كروية الأرض حقيقة راسخة رغم اعتراض مغنٍ أمريكي

ميليسا هوغنبوم صحفية علمية
بي بي سي
  قبل أن يدور أحد الرحالة حول هذا الكون بفترة طويلة، أو يذهب أحد إلى الفضاء، كان اليونانيون القدماء قد اكتشفوا أن الأرض كروية الشكل، وليست مسطحة.

يحاول مغني الراب الأمريكي الشهير، بوبي راي سيمونس، واسمه الفني "بي أو بي"، جاهدا أن يقنع متابعيه على موقع تويتر أن الأرض مسطحة وليست كروية.

كيف تبدو المسافة منبسطة بين نقطتين تبعدان عن بعضهما 16 ميلا في صورة ما، هكذا تساءل "بي أو بي"، الذي كتب على حسابه على موقع تويتر يقول: "أين المنحنى؟ رجاء فسروا ذلك."

وقد انهالت بعدها تغريدات عديدة تطرح أسئلة مشابهة، ردا على ذلك السؤال الذي طرحه "بي أو بي".

وقد حاول العديد من الناس مناقشته في ذلك الأمر، رافضين ما يقوله، ومنهم عالم الفيزياء الفلكية نيل ديغراس تايسون. لكن يبدو أن "بي أو بي" لم يغير رأيه.

نحن عادة في موقع "بي بي سي إيرث" لا نلقي وزنا لنظريات المؤامرة، لكننا لا نستطيع أن ندع هذا الأمر يمر هكذا.

فمن ناحية، يحمل موقعنا كلمة "إيرث" (الأرض) في اسمه، ومن ناحية أخرى نعتقد أن الأمر ينطوي على شيء من الفكاهة فيما يتعلق بمعرفة كيفية اكتشاف مثل هذه النظريات الكبرى عن الكون.

وتتكون هذه الصورة من سلسلة من الصور التي التقطتها كاميرا وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من على متن أحد أقمارها القمر الصناعية التي ترصد أعماق الفضاء السحيقة.

ولم تشغل أي من هذه الصور بال المغني "بي أو بي" لأنه يزعم أيضا أن كل الصور التي تلتقطها وكالة ناسا للفضاء مزيفة.

ستكون لك وجهة نظرك الخاصة حول معقولية الأمر التالي، ولكن بغض النظر عن أي شيء، فكر في ذلك: لقد عرفنا أن الأرض مستديرة منذ فترة طويلة قبل أن نتقن السفر للفضاء.

فمنذ أكثر من 2,000 عام، فكر الفيلسوف اليوناني أرسطو في ذلك الأمر.

وفي كتابه بعنوان "في السموات"، كتب أرسطو: "مرة أخرى، توضح ملاحظاتنا للنجوم أن الأرض ليست فقط دائرية الشكل، ولكنها أيضا دائرة ليست ذات حجم عظيم. فمجرد تغيير بسيط في الموقع نحو الجنوب أو الشمال يؤدي إلى تغيير ظاهر للأفق."

وبمعنى آخر، أنت ترى مجموعات مختلفة من النجوم في السماء ليلا بناء على مكان وجودك أنت. فالسماء في نصف الكرة الشمالي ليست كما تبدو في نصف الكرة الجنوبي. وإذا كانت الأرض مسطحة، لتمكنا من رؤية نفس النجوم جميعها في أي وقت محدد، لكنا لا نتمكن من ذلك.

هناك مفكر يوناني أيضا وعالم في الرياضيات، ويدعى إراتوسثينس، والذي ذهب إلى أبعد من ذلك، وتمكن من قياس محيط كوكب الأرض.

واكتشف أنه في وقت الظهيرة في إحدى المدن المصرية تتعامد الشمس مباشرة فوق الرؤوس، بينما في مدينة أخرى، لم ترتفع الشمس عاليا بعد.

كان إراتوسثينس يعلم المسافة بين المدينتين، وقاس مدى ارتفاع الشمس في السماء في كل منهما في نفس الوقت، ثم استخدم بعض طرق حساب المثلثات. ومع أن طريقته كانت بدائية، إلا أن إجابته كانت في محلها.

إن حقيقة أن الأرض دائرية أصبحت من المعارف العامة، على الأقل بين المتعلمين وأصحاب الحجة القوية.

وفي الآونة الأخيرة، خرج بعض الناس في رحلات حول الكرة الأرضية، ومنهم الرحالة البرتغالي فيرديناند ماغلان الذي جاب الكرة الأرضية من عام 1519 وحتى عام 1522، في رحلته الشهيرة التي كانت ستصبح أكثر صعوبة إذا كانت الأرض مسطحة وذات حافة في نهايتها.

وحتى قبل ظهور ماغلان بفترة طويلة، كان من الواضح للبحارة الذين يدونون ملاحظاتهم أن الأرض كروية. فإذا أبحرت نحو شيء طويل، مثل جبل ما، فسترى قمة ذلك الجبل تظهر في الأفق قبل أن ترى بقية أجزاء الجبل.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق