الأزمة المالية قضت على صحيفة الوقت

 ​صورة غلاف مجلة "توفيق" الفكاهية السياسية التي تأسست قبل نحو 90 عاماً مع كاريكاتير رئيس الوزراء الايراني المغدور اميرعباس هويدا الذي أعدمه خلخالي

عادل محمد
19 ديسمبر 2019

خبرتي في الصحافة تعود إلى نحو ستين عاماً، حيث في بداية الستينيات ربحت جائزة صحيفة توفيق الايرانية الفكاهية السياسية المعارضة، ستة أشهر مجلة مجانية في مسابقة حل الكلمات المتقاطعة. وثم ربحت ساعة يدوية بقيمة 3000 درهم اماراتي بعد حلّي لإحدى المسابقات في مجلة اماراتية.

وقبل نحو 20 سنة بدأت بنشر الكلمات المتقاطعة في مجلة صدى الأسبوع التي كان الكاتب الصحفي والإعلامي البحريني سعيد الحمد رئيس تحريرها. ثم نشرت الكلمات المتقاطعة في جريدة الأيام وملحقها الرياضي، ومجلة پانوراما الخليج، التي كان الكاتب والصحفي البحريني فريد حسن رئيس تحريرها.

بعد حوالي خمس سنوات من نشر الكلمات المتقاطعة مجاناً، اتصلت بي مسؤولة صفحة الخدمات في صحيفة الأيام وقالت بأن الاستاذ فريد حسن يبحث عنك حتى تعمل كمعد الكلمات المتقاطعة في صحيفة الوقت البحرينية التي تأسست في 21 فبراير 2006، وتوقفت عن النشر في مايو 2010 بسبب الأزمة المالية. وكنت أنا أول المفصولين.

لقد بدأت بكتابة المقالات لأول مرة بعد زيارة الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي للبحرين عام 2007، ونشرت مقالاً حول "جهل السياسيين البحرينيين" عن الأوضاع الايرانية، والذين مدحوا الرئيس محمد خاتمي كثيراً، ونشرته في صحيفة الوقت، وشبهت خاتمي بثعلب وسط قطيع من   الذئاب التي تنهش جسد الشعب الايراني. أحد هؤلاء الكتاب الذي وصف خاتمي بـ"المفكر الكبير" كان عضو اللجنة المركزية للمنبر التقدمي!. والكاتب الآخر الذي كان ناشط عمالي معروف، قال: "العرب يحتاجون لشخصية مثل خاتمي حتى يحل قضاياهم"!؟.  

بعد نشري لعدة مقالات تم منعي من النشر في صحيفة الوقت. وعندما سألت رئيس التحرير المسؤول عن السبب، قال لي عبر الهاتف "لا نريد أن نكون طرفاً مع الجمهورية الاسلامية"!؟.

كما نشرت عدة مقالات في جريدة البلاد البحرينية، وموقع آفاق في كاليفورنيا الذي  لقي مصير صحيفة الوقت، وتم اغلاقه وصاحبه ورئيس تحريره البحريني عمران سلمان انتقل إلى قناة الحرة.

​لقد كتبت عدة مقالات انتقادية ورياضية ونشرتها في بعض الصحف البحرينية. ومن مثير للدهشة أن مقالي الرياضي "الاتحاد السعودي خذل عشاق الكرة السعودية" ترفضها صحيفة بحرينية، ولكن موقع "كووورة" السعودي نشره في ساعات، وثم طلب مني سيرة حياتي لنشره في الموقع.

كما تم رفض مقالي "يا أئمة المساجد ومسؤولي المآتم ارحموا الأطفال والمرضي" عن ارتفاع صوت الأذان في المساجد وصوت القرآن في المآتم (حسينيات)، لكن صحيفة بحرينية أخرى نشرته بعد التعديل في العنوان!؟. 

 لقد نصحني صحفي بحريني الذي كان يكبرني سناً بأن أكتب المقالات تحت اسم مستعار، وقال لي بأن عملاء الملالي لا يرحمونك أذا تعرّفوا على شخصيك، وسوف يحرقون منزلك إن لم يستطيعوا قتلك!.

لقد صدق الصحفي في أقواله، حيث حذرني أحد أقربائي في مايو 2012، وقال بأنه سمع من مصدرين موثوقين بأن عناصر من جمعية الوفاق الموالية لعصابات الملالي يبحثون عن الكاتب عادل محمد. فقمت بالرد على قريبي وقلت له بأنني لا أخشى أحد، وقمت بنشر مقال في الحوار المتمدن في 28 مايو 2012 بعنوان "أتحدى المغرضين والمتربصين بالأدلة والبراهين".

بعد أن قام أحد الكتاب البحرينيين بنشر مذكراتي "مذكرات بحريني عجمي" في موقع الحوار المتمدن في 14 أغسطس 2011، ونالت إعجاب بعض القراء والكتاب والرفاق القدماء في جبهة التحرير الوطني البحرانية، وطلبوا مني نشر المزيد من المذكرات، قمت بنشر الجزء الثاني من مذكراتي. ثم واصلت نشر المقالات في الحوار المتمدن إلى عام 2017. لقد توقفت الحوار المتمدن من نشر مواضيعي بعدما نشرت عدة مواضيع عن السعودية وأيدت الانفتاح في السعودية واصلاحات الملك سلمان. علماً بأنني كنت في السابق أعارض سياسات السعودية عندما أيدت وساندت القاعدة وطالبان في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي.

مع منع نشر مواضيعي، وآخر مقال الذي نشرته في الحوار المتمدن تحت عنوان "لماذا كل هذا العداء للسعودية يا الحوار المتمدن" في 15 ديسمبر 2017، وعدد القراء نحو مليون و150,000 قارئ، وصل عدد القراء في 15 ديسمبر 2019 إلى حوالي مليونين و12000 قارئ. بما معدل 2000 قارئ كل يوم من قراءة مواضيعي القديمة!.

 كما نشرت عشرات المواضيع السياسية والأدبية والمنوعات في موقع معارض ايراني معروف لنحو عامين، حيث قال لي بأن الكاتب اللبناني حازم صاغية يحب قراءة مقالاتي. وحسب اعترافه نحو 90% من مواضيع موقعه كانت تنشر بواسطتي!.

  لكنني توقفت عن النشر في موقعه بعدما زار البحرين وتهرّب من مقابلتي بسبب انشغاله بأمور سياسية ومقابلته لشخصية بحرينية كبيرة!؟.

 في الختام أتمنى أن أنال شرف المراسل المتطوّع لموقع مجلة الغربة.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق