CONVERSATION
الربيع العربي والقلب النابض... جديد الكاتب سعيد نفّاع
صدر مؤخّرا بإصدار خاص وتحت رعاية العالميّة للخدمات الاقتصاديّة لصاحبها عبد القادر نصّار، كتاب سعيد نفّاع الجديد وتحت عنوان: الربيع العربي والقلب النابض، وقفات على المفارق "شظايا أفكار". هذا الكتاب هو الكتاب ال-16 للكاتب إصدارًا من أصل 22 كتابا ناجزَا.
الكتاب من الحجم المتوسّط و264 صفحة، يحتوي على تقديم وافتتاحيّة و74 مقالة تتناول الوضع العربي عشيّة وخلال وبعد ما سُمّي الربيع العربي، العام والمصري والليبي ولكن وبالأساس الوضع السوريّ.
جاءت الافتتاحية تحت شعار؛ "ارفع رأسك يا أخي!" المقولة التي اعتاد عبد الناصر تكرارها. وفي التقديم الذي قام به الدكتور أحمد رفيق عوض- أستاذ الإعلام في جامعة القدس وباحث أكاديمي ومحلّل سياسي، الآتي:
"هذا كتاب حسم في القرار ووضوح في الرؤية. لا تردّد ولا مفاضلة ولا حسابات ولا تسويات، ليس في هذا الكتاب دقّة الأكاديميا وحذرها، ولا تردّد المثقّفين وليبراليّتهم، ولا غموض السياسيّين، ولا مساومات التجّار والمُمَوّلين... المدهش والمفرح معًا، أنّ الكاتب ورغم قتامة الصورة ورعب التفاصيل يدعونا أن نؤمن بما يؤمن به، وهو شعار " ارفع رأسك يا أخي".
CONVERSATION
فصليّة التواصل في عددها الجديد نيسان 2020: والدروز وثقافة القطيع والتواصل
صدرت مؤخّرا فصليّة التواصل في سنتها التاسعة، والتي تصدرها جمعيّة الجذور بالتعاون مع الحركة الوطنيّة للتواصل. وقد صدر العدد ب-56 صفحة وشمل كلمة العدد وتحت العنوان أعلاه وممّا جاء في الكلمة:
" ثقافة القطيع هي حالة اجتماعيّة تسود في المجتمعات المتخلّفة ثقافيّا والمتعصّبة عشوائيّا، يجري أفرادها وراء راعٍ قُيّض له بحكم امتلاك إمكانيّات خاصّة أن يسوسها وليس بالضرورة في الطريق الصحيح، اللهم إلّا كان ذا بصر وبصيرة يسخّرهما للصالح العام لا لذات ولا لسيّد.
لا نعتقد أنّ اثنين يختلفان أنّ هذه الثقافة هي الطاغية بين الدروز رغم كلّ مظاهر التقدّم الخارجيّة؛ فيلات وسيّارات "ليسنج" وكلّها "مُمشكنة" ورحلات خارج البلاد على "المينوس"، وشهادات أكاديميّة ليست إلّا "رُخص عمل" للترفيه والرفاه وفي الكثير من الأحيان مسخّرة خدمة ل-"الراعي".
هذه الحال هي وليدة الغربة عن "العقل" والتمسّك بال-"نفس". وبالتالي الانقطاع عن الجذور الانتمائيّة؛ أهليّا ومذهبيّا ووطنيّا وقوميّا. البديل هو التواصل مع كلٍّ من تلك؛ التواصل مع العقل ومع النفس طريق العقل، والتواصل مع الأهل حملًا لهمومهم ليس ركوبًا عليها ولا تسخيرها، والتواصل مع الانتماء سلوكًا ليس مظهرا.
الحال أعلاه تخدم أوّلا وقبل كلّ شيء المتسلّطين على مقدّرات الدروز لغايات أبعد ما تكون عن مصالح الدروز الحقيقيّة، وسيعملون "السبعة وذمّتها" لاستمرارها.
الخروج من هذه الحال هو فقط وفقط حين يعي "التنويريّن" في الطائفة ومهما اختلفت اجتهاداتهم الفئويّة اجتماعيّا وسياسيّا وفكريّا، أنّ التواصل فيما بينهم بعيدا عن الفئويّات والذاتيّات والأحقاد، هو الطريق."
وتضمّن العدد موادّ في باب المقالة والشعر والأدب بأقلام نخبة من كتّابنا، الشيوخ: عوني خنيفس ومعذّى سيف وكايد سلامة ونمر نمر ونجيب علّو. والشعراء: تركي عامر وإياد الحاج وصالح زيدان وتفّاحة سابا وصالح قويقس وبسيل بدر ونسرين غضبان وفهيم أبو ركن. والكتّاب: سعيد نفاع وبهجت سعد وزياد شاهين، وتناول د. غازي خير الكورونا.
CONVERSATION
مجلة " الإصلاح " في عددها الجديد ايار 2020
عرعرة – من شاكر فريد حسن
صدر العدد الجديد (الثاني ، المجلد التاسع عشر، أيار 2020)، من مجلة " الإصلاح " الشهرية المستقلة للأدب والثقافة والتوعية والإصلاح، التي يرأس تحريرها الكاتب مفيد صيداوي، وتصدر عن دار الأماني للطباعة والنشر والتوزيع في قرية عرعرة بالمثلث.
جاء العدد في 50 صفحة من الحجم الكبير والورق الصقيل، وأشتمل على مواضيع متنوعة ومواد أدبية ونصوص إبداعية.
يستهل العدد رئيس تحرير المجلة بكلمة " العروة الوثقى "، ويتحدث فيها عن شهر أيار والكورونا، ثم يودع صامد تشونغ جيكون الصيني صديق العرب ولغتهم، والأستاذ الشاعر صلاح عبد الحميد أبو صالح من سخنين.
وفي العدد مساهمات لعدد من الأقلام المحلية والكتاب العرب خارج الحدود، فغسان الحاج يحيى يكتب متابعة نقدية لمجموعة شعرية للدكتور نديم حسين تحت عنوان " أترى سيذبحني الحمام "، ود. منير توما عن رواية " البؤساء " لفيكتور هوغو كقصة أخلاقية عظيمة الفضيلة، ود. يوسف بشارة عن شاعر الوادي عبد القادر عرباسي، ود. محمد حبيب اللـه في " شدة وبتزول "، والكاتب الفلسطيني المقيم في تونس توفيق فياض في نواعير الذاكرة، وعمر سعدي من أساطين الأولين عن الأسطورة ومعتقدات الشعوب، والأستاذ حسني بيادسة من أمثالنا الشعبية وقصة المثل " نهد الشاشة ولا نقطع رأس العروس "، و أ. د. حسيب شحادة في جولة في الإبومنيمات، والأديب فتحي فوراني عن الفنانة الواعدة ديمة صالح سعيد، التي تزين أحدى لوحاتها الصفحة الداخلية للمجلة.
في حين يكتب د. حامد عمار عن باولو فريري أهم مفكر تربوي في القرن العشرين، والراحل سليمان عيسى في نص عن أول أيار، وأحمد صالح جربوني في لقطات من الذاكرة، وسعود خليفة في حكم واقوال مأثورة، والصحفي محمود خبزنا محاميد في أدب الرحلات، والأديب حسين مهنّا في زاويته " عين الهدهد " عن الفراغ.
وفي مجال الكتابات الشعرية، نقرأ قصيدة " آه يا وجع القصيدة " في رثاء الشاعر صلاح عبد الحميد لشاكر فريد حسن و" روح وريحان " لصالح أحمد كناعنة، و" ترك الحقيبة ورحل " لإيلاف دغش، و" شمس الشرق " لأحمد مدني.
وفي العدد أيضًا قصة للكاتب يوسف صالح جمّال بعنوان " قبر جدي المسجون "، بالإضافة للزوايا الثابتة " أريج الكتب " و " نافذة على الأدب العالمي " و " ونافذة على الشعر العبري الحديث " و " أنت والإصلاح "، والمسابقة الرمضانية من اعداد الأستاذ حسني حسن بيادسة، وغير ذلك من المواد الخفيفة.
CONVERSATION
نشاطات مركز فكر الأخيرة
وجّه المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية فِكر ICIP تحية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في يومهما مقدراً المخاطر التي يتحملها المتطوعون مع انتشار جائحة كورونا وانعكاساتها محلياً وعالمياً. كما وجّه المركز تحية لكافة العاملين في القطاع الطبي الاستشفائي والانساني متمنياً الشفاء العاجل للمرضى آملاً من المواطنين التقيد بالاجراءات الوقائية في هذه الظروف الدقيقة.
**
وجّه المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية فِكر ICIP في اليوم العالمي للتمريض، تحية تقدير للممرضين والممرضات، مُنوهاً بالجهود والتضحيات المبذولة من قِبلهم خاصة في هذه الأيام الصعبة وانتشار فيروس كورونا، مُعتبراً اياهم بمثابة الجندي المجهول الذي يقوم بمواجهة التحديات مُشكلاً خط التماس الأول مع المرضى والمتألمين.
وقد شدد مركز فِكر على ضرورة دعم قطاع التمريض والى تضافر الجهود والتعاون بين مختلف المؤسسات والهيئات والادارات والوزارات المعنية لمواجهة التحديات في ظل جائحة الكورنا.
مركز فِكر: تحية تقدير للممرضين والممرضات في يومهم
وجّه المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية فِكر ICIP في اليوم العالمي للتمريض، تحية تقدير للممرضين والممرضات، مُنوهاً بالجهود والتضحيات المبذولة من قِبلهم خاصة في هذه الأيام الصعبة وانتشار فيروس كورونا، مُعتبراً اياهم بمثابة الجندي المجهول الذي يقوم بمواجهة التحديات مُشكلاً خط التماس الأول مع المرضى والمتألمين.
وقد شدد مركز فِكر على ضرورة دعم قطاع التمريض والى تضافر الجهود والتعاون بين مختلف المؤسسات والهيئات والادارات والوزارات المعنية لمواجهة التحديات في ظل جائحة الكورنا.
**
CONVERSATION
الشاعرة نهاية كنعان - عرموش في عتبات الحنين
كتب شاكر فريد حسن ـ
كانت الصديقة الشاعرة ابنة طمرة الجليلية نهاية كنعان- عرموش، أهدتني ديوانها الشعري "عتبات الحنين" الصادر قبل فترة وجيزة، عن دار صامد للطباعة والنشر والتوزيع في لبنان، وهو ديوانها الرابع بعد " أريج الرذاذ والحبق "و " وضفيرتان "، و " وخيط عسل ".
جاء الديوان في 180 صفحة من الحجم المتوسط، بتصميم جميل، وطباعة أنيقة، ولوحة الغلاف بريشة الرسام العالمي العربي الفلسطيني وليد أبو شقرة. أما الاهداء فإلى " الذين افتقدهم بحبي حتى يمدّوني بمدد يطيل عمري وانتظاري ويشغف شوقي ويزيد إصراري، بأن أكون برفقتهم في دار الدنيا ودار القرار، إلى روح الشيخ ناظم الحقاني وجميع الأولياء الصالحين في معارج النور ".
وكتب الدكتور سمير محمد أيوب استهلالية وتقديم للديوان، فحلّق في عالم نهاية الشعري، وغاص في عمق نصوصها، واستنتج أن عتبات الحنين " مجموعة قصائد مشحونة بمعجم لغوي يعبر عن مفارقات واقع مهزوم مأزوم، يفضي إلى غضب مقاوم، تمثل الادب الملتزم مضمونًا وافصاحا بامتياز وفق غائية ترتقي إلى الوطن وحلم أهله. وهي منحازة لوعيها، تتنقل بين حنين إلى الماضي، والحنين لأمل حائر منطلق نحو مستقبل في نهاية النفق ".
نهاية كنعان-عرموش صوت شعري عذب ورقيق له حضوره وصداه في الساحة الأدبية المحلية وبين الأوساط والمحافل الثقافية في بلادنا، عرفناها منذ أكثر من ربع قرن من خلال ما كانت تنشره من قصائد وخواطر وصور قلمية وقصص قصيرة على صفحات جريدة " الاتحاد " العريقة وسواها من الدوريات والملاحق الأدبية والثقافية. وعلى امتداد هذه السنوات اشتغلت على موهبتها، وعملت على صقل شخصيتها، وتطوير أدواتها، وإثراء تجربتها حتى وصلت ما وصلت إليه وبلغته من مستوى رفيع في هذا الديوان الماتع، الذي يشتمل على قصائد في غاية الصدق والسبك والجمال الفني والتعبيري، تستهله بقصيدة فيها لوعة وحزن وشجن وشوق وذكريات صاخبة ، كتبتها لروح والدها، تقول في مطلعها:
ما بينَ الحُبّ والمّطر
ذكرياتٌ صاخبةٌ
تَنْهل على صدريَ بالأناهيدِ
تُثقِلُ الدمع بالتفاتةِ
نحو الصّدى لرأيٍ سديدِ
يا مالكَ العمرِ
صدَأتْ طُرقاتي
مِنْ غيابِ خّطواتِك
بالشوقِ الأكيدِ
ومن يقرأ الديوان يلمس أن نهاية كنعان- عرموش ليست شاعرة تتألق في شعرها الصناعة الفنية أو تزخر بموهبة الشعر فحسب، إنما هي شاعرة كصفاء الماء، مرهفة الإحساس، حريرية الحروف، تحمل في نصوصها مع القيمة الجمالية قيمًا فكرية وإنسانية ودينية كبيره، وفنها يمتزج بإنسانيتها ووطنيتها الصادقة وإيمانها العقيدي، ونصوصها مستمدة ومستلهمة من ينابيع شاعريتها الملهمة وفكرها الواعي وعقلها الناضج، ونلمح النزعة الإنسانية تُلوّن قصيدتها التي تجيء منسابة واضحة بعيدًا عن التقريرية والمباشرة، دون ترهل وضبابية وافتعال وحشو مفرط، بل بشفافية وتلقائية، وجمالية صورها الشعرية تعكس شغفًا بلغة السحر والبيان، وأسلوبها البوحي التعبيري يبلغ غاية الاتقان في الإيحاء. إنها تكتب قصيدتها بإحساسها العالي ونبضها الوجداني وروحها الشاعرية المرهفة وخيالها الخصب، وترسم كلماتها المتناسقة عبر لوحة فنية إبداعية متعددة الألوان والصور التي يستذوقها القارئ، بكل طلاوتها ورونقها ونكهتها الخاصة وصورها الفاتنة.
نهاية كنعان- عرموش تنساب في قصائد " عتبات الحنين " انسيابًا ثريًا متدفقًا سلسًا، بمضامينها وعناوينها وثيماتها، وتقدم لنا نصوصًا من الشعر الوجداني الحنيني والوطني العشقي، يجمع مواطن الجمال، ويجمع ايضًا بين العاطفة والحنين للماضي والمستقبل المنظور، والوطن، والحالة السياسية والاجتماعية، وتصوير الهم والوجع اليومي والتمسك بالثرى وتراب الوطن. وإننا نجد أنفسنا أمام شاعرة اتخذت الحرف الأنيق معبدًا ترتل فيه ترانيم العشق واناشيد الحب والحنين لوطنها الغالي المقدس، وتعلن فيه وفاءها له، والفخر بأبنائه الصامدين فوق أرضه رغم الليل الطويل والآفاق المظلمة.
وبالرومانسية المتعانقة مع الطبيعة وكائناتها المتوحدة تتجلى رؤى نهاية ونظرتها إلى الحياة والوجود، ونشعر بالقلق الوجودي الطافح الذي يطفو على سطح كلماتها، المشبع بفكر وفلسفة واعية بمنطق الأشياء، وبواقعية تؤمن بالإرادة والقدرة على التعبير، وبذاتها الشعرية الوثابة المفعمة بالعنفوان، تتوهج فنيًا وجماليًا بلغتها الموحية الشفافة الشجية المترعة بالنداوة، والموسيقى الصافية الهادئة، ولنسمعها تقول في قصيدتها " غائبة " :
غائبةٌ في سهادي
بينَ ملامحِكَ
أضيعُ وأضيعُ
وأنيني معَكَ
أحبُّك ولا أريدُ الا أمسحَ أدمعَكِ
يا بحري
ما أعمقَكَ
لؤلؤة أن أغوصَ
في حسرة مرادي
يا قيودي ..
ما أطيبَ معشرِكَ
يا حفنةَ دمعِي ..
يا مطرِي الشادي بعبقِي
والوطن في قصائد الديوان هو الحُبّ والجمال، والحُبّ هو الوطن، وما الفاصلة بينهما سوى حُبّ جدلي عميق كامن في الوجدان، فهي " تكتب تاريخًا يضم قارورة عطر، عصارتها وطن مذاب بدمها، بالحبر الباقي في أقلامنا "، وهو الوطن " الشامخ المعشش في ضياعنا، أينما رحلنا، وأينما غبنا "، و "نحن غاباته المتشابكة في رحمه "، وهي " المتناسقة في آفاقه، المحلقة بعطرها في أجوائه "، تصنع " توازنًا وأحلامًا نقيّة ".
وفي الديوان الكثير من الومضات الشعرية المكثفة الهامسة الطافحة بالرقة، التي تحاكي خلجات النفس، بالمقابل مع قصائد أكثر طولًا، منها على سبيل المثال لا الحصر :" أنا شمس، قدْ تمرُّ، حنين، عشقي، جناحي، حفنة دمعي، مُثْقَلونَ، نعم، مطر، عمري، أحلام " وغيرها.
ونلحظ في نصوص ديوان نهاية النفس الشعري والتجلي والسمو التخيلي الشفاف، وبراعة التصوير، والتعبير الحسي من خلال السهولة والانسيابية في الالفاظ والمعاني البعيدة عن التعقيد والصعوبة والوعورة، وتجيء قصائدها كالشهد والبلسم، متشحة ومصبوغة وزاخرة بالصور الفنية الموحية العميقة بمغزاها وأبعادها وجماليتها، ولا أدل على ذلك من قصيدتها " تراني "، حيث تقول :
أبحثُ عنكَ
في دواخلي
وقد ضيَّعتُكَ
بين أروقة عُهودي
التي لا تُطالُ
فاقتحمتَ
تربَّعتَ وافترشتَ روحي
وأقبلتَ
وامتلكتَ
أأنتَ المشتاقُ مثليَ
وتعلمُ بجنونِ عشقي
الذي به أدمنتُ؟!
ديوان "عتبات الحنين" لنهاية كنعان- عرموش يشي بشاعرية مرهفة، متدفقة وجياشة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية والوطنية، وخيالٍ مجنحٍ بمنطق الإبداع القائم على التكثيف والإيحاءات والمفارقات والمعنى البديع، لا تترك أي حالة شعورية دون أن تسطرها وتصوغ لحظتها بالسبك المتين والتعبير الجمالي الحسي الحي، بصور كلامية خلّابة، وأوصاف وتشبيهات واستعارات بلاغية، وتصوير يثير الوجدان ويحرك العواطف، وهذا هو الشعر..!
باختصار شديد، نهاية كنعان- عرموش في ديوانها ، شاعرة أنيقة بحروفها ومفرداتها وجملتها، جزلة العبارة، ولقصيدتها رونق لا يخفى، ولعلني أتفق مع الدكتور سمير محمد أيوب بأن الديوان يستحق أن يقرأ بتبصر، وحقًا أنني تبصرته واستمتعت بقراءته.
أبارك للصديقة الشاعرة نهاية كنعان- عرموش بصدور ديوانها الجديد " عتبات الحنين "، متمنيًا لها النجاح والتألق وبلوغ ما تصبو إليه، ولها خالص التحيات.
CONVERSATION
صقور ونمور.. إصدار جديد لعمر سعدي
كتب : شاكر فريد حسن ـ
" صقور ونمور " هو عنوان الكتاب الصادر حديثًا، عن دار " الأماني " للطباعة والنشر في قرية عرعرة- المثلث، للكاتب والمؤرخ الميداني عمر سعدي، ابن مدينة عرابة البطوف الجليلية. ويسلط الضوء على ثورة 1936- 1939 وصقورها ونمورها ومجاهديها، الذين لمعت أسماؤهم بين جماهير شعبنا الفلسطيني.
جاء الكتاب في 132 صفحة من الحجم المتوسط، ومن تصميم رنا قيسي- غنامة، وراجعه ودققه لغويًا الأستاذ الأديب فتحي فوراني، وأخرجه وقدم له الأستاذ الكاتب مفيد صيداوي، بالإضافة إلى صاحب المؤلف، الذي كتب توطئة له. واهداه إلى " جميع شهداء ثورة 1936، وإلى جميع شهداء فلسطين ". وكان سعدي قد خص صحيفة " الاتحاد " العريقة، ومجلة " الإصلاح " الثقافية الشهرية، فصول الكتاب.
يقول صيداوي في المقدمة : " يأتي هذا الكتاب ليؤرخ لجانب هام من الثورة من خلال أبطال شاركوا بها، لم يرهم المؤرخ، بل قرأ وسمع عنهم وأراد أن يكتب عنهم من خلال ما تبقى من ذكرى وذكريات عنهم من أهاليهم واهالي بلدانهم أو ممن عرفهم. فهو لم يجلس في مكتبه ليقرأ مؤلفات غيره عن هذه الثورة ويمحص ويأتي بدراسة أكاديمية، ولم يعرف هؤلاء الثوار عن كثب ليكتب ذكرياته هو معهم، بل ما كان يسمع من أفواه الناس عن هذا الثائر أو ذاك، ومن أين هو فيستقل سيارة مع صديقه ويذهب لمسقط رأس الثائر ويسمع ما يقوله له معارفه عنه ويسجلها كما هي ".
أما مؤلف الكتاب عمر سعدي فكتب في التوطئة :" ما حملني على الشروع بهذا المشروع الوطني عندما وقفت عاجزًا أمام سائلي عن اسم أحد رموز هذه النخبة من المجاهدين الذين لمعت اسماؤهم بين الجماهير الفلسطينية، وعندما وجدت نفسي في ضيق وفي جهل مطبق، شرعت في البحث عن أصلهم وفصلهم ونضالاتهم المشرفة، ورحت اقتفي أخبار اولئك المجاهدين الذين رووا الأرض الفلسطينية بدمائهم الطهورة الزكية، ثم عامل الزمن الذي نشر فوق اسمائهم سحابة سوداء اخفى تحتها اخبار وبطولات أشخاص ضحّوا بالغالي والنفيس عن الوطن وباتوا في وادي سحيق من التغييب والنسيان ".
يشار إلى أن الكاتب والمؤرخ عمر سعدي من مواليد عرابة البطوف العام 1939، أنهى دراسته الثانوية في بلدة الرامة، عمل في البناء لمدة خمس سنوات، فمقاول بناء، ثم أصبح متفرغًا في الحزب الشيوعي، وأشغل مناصب ومواقع في الشبيبة الشيوعية والحزب، وكان له دور فعال في أحداث يوم الأرض الخالد الأول عام 1976، وتعرض للملاحقة السياسية وفرضت بحقه الإقامة الجبرية. وسبق وصدر له كتاب " مأثرة يوم الأرض الخالد ".
وأخيرًا يمكن القول، أن "صقور ونمور" هو كتاب توثيقي تاريخي عن أبطال شاركوا في ثورة 1936 وكانوا من صناعها، ويشكل مرجعًا مهمًا، وإضافة نوعية وكمية للمكتبة الفلسطينية في مجال التورخة والتوثيق، وهو يستحق القراءة والاهتمام.
إنني أهنئ الكاتب الصديق والرفيق عمر سعدي بصدور كتابه " صقور ونمور"، متمنيًا له عمرًا مديدًا، ومزيدًا من العطاء الجاد المفيد الهادف، الذي يخدم شعبنا، ويحفظ تاريخه وثقافته.
CONVERSATION
الكاتبة قمر منى تطلق كتابها الأول بعنوان: رحلة القمر
تطلق الكاتبة المقدسية قمر محمد فارس منى كتابها الأول بعنوان "رحلة القمر " حديثآ في ٥ ديسمبر ٢٠١٩ والذي يعتبر من بواكير أعمالها ، حيث صدر عن"دار الياحور للنشروالتوزيع ، والذي يقع في١٢٩ صفحة من القطع المتوسط ، ويحتضن بين دفتيه ٨٦ خاطرة وقصيدة نثرية(شعر محكي) .
يضم الكتاب نصوصًا غلب عليها الطابع الرومانسي والفلسفي، كما انه يندرج ضمن الأعمال الأدبية، التي تعكس أبعادًا شعورية وإنسانية منها الأمل ،النسيان ،الإرادة، والفراق ، كما يتخللها مشاعر إيمانية لطيفة مثل :"يا رحمة الله احتويني" ، وعلى الرغم من أن عمرها لا يتجاوز ٢٥ عاما إلا أن الحكمة والواقعية ظهرت في نصوصها، التي تعبر عن قضايا مختلفة مثل "لا حياة بدون مبدأ" ، "الحلم في زمن المحسوبية والرشوة " ، "صحوة الضمير" ، جميعنا من آدم وحواء ". تعرض الكاتبة مجموعة من حوارات الذات وتساؤلاتها ، وتتطرق للحديث عن الحب بكل معانيه وجنونه وسرمديته وفي النهاية تفضل الاكتفاء بالذات من التعلق بسراب وهمي .
اما لغة الكاتبة تميزت بالتحدي ، مضيفة الإحساس بالكلمات والسلاسة في البوح بما يختلج صدرها ، عدا عن شاعريتها ورومانسيتها في نصوص الحبّ والفراق ، كما يتخلل النصوص عبارات لبعض العظماء مثل محمود درويش "إن عشت فعش حرآ او مت كالاشجار وقوفآ "وتوماس اديسون "اول سر من سر الحياة ان تؤمن بنفسك" .
مؤكدة أن الكتاب قد لاقى صدى واسعًا حيث تناوله عدد كبير من الكتّاب والادباء والمثقفين الكبار في مقالاتهم النقدية ؛ ومنهم الأستاذ إبراهيم جوهر ، فذكر: "تكتب قمر منى بإحساس، فتصير اللغة تعزف على وتر الألم والأمل معًا" وأضاف " يجد القارئ لرحلة القمر قاموسًا خاصًا بالكاتبة " وذكر الأستاذ جميل السلحوت " اعجبني في النصوص كثرة الأسئلة التي تطرحها الكاتبة على نفسها وهذا أمر جيد ويعني أنّ الكاتبة تبحث عن الحقيقة" ، وذكرت الروائية ديمة السمان "تتميز الكاتبة بانها صاحبة إرادة قوية تمضي بثبات لا تأبه لوعورة الطريق ، واقعية حكيمة في طرحها " ، وذكر الأستاذ صلاح عويسات " هذه عادة شباب زهرة المدائن أبناء المسرى الشريف ينفضون ركام اليأس ويخرجون من تحت رماد الواقع كطائرالفينيق ينشر أجنحة الصبر في سماء الأمل."
وذكرالاستاذ محمد موسى العويسات"استطاعت الكاتبة ان تعبّر عن نفسها دون تناقض او تكلف"، وذكر الأستاذ خليل شواقفة "لقد استبقت الزمن هذه الفارسة وهي تروي لنا بقشعريرة درب الأدب من خلال نثرياتها لإحداثيات حقيقية مؤلمة ومدركة بسعة افق هذه الفارسة من وجد وحنين الى ثورة النفس والانسان على كل ما هو دنيا".
وذكرت الكاتبة اسراء عبوشي" أجمل نصوص رحلتها، النصوص التي منبعها الحب فاضت برقة قلبها، وصدق مشاعرها، قمر عطرت رحلتها بالحب ، وكان للقارئ نصيب من عطر كلماتها."
كما ذكر الروائي عبدالله دعيس"تمتلك الكلمة والفكرة والتصميم والإصرار والمثابرة ، فلا شك ان رحلتها ستقودها هناك، نحو الجمال والنجاح والتميِّز "
فكرة كتاب "رحلة القمر":
فتتمحور حول مجموعة مغامرات لفتاة شابة حالها كحال شباب زهرة المدائن، الذين يتمتعون بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لم تقتل امل طموِحهم ، متسلحين بالايمان والامل معآ.
إلا أن هذه الفتاة تعيش في متناقضات الحياة ومشقاتها فيسيطر عليها اليأس تارة، الا انها تستمر في مواصلة المسير للحصول على أهدافها ، مقاومة جميع العقبات والصعوبات التي واجهتها من خلال المواظبة والصمود والمثابرة ، فهي غير مستعدة لخفض سقف أحلامها من اجل تجنب وعثاء الطريق ، وفي النهاية تعود لبحر التمني من جديد..
ومن اجمل القصائد النثرية الموجودة بكتاب رحلة القمر قصيدة بعنوان "حواء بلا آدم"
كأس المحبة قد مات في عيني
والدرب مازال طويل
أأقسم بان مروركم قد احياني
لكن رحيلكم قد صنع بي الكثير
شمس التحية قد أخفقت عيوبها
والمطر لا زال يهيل
اكفاركم من صنعوا الوباء ام لكم باقوال الاساطير
كفوا اكاذيبكم اللعينة عنا
فلسنا لكم بحكام
ولستم علينا بوكيل
CONVERSATION
رجاء أبو الهيجاء فنانة تشكيلية فلسطينية من الجليل
قيض لي مشاهدة بعض الرسومات واللوحات الفنية التشكيلية للأخت والصديقة الفنانة رجاء أبو الهيجاء، فلمست فيها فنية جمالية تعبيرية وتجسيدية عالية، وتوسمت في رجاء موهبة فنية ورسامة صاحبة ريشة ورسالة وطنية وإنسانية تتمتع بلغة فنية بصرية تحاكي مخيلة الناظرين والمشاهدين.
رجاء أبو الهيجاء من بلدة كوكب في الجليل الغربي، المميزة بموقعها وأهلها، بتاريخها وهوائها، وبطبيعتها الساحرة الملهمة للخيال والتجلي والإبداع، تحب الرسم والفن حد الشغف، ورسوماتها تكوين وتعبير عن شخصيتها وروحها وفكرها، تسعى دائمًا لتطوير واغناء موهبتها بالتجديد في الألوان والموضوعات. وقد أثبتت نفسها ولها حضور في التشكيل الفني الابداعي الفلسطيني في الداخل، وشاركت في العديد من المعارض في البلاد والخارج نذكر منها في متحف محمود درويش برام اللـه، وفي الكرمل وغير ذلك.
والفن بالنسبة لها هو أداة بصرية اعلامية وإبداعية توظفها في التعبير عن لسان الإنسان الفلسطيني المقهور الطامح بالحياة الأفضل والأجمل، وترسيخ قيم الانتماء لدى الجيل الجديد، وتأصيل دور الفن التشكيلي للهوية والتشبث بالأرض حتى الجذور.
ولرجاء أبو الهيجاء لوحات تجسيدية تعبيرية وبورترية لشخصيات، ومناظر مستوحاة من الطبيعة الساحرة الجميلة، وأماكن فلسطينية تاريخية عريقة، فضلًا عن لوحات معبرة عن الواقع الحياتي والهم الوطني والحلم الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال، وتلامس قضايا إنسانية ووجدانية وحالات فنية بالاعتماد على الألوان كمحور للوحاتها.
رجاء أبو الهيجاء تجعلنا أقرب إلى واقعنا وهمومنا وأنفسنا، وسبر أغوارنا النفسية والسكيولوجية بحثًا عن الجذور والأصول، وهذا ما نسنتبطه ونستشفه في لوحاتها متعددة الألوان والاغراض، التي تكشف لنا عوالم ومرجعيات متنوعة، حيث أن الاشتغال البصري يرى الألوان والامتدادات، بينما الذوق يرى الجمال الأخاذ والرهبة المحسوسة والملموسة أمام اللوحة التشكيلية الإبداعية.
تحية للصديقة الفنانة رجاء أبو الهيجاء، وأشد على يديها بمواصلة دربها الفني، متمنيًا لها مستقبلًا ناجحًا، ومزيدًا من العطاء التشكيلي الذي يلتزم قضايا شعبنا، ويعبر عن مشاعرنا الوطنية وجراحنا وعذاباتنا اليومية، وإلى الأمام.
CONVERSATION
نمر سعدي شاعر فلسطيني في مواجهة الذات والعالم وتحديات الواقع
تسارع وتيرة الشعر العربي وتطور مساراته الجمالية، ومن ثم دخوله في أنفاق الميديا الحديثة ووسائل الاتصال الاجتماعي، وظهوره اللافت في العقد الأخير، على مستوى النشر عامة، وحيثما كانت دور النشر، بات يلفت انتباه أشهر الجوائز العربية، وراح يستعيد مكانته التي تزحزحت بفعل فورة الرواية، الآخذة الآن بالانحسار والتراجع، بعد أن هبَّ واندفع كلّ من كان يجد لديه بعض الحكايات، والسرود، والحواديت، لطبعها، ثم تقديمها إلى القارئ العربي، هذا القارئ الذكي الذي أضحى يعرف الجيّد والحقيقي، من الرديء والمصطنع.
بين أيدينا مجموعة شعرية لشاعر فلسطيني صاحب تجربة مختلفة ومغايرة، يكتب القصيدة الموزونة، وهو من قرية جليلية تقع شرق مدينة حيفا، شاب ينشر الشعر منذ عقد ونصف، إنه الشاعر نمر سعدي، أصدر ديوانا شعريا جديدا، عن دار "روافد للنشر والتوزيع" في القاهرة.
في ديوانه “تقاسيم على مقام الندم” نلاحظ أن شعره وليد تجربة شعرية عربية، لها محطاتها وشعراؤها وأزمنتها وأجيالها، وهذا ما لمسناه ونحن نقرأ لهذا الشاعر الحيفاوي، المقيم في زمن الاحتلال على الأرض الفلسطينية العربية عامة، فهو قد نما، وتغذّى من أنساغ وأمشاج الشعر الفلسطيني هناك، بدءاً بتجربة سميح القاسم وصحيفة “الاتحاد” التي كان يرأس تحريرها، حيث نشر الشاعر نمر سعدي أولى قصائده، في هذه الصحيفة اليسارية، لينطلق فيما بعد، في رحاب، ومناخات، ومساقات الشعر العربي، صانعاً صوته الجديد، بعناء واضح، من خلال نضج تجربته الشعرية والجمالية، مستنداً إلى موهبة نشطة، وذات بعد معرفي، عارفا بخبايا المَلَكات الشعرية، تلك التي أهّلته في أنْ يمتح من كل ما يصادفه، وتراه وتعرفه عينه وذائقته، من جماليات، وفنون، ومعارف، لتحوّله في المآل، وعبر فرن التجربة الشخصية، إلى شعر حار وملموس، قادر على استبطان تفاصيل الراهن، ليبحر عبر ذلك في التيارات العالية للماضي البعيد، مستشرفاً بلغته الغنائية، المرنانة، ما مضى واندثر، كقصيدته “عطر الموريسكيّات” التي تُلقي بضوئها اللغوي، المستجلي للماضي العربي، من أندلس مضاع “سيكون وصلٌ ما بأندلسٍ، وليلٌ مشبعٌ بالعطر، من أثر الموريسكيّات، يا قلبي ولو طال العذاب”.
يحفل الديوان بالرموز والاستيحاءات، والانثيال الرمزي المفعم بالبعد النغمي، ذي التبعية الموسيقية، تلك المتأتية من تنوّع الأوزان، والسيطرة على الرنة الوترية، المنتسجة في تضاعيف القصيدة، وليست تسمية الديوان “تقاسيم على مقام الندم” ببعيدة عن هذه المزية، فالتطويع الماهر للأوزان وتنوّعه، واتساقه مع المتجاورات والانتقالات والتضمينات، قد منح الديوان مقاماتٍ، وأحوالاً، وأنسقة تعبيرية صائتة، صنجيّة التشكيل، فالصنج الشعري النغمي لدى نمر سعدي أعطى للقصيدة أهازيجها الخاصة، وسوّغها لكي تكون نوعاً من التغاريد، والأغاني ذات المنحى الإنشادي، والمشرَّعة على الرموز البائنة، مثل زليخة، والمثنوي، فاتك، ابو تمّام، الشيرازي، كربلاء، العنقاء، الموريسكيات ، التروبادور، وناي أندلسي، وغيتارة حنين أزرق، والسياب، وخليل حاوي، إنها رموز مستندة إلى تراجيع غنائية، وتدوين للقافية، وهي تتقدم، وتتنغّم وتطوّح بين المعاني، والمعرفيات المستوحاة من أساطير وملاحم، وأسماء أجنبية، أديسوس، إلسا، أراغون، نيرودا، بيكاسو، ماريو فارغاس يوسا، لوركا، موتسارت، منتقيات تتواتر، أو تتدافع، لتزحم الديوان وتتخمه بالتضمينات وأسماء العلم، وأحياناً تغرقه بالكنايات والإضافات والاستعارات المتوالية، والمنهمرة بكثرة على طول صفحات الديوان.
من قصيدة السياب وهي من القصائد المشغولة بعناية يقول:
“ينتابني السيابُ لا كهبوبِ عصفور على عينيَّ،
يغمسُ قلبه في الدردنيلْ
بل مثل موج الوجدِ، مثل دموع عاشقةٍ
ترى المعشوق في قمر النخيلْ،
ينتابني السيّابُ، حين أغيبُ عن حبق المنازلِ
في الطريقِ الساحليةِ، حين لا ترقى يدايَ
إلى قناديل الحديقةِ
والغوايةِ والزمان المستحيلْ”.
وثمة قصائد كثيرة أخرى قد كتبت على بحور الكامل والرجز والهزج والمتقارب والخبب والطويل، وأغلب هذه القصائد حسنة الإيقاع، ساطعة النبرة، وذات غُنّة من جهة تكوين الجملة الموقّعة، المحكومة بالجِرْس الموسيقي المختال كقصيدة “طريق عمودية”.
ولا يغفل الشاعر نمر سعدي، وهو في ذروة انهمامه بالإيقاع، الصور الشعرية الموحية والدالة، تلك التي تحمل دلالتها أحياناً، بدلاً من الإيقاع، أو يحاول أن يتحاشى الإيقاع مرات عندما يميل إلى القصيدة المدوّرة، وهناك عدة قصائد من هذا الشكل الفني والتعبيري قد ضمّها الديوان، وتميل إلى هذا النسق الفني، في محاولة منه تصبو إلى الإبدال، والحد من تصاعد التواتر اللفظي، والدندنة الزائدة، لذا وجدناه يقوم بتدوير الوزن، ثم تطويعه لغاية فنية نثرية، وقد تحقق ذلك في هذه القصيدة التالية، وغيرها من القصائد المدوّرة “في مثل هذا اليوم قبل روايتين طويلتين، وصحبة رعويةٍ لقصائد الأمطار، قبل علاقتينِ وزهرةٍ في السور، تحرسُ ظلها وسرابها، قبل السراب وبرعمينِ، تفتّحا في الريح وانسلا من الفصحى ليمتحنا كلامهما الطريَّ على مواجهة العواصفِ، بالمجازِ وبالبلاغة كانت امرأة بلا ندمٍ يعذّبها ويسحبها برفق وصيفةٍ شرقيّةٍ في الليلِ من يدها، ومن غدها، لتمسح عن زجاج الذكرياتِ غبارَ رغبتها القديمة”.
CONVERSATION
المحامي أبو عيسى: تحية للعمال ولإعفاء المواطنين من بعض الرسوم
وجّه رئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية (فِكر) ورئيس مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار المحامي شادي خليل أبو عيسى التحية إلى العمال في عيد العمل ودعا إلى دعمهم وتأمين الحماية القانونية لهم إلى جانب دعم المؤسسات المتعثرة والمواطنين بصورة فعلية من قبل كافة أجهزة الدولة والإعفاء من بعض الرسوم بسبب انتشار جائحة كورونا التي شلّت معظم القطاعات والأعمال واقفالها وأدت إلى تجميد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة وتبدل سعر صرف الدولار وعدم استقراره وانخفاض القدرة الشرائية وارتفاع أسعار السلع.
وأضاف المحامي أبو عيسى: يقتضي الأخذ بتطبيق القانون الأفضل لمصلحة الأجير (مجلس العمل التحكيمي في جبل لبنان، رقم 176/98) ويجب تفسير القواعد القانونية وفقاً لما هو أصلح للعامل (محكمة التمييز المدنية، تاريخ 13/4/1993) وترجيح مصلحة الأجير عند وجود الشك كونه الأضعف اقتصادياً (مجلس العمل التحكيمي في بيروت، تاريخ 15/2/1989) خاصة وأن الهدف من عقد العمل هو الحفاظ على الرابطة واستمرارية العمل تحقيقاً للاستقرار المنشود. أضف إلى ذلك، أن المادة 43 من قانون العمل أعطت الأجراء حق الاستفادة من الاتفاقيات والأنظمة الأكثر فائدة لهم (محكمة التمييز المدنية، رقم 130/97). كما أنه لا يجوز، وفقاً للمادة 7 من الاتفاقية الدولية (مؤتمر العمل الدولي) رقم 95، الاستقطاع من الأجور إلاّ بالشروط والمدى الذي تقرره القوانين أو اللوائح الوطنية أو تحدده الاتفاقيات الدولية أو قرارات التحكيم.
وأردف المحامي أبو عيسى: أشارت المادة السابعة من الاتفاقية العربية (مؤتمر العمل العربي) رقم 15 بشأن تحديد وحماية الأجر إلى أنه يستحق العامل أجره كاملاً حتى وإن لم يؤد عملاً لأسباب خارجة عن ارادته، على أن تحدد التشريعات الوطنية تلك الأسباب. وإذا كانت القاعدة القانونية تحتمل التفسير على أكثر من وجه، يجب الأخذ بالتفسير الذي هو أكثر حماية لمصلحة العامل (مجلس العمل التحكيمي في بيروت، رقم 575/71). كما أنه لا يجوز، وفقاً لقرار وزير العمل رقم 193/2006، صرف الأجراء لأسباب اقتصادية أو القوة القاهرة أو التوقف النهائي، من دون التشاور مع وزارة العمل وإلاّ يعتبر كل انهاء لعقود الأجراء بمثابة صرف تعسفي أي يقتضي الالتزام بمضمون المادة 50 الفقرة " و " من قانون العمل بصورة عامة.
وأكد أنه في ظل الأزمة الصحية الطارئة التي انتشرت مؤخراً عالمياً، لا بد من ضبط أسعار السلع والمواد بصورة معجلة وفعلية ووضع حد للتفلت الحاصل وإعفاء المواطنين والمؤسسات من بعض الرسوم والنفقات على سبيل المثال: الكهرباء والمياه والهاتف والانترنت والرسوم البلدية والمالية والاشتراكات والضرائب والميكانيك ومساندة الانتاج المحلي. وأكثر، يمكن أن يتم إجراء تعاون فعلي عاجل وواضح بين السلطة والمصارف يقضي بإعفاء المواطنين المتعثرين من تسديد بعض السندات الشهرية المتوجبة عليهم لفترة معينة لحين الانتهاء من الأزمة الراهنة (يمكن اعتماد مبدأ جدولة الديون من دون فوائد) على أن تبادر السلطة بالمقابل، إلى إعفاء المصارف المتعاونة من تسديد بعض الضرائب السنوية. فنكون عندها قد طبقنا مبدأ التضامن والتكافل الاجتماعي في ظل الظروف الطارئة سيما وان الوضع جماعي وليس افرادي.
ووجه رئيس مركز فِكر تحية للهيئات الطبية والمخبرية والصيدلانية وكافة العاملين فيها وإلى الأجهزة التي تعنى بالشأن الانساني التي تعمل على تأمين الخدمات الصحية للمواطنين وإلى كل من يقدم خدمة في هذه الظروف الدقيقة.
CONVERSATION
مركز فِكر: للحفاظ على الملكية الفكرية وتفعيل الحماية والوعي بشأنها وتحية للعاملين في القطاع الاستشفائي والاجتماعي
في ظل أزمة إنتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، وفي ظل قرار التعبئة العامة والإجراءات الوقائية للحد من إنتشار الفيروس، إحتفل المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فِكرICIP باليوم العالمي للملكية الفكرية عبر ورشة عمل حقوقية ثقافية عن طريق تقنية التواصل عن بُعد (Video Conference) تحت عنوان " لنبتكر من أجل مستقبل أفضل أخضر"، بمشاركة كل من المحامي شادي خليل أبو عيسى والمحامي ربيع غناطيوس والصحفية باتريسيا متى والباحث القانوني يوسف عبد علي والدكتور فادي حداد والمحامية جانيت حداد.
وتم عرض جدول الأعمال المتضمن العناوين التالية:
- الملكية الفكرية في العالم ما قبل الكورونا.
- أهمية الابتكار في ظل تحديات جائحة الكورونا.
- الابتكار من أجل مستقبل أفضل أخضر.
- النتائج المترتبة على الواقع ومواجهة التحديات (التوصيات العامة)
افتتحت ورشة العمل بعدة مداخلات من المشاركين
بداية، أشار المحامي شادي خليل أبو عيسى إلى أن الملكية الفكرية هي المنتجات ذات الطبيعة المعنوية أو الفكرية، وغالباً ما تفسر على أنها حقوق الطبع أو النشر، وتوابعها من حقوق إنتاج أو إذاعة أو ابتكار، وهدف هذه الحقوق هو تقديم معلومات لأجل تقدم المعرفة والصناعة بصورة عامة. ويتلخص جوهر حماية الملكية الفكرية في أنها تعطي للفرد حقّاً لحماية ما ابتكره، وتمكنه من التصرف به، وتمنع عن غيره التصرف في هذا الابتكار إلاّ بإذنه، وتقوم الدول بصيانة هذا الحق، فتعاقب كل من يعتدي عليه -عادة!!-. كما أن هذه الحماية تنسحب أيضاً على المستهلك بحمايته من التضليل والإيهام والخداع. ولا شك أن هذه الحماية تعد أحد العوامل الأساسية في إرساء دعائم الاقتصاد الوطني للدول، وتحقيق مكانة مرموقة على الصعيد العالمي.
وأضاف المحامي أبو عيسى: ان المعلومة هي أحد ثمرات فكر الانسان التي تتحول إلى رصيد معرفي تستقي منه البشرية كل ما هي بحاجة إليه لتيسير سبل الحياة. لذلك، فإن من أهم التحديات المطروحة خلال هذا العصر، هي بناء نظام قانوني مترابط ومتوازن يحوي متغيرات النموذج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع ضمان الحريات والحقوق الأساسية في العالم الرقمي. وإن تأمين الحماية الفعلية للملكية الفكرية سيكون حافزاً لكل مؤلّف ومنتج ومبتكر للانتاج أكثر فأكثر.
من هنا، يقتضي ايجاد تشريعات تواكب التطور التكنولوجي وايجاد محاكم متخصصة في مجال حماية الملكية الفكرية وتنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة للقضاة والمحامين ولكافة موظفي مصلحة حماية الملكية الفكرية والمؤسسات الأمنية والجمركية ونشر ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية في المدارس والكليات والادارات والجمعيات والبلديات والوزارات وعبر كافة وسائل الاعلام.
وتطرح شبكة الانترنت صعوبات اضافية مرتبطة بقدرة هذه الشبكة الفريدة على القيام بأعمال نشر فوري وآني للأعمال والآثار الفكرية على النطاق العالمي، وبطبيعة هذا النشر القابل للانتشار السريع عبر العالم، الأمر الذي أدى ويؤدي إلى مضاعفة مخاطر التقليد والاستعمال غير المشروع للمؤلّفات الفكرية فيها التي وإن كانت قوانين الملكية الفكرية في العالم تعاقب نظرياً عليها، غير أن ذلك يبدو صعب التطبيق من الواجهة التطبيقية والواقعية .وغالباً ما تحصل تلك الاشكالات عن طريق تزايد استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال التجسس الاقتصادي، وهو ما يمكن تسميته بالقرصنة الفنية والتجارية.
ومن ثم، وجّه المحامي أبو عيسى تحية إلى العاملين في القطاع الطبي الاستشفائي الخيري خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.
بعدها، تطرق الدكتور فادي حداد إلى أهمية الملكية الفكرية كسند أساسي وضروري لقيام وتطوير الصناعات وتوفير الحماية للمنتجات ولبراءات الإختراع. إذ أن حماية الملكية الفكرية تشجع وتجذب الإستثمارات الأجنبية وانتشار المكتشفات والابداعات على أنواعها، بفضل وجود الروادع القانونية والاجرائية التي تحمي من السرقة والنسخ والقرصنة والتقليد.
من هنا، إن صوّن الملكية الفكرية وحمايتها يتيح لأصحاب الحقوق الاستفادة منها واستثمارها فينعكس الأمر على ازدهار وعلى تطور وتقدم البلاد وتمكنها من مقارعة الدول المتقدمة وتأمين موقع مرموق لها بين هذه الدول المتصارعة على تسجيل أعلى رقم لبراءات الاختراع سنوياً في سبيل إعلاء شأنها بين الأمم صناعياً واقتصادياً وثقافياً، ويقتضي الاهتمام بموضوع الملكية الفكرية على أعلى الدرجات لما فيه فائدة ومصلحة للوطن.
ومن ثم، بحثت الصحفية باتريسيا متى مسألة الملكية الفكرية بأفكارها الأساسية، مشيرة إلى أنه يجب الانطلاق في اليوم العالمي للملكيّة الفكريّة من فكرة وحيدة ألا وهي أنّ هذه الملكيّة تتخطّى الأقوال، الكتب والاختراعات، لتعبّر عن طريقة تفكير الإنسان وأفكاره. وهذه الأفكار تعكس في أغلب الأحيان شخصيّته الّتي تميّزه وتفرض مكانته في المجتمع. والدّفاع عن أفكار الإنسان هو الدّفاع عن كرامته واحترام لعقله ونتاجه الفكريّ، ما يؤكّد الأهميّة المُعطاة للملكيّة الفكريّة ليس فقط في يومها العالميّ إنّما على مدار الأيّام والسّنوات.
واعتبرت الصحفية متى أنه بات من الصّعب أن يجد الإنسان له مساحةً خاصّةً تميّز أفكاره في ظلّ التّطوّر التّكنولوحي والعولمة وسيطرة مواقع التّواصل الاجتماعيّ على حياة مليارات النّاس. بموازاة ذلك، يجد بعض المتطفّلون سهولة في سرقة أفكار الغير وأعمالهم الأدبيّة ولن نبالغ إن قلنا سرقة "هويّاتهم" خصوصاً وأنّ هويّة الانسان في فكره. وكلّ هذه التّحديات تفرض واقعاً واحداً يتمثّل بضرورة ايلاء الملكيّة الفكريّة الجديّة التي تستحقّها ومضافرة الجهود في مجال الدّفاع عنها. علماً أن بعض الدول قطعت شوطاً كبيراً في حماية ملكيّة أبنائها ولكن لا تزال بعض الدّول الأخرى بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لحماية أفكار مخترعيها وكتاباتهم. إلّا أنّ المبدأ الوحيد بين كل تلك الدّول هو أنّها كانت السّباقة في الدّفاع عن الحريّات وحماية حقوق الإنسان وتالياً جعلت حماية مفكّريها ومخترعيها من أبرز أولويّاتها، ولمركز فِكر دفاعات عن الملكيّات الفكريّة كثيرة بما فيها توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ومع عدّة مؤسسات حقوقية ثقافية.
ومن ثم، اعتبرت المحامية جانيت حداد أن الحق الفكري حق يتربع بدون منازع على عرش كل الحقوق، ويحتل مركزاً بارزاً ضمن حقوق الملكية. ولحق المؤلّف وجهان: أحدهما أدبي أو معنوي، والآخر مادي.
فالحقوق المعنوية تخوّل صاحبها مزايا أدبية يراد بها حماية المؤلِّف باعتباره خلقاً لصيقاً بشخصيته، وتكون له أبوته والهيمنة عليه. أما الحقوق المادية فتخوّل صاحبها مزايا مالية تتيح له الاستئثار بثمرة جهده المادية، فيكون له حق استغلال مصنفه. ونظرا للأهمية المتزايدة للحقوق الفكرية، فقد طالبت المنظمة العالمية للملكية الفكرية جميع الدول إلى سَنّ القوانين المنظمة لهذه الحقوق وذلك من أجل تشجيع النشاط الابتكاري والإبداعي.
وأضافت: إن موضوع الملكية الفكرية يكتسب أهمية بالغة من حيث كونه يتعلق بمسألة حساسة وخطيرة، ويزيد من أهمية الموضوع التطورات الهائلة الحاصلة في مجالات التكنولوجيا والابتكارات، الشيء الذي ينجم عنه ظهور وسائل جديدة ومتطورة لتبادل المعرفة بطرق سهلة وفعالة. وتزداد الأهمية التي توليها الدول حالياً بمجال الملكية الفكرية انطلاقاً من الدور الذي يلعبه في تنشيط حركة الاقتصاد العالمي وما يحققه من مداخيل مالية هامة.
بعدها، تحدّث الأستاذ يوسف عبد علي عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها الملكية الفكرية وكيفية معالجة هذه التحديات، خاصة في ظل التطور التكنولوجي مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي، وقد صنّف هذه التحديات الى عدة أنواع:
- تحديات تتعلق بثقافة المجتمع بشكل عام، وهي نظرة أفراد المجتمع لدور الملكية الفكرية وأهميتها، فبالرغم من أن البيئة المجتمعية في تطوّر مستمر، وأن ثقافة ودرجة الوعي المتعلق بالملكية الفكرية وحمايتها تتطور وتنتشر، الا أن هذه الثقافة بحاجة الى تعزيز عبر ابراز دور الملكية الفكرية في الاقتصاد واهميتها كما وأن حقوق المبتكر والمؤلف محمية بموجب القوانين مما يعزز الدافع الى الابتكارات والإنتاج الادبي الفني أو الصناعي، ويكون ذلك عبر نشر الوعي إعلامياً وأكاديمياً كما وعبر ورشات العمل والندوات وغيرها من الأمور التي تُبرز دور الملكية الفكرية وأهميتها وأن أي اعتداء على الحقوق هو جرم يعاقب عليه القانون.
- تحديات لوجستية وقانونية وتنفيذية، فمن ناحية أولى يؤدي ضعف الإمكانات المادية والدعم اللوجستي الى ضعف في جهاز الرقابة والمكافحة، ومن المعلوم أن جهاز الرقابة لكي يكون فاعلاً يحتاج الى إمكانات مادية وإلى أدوات تقنية وبشرية وان أي ضعف في هذه العناصر يؤدي حتماً الى زيادة في انتهاكات الحقوق والاعتداء عليها، وبالتالي يقتضي دعم المؤسسات الرسمية والغير رسمية المعنية بالملكية الفكرية لكي تقوم بدورها الرقابي ولمكافحة الانتهاكات والاعتداءات، كما أن ما تواجهه البشرية حالياً في ظل جائحة كورونا، تحد من فاعلية العنصر البشري على القيام بالرقابة المطلوبة، فلا بد عندئذٍ الا من الاعتماد على الأدوات التقنية في الحالات التي تسمح بذلك خصوصاً مع تطور العالم الرقمي، كما أن ما يحد من الانتهاكات في هكذا أوضاع هو ما ذكرته في البند الأول بحيث انه كلما كانت ثقافة المجتمع متطورة وتحترم الملكية الفكرية، كلما حدّت من الاعتداءات وبالتالي خفّت الحاجة الى كادر بشري للعمل على مكافحة الانتهاكات. من ناحية ثانية فان ما يشهده العالم من تطور مستمر لا سيما العالم الرقمي وبصورة كبيرة، كما ونشوء الذكاء الاصطناعي ودخوله في الصناعة من بابه العريض، يجعل القوانين الناظمة مقيدة الى حد بعيد، فالتكنولوجيا في تطور سريع ومستمر، وهذا يقتضي أن تواكبه تشريعات متغيرة تراعي هذا التطور. وأخيرا المشاكل التنفيذية المتمثلة بتكملة المهمة التي قام بها الجهازين التشريعي واللوجستي المتمثل بمكافحة الانتهاكات والاعتداء على الحقوق وهو ما يستلزم تشديد في العقوبات وسرعة في الأحكام.
- تحديات تقنية بيئية، ان هذه المشكلة مرتبطة الى حد ما بالمشكلة اللوجستية في شقها التقني، فكما نعرف اننا أصبحنا في عالم واقتصاد رقمي متطور وأن التكنولوجيا دخلت عصراً جديدا هو عصر الذكاء الاصطناعي الذي يُعرّف بأنه المجال العام الذي يغطّي كل ما يتعلق بإكساب الآلات صفة " الذكاء "، وذلك بهدف محاكاة قدرات التفكير المنطقي الموجودة عند الإنسان، ان هذا التطور دونه عدة عقبات منها مواكبة الدولة لباقي الدول في هذه التكنولوجيا للاستفادة في شتى المجالات الاقتصادية والزراعية والصناعية والصحية خصوصاً في ظل جائحة كورونا او في اية ازمة او وباء مستقبلي، مما يحتم أيضا ضرورة الانتقال الى الحكومة الرقمية. والعقبة الثانية هي مراعاة الابتكارات الصديقة للبيئة والتركيز عليها مما يساعد في حماية البيئة والتخفيف من الأضرار التي نتجت عن الصناعات المضرة بشتى أنواعها.
أما المحامي ربيع غناطيوس، فقد أشار إلى أنه ليس غريباً أن يتصور البعض عجز تشريعات حماية حق المؤلف عن توفير الحماية لمؤلف المصنفات المدخلة في شبكة الانترنت من عمليات الاستعمال غير المرخص بها. وهذا التصور نابع من طبيعة شبكة الانترنت الخاصة وخصوصيتها وكيفية استخدامها واستعمالها. إذ أنها تبيح لمستخدم كل حاسوب أو هاتف ذكي مرتبط بالشبكة أن يتلقى منها ما يشاء من المعلومات وأن يستعملها وفقاً لما يراه متجاهلاً في العديد من الأحيان حقوق أصحابها.
وفيما يتعلق بإفشاء السرية، ولأن المعلومات الفنية عبارة عن مجموعة من العناصر تدخل في تكوينها، وتعطي مالكها ميزة على منافسيه إذا هو استغلها قبل زوال سريتها، فإنه يحرص المحافظة عليها عند نقلها إلى الغير بالتعاقد. ولهذا، فإنه يضمن العقد نصوصاً تكفل له بسريّتها في حالة التعاقد عن طريق شبكة الانترنت تبقى مهددة بمخاطر إذاعتها من قبل أطراف أخرى ثالثة. وهذه المخاطر مهما حاول مدخل المعلومات أو من يتعاقد معه التصدي لها، فإن وجودها يهدد المعلومات ما بقيت تحتفظ بسريتها.
أما بالنسبة إلى الاعتداء على المعلومات الفنية بالسرقة أو التقليد، فهو، يتم عن طريق الغير أو بالتعاون مع مستخدمي الشركات المحتفظة بالمعلومات الفنية، عندما يحصل أحدهم على ما يمثل العنصر السري فيه. لذا، يتعين توفير الحماية ضد مثل هذه الأخطار.
بعدها، تم عرض ورقة العمل الخاصة بالمركز ومناقشة الدراسة الصادرة عن مركز فِكر في اليوم العالمي للملكية الفكرية وهي على الشكل التالي:
الملكية الفكرية ما قبل الكورونا:
بالرغم من الأزمات الإقتصادية عالمياً فإن ما أورده مدير عام "الويبو" السيد فرانسس غري حول نتائج الويبو عن العام 2019 يبين النمو الذي تميز به العام الفائت، حيث "نمت طلبات البراءات الدولية المودعة بموجب معاهدة البراءات بنسبة 5.2% (265,800 طلب) في 2019، وارتفعت طلبات العلامات التجارية الدولية بموجب نظام مدريد للتسجيل الدولي للعلامات بنسبة 5.7% (64,400 طلب). وشهدت حماية التصاميم الصناعية بموجب نظام لاهاي للتسجيل الدولي للتصاميم الصناعية نمواً بنسبة 10.4% (21,807 تصاميم)، لتتوج هذه الأرقام سنة قياسية جديدة لخدمات الملكية الفكرية العالمية للويبو." وقد جاءت هذه النتائج لتجعل " الصين تتجاوز الولايات المتحدة الأميركية ولتصبح أكبر مصدر لطلبات البراءات الدولية المودعة لدى الويبو في خضّم عام آخر شهد نمواً قوياً في الخدمات الدولية للملكية الفكرية للمنظمة وأنشطة الإنضمام إلى معاهداتها وقاعدة إيراداتها.بما عدده 58,990 طلباً مودعاً في عام 2019 بموجب نظام معاهدة التعاون بشأن البراءات (معاهدة البراءات)"، وبهذا تكون الصين قد أنهت هيمنة "الولايات المتحدة (57,840 طلباً في عام 2019) كأكبر مستخدم لنظام معاهدة البراءات الذي يساعد على تحفيز الإبتكار ونشره - وهو مركز شغلته الولايات المتحدة سابقاً عاماً بعد عام منذ أن بدأت معاهدة البراءات عملياتها في عام 1978 ".
من جهة أخرى، فان طلبات العلامات التجارية الدولية بحسب المنشأ باستخدام نظام مدريد للتسجيل تصدّرته الولايات المتحدة التي أودعت (10,087 طلباً) في عام 2019، وتلاهم مباشرة المودعون في ألمانيا (7,700 طلب) والصين (6,339 طلباً) وفرنسا (4,437 طلباً) وسويسرا (3,729 طلباً) .
أما نظام التصميم الدولي عن طريق التصاميم الواردة في الطلبات المودعة بموجب نظام لاهاي فقد نما بنسبة 10.4% في عام 2019 ليصل إلى رقم قياسي هو 21,807 تصميماً. وحافظت ألمانيا، بما عدده 4,487 تصميماً، على مكانتها كأكبر مستخدم لنظام التصاميم الدولي. وتجاوزت جمهورية كوريا (2,736 تصميماً) وسويسرا (2,178) لتصبح ثاني أكبر مستخدم لنظام لاهاي في عام 2019. واحتلت إيطاليا وهولندا المرتبتين الرابعة والخامسة، على التوالي، بما عدده 1,994 و1,376 تصميماً. ومن أكبر 5 بلدان منشأ، سجلت جمهورية كوريا (+ 77.1%) وإيطاليا (+ 58.1%) أسرع نمو.
أما لجهة الشركات، فقد إحتلت شركة سامسونج للإلكترونيات من جمهورية كوريا، بما عدده 929 تصميماً ورد في تسجيلات منشورة، صدارة أكبر المودعين، وتلتها شركة فونكل موبلماركيت الهولندية (859)، وشركة إل جي للإلكترونيات من جمهورية كوريا (598)، وشركة فولكسفاغن الألمانية (536)، وشركة بروكتر وغامبل الأمريكية (410). وضمّت قائمة أكبر 10 مودعين، مودعين اثنين من كل من إيطاليا وهولندا وجمهورية كوريا والولايات المتحدة ومودعاً واحداً من فرنسا وألمانيا.
ويتبين من خلال إحصاءات العام 2019 ان أفضل المجالات هي التصاميم المتعلقة بمعدات التسجيل والإتصالات حيث شغلت (13.6%) أكبر حصة من إجمالي التصاميم، تلتها تصاميم الأثاث (10.1%)، ووسائل النقل (9.4%)، والعبوات والحاويات (6.4%)، وأجهزة الإنارة (6.2%). ومن أفضل 10 أصناف، شهد صنفا معدات التسجيل والإتصالات (+ 46.4%) والملابس (+35.1%) أسرع نمو.
على المستوي اللبناني:
أما في لبنان، فقد تراجع المؤشر لدى الويبو فيما يتعلق بطلبات البراءات الدولية المودعة بموجب معاهدة البراءات بحسب المنشأ من 6 في العام 2018 الى 3 في العام 2019. كما وتراجعت أيضاً طلبات إيداع العلامات التجارية الدولية بحسب المنشأ باستخدام نظام مدريد للتسجيل حيث تراجعت من 18 في العام 2018 الى 12 في العام 2019.
وقد حل لبنان ضمن مؤشر الابتكار العالمي للعام 2019 في المركز 88 من أصل 129 دولة بتراجع نقطتين عن العام 2018 وبتطور بلغ 7 نقاط مقارنة بالعام 2017، كما حل في المرتبة الأخيرة بعد اذربيجان والأردن ضمن البلدان التي استوفت التوقعات فيما يتعلق بمستوى التنمية وذلك عن فئة الشريحة العليا للدخل المتوسط.
ويقدم مؤشر الإبتكار العالمي مقاييس مفصّلة عن الأداء الإبتكاري في 129 بلداً واقتصاداً في جميع أنحاء العالم. وتستكشف مؤشراته، البالغ عددها 80 مؤشراً، رؤية شاملة عن الإبتكار بشتى مجالاته، ومنها البيئة السياسية والتعليم والبنى التحتية وتطوير الأعمال. ويبحث في الطريقة التي سيحول بها الإبتكار الطبي التكنولوجي وغير التكنولوجي تقديم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. كما يستكشف دور الإبتكار الطبي وديناميته نظراً لأنه يرسم معالم مستقبل الرعاية الصحية، وأيضاً التأثير المحتمل الذي قد يحدثه على النمو الإقتصادي.
أهمية الإبتكار في ظل تحديات جائحة كورونا
ان النمو الذي شهده العالم يبين أن الملكية الفكرية تتطور بشكل متزايد وهي ضمن المنافسة العالمية، وهذا يعني زيادة في الإبتكار العالمي من تقنيات إتصال جديدة وأدوية وعلاجات جديدة وحلول للتحديات العالمية بما يفيد الجميع على امتداد العالم. فالإبتكار يعد عاملاً أساسياً في النمو الاقتصادي، مع كل ما يشمله من إيجاد فرص عمل جديدة وتوفير ظروف أحسن لمعيشة الإنسان، إن الإبتكار هو من المعايير التي تُقاس به مقدرة الدول وقطاعاتها المختلفة، سواء كانت قطاعات زراعية أو إجتماعية أو تجارية أو طبية، وهذا المعيار بحاجة الى إطار قانوني للدفاع عن حقوق والتزامات المبتكرين والمخترعين والباحثين وهو ما تقدمه الملكية الفكرية.
إن من تجليات حماية الابتكار هو ما تواجهه البشرية حالياً في ظل جائحة كورونا، حيث ان إحتفالنا اليوم يأتي عبر تقنية التواصل التكنولوجي عن بُعد وهو بحد ذاته إبتكار أتى نتيجة جهد مبتكرين ومخترعين ولولا توفر الحماية القانونية لهم، لربما ما كانت الإبتكارات قد تطورت الى ما وصلنا اليه.
فالملكية الفكرية أصبحت في عصرنا الراهن أمراً ضرورياً من أجل مواجهة انتشار (فيروس كورونا) وقد برز جلياً دور المخترعين في إبتكار عدد من الأجهزة التي ساعدت على الكشف المبكر للمرض وابتكار العديد من الأدوات والمستلزمات الطبية والتطبيقات الإلكترونية وغيرها التي ساعدت على الوقاية والحد من انتشار ومكافحة هذه الجائحة.
ولا بد من الإشارة هنا الى أن قوانين الملكية الفكرية ومستوى الحماية التي تقرّها أحكام إتفاقية جوانب حقوق المِلكية الفكرية المُتّصلة بالتجارة، تؤثر على توفير الأدوية للمرضى بأسعارٍ معقولة في أية دولة، لأن هذه الأحكام تمنح حقوقاً إستئثارية لأصحاب الإبتكارات والإختراعات في جميع المجالات، بما في ذلك قطاع صناعة الأدوية الذي تسيطر عليه الشركات العالمية والتي تسعى بصفة مستمرة الى تعزيز حماية إبتكاراتها وإختراعاتها عن طريق المطالبة برفع مستويات حماية حقوق المِلكية الفكرية، الذي يتجسّد في وضعِ قيود إضافية صارِمة أمام البلدان النامية لإنتاج الأدوية الجنيسة، أو لإنتاج الأدوية الأصلية في إطار الترخيص الإجباري المسموح به حسب شروط اتفاقية "التربس". وبالتالي لا بد من ايجاد توازن معقول فيما بين حقوق المبتكر عن طريق أحكام وقوانين والمعاهدات الراعية للملكية الفكرية وبين حقوق المواطنين أو الدول النامية بالحصول على العلاجات أو الأدوية لمواطنيها والحد من احتكارات الشركات الكبرى.
الإبتكار من أجل مستقبل أخضر
بالرغم من النمو والتطور الصناعي الذي شهدته مختلف الدول وشهده العالم بالإجمال، إلا أن هذا التطور الصناعي والتكنولوجي كان له تداعيات سلبية على البيئة، لذلك كان لابد من التوجه وتسليط الضوء كما والعمل على تشجيع الإبتكارات الصديقة للبيئة للحد من التلوث البيئي. فبالرغم من الحاجة الى تنمية الإبتكارات وبالتالي تطوير الصناعة وغيرها من القطاعات وما تحتاجه من حماية قانونية وهو ما يعطي تطوراً في إقتصاديات الدول في مختلف قطاعاتها، كان لا بد من العمل بالموازاة لإيلاء الأولوية الى تطوير الإبتكارات الخضراء والصديقة للبيئة، فمثلاً ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) فانه من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040، ولا يمكن إنشاء أنظمة للطاقة النظيفة اللازمة لتلبية ذلك الطلب، وتقليل إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز النمو الاقتصادي، إلاّ من خلال تشجيع الإبتكار ودعم تطوير أنظمة متينة للملكية الفكرية تحفزه وتدعمه. وتلك هي المعادلة المعقّدة التي تواجه راسمي سياسات الطاقة.
وقد أشار مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية الخبير فرانسس غري، إلى أنه اليوم تبلغ حصة الطاقة المتجددة في الإنتاج العالمي حوالي 15 في المائة. وحسب ما ورد في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018: " الابتكار يمد العالم بالطاقة"، يجب أن تبلغ نسبة الطاقة الأولية العالمية المتأتية من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، حوالي 85 في المائة بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، علينا بالتفكير ملياً في كيفية إنتاج الطاقة وتخزينها وتوزيعها واستهلاكها، ولا بد لنا من تنفيذ سياسات تدعم التطور والنشر السريعين لتكنولوجيات الطاقة المتجددة التي تمكّن جميع القطاعات من اكتساب المزيد من الكفاءة في استخدام الطاقة وإضفاء الطابع " الأخضر" على عملياتها.
ولتحقيق ذلك يجب الاستثمار في النظم البيئية الوطنية للابتكار وتمكين النفاذ الواسع إلى أنظمة وطنية فعالة للملكية الفكرية، كما والبحث عن بدائل أنظف للتقنيات القديمة القائمة على الوقود الأحفوري ومصادر غذاء وأنظمة إدارة للموارد الطبيعية أفضل وأكثر استدامة، وجميعهم يستخدمون نظام الملكية الفكرية لدعم أعمالهم والمساهمة في استيعابها واستخدامها في المجتمع.
إن نظام الملكية الفكرية المتوازن والقوي يدعم ظهور إقتصاد أخضر يحافظ على الأرض ويخفف من الأضرار التي قد تلحق بها. فنظام البراءات والإبتكار يعزز تطوير تكنولوجيات صديقة للبيئة التي بدورها تساعد في معالجة أزمة المناخ وبناء مستقبل أخضر، كما أن العلامات التجارية لها دور كبير في تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة.
وكذلك دور المؤشرات الجغرافية قي تشجيع إستخدام أكثر إستدامة للموارد الطبيعية، وأيضاً حقوق إستنبات النباتات تشجّع على تطوير محاصيل أكثر مقاومة لدعم الأمن الغذائي العالمي. بدورهم فان استخدام المؤلفين لحقوق المؤلف يجعلهم يقومون بدور رئيسي في تشكيل رؤية نحو مستقبل أخضر بفوائده التي لا تحصى.
إن جميع الحقوق المحمية بموجب قوانين الملكية الفكرية ومعاهداتها وإستخدامها يجعل أصحاب هذه الحقوق كمبتكرين ومخترعين وغير ذلك محميين بشكل يسهّل عليهم التقدم الإبتكاري والإبداعي وعليهم نتيجة لذلك تركيز هذه الإبتكارات والإبداعات نحو الإستدامة البيئية الخضراء لنصل نحو مستقبل أخضر.
النتائج المترتبة على الواقع ومواجهة التحديات (التوصيات):
- نشر الوعي بجوانب الملكية الفكرية ودورها في دفع عجلة التقدم الاقتصادي وتشجيع كافة المهتمين بأهمية التقدم الصناعي المبني على الإبداع والفكر وتنمية إبداعاتهم وابتكاراتهم ونشر الثقافة الحقوقية في المدارس والكليات والمعاهد والادارات والمؤسسات وعبر كافة وسائل الاعلام وتكثيف الدورات والندوات في مجال نشر المعرفة في نطاق حماية الملكية الفكرية.
- التوجيه والنصح بغرض حماية الابتكارات بالشكل المطلوب حفاظًا على الحقوق.
- تعزيز التعاون والتواصل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص خاصة مع رواد الأعمال والمهتمين لتمكين وتطوير منظومة الملكية الفكرية.
- توحيد الجهود وتكاملها وتناغمها في اتجاه هدف التنمية الإقتصادية في مجالات الإبداع والابتكار نحو مستقبل أخضر.
- تعاون وتكاتف الدول ومشاركتها ودعمها في ارساء منظومة حقوق الملكية الفكرية عن طريق دعم جهود مكاتب وجمعيات الملكية الفكرية في مختلف أنحاء العالم ودعم القدرات الذاتية للعاملين والقائمين على انفاذ أوجه حقوق الملكية الفكرية
- توفير المنشورات المجانية متوسطة التكلفة للبلدان النامية أو الأقل نمواً.
- دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات الإبداعية والإبتكارية والاستفادة من قدراتهم بعد دمجهم بطريقة علمية في المجتمع.
- تشجيع البحث العلمي في مجال الملكية الفكرية وإيجاد شبكة من الكفاءات العلمية الوطنية في مجال الملكية الفكرية وتبادل الخبرات والمعارف حول مواضيع الملكية الفكرية في مختلف المجالات مما ينعكس ايجاباً على الحركة الاقتصادية.
- حث المبتكرين على تسجيل ابتكاراتهم بما يضمن الحماية لهم وبالتالي زيادة ابتكاراتهم مما يعكس زيادة وتطور في الانتاج وقوة في الاقتصاد.
- تخفيض الرسوم المتوجبة على تسجيل الابتكارات والعلامات والرسوم والنماذج وغيرها وذلك بهدف توسيع مروحة الحماية مما يؤدي إلى تشجيع العمل على زيادة الابتكارات والمنافسة في هذا المجال.
وفي الختام، وجّه المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية (فِكر) تحية إلى العاملين في القطاع الاستشفائي والخيري في ظل انتشار فيروس كورونا.
CONVERSATION
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)
إقرأ أيضاً
-
مقال بقلم الآنسة خلود وسام أبو لطيف، مهندس أبحاث وتطوير أعمال لدى شركة ميتسوبيشي للمواد في فرنسا، أعدّته باللغة الفرنسية وقام بترجمته إلى ا...
-
نشرت صحف إسبانية وبرازيلية "صورا غير مسبوقة لشقيقة الملك المغربي محمد السادس الأميرة سلمى، المعروفة لدى المغاربة بلقب ''ل...
-
ريما كركي "من أكثر مذيعات الطقس إثارة في العالم"!! اختيار وإعداد عادل محمد 9 أكتوبر 2019 على الرغم من أن الإعلامية...
-
آمال عواد رضوان وسط حضور كبير من المثقفين والمعنيين بالأدب، وتحت شعار - كنعان حاضرة في الجليل - أقام نادي الكنعانيات للإبداع أمسية ثقافي...
-
أقيمَ في ساحة المدرسةِ الشاملة في قرية " الفريديس " - قضاء حيفا – مساء يوم السبت ( 19 / 10 / 2024 ) عرسٌ وحفلُ زفاف...
-
أقامت جمعيةُ زهور ونبض الخير وموقع لوسيل سبورت وجمعية قشقوش للخدمات الإجتماعيّة بإدرارة السيد بهاء قشقوش مساء يوم الاحد ( ...
-
آمال عوّاد رضوان تحت رعاية جمعيّة حرّيتهم وجمعية تطوير وتنمية الموسيقى العربية، أقام منتدى عكاظ الأدبي، ونادي الكنعانيات للإبداع، وموسّس...
-
في عنوان المجموعة الشعرية "ويقول لها" بوح وإقرار، وفيما يشبه الاعترافات تتوالى قصائد الشَّاعر الدكتور عاطف الدرابسة، وفي أولى القص...
-
د. محمد الداهي أكاديمي مغربي كان في عداد طلبة الفصل الثالث للسنة الجامعية الحالية (2023-2024) طلبةٌ فيتناميون. وبما أنهم كانوا يجدون مصاعب ف...
-
بقلم / بهاء الصالحي ................................ جاءت رواية الشتات لمجدي جعفر وهو روائي يمتلك أدواته وصاحب خبرة ولكن أن يأتي ذلك العمل...
0 comments:
إرسال تعليق