عام 1924 أطلّ موسى إلى الحياة من أبوين تقيين هما المرحومان أنطونيوس ووديعة أنيسه. كان والده يومذاك من أشهر نجاري لبنان، فلقد أتقن مهنة القديس يوسف النجّار ربّ العائلة المقدسة، ليؤسس هو أيضاً في بلدة مجدليا ـ قضاء زغرتا عائلة مقدسة، كان فقيدنا الغالي موسى وحيدها بين ثلاث بنات هنّ ماري وحوّا وتراز.
وكبر موسى، ولمع نجمه، فأتقن عدّة لغات عالمية، ليصبح المترجم لكل من يقصده، فلا يرد طلباً لأحد على الاطلاق، دون أن يتقاضى أجراً على ذلك.
وبسبب اتقانه للغة الانكليزية حصل على وظيفة محترمة في شركة آي بي سي للبترول، فكان الموظف الأمين النشيط إلى أن تقاعد كلياً عن العمل.
وما أن تأسست بلدية مجدليا حتى انتخب بإجماع أهالي قريته عضواً فيها، بعد أن كان عضواً اختيارياً أيضاً.
أحب الطبيعة وأحبته لدرجة لم يفارق حديقته الغنّاء المثمرة إلا عندما زارنا في أستراليا مرتين لتفقّد إبنيْه طوني وكرلوس وعيالهما وباقي الأهل. فأعجب كثيراً، باخضرار هذه البلاد وبنظامها، وأطلق عليها لقب "الجنائن المعلّقة".
موسى أنيسه، إبن مجدليا البار، كان المثل الأعلى لكل من عرفه، فلقد كان رحمه الله والداً حنوناً، وأخاً مخلصاً، وجاراً كريماً، وصديقاً وفياً، تاجر بوزناته فربح أضعاف الأضعاف.
ويوم الأحد الماضي تناول عشاءه وشرب فنجان قهوته وذهب إلى فراشه لينام دون أي عارض صحي، ولكن الله ناداه ليدخل فرح سيّده.. كيف لا، وهو الانسان التقي الورع المحب. رحم الله أخانا موسى أنيسه وأسكنه فسيح جناته.
مجلة "الغربة" تعيد نشر لقاءها بالفقيد الغالي كي تبقى ذكراه خالدة أبد الدهر
0 comments:
إرسال تعليق