الى جنات الخلد يا أبا خالد

كتب شاكر فريد حسن ـ
بمشاعر الحزن والأسى ودعت قريتنا الحبيبة"مصمص"العم جمال ابراهيم محاجنة"أبو خالد"الذي توفي بعد صراع مع المرض، وغادرنا دون وداع. 

جمعتني بالراحل العزبز علاقة طيبة، فكنا نتبادل أطراف الحديث، كلما التقينا في المناسبات الاجتماعية، أو في سيارة أجرة، أو على محطة الباص، عن همومنا المشتركة.

كان رحمه الله انسانًا بسيطًا، مرهف الاحساس،  يتأثر بسرعة فتدمع عينيه، صاحب قلب حنون رؤوف ورقيق، طيب المعشر، هادىء الطبع، مسالمًا، متسامحًا، قنوعًا الى أبعد الحدود، متقشفًا، زاهدًا في الدنيا، حريصًا على شظف وكفاف العيش، باحثًا عن مساحة من الفرح.

كان كادحًا يعمل في البلاط، همه الوحيد توفير رغيف الخبز والحليب لابنائه وأفراد عائلته. 

عاش ومات فقيرًا، لم تخدعه المظاهر والقشور، واكتفى بالقليل القليل. 

لم يخف يومًا موقفه من القضايا المحلية، والتحالفات في انتخابات السلطة المحلية، ووقوفه مع قوى الخير والنور والسلام، وطوال الوقت كان  يعطي صوته لقائمة الحزب الشيوعي ثم الجبهة الديمقراطية، فالقائمة المشتركة. 

فيا أبا خالد، أيها الراقد في ثرى"مصمص"التي أحببت وعشقت، سلامًا لك في وقفة الوداع، وسنفتقدك في أفراحنا ومآتمنا، وستفتقدك المقاهي التي طالمت قضيت السويعات الطويلة من شيخوختك فيها مع الاصدقاء، وستفتقدك شوارع قريتك وأم الفحم التي مشيت فيها كثيرًا على أقدامك، حيث لم تكن تملك رخصة قيادة.

رحمك الله، وتغمدك بواسع رحمته، واسكنك فسيح جناته، والهم أبنائك وبناتك واقربائك الصبر والسلوان، والتعازي الحارة لهم جميعاً، وانا لله وانا اليه راجعون.



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق