حفل تكريم الطلاب المتفوقين في مدارس زغرتا الزاوية

الغربة ـ فريد بو فرنسيس
بدعوة من كاريتاس لبنان إقليم زغرتا الزاوية والجمعية الثقافية التربوية في زغرتا الزاوية، تمّ تكريم التلامذة المتفوقين في مدارس زغرتا الزاوية، خلال حفل اقيم على مسرح مدرسة الراهبات الأنطونيات الخالدية – زغرتا. وقد حضر الحفل المحامي الأستاذ فادي ابراهيم الأمين العام لكاريتاس لبنان ممثلاً رئيس كاريتاس لبنان الخوري سيمون فضول، مدير عام رابطة كاريتاس الأستاذ جورج خوري، منسقة أقاليم كاريتاس في الشمال السيدة ماري روز عبدالله، رئيس المجلس الثقافي الأستاذ طنوس الدويهي والهيئة الإدارية والأعضاء، رئيسة إقليم كاريتاس زغرتا - إهدن الآنسة أنطوانيت بلعيس والأعضاء، رئيسة مدرسة الأنطونية الخالدية الأم بازيل صيّاح، عدد من الآباء الكهنة والراهبات ومدراء مدارس ومعاهد زغرتا - الزاوية والأهالي والطلاب المتفوقين.
استهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ومن ثمّ نشيد كاريتاس فكلمة عريف الاحتفال الأستاذ شربل فرنسيس. ثمّ كانت كلمة أمين عام كاريتاس لبنان الأستاذ فادي ابراهيم الذي قال:  "إنّ هذه المنطقة العزيزة، منطقة جسّدت لبنان فعلاً وممارسة بتعدّديتها، وهي ميزة طالما طبعت لبنان فتفرّد وتخطّى جغرافية المكان ليضحى وطن رسالة تعايش وألفة لمحيطه والعالم... وبالتالي وطنًا للنسور... حدود السماء." لااضاف "هذه التعددية هذه، ليست قافية فولكلورية نستعين بها في الحفلات الخطابية فحسب بل هي واقع ملموس. ها نحن اليوم... رابطة كاريتاس لبنان محاكي الجمعية الثقافية التربوية في زغرتا - الزاوية على مسرح ثانوية مار أنطونيوس للراهبات الأنطونية مشكورين دومًا لتكريم طلاب نسور طالت هاماتهم أعالي المراتب في الشهادات الرسمية وقد أتوا من كل مدارس وثانويات زغرتا الزاوية على اختلاف تلوينهم وانتماءاتهم. أمّا رابطة كاريتاس لبنان، فهي مؤسسة الكنيسة وجهازها الاجتماعي الوحيد وهي تنشط في المجالات الصحية والاجتماعية والإنسانية والتنموية والتربوية... ومن منطلق تواجد مراكزها على كامل التراب اللبناني، تلمسًا حاجة اللبنانيين إلى الأدمغة وإلى التفوق بعد حروب وأزمات طالت وما تزال... لهذا فقد آلت كاريتاس على نفسها أن تلتزم بهذا الحدث الجليل لسنوات خلت، وإنشاء الله إلى الأيام الآتيات، تأكيدًا على تقديرها واحترامها لتلك الطاقات الشبابية التي يزهو بها الوطن، عنيت بهم المتفوقين من طلابنا الذين باتوا رمزًا للبنان الذي نريد... لبنان المشع... لبنان الأمل... لبنان الحضارة... لبنان الضارب أصالة في التاريخ... لبنان المتطلّع أبدًا إلى غد مشرق في محيط عربي يتخبّط بأنظمته ومشاكله وثرواته وتفكك كياناته.  ففي ظل التحوّلات الكبيرة التي يشهدها العالم المحيط بنا، نتّكل على الله أوّلاً وعليكم ثانيًا أيّها الطلاب الأحباء، لتكونوا مثالاً يحتذى لأقرأنكم كي ينهض لبنان من كبواته... فبتفوّقكم نحارب هجرة الأدمغة ونثبت الناس في أرضها وتنهض بلبنان الاقتصادي... وهذا ما نشكو منه في كاريتاس وهو تنامي عدد الفقراء وتثبيت الناس بأرضها والحد من الهجرة وبخاصة الشبابية منها...  أي بلد في العالم يعدّ سكانه أربعة ملايين والمغتربين عنه أربعة عشر مليونًا... هذا هو معنى عجز آبائنا عن تقديم وطن لنا بقامة طموحاتنا، فأنتم من سوف يحلم ويجسّد حلمه واقعًا."
ثم كانت كلمة الأستاذ طنوس الدويهي رئيس المجلس الثقافي التربوي أكّد فيها على: "أنه لا يعرف طعم الراحة، يغطّي عورات كثيرة، ويبقى مدى الحياة، غنى وهداية، هو التفوق، نعتزّ به يظلّلنا بكوكبة من فلذات الأكباد، جعلوا المثابرة الصديق الأوفى، والتجربة المستشار الحكيم، والحذر الأخ الحليم، والرجاء العبقرية المتوثبة. في خضم آلامنا وحمئة الأزمات، عندما كاد يعطينا البحث عن فسحة أمل، تفوقتم فافتخرنا وفاخرنا.
"فما الفخر إلاّ بأهل العلم أنكم،
على الهدى لمن استعدى أدلاء
فقدر كل امرئ مكان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا
الناس موتى وأهل العلم أحياء."
فكلمة رئيسة إقليم كاريتاس زغرتا - إهدن الآنسة أنطوانيت بلعيس التي قالت: "لا حاجة للكلام الكثير عن دور كاريتاس في المجال الاجتماعي والصحي فكلّنا يعلم ماذا تفعل في زمن تقرع الحاجة أبواب المجتمع، فنكون إلى جانب كل من هو بحاجة إلينا. فتصل إليه الأمانة بقلب يفيض حنانًا وابتسامة تمحو لوعة الحاجة وتخلف ألم العوز، بحبة دواء لمريض متألّم ومساعدة معوز، ومحتاج، وعاجز وأرملة ويتيم وبزيارة مسجون، وميض ومعوق، ودورنا الاعتناء بالإنسان لكونه إنسانًا بعيدًا عن أي تميز فنكون بذلك عملنا بقول السيد المسيح عندما يقول: "كل ما تفعلون لإخوتي هؤلاء الصغار فتفعلونه لي..."
وقالت "إنّ كاريتاس لا تكتفي بالمجال الإنساني والاجتماعي والخدمة والعطاء بل تهتم أيضًا بالناحية الثقافية والشبيبة، وتظهر في تكريمها للمتفوّقين في الشهادات الرسمية المتوسطة والثانوية والمهنية في منطقتنا زغرتا - الزاوية تشجيعًا منا في تنمية المتعلّم في محيطه المدرسي.  وإنّ كاريتاس فخورة بكم لأنّكم أمل الوطن ومستقبله لبناء مجتمع أفضل."
بعدها كلمة الطلاب المتفوقون ألقتها الطالبة كارول جوزاف نمنوم قالت فيها: "من العلم والمعرفة نخرق ظلمات الحياة ونقضي على التخلف والجهل ونطور مجتمعاتنا لكي نصل إلى الأفضل في الحضارة والرقي والازدهار. ونحن فخورون بأنّ تفوقنا قد جاء أثناء زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان وقد سلّمنا الإرشاد الرسولي وائتمننا على العمل من أجل المصالحة والسلام والشراكة والمحبة وكلّها أمان وتوصيات صادرة عن صاحب النيافة والغبطة مار بشارة بطرس الراعي الذي حثنا على التجذر في أرضنا وعدم بيعها. وها نحن اليوم نعاهدكم، زملائي وأنا، بأننا سنبقى على سلم التفوق أوفياء لكم وسنجوب رحاب المستقبل إن شاء الله بدعمكم بخطى ثابتة مثابرين على العلم والاجتهاد مشاعل وقدوة يحتذى بنا."
وفي الختام، تمّ توزيع الميداليات على المتفوقين كما تمّ تخصيص ميدالية لرئيسة مدرسة الأنطونية الخالدية الأم بازيل صياح. فعشاء تكريمي على شرف المشاركين الرسميين.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق