بمناسبةِ انعقاد المؤتمر السنوي الأوروبي للأشعة بما يتعلق بحالات سرطان الثدي، الذي انعقد في العاصمة النمساوية فيينا، قامت الدكتورة / ديانا أبو لطيف بإعداد دراسة أرسلت بها إلى اللجنة المسؤولة عن تقييم الأبحاث في المؤتمر، حيث حازت على موافقتهم، وأرسلوا لها دعوة لحضور المؤتمر والقيام بتقديم وعرض مشروعها بنفسها .
تسنى لي الإطلاع على تلك الدراسة القيّمة حول سرطان الثدي باللغة الإنكليزية، فطلبتُ منها اختصار الدراسة نظراً لطولها وما تحتويه من قوائم علمية، بملخص بالإنكليزية أيضاً، ففعلت مشكورة، وقمت بترجمة الملخص بتصرف وبما أمكن، دون الإخلال بجوهر الموضوع.
مُلخص الدراسة كما أعدته الدكتورة أبو لطيف:
فحصُ سرطان الثدي في لبنان: اتجاهات الالتزام خلال جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت.
الخلفية والغرض:
تتناولُ هذه الدراسة مدى الالتزام بالخضوع لإجراء فحص حالات سرطان الثدي في مستشفى الجعيتاوي اللبناني، وذلك خلال الأزمة المالية اللبنانية، وإغلاقات كوفيد-19، وانفجار مرفأ بيروت. حيث تهدف إلى استكشاف العوامل الاجتماعية والديموغرافية التي تؤثر على الالتزام بالفحص، إلى جانب تقييم توزيع BIRADS ) نظام التصوير ونقل البيانات عن حال الثدي ) و نتائج الخزعة.
الوسائل المُتبعة:
تمَّ إجراء دراسة جماعية بأثر رجعي شملت 461 امرأة فوق سن الأربعين خضعن لفحص سرطان الثدي، وذلك في الفترة الزمنية الممتدة بين تشرين الأول (أكتوبر) 2018 وتشرين الأول ( أكتوبر) 2019. أي في الفترة التي سبقت الأزمات، بينما تم تَـتَـبُّـع الالتزام بمتابعة الفحوصات على مدى السنوات الثلاث التالية اعتباراً من تشرين الأول (أكتوبر) 2019 إلى تشرين الأول (أكتوبر 2022).
في الفترة الآنفة الذكر تم استبعاد الأفراد الذين شُخِّصت حالاتهم سابقًا كمصابين بسرطان الثدي، بمن فيهم رجال، ومن هم دون سن الأربعين. تم استرجاع البيانات من نظام PACS (نظام أرشفة الصور و توصيلها) ، مع التركيز على المعلومات الديموغرافية، وتاريخ إجراء الفحص، ونتائج التصوير والخزعة، ونتائج المتابعة. تم التواصل مع المرضى الذين لم يعودوا للفحص حتى عام 2022 لتحديد أسباب عدم الالتزام. استُخدمت الإحصاءات الوصفية لتحليل البيانات.
مِن بين المشاركين في الدراسة، أشار 47% منهم إلى توقفهم عن الفحص بسبب أزمة واحدة على الأقل من الأزمات المذكورة سابقًا (كوفيد 19، الأزمة المالية، أو انفجار مرفأ بيروت). في المقابل، لم يتأثر 52% بهذه العوامل، واختاروا التوقف بناءً على خياراتهم الشخصية، مثل الحصول على نتائج طبيعية في فحوصاتهم السابقة.
الخلاصة:
تُبيِّـنُ هذه الدراسة انخفاضًا ملحوظاً في مدى الالتزام بفحص سرطان الثدي في لبنان، مما يظهر تأثير عوامل اجتماعية وديموغرافية وتحديات خارجية كالقيود المالية وجائحة كوفيد-19. كما تُبرز المخاوف بشأن الثقافة الصحية، لا سيما فيما يتعلق بفحص سرطان الثدي. وتدعو الدراسة إلى القيام بحملات توعية وتوفير تمويل كافٍ لتعزيز إمكانية استفادة جميع النساء المحتاجة من خدمات الرعاية الصحية، وتسهيل الكشف المبكر عن السرطان، وتحسين تشخيص المرض.
دكتورة ديانا أبو لطيف
كل الشكر لموقع الغربة ومسؤوله الأديب الرائع والشاعر الأروع الصديق شربل بعيني على تكرمه بنشر المقال.
ردحذف