رجاء أبو الهيجاء فنانة تشكيلية فلسطينية من الجليل





كتب شاكر فريد حسن ـ

قيض لي مشاهدة بعض الرسومات واللوحات الفنية التشكيلية للأخت والصديقة الفنانة رجاء أبو الهيجاء، فلمست فيها فنية جمالية تعبيرية وتجسيدية عالية، وتوسمت في رجاء موهبة فنية ورسامة صاحبة ريشة ورسالة وطنية وإنسانية تتمتع بلغة فنية بصرية تحاكي مخيلة الناظرين والمشاهدين.

رجاء أبو الهيجاء من بلدة كوكب في الجليل الغربي، المميزة بموقعها وأهلها، بتاريخها وهوائها، وبطبيعتها الساحرة الملهمة للخيال والتجلي والإبداع، تحب الرسم والفن حد الشغف، ورسوماتها تكوين وتعبير عن شخصيتها وروحها وفكرها، تسعى دائمًا لتطوير واغناء موهبتها بالتجديد في الألوان والموضوعات. وقد أثبتت نفسها ولها حضور في التشكيل الفني الابداعي الفلسطيني في الداخل، وشاركت في العديد من المعارض في البلاد والخارج نذكر منها في متحف محمود درويش برام اللـه، وفي الكرمل وغير ذلك.

والفن بالنسبة لها هو أداة بصرية اعلامية وإبداعية توظفها في التعبير عن لسان الإنسان الفلسطيني المقهور الطامح بالحياة الأفضل والأجمل، وترسيخ قيم الانتماء لدى الجيل الجديد، وتأصيل دور الفن التشكيلي للهوية والتشبث بالأرض حتى الجذور.

ولرجاء أبو الهيجاء لوحات تجسيدية تعبيرية وبورترية لشخصيات، ومناظر مستوحاة من الطبيعة الساحرة الجميلة، وأماكن فلسطينية تاريخية عريقة، فضلًا عن لوحات معبرة عن الواقع الحياتي والهم الوطني والحلم الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال، وتلامس قضايا إنسانية ووجدانية وحالات فنية بالاعتماد على الألوان كمحور للوحاتها.

وهي بشكل خاص تحب رسم الطبيعة وجمال المكان الفلسطيني والبحر المميز بجماله وكنوزه.

رجاء أبو الهيجاء تجعلنا أقرب إلى واقعنا وهمومنا وأنفسنا، وسبر أغوارنا النفسية والسكيولوجية بحثًا عن الجذور والأصول، وهذا ما نسنتبطه ونستشفه في لوحاتها متعددة الألوان والاغراض، التي تكشف لنا عوالم ومرجعيات متنوعة، حيث أن الاشتغال البصري يرى الألوان والامتدادات، بينما الذوق يرى الجمال الأخاذ والرهبة المحسوسة والملموسة أمام اللوحة التشكيلية الإبداعية.

تحية للصديقة الفنانة رجاء أبو الهيجاء، وأشد على يديها بمواصلة دربها الفني، متمنيًا لها مستقبلًا ناجحًا، ومزيدًا من العطاء التشكيلي الذي يلتزم قضايا شعبنا، ويعبر عن مشاعرنا الوطنية وجراحنا وعذاباتنا اليومية، وإلى الأمام.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق