أسرار شبارو ـ النهار ـ
انتهى من تناول العشاء مع عائلته وانطلق لملاقاة أصدقائه. اعتمر خوذته وركب دراجته النارية غير أنه لم يتمكن من الوصول الى وجهته بعدما صدمته سيارة على طريق سيدني، رمته أرضاً مسافة أمتار ليسلم الروح على الفور نتيجة إصابته بنزيف داخلي؛ هو علي مهنا ابن بلدة كونين الجنوبية الشاب اللبناني الذي ولد وترعرع وفارق الحياة في أوستراليا.
مصادفة قاتلة
في العام 1968 حمل والد علي (23 عاما) عبد علي العامل في تنجيد المفروشات حقيبته، صعد الى الطائرة متوجهاً الى اوستراليا. بدأ حياته في بلاد الاغتراب، رزق بثلاثة صبيان وست بنات، وبحسب ما شرحه علي حمود ابن خال الضحية والمقيم في اوستراليا لـ" النهار"، فإن "علي هو آخر العنقود في عائلته، حيث رزق خالي به بعد 12 عاماً من ولادة اخر ابن له قبله، كان بالنسبة إليه هدية من السماء، فرح بمجيئه كثيراً، قبل أن يخطف منه في غفلة، نتيجة حادث سير وقع عند نحو الساعة الثامنة والنصف من مساء امس".
ويتابع "صادف مرور علي مسرعاً على دراجته النارية خروج سيارة من مرأب منزل، اصطدمت به، طارَ نحو خمسة أمتار قبل ان يرتطم بقوة على الأرض، الضربة أتت على رأسِه وعلى الرغم من انه كان يضع الخوذة الا انها لم تحُل دون اصابتِه بنزيف داخلي أدى الى وفاته".
أمنية لم تتحقق
بداية هذه السنة فتح علي صالوناً لتصفيف الشعر، ويلفت حمود "كان شاباً ناجحاً، أحبّ الحياة وحاول ان يعيشَها بكامل تفاصيلها، ربما هذا ما دفعه الى زيارة لبنان مرة واحدة في حياته العام الماضي، حيث أمضى أسبوعاً، أعجب كثيراً بوطنه، رغب بالعودة اليه من جديد لكن لم يكتب له القدر مزيداً من العمر لتحقيق أمنيته".
ويشرح "بعد الحادث الأليم أراد والدا علي ان يدفنا جثته في بلدته كونين لكن اشقاءه أصرّوا أن يبقى الى جانبهم في سيدني ليتمكنوا من زيارته كلما شاؤوا، فقد كان بالنسبة لهم الشاب الذي يُعتمد عليه على الرغم من فارق السن بينهم وبينه، كما كان عوناً لكل محتاج، لا يردُ من يقصده في خدمة أي كان، ولا أبالغ إن قلت أن خسارته أكبر من أن يتصورها عقل".
"علي هو الشاب الرابع الذي تفقده الجالية اللبنانية في سيدني خلال شهر نتيجة حوادث السير"، بحسب حمود الذي يضيف "ما حصلَ معه صدم الجميع، حالة تعاطف كبيرة أبدتها الجالية مع العائلة، كما أبدت الصحافة الأوسترالية اهتماماً بالحادث وأفرغت له مساحة في صفحاتها". ويختم "كأنه كتب على اللبناني ان يلاحقه شبح الموت على الطرق ليس فقط داخل وطنه بل في كل انحاء العالم"!
0 comments:
إرسال تعليق