أبوابٌ ترحّبُ و بيوتٌ تُفتَحُ، و يُشَرَّعُ المنزلُ مُرحّباً و مُسهّلاً. عالمٌ آخرُ مشرقٌ بوضوحِهِ جميلٌ بغموضِهِ ساحرٌ بنظرات أبوابهِ.
غريبةٌ هي الحياة، كيف تفتحُ أبواباً بالعشراتِ و هي تُدرِكُ البابَ المُغلقَ الذّي تُريدُهُ. هو منزلٌ ليسَ ككلّ المنازل، هو صورةٌ ملفتةٌ و ليست غريبةً عن أهلِ الكرمِ، و كم من كرمٍ يحويهِ هذا المنزل.
الحياةُ بابانِ و نافذة، الأوَّلُ بابُ الأملِ و الطّموح، و الثّاني بابُ الخيبةِ و الرُّكود، و نافذةٌ لا تعلمُ على ماذا تُطلُّ، و لكن ليس فيها خيارٌ كما في فتحِ الأبوابِ، إنَّما هي قدرٌ محتومٌ، ليس رغماً عنكَ بل بكلِّ إرادتكَ، ستجذبُكَ و تشدُّكَ و تأخذُ كلّ ما فيكَ من حواسٍ إلى أن تملككَ و تضعكَ حيثما هي تريد.
في ستائرها بياضٌ لم تَرَهُ بالأبواب، و لكن غموضٌ يحتَويها، شيءٌ لم تَرهُ بغيرها، شيءٌ جميلٌ لكن مُخيفٌ، شيءٌ مُريحٌ لكن مؤلم، نعم، هي تجسيدٌ للحياةِ، و تبقى الأبوابُ أبواباً لها، لا تصلُ إليها إلّا بعبورِها.
هي لوحةٌ للفنّان "شوقي دلال"، و كما في كلِّ لوحاتِهِ يضعُ لمسةً خاصّةً لا تُبصِرُها فقط، بل و تحسُّها بكُلِّ ما فيكَ من حواسٍ، و تشعرُ بها في داخل داخلك. و في هذه اللَّوحةِ قد وضعَ شيئاً بل أشياءَ مجموعةًمن الحياةِ و فُرَصِها و خياراتِها و كيف تضعُكَ في المكانِ الذّي أدّى إليهِ اختيارُكَ.
ربّما البابُ المُغلَقُ هو الذّي تُريدُ فتحَهُ و لكنَّهُ ليس مكانَكَ. لهذا تقومُ هذه اللَّوحة بإظهارِ عدد الأبواب المفتوحةِ لكَ، و التّي توصِلُكَ إلى مكانِكَ الخاصّ حسبَ اختيارِكَ، و في كلّ الحالاتِ يكونُ هذا ما تستحقُّهُ، نجاحٌ كان أم فشل..
و تبقى هذِه اللَّوحة حاملةً لأفقٍ واسعةٍ من الكلمات و التّعابيرِ التّي لا تنتهي فهي حقًّا تجسيدٌ لكلّ مراحل الحياةِ اللانهائيّة.
...
في الصورة كاتبة المقال ياسمينة سعد ولوحة الرسام شوقي دلال
من اجمل ما قرأت ورأيت لوحة وتعبير يستحقون التأمل ، تمنياتي لكم بمزيد من العطاء والنجاح
ردحذف