اتحاد الصحافيين والكتاب الدولي يعين د. أحمد البوقري مستشارا للعلاقات الدولية تقديرا لجهوده المتميزة

  



في إطار توجهه نحو استقطاب الكفاءات الدولية وتعزيز أدواره الدبلوماسية والثقافية، أعلن اتحاد الصحافيين والكتاب الدولي – بلجيكا عن تعيين الدكتور أحمد البوقري مستشارًا للعلاقات الدولية، وذلك تقديرا لجهوده البارزة في دعم التواصل الثقافي والإعلامي بين الشعوب، ومساهماته الملموسة في بناء جسور التعاون بين المؤسسات الصحافية والأكاديمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويعتبر الدكتور البوقري من الشخصيات المؤثرة في مجال الإعلام والعلاقات الدولية، حيث يتمتع بخبرة واسعة وسجل حافل من المبادرات والمشاركات الدولية في مجالات الإعلام، الحوار الثقافي، والدبلوماسية الإنسانية. وقد أثمرت جهوده في تأسيس شراكات استراتيجية بين عدد من المؤسسات الدولية، إلى جانب مشاركته في منتديات ومؤتمرات تهدف إلى تعزيز حرية الصحافة وترسيخ مبادئ العدالة والإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور أحمد البوقري قد منحته عدة منظمات دولية لقب “سفير السلام والنوايا الحسنة”، من بينها منظمة الدرع الدولية ، وذلك تقديرا لجهوده المتواصلة في نشر ثقافة السلام، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشجيع الحوار بين الحضارات.

وفي هذا السياق، أعرب رئيس اتحاد الصحافيين والكتاب الدولي عن اعتزازه بانضمام الدكتور البوقري إلى الطاقم الاستشاري للاتحاد، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس التزام الاتحاد بدعم الكفاءات التي تمثل صوتًا حقيقيًا للسلام والتعاون الدولي.

من جانبه، عبّر الدكتور أحمد البوقري عن شكره وامتنانه لهذا التكليف، مؤكدًا عزمه على مواصلة العمل من أجل تمتين العلاقات الدولية في المجال الإعلامي والثقافي، وتعزيز صورة الصحافة كوسيلة فاعلة في نشر قيم التفاهم والسلام العالمي.

ويأتي هذا التعيين ضمن رؤية شمولية يتبناها اتحاد الصحافيين والكتاب الدولي – بلجيكا، تهدف إلى ترسيخ حضوره كمؤسسة دولية فاعلة تسهم في تمكين الإعلام الحر، وتشجيع الأصوات المهنية ذات التأثير الإيجابي عالميا.


تقرير صحفي: كتاب جديد يتناول ظاهرة النقد التفاعلي في العصر الرقمي


رام الله- فلسطين (19/9/2025)

في خطوة تثير النقاش وتفتح آفاقًا جديدة في المشهد النقدي العربي، صدر مؤخرًا كتاب "في النقد والنقد المضاد: على هامش كتاب المشهد الروائي الفلسطيني للكاتب محمود شقير" للكاتب والناقد فراس حج محمد. يقدم هذا الإصدار الإلكتروني لعام 2025 دراسة معمقة لظاهرة "النقد التفاعلي" التي باتت سمة مميزة للعصر الرقمي، متخذًا من الجدل الذي أثاره مقال نقدي حول كتاب "المشهد الروائي الفلسطيني" نموذجًا حيًا لتجلياتها وتحدياتها، إذ بدأت المسألة بمقال للمؤلف حج محمد "الناقد ليس مهندس علاقات أدبية" تناول فيه كتاب شقير، فتبعه ردّ من مؤلف الكتاب، وهذا الردّ أثار موجة من التعليقات.

بدأ الكتاب بمقدمة مكتوبة بالذكاء الاصطناعي تؤسس لمفهوم "النقد التفاعلي على الفيسبوك" كـ"صوت جماعي في فضاء رقمي"، مؤكدة أن النقد لم يعد حكراً على الأكاديميين والنقاد المتخصصين، بل تحول إلى ظاهرة جماهيرية واسعة النطاق بفضل منصات التواصل الاجتماعي. وأن فيسبوك، على وجه الخصوص، أصبح "منبرًا متزايد الأهمية للنقد التفاعلي" و"انعكاسًا قويًا لصوت الجمهور، وقوة دافعة للتغيير ومساحة للنقاش الحر". هذا التحول الجذري في طبيعة النقد هو ما يسعى الكتاب لتشريحه وفهم أبعاده.

وتشير كذلك إلى الإيجابيات الكبيرة للنقد التفاعلي، مثل تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي، والدفع نحو التحسين والتطوير، والمساهمة في المحاسبة والشفافية. لكنه في الوقت ذاته، لا يتجاهل التحديات والمخاطر، مثل انتشار الشائعات، والاستقطاب، والتنمر الإلكتروني، وسطحية النقد في كثير من الأحيان، وتأثير "خوارزميات الصدى" التي تعزز الانغلاق الفكري. كما تؤكد تلك المقدمة مسؤولية الفرد في ممارسة النقد الأخلاقي والمسؤول، والتحقق من المعلومات، واحترام الرأي الآخر. كما تحمل منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية في إدارة هذه البيئة الرقمية، من خلال تطوير آليات لمكافحة المعلومات المضللة وتوفير بيئة صحية للنقاش.

يتناول الكتاب محورين رئيسيين يتداخلان بعمق: الأول هو النقد التفاعلي كظاهرة قائمة بحد ذاتها، حيث يحلل فراس حج محمد آلياتها، أشكالها المتعددة (من التعليقات الموجزة والإعجابات إلى المنشورات التحليلية)، وقدرتها على بناء حوار فوري وتشكيل تصور جماعي حول القضايا. يؤكد المؤلف قوة التأثير الجماعي لهذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن الإجماع الرقمي قادر على التأثير في المشهد الثقافي.

أما المحور الثاني، والأكثر أهمية في هذا الإصدار، فهو "نقد النقد"، حيث يستعرض فراس حج محمد الجدل الذي دار حول مقاله النقدي الذي تناول كتاب الروائي الفلسطيني الكبير محمود شقير، "المشهد الروائي الفلسطيني". يمثل هذا الجدل أرضية خصبة لاستكشاف كيفية تفاعل القراء والنقاد والمهتمين مع العمل النقدي نفسه، وكيف تتشكل الآراء المضادة وتتفاعل مع النقد الأصلي. يقدم الكتاب مجموعة من التعليقات والردود التي كتبها أصحابها على هامش مقالة محمود شقير في الرد على مقالة المؤلف الأصلية، وقد كشفت تلك التعليقات في أغلبها الانحياز غير الموضوعي لصاحب كتاب "المشهد الروائي الفلسطيني" والتنمر الإلكتروني على كاتب المقال "فراس حج محمد". 

يركز جزء كبير من الكتاب على هذه الظاهرة، وما ولّدته من ردود أفعال واسعة على فيسبوك. فيستعرض الكتاب تعليقات أصدقاء محمود شقير من الكُتّاب والنقاد والصحفيين والقراء، وكأنهم في حفلة صراع خفي ضد الطرف الآخر.

قليلة تلك التعليقات التي أشادت بالمقال، وأبدى غالبية المعلقين خلافهم مع الكاتب في المنهجية أو الاستنتاجات، واهتموا بالدفاع عن كتاب محمود شقير وشخصه وتمجيده، مع أنه لا تنوع كبيرا في هذه التعليقات إلا تلك الردود تجسد مفهوم "النقد المضاد" الذي يتناوله الكتاب، ويبرز كيف يمكن لعمل نقدي واحد أن يثير عاصفة من النقاشات الموازية، وأن يفتح المجال لتقييمات متبادلة بين النقاد والقراء والمؤلفين أنفسهم.

في المجمل، يوثق كتاب "في النقد والنقد المضاد" لفراس حج محمد، تجربة حقيقية للنقد في الفضاء الرقمي. ويشكّل دراسة حالة لواقع النقاش الثقافي والأدبي على منصات التواصل الاجتماعي. يدعو الكتاب ضمنيًا إلى فهم أعمق لآليات هذا النقد الجديد، ويحث على ممارسته بوعي ومسؤولية ليكون أداة للتطوير المعرفي والثقافي، لا ساحة للجدل العقيم. إنه دعوة مفتوحة للتأمل في الدور المتغير للنقد في عصر أصبح فيه "صوت الجمهور" قوة سائلة، وغير متساهلة، وتتحكم فيها المشاعر والرغبات أكثر من الحقيقة والوقائع، وكأنها رجع لنظام التفاهة الذي تحدث عنه المفكر والفيلسوف الكندي، آلان دونو.


صدور مجموعة قصصية بعنوان "أقلام على موعد مع النور"




حلّق تلاميذ " الثانوية الإعدادية المروة الرائدة" في سماء الإبداع، حيث شهد الوسط التربوي والإبداعي صباح يوم السبت 14 يونيو/حزيران 2025، صدور عمل أدبي متميّز موسوم بعنوان "أقلام على موعد مع النور"، عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة.

ويتعلّق الأمر بـأول مجموعة قصصية لتلاميذ نادي عكاظ للإبداع الأدبي، المنضوين تحت لواء الثانوية الإعدادية المروة الرائدة، التابعة للمديرية الإقليمية بالمحمدية – جهة الدار البيضاء سطات، المملكة المغربية، وقد تم إنجاز هذا المشروع بتأطير من الأستاذ عزيز لحديد السباعي، أستاذ اللغة العربية والمشرف على النادي منذ تأسيسه موسم 2017/2018.

وتضم المجموعة قصصًا قصيرة موقعة بأقلام تلميذات وتلاميذ في عمر الزهور، عبّروا من خلالها عن رؤاهم، وتساؤلاتهم، وأحلامهم، بلغة مشبعة بالخيال والقيم وبدايات الوعي الجمالي، مما يكشف عن طاقات واعدة قادمة من المستقبل في مجال الكتابة الإبداعية.

وقد عبّر عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والتربوي عن إعجابهم بهذا العمل الجماعي الذي "يجسّد ثمرة تفاعل خلاق بين التلميذ والمدرس، ويكرس المدرسة فضاء للكتابة الحرة والنمو الفني واكتشاف المواهب ورعايتها".

وفي هذا السياق، توجّهت إدارة المؤسسة، ممثلة في السيدة هند عبود، المديرة التربوية، بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع، مثنية على الجهود المتواصلة التي يبذلها الأستاذ المشرف، وموضحة أن هذا المنجز يأتي تتويجا لمسار من العمل الثقافي المستمر داخل فضاء المؤسسة.

كما وجه المنظمون شكرًا خاصًا للشاعر محمد اللغافي، رئيس جامعة المبدعين المغاربة، على رعايته لهذا المشروع وتشجيعه للمواهب الناشئة.

ولم يَغْفُل المشرفون التنويه بالدور المحوري للأستاذ المنسّق، الذي احتضن هذا المشروع منذ كان مجرّد فكرة في المخيّلة، إلى أن "اشتدّ عوده" وصار عملًا أدبيًا حقيقيًا يُزيّن رفوف الإبداع المدرسي.

"أقلام على موعد مع النور" ليست مجرد مجموعة قصصية، بل هي شاهد على انبثاق جيل جديد من الكُتّاب، يُراهن على الكلمة لتغيير الواقع، ويؤمن بأن الحرف قد يكون أول خطوة في طريق التنوير.

"صدى النص" لفراس حج محمد.. عمل مشترك يمزج الإبداع البشري بالتحليل الرقمي



 تقرير صحفي: 

رام الله- فلسطين: 15 يونيو 2025 

في إصدار نوعي يربط بين عُمق الإبداع الشعري وتطورات النقد الرقمي، صدر حديثًا كتاب "صدى النص: رحلة القصيدة من الكتابة حتى التحليل الإلكتروني" للباحث فراس حج محمد. يقدم الكتاب رؤية شاملة لمسار القصيدة، "متى سيتجلى الله يا جبريل؟" كنموذج تطبيقي، من لحظة ولادتها في وعي الشاعر وصولاً إلى تفاعلها مع التقنيات الحديثة في الترجمة والتحليل. ويبرز هذا العمل بشكل واضح كنموذج لتعاون فريد بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي، حيث تتكامل جهود المؤلف وخبرته النقدية مع إمكانات الأدوات الرقمية الحديثة.

يسلط "صدى النص" الضوء على البنية اللغوية المتماسكة لقصيدة "متى سيتجلى الله يا جبريل؟"، مبرزاً كيف تتضافر المستويات الصوتية، المعجمية، التركيبية، والدلالية فيها لتشييد معنى مركب من الألم الوجودي واليأس المطلق والبحث عن خلاص غائب. ويعكس استخدام الشاعر للتكرار، الاستعارات الصادمة، والأسئلة البلاغية صراعاً داخلياً وخارجياً عميقاً، حيث لا تقدم القصيدة إجابات قاطعة، بل تفتح فضاءً لغوياً للتأمل في العجز الإنساني أمام الكارثة.

يتجاوز الكتاب التحليل البنيوي ليغوص في رحلة النص عبر الحدود الثقافية والتقنية. فهو لا يكتفي بعرض الترجمة الإسبانية للقصيدة، بل يبرز الدور الحيوي للشاعرة فاطمة نزال في إنجاز هذه الترجمة، ويقدم قراءتها الشخصية ووجهة نظرها الثرية حول القصيدة، مما يضيف بعداً إنسانياً لتلقي النص. كما يستكشف الكتاب دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في عمليات الترجمة الأدبية، متناولاً التحديات والإمكانات التي تقدمها هذه التقنيات في تقييم النصوص وتلقيها في الفضاء الرقمي الواسع، وكيف تسهم الأنظمة الذكية في فهم "صدى النص" وتأثيره.

يُشار إلى أن هذا الكتاب قد صدر بنسخته الإلكترونية ومتاح للتحميل المجاني على منصات الكتب الإلكترونية المتعددة. هذه الخطوة تكتسب أهمية كبرى، حيث تساهم في نشر المعرفة وتعزيز الوصول الحر للمحتوى النقدي والأدبي المتخصص، مما يتيح لجمهور أوسع من الباحثين والطلاب والقراء المهتمين فرصة الاستفادة من هذا العمل المبتكر دون قيود.

"صدى النص: رحلة القصيدة من الكتابة حتى التحليل الإلكتروني" يُعد مرجعاً مهماً للباحثين والنقاد والمهتمين بالأدب الرقمي والذكاء الاصطناعي. إنه يفتح آفاقاً جديدة للنقاش حول مستقبل العلاقة المتشابكة بين الإبداع البشري والتحليل الآلي في عصرنا الحالي، مؤكداً أن التقنية يمكن أن تكون أداة لإثراء فهمنا للأدب وتعميق تفاعلنا معه، وأن التعاون بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي يمثل قفزة نوعية في مجال الدراسات الأدبية.


مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار تستذكر المفكر روبير غانم

 


استذكرت مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة، الشاعر والفيلسوف روبير غانم في ذكرى ميلاده، حيث كان على تواصل مع العلاّمة المطران، عضو مجمع القديسين في الفاتيكان المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي على أوروبا.

وفي لقاء مع رئيس المؤسسة المحامي شادي خليل أبو عيسى، أشار إلى أهمية الاطلاع على كتابات المفكر غانم التي تعتبر رائدة في الفلسفة والحكمة والشعر واللاهوت. وأضاف: لنعمل من أجل الإنسان في بوتقة من الثقافات المتحاورة لا المتناحرة، و نتمسك بمبادئ المطران العلاّمة  التي رسّخها بإيمان وتحاور واخلاص والخصال التي اعتمدها الشاعر روبير غانم صاحب المصنفات الأدبية والفلسفية المتميزة.


شعرية الغياب: قراءة في الأبعاد البنيوية والدلالية لقصيدة "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟"



تحليل: الذكاء الاصطناعي| Gemini

إشارة

نشرت القصيدة بتاريخ 31/10/2024، وترجمتها مؤخراً إلى اللغة الإسبانية الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزال، ونشرت في موقع (Con Versando)، وتتناول الحرب على غزة، وتم هذا التحليل بوساطة (Gemini) المتاح مجّاناً، بعد أن زودت هذه الأداة بأربعة مرفقات: نص القصيدة، ومقال "هواجس من ميدان الترجمة"، ومقال "في ممرات السؤال النبوي" لفاطمة نزال، ومقال: "صدى القصيدة في حضرة الترجمة"، وكان السؤال الموجّه لهذه الأداة أن يحلل القصيدة تحليلا بنيويا لغوياً شاملاً.

كما طلبت منه في نهاية هذه العملية اقتراح عنوان لهذه المقاربة الخوارزمية، فزودني بهذه العناوين مع تصنيفها كما يأتي:

عناوين تركز على البنية والسؤال:

* "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟": بنية السؤال وخطاب الغياب في قصيدة فراس حج محمد.

* تشريح الغياب: قراءة بنيوية لغوية في قصيدة "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟".

* القصيدة كصرخة وجودية: تحليل بنيوي لغوي لـ "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟".

* بناء المعنى من العدم: مقاربة لغوية بنيوية لقصيدة فراس حج محمد "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟".

عناوين تركز على الدلالة والأزمة الوجودية:

* الأزمة الوجودية في "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟": تحليل بنيوي لغوي لخطاب الفقدان.

* صمت التجلي: دراسة بنيوية لغوية في قصيدة فراس حج محمد.

* منطق اللا منطق: تحليل بنيوي لغوي للفظاعة والعبث في "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟".

* شعرية الغياب: قراءة في الأبعاد البنيوية والدلالية لقصيدة "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟".

عنوان موجز وجذاب:

* "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟": تحليل بنيوي معمق.

عنوان أكاديمي أكثر:

* دراسة بنيوية لغوية في قصيدة فراس حج محمد "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟"

أعتقد أن العنوان الأنسب، والذي يجمع بين الإشارة للقصيدة وتحديد طبيعة التحليل، هو:

* "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟": بنية السؤال وخطاب الغياب في قصيدة فراس حج محمد.

لكنني لم أختر العنوان الأنسب من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي. العنوان ينتمي للمجموعة الأولى من العناوين، وكان اقتراحه الأول، بل اخترت العنوان الأخير من قائمة العناوين التي تركز على الدلالة والأزمة الوجودية، لأنّ فيها إشارة إلى نوع التحليل وفكرة الغياب في شعريتها التي بنيت عليها القصيدة.

إضافة إلى هذا التدخل المنضبط في حدود ما تمنحه الأداة من اختيارات، تدخلتُ في التحليل تدخلات طفيفة منها: حذف كل ما يشير إلى التوثيق، وما أعده من قائمة للمراجع والمصادر، وأبقيت على الإشارة إلى مقال فاطمة نزال، لأنه يحيل إليه بالاسم في متن النص النقدي. وطلبتُ تعديل البند الأخير من التحليل، حيث تعامل مع القصيدة على أنها ثلاثة مقاطع وليست أربعة، فزاد بعدها ما جاء من تحليل تحت بند المقطع [4] في العنوان الأخير: الروابط الداخلية بين المقاطع (البنية العميقة والسردية الشعرية). كما أضفت في نهاية التحليل الصوتي الرقم [4] إلى مجموع مقاطع القصيدة التي اعتبرها ثلاثة فقط، عدا ما يلزم من تحرير طفيف جدا لبعض التراكيب، كإضافة حرف جر أو حرف عطف، أو تعديل علامة ترقيم، دون المساس بالجوهر إطلاقاً.

لقد كان تحليلاً مقنعاً إلى حدّ ما في كثير من جوانبه، وينبئ عن فتوحات جمّة، ربما تقول إن موت الناقد بجميع أشكاله قد أصبح وشيكاً، وليس فقط الناقد الأكاديمي كما تنبّأ رونان ماكدونالد في كتابه "موت الناقد" (الطبعة الأولى الأصلية، 2007، والطبعة الأولى المترجمة إلى العربية 2014)، لقد تجاوزتْ أدوات الذكاء الاصطناعي ماكدونالد، ونزعت الفاعلية عن مقولاته لتساهم تلك الأدوات بولادة "الناقد الإلكتروني"، أو "الناقد الذكي" أو "الناقد الاصطناعي"، وربّما يصحّ أن نطلق عليه كذلك "ناقد الخوازميات الذكي". وهذا التحليل النقدي المنهجي يقدّم نموذجاً لهذا النوع الجديد جداً من النقد. والآن إلى التحليل النقدي الإلكتروني للنص.

(ف. ع)

مقدمة في المنهج البنيوي اللغوي:

يعتمد التحليل البنيوي اللغوي على مقاربة النص الأدبي كبنية لغوية متكاملة ومكتفية بذاتها. الهدف هو كشف العلاقات الداخلية بين مكوناته اللغوية- من الأصوات والمفردات إلى التراكيب والجمل والصور- وكيفية تنظيم هذه المكونات لتوليد الدلالة. لا ينشغل هذا المنهج بقصدية المؤلف أو السياقات الخارجية (التاريخية، والاجتماعية) بشكل مباشر، بل يركز على "كيف" يُبنى المعنى من خلال اللغة نفسها، وكشف البنى العميقة والخفية التي تشكل جوهر النص الأدبي.

القصيدة كبنية لغوية متماسكة:

1. المستوى الصوتي والإيقاعي (النغم الخفي والجهر بالغياب):

على الرغم من كون القصيدة نصًا نثريًا حرًا، إلا أن الشاعر ينسج إيقاعًا داخليًا مؤثرًا يتجاوز الوزن العروضي التقليدي، ويتولد من:

التكرار الصوتي والمحسنات اللفظية: يلاحظ تكرار بعض الأصوات الحلقية (الهاء، الحاء، العين) التي قد توحي بنوع من "اللهاث" أو "الضيق" الوجودي الذي يعكس البحث عن إجابة. تكرار الصوامت الساكنة في كلمات مثل "لا شيء"، "خسروا"، "تغرق"، "صمت"، يعزز من جو السكون المطبق والفقدان.

الإيقاع الناجم عن النفي: يتكرر حرف النفي "لا" بشكل لافت ("لا يعدّون عُمْراً، ولا خطواتْ"، "لا تمحو الريح شيئاً"، "لا شيء يحمل"، "لا تأتي فجأة"، "لا شيء معنيّ بنا"، "لا شيء يوقف"). هذا التكرار لا يؤسس فقط دلالة النفي المطلق، بل يخلق إيقاعًا متقطعًا، أشبه بـ "تردد صدى الصمت" أو "صرخة في الفراغ" كما تصفها فاطمة نزال [مقال: في ممرات السؤال النبوي]. إنه إيقاع غياب الإجابة أو الفاعل.

التقطيع السطري وتوزيع المسافات البيضاء: يعتمد الشاعر على تقطيع السطر الشعري بما يخدم الدلالة والتكثيف. المسافات البيضاء بين الأسطر والمقاطع (المعنونة [1]، [2]، [3]، [4]) لا تمثل مجرد فواصل شكلية، بل هي جزء من البنية البصرية والإيقاعية، تمنح القارئ "لحظات توقف" للتأمل في ثقل الكلمات، وتُبرز "الفراغ المطبق على الوعي والروح" الذي تتحدث عنه نزال.

2. المستوى المعجمي (حقول الدلالة المتصارعة):

تُظهر القصيدة اختيارًا دقيقًا للمفردات التي تتجمع في حقول دلالية متضادة، تشكل صلب الصراع الوجودي في القصيدة:

حقل الموت، والخراب، والفقدان (الموجود):

المفردات الدالة: "دم"، "يموتون"، "وداع"، "جنازة"، "رثاء"، "حريق"، "رمال"، "تغرق"، "لحظة الموت"، "جسد مفخخ"، "اللحم"، "الأموات"، "حطام". ويشكل هذا الحقل الصورة الحسية للمأساة. إنه عالم مادي وملموس من الدمار والغياب، حيث تُنتزع الحياة وكرامة الموت بطريقة وحشية. تكرار "خسروا" يركز على الفقدان اللامحدود (دفء الصلوات، نقاء القطعة البيضاء، طقس التيمم، السماء الصافية، السحب، الأقمار، لذة الليل الطويل، اجتماع النائحات).

حقل الوجود، البحث عن الخلاص، الغياب (المأمول / المفتقد):

المفردات الدالة: "الله"، "جبريل"، "الآلهة الحضاريون"، "يتجلى"، "ينبت المعنى"، "قدرته الجليلة"، "معجزة ساطعة"، "السر الإلهي". ويمثل هذا الحقل القطب الآخر للمعنى، وهو البحث عن تفسير، أو تدخل، أو معنى في خضم العبث. السؤال "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟" هو مفتاح هذا الحقل، وهو سؤال عن الخلاص الذي لا يأتي.

حقل العقل، المنطق، العجز:

المفردات الدالة: "منطق"، "عقل"، "فهم"، "يعلّل"، "السر الإلهي". ويبرز  هذا الحقل عجز المنطق البشري عن استيعاب حجم الفظاعة، "فقد المنطق قدرته الجليلة كي يعلّل ما يكونْ". إنه عجز عن المعرفة العقلانية أمام واقع يتجاوز كل قوانين الفهم.

3. المستوى التركيبي (بنية السؤال والنفي):

تُبرز القصيدة تراكيب نحوية محددة تشكل جوهر بنيتها الدلالية:

سيطرة أسلوب الاستفهام الإنكاري/ الوجودي: القصيدة تبدأ بسؤال كبير "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟" وتختتم بأسئلة "أين الآلهة الحضاريون؟ "أينَ الأنبياء" الذين لم يقولوا كلمتهم؟ هذه الأسئلة ليست لطلب إجابة معلوماتية، بل للتعبير عن عمق اليأس، الخيبة، والبحث عن معنى أو تدخل في زمن الخراب. إنها "صرخة وجودية" تفتح "فم اللغة على صرخة وجودية في وجه الصمت الكوني والخراب المطلق". هذه البنية الاستفهامية تُعد المحور الذي تدور حوله القصيدة.

التكثيف عبر النفي المتكرر: الاستخدام المكثف لأداة النفي "لا" يخلق إحساسًا بالعدمية وغياب كل ما هو إيجابي أو مُخلِّص: "لا يعدّون عُمْراً، ولا خطواتْ"، "لا تمحو الريح شيئاً"، "لا شيء يحمل"، "لا تأتي فجأة"، "لا شيء معنيّ بنا حتّى الفراغ"، "لا شيء يوقف هذا "الذي لا يسمى". هذا التراكم للنفي يشيّد بناءً لغويًا من الفقدان المطلق وغياب أي فاعل أو حل.

الجمل الفعلية المتتابعة (للتعبير عن الحدث المأساوي): "ينبت المعنى"، "يقوم"، "يتذكّر"، "فقد المنطق"، "ذابت"، "مات"، "يسوح الرمل"، "تغرق"، "لا تمحو"، "تحمل"، "تفعس"، "تُنضج"، "يستوي". هذه الأفعال الديناميكية، المتسلسلة والمتقطعة بالنفي، ترسم مشهدًا متسارعًا من الأحداث المأساوية، وتعكس عجز الفاعل أمامها.

التوازي التركيبي لتراكم الفقدان: تكرار صيغة "خسروا..." (خسر الأموات دفء الصلوات/ نقاءَ القطعة البيضاء/ طقس التيمّم.../ خسروا السماء الصافيةَ.../ خسروا اجتماع النائحات) يخلق إيقاعًا تراكميًا لصور الفقدان والخراب، وهو توازٍ بنائي يعمّق الإحساس باللا جدوى.

4. المستوى الدلالي والبلاغي (تفكيك العلاقات العميقة):

البحث عن دور المثقف الفاعل: لا تذكر القصيدة صراحة كلمة "المثقف"، لكنها تجسد المعنى العميق الذي يحمله هذا المفهوم. فالسؤال عن "الله" و"جبريل" و"الأنبياء" هو صرخة المثقف الذي يرى نفسه في مواجهة المأساة، ويبحث عن معنى أو حل يتجاوز المنطق البشري. إنها دعوة للتدخل الخارق حين تعجز الأسباب، وهي "ابتهال يتردد صداه حيث لا توجد طقوس بعد الآن، بل مجرد انتظار".

"ينبت المعنى المغيّب في السرداب": استعارة مكنية تجسد المعنى كشيء عضوي يمكن أن ينبت، وتوحي بأن المعنى كان مخفيًا ومهملًا، وأن هناك بصيص أمل بظهوره، وإن كان ظهوراً صعباً من مكان خفي.

"آلة هوجاء تفعس السر الإلهي، تُنضج اللحم": استعارة مركبة صادمة، تجسد آلة الحرب ككيان شيطاني يتجاوز كل الحدود الأخلاقية والإنسانية، ويُنضج اللحم البشري، في إشارة إلى القتل العشوائي والوحشية. هذا التعبير يكشف عن عمق المأساة التي ألغت قدسية الحياة.

"خاصرة البحر": استعارة مكانية توحي بنقطة ضعف أو هشاشة في المكان، أو أنها منطقة نزاع مستمر.

المفارقة والتضاد (جوهر الأزمة الوجودية):

الوجود مقابل العدم: كل القصيدة مبنية على هذا التضاد: وجود الكارثة والدمار مقابل غياب الله، غياب المعنى، غياب الحلول، غياب الرحمة.

المنطق مقابل الجنون/ العبث: "فقد المنطق قدرته الجليلة كي يعلّل ما يكونْ"، في مقابل "رخوة مثل عيون الخائفين من "الجنون". هذه المفارقة تبرز عجز العقل البشري أمام فظاعة ما يحدث.

التجلي مقابل الصمت والغياب: السؤال المتكرر عن "التجلي" يقابله صمت إلهي أو كوني، مما يخلق توتراً دراميًا أساسيًا في القصيدة. "القصيدة لا تبحث عن أجوبة، بل عن معنى للبقاء"، وهذا يعكس عمق هذه المفارقة.

الرمزية:

جبريل: ليس مجرد ملاك، بل هو رمز للوحي الإلهي والتدخل السماوي. سؤاله يعني البحث عن بصيص أمل أو إجابة كونية في لحظة يأس شديد، وهو ما يتجاوز المعنى الديني الحرفي ليصبح رمزًا للوسيط بين الإلهي والبشري.

الحدود/ الفاصلة/ الفراغ: هذه المفردات ليست مجرد تعبيرات عن جغرافيا، بل هي رموز لحالة "بين بين"، بين الحياة والموت، بين الوجود واللاوجود، بين الوطن والفقدان. إنها مناطق ضبابية تتلاشى فيها المعاني والحلول.

الرمل: رمز للتيه، الضياع، والفناء، ولعدم الثبات.

الآلهة الحضاريون: رمز للقوى العظمى أو المنظومات الدولية التي كان يُفترض أن توفر العدالة والحماية، لكنها تظهر كغائبة أو عاجزة أمام الكارثة. هذه المقارنة بينهم وبين "الله" تعكس خيبة الأمل الكبيرة في القدرة البشرية على إنقاذ نفسها.

الروابط الداخلية بين المقاطع (البنية العميقة والسردية الشعرية):

تتشكل القصيدة من أربعة مقاطع مرقمة، كل منها يمثل وحدة دلالية تتكامل وتتطور:

المقطع [1]: تأسيس الأزمة والفقدان المطلق.

يبدأ بالسؤال الوجودي المفتوح، ثم ينتقل لوصف مشهد العجز العام وفقدان كل ما هو إنساني وروحاني (الصلوات، الدفء، الوداع اللائق بالموتى). "الناس" هنا يميزون أنفسهم بطريقة موتهم المهينة "بلا وداع وصلاة وجنازة". هذا المقطع يؤسس لجزء "المعاناة اللامحدودة" و"الخراب الذي يطال كل شيء".

المقطع [2]: تجسيد الوحشية والعبثية.

ينتقل إلى صورة أكثر تحديدًا للمأساة الجسدية والمكانية "بين فاصلة على الحدود وفراغ في التفاصيل". يبرز دور "الريح" التي لا تمحو الألم، و"الجسد المفخخ بالغبار"، وتتجسد "الآلة الهوجاء التي تفعس السر الإلهي، تُنضج اللحم". هذا المقطع يركز على "آلية الموت العنيف واللاإنساني" الذي يتجاوز كل الحدود الطبيعية والإلهية، وهو تجسيد لبشاعة الموت اليومي.

المقطع [3]: ذروة اليأس والبحث عن المعجزة الغائبة.

يصل إلى اليأس المطلق والبحث عن الخلاص الغائب: "لا شيء معنيّ بنا حتّى الفراغ". يتساءل عن غياب "الآلهة الحضاريين"، مما يشير إلى خيبة الأمل في المنظومات البشرية. القصيدة تصل إلى ذروتها في الإقرار بأن "لا شيء يوقف هذا الذي لا يسمى إلا الله/ معجزة ساطعة". هذا يعيدنا إلى السؤال الأول، مقترحًا أن الخلاص لا يمكن أن يأتي إلا من مصدر إلهي خارق، بعد أن عجز كل شيء آخر. هذا المقطع يمثل "ذروة اليأس والبحث عن التدخل الإلهي كحل وحيد"، وتتحول القصيدة هنا من "تساؤل" إلى "ابتهال" و"دعاء بلا إجابة".

المقطع [4]: بصيص الأمل أو الاستسلام الهادئ.

يأتي المقطع الرابع ليقدم الخاتمة أو الحل المحتمل للقصيدة. قد يكون هذا الحل بصيص أمل، أو إشارة خفية للتجلي الإلهي، أو حتى استسلامًا هادئًا لسر الوجود. ليس بالضرورة أن تكون الإجابة صريحة ومباشرة، بل قد تكون القصيدة قد وصلت إلى فهم أعمق بأن التجلي ليس بالضرورة حدثًا مرئيًا، بل قد يكون حالة قلبية أو روحية. قد يتضمن هذا المقطع تغييرًا في نبرة القصيدة، من الشوق والبحث إلى القبول والرضا، أو حتى الإشارة إلى أن الإجابة تكمن في مكان غير متوقع، ربما داخل الذات.

الخلاصة البنيوية:

قصيدة "متى سيتجلى اللهُ يا جبريل؟" بنية لغوية شديدة التماسك، حيث تتضافر المستويات الصوتية، المعجمية، والتركيبية، والدلالية لتشييد معنى مركب من الألم الوجودي، واليأس المطلق، والبحث عن خلاص غائب. الشاعر يستخدم التكرار (خاصة النفي)، والاستعارات الصادمة، والأسئلة البلاغية لإنشاء نسيج شعري يعكس هذا الصراع الداخلي والخارجي. الأهم من ذلك هو أن القصيدة، من خلال هذه البنية، لا تقدم إجابات بقدر ما تفتح فضاءً لغويًا للتأمل في حالة العجز الإنساني أمام الكارثة، وتصبح صرخة وجودية تُبنَى وتتطور عبر التراكم اللغوي لصور الفقدان وغياب المعنى.


الأب رامي حجّار مع "مفاتيح السّماء" في ضيافة مؤسّسة الأديب: ناجي نَعمان في لبنان




هي رحلةُ الفكرِ الذي ينبعُ من أرضِ يسوع، سيّدِ المجدِ وباعِثِ المحبّةِ ونورِ العالم.

إنّه شغفُ الإبداعِ، حيث يتجلّى مجدُ الرّبِ في أبهى صورةٍ وأجملِ تكوين، وتُصاغُ المَلحمةُ الخالدِةُ "مَفاتيحُ السّماءِ"، كي تشرقَ فوقَ هذا الشّرقِ المُنهمِكِ بالحروبِ والقتلِ والدّمارِ -  والتّفرقةِ والعُنصريّةِ بالكلِمَةِ الطّيّبةِ الرّاقيةِ، المَغموسةِ بروحِ الخالقِ.. كي تكونَ لهذا الشّرقِ "المفاتيحُ" التي تهَبُ الرّوحَ الإنسانيّةَ والفكرَ والتّأملَ.. والعودةَ إلى الفطرةِ النّاصعةِ البياضِ؛ المحبّةِ والإنسانيّةِ، وتصلُ العالميّةَ بالكلمةِ التي تزرعُ بذورَ الخيرِ، واستمرارَ البشريّةِ فوقَ الأرضِ.. المحبة.

 بهذه الرّوحُ الطّيّبةُ وصلَ أبونا رامي حجّار المُخلِّصيّ، إلى جُونية مَقرِّ مؤسّسةِ ناجي نَعمان للثّقافةِ.

وصلَ بكلِّ الحنينِ والشّوقِ، وهو يحضنُ بين يديهِ "مفاتيحَ السّماءِ" بالعربيّةِ والإيطاليّةِ، وكلمةِ الأديب ناجي تزيّنُ تظهيرَ العربيّةِ، والأبُ القادمُ بكلِّ التبريكاتِ من الأحبّةِ والأصدقاءِ، لكلّ العاملين بالشّأنِ الثّقافيِّ في المؤسّسةِ، وللدّكتورِ الصّديقِ ناجي كلّ سنابلِ الخيرِ والودِّ والامتنانِ والاشتياقِ للّقاءِ.. ومن الطّاقمِ الكاملِ لِ"مفاتيحِ السّماءِ".

 شكرًا أبونا رامي، غمرتَنا بهذا الودادِ بتقديمِ الهديّةِ.. شكرًا لمؤسّسةِ ناجي على الاستقبالِ والحفاوةِ.. ولنا تتمّة..

وهيب 



التضخم السنوي وعلاقته ببدلات إيجار الأماكن غير السكنية



بقلم المحامي شادي خليل أبو عيسى

رئيس مركز فِكر             


نُشر قانون الإيجارات، المتعلق بالعقود المؤجرة قبل 23/7/1992، بتاريخ 26/4/2014 (من بعد قانون رقم 160/92)، ثم جاء بعده قانون رقم 2/2017 الذي نُشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 28/2/2017، وبموجبهما، تم ربط الزيادة على بدلات الإيجار غير السكنية التي تزاد سنوياً وفقاً للمادة 38، بنسبة تعادل معدل التضخم السنوي استناداً للمؤشر الرسمي الصادر عن إدارة الإحصاء المركزي في السنة السابقة على ألاّ تتجاوز الزيادة الخمسة بالمئة (5%). ومن ثم، صدر قانون ايجارات الأماكن غير السكنية (القانون النافذ حكماً رقم 1/2025) الذي نُشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 3/4/2025، وقد تم الطعن بهذا القانون أمام المجلس الدستوري، الذي أصدر بتاريخ 20/5/2025 القرار رقم 5/2025 أعلن بموجبه عدم نفاذ القانون المطعون فيه.

وبالعودة إلى كتابنا المُسجل برقم 983/2025 لدى إدارة الإحصاء المركزي، يظهر جلياً، بأن جواب الإدارة يشير إلى أن معدل التضخم السنوي كالآتي:

- العام 2024: معدل التضخم هو 45،24%

- العام 2023: معدل التضخم هو 221،3%

-العام 2022: معدل التضخم هو 171،21%

-العام 2021: معدل التضخم هو 154،8%

-العام 2020: معدل التضخم هو 84،9%

-العام 2019: معدل التضخم هو 2،90%

-العام 2018: معدل التضخم هو 6،07%

-العام 2017: معدل التضخم هو 4،48%

-العام 2016: معدل التضخم هو ناقص 0،82%

-العام 2015: معدل التضخم هو ناقص 3،75%

-العام 2014: معدل التضخم هو 1،9%

-العام 2013: معدل التضخم هو 4،8%

وبالتالي، إن الزيادة المتوجبة على الإيجارات غير السكنية، تكون بنسبة 5% حتى ولو بلغ معدل التضخم 45،24%.

مع الإشارة إلى أنه تخضع لأحكام هذا القانون جميع عقود إيجار العقارات المبنية المعقودة قبل 23/7/1992، والتي تسمى " إيجارات قديمة ".

ويمكن إعطاء المثال العملي التالي: في العام 2022 بلغ معدل التضخم السنوي 171،21%. ولكن، بما أن المادة 38 من قانون الإيجارات (الصادر عام 2014 والذي يليه قانون 2017) تشير صراحة إلى أن الزيادة على بدلات إيجار الأماكن غير السكنية لا يمكن أن تتجاوز الخمسة بالمئة، عندها يتم اعتماد الزيادة بمعدل الخمسة بالمئة فقط.

ويتم اعتماد العملية الحسابية التالية من أجل احتساب الزيادة للعام 2023 على الشكل التالي: إذا كان بدل الإيجار للعام 2022، على سبيل المثال هو: مليون ليرة لبنانية (1،000،000 ل.ل.). عندها نقوم بما يلي: 1،000،000 x 5% = 50،000 ل.ل. 

هذا المبلغ يمثل مقدار الزيادة المتوجبة عن العام 2023. ثم نقوم بإضافة هذا المبلغ إلى البدل الذي كان عام 2022. فيصبح بدل ايجار عام 2023 على الشكل التالي:

1،000،000 + 50،000 = 1،050،000 ل.ل. وهكذا، إن مبلغ 1،050،000 ل.ل. يكون هو البدل الجديد عن العام 2023.

وأيضاً، بالنسبة للعام 2024، نعتمد الآلية التالية:

بدل الإيجار الأخير (وفقاً للمثال المذكور أعلاه): 1،050،000 x 5% = 52،500

هذا المبلغ يمثل مقدار الزيادة المتوجبة عن العام 2024، ثم نقوم بإضافة هذا المبلغ إلى البدل الذي كان في العام السابق أي: 1،050،000 + 52،500 = 1،102،500 ل.ل. فيكون هذا المبلغ هو بدل ايجار عام 2024.

وفي السياق ذاته، بالنسبة للعام 2025، نعتمد العملية الحسابية التالية:

بدل الإيجار للعام 2024 كان وفقاً لما ورد أعلاه: 1،102،500، عندها نقوم بإجراء ما يلي:

1،102،500 x 5% = 55،125. هذا المبلغ يمثل مقدار الزيادة على بدل الإيجار. ومن ثم، نضيف هذا المبلغ إلى البدل الذي كان سابقاً أي: 1،102،500 + 55،125 = 1،157،625 ل.ل. يمثل بدل ايجار العام 2025.



في زيارةِ الشاعر شفيق حبيب والدكتور منير توما وجمعية إبداع للثقافة والفنون



     قام  يوم الإثنين ( 2 / 6 / 2025 ) الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه والشاعر والكاتب والروائي الدكتور أسامة مصاروة بزيارة للشاعر الوطني الكبير الأستاذ شفيق حبيب ( أبو وسام ) في بيته في قرية دير حنا الجليلية. والجدير بالذكر ان الشاعرالكبير شفيق حبيب هو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من شعراء المقاومة... شعراء الرعيل الأول والثاني الكبار المخضرمين والوطنيين الملتزمين الذين كرَّسُوا شعرهم وأدبهم وإبداعهم  لاجل خدمة قضايا شعبهم . ويجب ذكره أيضا أن الشاعر شفيق حبيب كان  قد سُجن قبل أكثر من 30 سنة  وصُودرت كتبهُ ودواوينه الشعرية لأجل مواقفهِ الوطنية المشرفة وكتاباته وأشعاره الحماسية التي تلهبُ الجماهيرَ وتذكي الشعورَ والحِسَّ الوطني والأنساني  في نفوسِ ووجدان الجماهير العربية في الداخل وفي كل مكان..والتي تُندِّدُ بالإحتلالِ والظلم والعدوان. .. والكلُّ يعرفُ أن شاعرنا الكبير شفيق حبيب قد حاولت بعضُ الجهات والأطر المشبوهة مسبقا والتي تدعي الوطنية ( محليًّا ) التعتيمَ عليه وعلى أدبه وشعره، ولكنه رغم كل هذه المحاولات الخسيسة والجبانة إستطاع أن يحقق شهرة كبيرة وانتشارا واسعا : محليا وعربيا وعالميا . وقد  تُرجمعت  قصائده إلى العديد من اللغات الأجنبية، ولحنوا وغنوا له الكثيرمن القصائد الوطنية خارج البلاد.  ومن الذين لحنوا وغنوا قصائده  " فرقة العاشقين" الفلسطينية المشهورة .

  وبعد زيارة الشاعر شفيق حبيب وفي نفس اليوم  زارا الشاعرَ والناقدَ الدكتور منير توما في بيته في قرية كفرياسيف .. ثم زاروا سوية  مركز جمعية إبداع  للفنون والثقافة في قرية كفر ياسيف.

 وكان في إستقبالهم في جمعية إبداع الشاعرة نادرة شحادة وزوجها سليم شحادة .. وتم الترتيبُ والإتفاق مع سكرتيرةِ الجمعية من أجل العمل على تنشيطِ الحركة الثقافيةِ المحليَّة وعلى إقامة ندواتٍ وأمسيات شعرية وثقافية في مركز الجمعية تستقطبُ النخبة وخيرة الشعراءِ والكتّاب المحليِّين .

      وكان معظمُ الحديث في هذه الزياراتِ المباركةِ عن المواضيع الأدبية  والفنية والثقاقية عامة..وعن أزمةِ النقد المحلي . وتحدثوا بشكل موسع عن ظاهرةِ التسيُّب والفوضى الموجودة على الصعيد الادبي المحلي وعلى الساحة الادبية، وتكريم كل من هبَّ ودب، والإحتفاء بأشخاص لا توجدُ لهم أية علاقة وصلة مع الأدب والثقافة والإبداع من قبل بعض الجمعيات والمؤسساتِ والمنتديات التي تدعي خدمة الثقافة والادب، وهي هدفها كما يبدو واضحا  تدمير والثقافة والتعتيم على كلِّ عمل إبداعيٍّ  محليٍّ يحملُ الطابع الوطني .     وتطرقوا إيضا إلى شعراء وكتاب التقاعد (البينسيا ) الذين كانوا طيلة حياتهم  يعملون في الأطر والمؤسساتِ السلطوية  وجهاز المعارف، وكتاباتهم دون المستوى المطلوب، وبعيدة كل البعد عن هموم وقضايا شعبنا .. وبعد ان خرجوا للتقاعد ( البينسيا ) أصبحوا وبقدرة قادر وطنيين ومناضلين ويتحدثون باسم الشعب الفلسطيني، وهم اليوم الذين يحتلون معظم المنصَّات والمنابر الثقافيَّة المحلية وللأسف الشديد . ولأنه لا توجد عندنا نقابةٌ  للأدباء والكتاب ولا رقابةٌ نظيفة ونزيهة  وصارمة على الأدب والفكر والثقافة والإبداع، ولا يوجدُ من يردعُهم وَيُوبِّخُهم  ويلجُمهم فهم  يصولون  ويجولون ويمرحون على أهوائهم .   ويصدق في هؤلاء الإمعات  والمدسوسين والمتطفلين على الأدب والثقافة محليا قول أبي الطيب المتبي في هجاء كافورالإخشيدي العبد الأسود الذي أصبح ملكا على مصر :

( نامتْ  نواطيرُ مصرٍ عن ثعالِبها  =  وقد  بشمنَ   وما  تفنى   العناقيدُ )