تركي عامر روحٌ هائمةٌ في الأدب




كتبت آمال عوّاد رضوان
أقام المجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا ونادي حيفا الثقافي أمسيةً ثقافية احتفاء بالشاعر تركي عامر توقيع كتابه "أكل الولد التّفّاحة"، بتاريخ 28-11-2015 في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، وسط حضور كبير من أدباء وشعراء وأقرباء وأصدقاء، وقد تولت عرافة الأمسية الشاعرة والإعلامية سوزان صيداوي دبّيني، فقدّمت مقتطفات من سيرة الشاعر تركي، ثمّ دعت تواليًا كلّا مِن:      د. بطرس دلّة في مداخلة نقدية، والفنّان سالم درويش غنّى (جدّي يوسف) من كلماته وألحانه، والشّاعر نزيه حسون، وفاصل شعريّ مع تركي عامر للمقطع الأخير من معلّقة "أبالسة السماء"، ثمّ مداخلة الأديبة د. راوية بربارة، والشّاعر الزجال نجيب سجيم، والأديبة هيام أبو الزلف حاورته ارتجاليا، وأمل أبو فارس ألقت قصيدة "مديح الكعب العالي" للشاعر تركي عامر، وذكاء حيحي حيّتْ زميلها تركي عامر في مهنة التدريس سابقا، وإليانا حفيدة تركي عامر تلقي مقطعًا من قصيدة كتبها يوم مولدها، وفي نهاية الأمسية شكر المحتفى به الحضور ومدير النّادي الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة وكلّ المتحدّثين، وألقى باقة  من نصوصه، ثمّ تمّ التقاط الصور التذكاريّة!
عرافة سوزان صيداوي دبيني: سلامٌ للقلب المفعم بالأحاسيس المُرهفة، وللرّوح الهائمة في سماء الثقافة والأدب، ومساؤكم خيرٌ وشعرٌ. مساؤكم شهوةُ الحرفِ لقلوب العشاق. مساؤكم تغريدةُ عصفورٍ على غصنٍ لحظةَ التقاء. مساؤكم كما أنتم جميلٌ، مُفعمٌ بالطهر والنقاء. 
السيّدات والساده الحضورُ الكرام، أهلًا بكم في هذه الأمسية التي من خلالها نحتفي بشاعرنا صاحب الكلمةِ المميزةِ والمتميزة والقلب الطفوليّ تركي عامر، الشاعر اللبناني الفلسطيني الذي اخترع له لغة فيسبوكية خاصّة، (يا حبيب هارتي، عقبال عند النيدرز يا فرنداتي/ يا حبيب قلبي، عقبال عند العايزين يا أصدقائي) ورسم البسمة على الوجوه وفي القلوب، وسلبَنا وجذبَنا بخفة ظلّه وإبداعاته الراقية المميّزة، وأدخلَ نكهة خاصّة لأدبه وقصائده، ببصمتهِ التركيّةِ العامريّة، وهو صاحبُ فلسفةِ "لا حياةَ دون خيال"، وأبدع حين قال: (أخربشُ أو لا أكون.. هيَ الريحُ تأخذُ روحي.. إلى جنّةٍ أو جنون).
هذا المشهدُ الرائعُ يُسعدُ الروحَ ويُبهج القلب، في عصرٍ أصبحنا فيه أسرى لأذرع الشبكة العنكبوتيّة، والتي امتدّت لتطالَ وتسيطرَ على كلّ زاوية من حياتنا، حتى بتنا نعتقد أنّ زمن المنتديات والندوات وعشاق الكلمة والقلم ورائحة الورق قد انتهى، وسعيدةٌ جدّا أنه لم ينتهِ ولن، والدليل هو ما نراه هنا الليلة من هذا الجمهور الرائع، وما يفعله المحامي فؤاد نقارة وزوجته السيده سوزان من مجهود لتحدّي الشبكة وأذرعها العنكبوتيّة وتخليصنا منها، وإعادتنا إلى زمن الرّقيّ والكلمة والشعر، وهو مجهود جبّار مُبارك يستحقّ أسمى آيات الشكر والعرفان، فهو رئيس نادي حيفا الثقافيّ الذي أصبح يستقطب عددًا كبيرًا من الشعراء والأدباء ومُحبّي الشعر من كافة أنحاء البلاد. في سنوات خلت كنّا نجتمع أسبوعيًّا تقريبًا زملاء الحرف وعشاق الكلمة في ندواتٍ مُتنقلة، زرنا من خلالها جميع المدن والقرى تقريبًا، فنشارك ونتشارك بالكلمة الراقية الهادفة، فالأدب هو الوسيلة الأرقى لنشر الحكمة والمعرفة والتعبير عن العواطف والألم والقهر والظلم. 
أمّا الشعرُ فهو مصفاة الروح، يعتصرنا ليُخرِج منّا أسمى المشاعرِ مُقطّرةً قطراتٍ قطراتٍ على شكل كلمات. شكرًا للحضور الجميل، وللشاعرات الأديبات والأساتذة الشعراء والأدباء الذين سينيرون الليلة روحَ القصيدة وقصيدة الروح، مِن خلال مداخلاتهم، وهم جميعًا من الأسماء المرموقه المعروفة. المجموعة الشعريّة (أكل الولدُ التفاحة) تعيدنا للوهلة الأولى، إلى أيّام الدراسة والصفّ الأوّل، حين كانت المعلمة تكتب على اللوح أكل الولد التفاحة، ونحن نُردّد وراءَها كما فعلتُ أنا شخصيًّا حين قرأت العنوان، فشكرًا تركي، كونَكَ أعدت لنا ولو للحظاتٍ زمن الطهر والبراءة، فلك هذا القلب الطفوليّ والوجه الضاحك أبدًا.
الشاعر تركي عامر يكتب الشعر باللغتين الإنجليزيّة والعربيّة، بالفصيح وباللهجة المحكيّة، ويكتب المقالة النقدية الساخرة، ولد يوم 29- 12- 1954 في قرية حرفيش في الجليل الأعلى، وفيها درس الابتدائيّة، والثانويّة في قرية ترشيحا، ثمّ تابع تعليمه في جامعة حيفا، وحصل على اللقب الأوّل في الخدمة الاجتماعيّة عام 1977، وعلى دبلوم صحافة واتصال عام 1983، وعام 1999 منحته الاكاديميه العالميه للفنون والثقافه دكتوراه فخرية في الأدب من جامعة في المكسيك. بدأ مشواره مع القلم منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، وقد شارك في عدّة مؤتمرات عربيّة وعالميّة، ابتدأها عام 1996 في اليابان، سلوفاكيا، المكسيك، اليونان، الولايات المتحدة الأمريكيّة، جمهوريّة مصر العربيّة، ومهرجانات عديدة هنا في البلاد. ترجمت بعض أشعار تؤكي عامر إلى عدّة لغات أجنبيّة. عمل مُدرّسًا لموضوع الخدمة الاجتماعيّة وللغة الإنجليزيّة حتى عام 2000، فعمل أمين مكتبة المدرسة الإعداديّة والثانويّة. أنشأ موقعًا إلكترونيًّا باسم "ورقستان". وحاليًّا، هو متفرّغ للأدب. 
المؤلفات الشعريّة: *ضجيج الصّمت، شعر بالفصحى، 1989/ *نزيف الوقت، شعر بالفصحى، 1990/ *استراحة المحارب، شعر بالفصحى، 1991/ *فجيح الضّوء، شعر بالفصحى، 1993/ *من حواضر الرّوح، شعر بالفصحى، 1996/ *سطر الجمر، شعر بالعامّيّة، 1997/ *لن أعود إلى المرعى. 2004/ *أكل الولد التفاحة. شعر بالفصيح. صدر في الجزائر، 2010/ *لن أعود إلى المرعى، شعر بالفصحى، 2004 / *العائلقراطيّة، مداخلات في الاجتماع والسياسة، 1984 / *صباح الحبر، مداخلات في الأدب والثّقافة، 1994/ *صواريخ عابرة للقرارات. نصوص 2008/ *من معجم شعراء فلسطينيي ال 48. الذي سيصدر قريبًا، وصدر له بالإنجليزية ديوانان: Arabian Nightmares.1988 /  و White Leaves  . 2001. 
(أكل الولد التفاحة) صدر في طبعته في الجزائر عام 2010 ، والطبعة الثانية في فلسطين عام 2013. تركي عامر كتب القصيدة العموديّة والتفعيليّة والنثر والعاميّة، كتبنا بكلّ حالاتنا وأحاسيسنا، عاش القضيّة وآلام المجتمع، ونزفَهُ حبرًا على الورق، فهو روح القصيدة لهذه الليلة، وصهيل كلماته يلامس شغاف القلب. 
مداخلة د. بطرس دلة: (أكل الولد التفاحة) للشاعر تركي عامر هي مجموعة شعريّة نثريّة، لأديب يبحث عن الإبهار ولا عيب في ذلك! لأن فيه فلسفة خاصّة في الإبداع، وهي التمسّك بالخيال الواسع حدّ الابهام! فيطرق مواضيع مختلفة بهمسة رقيقة، وتلميح ذكيّ بقليل من الكلام، لأنّه يؤمن أنّ في الإيجاز بلاغة، ويضع النقاط على الحروف في سرحات لغويّة رشيقة وسريعة عندما يتساءل مثلا: مَن قتل رفيق الحريري! 
تركي أيّها الصديق! أنت تنتمي الى عائلة عامّة الشعب، وتصرخ صرخة المعذبين في الأرض، ومع ذلك لا تنسى الوطن والوطنيّة، لأنك تبحث دائمًا عن الحق، حقّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في وطنه السليب، ولكنك لا تجد الطريق الى تحقيق هذا الحق! هكذا وجدنا أنّ حياة الإنسان القائد رفيق الحريري الذي اغتالته الأيدي الآثمة، تتحوّلُ إلى شريط سينمائيّ تسجيليّ، يحظى بثلاث جوائز في مهرجان كان والقاهرة ورام الله! وتمعن  في التجديد بأسلوبك المميّز ومفاجآتك غير المتوقعة، فتمتعنا عندما تبحث عن العوالي؛ كالباب العالي، والصمت العالي، والكعب العالي، والصوت العالي، والسّدّ العالي، والسقف العالي، والظّلّ العالي، وتبالغ في خربشاتك على الغبار، فتكرّس لها ثلاثا وثلاثين صفحة، بينما تختصر في غيرها! 
أيّها الصديق! ما برز في هذه المجموعة من المتناقضات بشكل واضح هو تلك المقابلات الجميلة، كما في قولك (ص. 14): "أدمَنوا، عمِلوا الصالحات ولم يؤمنوا، علموا الطالحات ولم يعملوا"! 
و (ص. 20): قطعة سما حمراء يتجاذبها ثوران هائجان سورياني وسوريالي، وكلاهما سور! أه يا نيالي!  والتّناص لديك كثير مع تحريف بسيط أحيانًا كقولك (ص. 23): رأس الحكمة مخافة الماما! ولا تكن قاسيون فتكسر، ولا تكن طبيب عيون فتبصر! والقول التالي الذي فيه الكثير من الشقاوة: تُغنّي مِن كلّ المطارح، إلّا من الحنجرة! هذه الشقاوة المُحبّبة لا يُجيدها أحد سوى تركي عامر! 
فكيف يُعرّف ديالكتيك الدين الماركسيّ؟ "المادّة مُحرّكة التاريخ، والتاريخ يُقوّد الجغرافية! أهي مومس"؟! يبزر المعنى المبطّن بكلمات بسيطة، جوهرُها خروج عن المألوف، ومحاولة لتشخيص حياة كلّ إنسان! 
ومرّة أخرى (ص. 40) يقول: ولكنني يا قصيدة لست ألاقي/ إلى البحر دربًا يليق بثوبي/ إلى الحرب ثوبًا يليق بدربي! إنّه ينتقد العالم العربيّ والجيوش العربيّة، ويعود بعد هذا التجريح المبطن ليحلم حلمه القديم، ويكتب قصيدته بحبر نقيّ بلون السماء! أي بدون انحطاط! 
وفي خربشاته على شاطئ الشمس يعود إلى التناص (ص. 50): أريد ما أريد/ فالروح عارية.. وإذا فسد الملح، فبماذا نملّح روحك يا ولدي؟!
ثمّ هذا النبأ العاجل يَصوغه بالشكل التالي: في ظلّ موجة الجهاد "ضدّ الإرهاب"، قرّرت فلسطين بغية الاعتراف بها عضوة في الأسرة الدوليّة إرسال فريق من الاستشهاديّين، للمساهمة في نشر الديمقراطيّة في العراق! وقد طلب الرئيس الأمريكيّ تبديل عبارة استشهاديّين، لعرض الموضوع على إسرائيل! تركي إذن، شاعر موهوب ضليع في قواعد اللغة، مُبتكِرٌ إلى حدود المستحيل، مُؤمنٌ بالحداثة وما بعد الحداثة، ناقمٌ على الأنظمة العربيّة كما ذكرنا، وعلى أعداء التطوّر والرّقيّ! ولمّا كانت كتاباته شبيهة بالبرقيّات السريعة التي تعتمد على المعلومات الواسعة، فإنّ ترجمة ما كتب ستكون صعبة على القارئ الأجنبيّ إلى حدّ الفشل، لأنّه كيف سيفهم ذلك القارئ ما يكتبه بالمختصر السريع، إذا لم يكن يعرف شيئًا عن الرشيد، وأبي نوّاس، وابن هانئ وزبيدة وابن رشد وغيرهم؟!
أيّها الشاعر الذكي، عندما ينزف الوقت حبرًا على يراعك، تتجلّى مواهبك الدفينة في فكرك، يا مَن سحرت الحرف ليكتب أحلى الكلمات، وعندما يَمرّ شهر اللوز، ويُزهر الجلّنار في حديقة البيت لونًا أرجوانيّا، تتماهى مع نسيمات الصباح فنّا مُموْسقا، وأغنياتٍ كانت تتردّد في سفوح الجرمق، مُنحدِرةً نحو الوادي بلحن سماويّ لم تعرفه آلهة الفينيق وجوقات المُنشدين من رهبان الأديرة! 
وعندما تقف لتلقي قصائدك المميزة بلغة لا عيب فيها، فسوف تكون متمكنا من قواعدها وعروضها كما عهدناك، فلن تفوتك فائتة ولا يشوّه ألفاظك لحن نصفّق لك كما تصفّق أوراق الصفصاف المتمسكة بفروعها، فلا تتساقط إلّا عند الخريف! أنت أيها الصديق الوفيّ والمبدع الحقيقيّ، لك في قلوبنا معزّة خاصة، لأنّ في أناشيدك الكثير من محبّة الحياة، ولأنّك عاشق مُتيّم بهذه الحياة، ومعطاء بغير حدود، وتحترم الآخرين كما تحترم ذاتك، ولأنّ لك نهجًا مميّزًا في التعامل المتفاني مع الآخرين. كلّ ذلك يجعلك قريبًا منّا حتى ولو بعدت السكنى، وما أبدعته حتى الآن هو خمرة معتقة تعلن اللحن السماويّ، تمامًا كما يخرج النهاوند من رحم الوتر، وكما تغنج النايات في الأماسي الساهرة، فنحن معشر الكتاب ضمير هذه الأمّة ووجدانه وقادتها، ونعرف جيّدا أنه لا خير في أمّة لا ضمير لها! هكذا أصبح إبداعك خبز الحياة للجياع من أبناء شعبنا. 
أيّها الأحبّة! عندما ينبض القلب حبًّا، كمَن يعزف قيثارًا قد حفظ اللحن، فعزيزنا تركي يبدو كعريس في ليل الزفة، يحمل باقة حبّ وزهر وأحلام ورديّة، ويُناجي ربّة الشعر أن تنزل ترقص وآلهة مخمورة، وينتفض القلم يدغدغ أحلام الأحباب! تتردّد كلماته في سحر الحروف، تزيّن نصّا، ترسم حلمًا ورديًّا، وخيالات ورؤى تمضي في شبق نحو الأروع والأجمل، يا من داعبت خيالات العشّاق، سحرت الجمع بنصّ فيروزيّ علويّ البسمات، أنت خلقت الكلمات الحبلى بمعاني الشوق، وسخّرت القلم وموسقت الحرف نشيدًا، وكنت المبدع والفنان وصديقا رقيقا تهفو له كل النسمات، فتحيّة خالصة لك! اتمنى لك كل الخير والحياة
كلمة د. راوية بربارة/ تركي عامر خدشَ حياءَ النصِّ: مساءٌ تشرينيٌّ يراوحُ بينَ عبثِ الواقعِ وكذبِ الاحتمالاتِ، فكيفَ لا تُمطرُ السماءُ رذاذَها ونحن نحتفي بمطرِ الإبداعِ؟ كيفَ تصفرُّ الأوراقُ وتتلاعبُ بها الريحُ في كلِّ وادٍ، وشجرةُ الشِّعرِ وارفةٌ ما زالت تحملُ إلينا الثمرَ وتُزهرُ؟ مساءٌ مراوحٌ بين عبثيّةِ اللامعقولِ شعرًا ونثرًا في نصوصٍ حتّى لو أكلَ الولدُ منها...لما شبعَ، ولما عرفَ طعم ما ذاق!
"كان جائعًا/ أكلَ الولد التفاحة/ في حصّةِ القواعد/ ضُرِبَ على قفاه/ قبل أن يشبَعَ/ طُرِدَ وشريكتَهُ منَ المدرسةِ/ بتهمةِ النتشِ قبل التقشير/ (وفي روايةٍ أخرى:/ بتهمةِ القذفِ والتشهيرِ)/ وذلك جرّاءَ خطأٍ بشريٍّ 
في الإعرابِ/ لم يُسمَح لهما/ بتوكيلِ محامٍ / جنائيّ (ضرسُهُ طيّب)/ وبعدَ أن أُذِنَ لهما / بممارسةِ حقّ الصمتِ/ قال لهما المعلّم:/ لا أريد أن أراكما هنا/ قبل يوم القيامةِ (أكل الولد التفاحة، ص. 33)
فلماذا أكلَ الولدُ التفاحةَ؟ ألأنّه كان جائعًا إلى المعرفةِ. والجوع إلى المعرفةِ مقيتٌ، شرهٌ، إنْ لم تِسكتْهُ أسكتَكَ، والجوعُ إلى المعرفةِ يجعلُكَ ترتكبُ الخطيئةَ الأولى، في الإعراب، فتبدِّلَ الوظائفَ النحويّةَ وتُطرَدَ من مدرسةِ الواقعِ إلى يومِ القيامةِ...
"ضربَ زيدٌ زينبَ! ضربَ: فعلٌ ماضٍ في غيِّهِ مبنيٌّ على العنفِ. زيدٌ: فاعلٌ مفترٍ مرفوعٌ على كفوفِ الراحةِ، وعلامةُ رفعِهِ الدمعةُ المتساقطةُ مِن عينِ "زينب". زينب: مفعول بها مغلوبٌ على أمرها، وعلامةُ غُلبِها الكدمةُ المستترةُ تحت جلدِ الروحِ" (ص. 128)
ألم يكن تركي ذاكَ الولد الذي أكلَ تفّاحةَ النّصّ بذكاءِ فاعلٍ ترك المفعول به مقضومَ الطّرَفِ...ليروي لنا حكايةَ الخلقِ والشّرَفِ والطردِ منَ الجنّةِ، والعيش هنا تحتَ وارفِ "نثشِعريّتِهِ"، هذا المجرمُ، "مجرم الحبرِ"، الذي اجترحَ الخطيئةَ واختفى، ليحمّلَنا وِزرَ كلماتِهِ وما وراءَ كلماتِهِ، وقد اعترفَ "بجريمتِه" حينَ قال: "ندقّ الحبرَ وشمًا على أصابع الروح: سأظلُّ ألعبُ بدم القصيدةِ إلى أن تشِفَّ الورقةُ حتّى الموت، وتصبحَ قادرةً على مقارعةِ الحياةِ" (ص. 126)
إذًا هكذا تحيي الأمواتَ الأوراقَ وهي رميمٌ لتقارعَ الحياةَ بنصوصِكَ وأفكارِكَ، فتكون لكَ الكتابةُ منفذًا ومخرجًا وحجّةً وسببًا للبقاءِ على قيدِ الحلمِ؛ "تغريني الكتابةُ بحبرٍ أبيضَ، على ورقٍ أبيضَ. لكنَّ القلمَ، ربّما لطبيعةٍ مشاكسةٍ في الدمِّ، أو لتوليفةٍ غامضةٍ في الحمضِ النوويِّ، يجري بما لا يشتهي الحلُمُ" (ص. 87) قارعْ بيضَ أوراقِكَ، لكن لا تتركْنا أوراقًا بيضًا، خذنا معكَ قرّاءً يستلذّون ركوبَ الخطرِ. أوَليسَت نصوصُكَ خطرًا على العاديِّ والمألوفِ المعروف؟ كيفَ تجيزُ لنفسِكَ الخروجَ من دائرةِ المتعارَفِ عليهِ؟ ألا تخشى لومةَ لائمٍ، ولا حبرَ ناقدٍ؟ لا تخشَ! لأنّهُ أنْ تجترحَ الجرأةَ يعني أن تكونَ مبدعًا مميَّزًا، فهل اجترحَ "تركي" جرأةً في كتاباته؟
تركي خدشَ حياءَ النصِّ، وأحرجَهُ، فأخرجَهُ عن المألوفِ، وجرّحَهُ بمِبضَعِ شاعرٍ متمكّنٍ لا يخشى للرقيبِ عينًا، ولا للناقدِ لسانًا، فهو لا يهابُ سطوةَ القافية ولا عُقدةَ الوزنِ والكيلِ، ولا التصريع يُغلقُ دفّتيْهِ، ولا الترصيع يتصنّعُهُ، ولا الضرب ولا العروضَ يُشغِلُ عِرضَ القصيدةِ وشرَفَها وعرضَها وطولَها، بل يتفلّتُ معَ الريحِ، يقبضُ على الكلمةِ بإعصارِ المبدعِ لتدوخَ وتلفَّ، بما قبلها وما بعدها، وترتطمَ وتحطّمَ القوالبَ المتعارَف عليها، فتضجَّ وهي صامتةٌ، عاديّةٌ، صغيرةٌ، تقلبُ المفاهيمَ، فلا يتوقّع القارئُ نبضَ حروفِها، ولا نبضَ نعتِها، ولا نبضَ إضافتِها.. فيُخلَقُ نصٌّ جديدٌ يقتل القارئَ بقوّةِ جرأتِهِ ويحييه بغرائبيّتِهِ.
"منزّهةً عن الحلُم، تطرحُ أسئلةً يجيب عليها الدينُ أو العلمُ أو الدولةُ، هل تكونُ قصيدةً؟" (ص. 133)  "قبل خمسين عامًا، قصيدةُ نثرٍ تبحر إلى شواطئِنا. تقوم القيامة: غزوٌ ثقافيٌّ، استعمارٌ حضاريٌّ، مؤامرةٌ على اللغةِ العربيّةِ. بعد خمسين عامًا، "قصيدة" إصلاحٍ تنوي الإبحارَ إلى شواطئنا. صواريخُ عموديّةٌ وقذائفُ مفَعْلَنةٌ تنامُ عن ثعالبِها" (ص. 133)
وما بين الخمسينيْن، قبلَها وبعدها، ما زلنا نكتب العموديَّ المقفّى الموزونَ، والمنثورَ شعرًا، والموزونَ نثرًا، وما بينهم ونتجادلُ، ونقبلُ ونرفضُ، وتكونُ اعتباراتُنا جمّة، فهذا يقبلُ النثرَ المسجوعَ، وذاك يرفضُ الشِعرَ المنثورَ، وما بينهما لا يحكمه برأيٍ إلّا الإبداعُ الحقُّ الذي يفرضُ نفسَهُ، بعيدًا عن إشكاليّةِ المبنى وعن القوانين المعتمَدة، قريبًا من القلب والعقلِ، كتلك النصوص المجنونة الجريئة التي تتكاملُ بجرأةِ الطرحِ، فتطرحُ مواضيعَ يوميّة عاديّة، دينيّة دنيويّة، اجتماعيّة سياسيّة؛ فمثلًا يقول تركي عامر عن الربيع العربيّ: "ربيعٌ بلا شعوبٍ، خريفٌ آخرُ، يحاولُ إخفاءَ التجاعيدِ عن عينِ المرآةِ. رائحةُ الوقتِ صارت بطعمِ القيامةِ" (ص. 124)، فعلى عاديّة الطرح السياسيّ تأتي الكلماتُ ممزوجةً بفكرٍ يقولُ مقولتَهُ، وحبرٍ له بصمتُهُ.
ليسَ كلُّ مختلِفٍ جميلًا، بل ذلك المختلِفُ الذي لا تتوقّعُ إلى أين يأخذُكَ في قراءَتِهِ، فلا أنتَ يا تركي تُقلّدُ.. ولا أنت تفتعلُ الكلمةَ وتجمّلُها، بل هي ملَكَةٌ وموهبةٌ وثقافةٌ وتطويرٌ ذاتيٌّ وقراءاتٌ، جعلتْكَ قادرًا على هذه الكتابةِ المميّزةِ في زمنِ المتضادّاتِ، في زمنٍ إمّا ينحرفُ كتّابُهُ نحو التزمّتِ أو نحوَ الانفلاتِ، فتأتي كلماتُهم وكتاباتُهم إمّا تقليدًا وإمّا مجرّدَ كلامٍ لا جمالَ فيه ولا شاعريّة. أمّا أنتَ لأنّك أبدعتَ "لا تقل الله في قلبي، لكن قل: أنا في قلب الله"، أنا في قلوبِ قرّائي، أنا في قلبِ الحدثِ الإبداعيِّ، أنا في قلبِ الأمورِ رأسًا على عقبٍ معروفٌ، ومعروفيٌّ أنا وشاعرٌ، فاقرأوني!
اقرؤوني لأنّ قصيدتي "دائرةٌ على حلِّ شِعرِها، لا يهمُّها شرائطُ شائكةٌ، ولا شروطٌ مشربَكَةٌ. تدخلُ في غفلةٍ منّي، حقولَ أحلامٍ ممنوعة. تورّطني مع "أولياء" موالين لـِ "أوصياءَ" مقطّعين موصَّلين" (ص. 79)
اقرؤوني ولا تلحقوا بي على صهوةِ جيادِ طلباتِكم وتوقّعاتِكم، "فمهرةُ حبري، فقط إذا كانت وحيدة، تبرطع في مروجِ الروحِ. لا تستطيعُ الكتابةَ وثمّةَ مَن يهدرُ عِرقَ أذُنِها، خصوصًا إذا كان يقصقصُ بزرَ بِطّيخٍ يكسّرُ بعضَهُ" (ص. 79).
فمن تفّاحةِ الخلقِ إلى حلاوة بِطّيخِ صياغتك، أتمنّى أن تبقى دائم الإبداع، لنقضمَ تفّاحَ النصِّ ولا نُطردَ من جنّةِ التذوّقِ الأدبيّ.
مداخلة نزيه حسون الشغريّة/ معارضة قصيدة تركي عامر/(على أشكالها تقعُ الطيورُ):
ويُفعمُ نبضَها عشقٌ يمورُ/ تُبلّلُنا القصائدُ يا رفيقي/ كما الأنسامُ تغمرُها العطورُ/ وتجعلُنا ملائكةً تُغنّي/ وفوقَ الماءِ في غنجٍ تسيرُ/ أطرّزُها حنايا الرّوحِ شعرًا/ إلى عينيكَ أسرابًا تطيرُ/ وأسكبُها القصائدَ لحنَ شوقٍ/ لترقصَ حينَ أتلُوها الدّهورُ/ نسيرُ إلى القصائدِ نبتغيها / وأنت إليكَ في شغفٍ تسيرُ/ وتَسكبُ ما تيسَّرَ من حروفٍ/ فتزهرُ حينَ تسكبُها السّطورُ/ تنامُ وملءَ جفنيكَ ارتياحٌ/ فتأتيكَ الشّواردُ والشّذورُ/ وتعشقُهُ الجمالَ بكلِّ نبضٍ/ فأنتَ لرايةِ الأنثى النّصيرُ/ وتغزلُ في النّساءَ سطورَ عشقٍ/ يكادُ لسحرِها يشفى الضّريرُ/ فتعشقُكَ النّساءُ ولا تبالي/ وتعرفُ أنَّكَ الرّجلُ الخطيرُ/ رقيقُ الرُّوحِ تملكُ نبضَ طفلٍ/ ومنْ قلبٍ إلى قلبٍ تطيرُ/ لتزرعَ في شغافِ النّاسِ حبًا/ فيسري في حناياها الحبورُ/ وتنطقُها الحقيقةَ في تحدٍّ/ ولا يثنيكَ سلطانٌ يجورُ/ إلى الحرِّيّةِ الحمراءِ ترنُو/ وضدَّ الظّلمِ في عزٍ تثورُ/ بنيتَ الشّعرَ بيتًا تلوَ بيت/ وما أغرتْكَ في الدّنيا القصورُ/ إلى حيفا أتينا الشّعرَ نشدو/ كما تشدو البلابلُ والطيورُ/ نُـكحّلُ جفنَها البحريّ شعرًا/ فيشرقُ في مباسِمِها السّرورُ/ وتبدو كالأميرةِ في سناها/ جمالُ الرّوح منها نستعيرُ/ وحيفا ربّةُ العشّاقِ سحرًا/ يتوهُ بحسنِها الصبُّ الأميرُ/ ويثملُ حينَ كرملُها يُغَنِّي/ كأنَّ نشيدَ كرمِلِها خمورُ/ وحيفا في الفوادِ لها هيامٌ/ وحيفا في الضّلوعِ لها سريرُ/ وأعصرُها شغافَ الرّوحِ عطرًا/ لتعبقَ في جدائِلِها العطورُ/ وإنْ طلبَتْ شراييني أقطّعُها/ وإنْ شاءَتْ على قلبي تسيرُ/ فهذا القلبُ مجنونٌ بحيفا/ وهذا القلبُ في حيفا أسيرُ/ ولكنّي ورغمَ العشقِ يغمرُني/ أراها اليومَ نافرةً تجورُ/ أراها اليومَ يا تركي تجافي/ وكم كانَتْ لأحضاني تطيرُ/ فتتركُني وتتبَعُكَ انتشاءً/ فأنتَ اليومَ فارسُها الكبيرُ/ (على أشكالها تقعُ الطيورُ)/ وبالأشواقِ تعتمرُ الصّدورُ/ أيا تركي وتبدو مثلَ شمسٍ/ وقلبي حولَها أبدًا يدورُ/ كأنّك في سماءِ الشّعرِ بدرٌ/ تغيبُ لسحرِ طلّتِهِ البدورُ/ أبا حَسَنٍ وأنتَ الحُسْنُ يسري/ وفي أعماقِنا أبدًا تنيرُ/ قصيرٌ أنت جسمًا ليسَ إلّا/ وتعلو في السّماءِ كما النّسورُ/ وبعدَ رحيلِ شوقي عن حِمانا/ فأنتَ لدولةِ الشّعرِ الأميرُ/ ويا تركي وأنتَ رفيقُ عمرٍ/ وهذا العمرُ لو تدري قصيرُ/ لترثِيَني بشعركَ يا رفيقي/ غداةَ تضُمُّ جثماني القبورُ
كلمة تركي عامر: تحيّة للجمهور: مَسَاءُ الْمَحَبَّةِ يَا أَصْدِقَائِي!/ كَأَنِّيَ دَاخِلَ حُلْمٍ تَقَمَّصَ عِلْمًا وَأَعْلَنْ أَنَّ سَمَائِي/ عَلَى الْأَرْضِ حَطَّتْ/ بِكُمْ صَارَ هَذَا الْمَسَاءُ نَهَارًا بَهِيًّا/ فَطَابَ مَسَائِي/ لَكُمْ كُلُّ حُبِّي وَحِبْرِي/ وَشُكْرًا لِهَذَا الْحُضُورِ وَهَذَا الْبَهَاءِ.
تحيّة فؤاد نقّارة: إِلَى حَيْفَا دَعَا رُوحِي فُؤَادُ/ فَرِحْتُ فَرَاحَ يَسْبِقُنِي الْفُؤَادُ/ وَصَلْتُ كَنِيسَةً للحُبِّ فِيهَا/ عِبَادٌ مِنْ دَمِي نِعْمَ الْعِبَادُ/ بَنَيْتُمْ فِي حِمَى حَيْفَا صُروحًا/ تُحَبُّ وَلَيْسَ تَنْسَاهَا الْبِلَادُ/ وَهَذَا الْيَوْمَ نَادِيكُمْ دَعَانِي/ إِلَى عُرْسٍ يَعُودُ وَلَا يُعَادُ/ فَشُكْرًا يَا أَخِي وَاللهِ إِنِّي/ مَدِينٌ لَنْ يُفَارِقَنِي السُّهَادُ/ مُعَلَّقَةً إِذَا مَا قُلْتُ فِيكُمْ/ أَظَلُّ مُقَصِّرًا تَبَّ الْمِدَادُ.
تحيّة لسوزان دبّيني: جَاءَتْ سُزَانُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ فَرْحَانُ/ وَلَيْسَ سِرًّا بِهَا التَّوْقِيعُ يَزْدَانُ/ تُرَتِّبُ اللَّيْلَ إِعْلَامِيَّةٌ ثِقَةٌ/ عَلَى الْهَوَاءِ لَهَا صَوْتٌ وَسُلْطَانُ/ بَصْمَةُ رُوحٍ وَلَا تَمْحُو مَعَالِمَهَا/ رِيحٌ، وَقَبْلُ لَهَا فِي الشِّعْرِ قُصْدَانُ/ شُكْرًا لِصَوْتٍ تُحِبُّ الْأُذْنُ بُحَّتَهُ/ بِصَوْتِكِ الْقَلْبُ يَا سُوزَانُ سَكْرَانُ.
تحيّة لبطرس دلة: لِبُطْرُسَ هَذِي التَّحِيَّةْ: مُعَلِّمَ مَنْ عَلَّمُونِي سَلَامٌ عَلَيْكْ/ سَأُهْدِيكَ مَاذَا وَأَنْتَ الْهَدِيَّةْ؟/ جَمِيلُكَ دَيْنٌ ثَقِيلٌ/ فَكَيْفَ يُرَدُّ إِلَيْكْ؟/ أَبًا لِلرَّعِيَّةْ/ نُرَسِّمُكَ الْيَوْمَ. حُجَّتُنَا/ عَلَى صَخْرَةِ الْأَبْجَدِيَّةْ/ بَنَيْتَ لَنَا يَا أَبَانَا/ كَنِيسَتَنَا الْعَرَبِيَّةْ.
تحيّة لنزيه حسّون: أُحِبُّكَ يَا ابْنَ أُمِّي مِلْءَ قَلْبِي/ وَطَيَّ الْقَلْبِ مَنْزِلُكُمْ كَبِيرُ/ عَلَيَّ اللهُ فِي حُبِّي شَهِيدٌ/ وَيَعْلَمُ مَا تُخَبِّئُهُ الصُّدُورُ/ وَقَعْتُ بِحُبِّكُمْ وَالْحُبُّ أَعْمَى/ عَلَى أَشْكَالِهَا تَقَعُ الطُّيُورُ.
تحيّة لسالم درويش: درويش بْعدّك خيّي/ بإِسمك وبفعلك درويش/ فنّك دينو الحرّيّة/ سالم رح يبقى ويعيش/ ريّس عندك بحريّة/ ولْفردك نحنا خراطيش/ جدّي يوسف غنّيّة/ لكن ما عنّا طرابيش/ كان بيسرقلك هيّي/ لو شافا سيّد درويش.
تحيّة لراوية بربارة: أَنْتِ يَا رَاوِيَةْ،/ فِي عِمَارَتِنَا حَجَرُ الزَّاوِيَةْ./ حُلْوَةٌ بِجَمِيعِ الْمَعَانِي/ مُنِيرُ تَمَهَّلْ أَخِي نِيَّتِي صَافِيَةْ/ أُمَّ حَنَّا أُحِبُّكِ أُخْتًا لِرُوحِي/ وَزَوْجًا لِأَغْلَى صَدِيقٍ سَيَبْعَثُنِي حَافِيَا/ فَوْقَ سَطْرٍ مِنَ الْجَمْرِ أَبْحَثُ عَنْ قَافِيَةْ/ مِنْ جُمَانٍ تَلِيقُ بِعَيْنَيْ أَدِيبَتِنَا رَاوِيَةْ.
هيام أبو الزّلف: لَهَا فِي الْقِرَاءَةِ عَيْنُ الصُّقُورْ/ تَصُولُ تَجُولُ وَلَا يَعْتَرِيهَا غُبَارُ غُرُورْ/ تَرَى مَا وَرَاءَ السُّطُورِ سُطُورًا وَرَاءَ سُطُورْ/ هُيَامُ شَقِيقَةُ رُوحٍ/ رَفِيقَةُ رِيحٍ/ بِحُبٍّ تُحَاوِرُ شِعْرِي/ وَلَيْسَتْ تَضِنُّ بِصِدْقِ الشُّعُورْ.
تحيّة لنجيب سجيم: هوّي غريب الدّار لكنّو قريب/ ويخرب شطانو للقلب أكثر قريب/ الشّيطان يا خيّي غريب ومش حبيب/ لكن شيطان الشّعر م بعدّو غريب./ دخلك يَ ألله وْيا سميع ويا مجيب/ بتبعث لعنّا ناس مَ بتعرف تجيب؟/ ابعثلك حدا ع الأرض مَ بيشبه حدا/ قلّي ولك ع الأرض في عندك نجيب.
تحيّة لحفيدتي ليانة: هاي البنت اللّيوني/ بتسوى كلّ المسكونة/ بقلبي أحلى أيقونة/ وصارت تفهم ع جنوني/ هيّي ومايا ويزّوني/ والله أغلى من عيوني/ سيدون مجنون بستّون/ وستّون فيّون مجنونة.
شكرًا حتّى السّماء. إلى لقاء وبقاء ونقاء على دروب المحبّة والعطاء.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق