آمال عوّاد رضوان
أمسيةً شعريّةً ثقافيّةً مميّزةً وراقيةً نظّمتْها كلٌّ مِن: جمعيّة وساطة للعمل الشّبابي في بيت ساحور/ الضّفة، ونادي الكنعانيات للإبداع/الجليل، وذلك بتاريخ 17.12.2024 في قاعة فندق شبرد/ بيت لحم، حيث حضر السّيد فؤاد يونيون مدير مكتب وزارة الثّقافة، والسّيد جيد فلاش ممثلًا عن اللّجنة الاستشاريّة الثّقافيّة، والسّيدة ناتالي صوالحة الطويل رئيسة مجلس إدارة جمعيّة وساطة للعمل الشّبابي، ولفيف من الأدباء والكتاب والأصدقاء والمثقفين ومتابعي الشّأن الثّقافي والأدبيّ، وبحضور مميّز من نساء النّادي النّسائي الأرثوذكسيّ عبلين، ونساء حاملات الطيب من المكر وشفاعمرو وبيت لحم، مّن أتيْنَ إلى مدينة بيت لحم ليَقُمْنَ بالحجّ والصّلاة في كنيسة المهد، والسّياحة في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، والتّبرّك بأماكنها وكنائسها المقدّسة.
تولت عرافة هذه الأمسية بلباقتها وهدوئها الأخّاذ السّيدة سمر بنورة قمصيّة مديرة اللّجنة الثّقافية في جمعيّة وساطة للعمل الشّبابي، وأحيى الأمسية الشّعريّة كل من الشّاعرات والشّعراء:
هيام مصطفى قبلان، ريما جبران، نزيه نصراللّه، جميل الحوساني، غريب جرار، آمال عوّاد رضوان، وحلّت الأديبة روز الشّوملي ضيفة شرف بعد غياب قسري، وقد رافق وأبدع الفنان عازف العود إبراهيم خير، لهذه الأمسية والنّصوص الشّعريّة بأنغام وتقاسيم موسيقيّة على العود، أضفتْ رونقًا وجمالًا خلّابًا، تفاعَلَ معها وشارك بها الحضور.
في نهاية الأمسية شكرت الحضورَ والمُنظّمينَ الشّاعرةُ آمال عوّاد رضوان مديرة نادي الكنعانيّات للإبداع ، وتلت على مسامعهم كلمة د. روزلاند دعيم رئيسة نادي الكنعانيات للإبداع، والّتي تضمنت الذّكرى الخامسة للتأسيس، وأثنت على نجاح وتنسيق الأمسية، وتمنّتْ أعيادًا مجيدةً تحملُ المحبّةَ والسّلامَ للوطنِ وللبشريّة كافة، ثمّ تمَّ التّقاط الصّور التّذكاريّة.
جاء في كلمة سمر بنورة قمصية مديرة اللّجنة الثّقافية في جمعيّة وساطة للعمل الشّبابي:
إنّ قيمةَ أيّ شعبٍ من شعوب الأرض تقاسُ بما قدّمَهُ ويُقدّمهُ أبناؤُهُ للبشرية من الأعمال الإبداعية في مجالات الفكر المفضلة ، هذه المجالات الّتي تعتبر الأداة الرّئيسيّة للممثلين في سبيل التّوعية والإرشاد، بالإضافة إلى أنواع متعدّدة لا سبيل إلى إنكارها.
ومن هنا نُرحّبُ بالضّيوف الكرام: نادي الكنعانيات للإبداع، وبالادباء والشّعراء الّذين اختاروا بيت لحم لإحياء أمسية هذه اللّيلة.
الإخوة والأخوات: إننا نعتبر وجود الشّعراء والأدباء بيننا اليوم رغم اختلاف وتقييدات المرحلة الّتي نمّر بها كشعب فلسطين ما يمكن أن يعيش في شروط شرعيّة وقهريّة وقيميّة، نعتبر وجود الشّعراء محاولة جادة لاستمرار التّواصل الثّقافيّ، ويجب أن لا تتوقّف بأيّ حالٍ من الأحوال.
إننا في جمعيّة وساطة العمل الشّبابي في مدينة بيت ساحور نلتئمُ معكم في هذا اليوم، ونؤكد على أنّ الوطن هو الحكاية، والحكاية هي الذّاكرة، والذّاكرة هي النّص الّذي يحوم في كلّ نقطة.
وجاء في كلمة د. روزلاند كريم دَعيم/ رئيسة نادي الكنعانيّات للإبداع
مساؤكم نورٌ ومحبّةٌ وسلام
مساؤكم بعطر الورد والعنبر، بعطر صنوبر الجليل ونكهة المتوسِّط نرسلها عبر الأثير مع مجموعة نسائيّة رائعة، كنعانيّة بامتياز، إلى بيت لحم، مهد المسيح له المجد، في هذه الأجواء الميلاديّة، في لقاء ثقافيّ إنسانيّ مع جمعيّة وساطة للعمل الشّبابيّ- بيت ساحور، وأمسيّة رائعة من الحوار الفنيّ الأدبيّ، يتوّج مسيرة خمس سنوات على بداية مسيرة الكنعانيّات للإبداع.
تأسّست مجموعة نادي الكنعانيّات للإبداع في نهاية العام 2019، تحت الاسم المؤقت "نادي مبدعات من بلادي" برعاية دائمة وداعمة من دار الوسط اليوم للإعلام ورئيسها الأستاذ الفاضل جميل حامد، الّذي مهما حاولنا شكره فلن نفيه حقّه.
عند تأسيسها، اجتمعت كوكبة منْ نساءِ مجتمعِنا المبدعات في شتَّى المجالاتِ الفنيّةِ والفكريّةِ والعلميِّة، لنتحاورَ ونتشاورَ معًا من أجلِ نشرِ رسالتنا الثّقافيّةِ، ولندعمَ بعضَنا في تحدّياتِنا الأدبيّةِ والإبداعيّةِ والفنيّةِ، بناءً على أسسٍ إنسانيّةٍ راقية.
اختلفوا في تعريفِ المبدعِ كما وردَ في بطونِ الكتبِ، واختلفوا في تعريفِه على لسانِ بعضِ من نصّبوا أنفسَهُم أولياءَ على تعريفِ المبدعِ وتصنيفِ المبدعين. وكما حظيَ المبدعونَ بمطّاطيّةٍ وضبابيّةٍ اصطلاحيّةٍ، ظهرتْ وامتدَّتْ حركةُ النّقدِ الارتجاليِّ والنّقدِ التّأثُّري، غيرِ المدروسِ وغيرِ المنهجيّ، الّتي تشوِّهُ المشهدَ الثّقافيَّ والنّقديَّ العام.
من هنا بدأتِ الفكرةُ بينَ الشّاعرةِ الرّائعةِ آمال عوّاد ورضوان وبيني على تأسيسِ نادي قرّاءٍ ونقّادٍ يشكّلُ دفيئةً متنقِّلةً.
ومنْ خلالِ حواراتِنا برزتْ أهميةُ احتواءِ الكاتباتِ الواعداتِ لأسبابٍ عدّة، وتحشيدِ طاقاتِ المبدعاتِ المتمرِّساتِ من أديباتٍ وكاتباتٍ وباحثاتٍ وفناناتٍ ومفكّرات، منْ شتّى المجالات.
هدفُنا أن نتكاتفَ منَ القاعدةِ لنُشكِّلَ نُواةً فكريّةً تحمل رسالة وقضيّة.
هدفُنا تحشيدُ الجهودِ والطاقاتِ... فكلُّ مشارِكةٍ بنظرِنا هي صاحبةُ قوّةٍ وقرار، هي كوكبٌ منيرٌ ساطعٌ، فما بالنا لو شكّلْنا كوكبةً من خيرةِ نسائِنا... فالقضيّةُ ليستْ قضيّةَ كتابةٍ ونشرٍ وإشهار، بلْ هي أعمقُ من ذلكَ وأقوى.
وضعت المجموعة نصب أعينها أن يكون نادي الكنعانيّات للإبداع منصّة مستقلّة حرّة تجوب كنعان والجولان، تحمل رسالة وطنيّة وإنسانيّة وفكريّة وثقافيّة، تشارك بها شابّات واعدات وأستاذات متمرِّسات، كسبن ثقة المشهد الثّقافيّ بجهودهنّ وأخلاقيّاتهنّ وإبداعاتهنّ في شتّى المجالاتِ الفنيّةِ والبحثيّة. وكان قرارها أن تجوبَ ربوعَ الوطن وإشراك الجميع دون استثناء، مع الالتزام التّام تجاه المشاركات في المجموعة.
رغم مداهمة الكورونا فترة قصيرة بعد تأسيس النّادي، وتبعتها الحرب العشواء الّتي لمّا تنتهِ بعد، إلّا أنّ العمل الدّؤوب لم يتوقّف.
عملنا على مواكبة إصدار أكثر من أربعين كتابًا، في مجالات أدبيّة وفكريّة مختلفة، لكاتبات شابّات يُصدرن كتابهنّ الأول والثّاني، ولكاتبات باعهنّ طويلة في الإصدار، وإن كانت لقاءات توقيع الكتب قليلة بسب جائحة كورونا والحرب، إلا أنّ الكاتبات احتفين بكتبهنّ بطرائق مختلفة، ممّا يؤكِّد أهميّة الرّسالة الّتي حملناها، ناهيك عن ندوات متنوِّعة في عدّة بلدات من طمرة الجليليّة إلى أم الفحم على أرض اللّجون الممتدة من الكرمل الأشمّ، في وادي عارة، فكان اللّقاء في المثلّث الشّماليّ بتنظيم محلي بامتياز.
ولعلّ القيمة المضافة لعملنا هو انطلاق الكاتبات مع كتبهنّ لعوالم خاصّة بهنّ، من أجل الاستمرار بتحقيق أحلامهنّ.
بلفتة كريمة من مديريّة الثّقافة فرع جنين وبالتّنسيق المباشر مع الشّاعرة الأستاذة آمال غزال، والبروفسور عمر عتيق عملنا حثيثًا على تنظيم مؤتمر يحمل عنوان: "ملتقى الكنعانيات للإبداع"، من فعاليّات آذار الثّقافة، بالتّعاون مع مديريّة الثّقافة الفلسطينيّة فرع جنين، إلّا أنّ الكورونا وما تبعتها من حرب عشواء لم تسمح بعقد المؤتمر في حينه، وبالحلّة الّتي تمّ التّخطيط لها.
وكانت لقاءات في دالية الكرمل، وعبلين، وشفاعمرو، وعودة إلى أم الفحم، وطمرة الجليلية المطلّة على عكا السّاحرة، البلدة الخلابة الّتي تقع بين الجولان والمثلث من أرض كنعان حيث صحت برسيفوني مبشِّرة بقدوم الرّبيع، ربيع المرأة والحياة، ربيع أشجار النّخيل والسّهول الخضراء، للاحتفال بيوم المرأة، فيوم المرأة يوم ليس كسائر الأيّام، هو يوم نضاليّ من الدّرجة الأولى.
رسالتُنا رسالةُ محبّةٍ وسلامٍ في هذا العالمِ المليءِ بالآلامِ والجراح، ولجميعنا أدوارٌ اجتماعيّة، ونضاليّةٌ، وعِلميّةٌ، وفِكريّةٌ وأُسَريّة.
أشكر في هذا المقام كلَّ مَن رعى الأمسية أو واكب عقدها من منظمين ومتحدثين وضيوف، فبدون حضوركن وحضوركم لا وجود لنا ولا إبداع، وأمنياتي لكم بأمسية راقية خلّاقة.
0 comments:
إرسال تعليق