نادي حاملات الطيب في عبلين الجليليّة أقام ندوة صحّيّة عن مرض الأنفلونزا، وعن تأثيراتِهِ السلبيّة والخطيرة على الشرائح المختلفة من الجمهور والسّكّان، وخاصّة النساء، وعن أهمّيّة الوقاية والتطعيم ضدّ الانفلونزا، وذلك بتاريخ 21-11-2011 في مقرّ حاملات الطيب!
أدار الندوة الممرّضة النشيطة نجمة ياسين، ضمن حملات وزارة الصّحّة في التوعية والتثقيف الصّحّي، ومواكبة كلّ جديد في المجال الصحّيّ، خاصّة موضوع التطعيمات الموسميّة وأهمّيّتها، وقد تحدّثت الممرّضة نجمة عن معلوماتٍ أساسيّةٍ حول الموضوع بمحاورَ عدّة:
لمحة تعريف لمرضَ الإنفلونزا:
الإنفلونزا الفيروسيّة من أكثر الأمراض شيوعًا في فصل الشتاء، وتشكّل جزءًا هامّا ولا يتجزأ من فصل الشتاء، وسبب هذا المرض هو فيروسات تتميز بقدرة عاليةٍ على الانتشار السريع والعدوى بين الأوساط المختلفة من الجماهير، وينتقل المرض مِن شخصٍ لآخر بواسطة تماسٍ مخاطيّ (رطب) كالعطس.
تبدأ الإنفلونزا مع بداية الشتاء، ويصل إلى ذروة الانتشار الوبائي في أواسط الشتاء، ويسبب حالات إعياء شديد وضيق وارتخاء الجسم وحرارة مرتفعة واستلقاء في السرير، ويكون الوضع في أوساط المسنين والمصابين بالأمراض المرافقة والمزمنة أصعب، إذ قد تحدث مضاعفات خطرة تصل تصل لحد الموت.
كما تحدّثت عن أعراض المرض وفترته الزمنيّة:
من ارتفاع درجة حرارة الجسم، أوجاع وارتخاء في العضلات، الرشح، السّعال، ألم الحلق، أوجاع الرّأس والوهن والضعف والكسل. وقد تمتدّ هذه الأعراضُ من أسبوع لغاية عشرة أيّام.
كيف يمكن علاج مرض الإنفلونزا؟
هل بتناول المضادّات الحيويّة والأدوية المسكّنة؟ بالنوم؟
وبما أنّ المُسبّب للمرض هو فيروس وليس المرض جرثوميًّا، فلا حاجة لتناول المضادّات الحيويّة؛ الأنتي بيوتيكا. ولكن العلاج المتّبع للمرض هو علاج داعم للتخفيف من الأعراض المرافقة للمرض، فينبغي الكثير من الراحة، شرب الماء والسوائل، تناول الأدوية المخفضة للحرارة ، واستخدام نقاط الأنف وما شابه.
أما عن مضاعفات مرض الإنفلونزا فقالت:
قد يتطوّر مرض الإنفلونزا في حالات معيّنة، وقد يتحوّل لمرض صعب جدًّا، كالتهاب رئة جرثوميّ، أو إلى عُسر تنفّس وضيق تنفس، وربما يصل حتى الموت، فهنالك قطاعات معينة وشرائح عدة تتعرّض لخطر مضاعف لتطوير مضاعفات المرض كالأطفال، المُسنّون، مرضى الرّئة المزمنة، والذين يعانون من فشل أوضعف في الجهاز المناعي.
كيف يمكن منع مرض الإنفلونزا؟
يمكن التقليل بشكل كبير من خطر العدوى، عن طريق الاهتمام بالنظافة الشخصيّة والعامّة، كمثل تهوئة الغرف، غسل اليدين، عدم استخدام التقبيل والتسليم باليد وما شابه.
وأهمّ وأفضل وأسرعُ طريقة للوقاية من مرض الانفلونزا هو التطعيم، لذلك تدأب وزارة الصّحّة إلى دعوة كافة زبائنها، ومناشدة جميع قطاعات الجمهور من المواطنين في جميع أنحاء البلاد، من جيل نصف سنة وما فوق، لتلبية طلبها والاستجابة السّريعة في الإقبال على التطعيم حتى نهاية شهر نوفمبر – تشرين ثاني، والتوجّه إلى المراكز الطبّيّة وصناديق المرضى القريبة، للحصول على التطعيم فورًا ومجّانا، لأنّ التطعيم الشامل للجمهور، وخاصّة ممّن هم في دائرة الخطر، هو وسيلة ناجعة لمنع مرض الإنفلونزا من الانتشار، ومن استفحال مضاعفاتِه وتفشّيه.
إنّ ما أعلنته وزارة الصّحّة يؤكّد أنّ منسوبَ الإصابةِ بانفلونزا الخنازير في "إسرائيل" يشهدُ هبوطًا كبيرًا، بدليل أنّ نسبة المُراجعين للفحص في العيادات بعد ظهور أعراض شبيهة بانفلونزا الخنازير قد هبطت بواقع 50%.
لذلك حذّر المدير العام لوزارة الصّحّة دكتور "إيتان حاي عام" مِن مخاطر وتبعات الامتناع عن تلقي التطعيم، "وخاصّة، إذا وُجدنا أمامَ موجة جديدة أشدّ قسوة من الإنفلونزا.
وهل يمكن التطعّم ضدّ الإنفلونزا بدون حُقن؟
هنالك تطعيم "فلوميست"، يُعطى بمرش للأنف. وهذا التطعيم بمَرشّ يعتمدُ على فيروس ضعيف وليس مُماتًا، لذلك فإنّ الأعراضَ الجانبيّة لهذا التطعيم قد تظهر على شكل مرض خفيفٍ شبيه بالإنفلونزا.
الشرائح التي ينبغي تطعيمها ضدّ الإنفلونزا بالحُقن:
التطعيم ضد الإنفلونزا هامّ للجميع، وتنصح جميع القطاعات بالتطعّم مرّة كلّ سنة، وقبل حلول الشتاء.
التطعيم هامّ جدًّا وبشكلٍ خاصّ لقطاعاتِ الجمهور التالية: الأشخاص فوق جيل 65 سنة، الأشخاص الذين يعانون من أمراض رئة مزمنة، الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ أو فشلٍ مناعيّ، النّساء الحوامل والنساء الوالدات، الأطفال من جيل نصف عام، الأولاد لغاية جيل 6 سنوات، مرضى السّكّري أو من يسمونهم بالسّكّريّين، الطواقم الطبّيّة، الأشخاص المقيمون في مؤسّسات ومدارس!
ثمّ تحدّثت عن مفهوم التطعيم:
التطعيم ضد مرض الإنفلونزا تبدأ فاعليّته بعد أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع، وهو عبارة عن فيروس تمّت إماتته، وهو بذلك غير قادر على التسبّب بالمرض، وقد استخدم التطعيم منذ سنوات، كي يمنع العدوى وانتشار المرض، وكي يحُدّ من المضاعفات مثل التهاب الرئة، والنوم في المستشفى أو التعرّض للموت بسببه، وتشمل هذه العقاقير هذه السنة الأجناس الأساسيّة المتوقّع أن تهاجم البشر، ومنها فيروس إنفلونزا الخنازير.
يتمّ إنتاجُ التطعيم وِفق توقّع منظّمةِ الصّحّةِ العالميّةِ لماهيّةِ أجناس الفيروساتِ المتوقّعة في ذات السّنة، وفي أغلب الحالات تكون هذه التوقعات صحيحة، حيث أنّ التّطعيمَ يحمي فعلاً مِن الأجناس القائمة في ذاتِ السّنة.
بعد تلقي التطعيم يبدأ جهاز المناعة بإنتاج المضادّات للفيروس الممات، وهذه المضادّات تحمي الجسم من تطوّر المرض، في حالة تعرُّضِهِ لفيروس حيٍّ للأنفلونزا. ولكن وبسبب قدرة الفيروسات على التغير وتبدّل أجناسِها كلّ سنة وبسرعة، لذا، يجب التطعّم ضدّ المرض كلّ سنةٍ مِن جديد.
هل يحمل التطعيم ضد الإنفلونزا أعراضًا جانبيّة؟
بشكل عامّ، فإنّ المضاعفات بعد إعطاء التطعيم هي نادرة، لأنّ التطعيم ضدّ الإنفلونزا يحوي فيروسات مُماتة، ولذلك لا يمكن أن يؤدّي للمرض، وفي حال ظهورِ تلوّثٍ بالتنفّس عندَ الحصول على التطعيم، فمعنى ذلك؛ أنّ التطعيم أُعطِيَ في فترة تخمّرِ الإنفلونزا بعد العدوى، وفي هذه الحالة وكل الحالات الأخرى، كان المرضُ سيظهرُ في كلّ حالاتِه وأشكاله دون علاقةٍ بالتطعيم، على الأغلب أنّ المرضَ نتجَ عن مُسبّبٍ آخر وليس بسبب التطعيم أو فيروس الإنفلونزا.
أعراض جانبيّة موضعيّة:
احمرار، انتفاخ، وتحسّسٌ موضعيّ في منطقة تلقّي التطعيم، وقد تستمرّ يومًا حتى يوميْن، وهذه الأعراض تظهرُ لدى أقلّ مِن ثلث مُتلقّي التطعيم.
وهناك أعراض جانبيّة عامة:
حرارة مرتفعة، وجع وارتخاء عضلات، شعورٌ عامّ بالضيق، وقد تستمر هذه الأعراض مدّة يوم إلى يوميْن. هذه الأعراض نادرة، وقد تظهر بعد تلقي التطعيم في المرّة الأولى، وتعتبر هذه الأعراض خفيفة جدًّا بالمقارنة مع مرض الإنفلونزا نفسه.
توجهت عضوات نادي حاملات الطيب بالاستفسار وتوجيه عدّة أسئلة تصبُّ في نفس الموضوع، خاصّة ممّن يستخدمن عدّة أنواع من الأدوية للضغط والكوليسترول وغيرها، وما أثرها وتعارضها مع التطعيم!
بعد الانتهاء من الاستفسارات، قامت الممرّضة نجمة بتطعيم النّساء اللواتي سجّلن أسماءهنّ للتطعيم، إذ ستقوم الممرضة لاحقًا بتسجيل وإدراج هذه الأسماء في سجلّ صندوق المرضى، وحثلنته بكل جديد يساهم في توعية وإرشاد نسائنا والوصول إليهنّ.
0 comments:
إرسال تعليق