رسالة دكتوراة بطب الزقازيق تناقش الاضطرابات الإنجابية للشابات المصابات بمرض السكري




كتب مجدي جعفر.

في القاعة ( ب ) بالمركز العلمي بمستشفى الجراحة الجديد، نوقشت الرسالة العلمية لنيل درجة الدكتوراه، والمقدمة من الطبيبة منار ممدوح محمود عبدالقادر جعفر المدرس المساعد بقسم طب الأسرة بكلية الطب البشري جامعة الزقازيق، وعنوانها ( تقييم الاضطرابات الإنجابية للإناث بين طالبات الجامعة المصابات بمرض السكري من النوع الأول ).

والرسالة تحت إشراف : أ . د . نيرمين محمد رشاد أستاذ الباطنة العامة، أ . د راندة محمد سعيد أستاذ طب الأسرة، أ . م . د نهى عثمان فرير أستاذ مساعد طب الأسرة.

واحتشد في العاشرة من صباح يوم الثلاثاء المصادف 6 /5 / 2025م عدد كبير من طلاب الدراسات العليا وطلاب كلية الطب وأهل الباحثة ومحبيها، لمتابعة الماقشة التي زادت عن الثلاث ساعات، وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من : أ . د نرمين محمد رشاد أستاذ الباطنة ( عن المشرفين )، أ . د خالد محمد عبدالرازق أستاذ الباطنة العامة ( عن الكلية )، أ . د نجوى نشأت حجازي أستاذ طب الأسرة ( من الخارج ).

في البداية تحدثت الباحثة منار ممدوح محمود عبدالقادر جعفر عن رسالتها العلمية، وقدمت ملخصا لها، جاء فيه :

أن النساء المصابات بداء السكري من النوع الأول يتعرضن لخطر متزايد للإصابة بالاضطرابات الانجابية طوال حياتهن مقارنة بالنساء الصحيحات.

وأبانت بأنه على مدار الخمسين عامًا الماضية، تغيرت تأثيرات السكري من النوع الأول على الوظائف الانجابية لدى النساء بشكل

كبير، ورغم التحسن في العلاج، لا تزال هذه الفئة من المرضى تواجه مشاكل في البلوغ، والدورة الشهرية، والخصوبة، وسن انقطاع الطمث. ويُعد فرط الأندروجينية واضطرابات

الدورة الشهرية من أكثر المشكلات انتشارًا بين الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول.

وأضافت الباحثة بأن العديد من الدراسات أظهرت أن سوء التحكم الأيضي يزيد بشكل كبير من خطر اضطرابات الدورة الشهرية بين النساء المصابات بالسكري من النوع الأول. وعلى الرغم من أن التحكم الأيضي الأمثل عادة ما يعكس هذه الاضطرابات، إلا أنه لا يمكن استبعاد استمرارها في بعض الحالات. بالإضافة إلى ذلك، ارتبط فرط الأنسولين الناتج عن البروتوكولات العلاجية المكثفة بزيادة معدل الأعراض المشابهة لمتلازمة تكيس المبايض لدى النساء المصابات بالسكري من النوع الأول.

وعن الهدف من الدراسة أوضحت الدكتورة منار جعفر :

أُجريت هذه الدراسة بهدف تحسين الصحة الإنجابية لدى الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول من خلال الأهداف التالية:

.1 تقييم معدل انتشار اضطرابات الإنجاب بين الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول.

.2 تحديد العوامل المحتملة المساهمة في اضطرابات الإنجاب لدى هذه الفئة.

وأُجريت الدراسة كدراسة مقطعية في عيادة الأمراض الباطنة بمستشفى طلبة جامعة الزقازيق في الفترة من الأول من فبراير ٢٠٢3م حتى نهاية ديسمبر.2024م.

وشملت الدراسة ( 136 ) طالبة جامعية مصابة بداء السكري من النوع الأول تتراوح أعمارهن بين ( 18 ) و( 24 ) عامًا. وتم جمع البيانات الاجتماعية والديموغرافية من خلال المقابلات، وتم أيضا تسجيل التاريخ المرضي، بما في ذلك تاريخ السكري والتاريخ النسائي الكامل.

 وأضافت الباحثة بأنه تم إجراء فحص سريري شاملًا : قياس الوزن، الطول، محيط الخصر، محيط الورك،وضغط الدم، بالإضافة إلى تقييم زيادة الشعر وحب الشباب لدى المريضات اللاتي لديهن تاريخ إيجابي لهذه الأعراض. كما تم طلب الفحوصات المخبرية والموجات فوق الصوتية على الحوض، وتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض وفقًا لذلك. وأخيرًا، تم تقييم المشاركات للكشف عن اضطرابات الأكل، والاكتئاب، والقلق باستخدام مقاييس لهم.

وعن نتائج الدراسة قالت :

حوالي ثلث المشاركات ( 30 ) وعُشر بالمائة يعانين من اضطرابات انجابية مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، ( 22 ) وثمان أعشار بالمائة يعانين من قلة تكرار الدورة الشهرية، و ( 18 ) وأربعة أعشار بالمائة يعانين من تكيس المبايض، و ( 2 ) وتسعة أعشار بالمائة يعانين من مشاكل في الخصوبة.

كانت المريضات اللاتي يعانين من اضطرابات إنجابية أكبر سنا عند تشخيص السكري ، وكانت لديهن مدة اصابة بالسكري أقصر، ومستوى أعلى من هرمون منشط الغدة الدرقية ، كما كنّ أقل نشاطًا بدنيا مقارنة بمن لا يعانين من اضطرابات إنجابية. كما ارتبط وجود الاضطرابات الانجابية بشكل كبير باضطرابات الأكل والاكتئاب.

وأظهرت المريضات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض ارتفاعًا في مؤشر كتلة الاسم، ومحيط الخصر مقارنة بمن لا يعانين من المتلازمة. كما لوحظت مستويات أعلى من السكر التراكمي، والكولوسترول الكلي، والدهون الثلاثية لدى المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مقارنة بغيرهن. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المريضات المصابات بفرط الأندروجينية وغير المصابات به من حيث مؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وجرعة الأنسولين اليومية.

وكانت المريضات اللاتي ظهر لديهن السكري قبل سن البلوغ لديهن مدة أطول من المرض وجرعات أنسولين يومية أعلى مقارنة بالمريضات اللاتي أصبن بالسكري بعد سن البلوغ. كما كانت المريضات المصابات بالسكري بعد سن البلوغ أكثر عرضة لوجود دورة شهرية غير منتظمة وغير متكررة،.

من هذه النتائج يمكننا استنتاج أن الاضطرابات الإنجابية لا تزال شائعة بين الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول، وترتبط هذه الاضطرابات بعمر تشخيص السكري، ومدة المرض، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر. كما أن سن البلوغ قد تأخر بشكل ملحوظ لدى المرضى اللاتي ظهر لديهن السكري قبل البلوغ. وأخيرًا، كانت المريضات اللواتي يستخدمن جرعات أعلى من الأنسولين أكثر عرضة للإصابة بفرط الأندروجينية.

من الضروري زيادة وعي مقدمي الرعاية الصحية بأهمية فحص الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول للكشف عن الاضطرابات الإنجابية. كما نوصي بتحسين التحكم

الأيضي للمريضات، والحفاظ على نمط حياة صحي يشمل المحافظة على الوزن في المعدل الطبيعي وممارسة النشاط البدني بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي مراقبة جرعات الأنسولين

المستخدمة من قبل الشابات المصابات بالسكري من النوع الأول، نظرًا لاحتمالية ارتباطها بظهور أعراض فرط الأندروجينية في هذه الفئة.

واستقبل الحضور الرسالة استقبالا حسنا، ولاقت حفاوة طيبة وإشادة من لجنة الحكم والمناقشة.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق