اضاءة على كتاب حكم العدالة


بقلم: زياد جيوسي


    وصلني كتاب: "حكم العدالة وقضايا قانونية من أروقة المحاكم"، للأستاذ المحامي شادي الصح من عرابة البطوف بالعمق الفلسطيني، والكتاب من منشورات دار جفرا في عمَّان ودار الدندشي في كندا، والكتاب من 171 صفحة من القطع الكبير، وكان من المفترض أن أقدم قراءة نقدية للكتاب في حفل الإشهار في عمَّان عاصمة الأردن الجميل، وكون الكتاب سلسلة مقالات وخارج اطار الرواية والقصة والشعر، فاكتفيت بالملاحظات النقدية العامة، وقد أعاد عنوان الكتاب الى الذاكرة عدة كتب قرأتها في سبعينات القرن الماضي تتحدث عن قضايا قانونية من محاكم دولية، لكن ما أن بدأت القراءة في الكتاب حتى وجدت نفسي أمام قضايا مختلفة صيغت بأسلوب أدبي ممتع بعيدا عن القانون الجاف، حتى أني استغربت العنوان القانوني المطول وإن كان يعبر عما ورد في بعض من مقالات الكتاب وليس جميعه، فنسبة كبيرة هي  مقالات للكاتب عن قضايا مجتمعية مختلفة وليست نتاج أروقة المحاكم."

   وغلاف الكتاب هو المطرقة المعروفة في يد القضاة مع قلم حبر، والغلاف الأخير صورة الكاتب وتعريف عنه، وأماالاهداء فالكاتب اهدى الكتاب لزوجته الشاعرة د. ميساء الصح التي شجعته على نشر ما يكتبه بكتاب هو الذي بين أيدينا، والى والدته ووالده وهذا أقل الواجب من الكاتب ومنا جميعا تجاه الأب والأم، وقدم للكتاب الشيخ محمد اسعيد صلاح، وأحب أن أشير الى مسألة ايجابية لصالح الكاتب والكتاب، وهي اهتمام الكاتب بما يتعرض له أهلنا في العمق الفلسطيني 1948 من إهمال من قبل الاحتلال بالمحاسبة واهمال بالبحث عمن يرتكب جرائم القتل لأقل الأسباب وأتفهها، مما أدى الى ظهور "عصابات منظمة" في الوسط العربي بدعم من أجهزة الاحتلال، بحيث وقع ضحية ذلك 256 ضحية منذ بداية 2023 حتى نهاية اول شهرين من عام 2024،  وهذا عدد كبير نسبة لتعداد الوسط العربي، اضافة لقتل النساء بكثرة تحت مبررات مختلفة ومعظمها يتخذ من الشرف ستارا للقتل، علما أن ما يسمى القتل من أجل الشرف محرم شرعا ويجب محاسبته كجرائم قتل متعمد.

   الكتاب كما أشرت أعلاه سلسلة من المقالات، والمقال هو فن أدبي قديم لدى العرب اشتهر به الجاحظ وابن الجوزي وأبو حيان التوحيدي وأبو العلاء المعري في كتبهم وغيرهم الكثير، وكلمة مقال أو مقالة مشتقة من القول والحديث، وإن حاول البعض نسبة المقال لظهور الصحافة والمقال الصحفي، والمقال بغض النظر عن موضوعه يتميز بعدم الطول ومحدودية الحجم، وعادة ما يكون بأسلوب مبسط ويتحدث بموضوع واحد أدبي أو علمي أو أي موضوع، وبذلك فهو يعتبر من أدب النثر.

   في المقال الأول تحت عنوان: "ضريبة النجاح" ويمكن اعتباره تقديم للكتاب سلط الكاتب الضوء على ما يتعرض له الشخص الناجح من اساءة وعدائية غير مبررة سوى بالأمراض النفسية في داخل اولئك الذين يسيئون للناجحين، فيوصي الناجحين بالصبر، لكن في المقال الثاني: "هل يهتز عرش الرحمن" والثالث: "الحرية الحقيقية ليست رهف"، والرابع "سر المرأة الشرقية" والخامس "سأخبر الله بكل شيء" والسادس "أفلا أدلكم عليهم" خروج عن عنوان الكتاب ومعاناة المجتمع العربي تحت الاحتلال، فالأول يتحدث عن ما عاناه مسلمو الروهنجا، والثاني عن الفتاة السعودية التي التجأت الى كندا وارتدت عن دينها وعن تقاليد مجتمعها، وهكذا المقالات حتى السادس، وأضيف لها مقال "الجمعيات النسائية في الأردن" وهو رقم 26 بالكتاب، وهو يتحدث عن قضايا الطلاق المرتفعة جدا بالأردن، والكاتب يرى ان ارتفاع نسبة الطلاق سببه انتشار الجمعيات النسائية في الأردن، وكذلك مقال "المتمردة" رقم 27 فهي قضية قانونية في مصر، ومقال عن مقر الصليب الاحمر في سويسرا ومقال عن سويسرا أيضا وتحديدا عن مدينة جنيف،  ولكن من المقال السابع يصحح الكاتب اتجاه البوصلة نحو المجتمع العربي في العمق الفلسطيني نسبيا وليس تماما، وإن كانت نسبة كبيرة من  المقالات التي وردت في الكتاب ليست من أروقة المحاكم، بل من أفكار الكاتب وبقلمه ورصده لقضايا اجتماعية أو وطنية.

   نلاحظ اهتمام الكاتب بالقضاء العشائري والعودة لسلطة العشيرة وهذا كان المقال الثامن والذي هدف لتعريف الجيل الشاب بهذا القضاء، والكتاب يتوجه للعديد من الظواهر الاجتماعية مثل مقال: "لقد حرم عليكن الحب" بالحديث عن ما يسمونه عيد الحب وهو تقليد غير واعٍ للغرب، وموضوع الحجاب ويبين موقفه بوضوح من الجمعيات النسائية المدعومة من الغرب التي تعمل على نزع الحجاب عن النساء لتحقيق أهداف الغرب كما في المقال "فمزقي يا ابنة الاسلام الحجاب"، ويعلنها صريحة بالقول: "أنا ضد الجمعيات النسائية التي تحمل أفكار الغرب"، اضافة للحديث عن حرمان المرأة من الميراث، والتأكيد على دور المحاكم الشرعية وقراراتها ومنها قضية منعت فيها امرأة من السفر بدون اذن زوجها الذي كانت على خلاف معه، وتحدث في مقال آخر عن تجارة الأعضاء البشرية.

   ولم يفت المؤلف وضع قضايا تابعها بنفسه مثل غيرة المحامين من بعضهم وصولا للادعاء المزور بحق زميل المهنة، والادعاء الباطل ظلما وعدوانا على الآخر، وممارسة الخطيئة والابتعاد عن الدين القويم، ويتطرق لقضايا عديدة في ممارسات الناس وصلت للمحاكم ومنها عدم التسديد المالي والادعاء زورا، وتحدث عن ملف قضايا تابعها بالمحاكم بنفسه ومواجهته لشهود الزور وإبطال شهاداتهم، وقضية اعتداء الشرطة على مواطن وابنه وتلفيق تهم لهم، وطرد طالب من الجامعة لتحطيم مستقبله، وعقوق الوالدين.

   نلمس في الكتاب الحس الديني حيث نرى الاستشهادات بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية والتأكيد على ما ورد في القرآن والسنة في علاقة الرجل بالمرأة، وكذلك الحديث عن المسجد الأقصى، ونجد الكاتب يرفض العلمانيين والعلمانيات، كما نجد التزام الكاتب بالمتوارث من ايجابيات ورفض محاولات التغيير تحت عنوان التطور، ويحض في أكثر من مقال للعودة لتمكين العشيرة في المجتمع، اضافة للحس الوطني لدى الكاتب في العديد من المقالات ومنها مقال تحت عنوان: "سياسة الانبطاح"، وأكثر من مقال ذي توجهات وطنية، وأكثر من قضية تولاها لوقف الهدم للبيوت العربية ومنع البناء، والتغلب على قانون (كمينتس)، والإصرار على استخدام اللغة العربية في المحاكم الشرعية.

   والخلاصة يستمتع القارئ بقراءة الكتاب، فالكاتب يسلط الضوء على المجتمع العربي الذي يسعى الاحتلال جاهدا أن يجعل السوس ينخره، ولكن لاحظت أن هناك بعض المقالات قد تكررت أكثر من مرة في الكتاب، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر  مقال "في سوق القدس العتيقة" الذي اختتمه الكاتب بقصيدة جميلة لزوجته الشاعرة ميساء الصح، ومقالات أخرى كان يمكن دمجها ببعضها لأن الموضوع نفسه، وكان من الضرورة وضع فهرس للكتاب فقد خلا الكتاب من الفهرسة في نهايته وهذا يتعب القارئ أو الباحث للعودة لمقال معين إن أراد الرجوع اليه، ولا بد من الاشارة إلى أنه في ص 40 وردت عبارة "عرب اسرائيل" وهي تسمية يقع بها الكثيرون بالخطأ، والأجدر أن نقول فلسطينيوا 48 او العمق الفلسطيني، فالاحتلال يسعى لشطب كلمة فلسطينيين لأنه يرفض هذه التسمية المرتبطة بالارض والتاريخ، ولكن بعد حفل الاشهار أشار الكاتب أن العديد من الأخطاء قد جرى تلافيها في النسخة المجددة من الكتاب والبالغة 212 صفحة من نفس الحجم للكتاب، اضافة لتعديلات في الاهداء والعديد من المواضيع اختصارا أو زيادة.

النّشيد لِمَجدَل شَمس



كَفَى، كَفَى لِلحَربِ. صَفِيرُ الرِّيحِ وَصَفَّارَاتُ الإِنذارِ وَالانفِجَارِ... يَحصُدُ الصِّغَارَ كَالسَّنَابِلِ وَتَنطَفِئُ الأقمَارُ. صَرخَةُ أَلَمٍ تَأتِينَا بِالصَّوتِ السُّوريّ، الشَّاعِرِ وَليد الزُوكَانِي، لِلجَولانِ الصُّمُودُ وَالعُنفُوانُ وَلِلأَهلِ الصَّبرُ وَالسِّلوَانُ.


عَلى وَقعِ قَصِيدَتِي، وَردٌ وَدَمٌ وَشَظَايَا... تَطَايَرَ الشَّرارُ مِنَ العَينَينِ وَتَطَايَرَت الشَّظايَا وَتَبَعثَرَت الكَلِمَاتُ وَالصَّرَخَاتُ وَالنَّشِيدُ يَعلُو وَيَطُوفُ العَالَمَ.

وَشَاعِرُنَا وَليدُ الزُّوكَانِيّ السُّورِيّ المُقِيمُ في المَنَافِي وَالوَطَنِ، يَسكُنُ بَينَ الجَوَارِحِ وَالجَوَانِحِ، يَطِيرُ بِالقَصِيدَةِ لِيَكُون مَع الأَهلِ في حَالِكِ النَّهَارِ – المُحِبُّ – المُتَضَامِنُ - العَاشِقُ لِلوَطَنِ. 

بِهذا الصَّوتِ المُرتَعِشِ – الغَاضِبِ- يَصرُخُ مَعي في وَجهِ العَالَمِ – كَفَى ، كَفَى لِلحَربِ.

الرابط: لموقع حانة الشعراء والتسجيل الصوتي.

https://poetspub.com/2024/08/23/للطّفولة-النّشيد-ورد-ودم-وشظايا-2/

للطّفولَةُ النّشِيدُ.. وَردٌ وَدَمٌ وَشَظايا

وهيب نديم وهبة


القصيدةُ بصوتِ الشَّاعِرِ وليد الزُّوكانيٌ*

مجدُكَ الرّيحُ

وروحُكَ أجنحةُ عصافيرَ تطيرُ

والمجدلُ شمسٌ، تبرقُ تلمعُ

والأشلاءُ جسدٌ فوق العشبِ الأخضرِ

والعصافيرُ بلا أجساد.

عرائسُ المجدلِ بالحنّاءِ تودّعُ ملائكتَها

والنّشيدُ يعلو

وجوقُ الملائكةِ من علياءِ السّماءِ تردّدُ:

قُتلَ الصّغارُ بخطأ الكبارْ.

اسمكَ هنا – مقعدكَ هنا،

كتابكَ، دفتركَ، وأقلامُ التّلوين

دراجتُكَ هنا، وأنتَ لست هنا..

خطفوا روحَكَ بلعبةِ كرةٍ ولعبةِ حربْ

والسّادةُ يشربونَ نخبَ النّصر…

لا الدّمعُ يشفعُ ولا الشّعرُ ولا الكلماتْ

في لحظاتٍ، يحترقُ القلبُ في لحظاتْ

وتنسكبُ الرّوحُ من فضاءِ الجسدِ

وتحلّقُ في ملكوتِ الرّبْ.

سلامٌ على الملائكةِ الصّغارْ..

تحومُ كالحواري فوقَ عرشِ الرّبِ.

تُنادي البشريّةَ بالمحبّةِ

كفى

كفى للحربْ.

إشارة:

*وليدُ الزُّوكاَنيّ: شَاعِرٌ سُوريّ صَدَرَ له عَدَدٌ من المَجموعاتِ الشِّعريَّةِ منها: ثلاثُ ليالٍ لِقَمَرِ أريحَا – مُنذُ مَاءٍ كَثيرٍ – لا تَثِق بالجِهَات



الشاعر لقمان محمود في ترجمة سويدية


عن دار 49books في السويد، صدرت حديثاً المجموعة الشعرية Helvetet  (الجحيم) للشاعر الكردي السوري لقمان محمود، بترجمة سويدية للمترجمة Anna Jansson.

وجاء في تقديم المجموعة: إنّ قراءة "قصائد لقمان محمود، تشبه قراءة رذاذ المطر والوحدة والليل المقمر. أحياناً تشبه المويجات في شفافيتها وأحياناً أخرى تنأى بعيداً على مدى إمتداد الخيال.. وهناك لحظات تشعر بأنها قريبة منك كقرب دموع عينيك".

يستند الشاعر في هذه المجموعة الشعرية المترجمة على عناصر متعددة في عملية البناء الفني، بدءاً من عنصر الرمز، ومروراً بالحكايات الحافلة بالإشارات. فالشاعر يستدعي خطاباً سرياً يتداخل فيها الماضي بالحاضر، والواقع بالأسطورة.


تعريف بالمؤلف:

لقمان محمود: شاعر وناقد كردي سوري  يحمل الجنسية السويدية. يكتب باللغتين الكردية  والعربية. عضو اتحاد الأدباء والكتاب السويديين، عضو نادي القلم الكردي. صدر له حتى الآن 26 كتاباً في الشعر والنقد. شارك في عدد من المهرجانات الشعرية والثقافية، ومعارض الكتب، داخل وخارج السويد.

         أرض ثقيلة


في كلّ مكان 

ينتابني الشعور بأنني بعيد.

في كلّ وقت 

ينتابني الشعور بأنني قتيل.

أجرُّ خلفي

أرضاً ثقيلة بالحروب

لكن لديّ ثقة واسعة بالحياة

فهناك من يحلمُ كنافذة

وهناك من يحلم كباب

عليَّ أنْ أكون دقيقاً

فيوماً ما 

ستتحوّل معاناتي إلى أساطير.


         

طوفان اللوتس كيف يغير الماضي المستقبل؟ للكاتبة المصرية وفاء شهاب الدين



"طوفان اللوتس" هي رواية للكاتبة المصرية وفاء شهاب الدين صادرة عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة . تدور أحداث الرواية حول فكرة الصراع بين الأجيال والتغيير الثقافي والاجتماعي في مصر. تسلط الرواية الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة المصرية في مجتمع يتحول بين التقاليد والحداثة

تقع الرواية في 320 صفحة من القطع الجائر، وتدور فكرتها حول أسطورة فرعونية تدعي أن الروح البشرية بعد الموت تدور في الكون متخذة صورا عدة وبعد مرور ثلاثة آلاف عام يتخذ الجسد البشري نفس الملامح ونفس الصفات والطبائع مرة ثانية..

تروي القصة حياة عائلة مصرية تعيش في قرية صغيرة، حيث تتبع الرواية مسارات مختلفة لشخصيات متنوعة. من بين هذه الشخصيات، نجد امرأة شابة تسعى لتحقيق استقلالها وتجاوز التقاليد البالية، ورجل يحاول التوفيق بين القيم التقليدية والمستقبل الحديث، وغيرها من الشخصيات التي تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي في مصر،

في «طوفان اللوتس» نقرأ عالماً روائياً يتشكل من خلال لغة روائية تعتمد على البوح المحمل بقدر كبير من الشاعرية، ومشاعر الأنثى (البطلة) التي قاست لوعة الحرمان والوحدة وقسوة الواقع وتجبُّره، لتنساب اللغة الروائية متدفقة نحو رسم ملامح الشخصية وعالمها النفسي، ومعاناتها، تمنياتها، وتذكاراتها، وأحلامها، ورؤاها التي تجسد مشاعرها..

تعالج الرواية قضايا مثل الحرية الشخصية، والهوية، والتمرد، والتسامح، والدين، والثقافة، وتبحث في تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية على حياة الأفراد. تعتبر الرواية محاولة لفهم التغيير الاجتماعي الكبير الذي يعيشه المجتمع المصري، وكيفية تأثيره على الأفراد.

"طوفان اللوتس" تعتبر عملاً أدبياً يعكس الواقع المصري ويطرح تساؤلات حول المستقبل وما يعنيه أن تكون مصرياً في هذا العصر

من أجواء الرواية "حتى كلمة الحب خرجت اضطرارية، حتى كلمة الحب خرجت اضطرارية، متألمة كحياتنا. كنت فيما مضى أعشق رجلًا يطرحني عنه، كما ينفض الطير الماء عن جسده.الآن أعلم أنه يحبني، ورغم الحب أبت الجسور أن تحمل حبنا إلى بر الشرعية. نرقص معًا فوق جسر من حرمان، كلما تخطى فرس الحب حاجزًا، بُنِيَ أمامه ألف ألف حاجز.".


بين المسدس والطلقة: وقفة تأمّليّة للقصيدة. صدئ المسدَّس: للشّاعر: وليد الزوكاني




كتبَ النظرة التّأمّليّة: وهيب نديم وهبة

لماذا أقف عند عتبة القصيد... لأن الدّخول إلى مكنون العمق في الصّياغة ليست سهلة وتحتاج إلى نظرة تأمّليّة وفكريّة قبل ولوج الباب.

المسافة خرجتْ في عُزلة المطر

محايدة

لم تميّز بين متراسين

بين كتابين وأحجيتين

سيلزمها دم

لترى منام الأمس، قتلى..

لترى الجهات، وتفصل الشَّرق

عن الحجر القديم.

يفتتح المقطع بكلمة (المسافة) هنا البعد الفكري للكلمة التي تجعلكَ تفكر "هل المسافة قريبة أم بعيدة؟ لهذا: يقول الشاعر وليد: "في عُزلة المطر محايدة" إلغاء تامّ للبعد. هي مسافة تأمّليّة تستدرج للمعنى القادم.


"لم تميّز بين متراسين" دَخلنا في المشاهدة – المتراس الأوّل - موقع للهجوم أو للتستّر والمتراس الثاني ثقافتك الحضاريّة... ولكن عدم التّميّز تعود للمسافة وهنا يتجلّى الفكر في تكوين الصّورة للحالة. ويتابع:

بين كتابين وأحجيتين

سيلزمها دم

لترى منام الأمس، قتلى..

لترى الجهات، وتفصل الشَّرق

عن الحجر القديم.

بين كتابين وأحجيتين / سيلزمها دم / هنا يُقدّم رقّة الكلمة مع بشاعة ووحشية النّظرة التّأمّليّة للمعنى – كتابين - الكتاب الحضارة - وهنا بين حضارتين – التّغيير – يحتاج ثورة – وهي إعلان الأمل للقصيدة بصورة مبطّنة / لترى الجهات - العلوم - وتفصل الشَّرق / عن الحجر القديم... (عن العصر الحجري) هذا المقطع الأوّل عند العتبة.

القليل من الجنائز

والبكاء الحرّ ..

لتميّز البحر عن الصحراء

والفقراء عن نزلاء فندقها الكبير.

المسافة مثل طير

هنا الوصف؛ بين مسافتين أو حضارتين أو نقلة ما بين البحر والصحراء وهنا لعبتي ومساحتي وتحليقي للوصف لنصل إلى – التعبير – الواضح - مثل طير. ما المقصود. ما هي المسافة لنقلة الطّير – أو لنعرف وندرك التميز ما بين البحر والصّحراء- بين حضارة وحضارة ويترك لنا الشّاعر المبدع وليد الزوكاني البكاء الحرّ والقليل من الجنائز، وهنا تحضر الثورة الفكريّة والفعليّة والتّأمّليّة أننا (في مرحلة الانتظار بين مسافة ومسافة... بين حقبة زمنية وأخرى)

لا ترى في حقل ألغام

سوى مأوىً جميل.

من يقطعها سيّدها

الأسرعُ يأخذُ قلبَها

ويفرّ.

عظمة النّصّ في هذا المقطع. يصبُّ الفكر الآن على الفكرة "لا ترى في حقل ألغام / سوى مأوىً جميل" بالرغم من حقل الألغام – الثورة – هي المأوى الجميل الذي يقطعها "سيّدها" يجنى ثمار المرحلة... ويفرّ - يفوز – تلك هي المسألة المسافة، بين الحركة والجمود. هذا التّمهيد الرائع لما سيأتي:

أقْعَتْ أوَّل الضوء ككلب

بين ميقاتين.

لم تصل بعدُ القذيفةُ

لم يمُتْ أحد

تحدّث عن الجنائز القليلة. الآن يقول بوضوح، لم تصل بعدُ القذيفةُ / لم يمُتْ أحد. (شعلة الفكر والتّحرر يحتاج التّضحية ولكي تنهض الشّعوب وتستيقظ من سُباتها العميق تحتاج إلى التجديد. شعلة الفكر ووقود الحضارة.

لا حرائق، لا دخان ..

تحلّق الشّهداءُ حول الشّاي

وانتظروا

لا وجوه جديدة هذا المساء

لا نسوة يخرجن من أحداقهنّ اليوم

لا ليلاً

سيمرَض أوّل الليل

ويسقط كالرّداء

على سيارة الإسعاف

لا موتاً

سيفتح فوّهات الرّوح.

الآن التّأكيد على الحالة، الرّكود، الجمود بالرّغم من وجود الشّهداء... الذين ينتظرون بزوغ الفجر الجديد للحياة – للثّورة – للتّجديد - للآمال القادمة حتى النسوة لم يتحرك لهنّ جفن، لا موتا – الطبيعة البشريّة ساكته، تحتاج إلى مسافة ما بين نقلة الطّير والبعد، ما بين البحر والصّحراء.


الآن أورد كلّ هذه الفقرة لأنها جوهر الموضوع، المضمون، المرمي للهدف، والملعب المفتوح على الحضارات أو الجهات.

أين سيُمضي المُعزّون مساء الغد؟

في الحانات؟

في كَسر المرايا؟

في مواساة الذين تأخر الموت

عليهم؟

من سيصُبُّ الزّيت

في قنديل شاعرنا الكبير؟

ماذا سيكتبُ

بعد أن خذلته في منتصف العمر

القذيفة؟

هَشَّ القصيدة..

الخيبة هنا تهيمن على المشهد. الذين يخطبون (الشعارات) ويسكرون في الحانات ويُتاجرون بالقضية والثورة وفي المسافة الثانية (في مواساة الذين تأخّر الموت عليهم؟) أصحاب الشّهادة الذين ينتظرون الفجر. 

مرّة أخرى يطرح علينا السؤال: الفرق ما بين القول والفعل - بين البعد والمسافة وربّما هي مساحة للتفكير... 


أين نحنُ من الحضارة. ويُتابع مَن الذي يستطيع أن يصبّ الزّيت... أوّل الشّرارة في "قنديل" الشّعلة، الفكر التّنويري وقد قطعنا شوطًا من الزّمن أو المسافة ولم نتعلم. خذلتنا الأنظمة وغافلنا الزّمن (العمر) وتأخّرت الثّورة (تحرير الفكر ومسافات البطولة البعيدة) وأصبحت "هَشَّ القصيدة" بهذه العذوبة القاسية الجارحة يُقدّم الشاعر وليد خلاصة الزّمن، العمر والخيبة. 

وأوَى،

أوّل الليل إلى جهة بعيدة.

قليل من رصاص ..

سيُعيد الألَق الفضّي للأفق الجميل

قليل من دمٍ

سيعيد للأساطير

الأنوثة

للوطن

معناه المقدس.

صدئ المسدّس

صدئ

المقدّس.

من أول المقطع (إلى جهة بعيدة) العودة إلى المسافة "هي بعيدة".

قليل من رصاص ..

سيُعيد الألَق الفضّي للأفق الجميل

قليل من دمٍ

سيعيد للأساطير

الأنوثة

القليل من الدّم – التّضحية - سوف يُعيد أساطير البطولة – الكرامة - ورقّة الألق الإنساني العشق حتى الوريد "الأنوثة".

والأجمل هذه الأساطير للوطن – البطولة - وهو المعنى المقدّس... أن تنسكب روحكَ على مذبح الوطن المقدّس، في صدئ المسدّس... صدئ المقدّس... إعادة الحكاية – البطولة، التّضحية، النّهوض بالأمم ومواكبة الحضارة بالكرامة الإنسانية.

 

القصيدة:

صدئ المسدَّس

وليد الزوكاني

اللوحة: الفنّان الإسباني سلفادور دالي

المسافة خرجتْ في عُزلة المطر

محايدة

لم تميّز بين متراسين

بين كتابين وأحجيتين

سيلزمها دم

لترى منام الأمس، قتلى..

لترى الجهات، وتفصل الشَّرق

عن الحجر القديم.

القليل من الجنائز

والبكاء الحرّ ..

لتميّز البحر عن الصحراء

والفقراء عن نزلاء فندقها الكبير.

المسافة مثل طير

لا ترى في حقل ألغام

سوى مأوىً جميل.

من يقطعها سيّدها

الأسرعُ يأخذُ قلبَها

ويفرّ.

أقْعَتْ أوَّل الضّوء ككلب

بين ميقاتين.

لم تصل بعدُ القذيفةُ

لم يمُتْ أحد

لا حرائق، لا دخان ..

تحلّق الشّهداءُ حول الشّاي

وانتظروا

لا وجوه جديدة هذا المساء

لا نسوة يخرجن من أحداقهنّ اليوم

لا ليلاً

سيمرض أوّل الليل

ويسقط كالرّداء

على سيارة الإسعاف

لا موتًا

سيفتح فوّهات الرّوح.

أين سيُمضي المُعزّون مساء الغد؟

في الحانات؟

في كَسر المرايا؟

في مواساة الذين تأخّر الموت

عليهم؟

من سيصُبُّ الزّيت

في قنديل شاعرنا الكبير؟

ماذا سيكتبُ

بعد أن خذلته في منتصف العمر

القذيفة؟

هَشَّ القصيدة ..

وأوَى،

أوَّل الليل إلى جهة بعيدة.

قليل من رصاص ..

سيُعيد الألَق الفضّي للأفق الجميل

قليل من دمٍ

سيعيد للأساطير

الأنوثة

للوطن

معناه المقدّس.

صدئ المسدّس

صدئ

المقدّس


جامعة MUBS‏ تنظم ندوة متخصصة بحالات الطوارئ


‏نظمت كلية العلوم الصحية في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم (MUBS)، فرع بدارو، ندوة صحية حملت عنوان "الاستجابة للطوارئ الصحية الوطنية: الدروس المستفادة والاستعداد المستقبلي"، تحت إشراف عميدة كلية الصحة في الجامعة الدكتورة ندى علاء الدين، وحضور رئيس إتحاد المستشفيات العربية النائب د. فادي علامة، ومدير عام وزارة الصحة الأستاذ فادي سنان بالإضافة الى فعاليات سياسية وأكاديمية وتربوية واجتماعية وثقافية وعسكرية واعلامية وإداريي وطلاب الجامعة.


المحاور

ودارت محاور الندوة، التي انقسمت إلى قسمين، حول الصحة والتقنيات الطبية، وتحدث في المحور الأول كل من: الاستاذ فادي سنان، مدير عام وزارة الصحة العامة، الذي تحدث عن المستشفيات الحكومية في بيروت والمناطق، وأساليب التطوير فيها، وتقنية الفرق الطبية فيها، 

أدارت الندوة سارة أبي المنى. ثم القى نائب رئيس الجامعة نائل علامة كلمة أشار من خلالها إلى "ضرورة التفكير في الدروس المستفادة والاستعداد المستقبلي لحالات الطوارئ الصحية في خضم فترة زمنية مليئة بالأزمات والتحديات التي تؤثر سلباً سلبا على الواقع الصحي".

واعتبر أن "المسؤولية تقع على عاتقنا وعاتق الجميع بشكل جماعي، كصناع سياسات وقادة ومعلمين وعلماء وغيرهم في بناء شبكة من الشراكات الوطنية والدولية التي تسمح لطلابنا وأعضاء هيئة التدريس بالمشاركة في معالجة بعض هذه التحديات".


علاء الدين

أمسية شعرية ثقافية بمناسبة مرور 30 عاما على وفاة الشاعر والمناضل توفيق زياد يشارك فيها الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه ومجموعة من الشعراء والكتاب المحليين






    بمبادرة  وتنظيم من مؤسسة محمود درويش للإبداع  والمجلس المحلي – كفر ياسيف - والإتحاد القطري للادباء والشعراء الفلسطينيين في الداخل  أقيم  في قاعة المكتبة العامة في قرية  كفر ياسيف مساء  يوم الجمعة  ( 2 / 8 /  2024 ) أمسية  شعرية  ثقافيَّة بمناسبة مرور 30 عاما على وفاة القائد والمناضل الشاعر توفيق زياد  شارك فيها مجموعة من الشعراء المحليين وبعض الشخصيات الثقافية والسياسية المحليَّة  وبحضور جمهور غفير من مختلف  أنحاء البلاد .                                                                                    ومن الذين  تحدثوا أو ألقوا قصائد شعرية في هذه الأمسية : 

*الشاعر والكاتب والإعلامي  حاتم جوعيه – من مدينة المغار – الجليل -حيث  ألقى مقطعا  من قصيدة  للمرحوم توفيق زياد  وبعدها ألقى قصيدة شعرية من شعره في رثاء الشاعر توفيق زياد بعنوان : "منارالفدا " .  

*الشاعر الدكتور أسامة مصاروة  من مدينة  الطيبة  - المثلث  . فقد ألقى قصيدة   لتوفيق زياد وقصيدة أخرى وطنيَّة من شعره 

*السيد عصام خوري مدير مؤسسة  محمود درويش . ألقى كلمة المؤسسة ورحب بالضيوف والمشاركين 

*السيدة  نائلة  زياد زوجة الشاعر والمناضل توفيق  زياد . ألقت كلمة مؤسسة توفيق زياد 

السيد محمد بركة  -  رئيس لجنة المتابعة  العربية  ...تحدث عن الدور التاريخي والثقافي الهام للمرحوم  توفيق زياد  ونضاله على مر عقود من الزمن من أجل قضايا شعبه 

السيد  عصام شحادة  - رئيس مجلس محلي كفر ياسيف .

الكاتب والمحلل السياسي  المحامي جواد بولس  .

الشاعرالأستاذ علي هيبي  - من  قرية كابول .

الشاعرة عايدة  مغربي- من  مدينة  عكا 

الشاعر  يحيى عطا الله  . ن قرية يركا 

الشاعرة رائدة غزاوي – من مدينة عرابة  البطوف .

الشاعر  أبو  صالح  ..وآخرون .


مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار: تطويب البطريرك اسطفان الدويهي... مجد يتجدد بالإيمان



أشارت مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة إلى أهمية اعلان تطويب البطريرك العلاّمة اسطفان الدويهي من لبنان إلى العالم بدوره الحضاري. إنه بطريرك العلم والقداسة، المؤرخ والمتمسك برسالة لبنان الجامعة. وفي هذا السياق، استذكر رئيس المؤسسة المحامي شادي خليل أبو عيسى العلاّمة المطران ميخائيل الجَميل عضو مجمع القديسين الذي تم اختياره في عهد قداسة الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، وهو الوحيد من الشرق، في هذا المنصب، وكانت له مساهمات أثناء وجوده في هذا المجمع، عبر دراسة الملفات المتعلقة بالمكرمين والطوباويين والقديسين.

ومن المهم الاطلاع ومتابعة كتابات الطوباوي البطريرك التي تغني الفكر والوطن والحضارة بكافة الأوجه.

السماء تُرسل لنا طوباويين، والمنبع لبنان المقدس...حفظه الله.



شوقي دلال رئيس “جمعية محترف راشيا” يُكرم الطبيب الإنسان الدكتور غسان معلوف بلوحة مائية بريشته لنهر البردوني

 


لأنه الطبيب الإنسان المتواجد دوماً مع الناس والمُناضل من اجل الحق كَرّم الفنان شوقي دلال طبيب الجلد الدكتور غسان معلوف في زحلة. 

دلال قال في المناسبة: "لأنه الطبيب الإنسان الحامل هموم الوطن والمواطن والثائر على كل ظلم ونصير الحق وصاحب المشاعر المُرهفة للثقافة والفن وإبن بيت العلم والمُبدعين والمُنتمي لعائلة الشعراء والفلاسفة الذين ساهمو في بناء وجه لبنان المُشرق آل معلوف وصاحب القيم النبيلة المتواجد دوماً كطبيب مع ابناء وطنه منذ عقود حيث صنع تاريخاً ناصعاً من النزاهة مما إستحوذ على حب الناس،، واضاف دلال.. " اتينا اليوم من قلعة إستقلال لبنان في راشيا الوادي الى مدينة الثقافة والمبدعين زحلة لِنكرم هذه القامة الإنسانية الاخ الدكتور غسان معلوف بلوحة فنية بريشتي رسمتها لنهر البردوني النهر الذي يعني الكثير لي ولأبناء زحلة ولجميع اللبنانيين حيث جلس على ضفافة الكبار في لبنان والعالم وهي عربون وفاء ومحبة لِقامة وطنية يليق الفن بها اطال الله بعمره"..،


من جهته شكر الدكتور معلوف هذه اللفتة الكريمة من فنان لبناني اصيل نعتز بريشته ونتابع لوحاته بشغف حيث يدلنا دوماً من خلال أعمال الفنية ونشاطاته في "جمعية محترف راشيا" على مكامن الجمال في لبنان والبلدان العربية والعالمية ، وهذه اللوحة تعني لي الكثير حيث تجاورت وتحاورت مع هذا النهر الذي لا يَكل من زرع الجمال في زحلة وبقاعنا الجميل المِعطاء"... 


في الصورة: شوقي دلال يقدم لوحته للدكتور غسان معلوف