إصدار العدد الحادي عشر لمجلّة السَّلام الدَّوليّة

لقراءة المجلة انقروا على هذا الرابط:


تم إهداء العدد "إلى كلِّ المبدعين والمبدعات وكلِّ الّذين يرفعون عبر إبداعاتهم وأفكارهم ورؤاهم لواء السَّلام والحبّ والفرح والوئام بينَ البشر كلّ البشرة في جميع أنحاءِ العالم! وقد استهل رئيس التحرير المجلّة بكلمة المحرّر، تحت عنوان: "عُقمٌ حضاري يُغلِّفُ خاصرةَ الكونِ". جاء فيها ما يلي:


مُنذُ سِنينَ بل مُنذُ عقودٍ مِنَ الزَّمنِ، بل رُبَّما مُنذُ قرونٍ موغلةٍ في القِدم، تسيرُ البشريّةُ مِنْ سيءٍ إلى أسوأ، إلى أنْ وصلَتْ مِنْ حالاتِ السُّوءِ، إلى ما لا يُحتَملُ السُّوءُ ولا يُحتَملُ هذا القَحْطُ الحضاريُّ الَّذي وصلَتْ إليهِ البشريّةُ، وكأنّنا نعيشُ في زمنِ الأساطيرِ والخُرافاتِ! زمنٌ خرافيٌّ مِنَ العيارِ الثّقيلِ نسيرُ فيهِ، زمَنٌ داسَ في جوفِ الأساطيرِ، إلى درجةِ أنّنا عندما ننظرُ فيما وصَلْنا إليه نتخيَّلُ أنفُسَنا أنَّنا في زمنٍ غيرِ الّذي مِنَ المفترضِ أنْ نعيشَ فيهِ، والطَّريفُ بالأمرِ، بَلْ المُفلقُ في الأمرِ أنَّنا نسيرُ ونعيشُ ونعايشُ ذُروةَ التقدُّمِ التّكنولوجي والتّقني، ومَعَ هذا لا تُفيدُ البشريّةَ أغلبُ هذهِ التّقنياتِ والتّكنولوجياتِ وهذهِ السِّياساتِ، وفي الكثيرِ مِنَ الأحيانِ نراها لا تصبُّ في خيرِ الإنسانِ ولا في مصلحتهِ بل في دمارِهِ، ولا تحميهِ من صولجاناتِ الغدرِ وانتهاكِ كرامتِهِ ووجودِهِ وحياتِهِ. بل على العكسِ تماماً فإنَّ التَّقدُّمَ التِّقنيَّ والتّكنولوجيَّ غالباً ما يصبُّ في خانةِ دَمارِ البشريّة عَنْ بكرةِ أبيها، وأصبحَ هذا التَّقدُّم وَبالاً علينا، فأينَ المَفرُّ مِمَّا نَحنُ عليهِ مِنْ انحدارٍ في سُلَّمِ التَّراجعِ والعُقْمِ الحضاريِّ الَّذي يُهيمنُ على جُغرافيّةِ الكَونِ! 

لسْتُ مستاءً مِمّا نَحنُ عليهِ، ولسْتُ مُتشائماً مِمّا وصلَتْ إليه البشريّةُ مِنْ حالةِ انحدارٍ فحسب، بَلْ وصلَتْ حالاتُ الانحدارِ إلى ما بعدَ القرفِ بكثيرٍ جدّاً، إلى درجةِ أنّني أرى وأقرأ نتائجَ وخيمةً في الانتظارِ، وكأنَّ الكونَ خالٍ مِنَ العُقلاءِ وخالٍ مِنَ الحُكماءِ وخالٍ مِنَ المُفكّرينَ وخَالٍ مِنَ الفَلاسفةِ ومِنَ العُقولِ المُتنوِّرةِ الَّتي يُمكنُ أنْ تُقلِّلَ أو تخفِّفَ ولو قليلاً مِنْ هذا الانحدارِ المُريعِ الَّذي أصابَ كونَنا في الصَّميمِ. أينَ هي العقولُ الخلّاقةُ كي تخلقَ لنا أجواءَ سليمةً وعلاقاتٍ إنسانيّةً في سائرِ أنحاءِ العالمِ؟ لماذا عالمُنا يغلي وكأنَّهُ على صفيحِ بركانٍ ساخنٍ ويحتاجُ إلى شرارةٍ عابرةٍ كي يفجِّرَ الكونَ برمَّتِهِ؟! قرفٌ يُهيمنُ على جغرافيّةِ الكونِ، استياءٌ ما بعدَهُ استياءٌ يهيمنُ على حَالةِ الانهيارِ الكونيِّ الَّذي وصلَ إليها كوكبُنا المسكينُ الّذي يرزحُ تحتَ رحمةِ بعضِ أو الكثيرِ مِنَ الحمقى!

فَشِلتِ الدُّولُ العظمى فَشلاً ذريعاً في قيادةِ الكونِ، في قيادةِ البشرِ، وكأنَّها خارجَةٌ عَنْ دائرةِ هذهِ الانفجاراتِ الكونيّةِ في الصِّراعاتِ الدَّائرةِ في الكثيرِ مِنْ جغرافيّةِ الكونِ، ومِنَ المَفروضِ أنَّ تطوُّراتِ الحياةِ في النِّزاعاتِ والصِّراعاتِ المتفاقمةِ تفرزُ رؤيةً كونيّةً تساهِمُ في إرساءِ قوانينَ وتأسيسِ مؤسَّساتٍ عالميّةٍ وهيئاتٍ دوليّةٍ لها دورُها الفعّالُ في معالجةِ أيَّةِ مستجداتٍ مدمِّرةٍ بينَ الدُّولِ بحيثُ تستطيعُ أنْ تضعَ حَدَّاً لهذهِ الصِّراعاتِ لا أن تبقى الهيئاتُ الحاليّةُ والدُّولُ العظمى متفرِّجةً بل غالباً ما تكونُ هذهِ الهيئاتُ وهذهِ الدُّولُ هي الّتي تخلقُ هذهِ الصِّراعاتِ وتبقى الدُّولُ الناميةُ وبقيةُ دولِ العالمِ مُبديةً موقفاً سلبيّاً أو موقفاً لا حولَ فيهِ ولا قوَّةَ، ففي ظروفٍ وصراعاتٍ عالميّةٍ كهذهِ، لا يمكنُ للدولِ الفقيرةِ والمغلوبةِ على أمرِها أنْ تحلَّ أيَّ صِراعٍ أو مواجهةٍ عندما يقعُ عليها، سوى الدِّفاعِ عَنْ نفسِها، وعندما تدافعُ عَنْ نفسِها تدفعُ الغالي والرَّخيصَ من دونِ أنْ تستفيدَ شيئاً على أرضِ الواقعِ، بلْ تكونُ في حالةٍ يُرثى لها بالأساسِ وتتحوَّلُ إلى حالةٍ مَعدومةٍ وتبقى الدُّولُ العظمى متفرجةً وتعقدُ اجتماعاتٍ ولقاءاتٍ ومؤتمراتٍ صحفيّةً، وتطرحُ رؤىً بعيدةً كلَّ البُعدِ عِنِ الحلولِ، لأنَّ حالاتِ الصِّراع المُميتِ بينَ الدُّولِ لا تتحمَّل يوماً واحداً، ساعةً واحدةً مِنَ التَّأجيلِ، لا أن تبقى هذه الدُّولُ أيَّاماً وأسابيعَ وشهوراً تطرحُ على طاولةِ البَحثِ نقاشاتٍ وحِواراتٍ وتصوُّراتٍ وكأنَّها تعالجُ خلافاتِ عصافيرَ أو خلافاتِ بعضِ القططِ معَ بعضِها، أو خلافاتِ بعضِ الفلّاحينَ على ساقيةِ ماءٍ، أو خلافاتٍ على فتحِ طريقٍ في أرضٍ زراعيَّةٍ، في الوقتِ الّذي نكونُ أمامَ كوارثَ كونيّةٍ وهم يعالجونَها وكأنَّ لا مشكلةَ على أرضِ الواقعِ، وبرأيي عندما تؤدّي أيةُ دولةٍ أو أيةُ رقعةٍ جغرافيّةٍ في العالمِ إلى حالةِ صِراعٍ مَعَ دولةٍ أخرى، على المجتمعِ الدَّولي بمؤسَّساتِهِ الدَّوليّةِ وعلى الدُّولِ العظمى وأعلى مستوياتِ هذهِ الهيئاتِ أنْ تُعالجَ الصِّراعاتِ بسرعةِ البرقِ، رَغماً عَنِ الأطرافِ المتنازعةِ، بحيثُ يتمُّ حلُّ الصِّراع لصالحِ كلِّ الأطرافِ مِنْ دونِ أيَّةِ خسائرَ، لا أنْ يكونَ الانحيازُ بادياً للعيانِ وتتحوَّلَ صراعاتُ الدَّولتَينِ أو الدُّولِ إلى صراعاتٍ أكبرَ فيما بينَ الدُّولِ العظمى وبالتَّالي تدفعُ الدُّولُ المتصارعةُ الضَّريبةَ مرَّتَينِ، مرّةً لأنّها متصارعةٌ ومرَةً لأنَّ الدُّولَ العُظمى مُختلفةٌ مَعَ بعضِها على حصصِها، ممَّا ستربحُهُ مِنْ هذهِ الصِّراعاتِ وكأنَّ صراعاتِ البشرِ هي مشاريعُ اقتصاديّةٌ لهذهِ الدُّولِ والدُّولِ المتصارعةِ مجرّدَ حطبٍ للاحتراقِ، وعلى حسابِ الدُّولِ المغلوبةِ على أمرِها، ولهذا أرى أنَّهُ آنَ الآوانُ أنْ يبدأ المفكِّرونَ والمفكِّراتُ في العالمِ بتأسيسِ هيئاتٍ جديدةٍ في العالمِ، فأنا أرى الدُّولَ العظمى برمَّتِها فشلَتْ في تحقيقِ العدالةِ الإنسانيِةِ والمساواةِ وحلِّ النِّزاعاتِ بينَ الدُّولِ، بل أراها هي نفسُها بصيغةٍ ما سببُ هذهِ النِّزاعاتِ، خاصَّةً عندما تنحازُ لطرفٍ ضدَّ الآخرِ مِنْ دُونِ أيِّ حَقِّ، ولهذا أرى مِنَ الضَّروري والعاجلِ جدَّاً تأسيسُ نظامٍ كونيٍّ عالمي، هذا النَّظامُ الكوني تشاركُ فيهِ جميعُ الدُّولِ سواءً الآنَ مَن هي دولٌ عظمى مَعَ كلِّ دولِ العالمِ ويتمُّ تأسيسُ هيئةٍ عالميّةٍ جديدةٍ أسميتُها سابقاً في الكثير من طروحاتي هيئةَ السَّلامِ العالميّة وما يماثلُها، بحيثُ تكونُ مهمّةُ الهيئةِ العالميِةِ الجديدةِ منبثقةً وممثِّلةً عَنْ كلِّ دولِ العالم ويكونُ لديها توجُّهاتٌ إنسانيّةٌ وعادلةٌ ولصالحِ الإنسانِ ولصالحِ كلِّ دولِ العالمِ، بحيثُ يكونُ المشرفونَ والمشرفاتُ على المؤسّسة مِنْ كلِّ دولِ العالمِ ناهينَ كلِّياً مهام وموقع ودور الدُّول العظمى وتكونُ الهيئةُ الجديدةُ هي الهيئةُ العالميةُ للدِفاعِ عن حقوقِ الإنسانِ والبشرِ كلِّ البشرِ والدُّولِ كلِّ الدُّول، على أنْ  يكونَ لها صلاحيةُ التَّدخُّلِ بالقانونِ لإيقافِ أيِّ حربٍ وأي تعدٍّ على أيَّةِ دولةٍ، لا أنْ ينحازَ أيُّ طرفٍ إلى أيِّ طرفٍ آخرَ، فأنا أرى الواقعَ الرَّاهنَ وكأنَّ الكونَ ومنذُ قرونٍ مِن الزَّمنِ في حالةٍ أشبهَ ما تكونُ مافياتِ الحربِ ومافياتِ الرَّأسمال العالمي ومافياتِ المصالحِ وحيتانِ الحروبِ وقياداتِ الكونِ، وهذهِ القياداتُ هي قياداتٌ غدَّارةٌ وقاتلةٌ وفتَّاكةٌ ولم أرَها حلَّتْ أيّةَ مشكلةٍ في العالمِ إلّا بعدَ أنْ تمَّ تدميرُ الأخضرِ واليابسِ!  

أرى بحسبِ قراءَتي لما دارَ ويدورُ في العالمِ مِنْ صِراعاتٍ مُنذُ فجرِ التَّاريخِ وحتّى الوقْتِ الرَّاهنِ، أنَّ الصِّراعاتِ تزدادُ عُمقاً وعُنفاً وقتلاً ودماراً، ودائماً الدُّولُ الكبرى هي المتحكِّمةُ بالصِّراعاتِ والحروبِ وهي الأطرافُ المتصارعةُ، ولهذا لا بدَّ من إيقافِها عندَ حدِّها ولجمِها كلِّياً ضمنَ قوانينَ عالميةٍ جديدةٍ، بحيثُ تسيرُ البشريّةُ في حالةِ وِفاقٍ فيما بينَ دولِ العالمِ أجمعِ، لا أنْ تبقى في حالةِ صراعٍ مَفتوحٍ إلى ما لا نهايةٌ! فأنا أرى أنَّ بعضَ الصَّراعاتِ لا نهايةَ لها مَعَ أنَّ حلَّ الصِّراعِ يُمكنُ حلُّهُ بجلسةٍ واحدةٍ مِنَ الدُّولِ العظمى خاصَّةً عندما يكونُ هناكَ قانونٌ عاجلٌ يحكمُ الجميعَ ولصالحِ الجميعِ، بعيداً عن لغةِ المصالحِ ولُغةِ الحيتانِ الكبيرة، وأرى في هذا السِّياقِ لو استمرَّ الوضعُ على ما هو عليهِ وكأنّنا نعيشُ في حالةِ عصاباتٍ كونيّةٍ ومافياتٍ كونيّةٍ تتحكَّمُ بكلِّ دُولِ العَالمِ، فَهلْ نَحنُ في مجتمعٍ كونيٍّ قائمٍ على العصاباتِ وجشاعاتِ رأسِ المالِ؟! رأسُ المالِ مهمٌّ وحقوقُ الدُّولِ مهمَّةٌ والحرصُ والحفاظُ على اقتصادِها مهمٌّ ولكنِ الأهمُّ أنْ نكونَ عادلين في توزيعِ الاقتصادِ، ولو تمَّ تأسيسُ قوانينَ دولية فعالة وهيئاتٍ عادلةٍ وطُبِّقَتِ القوانينُ بدقَّةٍ وعدالةٍ ومساواةٍ، فإنَّ الاقتصادَ الكونيَّ يكفي للبشريّةِ ويزيدُ لأنَّ قسماً كبيراً مِنِ اقتصادِ الكونِ ذهبَ ويذهبُ هَدراً في الحروبِ والصِّراعاتِ والنِّزاعاتِ، ولكنْ في هذهِ الصِّراعاتِ هناكَ أطرافٌ متصارعةٌ تَربحُ على حسابِ قتلِ ودمارِ بشرٍ آخرينَ فما هذهِ الأرباحُ والانتصاراتُ عندما تكونُ قائمةً على جماجمِ بشرٍ آخرينَ، نحنُ كبشرٍ علينا أنْ نتعاملَ مَعَ بعضِنا كبشرٍ وكأنَّنا إخوةٌ في البشريّةِ، لا أنْ نتعاملَ كعداواتٍ وحروبٍ وصراعاتٍ وإلّا لا داعي لولاداتِ البشرِ ولا داعي للحياةِ ولا داعي للدولِ طالما أنَّ الكثيرَ مِنْ علاقاتِ الدُّولِ قائمةٌ على القتلِ والدَّمارِ والخرابِ، مَعَ أنَّ الدُّولَ العُظمى والهيئاتِ الدَّوليّةِ دَوّخونا بمنظّماتِ حقوقِ الإنسانِ والحرِّيّةِ والرَّأيِ والرَّأيِ الآخرِ والدِّيمقراطيّةِ ولكنْ على أرضِ الواقعِ هم بعيدونَ كلَّ البعدِ عَنْ كلِّ ما هو حقُّ وعدالةُ ومساواةٌ، إلّا إذا كانَ تحقيقُ هذهِ العدالةِ لصالحِ طرفٍ ضدَّ آخرَ وهذهِ العدالةُ المنحازةُ هي عدالةٌ مخرومةُ وأنا أطالبُ بإيجادِ حُلولٍ لها وذلكَ بإيجادِ هيئاتٍ جديدةٍ تحلُّ محلَّ الهيئاتِ القديمةِ والتي يبدو أنّها أصبحَتْ عتيقةً للغايةِ ولا تواكبُ تطوُّراتِ ومستجدَّاتِ حضارةِ العصرِ كما قلتُ ضمنَ عنوانِ البرنامجِ "عقمٌ حضاري يغلِّفُ خاصرةَ الكونِ"، ولا بدَّ مِنْ إزالةِ هذا العقمِ الحضاريِّ الَّذي يغلِّفُ خاصرةَ الكونِ بإيجادِ رؤيةٍ تنويريّةٍ كونيّةٍ عالميّةٍ جديدةٍ تنطلقُ مِنْ أصغرِ قريةٍ في العالمِ إلى كلِّ قُرى ومدنِ وعواصمِ ودولِ وقارَّاتِ الكونِ، وتسنُّ دساتيرَ وقوانينَ جديدةً لصالحِ البشريّةِ جمعاءَ، بحيثُ يكونُ هدفُها الأوَّلُ والأخيرُ هو القضاءُ على العنفِ والعنفِ المضادِّ، وإيقافِ الحروبِ والمنازعاتِ بينَ الدُّولِ والتَّركيزِ على السَّلامِ كحلٍّ أوحد ومهم في كلِّ الحُلولِ، بحيثُ تكونُ توجُّهاتُ علاقاتِ البلدانِ قائمةً على الحقِّ والعدالةِ والمساواةِ كما يراها أصحابُ الدُّولِ وليسِ كما يراها أصحابُ الحيتانِ الحاليونَ، فقد شبِعْنا مِنْ هذهِ التُّرَّهاتِ الَّتي نراها، وأستغربُ جدَّاً كيفَ يطاوعُ قلبُ أيَّ عاقلٍ على وجهِ الدُّنيا تحطيمُ وتدميرُ بنايةٍ على طفلٍ، على شيخٍ، على إنسانٍ! هذا برأيي جنونٌ حقيقيٌّ ومرضٌ وانفصامٌ في الرُّؤيةِ وهو جنوحٌ نحوَ الجنونِ وجنوحُ نحوَ خرابِ أخلاقيّاتِ البشرِ، وأندهشُ أيضاً عندما أرى موقفَ الهيئاتِ الدِّينيّةِ في العالمِ مِنْ كلِّ الأديانِ سلبيَّاً إلى حدٍّ بعيدٍ، فأينَ هو موقفُ المراجعِ الدِّينيّةِ في العالمِ بإيقافِ الحُروبِ والصِّراعاتِ، فأرى مواقفَها خجولةً وضعيفةً جدَّاً، فماذا قدَّمَتْ مِنْ حُلولٍ في الحربِ العالميّةِ الأولى والثّانية والّذي كانَ نتيجةَ الصِّراعاتِ الدِّينيةِ أصلاً؟! ومِنْ هذا المنظور أودُّ الوقوفَ سريعاً على ضُرورةِ تنقيةِ العلاقاتِ الدِّينيّة فيما بينَ الأديانِ والمذاهبِ والطَّوائفِ بحيثُ يصلُ الجميعُ إلى رؤيةٍ توفيقيّةٍ إنسانيّةٍ تُناسِبُ روحانيّةَ وأخلاقيّاتِ الأديانِ بشكلٍ صافٍ صفاءَ السَّماءِ وربَّ الأعالي الَّذي يوجِّهون أنظارَهم إليهِ، أو على الأقلِّ لا يكونونَ سبباً في شنِّ الصِّراعاتِ وأغلبُ الصِّراعاتِ الكونيّة هي صِراعاتٌ دينيّةٌ ومذهبيّةٌ وطائفيّةٌ في الكثيرِ مِنْ بواطنِها، وهكذا يجبُ أنْ نحُلَّ مشاكلَ البشرِ بعيداً عَنْ الانحيازاتِ الدِّينيّةِ والقوميّةِ والقارِّيةِ ونركِّزُ على الإنسانِ كإنسانٍ، وكُلُّ مَنْ يؤمنُ بهذا الاعتقادِ أو ذاكَ، فليؤمنْ لكنْ شريطةَ أنْ لا يكُنَّ العداءَ لطرفٍ آخرَ، وأودُّ الإشارةَ إلى أنَّ ما يجمعُ البشريّةَ هو إنسانيّةُ الإنسانِ وليسَ الأديانُ أو الأوطانُ أو المذاهبُ أو اللُّغاتُ أو القوميّاتُ، لأنَّهُ عندما يركِّزُ كلٌّ مذهبٍ ودينٍ وطائفةٍ وقومٍ وبلدٍ على نفسِهِ، يخلقُ صِراعاً مَعَ غيرِهِ، وعلينا أنْ نتعاملَ مَعَ بعضِنا كبشرٍ ونتركَ اعتقاداتِنا كحالاتٍ فردانيّةٍ خاصَّةٍ فيما يتعلقُ بالأديانِ، طبعاً الكثيرُ سيعتبرُ طُروحاتي هي طروحاتٌ طوباويّةٌ مثاليّةٌ غارقةٌ في الخيالِ، ولكنْ هذهِ الطروحاتُ الغارقةُ في المثاليّةِ والطُّوباويّةِ قابلةٌ للتحقيقِ عندما يتمُّ تَبنّى هذهِ الرُّؤية ويتمُّ تأسيسُ مؤسَّساتٍ عالميّةٍ تُديرُ هذا الكونَ بشكلٍ عادلٍ وضُمنَ دساتيرَ وقوانينَ تضبطُ كلَّ الصِّراعاتِ، ولا بدَّ مِنَ الوقوفِ بكلِّ حَزمٍ ونتساءَلُ كَمْ تكلِّفُ الأسلحةُ في العالمِ على البشريّةِ وكمْ تؤثِّرُ على علاقاتِ الدُّولِ، خاصَّةً عندما يكونُ لدولةٍ ما ترسانةٌ مُرعبةٌ مِنَ الأسلحةِ الفتَّاكةِ وصورايخُ عابرةٌ للقاراتِ وسُفنٌ تحملُ أطناناً مُرعِبةً مِنَ الطَّائراتِ والصَّواريخِ وكلُّ هذهِ الأسلحةِ وهذا التَّركيزُ الخياليُّ على تطويرِ الأسلحةِ، أليسَ مُخطَّطاً لهُ الوقوفُ في وجهِ دُولٍ قويَّةٍ أخرى، وبالتَّالي الدُّول الأخرى تركِّز بدورِها على صِناعةِ أسلحةٍ أكثرَ فتكاً، ونكونُ بهذهِ الحالةِ إزاءَ صِراعٍ كونيٍّ في صناعةِ أسلحةٍ تُبيدُ البشرَ، وهناكَ مَنْ يُهدِّدُ باقتلاعِ عواصمَ ودولَ بصاروخٍ عابرٍ للقارَّاتِ والدُّولِ، وهناكَ مَنْ يهدِّدُ بإبادةِ دُولٍ برمَّتِها عَبرَ صاروخٍ مِنْ صواريخِها، والسُّؤالُ لماذا نطرحُ هذهِ الرُّؤيةَ العدوانيّةَ، ألَا يفكِّرُ هذا الَّذي يطرحُ هذا الطَّرحَ وهو رئيسُ دولةٍ أنَّهُ يهدِّدُ دُولاً برمَّتِها أليسَ مِنَ الغباءِ الإنسانيِّ أنْ يصلَ الإنسانُ إلى مرحلةِ تهديدِ دُولٍ برمَّتِها؟! طيّب إذا كانَتْ دولةٌ ما مُختلِفةً سياسيَّاً مَعَ دولةٍ ما أخرى، ما ذنبُ مواطني هذهِ الدَّولةِ أو تلكَ كي تُبادَ عَنْ بِكرةِ أبيها؟! الجوابُ كلُّ رئيسِ دولةٍ في العالمِ مهما كانَتْ دولتُهُ قويةً ومتقدِّمةً، يهدِّدُ دولةً أخرى بهذهِ الطَّريقةِ هو رئيسُ ودولةٍ خارجةٍ عَنِ القانونِ ورئيسُ هكذا دولةٍ غيرُ جديرٍ بقيادةِ دولةٍ، لأنَّهُ عندما يهدِّدُ بتدميرِ دولةٍ برمَّتِها، سنجدُ مَنْ يتعاطفُ ويتضامنُ مَعَ الدُّولِ المنكوبةِ ويقومُ هوَ الآخرُ بتهديدِ الدَّولةِ المعتديةِ، وبالتَّالي نكونُ في حالةِ صِراعٍ لا نهائيٍّ. وكلُّ هذهِ الصِّراعاتُ برأيي ناجمةٌ عَنْ حالاتٍ مرضيَّةٍ في نفوسِ البشرِ  وخاصَّةً هذهِ الدُّولُ الَّتي كلُّ همِّها هو السَّيطرةُ على الدُّولِ المَغلوبةِ على أمرِها أو على الدُّولِ الأخرى القويّة فالصِّراعُ القائمُ بينَ البشرِ هو صِراعٌ أزليٌّ، نعم، ولكن علينا كبشرٍ أنْ نستفيدَ مِنْ صِراعاتِنا المجنونةِ على مدى مَلايينِ السِّنينَ التي مرت على البشرية أن نفهم وبعدَ كلِّ هذا التّقدمِ التِّكنولوجيِّ والتَّقدمِ العلميِّ والفكريِّ والحضاريِّ، علينا أنْ نستفيدَ مِنْ حضاراتِ البشريّةِ بحيثُ نخدمُ الإنسانَ ونتجنَّبُ الصِّراعاتِ والأرضُ تكفي لجميعِ البشرِ بلْ تزيدُ، لأنَّهُ دائماً تأتي أجيالٌ وتذهبُ أجيالٌ عبرَ الولادةِ  والموتِ، وتحليلٌ بسيطٌ يؤكّدُ دقّةَ ما أقولُ، أنا في السُّويدِ مُنذُ قرابةِ ثلاثٍ وثلاثينَ 33 سنةً، وعددُ سكَّانِ السُّويد ما بينَ 9 – 10 ملايينَ نسمة، والسُّويدُ جغرافيَّاً هي أكبرُ مِنْ ألمانيا، وتستوعبُ 100 مليون نسمة لو تمَّ استغلالُ جغرافيّةِ وأرضِ السُّويدِ، أينَ هي مشكلةُ الأرضِ والمساحةِ ويمكنُ للسويدِ ولأيَّةِ دولةٍ فقيرةٍ أو غنيّةٍ أنْ تقومَ بمشاريعَ لها أوَّلٌ وليسَ لها آخرُ، بحيثُ يعيشُ على أرضِها أضعافُ ما عليها، لكنَّ الحروبَ والصِّراعاتِ تجعلُ الدُّولَ بعيدةً عَنِ مسارِ التَّطويرِ وتخطِّطُ طوالَ الوقتِ بكيفيّةِ الحصولِ على السِّلاحِ وإعلانِ الحُروبِ، والتَّخطيط لمشاريعَ عنفيَّةٍ للوقوفِ في وجهِ الخُصومِ والأعداءِ! وهنا أودُّ أنْ أُشيرَ إلى سؤالٍ مُهمٍّ: لماذا أرى في الإنسانِ الآخرِ عَدوَّاً لي، و لماذا لا أعتبرُهُ  مُختلِفاً معي في الرَّأي في عدَّةِ مواضيعَ، وأحاورُهُ ويحاورُني ونحلُّ مشاكلَنا ونعيشُ كبشرٍ في سلامٍ ووئامٍ مع بعضنا؟! ما فائدةُ الحروبِ وما فائدةُ الخلافاتِ بينَ أخٍ وأخيهِ، وبينَ أخٍ وأختِهِ، وبينَ أبٍ وابنِهِ،  وبينَ ابنٍ وأمِّهِ، مروراً بخلافِهِ مَعَ أهلِهِ مِنَ الفرعِ الثَّاني والثَّالثِ ومَعَ جارِهِ، مُروراً بالخلافِ الدِّيني والطَّائفي والمَذهبي والقومي، وأرى كلَّ الخِلافاتِ ضرباً مِنَ الغباءِ المُميتِ ويجبُ إخضاعُ كلِّ الخِلافاتِ إلى قوانينَ ابتداءً مِنَ الخِلافِ الأُسروي ومروراً بكلِّ خِلافاتِ الكونِ، بحيثُ تكونُ القوانينُ هي الحَكمُ الفصْلُ في هذهِ الخِلافاتِ، على أنْ تكونَ القوانينُ عادلةً ومُنصِفةً لكلِّ الأطرافِ والأفرادِ والدُّولِ والقارَّاتِ، في هذهِ الحالةِ سيعيشُ المرءُ في أسرتِهِ وطائفتِهِ ومذهبِهِ ووطنِهِ وقارَّتِهِ وفي العالمِ بأحسنِ حالٍ، وستكونُ البشريَّةُ في بحبوحةٍ وحالةِ هناءٍ ما بعدَهُ هناءٌ! والسُّؤالُ البسيطُ، كيفَ يُمكنُ أنْ تتحقَّقَ هذهِ الطُّموحاتُ لمَحْقِ هذا العُقْمِ الحضاريِّ الَّذي يغلِّفُ خاصرةَ الكونِ؟! إنَّهُ سيتحقّقُ بالإرادةِ الطَّيبةِ وقبولِ الآخرِ والنَّظرِ إلى بعضِنا بعضاً كبشرٍ ومِنْ حقِّنا أنْ نعيشَ سواسيةً، بعيداً عَنِ اسْتغلالِ أيِّ واحدٍ للآخرِ، وإلّا سنسيرُ في مَتاهاتٍ، وسنمرُّ في ظُروفٍ نتمنَّى لو أنَّنا لَمْ نُخلقْ فيها على وجهِ الدُّنيا، لِمَا نراهُ مِنْ قُبْحٍ وعُقْمٍ حضاريٍّ على مَدى آلافِ السِّنينَ!!

ويبقى السُّؤال مفتوحاً: إلى متى سيسكتُ ويصْمتُ المفكِّرُ والفيلسوفُ والباحثُ والسِّياسيُّ البارعُ، والمبدعُ الخلَّاقُ عمّا يراهُ متفشِّياً في عالمِ اليومِ، مِنْ عُقمٍ حضاريٍّ يُغلِّفُ خاصرةَ الكونِ؟! 

سؤالٌ مُوجّهُ للبشرِ كلِّ البشرِ الآنَ وفي كلِّ آنٍ وإلى الأبدِ!

فهَلْ وصلَ المِرسال؟!


ستوكهولم: 18. 12. 2023

 صبري يوسف 

أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم

وتضمّن العدد المحاور المحاور التالية: 

باب الحوار، وشارك فيه الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين التالية: 

حوار صبري يوسف مع الأديبة والنّاقدة الجزائريّة نوميديا جروفي حول تجربتها الأدبية، حوار صبري يوسف مع الشَّاعر والنَّاقد لقمان محمود حول تجربته الشّعرية والأدبيّة، حوار الكاتب نصر محمّد مع الشاعر والنّاقد السُّوري الكردي المغترب لقمان محمود، حوار صبري يوسف مع الفنَّانة التَّشكيليّة السُّوريّة ميمونة ديب، حوار الكاتب والنّاقد أسامة غالي مع الناقد العراقي حاتم الصكر: [النخبوية هي قدر الشعر]، حوار باسم سليمان مع الرِّوائيّة الكويتيّة عائشة عدنان المحمود حوار الناقد حسن ميرزا محمود مع الروائي والمسرحي تحسين كرمياني، حوار الكاتب عبدالرحمن محمّد مع الأديب والفنَّان التَّشكيلي السُّوري صبري يوسف، حوار النَّاقد والكاتب صفاء الصَّالحي مع الرِّوائي والتّشكيلي العراقي د. شاكر نوري، حوار الناقد والكاتب صفاء الصالحي مع القاص والشاعر العراقي صلاح زنكنه، حوار الشاعر والنَّاقد عذاب الركابي مع  الشاعر والكاتب العراقي هادي الحُسيني، حوار الناقدة الجزائرية زهرة بن يمينة مع الشَّاعر والكاتب العراقي باسم فرات، حوار الأستاذ غيفارا فارس معو مدير مجلة هيلما الأدبية مع الأديب السُّوري جورج عازار 

حوار الكاتب اللِّيبي مهند سليمان مع الشاعرة أميلة النيهوم. 

وفي باب حوار حول السَّلام العالمي، أجرى المحرِّر صبري يوسف الحوارات التالية:  

حوار مع الكاتبة والإعلاميّة اللّبنانيّة لورا مقدسي، حوار مع الكاتب والباحث المغربي سعيد البهالي، حوار مع الكاتبة والشاعرة اللّيبية أميلة النيهوم، حوار مع الشَّاعرة والكاتبة الأردنيّة أمل حسن، حوار معَ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري جاك إيليا، حوار مع الأديبة المصريّة شروق لطيف، حوار مع الشاعرة والكاتبة المصرية منى فتحي حامد، حوار مع الشَّاعرة والرِّوائيّة السُّوريّة ريما آل كلزلي، حوار مع الكاتبة والشاعرة المغربية سعيدة الرغيوي، حوار مع القاص والشَّاعر السُّوري جورج عازار، حوار مع الشاعرة الفلسطينية هتاف عريقات 

حوار مع الفنّانة التّشكيليّة العراقيّة لينا الفرحان، حوار مع الشَّاعرة والمترجمة اللّبنانيّة تغريد بو مرعي، حوار مع الشَّاعرة والقاصَّة السّوريّة الكرديّة فدوى الكيلاني، حوار مع الروائي السُّوري محمّد فتحي المقداد، حوار مع القاص والكاتب التُّونسي سمير بيّة، حوار مع الشّاعرة السُّورية نرجس عمران، حوار مع الفنّان التَّشكيلي السُّوري مارسيلين إيليا، حوار مع الشاعرة السُّورية زوات حمدو، حوار مع الفنَّان التشكيلي السُّوري الكردي شيروان يوسف، حوار معَ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري راينر غرير، حوار مع الشّاعرة السُّوريّة الكرديّة ليلى مراد. 

وشارك في باب الشعر الشعراء والشاعرات التالية:  

قصائد للشاعر السُّوري القس جوزيف إيليا، قصيدة للشاعرة المغربيّة د. أسماء غريب، قصائد للشاعر السُّوري جميل داري، قصيدتان للشاعر العراقي عدنان الصائغ، قصائد للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، قصائد للشاعر العراقي صلاح فائق، قصائد للشاعرة والأديبة العراقيّة وفاء عبدالرّزاق، قصائد للشاعرة اللّبنانيّة دورين نصر، قصائد للشاعرة اللّبنانية حياة قالوش، قصائد للشّاعرة اللّبنانيّة لورا مقدسي، قصائد للشاعرة التُّونسيّة فاطمة حافظي، قصائد للشاعرة المغربيّة زهرة الطَّاهري، ثلاث قصائد للشاعرة السُّعوديّة فايزة سعيد، قصائد للشاعرة السُّورية ليلى غبرا، قصائد للشاعرة السُّورية الكردية ميديا شيخة، قصائد للشاعرة السُّورية ريما آل كلزلي، قصائد للشاعر الأردني عاطف الدرابسة، قصيدة للشّاعر والنَّاقد السوري الكردي لقمان محمود، قصيدتان للشاعرة التُّونسيّة ريم القمري، قصائد للشاعرة اللّبنانيّة ندى الحاج، قصائد للشاعر الكردي خضر سلفيج، قصائد للشاعرة السُّورية الكرديّة نارين عمر، قصيدتان للشاعرة السُّوريّة الكرديّة، نرجس اسماعيل، قصائد للشاعرة والكاتبة اللِّيبية أميلة النَّيهوم، قصيدتان للشاعر السُّوري جورج عازار، نوتردام .. أواهٍ ما هذا الاشتعال؟! أنشودة الحياة – الجزء الثّامن عشر، للشاعر صبري يوسف.

وفي باب الدراسات قدَّم المحرر صبري يوسف 31 قراءة عن 31 قصيدة من قصائد الشاعر القس جوزيف إيليا بعنوان: حداثويّة الشِّعر الموزون والتَّفعيلة: الشّاعر القس جوزيف إيليّا أنموذجاً، بقلم صبري يوسف. 

وفي باب القصّة شارك القاصين والقاصات التّالية: 

قصص للقاص العراقي هيثم بهنام بردى، قصّة قصيرة للقاص العراقي إبراهيم سليمان نادر، قصّتان للقاص اللّيبي د. عمر بن ناصر حبيب، قصص قصيرة للقاص السّوري فريد مراد، القاصة والرِّوائية السُّورية الكرديّة نارين عمر، ثلاث قصص للقاص السُّوري جورج عازار، قصّة قصيرة للقاصة المغربية سعيدة الرغيوي، جنون لذيذ، كيفَ أكتبُ قصصي؟! بقلم: صبري يوسف، قصص قصيرة للقاص السُّوري صبري يوسف. 

وفي باب الدراسات: قدّمت د. أسماء غريب، دراسة موسّعة بعنوان: المِطْرَقَةُ والهُدْهُدُ سِحْر السَّرد في روايات لينا هويان الحسن. د. أسماء غريب، أديبة ومترجمة، باحثة روائية وناقدة أكاديميّة. السيرة الذاتية.

وقدَّم صبري يوسف 12 نصا تحت عنوان: أسماء غريب مبدعةٌ مجبولةٌ ببركاتِ الأرضِ والسماء، نصوص مستوحاة من عوالم وفضاءات المبدعة أسماء غريب، نصوص ومقالات من كتاب تجلِّيات الخيال 5.

محاورة في فضاء الرؤية النَّقديّة التَّحليليّة بين صبري يوسف والمبدعة د. أسماء غريب حول "كيفيّة انبعاث تدفُّقات الشِّعر". 

وفي باب المقال تم نشر المقالات التالية: مقالات للكاتبة والباحثة السَّوريّة البروفيسور ريم شطيح، إعداد النّاقدة المغربية سعيدة الرغيوي، مصطفى ملح شاعر يحتفي بالشعر من خلال السَّرد والتخييـل، الشاعر والناقد المترجم الليبي الدكتور نورالدين محمود سعيد، على سبيل الملاحظات فقط، رسالة بولس الرَّسول وثمار الروح، مقال للكاتب جورج عازار، صيادُ الَّلون السَّاحر، تحية حُبٍ إلى الشَّاعر الكبير سُليمان العيسى/ مقال للكاتب جورج عازار، قراءة في قصيدة الشّاعر إيليّا أبو ماضي، مقال بقلم د. كميلة إيليّا شمعون.  

وفي باب النّقد في فضاء التّشكيل: قدَّم النّاقد والكاتب غريب ملَّا زلال ملفَّا تحت عنوان: تقاسيم تشكيلية، إيقاعات .. إضاءات، (الجزء 13)، عن الفنانين والفنانات التالية: 1. بهرام حاجو بين زمن الرماد والرنين المقدس، 2. مارسيلين إيليا يواصل تفاعله مع المسافات في ضوء صورها البصرية 3. الفنان التشكيلي غسان جعفر والحالات المرتبطة برؤيته العامة 4- الفنّانة التشكيليّة سمر دريعي بحساسية تنطح الريح وتلامس ألم الحياة وأملها 5. الفنّان التشكيلي فريد شنكان يستشف ضفائر رؤيته من شغفة بالتخيٌل، 6. ربا مروان الهدير المكتوم تقشر الوقت من عقاربه، 7. سليمان شيخو يترك الأقنعة وينخرط سريعاً في المباشرة

8. غسان نعنع بصدد تحويل عمله الفني إلى عمل حكائي ينطبع بجانب وفير من الخيال 9. حسين عبدالكريم ينزع عن الزمن أفقه الهارب 10. مصطفى شيرزاد يمتطي أحصنته ويمضي باحثاً عن سماء تليق به 11. ملك مختار تهيمن على أفقها الجديد بحضور متصاعد 12. عمار شوا وإمتلاكه لرؤية حسية بصرية غير عادية 13. ألوان شبلي سليم تكاد تكون سجلاً لإحساساته 14. محمد حسن خطاب في حالة من السعي الدائم، السعي الذي لا ينحصر في حلقة مغلقة 15. لوسي مقصود ومشهدها الفني الذي يكسوها مسحة جمالية تتواءم مع رؤى وأفكار متلقيها.

وفي باب التّشكيل الفردي شارك فيه كل من الفنانين والفنانات التالية:

 1ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري نزار صابور 2ـ الفنّان التّشكيلي السُّوري يعقوب جوخدار 3ـ الفنّان التّشكيلي السٌّوري الكردي عبدالسَّلام عبدالله 4ـ الفنّانة التَّشكيليّة السُّوريّة فاطمة إسبر 5ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري سرور علواني 6ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري كابي سارة 7ـ الفنّانة التّشكيليّة السُّوريّة أنديرا إيليّا 8ـ النّحات الهندي شارما غانيش Sculptor Sharma Ganesh  9. الفنّانة التَّشكيليّة السُّورية فيفيان الصّايغ 10. الفنّانة التّشكيليّة المكسيكيّة مارلين باسيني Marlene Pasini 11ـ الفنّان التَّشكيلي السُّوري راينر غرير 12. الأديبة والمترجمة والناقدة والفنّانة التَّشكيلية المغربيّة د. أسماء غريب 13. الفنّان التّشكيلي السّوري زافين بردقجي 14ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري عبدالقادر الخليل 15ـ الفنّان التَّشكيلي الفلسطيني نضال عبدالهادي 16ـ الفنّان التّشكيلي الفلسطيني أديب خليل 17ـ الفنّانة التّشكيلية السُوريّة سلوى الصَّغير 18ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري بهجت داهود 19ـ الفنَّانة التَّشكيليّة المصريّة هنا حلمي 20ـ الفنَّان التَّشكيلي العراقي شاكر نوري 21. الفنَّان التّشكيلي السُّوري فؤاد نيسان 22. الفنَّان التَّشكيلي الألبناني شفقت أڤدوش أميني 23ـ الفنان التشكيلي السُّوري الكردي شيروان يوسف 24ـ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري سمير ظاظا 25ـ الفنّان التّشكيلي العراقي عماد زبير 26ـ ومثلما استهلَّ المجلة اختتمها المحرِّر الأديب والتَّشكيلي السُّوري صبري يوسف. 


ستوكهولم: 22. 12. 2023 

صبري يوسف

أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم



CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق