حوار دافئ في عيد الحب بين لوحات الأديب الفنَّان صبري يوسف وجمهوره

صبري يوسف ـ ستوكهولم
تمَّ افتتاح معرض الأديب والفنّان التشكيلي السُّوري صبري يوسف في صالة "ستور ستوغان" في ستوكهولم، في تمام الساعة الواحدة من يوم السَّبت المصادف 11. 2 . 2012، وقد حضر المعرض نخبة من الفنّانين والفنَّانات والمثقفين والمهتمّين بقضايا الفنّ التشكيلي والثقافة، وقد تمحورت أعمال الفنَّان حول ثلاثة مفاهيم تصبُّ في جوهر الحياة: الحب، الفرح، والسلام، حيث ركّز على الحب والفرح والسّلام بين البشر من خلال لوحاته الخمسين التي كانت بمثابة حوار مع الآخر/ المُشاهِد، وتركت اللَّوحات انطباعاً مفرحاً لدى الجمهور وخلقت نوعاً من التفاعل والحوار فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الفنَّان من جهة ثانية. وقد غطّت الفضائية البغدادية حفل الافتتاح عبر مندوب البغدادية السيد محمد عماد زبير وصوَّر وقائع حفل الافتتاح وأجرى حواراً قصيراً مع الفنَّان، كما صوَّر الفنان كابي سارة وقائع الحفل مع الحوارات والكلمات التي أُلقيت خلال الحفل وترك المجال للفنَّان يتحدّث عن تجربته الجديدة بإسهاب محتفظاً بكلِّ ما صوّره لآرشيفه الخاص وللفنَّان أيضاً. وقد حضر المعرض الكثير من الفنَّانين والفنَّانات من دول عديدة من العالم، حيث حضر الفنَّان حبيب موسى ملك الأغنية السريانية في العالم، والفنَّان التشكيلي كابي سارة، والفنان المسرحي وديع عمسيح، والفنَّان السُّوري جان خليل المعروف بصوته الجبلي الوديعي (نسبة إلى وديع الصافي)، ومجموعة من الفنَّانين التشيليين، الفنَّان أليرو ديلكادو وزوجته الفنانة سيسيليا روياس كاسترو والفنَّانة إيلينا مورينو، والفنَّان التشكيلي العراقي شاكر بدر عطية رئيس جمعية الفنَّانين التشكيليين العراقيين، والفنَّانان الكرديان ياسين عزيز علي وحسين برزنجي، كما حضر الفنان التشكيلي العراقي المتميّز بتشكيل لوحته عبر الحرف العربي د. عماد زبير أبو محمد، والفنان اليوناني غريغوريوس وزوجته الفنانة جاكلين، والفنانة الإيرانية روحي، كما حضر بعض الفنانين والفنانات من الجانب السويدي، منهم الفنانة والنحاتة شيشتين فيكستروم، والفنانة انغريد ستراندين والفنانة فرانسينا التي تشتغل على كولاج القماش والتطريز والفنان السويدي الكبير غوران، شيخ الفنانين السويديين.

افتتحت المعرض المشرفة على الغاليري الفنَّانة شيشتين فيكستروم وأشادت بأسلوب الفنَّان الذي يترجم مواضيع المحبة والسلام والجمال والفرح والحرية عبر لوحاته الجميلة المليئة بالرموز والطيور والطبيعة والبحر والسَّماء والألوان المفرحة، ثم تركت الكلمة للفنان صبري يوسف فرحّب بالجمهور ثم أشار إلى أنه اشتغل على موضوع الحبِّ والفرح والسَّلام بين البشر، لأنَّ هذه الأقانيم الثلاثة هي جوهر الحياة، وقرأ مقاطع شعرية من قصائده مؤكِّداً على أنَّ الشِّعر والرَّسم وجهان لعشق واحد هو الإبداع، ثم قدّم بعض الفنانين والفنانات كي يقدِّموا وجهات نظرهم وانطباعاتهم عن اللَّوحات بشكل مقتضب حيث توقفوا مليّاً عند الحالة الفرحية والسَّلام والحبّ والحرّية التي تلقّوها من خلال مشاهدتهم للوحات، كما أشار بعضهم إلى أنّ تجربة الفنَّان متأثرة بتجربته الشعرية وبالطفولة وفضاءاتها المضمّخة بالسنابل والكروم وبراري المالكية/ديريك، المعبَّقة بألوان الصفاء والنَّقاء التي انعكست على اللوحات بعفوية طفوليّة بديعة.
ولو ألقينا نظرة على سيماء وجوه الجمهور، لوجدنا الفرح والبسمة مرتسمة على وجوههم، وهذا ما كان يتوخّاه الفنّان من لوحته ومن معرضه، فحقَّق الهدف المنشود.
لمس الفنانون والفنانات الذين يتابعون تجربة الفنان صبري يوسف التجديد في الأسلوب والتشكيل اللوني وفي بناء اللَّوحة، وأشار بعض الفنانين إلى أن أسلوب يتعانق مع عوالم جموحاته الشعرية فهو يرسم كمن يكتب القصيدة، وقد استوحى الفنان من لوحاته مقاطع شعرية، وهو بصدد إعداد ديوان شعري بعنوان: لوحة وقصيدة، حيث بجانب كل لوحة سيفرد مقطعاً شعرياً مستوحى من اللَّوحة، لأنَّه يرى أنَّ الشِّعر والرَّسم عالمان متعانقان عناقاً عميقاً وحميماً، ويشكِّلان منبعَين ثريّين وعميقَين للإبداع وانتعاش الرُّوح.
منحت اللَّوحة المُشاهِد شحنات تساؤلية فولدَ حوارٌ بين المشاهدين والفنّان عن كيفية بناء اللوحة وكيفية ترجمة مشاعر الفنّان عبر اللوحة، فأجاب الفنان على تساؤلات الجمهور وشرح كيفية استعماله بتقنيات العمل بالسكِّين والتجريد، ثم كيفية توزيع العمل بالفرشاة النَّاعمة فوق المساحة التجريدية من خلال رسم الأزاهير والطيور والأشكال والشخوص والرموز المتعددة التي تهدف إلى خلق لوحة منسجمة ومنسابة مع فضاءات التجريد والترميز والأشكال التي تعكس حالة فرحية وهدوء وحب وسلام ومتعة له وللمتلقِّي/المشاهد، حيث يعتبر الفنان أن تحقيق متعة المشاهدة للمشاهد مهمّة جداً، لأنه هو نفسه يرسم بهذا الإيقاع لمتعة خالصة حيث يشعر أن المتعة التي تصاحبه خلال عمليات الإبداع عبر اللون والحرف، لا تضاهيها أية متعة أخرى على وجه الدنيا، ويريد أن يحقِّق هذه المتعة للمتلقّي وقد كان واضحاً تحقيق هذا التطلع من خلال الفرح المرتسم على سيماء المشاهدين، حيث كان الجمهور في حالة فرحية لهذا التدفُّق اللوني المتوَّج بأزاهير وطيور وبحار وفضاءات من بوح الأحلام المرفرفة في ذاكرة وخيال الفنان والتي ترجمها بحنانٍ عميق على مساحات لوحاته، التي قدّمها لكلِّ المحبِّين والعشاق في العالم بمناسبة عيد الحب، مركِّزاً خلال الحوار الدائر أثناء الاحتفال على ضرورة أن يلتفت الإنسان أينما كان وفي أي موقع كان إلى أهمِّية المحبَّة والفرح والحرّية والسَّلام والوئام بين البشر والطبيعة والدول والقارّات والأرض والسماء، كي تصبح الحياة أكثر جمالاً وبهاءً وعطاءً، ولو لم يحقِّق الإنسان هذه التطلُّعات الخيِّرة، تغدو الحياة قاحلة، كأنّها تمرّ في عصر الظلمات ومصابة بالعقم، لهذا نرى الأديب والفنّان صبري يوسف يجنح دائماً نحو الحرّية وقيم الخير والمحبَّة والعدالة والسَّلام بكلِّ ما لديه من تطلُّعات إبداعيَّة سواء عبر اللَّون أو الكلمة!

ستوكهولم: 12. 2. 2012
sabriyousef1@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق