ذكرى أربعين حافظ متحف جبران الأديب وهيب كيروز


الغربة ـ فريد بو فرنسيس

أحيت مدينة بشري والقضاء حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة حافظ متحف جبران الأديب والمفكر وهيب كيروز تخلله قداس احتفالي وصلاة وضع البخور  ترأسه النائب البطريرك العام على الجبة المطران مارون العمار والمطران فرنسيس البيسري وعاونهما الخوري خليل عرب والخوري شربل مخلوف والآباء ميشال روحانا أيوب يعقوب وشربل كيروز وحضره الى النائب ايلي كيروز رئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق وممثل النائب السابق جبران طوق، وممثل رئيس مؤسسة شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية ، رئيس بلدية بشري أنطوان الخوري طوق وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير ومسؤولي هيئات المجتمع المدني ومنسقي القوات في المنطقة.
بعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران العمار عظة تحدث فيها عن سر الخلاص وقال: بتدبير من الله وعبر يسوع المسيح العامل بمقتضى البنيان يحفر بالتاريخ خطوطاً أبدية تقوى على كل عامل للنسيان، وتنتصر على همجية الزمان والمكان
وأضاف: في هذه الذكرى الأليمة انسانياً والتي افتقدنا فيها انساناً مميززاً وغالياً علينا جميعاً وعلى الأرز ورموزه وعلى جبران خليل جبران وخلوده نعبر لكم عما يجيش في فكرنا وقلبنا خصوصاً وأننا رأينا في وهيب كيروز قبساً من الأبدية زرع الله فيه فراح يعتني بنمو الزرع حتى كبر وازدهر وأينعت ثماره وراحت طيور السماء تعشعش بين أغصانه ليستظل السائح في أفيائها ويجد الضائع والغريب فيها ملاذاً آمناً.
أيها الأحبة ظهر  فكر كيروز الايمان بالله وبالوطن والانسان .
وختم : نحن لا نودعك ولكننا نقول لك انك باق أبداً معنا لأن من يجمعنا بك هو أقوى من النسيان والموت. كن قرير العين لأن ما تركته لا يستطيع أن يمحوه زمان ومكان.
وبعد القداس تلا الأستاذ جوزيف جبور رسالة التعزية التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للعائلة وفيها: أبعث اليكم بتعزية حارة بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة المرحوم وهيب فهد كيروز الذي خلف رحيله ولا شك ألماً في نفوس عائلته وأحبائه، سائلاً الله تعالى أن يتفقده رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان.
وألقى بعدها كلمة وجدانية نوه فيها بمزايا الراحل وحضوره الذي سيبقى في أذهان وذاكرة الجمعيات والنوادي والأجيال التي تربت على أيدي الراحل.
النائب كيروز نقل الى العائلة محبة وتقدير وتعازي الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع منوهاً بمزايا الراحل الكبير ومتحدثاً عن علاقته مع بشري ولبنان وجبران وقال: لوهيب كيروز الأستاذ كما اعتدنا أن نسميه مساحة واسعة في ذاكرة بشري فهو أحد جذورها الضاربة عميقاً في ترابها وأحد أغصانها الممتدة بعيداً في سماء الوطن له عليها الكثير وقليل منها أن تحتفظ به في ذاكرتها أيقونة حب .
وتابع : وأعترف أنني أحتفظ لك بصداقة توجعني اليوم بعد رحيلك أبلغ الوجع ومحبة تستقطر دمعي سخيناً . إستاذ وهيب وبشري ولبنان وجبران رباعي متواحد . الأستاذ كان صلحاً دائماً مع نفسه ، سلامه الداخلي كان ناصعاً وشفافاً خجلاً من بابه المتواضع الذي يمرر هامته العالية . علاقته مع بشري كانت "أحبك حتى الجنون" . صيري ، كوني الأجمل لك كل أعراق الجبين وكل نبضات القلب . وهو وفى نذره لها رائداً ومتمرداً ومصلحاً ومعلماً وخادماً . وعلاقته مع لبنان "كن تاج الدنيا" جمالاً وفكراً وأدباً وفناً . اما علاقته مع جبران فكانت "أنت الوديعة وأنا الأمين" وهو حفظه لوقته وجهده وقلمه إرثاً وتراثاً متصومعاً معه حيناً وحامله الى العالم حيناً آخر .
وختم : إذا كان عالم "الأستاذ" الخاص صغيراً جداً ومتواضعاً في الشكل فإنه كان في جوهره فضاءاً لا حدود له عايش فيه قمم الفكر وحاورهم وجادلهم وتفاعل معهم ذائقاً حلاوة أن يكون في الذروة .
بعدها ألقى رئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق نوه فيها بمزايا حافظ المتحف وقال : بعد غيابك قد لا يعني شيئاً الحديث عنك ، ويعني كل شيء الحديث إليك . وإني إذ أتمثلك واقفاً مع جبران ن حبيبك تنظران إلينا أتهيب اللحظة وأستميحكما العذر لهفوات قد تتسرب فيما ساسره إليك يا مجنون جبران .
وختم : يا مجنوناً كجبران وكالقديسيين – لقد كنت الأقرب الى حقيقتك "الجوانية" فعشت متصالحاً مع ذاتك في عالم لم تستطع التصالح معه وكنت الأقرب الى الحقيقة المطلقة رأيتها في النور الذي أضاء عليك وفي النعمة التي وهبت لك .
ثم كانت كلمة العائلة التي ألقاها نجل الراحل الأستاذ بيار وهيب كيروز توجه في بدايتها الشكر الى فخامة رئيس الجمهورية وكل الذين شاركوا العائلة في وداع الوالد وقال : يا أبي أطل قليلاً أعرني صوتك لنقول لبطريركنا الماروني الراعي شكراً لك أيها الشارب مثلنا من كأس الأحزان ، ولفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان شكراً لتعزيتك إيانا ، ولآبائنا المصلين في حضرة الموت صلت الملائكة بين أيديكم ، لكل من سكب معنا دمعةً بوركت عيناك ، ولكل من مسح لنا دمعة بوركت كفاك .
وأضاف : يا أبي يا صحاب الوقفة الطويلة في المفترق بين الحياة والموت ، يا صاحب الصبر الطويل على الوجع الطويل ، يا صدراً غتسع لكل الناس فما عاد فيه متسع لأنفاس قليلة ، يا قلماً كسره عبء الحبر ... فأراقنا دمعاً ، يا قلباً أحب بشري كإمرأة الأحلام وأحب لبنان كطفل المغارة ، سلاماً عليك وأنت تعود الى ترابهما تراباً وحنيناً .
كما ألقى الشاعر أنطوان مالك طوق قصيدةً شعرية حيا فيها روح وهيب كيروز وفيها:
وينك "وهيب" ! سماع ... يا ناس اسمعو:
في زغار من إيد الطفولة بيوقعو
يا بيكبرو متل ما بالفي بيمد الخيال     
يا متل ما عالصخر زهر بيزرعو
يا متلك بيتمرجلو ... وبيطلعو        
ل مطرح ما فيه محل إلا ...  للرجال ...
شو بتشبهو ل "جبران " يا إبن الشقا!
متل الخبز ما بيشبه سهول القمح
وبيشبه العدرا بياض الزنبقة ...
شو بتشبهو! ... لمن وصلت لفوق نزلت الصليب
واستقبلك جبران والضحكة ملو
أهل السما بالسر صارو يسألو
"جبران مينو ؟ يا سما ومينو وهيب؟!" ...
صرتو سوا ورح يسألك عن هون ... عن دار العمى ...
كذب عليه الكذب أبيض بالسما
وستر عا كل ل فيك نتفه تسترو   ...
لا تخبرو : مية سنة وبعدو الجرب
قاعد ب قلب جلودنا ... ومالو دوا ...   
لا تخبرو : مية سنة وبعدو العطب
قاعد ب قلب عقولنا ... وما في نوا
ولا تخبرو : الأرزات عم يتكسروا
ونحن تحتن عم نغني للوطن
 لا تخبرو : لبنان بالموت نعجن  
وإنا إتفقنا كلنا تنقبرو   
بس إختلفنا كتير ع لون الكفن ...
وبعد ذلك تقبلت العائة والنائب كيروز التعازي وتم توزيع كتيب يحمل التحيات والكلمات والقصائد الشعرية الى روح الراحل إضافةً الى صور دون عليها عبارات وقصائد للأستاذ وهيب .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق