اكتشاف نوع جديد من الجرذان العملاقة في جزر سليمان

اختيار واعداد عادل محمد
1 مايو 2020

اكتُشف في جزر سليمان في المحيط الهادئ نوع جديد من الفئران أكبر بأربع مرات من القوارض العادية. يبلغ طول هذا الكائن نحو متر ونصف (19 بوصة)، وهو يعيش بين الأشجار ويتغذى على جوز الهند الذي يستطيع تحطميه بأسنانه. تعد جزر سليمان موطناً لثمانية أنواع أخرى من الفئران، ولكن هذا هو أول اكتشاف جديد منذ 80 عاماً. وقد سُمّي النوع الجديد “يوروميس فيكا” تيمناً بالفلولكور الخاص بالجزيرة .

مخبأة بين الأشجار:
تقع سلسلة الجزر التي تشكل جزر سليمان على بعد نحو 1800 كيلومتر (1100 ميل) قبالة سواحل أستراليا، وهي جزر معزولة بيولوجياً نوعاً ما، ومعظم الثدييات التي تعيش على هذه الجزيرة غير موجودة في أي مكان آخر على الأرض.

وأوضح “تايرون لافري”، الباحث في متحف فيلد في شيكاغو وصاحب هذا الاكتشاف، أنه “عندما التقيت لأول مرة مع سكان جزيرة فانغونو الواقعة في جزر سليمان أخبروني عن نوع من الفئران على الجزيرة يعيش بين الأشجار ويطلقون عليه اسم ” فيكا”. وعلى الرغم من البحث المضني عن هذا المخلوق منذ عام 2011 فشل “لافري” في التوصل إلى أي دليل على وجود الفأر العملاق، وكان الشيء الوحيد الذى وجده هو براز الفئران الكبيرة. وأضاف “لافري” لقد بدأت بالتشكيك في ما إذا كانت هذه الفئران نوعاً مختلفاً عما نعرفه حقاً, أو أن الناس يطلقون اسم فيكا على الفئران السوداء العادية.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 شاهد حارس غابات حاد النظر فأراً كبيراً ينزلق من شجرة طولها 10 أمتار قطعت بواسطة الحطابين. ولكن لسوء حظ هذا الفأر العملاق فقد أدى سقوطه عن الشجرة إلى نفوقه فقام الحارس بشحنه إلى متحف كوينزلاند في أستراليا حيث استقبله “لافري”. وقال “حالما تفحصت العينة علمت أنه شيء مختلف. لا يوجد سوى ثمانية أنواع معروفة من الفئران الأصلية في جزر سليمان، وبعمل دراسة متأنية للجمجمة قمت باستبعاد الأنواع الأخرى على الفور”. وبفحص الحمض النووي استطاع لافري التأكد من أنه نوع جديد وأطلق عليه اسم “يوروميس فيكا”.

يمتلك الجرذ المكتشف حديثاً ذيلاً طويلاً ذا قشور دقيقة، ويعتقد الباحثون أنه يساعده على التنقل عبر الأشجار، وربما وصلت أسلاف هذه الحيوانات إلى الجزر أثناء الغطاء النباتي على الجزيرة على الأرجح. وطورت هذه الأنواع قواطع حادة كبيرة تستخدمها لقضم المكسرات وثمار جوز الهند وفقاً للسكان المحليين. ومن المرجح أن تصنف هذه المخلوقات العملاقة التي لم يتم الكشف عنها لفترة طويلة على أنها مهددة بالانقراض على نحو خطير وذلك بسبب التهديد الذي تواجهه من قطع الأشجار، إذ إن قرابة 90 ٪ من أشجار الجزيرة قد تم قطعها بالفعل.
وقال الدكتور لافري “المنطقة التي عثرنا فيها على هذه الفئران تعتبر واحدة من الأماكن القليلة من الغابة التي لم يتم قطع أشجارها”. وأضاف “إن من الضروري حقاً بالنسبة إلينا أن نكون قادرين على توثيق هذا النوع من الفئران وإيجاد دعم إضافي لمحمية زايرا في جزيرة فانغونو حيث يعيش هذا النوع الجديد”.

​المصادر: المواقع العربية والغربية

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق