثيرا من المداد، واضطر إلى الكتابة عنها في صحيفة "الأمل" (الناطقة باسم الحزب الشيوعي المغربي" لإبراز شجاعة الگوم المغاربة في اجتياز الخط الدفاعي (خط كوستاف) للوصول إلى روما يوم 4 يونيو 1944، ولدفع تهمة الاغتصاب الجماعي (ماروكينات أو أفعال المغاربة) التي نُعتوا بها لتلطيخ سمعتهم.


لكل زعيم أو شخص عادي نهايته. عليه أن يُدبِّرَها قبل أن تفاجئه بفخاخها وأوهامها ومآسيها. ارتقى ابن عمر إلى أعلى الرتب (جنرال)، ونال مكافآت وأوسمة كثيرة تقديرا لأدائه، وتأهيلا لمكانته، وتنويها بأخلاقه. غادر هانوي عام 1960 وهو يحمل هدية رمزية سلمها إليه الجنرال جياب شخصيا: سيف مختوم بطابع الجمهورية الديمقراطية لفيتنام. لكنه عندما عاد إلى المغرب وانضم فيما بعد إلى المعارضة المغربية في الجزائر حامت حوله شبهات، وأضحى عرضة ومثارا للسخرية. "عندما كان ببساطة يتحدث عن مبارياته في الشطرنج مع " جياب"، كان يثير تهكم رفاقه في المنفى: " ألم يكن لدى "جياب" العظيم ما يفعله غير اللعب مع مثل هذا السكير " (ص.196)


وأنا أعالج نهاية ابن عمر..أستحضر نهايات لم تُدبَّرْ كما ينبغي فأدت إلى حدث مأساوي ( مثل انتحار أنا كرننيا بسبب الاكتئاب وتوالي الإخفاقات العاطفية،  وانتحار إيما بوفاري من جراء كثرة الديون التي تراكمت عليها لتحقيق نزواتها الشخصية، ومرض دون كيخوتي دي لا منشا وموته بسبب مبالغاته في الجنون ومواقفه المثالية لإزالة الفساد وإصلاح العباد) أو نهايات دُبرتْ كما يجب فأفضت  إلى نتائج مرضية.  استطاع-في هذا الصدد- كل من عبد الله العروي وعبد الرحمن ابن خلدون على إعطاء للنهاية الوشيكة معنى جديدا وتحولا مغايرا لمباشرة حياة جديدة بالتوبة إلى الذات (بتعبير عبد الله العروي)، وبتعزيز المسار الشخصي على حساب المجال العمومي، وبممارسة الكتابة باعتبارها بلسما للأحزان والإحباطات، وطريقة من الطرائق الممكنة لاستعادة الأمل في الحياة، واستدفاع شبح الموت.


 وفي السياق نفسه، أعرض تجربة أنطوان كومانيون الذي خصص- قبل أن يحال إلى المعاش - حصصه الأخيرة في " كوليج دو فرانس " لموضوع "نهايات الأدب" كما كرسته مؤلفات ميشيل د مونتيني، ومارسيل بروست، وشارل بودلير، وأندريه جيد، وجون بول سارتر، وكما جسدته عبارة جورج سيميل عام 1905 " الأسلوب المتأخر" أو عبارة الكونت دو بوفون (جورج لويس لكليرك)1770 " نشيد البجع" أو عبارة فرانسو- روني دوا شاتوبريان " الشيخوخة الرائعة".


 بينما يفكر أنطوان كومبانيون في " الوصول إلى النهاية" إذ وجد نفسه يستعيد السنوات التي قضاها في التدريس (ما يناهز خمس وأربعين سنة)، ويسترجع الذكريات التي جعلته يؤدي مهنته بتفان وشغف وفضول ومحبة، ويتهيأ إلى النهاية الوشيكة بالتقدم -بتعبير صامويل بكيت- نحوها، وكسبها، والتفوق عليها عن جدارة واستحقاق. قد يتحقق له ذلك فيكون من الفائزين، وقد يخونه الحظ فيكون من الخاسرين. وفي كلا الحالين، عليه أن يأخذ العبرة من مختلف أشكال الحياة؛ ومن ضمنها مباريات كرة القدم التي تتخذ الإصرار فلسفة للنجاح والتفوق أيا كانت الظروف والأحوال، ولقلب النتائج وكسب المعارك في الدقائق الأخيرة بفضل لفظين أضحيا شائعين في المجالات جلها (القتالية (Grinta) والقدرة على العودة في النتيجة (Remontada))، ولطي صفحة الألم وفتح صفحة الأمل. 

قبّعة الجبل: لا يُستفرد كالمفرد

 


د. محمد مسلم جمعة. 

يتحفنا الشاعر شوقي مسلماني بجديده دائماً، فهو يطوّع الشعر بوحاً عن أفكار تختمر بتجاربه الحياتيّة وتتماهى مع دور الشعر في التعبير عن قضايا العصر ومشاغل وهموم الناس وفق قراءة متعمّقة للواقع ووجدانية تمتدّ من البدء الى الموجود ـ الحاضر وفق فلسفة عمادها عقل منفتح نيّر وكريم. ومرفق ملامح وبرقيّات وخواطر من مجموعة "قبّعة الجبل": 

  

إفتحِ الكاميرا: 

الوحي أخضر.

..


الأمل 

يجعلُكَ تصدّق. 

..


الأمل  

يجعلُكَ  ترى ما تريد. 

..


الموت  

هو حين تفقد الصِلةَ 

بالواقع، 

الموت  

هو كلّما تؤجِّل 

مُدرِكاً ماذا تعمل؟. 

..


"أن 

تصعدَ 

إلى حلبةِ الملاكمة 

شيء 

وأن تفوزَ 

شيء آخر 

تماماً". 

.. 


الميت 

هو الذي مات الحلمُ فيه. 

..


رُقّيَ الحمار ـ  

صار بغلاً كبيراً. 

.. 


"العبوديّةُ 

علّمتهُ أن ينجو 

ولكنْ لم تعلّمه 

كيف يعيش". 

..


لا 

يُستفرَد 

كالمُفرَد.

..


ولاحظ كيف هو يدور ويدور 

وكيف هو يترجّح حافّةً شاهقة.

للقمرِ وجهٌ آخَر.

هو كلّ هذا وكلّ ذاك وذيّاك.

قلْ كلّ ما ينبض بإلتفاتةِ غزال،

بعصفورٍ يغرّد، بصهيلِ خيل.

رآه بإمتدادِ أملٍ.. مرّةً.

أيّها القمرُ هو يستحقّ منك الحذرَ. 

وحين أغمضَ عينيه رأى الأرضَ ـ إفريقيا ـ

جرحاً واحداً مِنَ القطب إلى القطب.

أين خلفَ تلكَ الحواجز هو؟ أين هو في وحدتِه؟.


وقال البعيدُ في البحرِ لكي يرجع:

"التصديقُ واجبٌ مرّاتٍ عملاقة" و"ماذا سيجلبُ لي البحرُ غداً"؟.


في هذا العالم،

في هذه الأرض، في تلك البلاد،

في تلك المدينة، في تلك المحلّة،

في هذه النقطة.. بالوجوه كلّها، بأنهارِ حياتِه..


حين يفتح عينيه

كم ستكون جبال تخفق فيها رايات،

أو أنّها شقائقُ نعمان، 


وبكلِّ الفراشاتِ السوداء ـ الزرقاء ـ

الكبيرةِ، اللامعةِ، الساحرةِ.. بعيداً من نَخَّاس.


توصيات مركز فِكر لحماية حقوق الملكية الفكرية

 


شدد المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية – فِكرICIP    على مجموعة من التوصيات لحماية حقوق الملكية الفكرية، تتلخص بما يلي:

لا بد من الإشارة أولاً الى أن قوانين الملكية الفكرية ومستوى الحماية التي تقرّها أحكام اتفاقية جوانب حقوق المِلكية الفكرية المُتّصلة بالتجارة، تؤثر على توفير الأدوية للمرضى بأسعارٍ معقولة في أية دولة، لأن هذه الأحكام تمنح حقوقاً استثنائية لأصحاب الابتكارات والاختراعات في جميع المجالات، بما في ذلك قطاع صناعة الأدوية الذي تسيطر عليه الشركات العالمية والتي تسعى بصفة مستمرة الى تعزيز حماية ابتكاراتها واختراعاتها عن طريق المطالبة برفع مستويات حماية حقوق المِلكية الفكرية، الذي يتجسّد في وضعِ قيود إضافية صارِمة أمام البلدان النامية لإنتاج الأدوية الجنسية، أو لإنتاج الأدوية الأصلية في إطار الترخيص الإجباري المسموح به حسب شروط اتفاقية "التربس". وبالتالي لا بد من ايجاد توازن معقول فيما بين حقوق المبتكر عن طريق أحكام وقوانين والمعاهدات الراعية للملكية الفكرية وبين حقوق المواطنين أو الدول النامية بالحصول على العلاجات أو الأدوية لمواطنيها والحد من احتكارات الشركات الكبرى.

وثانياً، بالرغم من النمو والتطور الصناعي الذي شهدته مختلف الدول وشهده العالم بالإجمال، إلا أن هذا التطور الصناعي والتكنولوجي كان له تداعيات سلبية على البيئة، لذلك كان لابد من التوجه وتسليط الضوء كما والعمل على تشجيع الابتكارات الصديقة للبيئة للحد من التلوث البيئي. فبالرغم من الحاجة الى تنمية الابتكارات وبالتالي تطوير الصناعة وغيرها من القطاعات وما تحتاجه من حماية قانونية وهو ما يعطي تطوراً في اقتصاديات الدول في مختلف قطاعاتها، كان لا بد من العمل بالموازاة لإيلاء الأولوية الى تطوير الابتكارات الخضراء والصديقة للبيئة، فمثلاً ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) فانه من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040، ولا يمكن إنشاء أنظمة للطاقة النظيفة اللازمة لتلبية ذلك الطلب، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز النمو الاقتصادي، إلاّ من خلال تشجيع الابتكار ودعم تطوير أنظمة متينة للملكية الفكرية تحفزه وتدعمه. وتلك هي المعادلة المعقّدة التي تواجه راسمي سياسات الطاقة.

ولتحقيق ذلك يجب الاستثمار في النظم البيئية الوطنية للابتكار وتمكين النفاذ الواسع إلى أنظمة وطنية فعالة للملكية الفكرية، كما والبحث عن بدائل أنظف للتقنيات القديمة القائمة على الوقود الأحفوري ومصادر غذاء وأنظمة إدارة للموارد الطبيعية أفضل وأكثر استدامة، وجميعهم يستخدمون نظام الملكية الفكرية لدعم أعمالهم والمساهمة في استيعابها واستخدامها في المجتمع.

بعدها، تم عرض جملة من التوصيات التالية:

- نشر الوعي بجوانب الملكية الفكرية ودورها في دفع عجلة التقدم الاقتصادي وتشجيع كافة المهتمين بأهمية التقدم الصناعي المبني على الإبداع والفكر وتنمية إبداعاتهم وابتكاراتهم ونشر الثقافة الحقوقية في المدارس والكليات والمعاهد والادارات والمؤسسات وعبر كافة وسائل الاعلام وتكثيف الدورات والندوات في مجال نشر المعرفة في نطاق حماية الملكية الفكرية.

- التوجيه والنصح بغرض حماية الابتكارات بالشكل المطلوب حفاظًا على الحقوق.

- تعزيز التعاون والتواصل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص خاصة مع رواد الأعمال والمهتمين لتمكين وتطوير منظومة الملكية الفكرية.

- توحيد الجهود وتكاملها وتناغمها في اتجاه هدف التنمية الاقتصادية في مجالات الإبداع والابتكار نحو مستقبل أخضر.

- تعاون وتكاتف الدول ومشاركتها ودعمها في ارساء منظومة حقوق الملكية الفكرية عن طريق دعم جهود مكاتب وجمعيات الملكية الفكرية في مختلف أنحاء العالم ودعم القدرات الذاتية للعاملين والقائمين على انفاذ أوجه حقوق الملكية الفكرية.

- دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات الإبداعية والابتكارية والاستفادة من قدراتهم بعد دمجهم بطريقة علمية في المجتمع.

- تشجيع البحث العلمي في مجال الملكية الفكرية وإيجاد شبكة من الكفاءات العلمية الوطنية في مجال الملكية الفكرية وتبادل الخبرات والمعارف حول مواضيع الملكية الفكرية في مختلف المجالات مما ينعكس ايجاباً على الحركة الاقتصادية.

- حث المبتكرين على تسجيل ابتكاراتهم بما يضمن الحماية لهم وبالتالي زيادة ابتكاراتهم مما يعكس زيادة وتطور في الانتاج وقوة في الاقتصاد.

- تخفيض الرسوم المتوجبة على تسجيل الابتكارات والعلامات والرسوم والنماذج وغيرها وذلك بهدف توسيع مروحة الحماية مما يؤدي إلى تشجيع العمل على زيادة الابتكارات والمنافسة في هذا المجال.


مركز فِكر


بهجة الشعر زمن الحرب: قراءة نقدية لديوان شعر"غزة تنتظر خِلان القدس" للشاعر د.علي الجريري

 




اشعاره منسوجة بخيوط من ألم ووجع المواطنين الصامدين والصابرين في غزة

تستنهض الهِمم، وتبعث الأمل بالانتصار على الألم، والدمار، والوحشية


بقلم الكاتب: نصير أحمد الريماوي


أهداني د.علي الجريري مؤخرا ديوانه الشعري الثاني مشكورا، الذي حمل عنوانا ملفتا للانتباه، ومثيرا ومحفِّزا للتفكير، وفيه دعوة واستنهاض هِمم عشاق النضال من أجل القدس وغزة للخلاص من براثن الاحتلال الغاصب. كما تزيّن غلافه الأيمن حمامة السلام لقناعته بأن السلام هو الذي سينتصر في النهاية، بينما تطرِّز غلافه الأيسر صور الدمار الممزوجة بالألم في غزة..

يتكون ديوان "غزة تنتظر خِلان القدس" من (118) صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن (42) قصيدة من الشعر الحُر. هذا العنوان الذي اختاره شاعرنا، لم يأتِ من فراغ، بل جاء معبَّرًا عن الواقع المأساوي المعاش خلال معركة" طوفان الأقصى" و المحارق والمجازر الوحشية التي نفذها وما زال ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني المدعوم، أمريكيا، وبريطانيا، وفرنسيا ضد شعبنا في غزة هاشم ( المحافظات الجنوبية) وفي محافظاتنا الشمالية منذ السابع من أكتوبر عام 2023م. لقد جاء اصدار هذا الديوان متزامنا مع بدء الحرب العدوانية على شعبنا، أما ديوانه الأول فهو"أبجدية فرج الحافي" صدرعن اتحاد الكُتّاب الفلسطينين في عام 1989م في الوقت الذي كان فيه شاعرنا أسيرا في معتقل النقب الصحراوي إبّان انتفاضة شعبنا الأولى ضد الاحتلال.

للحقيقة أقول: إن جهود شاعرنا الغزيرة والمتنوعة في مجال الفنون  الأدبية: الشعر، وقصص الأطفال والفتيان، والحكايات الكوميدية، والنقد الأدبي، وكذلك تأليف الكتب الأكاديمية التي تُدرّس في جامعاتنا المحلية لغاية الآن- والتي بلغت في مجموعها(100) كتاب- هذا الإرث الثقافي والفكري الإنساني يجعلني غير قادر على إعطاء هذه الجهود حقها النقدي، وإنما تحتاج إلى ناقد محترف أكثر منّي.

من خلال قراءتي للديوان، وجدت أن سبب الاصدار، جاء بعد ضياع عشر مجموعات شعرية بفعل ظروف الاحتلال، بعدما كانت مطبوعة، ومحفوظة على جهاز الحاسوب، وحدث ذلك عندما اقتحم جنود الاحتلال منزله ليلا، وصادروا الجهاز، فضاعت المجموعات معه للأسف الشديد.

كان ذلك على إثر نشر قصيدتين له" القدس الذاكرة والهوية" باللغة العبرية ضمن كتاب "الترجمة الأدبية"، ترجمها كل من: "نايف خوري" و"راوية بربارة" في الداخل المحتل.

 أما السبب الثاني المُحفِّز والأهم فهو: حرب الإبادة، والحصار، والتدمير، والتجويع، والتشريد التي شنها حلف الأطلسي، والصهاينة على شعبنا في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وثالثا: ميوله الأدبية والإعلامية منذ وجوده في جامعة"دمشق" وحصوله على درجة البكالوريوس لغة عربية، وكان ينشر إبداعاته في الصحف السورية، وفي صحيفة "الشعلة" التابعة لاتحاد طلبة فلسطين.

لكن ظهرت بواكير تجربته الشعرية منذ نعومة أظفاره، عندما درس الشريعة في ثانوية الأقصى الشرعية الواقعة في باب السلسلة بالقدس، ونجح في الثانوية الشرعية، وبعدها بأربعة عشر يوما تقدم لشهادة الثانوية العامة - أدبي دراسة خاصة، ونجح أيضا في نفس العام..

 لقد كانت شهادة الثانوية الشرعية تعادل الأزهرية، وتخوِّل حاملها بالإمامه، وعقود الزواج، والعمل كمساعدين في المحاكم الشرعية، وهذا ما أهَّل شاعرنا ليكون إماما في مسجد قريته"ديرجرير"، وكان يُلقي بعض خُطب الجمعة على شكل قصائد شعرية على مسامع المصلين، ويستمد عناوينها من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة.

 استطيع القول: لعبت ثقافته الدينية واللغة العربية دورا كبيرا في صقل موهبته الأدبية، مضافا إليها الواقع الفلسطيني المعاش المُثحن بالجراح.

لقد استثمر" الجريري" في ديوانه، التراث الديني والشعري، ووظائف الأدب استثمارا إيجابيا، منطلقا من أن الأدب يُعتبر رسالة تربوبة، وتثقيفية، وإعلامية، وسياسية، وتعبوية، وتوعوية، وتحريضية في مقاومة الاحتلال..إلخ.

من يقرأ الديوان يكتشف أن شعر"الجريري" يمتاز بوحدة التفعيلة وتنوعها في القصيدة، وإذا اختار من الشعر القديم العمودي، فإنه يلجأ إلى تقسيم هذه الأبيات العمودية لتظهر منسجمة مع القصيدة الحُرة، وهذا الأسلوب قائم عند شعراء كُثر مثل: القباني، والبردوني، والسياب، والبياتي..إلخ. نرى ذلك في قصيدة"لا تغاري حبيبتي"(ص31) يقول:

كل النساء اللواتي أحبهن

جمالهن سيف صارم

وجمال حسنك

كامل لا يوصف

هنا في هذا التشبيه في الشعر العمودي المُقسَّم، المستهدف، هي "القدس" التي تَفجَّر لأجلها "طوفان الأقصى".

أيضا، يمتاز شعره بعدم اللجوء إلى القافية المُقيدة، بل يلجأ إلى القافية الأقرب إلى الغنائية، وبتنوعها، بحيث يكون في القصيدة ثلاث قوافي منسجمة أو قافيتين أو واحدة مع الحفاظ على سلامة قيمتها النحوية. نجد ذلك في قصيدة "الكل في بلدي" (ص25):

كيف السبيل؟

عن السؤال

 أين المسار؟

لا وقت في بلدي 

كي أجيب

عن السؤال

إما قرار 

أو نزال

أو زوال

لا شيء في وطني يقال

لا وقت كي أجيب عن السؤال

يا من يشير إلى الطريق

لاشيء يعنيلي البريق

قم يا أخي

هيا نكون مع الفريق

كي لا نتوه عن الطريق

لم يبقَ شيء غامض

كي لا تميز

عدوا من صديق

يظهرهنا تنوع القافية بثلاثة أشكال، يدعو فيها إلى الفعل، والعمل، والحث على الإنخراط في مواجهة خطر العدو الداهم، وانتهاء وقت الكلام والنقاش والجدال.

 كذلك استخدم المصطلحات الإيجابية وتركه للكلمات البكائية، والشكوى، والنّدب والتركيز على الكلمات التي تبعث الأمل في النفوس، واستنهاض الهِمم، و استخدام التراث الديني والشعري الإيجابي بعيدا عن الهرطقة، والشعوذة، والقدح والذّم. 

القارئ لشعره المميز، يلاحظ منذ الوهلة الأولى، أن المخاطب في قصائده هي شخصيات قِيمية أو من اصحاب الفضائل أو الرذائل.كما يمتاز شعره بسؤال الرغبة الخفي، والمقصود هنا، ما هي الرسالة التي يريدها في كل قصيدة ومن المخاطب؟

أيضا، تشمل بعض القصائد القصصية في الديوان قوانين القصة من حيث: قانون الافتتاحية، والشخصيات، والعقدة، والحل، ويترك الخاتمة في كل قصيدة إما مغلقة أو مفتوحة. وما ينطبق على قواعد القصة جعله بمهارة ينطبق على قواعد القصيدة وهذا يعود إلى عمق ثقافة وتجارب الشاعر.

من الجدير ذكره والملفت للانتباه، وجود النصوص العلاجية(العلاج بالنص) في بعض قصائده متاثرة بالقرآن الكريم، كون أن خلفية الشاعر اصلا، هي دراسته لعلوم الشريعة كما ذكرت آنفا.

استخدم" د.علي الجريري" في أسلوبه المحسنات البديعية، مثل: الطباق، والجناس، والتشابيه، والاستعارة، والكنايات، والتضمين، والاقتباس، وكونه ناقدا أدبيا حرص على ألا يقع في أخطاء فنية، وأهم شيء مراعاة جانب النقد الثقافي، وخاصة من ناحية تربوية. ففي قصيدته" أسألك البقاء"(ص27) أقتطف منها، يقول:

لك الوفاء ما حييت حبيبتي

روحي وعلى كفي

حملتها غَدارتي*

فكنت سرِّي وسعادتي

كوني بلا خجل

على عجل مثل القطار

كوني على سفر بلا سفر

وضح النهار

ولي خبر

ولها أمل

وطير يغني

يشرب قطرة ماء

من يدي

يطير على

على شجيراتي

يداعبها صباحا

ويسكنها ليلا

كي يكون النهار

هنا، يوجه الشاعر كلامه في هذه الصورة الشعرية الجميلة- التي استخدم فيها من المحسنات البديعية(تورية،وطباق، وسجع،وتشابيه) - للمناضلين وللوطن، والمقصود بالسفر هنا، هو الاستعداد للتضحية بالنفس، والرحيل إلى الآخرة، ويتغنّى بمتعة الجهاد لأجل الانتصار، وبالمقاوم الذي يصل الليل بالنهار يقاوم وشَبَهه بالطير في كل المحطات. 

من الجدير ذكره، أن لجوء الشاعرلاستخدام المحسنات البديعية جاء لأجل إظهار مشاعره، وعواطفه الجياشة بهدف التأثير في النفس البشرية، ولأجل جمالية الزخرفة اللفظية والمعنوية في الكلام.

لا يفوتني أيضا، ذكر أن شاعرنا لجأ في قصائده إلى الغزل الوطني، وعكس بوضوح مدى عشقة لمدينة القدس التي تعتبر جزءا من عقيدتنا الإسلامية، وعلاوة على ذلك، إنه من مواليد القدس وعاش فيها في باب حطة..

نرى في قصيدة "غزة تنتظر" شاعرنا المبدع، يدعو فيها إلى استنهاض الهمم ضد العدوان الغاشم على غزة، مستخدما الأفعال الأمرية، التي نقلت لنا الحالة الإنفعالية لشاعرنا، كما عكست قوة التمني لدية، والحث على المشاركة في الدفاع عن النفس أمام الخطر الداهم ..

قُمْ فانتصر

ماذا تنتظر؟

قُمْ بعون ربِّك

وانصر وانتصر

غزة تنتصر

كما استخدم شاعرنا في قصائده الأفعال المضارعة للتعبير عن الأغراض الشِّعرية من وصف لشجاعة المقاوم، وتضحياته، وثباته، والفخربصموده البطولي دفاعا عن الوطن، وجاء استخدامها أيضا للدلالة على وقوع الحدث في الزمن الحاضر..

غزة تودع الشهداء

في عز وفخر

وتمضي نحو المجد

تنصر وتنتصر

أما في قصيدة" معركة عناة"، فقد استخدم شاعرنا الفعل الماضي، الذي ساهم في سرد الذكريات والأحداث، وجاء توظيفة للآلهة الكنعانية"عناة" - التي انتشرت عبادتها في كنعان، وخصوصا في مملكة أوغاريت في سوريا خلال العصر البرونزي- ليرمز بها إلى شمولية ووحدة كفاح المقاومة: الفلسطينية، واليمنية واللبنانية، والعراقية( محور المقاومة) التي غنّت أغنية النصرعلى المُحتل، واقتحمت جدار الموت، ويظهر ذلك جليا في الأبيات التالية:

غنّت عناة

أغنية النصر

وصلت ألحانها

كل الأحرار

اقتحمت جدران الموت

هزمت لطمت وجه الظُلم

أذلت طغيان المحتلين

هربوا تاهوا

في الصحراء

سقطت أسطورة  محتل

والسابع من أكتوبر

عاد يزلزل

عرش النازيين

معركة عناة

نزلت  فوق الشاطىء

ساحل المتوسط

هنا عزم الثوريين

ومجد الغزيين

وإرادة شعب لا يهزم

وعناة تعود تقيم مأدبة

حمدا بنصر إله البعليين

في معركة ملحمية

عشتم قوما جبارين 

 استطيع القول: إن شعر " علي الجريري" هو وطني صادق ملتزم، ويجعل القارئ يعيش الحدث، ومتصورا لما يريد نقله من مشاعر وأحاسيس وانفعالات وجدانية في شكل جميل يمرح بها الخيال ويستوعبها العقل، ومليئ بصور التحدي المتكررة في شعره.

لقد وثَّق شاعرنا المُبدع في ديوانه المذكور لحظة تاريخية  بكل تفاصيلها من معاناة شعبنا تحت الاحتلال إبّان معركة طوفان الأقصى، ونسج اشعاره بخيوط من ألم ووجع المواطنيين الصامدين والصابرين رغم الدمار والمجازر والمحارق، ويفضح استخدام القنابل الفسفورية ضد الأبرياء المحرَّمة دوليا. في قصيدته"جباليا مدينة مجلجلة"، يقول:

أول الانتفاضات

وآخر مفخرة

لم تسمع الآهات

ظلّت تنوء بحملها متجبرة

سيل من الغارات والهجمات

حمم من قنابل الفسفور

والقتل والدمار

باتت مدمرة

وفي قصيدته"حي الرمال وتل الهوى" يقول:

ماذا جرى؟

حتى ترى طفلة

دمار بيتها

اشلاء أبيها مبعثرة

وأهلها تحت  رُكام بيتها مقبرة

وتدعون حضارة ومفخرة

يا عصبة الإجرام هذه مجزرة

هذا الجهد المشكوريعتبر إضافة نوعية إلى المكتبات العربية، والثقافية، والجامعية والمدرسية، وهام لكل الباحثين، والدارسين، والمهتمين. إنه بهجة الشعر زمن الحرب.

___7/5/2024م      *غَدارتي: قنّاصتي


ضلّلنا الشمس/ د. محمّد مسلم جمعة



تستمر رحلة الابداع في شعر الشاعر شوقي مسلماني، فثمّة سباق ما بين الكلمة الملتزمة وما بين القلم المتدفّق، شعره إبن التجربة بما تعنيه من معاناة وواقع صعب ومجحف، ثار عليه، وأخذت ثورته هذه أشكالاً من الرفض" وفي ما يلي من مجموعة "من نزع وجه الوردة": 


(رأسٌ كفيف)  

الشمسُ 

تضيء غزالةَ الطريق 

النارُ 

تُطفِئُ لهيبَ اليباس 

عينٌ ضيّعتْ أختَها 

ليستْ عينَاً 

القبرُ حجارةٌ كثيرة 

ورأسٌ واحدٌ كفيف 

في علبةِ الليل.

  

(غابة)  

كذلك الغابة 

فيها يموتُ العشب..    

هكذا الغابة. 

 

(معاً)  

الركضُ!  

سباقٌ مع الخطأ.  


(ظنون)  

تقف 

على ثغرة 

ترميكَ ثغرة  

تقولُ حسناً 

لا يردُّ صدى 

أهروبٌ 

وعلامةٌ في المكوث؟ 

أمكوثٌ 

وعلامةٌ في الهروب؟ 

تقف ولا تقف 

ترمي ولا ترمي 

تقول ولا تقول 

إلاّ ظنّاً.

 

(ميْت آخر)  

المنارةُ   

يدُ بحرٍ غريق.

  

(باب مغلق)  

النارُ 

امرأةٌ جريحة  

العتمةُ 

عينُ فقيه.

  

(فراق)  

نلقى يومَنَا 

دائماً بوجهٍ آخر.


(لهم جميعاً)  

لليل قمر 

للصحراء عين، شمس

مسافة للحجر.


(الطاقة)  

واحد فقط 

من كلِّ مليون 

قال: لن يمرّوا 

قال: من هنا 

سيعبرُ النملُ 

والنملُ فقط 

قالَ: للطاقةِ طاقة 

نموتُ 

إذا نموتُ مرّتين 

مدنٌ 

كلُّها مدن 

ومدنٌ 

سراب. 


(المشهد)  

أنا الراوي 

لكنّ الروايةَ متى ستبدأ؟   

أنا الرواية 

ولكنّ الراوي متى سيبدأ؟  


امرأةٌ 

على الشرفة 

وعلى رغم ذلك 

لا يُسمَع نداءُ الحبّ   


على الجسرِ امرأة 

وعلى رغم ذلك 

لا يمّحي هذا الوادي 


الرائحة مُقيمة 

مع أنّ أحداً لا يحترق  

ولا أحد يمضي 

مع أنّهم كلّهم ماضون 


رغم كلِّ هذا القلب 

يجفُّ الدمُ في العروق؟  

تشبُّ النار في السنديان؟. 


(الكلّ)  

كلٌّ 

عينُ نسر 

ورمادٌ 

بارد.

 

(ضلّلناها)  

لم نصلْ 

ضلّلنا الشمس.


مكتبة عرب كاست الصَّوتيَّة، المنصَّة العَالميَّة: فادي فَوقَ العَادِي



تدور المفاتيحُ في الأقفالِ لتفتحَ الأبوابَ. تدورُ وتَجولُ مكتبةُ "عرب كاست" لتفتحَ أمامَنا عوالمَ العِلمِ والمَعرفَةِ والثَّقافةِ. 

تُضئُ القناديلُ عتماتِ الليلِ وتُضيءُ "عرب كاست" العالمَ بأصواتِها.

القارئ مصطفى جمال يترنَّم بصوتِهِ العذبِ مع فادي، الطفلِ المُشاغِبِ، وتكرُجُ القصَّةُ ويُبدعُ في التَّناغُمِ مع الأحداثِ التي تقودُنا إلى البسمةِ، وأحيانًا إلى الضّحكةِ، ومواقفِ فادي التي تحملُ الطُّرفةَ الخفيفة.

القصة:

الإبداعُ؛ التجديدُ والتجريبُ، وخلقُ عوالمَ ما بين الواقعِ والخيالِ. عقلُ الطفلِ أسطورةٌ خرافيَّةٌ. التفكيرُ والتَّخيُّلُ والتَّصوُّرُ والتَّوهُّمُ في تكوينِ عالمِنا، والعلاقةُ مع الآخرِ والابتكارُ، خاصَّةً الأصدقاءُ وحوارُهُم المشتركُ والعلاقةُ بين بعضِهم بعضًا. 

وكيفيَّةُ التَّكيُّفِ مع المحيطِ (البيئةِ)، وبكلِّ ما يحيطُ بنا من جماليَّاتٍ وأفكارٍ، تلوِّنُ عالمَ الطُّفولةِ بالخيالِ. 

مضمونُ القصَّةِ، المُشاغَبَةُ والمُشاكسَةُ في المَدرسَةِ وخَارجِها. البسمةُ والفُكاهةُ – وروحُ المرحُ والكلمةُ الطَّيِّبةُ، قصَّةٌ كاريكاتيريةٌ ساخرةٌ، بروعةِ جماليَّةِ الرِّيشةِ المُبدعةِ.. لتعلوَ البسمةُ فوقَ شفاهِ الأحبَّةِ الصِّغارِ.


القصّة: فادي فوق العادي

تأليف: وهيب نديم وهبة

إصدار: أ- دار الهدى- عبد زحالقة- 2024

مراجعة وتدقيق: نايف فايز خوري.


الرابط لسماع قصة فادي فوق العادي:

https://arabcast.org/books/5640-%D9%81%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A


مجموعة من الكتاب والمثقفين يزورون الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه



    زار ظهر يوم الاثنين (  10 / 6 / 2024 )  الشاعرَ  والناقد والإعلامي الدكتور حاتم  جوعيه   في بيته في مدينة المغار -  الجليل  - مجموعةٌ  من  الأصدقاءِ  الكتاب والمثقفين ، وهم :

الدكتور غسان أبو شقارة  الخبير في  الطب الصيني البديل وطب الأعشاب   من قرية  أبو سنان -  والكاتب الدكتور مروان مصالحة  من  قرية  دبورية  والشاعر والإعلامي الأستاذ  علي  تيتي  من قرية البعنة   والشاعر حسين  حمود  من قرية  دير الأسد -  .

       ودار الحديثُ بين الجميع في مواضيع أدبية  وثقافية  شاملة.. وتطرقوا أيضا إلى موضوع الطب الصيني الطبيعي والتداوي بالأعشاب  وأهمية هذا الطب اليوم  ونجاعته في علاج الكثير من المشاكل  والأمراض المستعصية التي تواجهُ الإنسان والتي يعجزعن علاجها الطب العادي التقليدي. وذكروا كيف أن الكثيرين اليوم ممن  يعملون في هذا المجال ويفتتحون العيادات في الطب الصيني لعلاج  الناس لم  يدرسوا هذا الموضوع بشكل موسع وشامل ، ولا توجد  لديهم الخبرة والمؤهلات والكفاءات اللازمة .   والجدير بالذكر أن بضعة أشخاص  فقط  في الوسط العربي المحلي الذين درسوا  موضوع  الطب الصيني وطب الأعشاب الطبيعي بشكل موسع وشامل وهم  حاصلون على  شهادة  الدكتوراة  بجدارة  وامتياز ،  مثل : الدكتور غسان  أبو شقارة  والدكتور حاتم جوعيه   والدكتور جعفر ناصر الدين .


قراءة في رواية " هذا أوان الحب" للأديبة: إسراء عبوشي مداواة الجراح بمرهم الحقيقة

  



بقلم الأديب: عبد السلام عابد

_______________________


سافرت الكاتبة إسراء عبوشي إلى مصر ، عامي ٢٠٢١ و ٢٠٢٣؛ لزيارة ابنها عمرو الذي كان يدرس الطب هناك، وقد أتيحت لها الفرصة للقاء العديد من زميلاته وزملائه الفلسطينيين والمصريين، وبعض الأسر المصرية، وتعرفت عن قرب على همومهم ومعاناتهم وواقعهم وأحلامهم، وأوحت لها هاتان الرحلتان، والطبيعة الجميلة على شاطيء بحر الإسكندرية 

كتابة رواية حملت عنوان: ( هذا أوان الحب ) . 

صدرت الرواية عن منشورات مكتبة كل شيء في حيفا، عام ألفين وأربعة وعشرين، و تقع في مئة وستٍ وعشرين صفحة، وأهدتها إلى صديقتها المصرية سناء ندى ( فيض حب يعبُر كبرياء النيل من مبتداه إلى منتهاه ، مزينا طبيعة جريانه بأكاليل المحبة الصادقة ، ومطرزا لون مياهه بكل أطياف الرومانسية التي تحبين ..) والإهداء كما ذكَرتْ موصول بشباك المحبة والشوق والوفاء إلى أصدقاء وزملاء ابنها الدكتور عمرو ...وإلى مصر و وطنها الجميل فلسطين وأسرتها الكريمة.

ونحن نعيش هذه الشهور العصيبة، وهذه المقتلة الرهيبة ، هل هذا هو الموعد المناسب للحديث والكتابة عن الحب وحالاته ؟!. 

وللإجابة عن هذا السؤال، لا بد من الإشارة إلى أن إسراء أنهت كتابة هذه الرواية، في بدايات العام ألفين وثلاثة وعشرين، أي قبل نشوب هذه الحرب الغاشمة، أثناء إقامتها على شاطيء الإسكندرية، حيث ( كان النسيم العليل يداعب أسماعنا ، يواكبه صوت أمواج البحر الهادئة على الشاطيء الرملي في الإسكندرية ، وضوء القمر ينعكس على صفحته ....). 

ولعل العنوان الذي تصدّر الصفحة الأولى من الرواية، يجيب أيضا عن هذا التساؤل آنف الذكر ، فالحبُّ هو الذي يبدّد ظلام واقعنا القاتم ، والحب هو الذي يرقق المشاعر ، ويبلسم الجراح، ويعالج المظاهر السلبية كلها ، لا سيما عندما يسير الحبُّ في حياتنا، إلى جانب العقل الواعي والمستنير الذي يبرز الحقيقة ، و يبحث عن جذور المشاكل ويشخصها ويعالجها علاجا جذريا شافيا. 

نتعرف في الرواية على العديد من الشخصيات المصرية والفلسطينية التي ألّف الحبُّ قلوبها، ونسج بينها علاقاتٍ إنسانيةً متينة . 

الطالبة الجامعية المصرية سلمى أحبّت كنان الطالب الفلسطيني حبا عميقا ..( كان أسمر طويلا ، يتميز بالأنَفَة ، وتشع من عينيه الثقة بالنفس ، كتفاه عريضتان، يمشي وصدره مشدود، ورأسه مرفوع ، يخطو بهدوء ومهابة، يصوّب كلامه بدقة، ورغم ذلك لا يعبّر عن مشاعره....أصابعه عريضة ، لعله في يوم ما كان من أطفال الحجارة، وأكسبته تلك الحجارة صلابتها.....).

لسلمى أب وأم واعيان ومتفهمان، ويمنحان ابنتهما الثقة،

ولأن ظروف الإنسان الفلسطيني صعبة وقاسية وفريدة من نوعها، فإن هذا الحب لم يُكلل في البداية بالزواج، حيث افترق الحبيبان بعد انتهاء الدراسة الجامعية، وغادر كنان إلى وطنه فلسطين، وبقيت سلمى في مصر تعاني من الشوق والحنين ، وبعد فترة وافقت على الاقتران بمهندس مصري يعمل في كندا ، لم يثمر هذا الزواج الذي استمر خمس سنوات عن أطفال ، ولم يحدث بينهما انسجام، فاتفقا على الطلاق . بحثت سلمى عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن كنان، وبموافقة والديها، سافرت إلى الأردن وفلسطين؛ بصفتها حاملة للجنسية الأجنبية ، وعندما وصلت هناك علمت أنه تزوج وله طفل وحيد ، غير أن زوجته توفيت ،وسافر مع أمه إلى إحدى دول الخليج ؛ لزيارة خاله . 

وذهبت سلمى إلى دبي، والتقيا هناك ، والتم شملهما ، مع أمه واتفقا على بداية حياة جديدة في فلسطين..

وفي الرواية شخصيات مهمة أخرى، فبالإضافة إلى كنان وأمه التي نجت من الحروب بصعوبة ، هنالك شخصية عدن ابنة عم سلمى التي عانت من معاملة زوجها وأمه، حيث طرداها من بيت الزوجية، وحرماها من طفلتها الوحيدة ، ولكنها لم تستسلم، فقد عضّت على جراحها، وزارت حماتها التي مرضت وضعف جسمها في المشفى ، وحينما لمست الحماة المريضة إنسانيتها ورقتها ووقوفها إلى جانبها ، اعترفت لها بخطئها، وطلبت منها المسامحة، وعادت العلاقة مع زوجها الذي كان يعاني هو أيضا مع أمه ، من سلوك أبيه وفظاظته. 

ولم تكتفِ عدن بحل هذه المشاكل بالتفهم والمحبة والاحتواء، ومعرفة الحقيقة ، بل إنها بحثت عن أبي زوجها ، والتقت بزوجته الثانية في بيتها ، فعلمت أن له ابنة ، وأنه مريض لا يعي، وأن حياتهما كانت جحيما معه .. غير أن عدن استطاعت بصبرها وحنكتها وتفهمها وقلبها العامر بالحب والإخلاص، أن تعيد هذه الأسرة الى المسار الاجتماعي الإنساني السليم. 

ورغم بعض الأخطاء اللغوية والمطبعية ، إلا أن رواية ( هذا أوان الحب ) شدّتني منذ سطورها الأولى ، وجعلتني أتابع صفحاتها بشغف واستمتاع وإعجاب، ولا سيما قدرة الكاتبة على تصوير مشاعر الحب والشوق والحنين، بلغة شعرية مشرقة وسلسة، مستخدمةً أسلوب الحديث الداخلي أو الحوار أو الخواطر الشعرية، عبر وسائل الاتصال الحديثة التي ترسل الرسائل المحمّلة بالأحاسيس والأفكار والمشاعر إلى الطرف الآخر ، دون عوائق أو حدود . 

وختاما، فإنني أتمنى للكاتبة إسراء مصطفى عبوشي التي في رصيدها الإبداعي مجموعة قصصية بعنوان ( ياسمين ) ، ورواية ( رادا ) وكتابات أخرى المزيد من العطاء الإبداعي والثقافي المتواصل.


عبد السلام عابد 


جمعية محترف راشيا تطلق كتاب الشيخ سليم ابو لطيف "والدي أبو جميل" ورئيس الجمعية شوقي دلال يشيد بعزيمة ونتاج المؤلف



من خلال متابعتها لكل نتاج ادبي وفكري وفني في لبنان أطلقت "جمعية محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون" راشيا كتاب إبن بلدة عيحا قضاء راشيا الوادي الشيخ سليم علي ابو لطيف بعنوان (والدي ابو جميل) في بلدته عيحا.

رئيس الجمعية شوقي دلال قال في المناسبة: اليوم آتي الى بلدة عيحا العزيزة لنأخذ البَركة والمعرفة من منزل شيخ مثقف مؤمن فالشيخ سليم علي أبو لطيف مؤلف كتاب " والدي ابو جميل "  رجل  يبلغ من العمر ستة وثمانين عاما ، وقد أمضى معظم سني عمره في مطالعة المؤلفات العربية ، تراثية كانت أم حداثوية، والاهتمام بما تحتويه المعاجم والموسوعات، من تفاسير ومعارف واعلام، فهو صديق دائم  للكتاب  قبل أن يكتب من مخزون ذاكرته الحية سيرة والده الشيخ أبو جميل علي أبو لطيف ، وهي سيرة جديرة بالقراءة كونها تتحف القارىء، من محبي التراث، بسردية مشوقة عن قيم االاسلاف الكرام   الذين تركوا على صفحات الأرض بصمات نبل ومحبة ووفاء واباء.، فكل التحايا للشيخ سليم الذي علمنا كيف تكون الإرادة وكيف ان العمر لا يُقاس بعدد السنوات بل بما تنتجه خلال العمر والدليل صدور هذا الكتاب عن عمر ستة وثمانين سنة اطال الله بعمره"..

من جهته شكر المؤلف الشيخ سليم ابو لطيف رئيس الجمعية شوقي دلال على زيارته وإحتضانه للكتاب وكان للكاتب شرح عن ما تضمنه الكتاب من محطات مهمة لوالده الشيخ علي احمد حمود ابو لطيف في وادي التيم وسورية وفلسطين ولبنان في بداية القرن الماضي وما رافقها من احداث .

في الصورة شوقي دلال والمؤلف الشيخ سليم ابو لطيف اثناء إطلالق الكتاب 


لقاءٌ فني أدبي في منزل الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه


    زار الشاعرَ  والناقد والإعلامي الدكتور حاتم حوعيه في بيته في مدينة المغار - الجليل  - مساء يوم الأربعاء (5  / 6 / 2024 ) الفنانُ والموسيقار أمين ناطور والشاعر والفنان  نواف مُلّا  وبحضورعدد من الأصدقاء من مُحِبِّي الفن والأدب  .  وقد دار الحديثُ  بين الحضور في المواضيع الأدبيَّة والفنيَّة  والثقافيَّة الشاملة .

    وقام الموسيقار أمين  ناظور بعزف  بعض الأغاني الكلاسيكية  الطربيَّة الأصيلة للموسيقار عبد الوهاب  والموسيقار  فريد الأطرش . وعزف أيضا بعض الألحان الجديدة من تأليفهِ وإبداعهِ،ومنها لحنٌ لقصيدة عموديَّة بعنوان : (أطياف الأمس) على بحرالمتدارك للشاعر الدكتور حاتم جوعيه، وسوف تُسَجَّل هذه الأغنية وتُبَث قريبا  في وسائل الإعلام  .


الحركة التقدميّة للتواصل - درب المعلّم تنطلق من بيت – جن برؤية جديدة

 




تنادى على مدار السنة المنصرمة العشرات من الفاعلين الوطنيّين التقدّميّين على الساحة العربيّة الدرزيّة؛ رجالًا ونساء، لإعادة إحياء وتجديد مشروع التواصل بالتعاون مع الحزب التقدّمي الاشتراكي اللبناني. وذلك على خلفيّة الترهّل الذي اعترى المشروع، ومحاولات حرفه عن مساره وحصره في بوتقة التواصل المذهبي. عقد المبادرون الكثير من اللقاءات في كافّة القرى، انبثقت عنها لجنة تحضيريّة من الأخوات والأخوة؛ عماد دغش، مازن فرّاج، جابر عساقلة، ناديا صالح، رولا القاسم، يامن زيدان، تفّاحة سابا، تغريد أبو حمود، وفي سلامة وسعيد نفّاع.

أثمرت اللقاءات عن انضمام ستّة وخمسين عضوًا (56) للحركة في هذه المرحلة. وقد التقى غالبيّتهم يوم الجمعة 31 أيّار 2024 في لقاء تلخيصيّ مرحليّ في مقر جمعيّة الجذور – "ملتقى كمال جنبلاط الفكريّ" في بيت جن، ناقشوا فيه، على مدى خمس ساعات، أوراق العمل التي كانت وُزّعت سابقًا وتضمّنت رؤية الحركة وخلفيّاتها وأسس عملها وتنظيمها.

رأس الاجتماع الأخ عماد دغش، وقدّم الزملاء؛ ناديا صالح وجابر عساقلة وسعيد نفّاع مداخلات حول أوراق العمل المطروحة للنقاش والإقرار، وأدار النقاش الأخ يامن زيدان. وبعد النقاش اعتُمدت أوراق العمل، وجاء في الرؤية المُعتمدة:       

"الرؤية- التواصل الأهلي والمذهبي والوطني والقومي في ظلّ الانتماء العربي المنفتح والإنساني. العرب الدروز مجموعة ذات هوية واضحة تعتز بانتمائها الوطني والقومي العربي المنفتح والإنساني، تتواصل فيما بينها ومع محيطها العربي المحلي والإقليمي، مؤثرة في المجال الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي على كافة المستويات، محليّا، إقليميّا وعالميّا. 

الهويّة والانتماء العربيّان للدّروز في البلاد كانا الفريسة الأولى التي تمّ الانقضاض عليها من المؤسّسة وأدواتها، ونُشبت فيها الأنياب ومزّقتها شرّ ممزقٍ، ولم تستطع القوى المقاوِمة، رغم نضالاتها الكثيرة والكبيرة، أن تشكلّ ندّا لها، خصوصا وأنّ ميزان القوى لم يكن مرّة في صالحها ومن الصعب أن يكون في صالحها في المعطيات الموضوعيّة القائمة المتوفرة."

هذا وانتهى الاجتماع الذي دام خمس ساعات إلى؛ اعتماد الاسم "الحركة التقدميّة للتواصل- درب المعلّم" وأوراق العمل، وانتخاب لجنة تنفيذيّة من الأخوة والأخوات: ناديا صالح، عماد دغش، مازن فرّاج، محسن شنّان، جابر عساقلة، يامن زيدان، عماد فرّو، آمال قزل وسعيد نفّاع. وانتخب الأخ عماد دغش سكرتيرًا للحركة.