آمال عوّاد رضوان تحاور الفنّانة جهينة حبيبي

من هي جهينة حبيبي؟

الفنانة التشكيليّة جهينة حبيبي ولدت في 1-9-1947، ترعرعت في حيفا والناصرة، وعام 1981 التحقت بكليّة أورانيم لدراسة الفنّ في قرية طبعون الجليل، ومنذ عام 1985 تُدرّس تاريخ الفنّ والرّسم والنّحت، تنحتُ بالطين، وترسم بألوان الزيتِ وبتقنيّاتٍ وأساليبَ متنوّعة، رسمت كتبَ في أدب الأطفال، ولها مجموعة من ثماني قصص.

ما هي المعارض التي شاركت بها على الصعيدين المحلي والدولي؟

شاركت بعدّة معارض مشتركة:

1987- القدس - مؤتمر القدس للفولكلور الفلسطيني،1990- الناصرة-: معرض في المركز الثقافي الفرنسي،1991 – القاهرة - معرض لفنانين فلسطينيين، 1994 – القدس - المركز "الواسطي " للفن،

1995- حيفا - بيت الكرمة،1996 – تل أبيب - بيت الفنان، معرض لفنانات عربيات،

1997 – إنجلترا - معرض لفنانات فلسطينيات و يهوديات، 2000 – القدس - المسرح البلدي "أمنيمتا" نساء رسامات ونحاتات، 2001 – حيفا - بيت المعلمين العرب، 2003 – الناصرة - المركز الثقافي البلدي، 2003 – قطر - معرض جماعي، 2005- معرض متنقل – ستة مدن في البلاد – "الشبكة الديموقراطية الشرقية"، 2006 – رام الله – تشاكيل – "كل فلسطين"، 2007 – تل أبيب – برعاية القنصلية الأسترالية وجيفعات حبيبة، 2009 – بيت الكرمة – حيفا معرض جماعي "قصة من وراء الإبداع"،

2009 – 2008 – اشتراك بمعارض جماعيّة مختارة من قبل "إبداع" في مركز إبداع كفرياسيف،

2010 – معرض "كفى" في جاليري إبداع – كفرياسيف.

ما هي المعارض التي شاركت بها على الصعيدين المحلي والدولي؟

معارض شخصيّة :

1989 الناصرة: المركز الثقافيّ البلديّ، 1998 الناصرة في المركز الثقافي البلدي، 2009 حيفا: "فتوش".


رسمت جهينة حبيبي قندلفت لوحة أبناء إبراهيم، هل لاقت دعوتك للسّلام عبْر الفنّ صداها بين الجمهور؟

أنا أحاول في لوحاتي أن أعملَ مواجهةً بينَ الماضي البعيدِ والواقع الموديرني المملوءِ بالتعقيدات، وبرنامجي في أعمالي للمستقبل سيكون في هذا الاتّجاه.

عندما أستمع للأخبار باللغة العبريّة، تظهر أمامي الكلماتُ العبريّة، وبعقلي اللاّواعي أجد لها كلماتٍ مرادفةً بالعربيّة، من ذات الأصل وذاتِ الشّرش والجذر.

أمثلة: (عولام): عالم، (إيرتس): أرض، (ملحماه): ملحمة، (زِعقاه): زعقة، (حاي): حيّ، (ميت): ميت، (أهاف): أحبّ، ومئات الكلمات المترادفة التي تدلّ وتُثبتُ أنّه عندما تكوّنت اللغةُ في الزّمن القديم ما قبلَ تدوين التاريخ، كنّا نعيشُ سويّةً العربُ والعبريّين مع بعض وعلى نفس الأرض وما زلنا على نفس الأرض، وأسأل دائمًا، لماذا كلّ هذا العراك وهذه العداوة وكلنا إخوة، وشعوب العالم إخوة في هذا العالم، الذي أصبح في العصر الحديث كأنّه قرية واحدة؟

كنّا في هذه المنطقه الصّغيره من العالم منذ فجرِ التاريخ، ومنذ بدايةِ تعبير الإنسان عن احتياجاتِهِ ومشاعرِهِ ومخاوفِه، كنّا مع بعض، فحتى متى هذا التناحر والعداوة ودائرة الدم؟

هذه اللّوحة عُرضت في عدّةِ أماكن، منها في معرضٍ مشتركٍ في تل- أبيب، وقد لاقت تقديرًا واهتمامًا بالغيْن.

معرضك الاخير ضم لوحات مستوحاة من اشعار محمود درويش وقصائده ماذا ارادت جهينة أن تقول ،او ما هي الرسالة التي تضمنتها هذه اللوحات؟

في بعض لوحاتي: لقد استعملت بعض الجمل من أشعار درويش في ثلاث من لوحاتي، ومحمود درويش حالة شعرية خاصة، ومستحيل أن تتكرر، كمثل "المتنبي".

"سأصيرُ يومًا ما أريد/ سأصيرُ يومًا فكرةً لا سيف، يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب.

كبرنا أنا وجميل بثينة كل على حدة/ في زمانيْن مختلفيْن/ هو الوقت يفعل ما تفعل الشمسُ والرّيح/ يصقلنا ثم يقتلنا. وتستحمّ الغزالة في نبعها المتدفق من ذاتها".

ومِن هذه الجُملِ استلهمتُ لوحاتي الثلاث.

ما تأثيرُ البيتِ على فنّ جهينة حبيبي سابقًا ولاحقًا؟

بالطبع كان للبيت الذي تربيت فيه أكبر تأثير على نفسي وعلى أعمالي، فالوالد إميل حبيبي كان أبًا وإنسانًا بكل معنى الكلمة، إنسانًا حسّاسًا، أبًا مُحبًّا رقيقًا، علّمَنا كيف نتواضعُ وكيف نتسامح، وعلمَنا أن نُحبّ لغيرِنا كما نحبُّ لأنفسِنا.

كنتُ ألاقي تشجيعًا وتقديرًا كبيرَيْن من الوالد، وكان يُؤمنُ بقدرتي على الإبداع والفن. في بداياتي عندما ابتدأت بالدّراسةِ في كليّةِ الفنون في "أورانيم"، كانت هذه الكليّة تبعدُ عن الناصرة 30 دقيقة سفر، وكنت متزوّجة ولديّ أربعة أطفال أكبرُهم عمرُه 12 سنة، وأصغرُهم عمرُهُ سنتين، وكان يجب عليّ أن أغيّرَ وأبدّلَ حافلتين (باصيْن) حتى أصلَ إلى الكليّة، فكان أبي يأتي يوميًّا في الصّباح إلى بيتي في منطقةٍ تبعد عشر دقائق عن بيتِ والديّ، لكي يأخذني معه في السّيارة ويوصلني إلى الكليّة في طريقِهِ إلى عملِهِ في جريدةِ الإتحاد في حيفا. وقد استمرّ هذا لمدّة سنتيْن، إلى حين أن أصبحَ هنالك باصٌ مباشرٌ يأخذ الطلاّبَ إلى الكلّيّة.. تعلّمتُ منه المثابرة، الإيمان بالذات، القوّة، الثقة بالنفسِ والإبداع.

كونك ابنة الكاتب القائد إيميل حبيبي.. هل أثّرَ هذا على استقلاليّةِ إبداعِكِ، أم أنّ هناك شيئًا ما يجعلك راضية عمّا وصلتِ إليه؟

ظلّ والدي حيًّا في قلبي وفي روحي بعدَ وفاتِه، أستمدُّ منهُ نفسَ الطاقةِ ونفسَ الوهج، أُكلّمُهُ في داخلي وأطلبُ بركتَهُ بعدَ بركة الله عزّ وجلّ.

أقول بصراحة؛ أنا لا أحبّ الحديثَ الكثيرَ عن نفسي ولا عن أعمالي، وقد جرَرتِني لشيءٍ لا أرتاحُ له. أنا أتركُ ريشتي أن تتكلّمَ عنّي، وأتركُ المتلقّي أن يتأثّرَ بأعمالي حسبَ شعورِهِ هو وأحاسيسِهِ هو، فأنا لا أحبّ أن أُملي أفكاري وآرائي على أحد.



كعضوةٍ في مؤسّسةِ إبداع، كيف تُقيّمينَ تجربة المرأة في الفنون بشكلٍ عامّ، وبالفنّ التشكيليّ بشكلٍ خاصّ؟

في الوقتِ الحاضر أرى أنّ النّساءَ المبدعاتِ في الفنّ التشكيليّ أصبحَ لهنّ دورٌ كبير في هذا المجال، وظهرَ عددٌ كبيرٌ مِن الفنّاناتِ في مجتمعِنا، وأرى التقديرَ والإعجابَ بأعمالِهنّ التي لا تختلفُ عن أعمالِ الرّجال، وإن كانت هنالك معالجاتٌ واهتماماتٌ لمشاكلَ نسائيّةٍ في هذه الأعمال، التي لا تظهرُ في أعمالِ الفنّانينَ الرّجال، وأرى أنّ عددَ الفنّاناتِ المبدعاتِ في تزايدٍ مستمرٍّ، حيث أصبحَ يُوازي عددَ الرّجال وربّما أكثر.

هل اقتصرت موهبة جهينة على الرسم أم ان لك محطات اخرى؟

علّمتُ الفنّ التشكيليّ في عدّةِ مدارس في الناصرة لمدة 27 سنة، وأُصادفُ العشراتِ مِن تلاميذي الذين يتذكّرونني في هذا المجال.

وبعد هذا المشوار الحافل ما هي خططك المستقبلية؟

الآن أنوي أن أتفرغ للفن وبإذن الله سأقيم جاليري لعرض لوحاتي في المستقبل القريب وشكرا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق