من شلل الاطفال الى النكاف اطفال العراق في متاهات الامراض

كتب الدكتور الاستشاري رافد علاء الخزاعي
في بلد نفطي غني نسبيا مثل العراق ويمتلك امكانيات عريقة وسباقه في الصحة قبل دول المنطقة والشرق الاوسط كانت مدار اعجاب دول الجوار وكانت بغداد عاصمة للسياحة الصحية في خمسينات وستينات وسبعينات وحتى ثمانينات القرن الماضي حيث كان يقصدها الكثير لغرض العلاج والتدواي ولكن الانهيار في المنظومة الصحية  وغياب التخطيط الاستتراتيجي وشلل نظام التلقيحات وعدم المتابعة الجدية له لاسباب كثيرة قسم منها الارهاب والتهجير والاقتتال الطائفي والقسم الاخر الحصار الاقتصادي والفساد الادراي وغياب الكفاءة الحقيقة لوضع البرامج الصحية نتيجة المحاصصة والحزبية والفساد المستشري كل هذا سبب انهيار في منظومة الطب الوقائي وهي ظهور حالات شلل الاطفال بعد غياب طويل عن العراق والان استشراء مرض النكاف وهو نتيجة حتمية لغياب المراقبة ومتابعة بطاقة التلقيح من العوائل واداراة المدراس والموسسات الصحية.
ان ظهور النكاف في طلاب المدراس وخصوصا الابتدائية وفي اعمار 8-14 سنة هو نتيجة عدم اخذ اللقاح الفعال لهذه الاعمار في حينها من سنة 2003-2008 حيث من المعروف ان تلك السنوات شهدت غياب الدولة والنظام الصحي وقتها مع انها من سنوات الاحتراب الطائفي والتهجير والارهاب  وازمة الكهرباء وكما معروف ان اللقاح الثلاثي الذي يشمل النكاف والحصبة والحصبة الالمانية هو حسب برنامج التلقيح الوطني في العراق هو بثلاث جرعات من سن سته اشهر وتسع اشهر وسن ثمانية اشهر وفي بعض الاحيان هنالك تلقيح اضافي لتقويه المناعة في سن ست سنوات وللحصبة والحصبة الالمانية في سن 13 و18 سنة للفتيات ان غياب هذه المتابعة تظهر لنا حالات وبائية ونكوص في برنامج التلقيح مثل حالات النكاف والحصبة والحصبة الالمانية في السنوات الماضية .
وقال أحمد الرديني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية إن "إجمالي الحالات، التي سجلت بالإصابة بمرض النكاف الفيروسي بلغت 2500 حالة في بغداد والمحافظات لكن الوزارة لم تسجل أي حالة وفاة بالمرض"، مضيفا أنها "بدأت بتنفيذ حملات تلقيح في المدارس لمنع تفشي المرض"
ويجب اعطاء اجازة اجبارية للطلاب المصابين لمدة 20-25 يوم مع الزام ادارة المدارس اكمال التعليم المنزلي لهم كما هو معمول في الدول المتقدمة.
ان مرض النكاف أو التهاب الغدد النكفية مرض فيروسي يصيب الغدة النكفية سببه فيروس يسمى paramyxovirus . والغدة النكفية هي زوج من الغدد اللعابية تقع خلف الوجنتين وأسفل الأذنين. ويعتبر التهاب الغدة النكفية من الأمراض المعدية الشائعة التي تصيب الأطفال وله فترة حضانة طويلة حيث تظهر الأعراض السريرية بعد فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع من تأريخ العدوى
وينتشر التهاب الغدة النكفية عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء من أنف أو فم شخص مصاب بالفيروس. يدخل الفيروس إلى الجسم عبر المجاري التنفسية وينتقل منها إلى الدم وينتشر إلى أجزاء الجسم المختلفة بما فيها الغدد اللعابية ويتكاثر بشكل كبير في الغدة النكفية.
تبدأ غالبا أعراض النكاف بارتفاع في درجة حرارة الجسم خلال يومين من الإصابة بالعدوى يليها الشعور بألم بسيط في عظم الفك وتورم في جزء من الغدة النكفية في جانب واحد من الوجه وقد يصيب الجزء الآخر من الغدة فيحث التورم في جانبي الوجه مع احمرار الوجنتين . و ترتفع درجة حرارة المريض بعد ذلك،  وقد تصل إلى 40 درجة مئوية ويصبح الورم كبير ومؤلم ويظهر وجه المريض متورما، ويعاني المريض من ألم شديد عند فتح فمه أو الأكل والشرب وخصوصا الحوامض . ويظل الورم لفترة قد تصل إلى أسبوعين.  ويعانى الطفل خلالها  من صعوبة بالغة فى ابتلاع الطعام وعدم مضغه بسهولة مع أن تورم جانبي الوجه الناتج عن التهاب الغدة النكفية وارتفاع درجة حرارة الجسم أمر غير مرغوب فيه فإن هناك خطورة لهذا المرض تنتج عن انتقال العدوى لأعضاء الجسم الأخرى، ولحسن الحظ فإن هذه المضاعفات نادرة الحدوث ومنها:
يحدث انتقال العدوى إلى الخصيتين في 20-30 % من الرجال البالغون المصابون بالنكاف فتسبب التهاب وتورم وألم الخصيتين وارتفاع درجة حرارتها وهذه العدوى خطيرة كونها قد تسبب العقم. ولكن هذا لا يحدث إلا نادرا للأطفال تحت سن البلوغ عند إصابتهم بالنكاف.
كما أن هذه العدوى قد تنتقل إلى المبيض في الإناث فتسبب له التهاب ولكن هذه العدوى اقل حدوثا ولا تؤثر على الخصوبة في المستقبل.
ومن المضاعفات الأخرى الأقل حدوثا هي التهاب البنكرياس والتهاب الدماغ او التهاب عضلة القلب وان فايروس النكاف قادرة على النفاذ لبعض الكبار، والشباب، ويكون السبب حينها عدم فاعلية التطعيم الذى تعاطاه فى الصغر، أو فى المقابل عدم تعاطيه التطعيم ضد الغدة النكافية بالمرة، وهو ما يجعله فى عرضة دائمةللإصابةبالعدوى.
لا يوجد علاج  لمرض النكاف لانه مرض فيروسي ليس له علاج ولكن أعراض المرض تعالج بالأدوية المهدئة كخافضات الحرارة ومسكنات الألم. ولكن تجب الراحة للمريض أثناء فترة المرض. وإذا أصيب الطفل في سن المدرسة بهذه العدوى فيجب عليه البقاء في البيت، وتكون العودة للمدرسة بعد زوال الورم والشعوربالتحسن.
ان الوثاية خير من العلاج كما يقول علماء الصحة عبرالتاريخ وهكذ يوجد لقاح ضد امرض النكاف منذ سنة 1957 يتكون هذا اللقاحمن فيروسات حية فاقدة الفعالية (مضعفة) حيث تحفز الجهاز المناعي في الإنسان لإنتاج أجسام مضادة للفيروسات تعطي الجسم مناعة مدى الحياة ضد المرض. ويعطى هذا اللقاح عادة ضمن اللقاح الثلاثي مع لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (الروبيلا) ويسمى هذا اللقاح MMR vaccine . او كما هوالان يسمى اللقاح الرباعي كما أن هنالك لقاحا آخر يعطى ضد الحصبة, النكاف, الحصبة الألمانية / الحميراء وضد الحماق (جدري الماء - Varicella)، أيضا. يسمى هذا اللقاح بـ "اللقاح الرباعي" وهو قادر على استبدال إحدى حقنتي اللقاح ضد الحصبة - النكاف - الحصبة الألمانية / الحميراء (MMR vaccine) أو كلتيهما معا.
وهذا الارتفاع الزائد في عدد حالات العدوى بالنكاف بين طلاب المدارس يشير إلى انه لم يأخذوا تحصينا لهذا المرض في حياتهم.
ان طريقة اللقاح عبر الحقن تحت الجلد وليس عميقا في العضلة.  وهنالك مدرستان في اعطاء اللقاح بعض الدول ومنها العراق يعطى اللقاح على ثلاث جرعات والجرعة الاولى في عمر ستة اشهر والثانية في تسعة اشهر والثالثة عند بلوغ الطفل سن السنة والنصف .
وهنالك دراسات وبحوث توكد يجب اعطاء  للقاح النكاف بين سن 12-15 شهرا ، ولا تحسب الجرعة التي تعطى للطفل قبل سن 12 شهرا.وتعطى الجرعة الثانية للقاح النكاف بين عمر 3-5 سنوات.والجرعة الثالثة في سن السادسة قبل التسجيل في المدرسة وهنالك بعض المضاعفات للقاح وهي
الحمى هي أكثر ها شيوعا وتحدث في 5-15 % من الحالات.
لازال العراق يشهد ازمات صحية وتربوية وافتصادية واجتماعية نتيجة غياب النظرة الثاقبة لواضعي فلسفة عمل الدولة العراقية وغياب منهجيتها من حيث وضع الاوليات والخطط وغياب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتستمر المتاهة في ارض ووطن يسمى العراق,

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق