إصدار العدد الثَّاني من مجلّة السَّلام في ستوكهولم

كتب صبري يوسف

صدر العدد الثَّاني من مجلة السَّلام الَّتي يحرِّرها الأديب التَّشكيلي السُّوري صبري يوسف في ستوكهولم،  وقد شارك في المجلّة 66 كاتب وكاتبة، وشاعر وشاعرة، وباحث وناقد ومحلِّل وفنَّان تشكيلي. زيَّنَت غلاف المجلّة بثلاث لوحات للأديب التّشكيلي صبري يوسف، وقد جاء في كلمة المحرِّر ما يلي:

"هدفي من تأسيس مجلّة السّلام العالميّة،
إنَّ هدفي الأساسي من تأسيس مجلّة السَّلام، وتسخير أكثر من ألف ساعة زمنيّة سنوياً لإعداد وتبويب وتحرير وإصدار مجلّة السَّلام، هو جنوحي التَّام نحو السَّلام وإحلام السَّلام على الأرض بين البشر كلَّ البشر، لأنَّني أعتبر السَّلام هو الهدف الأسمى الَّذي ربَّما جئت من أجله إلى الحياة، لأنَّنا من خلال السَّلام العالمي ممكن أن نحقِّق سعادة ورفاهيّة البشر أينما كانوا في كلِّ أصقاع المعمورة، وإلّا سيسير الإنسان في متاهة ولا يعرف كيف يخرج من دوّامة الحروب الَّتي تصبُّ في أعماق الجّحيم! 
أشتغل منذ شهور على تبويب وإعداد وصياغة وإخراج  العدد الثَّاني من مجلة السَّلام، الَّتي هي حصيلة حصاد عام كامل من التَّواصل مع مبدعي ومبدعات الكثير من المهتمِّين والمهتمَّات بالسَّلام العالمي، وخطوة خطوة، سنصل إلى الأهداف المنشودة في نشر لواء السَّلام في العالم كي نحقِّق الهدف الأسمى من وجودنا كبشر من خلال تأسيس مؤسّسات دوليّة ممثلة عن كلِّ دول العالم، كي تقرِّر السَّلام بنفسها عبر هذه المؤسّسات العالميّة الَّتي أهدف إلى تأسيسها من خلال مفكِّري ومبدعي كلّ دول العالم، وإلا أعتبر وجود الإنسان الجّانح نحو الشُّرور والحروب بمثابة وجود عبثي لا قيمة لوجوده حتَّى ولو وصل إلى أقصى أقاصي القمر، فيما إذا كانت رؤاه شرِّيرة وتصبُّ في خانة الحروب والخراب والدَّمار الإنساني!  إنَّ خلاص الشَّرق من كابوس الحروب والصّراعات والقتل والدَّمار، لا يمكن أن يتمَّ إلا بترويج وتجسيد وتحقيق ثقافة التَّنوير والتَّطوير وخلق جيل منفتح على العلوم الإنسانيّة وحضارات الكون، بعيداً عن أيِّ تعصُّب ديني ومذهبي وطائفي وقومي وإثني وإقليمي وقارّي، لأنَّ الإنسان إنسان أينما كان، وعلينا أن نركِّز على إبراز الجّوانب الإنسانيّة الَّتي فيه، وإلا سيبقى الشَّرق غارقاً في متاهاته وترّهاته وسواده وعقمه وتخلّفه إلى الأبد! 
إنِّي أدعو البشر كلَّ البشر إلى قيادة الكون من منظور السّلام والمحبّة والفرح والعطاءات الخلَّاقة، ومن خلال تواصل الإنسان مع بني جنسه الإنسان بشكل حضاري وتنويري في كلِّ بقاع الدُّنيا، لخلق تيّار إنساني عالمي يحلُّ مشاكل الكون كلّها، بعيداً عن لغة الحروب ولغة الحيتان العقيمة الَّتي بدأت تتفشّى بشكلٍ أهوج في الكثير من بقاع الدُّنيا!                                                            
ولهذا أسَّست مجلّة السّلام العالميّة، كي أخاطب مبدعي ومبدعات هذا العالم بشتّى تخصُّصاتهم وتوجُّهاتهم وقارّاتهم، كي نضعَ يداً بيد ونبني حضارة جديدة قائمة على الحوار الخلاق، الَّذي يهدف إلى تحقيق إنسانيّة الإنسان على مستوى المعمورة، وكفانا نلهث خلف الهشيم ومكتسبات سخيفة في الحروب المتفشّية في الكثير من أرجاء العالم، وكأنّنا في سباق مع الموت والدَّمار والتَّحجُّر الفكري والعبور في قاع الجَّحيم! وعلينا أن نسخّر كلّ هذه المليارات الَّتي نحرقها في الحروب وندمِّر بعضنا بعضاً، في معالجة مشاكل الفقر والتّصحّر والجّهل والتَّخلف والأمراض المستعصية ونحقِّق سعادة ورفاهيّة الإنسان أينما كان، كي نبرهن للأرض والسَّماء أنَّنا بشر وأسمى مخلوقات الدُّنيا على الأرض! لا أن نتركَ الإنسانَ ينافس الوحوش والضّواري في افتراس بني جنسه، وكأنّه من فصيلة الوحوش المفترسة بل أكثر بكثير، لأنّني لم أرَ ولم أسمع في حياتي ذئباً قتل ذئباً ولا نمراً قتل نمراً ولا ثعلباً قتل ثعلباً، فلماذا يقتل الإنسانُ الإنسانَ ويفترسه طالما هو إنسان، أين تلاشَت وإختفَت إنسانيّته؟!
ولهذا لا بدَّ من ترميم وإعادة صياغة هذا الإنسان إلى جوهره، وبثّ روح المحبّة والعطاء الخيّر فيه، وإلَّا لا أشتري كلّ إيديولوجيات الكون بدرهمٍ مبخوش، ما لم تسعَ هذه الإيديولوجيات جاهدةً مع بعضها بعضاً لسنِّ قوانين جديدة تضمن تحقيق هذه الرُّؤى الإنسانيّة الخلَّاقة، لتحقيق هذه التَّطلُّعات والآمال الرّامية لخير وسعادة ورفاهيّة الإنسان والبشر كلَّ البشر! 
ولهذا أيضاً وأيضاً أخطِّط وبالتّنسيق رويداً رويداً مع مبدعي العالم لتأسيس إتّحاد السّلام العالمي، لتشكيل هيئة السَّلام العالميّة كي تكون صَرْحاً ومرجعاً عالميّاً لحلِّ مشاكل الكون برمّته وبناء إنسان مسالم وحضاري يليق بحضارة هذا الزَّمان، وحضارة المستقبل القادم على مرّ الأزمان، كي عندما نرحل، نرحل وكأنّنا منبعثين من هديل اليمام، تاركين خلفنا إرثاً حضاريِّاً يترجمُ الوئام والسَّلام بين البشر كلَّ البشر!".
***
شارك في باب الشِّعر العديد من الشُّعراء والشَّاعرات بالقصائد التَّالية:
نهرٌ يهرب من مدينة، الشَّاعر صلاح فائق  / العراق ـ الفلبِّين، بطاقة حبّ، الشَّاعر عدنان الصّائغ / العراق ـ لندن، توريث، الشّاعر أديب كمال الدِّين / العراق ـ أستراليا، ( خربشات)، الشَّاعر زهير بهنام بردى / العراق،  رُزْمَةُ حَطَبْ، الشّاعر وعدالله إيليا / العراق، أسفار مفتوحة، الشّاعر هشام محمّد القيسي / العراق،  يا عراق وقصائد أخرى، الشّاعرة أمل ماركوس / العراق ـ السُّويد، أبراج بابل وقصائد أخرى، الشّاعر فضل خلف جبر / العراق ـ أميريكا، دعِ الصِّبيّة تعبث بحياتك، الشّاعر خالد مطلق / العراق، 
أشواقنا مؤجَّلة على آهاتِ الإنتظار، الشَّاعر متّي إسماعيل / العراق، قصائد، الشَّاعرة شهد هيثم بردى / العراق، مملكة الكلاب، الشّاعر سامويس / العراق ـ السّويد، نصٌ في الإستذكار، الشّاعر عبَّاس الحسيني / العراق، لو لم يكتشف كولومبس أميريكا! الشّاعرة فليحة حسن / العراق ـ أميريكا، جنيّةُ الشّجر، الشّاعرة فاطمة ناعوت / مصر، أُحبُّك، الشّاعر قيصر عفيف / لبنان – المكسيك، لماذا أكتب؟! الشّاعر أيّوب مرعي  / لبنان، أوراقُ الصَّفْصاف، الشّاعر عبدالحق بن رحمون / المغرب،  دثّريني بالبياض، الشّاعر خليل الوافي / المغرب، أَمشِي عَلى حُروفٍ مَيتةٍ، الشَّاعرة ساناز داودزاده فَر/ إيران، ترجمة د. محمّد حلمي الرِّيشة، قصائد، الشّاعر طارق الكرمي / فلسطين، أمطارٌ مبلَّلةٌ بالقصائد، الشّاعر نمر سعدي / فلسطين، قصائد، الشّاعرة إنغريد هوفمان سي / السُّويد، ترجمة صبري يوسف / سورية ـ السُّويد، شـهيدٌ يمدّ يـداً مبـتورةً لوطـن، الشّاعر عبد العزيز حزيزي / اليمن، حبيبة وقصائد أخرى، الشّاعرة طهران صارم / سورية، الموتُ المتوهجْ، الشّاعرة وفاء دلّا / سورية، لؤلؤ، الشّاعرة سوزان إبراهيم / سورية، شهيد البلاد الجَّريحة وقصائد أخرى، الشّاعر كابي سارة / سورية – السُّويد، سَعادة الحمار، الشّاعر حسين حبش / سورية ـ ألمانيا، حواريّة مع السّنين، الشّاعر أحمد جنيدو / سورية، قصيدة الغربة، الشّاعر ملكي داؤود ملكي / سورية ـ السُّويد، لا لموتي .. وسأحيا .. الشّاعر القسّ جوزيف إيليا / سورية ـ ألمانيا، السَّلام أعمق من البحار، [نصّ مفتوح] 2 – 7 الشَّاعر صبري يوسف / سورية – السُّويد. 
وفي باب القصّة شاركَ القاصّون والقاصات التَّالية:  الحمّام ــ الطّشت، ثائرة شمعون البازي / العراق ـ السُّويد، أصابع اللَّيل، القاصّ أمير بولص ابراهيم / العراق، حوار في القطار، القاصّ سامويس / العراق ـ السُّويد، مونودراما، الأديب عماد كاظم عبدالله / العراق، الصُّورة، القاصّة شهد هيثم بردى / العراق،  حكاية معبد "دموع دانيال"، القاص د. توفيق التُّونجي/ كردستان ـ السُّويد، قاصرات الطرف، القاصّة مريم بين بخثة / المغرب، جولات، القاصّة ندى الدّانا / سورية، رسالة شكر!، فريد توما مراد / سورية – السُّويد، مار جرجس والغربة، كابي سارة / سورية ـ السُّويد، عناق روحي جامح، القاصّ صبري يوسف / سورية – السُّويد. 
وقد منحت مجلَّة السَّلام شهادة تقدير، للفنّان المسرحي وديع عمسيح / سورية ــ السُّويد، على عطاءاته الخلّاقة خلال مسيرته الفنِّيَّة في الوطن الأم سورية وفي دنيا الإغتراب السُّويد، ونشرت ملفَّاً خاصّاً عن تجربته الإبداعيّة تخلَّله الكثير من اللَّقطات المسرحيّة التي قدّمها في سورية ومملكة السّويد. 
وفي باب المقال شارك مجموعة من الكتّاب والكاتبات في المقالات التَّالية: من أجل حوار عقلاني بعيد عن المسلَّمات المسبقة!، د. كاوه شاكر محمود / إقليم كردستان، وجهات نظر الكاتب والمفكر د. ناصر علي كنانة حول السَّلام العالمي / العراق ــ الإمارات، التِّيارات الأصوليّة الجِهَاديّة وقتل حق الاختلاف وثقافة الحوار، العيَّاشي السَّربوت/ المغرب، السّلم العالمي، واكريم بلقاسم / المغرب، اليارا والوحش، نور يونان / سورية – السُّويد، الصّحافيّة ريحان يونان والفنّانة فايا يونان تتوِّجان قلوبَ الأوطان بأصفى دموع الحنين، صبري يوسف / سورية – السُّويد. 
وفي باب الدِّراسات، قدّم بعض الكتّاب والنُّقّاد الدِّراسات النَّقديّة والتَّحليليّة التّالية: قراءة تحليليّة للمهرجان السَّنوي الرَّابع للفنون التَّشكيليّة للجمعيّة المندائيّة في ستوكهولم، صبري يوسف / سورية ـ السُّويد، القصيدة بين إنتاجية الشَّاعر وإنتاجيّة الشِّعر، مدخل إلى قراءة ديوان "أيها الشّاعر فيَّ"  للشاعر محمَّد حلمي الرِّيشة، النَّاقد د. محمد سمير عبد السَّلام / مصر، سيميائيّة الصُّورة في البنية الشّعريّة لشعراء كورد، هشام محمّد القيسي / العراق، الفنّانة التّشكيليّة سارا شيخي ودلالات التّأويل، غريب ملّا زلال / سورية، 
الواقع وعاء صورة الأعمال الشِّعرية- لسلمان داوود محمّد، النَّاقد عيّال الظَّالمي. 
وفي باب الحوار أجرى محرِّر المجلّة حواراً حول السَّلام العالمي مع مجموعة من الشُّعراء والكتَّاب والمفكِّرين والبحاثة والمبدعين وهم:  الأديبة والمترجمة المغربيّة د. أسماء غريب/ اسبانيا، الكاتب والباحث السُّوري "نارام سرجون"، الباحث السِّرياني جوزيف ساووك / السُّويد، الشَّاعر اللّبناني قيصر عفيف / لبنان ــ المكسيك، الأديبة العراقيّة صبيحة شبر / العراق، الأديبة المغربيّة فاطمة بوهراكة / المغرب، الشَّاعرة السُّورية طهران صارم / سورية، الفنّان التّشكيلي محمود غلام / العراق ـ السّويد، كما أجرى المحرِّر حواراً مع نفسه بعنوان: حوار مع الذَّات حول السَّلام العالمي، صبري يوسف / سورية ــ السُّويد. 
وفي باب الفنّ التَّشكيلي، شارك عشرة فنَّانين وفنّانات من عدّة دول من العالم، بلوحات تشكيليّة رائعة، تترجم مشاعرهم وتوقهم العميق للسلام والحريّة والحياة الكريمة بطريقتهم الإبداعيّة الرّاقية، وقدّم المحرِّر الفنّانين والفنّانات قبل عرض لوحاتهم، وقد شارك في هذا الملف الإبداعي الهام كلّ من: الفنّان التَّشكيلي السُّوري كابي سارة، الفنّان التَّشكيلي العراقي شاكر بدر عطيّة، الفنّان التَّشكيلي العراقي وسام النَّاشي، الفنَّانة التَّشكيليّة العراقيّة شهد هيثم بردى، الفنّانة التَّشكيليّة السُّوريّة سميرة إيليّا، الفنَّانة التَّشكيليّة الإيرانيّة روحي كوهانداني، الفنّان التَّشكيلي التِّشيلي آليرو ديلكادو فاونتيلبا، الفنَّانة التَّشكيليّة الأرجنتينيّة إيلينا مورينو، الفنّانة التَّشكيليّة السُّويديّة آنيت كلينكه، وإختتم المحرِّر الأديب التَّشكيلي صبري يوسف / سورية – السُّويد، المجلّة بمجموعة لوحات مفعمة بتوهُّجات فرحيّة، تدعو إلى الحبِّ والفرح والسَّلام بين البشر كلّ البشر في كل أصقاع الدُّنيا وهي رسالته في الحياة، والَّتي من أجلها أسَّس مجلّة السَّلام!

صبري يوسف، محرِّر مجلَّة السَّلام
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef56@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق