مجموعة شعرية جديدة للشاعر المغربي بن يونس ماجن بعنوان: مجاذيف بلا أجنحة

ستوكهولم – الوان عربية ـ 
صدرت حديثاً عن منشورات ألوان عربية – السويد، مجموعة شعرية جديدة للشاعر المغربي بن يونس ماجن بعنوان” مجاذيف بلا أجنحة”. يتابع من خلالها الغوص في عوالم قصيدة “الهايكو”. حيث قليل من الكلمات منتقاة بعناية وببساطة تذهب إلى عين المعنى مما تبعث إلى انزياح عوالم تقليدية وعادية لتقوم عليها عوالم مشدودة بحبال من الدهشة والتأمل. وكلما كانت هذه العوالم شديدة الغرابة، كثرت حولها الأسئلة وحضرت الفلسفة.
قصيدة  بن يونس ماجن تذهب في جميع الاتجاهات، وهي ليست محصورة على مشهدية الطبيعة، وهذا على خلاف ما حرص عليه المؤسسون لقصيدة الهايكو. فإن قصيدة ماجن هي قصيدة سياسية واجتماعية توظف من الموروث والمتداول العربي ومن قديمه وحديثه ما يسمن الفكرة التي تدور في خيال الشاعر. وخيال الشاعر مسكون في كل لحظة بالهمّ الذي يثقل كاهل المجتمع العربي.
برغم إنّ بن يونس يكتب من منفاه اللندني إلا أنه يظلّ على تواصل مع الجذور ويمتلك حرارة التجربة في أدق تفاصيل المحنة التي تحيط بالإنسان العربي في رحلة البحث عن الحياة والحرية. وهنا تنتقل قصيدة “الهايكو” على يديه من إطارها العام المعتمد على البصرية إلى بوح ورسالة ومكنونات تفصح عن مشاعر دفاقة في تشكيل عالم مرتجى ومشتهى. وقبل الوصول إلى تحقيق هذا الرجاء يظل الشاعر يتحرك ضمن دائرة مغلقة من التمزق والقلق، وإشارات وغايات قصيدة الهايكو على يد ماجن واضحة في البحث الدائم عن شفاء روح الشاعر من عالم يسكنه الدمار والعنف.
ومثل هذا الشعر لن يكون سهلاً كما يبدو عليه، فإن دمج الجماليات في قضايا إنسانية يظل يفرض تحدياً على الشاعر ويلح عليه لابتكار المزيد من طرق الإبداع لتسجل حضورها في التشكيل الجمالي للشعر عموماً وصولاً إلى وظيفته الاجتماعية.
” مجاذيف بلا أجنحة” هي المجموعة الخامسة عشر في سلسلة إصدارات الشاعر بالإضافة إلى مجموعتين باللغة الفرنسة ومجموعة باللعة الإنكليزية. جاءت هذه المجموعة في 112 صفحة من الحجم المتوسط، وحملت لوحة الغلاف توقيع الفنان التشكيلي المغربي عبد الإله كرين.
والشاعر بن يونس هو مغربي مقيم في لندن منذ سبعينيات القرن الماضي، من مواليد 1946 درس الابتدائية والثانوية في مسقط راسه بوجدة، ثم أكمل دراسته الجامعية بلندن. حاصل على شهادة الماجستير في الترجمة من جامعة وستمنستر. بدأ النشر منذ أوائل الستينيات في الصحف العربية وأصدر أول ديوان” أناشيد الضباب” عام 1988.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق