إصدار ديوان هذيان أنثى للشاعرة العراقيّة أمل ماركوس

كتب صبري يوسف ــ ستوكهولم،
صدر للشاعرة العراقيّة أمل ماركوس، المقيمة في ستوكهولم باكورة أعمالها، ديوان بعنوان: "هذيان أنثى"، في بغداد عن دار المركز الثِّقافي للطباعة والنَّشر، لوحة الغلاف للفنّان مهنّد، ابن الشّاعرة. 
تضمّنَ الدِّيوان 27 قصيدة نثريّة، تصدّرته بإهداء قصير: "إليكَ يا عمراً قضيتُ العمرَ بحثاً عنه"!.
تدور كافّة قصائد الدِّيوان حول العوالم الرُّومانسيّة والغزليّة بأسلوب شفيف، جانح نحو العشق العميق والعاطفة المفعمة بالحبِّ والشَّوق والفرح، حيث نلمسُ جرأةً في ترجمة مشاعرها العشقيّة في الكثير من فضاءات القصائد، ويبدو واضحاً أنَّ الشّاعرة لديها مشاعر فيَّاضة في بناءِ نصّها، حيث يتميّز بالوضوح والشَّفافية والإختزال والبساطة في التَّعبير، مركّزة على تواصلها وحنينها العميق إلى الحبيب الّذي تناجيه عبر النُّصوص ببوحها الدَّافئ، كأنّنا إزاء حب رومانسي فيه من الرُّوح الحلميّة الشّيء الكثير، وقد حافظتْ على مدى الدِّيوان كلّه على لغةٍ سهلة إلى درجة المباشرة في بعضِ الأحيان، وفي هذا السِّياق، أودُّ التَّوقُّف عند هذه اللّغة المباشرة الَّتي ترد في حيثيات بعض القصائد، حيث يستحسن أن تجنح نحو فضاءات رومانسيّة عبر ترميزات وصور فنّيّة، متجاوزة اللُّغة المباشرة، لأنَّ فضاء قصائدها تتحمّل الكثير من البوح الحميم عبر تدفُّقات الخيال، لأنّني أتلمَّس طاقات حنينيّة عشقيّة شوقيّة في أجواء القصائد ككلّ لكنّها جاءت في سياق لغة خطابيّة ومناجاة، معّ أنّها حافظت على شفافيتها الرُّومانسيّة الحميميّة العميقة، لكنّي أرى أنَّ الشَّاعرة
ممكن أن تشتغل على لغتها بكلِّ عفويَّتها ووضوحها وتعمّق صورتها الشِّعريّة الفنّيّة خاصَّةً أنَّ العاطفة عندها متأجّجة بالحبِّ وتمتلك التَّعبير عن بوحها بشكلٍ جريء وحميمي، وكلُّ هذا يقودني إلى التَّساؤل لماذا لا تكتب الشَّاعرة صوراً شعريّة توازي الطَّاقات الشَّوقيّة والحميميّة البديعة الَّتي تنساب من يراع بوحها، أم أنّها تحبُّ هذه اللُّغة الواضحة الّتي تحقِّق لها مبتغاها في التّعبير؟!
أمل ماركوس، شاعرة عراقيّة طموحة، غزيرة في كتاباتها، واثقة من ترجمة مشاعرها وعواطفها، تكتب قصائدها بهدوء ومواظبة مستمرّة، كأنّها على موعد دائم مع القصيدة، أتوسّم بالكثير ممّا ستقدّمه في دواوينها القادمة لأنَّ لديها الكثير من القصائد ودواوين مخطوطة، وفيما يلي عناوين قصائد الدِّيوان:
"لأجلكَ، نقطعة ضعفي أنتَ، أسطورةُ العشق، اِقترب سيّدي، دعنا نثمل من الحبِّ، مشاعرٌ جرفتني للجنون، إلى أروع رجل، أميرةُ قصائدكَ، أنثى من فراغ، سُكرة الحبّ، إبحارٌ في الأوردة، أيّها اللَّيل، حبُّكَ وجعي، هذا المساء، رجلٌ لن يتكرَّر، أنا معك تائهة جدَّاً، حروف وسطور، عاشقة مجنونة، أسيرةُ الشَّوق، أعشقك على طريقتي، ما بالي نسيتُ فنَّ الكلام، هذا النّهار، أحبِّكَ، ليلُ الجُّنون، راقصني، رقصتي الأولى، رقصتي الأخيرة". 
ومن أجواءِ الدِّيوان أقتطفُ القصيدة التَّالية:
رقصتي الأولى

قطرات عرقكَ تتساقطُ فوقَ جبيني
تملأُ قلبي شوقاً لاحتضانكَ 
ستكونُ رقصتي الأولى بينَ ذراعيكَ 
وتنهيدةُ صدري .. سأحرقُها في أذنيك 
سأُسمِعُكَ لهفتي إليكَ 
وتشاهدُ رقصتي الأولى
فقط .. اِعزف لي بأوتارِ حبِّكَ المجنون
سيمفونيّةَ عشقٍ جميلة 
أردِّدُ لحنَها حينَ أنظرُ إليكَ 
ودعني أتمايلُ على بدايةِ شريانكَ
في دجى اللَّيلِ 
وعلى ضوءِ الشُّموعِ 
وسطَ انتفاضةٍ من الاشتياقِ والدُّموع
سأناديكَ 
دعني أُسمِعُكَ صوتَ خلخالي
دعني أُطلِعُكَ على سرِّ أنوثتي 
أَتدري لماذا عيناي تتلألآن ..؟ 
لأنّكَ أمامي
فهل سترقصُ معي .. رقصتي الأولى؟

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق