مع الكاتبة إسراء عبوشي ومجموعتها القصصية "ياسمين"


بقلم الأديب: عبد السلام العابد 

================ 

"ياسمين" مجموعة قصصية للكاتبة إسراء عبوشي صدرت عن منشورات الشامل  في نابلس عام ٢٠١٧م .

   تضم المجموعة أربع قصص  طويلة ، وتقع في مئة واثنتين وستين صفحة.

     تتحدث القصص الأربع عن جوانب من معاناة شعبنا، وهمومه الوطنية والإنسانية .

   شدتني القصص الأربع، ورحت أتابع سطورها بمتعة وانسجام ورغبة في القراءة ؛ بسبب مضامينها التي تلامس واقعنا، والأسلوب القصصي الجميل الذي استخدمته الكاتبة ، وتميزها في التغلغل عميقا في نفوس شخصياتها القصصية التي أتاحت لها  التعبير عن أدق المشاعر والأفكار والأحاسيس التي تمور في داخلها ، ولا سيما الشخصيات النسائية  المتنوعة. 

    وما يميز قصص إسراء عبوشي  هو أن أبطالها إيجابيون طيبون تمتلىء قلوبهم بالمحبة والإخلاص والانتماء الوطني الصادق.

    ففي القصة الأولى (تفرق شملنا )،نتعرف على الشاب الجامعي الجاد والمثابر والمتابع لدراساته العليا في الجامعة، والذي يحب ابنة عمه، ويصر على الارتباط بها ، رغم قيود الاحتلال التي تحول دون تمكنها من التواصل الدائم مع أسرتها في الأردن، والفتاة المحبة والمخلصة مرام ، إضافة إلى أبيها الطيب وأختها وصال ، وأمها التي توافق على إتمام الزواج ؛ رغبة في تحقيق سعادة ابنتها ، وكذلك شخصيات أسرة سامر ، الأب والأم ..فهي شخصيات  كلها تمثل الطيبة والبساطة والإنسانية بأجمل معانيها. 

  وفي قصة ( المعزوفة الأخيرة ) نتعرف على الزوج المعتقل عمر الذي حُكم عليه سنوات طويلة  ، وزوجته الشابة سعاد التي ترعى ابنها إلى أن يكبر ويصبح شابا فيقتله أعداء النور ، عند أحد حواجزهم . ونتعرف على أم عمر الطيبة التي تريد أن تحافظ على مستقبل ابنها عبر أخذ موافقة سعاد، ليتزوج فتاة أخرى ؛ حتى تضمن له ولادة أطفال يحملون اسمه. 

  وفي قصة ( أسطورة الحب ) نقرأ قصة أمل رقيقة المشاعر ومرهفة الأحاسيس التي أحبت بصمت عمر الذي يشارك في الانتفاضة الثانية ، ويتم اعتقاله لمدة ثلاث سنوات ، وترتفع معنوياته في السجن ، عندما تؤكد له أمل أنها تحبه وعلى العهد ،غير أن هذا الحب لم يُكتب له النجاح ، حيث إن أباه الطيب القلب، فاجأ المهنئين، برغبته بعقد قران ابنه المحرر على ابنة عمه دون مشورته. 

  لم يقاوم الأسير المحرر قرار والده غير الصائب ، فانصاع له ،تاركا قلبا يسكنه الألم ، إلى أن توفاها الله ،عندئذ شعر عمر بالحزن الشديد ،لكن زوجته الطيبة التي عرفت ما كان يكنه قلب زوجها من حنين وحب لأمل، ساعدته على الخروج من أزمته النفسية الحادة .

  وفي قصة ( قيود الياسمين ) ثمة أشخاص وطنيون طيبون مخلصون منتمون للوطن والإنسانية، أمثال: أبي الفداء المطارد والمعتقل و  أصدقائه المطاردين و المعتقلين سنوات طويلة . فقد رتب له  رفاقه الطيبون أثناء الانتفاضة الأولى حفل زواج سري وبسيط، بالتعاون مع أفراد أسرته ، وفي الوقت ذاته، واصل نضالاته إلى أن تم اعتقاله ،والحكم عليه فترة طويلة ، فيما اعتنت زوجته ياسمين بطفلهما فداء ، إلى أن تم الإفراج عنه بعد عشرين عاما من المعاناة والأسر ، ليواصلا الحياة معا ، مع أب عطوف ، وأم رؤوم يمثلان النموذج المشرق والإيجابي لآبائنا وأمهاتنا الفلسطينيين .

  وختاما، فإنني أتمنى لكاتبتنا إسراء عبوشي المزيد من التقدم و العطاء الثقافي الإبداعي الواعد


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق